الخميس، 18 فبراير 2021

《 من أساليب الخوارج وطرقهم التي سلكوها وخالفوا فيها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم طريقة إنكار المنكر علانية على ولاة الامر وفي هذه الرسالة رد على طالب علم خالف السنة و أساء الأدب وأتبع سبيل أهل الضلال 》



بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ  ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

أَمَّا بَعْدُ :

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ

ثم اما بعد

فألفت إنتباه  الاخوة طلاب العلم  إلى طريقة قديمة انتهجتها فرقة الخوارج وأصبحت  علامة  يعرفون بها وهو الانكار علانية على ولاة أمور المسلمين وقد قام احد طلاب العلم وهو استاذ في كلية الشريعة في القصيم بهذه الطريقة فنصح ولي الأمر علانية وهذا من التشبه بالخوارج وسلوك لمسلكهم إذ أن  نصح  الملك او الوزراء علانية  خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل هي طريقة الاخوانية الخوارج كما أسلفنا  .

والنصح سرا لولي الأمر  و حرمة إعلانها ليس محل اجتهاد بل هو نص سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن الأدلة المستفيضة في ذلك منها :

  

           [     أ    ]

قد روى عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه  أن رسول الله ﷺ قال : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) رواه احمد في مسنده رحمه الله وابن ابي عاصم في السنة رحمه الله

وصححه الامام الالباني رحمه الله

وانظر القيود التي وردت في الحديث والاحترازات فمنها 

              [ أولا ]

قوله صلى الله عليه وسلم:(لايبدها علانية) أي النصيحة لاتكون علانية . 

             [ ثانيا ]

وقوله صلى الله عليه وسلم:( يأخذ بيده) أي أن الناصح يأخذ  بيد ولي الأمر وهذا أمر واضح بأن تكون النصيحة سرا .

                  [ ثالثا ]

 قوله صلى الله عليه وسلم  :( فيخلوا به ) احترازا ثالثا عن تحريم النصيحة علانية لولي الأمر  ووجوب أن تكون سرا بحيث لا يعلم عن هذه النصيحة أحد من الناس .

ومن الادلة 


                 [   ب  ]

 عن سعيد بن جهمان قال: (أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه.. قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جهمان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه)  رواه احمد وهو حديث صحيح.

               [ ج ]

 مخالفتهم لنهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وكبار علماء الاسلام في كيفية نصح ولاة الأمر  

يدل على صحة هذه الفقرة سؤال  وجه للامام ابن باز رحمه الله هذا نص السؤال  :


" س: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟


فكان جوابه رحمه الله : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الرباض من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.

ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان : قال بعض الناس لأسامة بن زيد : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.

ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان  وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) .

نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه"

انتهى كلامه رحمه الله[ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( ٨ / ٢١٠ )] وطريقة السلف الصالح في الانكار تجب عند تأكد روية المنكرات اذا كانت المنكرات عامة فاشية معلنة فيقوم بإنكارها  اهل العلم فقط 

سرا بينهم وبين الجهة او الجهات المسؤولة لئلا يترتب على المنكر منكر أعظم منه 

ومن  انكار المنكر ذكره 

بالادلة التي تحرمه وتمنعه دون ذكرالفاعل فينكر المعصية كالزنى او الخمر دون ذكر من فعله كما ذكرنا سابقا في فتوى الامام ابن باز رحمه الله

و ان يكون انكار المنكر  وفق السنة التي ذكرناها كما مر في حديث الصحيح  . واما خلاف ذلك من انكار العامةاو انكارها علانيةفليست بسنة وليس هنا انكار منكر بل هو المنكر بعينه اذ يترتب على هذه الطريقة مفاسد عظيمة يعرف ذلك طلاب العلم السني السلفي الذين تربوا على يد علماء السنة السلفيين وقرأوا كتبهم واتبعوا جادة السلف الصالح ولزموا غرز كبار علماء الأمة وقد اوردنا كلام الامام ابن باز رحمه الله في كيفية الانكار والنصح السليم الموافق للشرع والعقل .

                [  د ]

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه في ملل الكفر فقال صلى الله عليه وسلم:( من تشبه بقوم فهو منهم ) فهذه الطريقة هي عين طريقة الكفار في انكارهم على حكامهم وهي كذلك عين طريقة الخوارج فهذا التشبه محرم في شرع الله .

