الاثنين، 24 يناير 2022

《 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة تؤدى وفق الشرع المطهر بعيدا عن امزجة أهل الأهواء والبدع والفرق الضالة 》



بسم الله الرحمن الرحيم 


إلى من لا يسعني ترك اجابته من الإخوة طلاب العلم ........

سلمكم الله وبارك فيكم   

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  .

أما بعد :

فقد أطلعت على رسالة المدعو د : سالم بن سعيد ....... والتي تحدث فيها عن  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق هواه وتوجهات حزبه فرأيتُ أنها قد اشتملت على قلة فقه وبعد عن الحكمة وجهل وتخبط في كيفية معرفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطريقة الشرعية في كيفية تأدية هذه الشعيرة الفاضلة وأشكر غيرة فضيلتكم على السنة وذلك في حرصك على اهمية اتباعها  وحثك على لزوم هدي السلف الصالح وأن كان بعض الجهلة أو من في قلبه مرض لا يعلمون خطر التمادي في مخالفة السنة أو مشاققة سبيل المؤمنين إذ أن همهم الأول هو : ( إنكار المنكر بأي طريقة كانت ولو ترتب على هذا الإنكار منكر أعظم منه  ) ناهيك عن بعدهم عن الفقه والحكمة وتقدير عواقب الأمور وبغير نظر للنتائج  والمآلات  أوملاحظة ادراك المصالح وجلبها وابعاد المفاسد ودرأها فقد يترتب على هذا  المنكر منكر أعظم منه لهذا قال الله سبحانه وتعالى :{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }

قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " فظاهر الآية ، وإن كان نهيا عن سب الأصنام ، فحقيقته النهي عن سب الله ، لأنه سبب لذلك " .

انتهى كلامه رحمه الله بتصرف .

اقول : فنتيجة إنكار اي منكر جهلا بغير ضوابط شرعية يكون هو المنكر بل قد يكون منكر أعظم من المنكر الأول ؛ وقد رأى الناس من نتائج أفعال هذه الجماعات التكفيرية - التي نسبت نفسها إلى الإسلام ظلما والاسلام برئ منها - في طريقة انكارها على الولاة منكرا أعظم من المنكر الذي يدعون انكاره  وذلك في صدهم عن سبيل الله سبحانه وتعالى ومنع علماء السنة من نشر التوحيد والسنة في اقطار العالم بسبب التصرفات الرعناء لهؤلاء الحمقاء . و بعض  الجهات الحكومية والوزارات الحيوية ومرافق نفعية واماكن خدمية في العالم -  مع انه تم إنشاؤها لخدمة البشر من بر او فاجر بل لخدمة كل ذات كبد رطبة من إنسان أو حيوان أو طائر - فتشاهدا ما حولها أمرا عجبا ؛ فمابال المصدات الاسمنتية والصبات الخرسانية وضعت وكثرة الاحترازات الأمنية في المطارات ونقاط العبور   ؟

الجواب : 

بسبب هؤلاء الذين اظهروا الملامح إسلامية وهم يحاربون الإسلام وأهله . سلمت منهم إيران الفرس المجوس ولم تسلم منهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم  ؛ شوهوا دين الإسلام بأفعالهم الإجرامية 

فما بين 

تكفير

وتفجير 

واغتيال

وتصفيات جسدية 

وثورات 

واضرابات 

ومضاربات 

ومظاهرات 

وتهييج وتحريض كل ذلك من أجل مايسمونه عودة الخلافة الإسلامية بجهاد مزعوم ينكره كبار علماء الإسلام 

وهذه الخلافة المزعومة مفادها طلب عودة حكم دولة القرامطة والحشاشين والعبيديين والدواعش والقاعدة  ...

ان الإسلام دين رحمة وعطف ومحبة ودعوة الى علم الكتاب والسنة وفق هدي سلف الامة الصالح . وهو يحرم ويجرم الفوضى والهمجية وقانون الغاب .

والجهاد في الإسلام وسيلة لإعلاء شأنه ونشر محاسنه وفضائله بالحجة والبرهان 

وهذا هو الجهاد الأكبر جهاد الخاصة بالعلم وايضاح الحق  وكشف الشبهات وتفنيد المشتبهات بالادلة الواضحات البينات والحجج الباهرات 

فهذا العصر عصر العلم وعامة الناس من مسلم وكافر يحتاجون إلى علماء 

يوضحون للمسلمين  الإسلام الصحيح بالادلة من الكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح  ويحذرونهم من البدع والاهواء والفرق والجماعات المنحرفة  ..

ويكشفون لهم الشبه .

وأما اهل الكفر فيدعونهم إلى الاسلام الصحيح إلى  الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح  ..

ويبينوا لهم براءة الإسلام من هذه الجماعات التكفيرية الإخوانية الخوارج. 

