الأحد، 28 فبراير 2021

《 إماطة اللثام في كشف شبهات اللئام في الذب عن عرض الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - شيخ الإسلام 》


      بسم الله الرحمن الرحيم 

         

            《  المقدمة  》


 الحمد لله على رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فأشاهد كما يشاهد غيري من الإخوة طلاب العلم الكرام بل و مما لفت نظري إطلاعي عل   رسائل تنشر في وسائل الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي  من أناس  شرقوا بدعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وقاموا بالعداء الظاهر لها  وعداوة هؤلاء إنما هي بغض لما يحمله وينشره ويبثه وينصره ويؤيده من كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على ولزومه لجادة  سلفنا الصالح فبفضل الله وحده ثم قيام هذه الدعوة المباركة انتشر التوحيد والسنة  وقد تبين لنا أن من يطعن في ذات الشيخ او في دعوته يبثون شبها ضعيفة لاتمس ذات الدعوة أو ذاته وإنما يغالطون فيها و يكابرون عن قبول الحق بعدما تبين لهم .

 وهذا الأمر إنما يسري ويجري بين الجهلة وانصاف المتعلمين ومن شبههم الضعيفة  شبهة  أن بلاد الشيخ هي بلاد نجد ، و( نجد هي قرن الشيطان ) كما أتى  ذلك في الحديث الصحيح ، وتتمته : ( ان فيها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان ) .

ورأيت أن من تبنى هذه الترهات هم مجموعة من ذوي التوجهات الفكرية المنحرفة الذين أمات الله  على يد هذا الإمام أهواءهم وتلاشت بدعهم 

ومن أهم الفرق الضالة في هذا العصرفرقة الأحباش في لبنان ولعلها نشأت بدعم رافضي  و فرق التعطيل الجهمي[ معتزلة . ماتريديه. اشاعرة]

 و فرقة الإخوانية الخوارج ومنهم الحداديه[ سبق أن اتهموه بالإرجاء لانه وقف ضد إنتشار فكر تكفير المسلمين وإستحلال دمائهم بأدنى الحيل والشبه]

والإجابة عن هذه الشبهة نذكرها في عدة فصول في هذه الرسالة إيضاحا للحق واماتة للباطل من هذه الفصول   :


《 الفصل الأول :  بلاد اليمامة وماورد فيها من أحاديث تبين فضلها 》

 ثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يبين فضلها بما  رواه البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم  ( ٣٣٥٢) ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٤٢١٧) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي  إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ .  )الحديث .

وفي هذا الحديث بيان فضل هذه البقعة المباركة " اليمامة " حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم بلاد اليمامة  أنها أحد الأماكن التي ستكون  مهاجرا   له صلى الله عليه وسلم  .وهذا البلاد المعنية بخبر الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم هي موطن وسكنى الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فدل الحديث على بطلان  ماذكره هؤلاء الضلال عن الشيخ ودعوته في شبهتهم التي هي في الضعف اوهى من بيت العنكبوت   .   

قال الإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله [ مجموعة التوحيد ( ١ / ٤٢٩ )]: " رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم هي حق، وكفى بهذا فضلًا لليمامة وشرفًا لها على غيرها، فإن ذَهاب وهله صلى الله عليه وسلم في رؤياه إليها، لا بد أن يكون له أثر في الخير يظهر، فظهر ذلك الفضل بحمد الله في القرن الثاني عشر " انتهى كلامه رحمه الله ؛ أقول: وهذا التاريخ الذي ذكره الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله هو تاريخ ظهور دعوة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فقد كانت دعوته إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وإلى إحياء سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانتشر الخير وأهله  وظهر الحق و ضيق على الشر وأهله وزهق الباطل قال الله تعالى وتقدس:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا  } وقال جلا وعز :{  بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }.

وقال سبحانه وتعالى:{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " فلما تبين أنه لا حجة لهم على ما قالوه، ولا برهان لما أصَّلوه، وإنما هو مجرد قول قالوه وافتراء افتروه أخبر أنهم ‏{‏يُرِيدُونَ‏}‏ بهذا ‏{‏أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ‏}‏‏.‏

ونور اللّه‏:‏ دينه الذي أرسل به الرسل، وأنزل به الكتب، وسماه اللّه نورا، لأنه يستنار به في ظلمات الجهل والأديان الباطلة، فإنه علم بالحق، وعمل بالحق، وما عداه فإنه بضده، فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوه من المشركين، يريدون أن يطفئوا نور اللّه بمجرد أقوالهم، التي ليس عليها دليل أصلا‏.‏

‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏}‏ لأنه النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه، والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده، وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ‏}‏ وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله، فإن سعيهم لا يضر الحق شيئًا‏ ". انتهى كلامه رحمه الله. فجزى الله الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله خير الجزاء ولايفوتني الدعاء للمجدد الآخر الذي نصرها ونشرها في ارخاص روحه من أجلها وبسيفه وهو الإمام الامير محمد بن سعود رحمه الله بعد المبايعة التاريخية بين هذين الإمامين الجليلين  سائلا الله أن  يغفر له وللشيخ ويرحمهما ويعفو عنهما ويسكنهما الفردوس الاعلى من الجنة . آمين. 


