الخميس، 6 مايو 2021

《متى يكون آخر وقت لإخراج زكاة الفطر 》



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسولهالمصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

ذكر أهل العلم اقوالا من أهمها 

ما يلي    :

             [ القول الأوّل] :


آخِرُ وقتِ زكاةِ الفِطرِ الذي يحرُمُ تأخيرُها عنه هو غروبُ شَمسِ يَومِ عِيدِ الفِطرِ، وهذا مَذهَبُ المالكيَّةوالشافعيَّة

والحنابلة واستدلوا بما ورد  في السُّنَّة من

حديث أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ( كنَّا نُخرِجُ في عهدِ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ الفِطرِ صاعًا من طعامٍ ...الحديث) 

فدل على لفظ (يوم الفطر ) يشمل نهار يوم كله اوله وآخره الى وقت غروب الشمس وهذا عملا بظاهر الحديث  

وكذلك استدلالا بما ورد عن عبدالله بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغو والرَّفَث، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ)

وجه الدَّلالة:

أنَّ اعادة عبارة  (مَن أدَّاها) مرَّتين، واتِّحادَ مَرجِعِ الضَّميرِ في المرَّتين؛ يفيدُ أنَّ الصدقةَ المؤدَّاة قبل الصَّلاةِ وبعد الصَّلاة هي صدقةُ الفِطرِ، لكِنْ نَقَصَ ثوابُها فصارتْ كغَيرِها من الصَّدَقاتِ  .


              [القول  الثاني]: 

أنَّ آخِرَ وَقتِ زكاةِ الفِطرِ هو قبل صلاةُ العِيدِ، ويحرُمُ تأخيرُها إلى ما بعدَ صلاةِ العيدِ، فإنْ أخَّرها لم تقَعْ زكاةَ فِطرٍ، وإنَّما هي صدقة من الصدقات اختارَ هذا القول ابنُ تيميَّه وابنُ القيِّم   والصنعانيُّ والشوكانيُّ وابنُ باز وابنُ عُثيمين واهل الظاهر رحمهم الله  ومن ادلتهم  ما ثبت في السُّنَّة من  حديث عبدالله بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (فرضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائِمِ من اللَّغو والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صَدَقةٌ مِنَ الصَّدقاتِ)

وبماثبت كذلك في السنة من حديث عبدالله بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: (أمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بزكاةِ الفِطرِ أن تؤدَّى قبل خُروجِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ)

وكلَّ عبادةٍ حدد لها الشارع وقتا  إذا تعمَّد الإنسانُ إخراجَها عن وَقتِها لم تُقبَلْ 

ولعل هذا القول له قوته ووجاهته  "اللهم إلا إذا أتى العيد والإنسان ليس عنده ما يخرج، أو ليس عنده من يخرج إليه [ او كان نائما او لم يجد احدا يعطيه الزكاة] ففي هذه الحال يخرجها متى تيسر له إخراجها. وكذلك لو لم يعلم بالعيد إلا في وقت مباغت لا يتمكن من إخراجها قبل الصلاة وأخر إخراجها، فإن في هذه الحال تخرج ولو بعد الصلاة، وكذلك لو اعتمد بعض الناس على بعض، مثل أن تكون العائلة اعتمدت على قيمهم وهو في بلد آخر، ثم تبين أنه لم يخرج، فإنه يخرج ولو بعد العيد"

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

ملحوظة مهمة : 

[مابين " ..." من الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بتصرف يسير ]