الثلاثاء، 11 مايو 2021

《 سنيةُ التَّكبيرِ في ليلة عيدِ الفِطْرِ حتى فراغُ الإمامِ من خطبة العيد 》




                [   المقدمة   ]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم
ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }
أما بعد : 
فهذا تذكير بسنة ثابتة عن  الرسول صلى الله عليه وسلم 
وهو سنية التكبير ليلة عيد الفطر حتى فراغُ الإمامِ من الخطبة 
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 
.
[ الأدلة على مشروعية هذا التكبير  ]

قوله تعالى وتقدس: { تعالى: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " قال ابن عباس : هو تكبيرات ليلة الفطر وروي عن الشافعي وعن ابن المسيب وعروة وأبي سلمة أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر يجهرون بالتكبير وشبه ليلة النحر بها إلا من كان حاجا فذكره التلبية " . انتهى كلامه رحمه الله. 
وأما الدليل من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي صحيح الإمام مسلم رحمه الله حديث رقم ( ٨٩٠ ) عن أمِّ عطيَّةَرضي الله عنها قالت : ( كنَّا نُؤمَر بالخروجِ في العيدين، والمُخبَّأةُ، والبِكرُ. قالت: الحُيَّضُ يَخرُجْنَ فيكنَّ خلفَ الناسِ، يُكبِّرْنَ مع الناسِ ). 
وفي رواية للامام البخاري رحمه الله حديث رقم( ٩٧١ ) قالت رضي الله عنها : ( فيُكبِّرْنَ بتكبيرِهم ) .
وفي الأثر عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما:  [ أنَّه كان يَجهَرُ بالتَّكبيرِ يومَ الفِطرِ إذا غدا إلى المصلَّى، حتى يخرُجَ الإمامُ فيُكبِّرَ ] 
صحح هذا الاثر موقوفا  
الإمام الألبانيُّ رحمه الله  في إرواء الغليل( ٦٥٠ ).

              [ وقت التكبير :  متى يبدأ التكبير ومتى ينتهي  ]
فذهب  سعيد بن المسيَّب، وأبو سَلَمةَ، وعروة، وزيد بن أسلمَ
يَبدأُ وقتُ تكبيرِ عيدِ الفِطرِ بغُروبِ شَمسِ ليلةِ العِيدِ، 
قاله النووي رحمه الله في [المجموع ( ٥ / ٤١)]. 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" والتكبيرُ فيه: أوَّله من رُؤية الهلال، وآخره: انقضاء العيد، وهو فراغُ الإمامِ من الخطبة على الصحيح ". [مجموع الفتاوى( ٢٤ / ٢٢١)].
قال الإمام ابنُ باز رحمه الله : " التكبير: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمد. أو يُثلِّث: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمد، مثله: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا؛ كل هذا مشروعٌ في عيد الفِطر بعدَ غروب الشمس إلى الفراغ من الخُطبة"  [فتاوى نور على الدرب( ١٣ / ٣٥٥ )].
وهذا إختيار الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [ مجموع فتاوى ورسائل العثيمين رحمه الله( ١٦ / ٢٥٩ )]. 
دليلهم ماسبق وعملا بقول  اللهُ تعالى وتقدس : { وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"والذكر الذي خصهم الله على
 تعظيمه به التكبير يوم الفطر فيما تأوله جماعة من أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : ٢٣٧٨ - حدثني المثنى , قال : ثنا سويد بن نصر , قال : أخبرنا ابن المبارك , عن داود بن قيس , قال : سمعت زيد بن أسلم يقول : { ولتكبروا الله على ما هداكم } قال : إذا رأى الهلال , فالتكبير من حين يرى الهلال حتى ينصرف الإمام في الطريق والمسجد إلا أنه إذا حضر الإمام كف فلا يكبر إلا بتكبيره . ٢٣٧٩ - حدثني المثنى , قال : ثنا سويد , قال : أخبرنا ابن المبارك , قال : سمعت سفيان يقول : { ولتكبروا الله على ما هداكم } قال : بلغنا أنه التكبير يوم الفطر . ٢٣٨٠ - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد : كان ابن عباس يقول : حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم ; لأن الله تعالى ذكره يقول : { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم } قال ابن زيد : ينبغي لهم إذا غدوا إلى المصلى كبروا , فإذا جلسوا كبروا , فإذا جاء الإمام صمتوا , فإذا كبر الإمام كبروا , ولا يكبرون إذا جاء الإمام إلا بتكبيره , حتى إذا فرغ وانقضت الصلاة فقد انقضى العيد . قال يونس : قال ابن وهب : قال عبد الرحمن بن زيد : والجماعة عندنا على أن يغدوا بالتكبير إلى المصلى .ولعلكم تشكرون
القول في تأويل قوله تعالى : { ولعلكم تشكرون } . يعني تعالى ذكره بذلك : ولتشكروا الله على ما أنعم به عليكم من الهداية والتوفيق . وتيسير ما لو شاء عسر عليكم . و " لعل " في هذا الموضع بمعنى " كي " , ولذلك عطف به على قوله : { ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } .
قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"وبالتكبير عند انقضائه, ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد ".
 .
[ الخاتمة: نسأل الله حسنها ]
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلنا واياكم من أهل العلم النافع والعمل الصالح ورزقنا الله وإياكم  وحسن الخاتمة آمين 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
---------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:
غازي بن عوض العرماني .