《 الفصل الثاني : اختلاف اسم وموقع اليمامة عن نجد 》


اختلاف المسمى والموقع ف[ نجد ]يختلف مسماها عن [ اليمامة ] كما هو مشاهد .

و يختلفان كذلك في الموقع الجغرافي ف" اليمامة اسم لإقليم من الجزيرة العربية إلى الجنوب من نجد وليس من نجد "وهذا معلوم لمن أطلع على معاجم البلدان مثل معجم ياقوت الحموي والهمداني وما كتبه  العلامة عبدالله بن خميس

والعلامة حمد الجاسر  وغيرهم كثير فتجدهم قاموا بتحديد 

 موقع اليمامه في بقعة خارج حدود نجد إذ اليمامة موقع مستقل مثل نجد والحجاز وغيرها من اقاليم جزيرة العرب.

 

《 الفصل الثالث : تحديد المراد بنجد المذكورة بالحديث بانها نجد العراق وذلك وفق فهم السلف الصالح ووفق لغة العرب 》

 أقول:

ثم لنفترض جدلا صحة القول بأن اليمامة من نجد . فهل نجد هذه هي المقصودة في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟


الجواب :

 بعد توفيق الله وفضله  في امرين مهمين هما :

          أولهما:

[  لغة العرب ] فالمطلع  على جميع معاجم لغة العرب يرى أن معنى لفظ :  [ نجد ] هو ما علا وارتفع واشرف . فهضبة وسط جزيرة العرب والمسماة[ نجد ] مرتفعة 

و كذلك هضبة العراق والمسماة نجد مرتفعة .فكل ماارتفع من الأرض اطلقوا عليه العرب [ نجدا] فهنا [ نجدان اثنتان ] لا [ نجد واحدة ] فالثانية هي [ نجد العراق ] .


وقبل ذلك يبقى الحكم الفصل في تحديد أيهما المراد في الحديث  ماجاء في الشرع فإذا :

ثاني الأمرين[ خبر الرسول صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين  يؤكد لغة العرب في تحديد موقع نجد ]  . فهل نجد جزيرة العرب أم نجد العراق ؟

الجواب :

  إحيلكم على ملئ ( ومن أحيل على ملئ فليتبع )كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم 

فقد ذكر الإمام الألباني رحمه الله في سؤال وجه له :" السائل : شرح على الحديث الشريف بفضائل الشام : ( اللهم بارك في شامنا ويمننا ) .

الشيخ : ( اللهم بارك في شامنا ، اللهم بارك في يمننا ، اللهم بارك في شامنا ، اللهم بارك في يمننا ) ثلاث مرات .

السائل : نعم .

الشيخ : ثم قالوا وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال : ( هناك الزلازل والفتن ، وهناك يخرج قرن الشيطان ) ، نعم . 

السائل : الشرح الوارد في الطبعة الموجود بين الأيادي ، وبين أيدينا بقول : " نجد هي العراق " 

الشيخ : أي نعم .

السائل : يعني نحن نعرف نجد هي نجد ، والعراق هي العراق ، من أين أتى ابن حجر بهذا التفسير ؟ أو هل هو مقنع ، وأنت نقلته في *مختصر ... 

الشيخ : طبعًا هذا كلام العلماء ، من أين جاء ؟ من العلم ، نجد في اللغة العربية : كل أرض مرتفعة فهي نجد .

السائل : نعم .