              [ ها ]

سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الرحمة والسعادة في الدارين فمن خالف السنة فهو على خطر عظيم قال الله تعالى وتقدس:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " وقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته[ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .

أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي [ يقعن في النار ]يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتقحمن فيها " . قال : " فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها " . أخرجاه من حديث عبد الرزاق " .انتهى كلامه رحمه الله. 

فالتارك لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في [ كيفية نصح ولي الأمر ] أو [ في تعظيم أصل وجوب السمع والطاعة لولاة أمرنا ] وترك نهج سلفنا الصالح في هذين الاصلين العظيمين 

وسلك مسلك الخوارج ونهج نهجهم فهو مشبوه وأمره على ضلال وقد بحثت عن من اتخذ هذه الطريقة وعمل بها فوجدته يخالف أهل الحديث في التصحيح والتضعيف وفي علوم الحديث و نحى نحو المليبارية في تصحيح الاحاديث النبوية وتضعيفها [ نسبة إلى حمزة المليباري  

وطريقة المليبارية تقسيم علماء السنة أهل الحديث  إلى متقدمين ومتأخرين وجعلوا للمتقدمين منهجا يخالف المتأخرين  فحكموا للمتقدمين بالصواب وللمتأخرين جملة بالخطأ وهو منهج باطل بين الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ضعفه ووهاءه]  .

ثم رأيت لهم طريقة باطلة أخرى وهي شد الرحل للجماعات الضالة خارج المملكة العربية السعودية من إخوانية خوارج وصوفية قبورية ومعطلة جهمية ...فمثل هؤلاء لايستنكر منهم مخالفة السنة ومضادة نهج سلفنا الصالح لسوء طريقتهم وفساد منهجهم  . 


                  [   و  ] 

من عادات العرب الحميدة وسلومهم الطيبه الجميلة أنهم لا يرون نصح أي رجل  ولو كان ادناهم رتبة واقل منزلة بين الناس بل يحرصون على الانفراد به ومن ثم توجيهه ونصحه .

ويعدون من خالف هذه العادة 

أن نصحه فضيحة وتعيير ..

وأما من له مكانة بينهم ومنزلة عالية أو كان من كبار السنة  فله منهم التقدير والاحترام ولعل في هذا امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا ) .

فكيف بغيرهم من ولاة الأمر من ملوك وامراء ورؤوساء ممن طاعتهم واجبة و نصحهم يجب فيه أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج سلفنا الصالح ؛ ومما ورد تأييدا لصحة كلامنا ماذكره الحافظ النووي رحمه الله في [ شرحه لصحيح مسلم رحمه الله ( ١ - ٢ / ٢٤)] : "  فينبغي أن يسر النصيحة إليه ليتحقق القبول. قال الشافعي: من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه ". قال ابن حزم رحمه الله [ الأخلاق والسير ( ٤٥ )] : " إِذا نصحت فانصح سرا لَا جَهرا ، وبتعريض لَا تَصْرِيح  " .انتهى كلامه رحمه الله و قال ابن رجب رحمه الله [ جامع العلوم والحكم ( ١ / ٢٣٦ )]: " كان السَّلفُ إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ ، وعظوه سراً ، حتّى قال بعضهم : مَنْ وعظ أخاه فيما بينه وبينَه فهي نصيحة ، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنَّما وبخه . وقال الفضيل: المؤمن يَسْتُرُ ويَنْصَحُ ، والفاجرُ يهتك ويُعيِّرُ" انتهى كلامه رحمه الله 

قال الإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه صفحة ( ٥٦ ) :

" تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه 

وإن خالفتني وعصيت قولي

 فلا تجزع إذا لم تعط طاعة  "

وهؤلاء الضلال لم يتمسكوا بالسنة ولم يعملوا بهدي السلف الصالح وخالفوا العرب في عاداتهم الحميدة وأخلاقهم الطيبه. 

أعاذنا الله وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس .

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

----------------------------------------

كتبه واملاه الفقير الى  عفو مولاه :

غازي بن عوض العرماني