فالبشرية في هذا العصر بحاجة ماسة إلى ما يربطهم بربهم وخالقهم فهم  يعانون من خواء روحي ومرض نفسي... فمع توفر المادة والرفاهية  وكثرة الاختراعات وتحسن حياة البشر ومظاهرها إلا انهم تعساء باطنيا .

فهم يحتاجون إلى دواء الوحي يريدون العلاج الرباني الذي يؤيده العقل السليم والفطرة السوية وهذا مصداقا لقوله تعالى وتقدس  : {  وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى  قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا  قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }

ولا يكون كشف هذا الداء وعلاجه إلا على يد من وفقهم الله ورزقهم العلم النافع والعمل الصالح وهم علماء السنة السلفيين ف"الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.

ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين "

وقد كثر دعاة الاخوانية الخوارج وتنوعت فرقهم واختلفت مذاهبهم والقاسم المشترك بينهم 

التكفير 

واستحلال دماء الأبرياء 

وايراد الشبه 

ونشر البدع والاهواء 

؛ يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويحاربون أهله ، فهم " عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مخالفة الكتاب يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين "[ من خطبة الامام احمد بن حنبل رحمه الله في مقدمة رسالته الرد على الجهمية  ] 

وعودا على بدء:

بشأن الرسالة الحماسية العاطفية السابقة والتي خلت من العلم والحلم والحكمة فإن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام فإن " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، هو القطب الأعظم في الدين ، والمهم الذي ابتعث الله له الأنبياء والمرسلين ، فلو طوي بساطه ، وأهمل علمه وعمله ، لفشت الضلالة ، وشاعت الجهالة ، وخربت البلاد ، وهلك العباد ، قال الله تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } فنعوذ بالله من اندراس هذا المهم العظيم ، واستيلاء المداهنة على القلوب ، وذهاب الغيرة الدينية"

من أكبر الكبائر وأعظم العظائم : التهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعدم القيام لهما بما يشترط ويفتقر إليه في حصوله على الوجه الذي تبرأ به الذمة ويحصل به المقصود ، قال الله تعالى : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وقال صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) .

" .[ الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ؛ من كتاب الدرر السنية] 

 و " لا بد من هذه الثلاثة : العلم ، والرفق ، والصبر ، العلم قبل الأمر والنهي ، والرفق معه ، والصبر بعده ، وإن كان كل من الثلاثة مستصحباً في هذه الأحوال ، وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف ورووه مرفوعاً ، ذكر القاضي أبو يعلى في المعتمد : " لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به ، فقيهاً فيما ينهى عنه ، رفيقاً فيما يأمر به ، رفيقاً فيما ينهى عنه ، حليماً فيما يأمر به ، حليماً فيما ينهى عنه " .وليعلم أن الأمر بهذه الخصال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مما يوجب صعوبة على كثير من النفوس ، فيظن أنه بذلك يسقط عنه ، فيدعه ، وذلك مما يضره أكثر مما يضره الأمر بدون هذه الخصال أو أقل ، فإن ترك الأمر الواجب معصية ، فالمنتقل من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار ، والمنتقل من معصية إلى معصية كالمنتقل من دين باطل إلى دين باطل ، وقد يكون الثاني شراً من الأول ، وقد يكون دونه ، وقد يكونان سواء ، فهكذا تجد المقصر في الأمر والنهي والمعتدي فيه قد يكون ذنب هذا أعظم ، وقد يكون ذنب هذا أعظم ، وقد يكونان سواء .[ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله( ٢٨ / ١٣٧ - ١٣٨ )]

ومعلوم أنه"لا يجوز إنكار المنكر بما هو أنكر منه ، ولهذا حرم الخروج على ولاة الأمر بالسيف ، لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن ما يحصل بذلك من فعل المحرمات ، وترك واجب ، أعظم مما يحصل بفعلهم المنكر والذنوب ، وإذا كان قوم على بدعة أو فجور ، ولو نهوا عن ذلك وقع بسبب ذلك شر أعظم مما هم عليه من ذلك ، ولم يمكن منعهم منه ، ولم يحصل بالنهي مصلحة راجحة ، لم ينهوا عنه . [مجموع فتاوى لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله( ١٤ / ٤٧٢)].

و " إنكار المنكر أربع درجات :

الأولى : أن يزول ويخلفه ضده [ وضده هو المعروف] .

الثانية : أن يقل وإن لم يزل بجملته .

الثالثة : أن يخلفه ما هو مثله .

الرابعة : أن يخلفه ما هو شر منه .

فالدرجتان الأوليان مشروعتان ، والثالثة موضع اجتهاد ، والرابعة محرمة .

فإذا رأيت أهل الفجور والفسوق يلعبون بالشطرنج كان إنكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة إلا إذا نقلتهم منه إلى ما هو أحب إلى الله ورسوله ، كرمي النشاب (السهام) ، وسباق الخيل ، ونحو ذلك .

وإذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب أو سماع مكاء وتصدية ، فإن نقلتهم عنه إلى طاعة الله فهو المراد ، وإلا كان تركهم على ذلك خيرا من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك ، فكان ما هم فيه شاغلا لهم عن ذلك .وكما إذا كان الرجل مشتغلا بكتب المجون ونحوها وخفت من نقله عنها انتقاله إلى كتب البدع والضلال والسحر ، فدعه وكتبه الأولى . وهذا باب واسع .

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول : مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم منهم يشربون الخمر ، فأنكر عليهم من كان معي ، فأنكرت عليه ، وقلت له : إنما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة ، وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية وأخذ الأموال ، فدعهم .

والمثال الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم: (نهى أن تقطع الأيدي في الغزو) رواه أبو داود . فهذا حد من حدود الله تعالى ، وقد نهى عن إقامته في الغزو خشية أن يترتب عليه ما هو أبغض إلى الله من تعطيله أو تأخيره من لحوق صاحبه بالمشركين حمية وغضبا ، كما قاله عمر وأبو الدرداء وحذيفة وغيرهم " [ من كلام الإمام ابن القيم من كتاب إعلام الموقعين ( ١٢ / ٣ - ١٣ )]. " و " الأمر والنهي - وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة - فينظر في المعارض له ؛

فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأمورا به ؛ بل يكون محرما إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته "[مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله ( ٢٨ / ١٢٩ )]" 

 فهذا المتحدث سمع بمنكر فجرى انكاره وفق طريقة اخوانية خارجية ومذهبهم مبني على التهييج والإثارة والتحريض وارادة الشر بولاة أمور المسلمين .

وطريقة كبار علماءالسنة  أنهم ينكرون  كل على حسب قدرته  ويعتمدون على[  الإسرار في الانكار  ] بعدا عن الرياء والسمعه ولئلا يترتب على عملهم مفاسد عظيمة كما ذكرنا في ثنايا هذه الرسالة مع حرصهم على أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  القائل: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه وإلا كان قد أدى ما عليه)

وفي مسند الإمام  أحمد رحمه الله  عن سعيد بن جهمان رحمه الله قال: [ أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه.. قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جهمان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه ] .

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه: قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.

ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله  عنه  وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه "[ موقع الإمام ابن باز رحمه الله   الرسمي ] 

و هالايات والاحاديث التي يذكرها هذا او غيره النصح له ابواب 

لان النصح الدعاء ، الدعاء لأي مسلم 

الدعاء لولي الامر

 الدعاء لمن وقع في المعصية 

ثم ان هناك مسألة عظيمة احببت التنبيه عليها هذه المسأله بارك الله فيكم 

هي ان هذه المعاصي على عظيم جرمها وكبير اثمها وخطرها لا تساوي شيء عند البدع واهل البدع من قوم هذا الواعض فلا مقارنه 

كان السلف الصالح يحذرون من البدعة أعظم من تحذيرهم من المعاصي وذلك ان المعاصي يتاب منها بخلاف البدعة فقد ثبت في السنة : ( إن الله حجز أو حجب التوبة عن كل مبتدع ) 

وفي سير أعلام النبلاء وغيرها من تراجم أهل العلم عن:

سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بنُ مَيْمُوْنٍ الصَّدُوْقُ المُسْلِمُ, عَنْ خُوَيلٍ -يَعْنِي: خَتَنَ شُعْبَةَ- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُوْنُسَ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ تَنْهَانَا عَنْ مُجَالَسَةِ عَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ, وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُكَ? قَالَ: ابْنِي؟! قَالَ: نَعَمْ فَتَغَيَّظَ الشَّيخُ, فَلَمْ أَبرَحْ حَتَّى جَاءَ ابْنُه, فَقَالَ: يَا بُنَيَّ قَدْ عَرَفْتَ رَأْيِي فِي عَمْرٍو ثُمَّ تَدخُلُ عَلَيْهِ قَالَ: كَانَ مَعِي فُلاَنٌ, وَجَعَلَ يَعْتَذِرُ. قَالَ: "أَنْهَاكَ عَنِ الزِّنَى, وَالسَّرِقَةِ, وَشُربِ الخَمْرِ, وَلأَنْ تَلْقَى اللهَ بِهنَّ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَلقَاهُ بِرَأْيِ عَمْرٍو, وَأَصْحَابِ عَمْرٍو".

قال العوام بن حوشب رحمه الله فى حق ابنه عيسى : " والله لأن أرى عيسى يجالس من أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلى من أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع " .

و قال سعيد بن جبير رحمه الله : " لأن يصحب ابنى فاسقا ، شاطرا ، سنيا ، أحب إلى من أن يصحب عابدا مبتدعا

قال الإمام أحمد  رحمه الله :

 " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله " .

وأخيرا:

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال له بعض الناس: هلكت إن لم آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.. فقال له رضي الله عنه: (هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر).

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

كتبه: غازي بن عوض العرماني.