الشيخ : ففي هناك نجود وليس نجد واحد ، فكل بلد مرتفع بالنسبة لبلد آخر يأخذ اسم نجد ، فالبلاد النجدية المعروفة اليوم هي نجد بلا شك ، لكن هذا لا ينفي أن يكون هناك مكان آخر يسمى لغة : نجد ، وإن كان ليس معروفًا ومشهورًا بأنها نجد كنجد السعودية المعروفة اليوم ، وابن حجر -رحمه الله- من كبار علماء المسلمين والفقهاء والمحدثين ، وهو في الحقيقة نادرة زمانه من حيث أنه جمع هاتين الخصلتين ، هناك أحاديث عديدة تبين من أين جاء هذا الفهم ، أولاً : حديث في صحيح مسلم من رواية عبد الله ابن عمر : أن رجلا جاء إلى ابن عمر وقال له : " يا عبد الله الرجل منا يرى الذبابة تقع على ثوبه فهل يتنجس ثوبه ؟ قال : يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقول : ( ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ) ، وأشار إلى المشرق ، أي : إلى العراق ، فأنت بقى لما بتلاحظ السائل عراقي ، ويسأل عن الذبابة شو بتحمل هاي الذبابة من النجاسة في أرجلها ؟ لا شيء يذكر ، ولذلك أنكر ابن عمر عليه هذا السؤال ، ولفت نظر الحاضرين : أن هذا الرجل عراقي ، " ما أسألكم عن الصغيرة ، وأركبكم للكبيرة " ، الفتن قتلتم الحسين وفعلتم ما فعلتم إلى آخره ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا إن الفتنة هاهنا ) إلى آخر الحديث ، فهذا حديث يدل أن الفتنة التي ذكرت في حديث نجد هي هذه الفتنة التي أشار إليها ابن عمر في هذا الحديث ، علمًا أن راوي حديث البخاري ، وراوي حديث بدل لفظة : ( وفي نجدنا ) قالوا : ( وفي عراقنا ) ، وكما يقول علماء الحديث : " إن الروايات تفسر بعضها بعضا " ، ثم في ملاحظة هذا من حيث الرواية ، من حيث الدراية والفهم : لو قال السائل وفي النجد ، كان ممكن يصير في إشكال ، لكن هو أضاف نجد إليه فقال : " وفي نجدنا " ، أي : هو كان عراقيًا ، ولذلك ما أطلق نجد ، لأنه في نجود كما قلنا آنفا ، فمن هنا قال ابن حجر العسقلاني ، وقال الخطابي وهما من علماء اللغة : بأن المقصود هنا بنجد هي : العراق ، ثم التاريخ يشهد بأن الفتن التي تحدث الرسول عليه السلام كانت محلها العراق ، وليس نجد المعروفة اليوم ، لم يقع هناك إلا ظهور مسيلمة الكذاب وأمثاله ، وقضي على فتنته بمحاربة أبي بكر الصديق وقضاءه على هؤلاء الذين ادعوا النبوة في عهد الخليفة الأول ، فمن هنا وهنا وهنا استقام تفسير نجد في الحديث بأنها العراق .

السائل : جزاك الله خيرا .

[ موقع أهل الحديث والأثر فتوى رقم ( ١٩٠ ) ] 

وقد نقلت الفائدة كما هي 

وفي موضع آخر يقول رحمه الله  : " حديث ( ألا إن الفتنة ها هنا ) إلى آخره وأشار إلى المشرق فلا شك أنّ المراد بها العراق وهي أيضا المراد بالحديث المعروف في صحيح البخاري ( اللهم بارك في شامنا اللهم بارك في يمننا ) و أعادها ثلاثا ثم قال قائل وفي نجدنا يا رسول الله ؟ قال ( هناك الزلازل والفتن وهناك يخرج قرن الشيطان ) فنجد المذكورة في هذا الحديث يتوهم كثير من الناس أن المقصود بها هي البلاد النجدية السعودية وهذا خطأ فاحش بالنسبة للروايات الحديثية التي تصرح بأن المقصود بها هي العراق ذلك أنه يوجد هناك رواية أخرى في هذا الحديث الذي أوله ( اللهم بارك في شامنا ) قالوا ( وفي عراقنا ) رواية مفسرة للفظة الأولى وهي ( في نجدنا ) ذلك لأن نجدا في اللغة العربية هو كل مكان مرتفع بالنسبة للمكان المنخفض فالعراق بالنسبة للمدينة نجد يعني مكان مرتفع هذه الرواية الأولى التي لا تسمح لنا بأن نفسّر قول السّائل وفي نجدنا بنجد المعروفة اليوم وإنما نجد هنا هي العراق رواية أخرى في صحيح مسلم أن رجلا سأل ابن عمر عن ذباب يقع على ثوبه فهل يتنجس ؟ فقال يا معشر أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ( ألا إن الفتنة ها هنا ألا إن الفتنة ها هنا ألا إن الفتنة ها هنا يؤم بيده إلى العراق ) فصحيح أن هذه الأحاديث هي تنصب على العراق ولكن ذلك لا يصدق عليها أبد الدهر دائما وأبدا وإنما إذا قانت فتنة هناك فلا شك أنها من عموم هذا الحديث ويمكن والحالة هذه أن ندخل فتنة اعتداء العراق على الكويت هو أو هي من الفتن التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث الصحيحة 

 " .[ سلسلة الهدى والنور - شريط : ٤٥٢] ويقول الإمام  الألباني  رحمه الله  في تخريجه لكتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي  صفحة ( ٢٦ ):" فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ، وإنما هو العراق ، وبذلك فسره الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام ، فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته . انتهى كلامه رحمه الله. 


《 الفصل الرابع : فضل قبيلة بني تميم  》


المعروف ان شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من قبيلة بني تميم وهذه  القبيلة ورد فضلها ومدحها والثناء عليها على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال: ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم، سمعته يقول: ( هم أشد أمتي على الدجال)، قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هذه صدقات قومنا )، وكانت سبية منهم عند عائشة فقال: ( أعتقيها؛ فإنها من ولد إسماعيل).


《 الفصل الخامس : الأرض لاتقدس أحدا وإنما تقوى الله وطاعته ولزوم السنة والجماعة 》


ذكر الإمام مالك رحمه الله [ الموطأ( ٢/ ٧٦٩)]أنه

كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي رضي الله عنهما: أن هلم إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: “إن الأرض لا تقدِّس أحدًا، وإنما يقدس الإنسان عمله”.

قال  شيخ الإسلام ابن تيمية شارحا  هذا المعنى   :

" وهو كما قال سلمان الفارسى ، فإن مكة حرسها الله تعالى أشرف البقاع ، وقد كانت فى غربة الإسلام دار كفر وحرب يحرم المقام بها ، وحرم بعد الهجرة أن يرجع إليها المهاجرون فيقيموا بها ، وقد كانت الشام فى زمن موسى عليه السلام قبل خروجه ببني إسرائيل دار الصابئة المشركين الجبابرة الفاسقين ، وفيها قال تعالى لبنى إسرائيل: { سأريكم دار الفاسقين } 

فإن كون الأرض دار كفر أو دار السلام أو إيمان ، أو دار سلم أو حرب ، أو دار طاعة أو معصية ، أو دار المؤمنين أو الفاسقين ، أوصافٌ عارضةٌ لا لازمة ، فقد تنتقل من وصف إلى وصف ، كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم ، وكذلك بالعكس . 

وأما الفضيلة الدائمة فى كل وقت ومكان ففي الإيمان والعمل الصالح ، كما قال تعالى: { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم } . وقال تعالى :{وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه } . وقال تعالى : { ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا }" ثم قال رحمه الله:" فلا ينبغي للرجل أن يلتفت إلى فضل البقعة فى فضل أهلها مطلقا ، بل يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه ، ولكن العبرة بفضل الإنسان فى إيمانه وعمله الصالح والكلم الطيب" ثم قال رحمه الله  .

وإذا فضلت جملة على جملة لم يستلزم ذلك تفضيل الأفراد على الأفراد : كتفضيل القرن الثاني على الثالث ، وتفضيل العرب على ما سواهم ، وتفضيل قريش على ما سواهم ، فهذا هذا والله أعلم " انتهى كلامه رحمه الله [ جميع ماسبق من مجموع الفتاوى( ٢٧ / ٤٥ - ٤٧ )] .

 

《 الفصل السادس : الأرض جميعها موضع ابتلاء واختبار سلمنا الله وإياكم من فتنها وشرورها   》

 

جاء في حديث :( أن الفتنة تجئ من هاهنا ...)   فالذي يفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذم أهل نجد بإطلاق، وإنما الظاهر من قوله صلى الله عليه وسلم الاخبار بما سيقع في تلك الجهة من الفتن والزلازل،وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم .

ومثل هذا ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٨٧٨)   ومسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٢٨٨٥)عن الصحابي الجليل أسامة رضي الله عنه قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة، فقال صلى الله عليه وسلم:  ( هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى؟ إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الفِتَنِ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ القَطْرِ ) قال السهسواني رحمه الله  [ صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان. طبعة ١٣٩٥ هجري ( ٤٩٩ - ٥٠٠ )] 

 “وهذه الأحاديث وغيرها مما ورد في هذا الباب دالة على وقوع الفتن في المدينة النبوية، فلو كان وقوع الفتن في موضع مستلزمًا لذم ساكنيه لزم ذم سكان المدينة كلهم أجمعين، وهذا لا يقول به أحد، على أن مكة والمدينة كانتا في زمنٍ موضع الشرك والكفر، وأي فتنة أكبر منهما . بل وما من بلد أو قرية إلا وقد كانت في زمن أو ستصير في زمان موضع الفتنة، فكيف يجترئ مؤمن على ذم جميع مسلمي الدنيا وإنما مناط ذم شخص معين كونه مصدرًا للفتن من الكفر والشرك والبدع”إنتهى كلامه رحمه الله.


《 الفصل السابع : الذم يقع على الحال [ أي من حل في المحل ] لا على المحل[ المكان ]   》


قال الإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله[ الرسائل والمسائل النجدية ( ٤ / ٢٦٤-٢٦٥ )] : " الذم إنما يقع في الحقيقة على الحال لا على المحل وعلى كل حال، فالذم إنما يكون في حال دون حال، ووقت دون وقت، بحسب حال الساكن؛ لأن الذم إنما يكون للحال دون المحل، وإن كانت الأماكن تتفاضل، وقد تقع المداولة فيها، فإن الله يداول بين خلقه، حتى في البقاع، فمحل المعصية في زمن قد يكون محلَّ طاعة في زمن آخر، وبالعكس، فلو ذُمَّ نجدٌ بمسيلمة بعد زواله، وزوال مَن يصدِّقُه، لذُمَّ اليمنُ بخروج الأسود العنسي ودعواه النبوة وما ضرَّ المدينة سكنى اليهود بها، وقد صارت مُهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومعقل الإسلام، وما ذُمَّت مكة بتكذيب أهلها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة عداوتهم له، بل هي أحب أرض الله إليه" .قال الإمام الألباني رحمه الله[ السلسلة الصحيحة( ٥ / ٣٠٥ )] في رده  على هذه الشبهة الضعيفة : “وجهلوا أيضًا أن كون الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضًا؛ إذا كان صالحًا في نفسه، والعكس بالعكس، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر، وفي العراق من عالم وصالح”.


《 الفصل الثامن : الخاتمة نسأل الله حسنها 》

إلى عقلاء بني آدم- عليه الصلاة والسلام-.

إلى كل منصف يريد الحق

والى كل من تجرد عن الأهواء الحزبية وسلم من عمى فرق الضلال .

والى كل باحث عن الحق .

 :

لايغركم من يريد حجب شمس الحق بغربال الكذب والظلم والافتراء  

دعوا من يريد الشر في أهل الخير ودعاة الحق 

فقد وهبكم الله عقولا وفهوما تميزون بها بين الحق والباطل وبين الشر والخير فهاهي كتب ورسائل هذا الإمام  شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله امامكم 

منشورة اتحدى أي شخص يجد فيها  عبارة أو مقالة تخالف كلام الله سبحانه و تعالى او تخالف كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو تضاد منهج السلف الصالح .

فمؤلفاته - من كتب ورسائل- جميعها هي في بيان توحيد الله سبحانه وتعالى وتجريده من دنس الشرك والبدع والأهواء مع اخلاص العبادة لربنا الله تعالى وتقدس ونبذ الشرك ومنع صرف العبادة لكل وثن وصنم  و إيضاح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فالعمل الصحيح لابد له من شرطين هما :

الصحة 

والصواب .

وهذان الشرطان وجد في دعوة هذا الإمام  نحسبه كذلك والله حسيبه ولانزكي على الله أحدا. 

ومن أراد فيه او في دعوته سوءا فهو يريد هدم الإسلام والتوحيد والسنة .

والله ناصر دينه ومعلي كلمته ومبطل جهود اعدائه وناصر اوليائه. 

ولا يسعنا في هذا المقام إلا الدعاء بالنصر والتمكين والعز لهذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية حرسها الله 

بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فهم ولله الحمد سبب - بعد فضل الله ورحمته وكرمه وجوده وإحسانه وتوفيقه - في الاستمرار بنشر التوحيد والسنة ونصر اهلها.  فنسأل الله أن ينصر فيهما دينه ويعلي بهما كلمته والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني .

السبت، 20 فبراير 2021

《 وجوب سلامة الصدر تجاه ولاة أمور المسلمين من حكام وعلماء 》


الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين رسولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :


فأوصي نفسي و الإخوة طلاب العلم الكرام : - بتقوى الله سبحانه وتعالى وتوحيده وطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولزوم عقيدة أهل السنة الجماعة أتباع السلف الصالح ويتم ذلك بإتباع كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم  بفهم سلف الأمة الصالحين من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ووجوب  طاعة من ولاه الله أمور المسلمين والدعاء لهم وكان لسانه و قلبه ناصحا بارا تجاههم بعيدا عن الغل والحقد والدغل سليم الصدر لهم يدافع  عنهم و يذب عن عرضهم بالحق ووفق السنة لا يريد بهذا مالا ولا نوالا ولا منصبا ولاجاها ديانة وقربة يريد  وجه الله والدار الاخرة  إمتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال  :  

( ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ علَى فَضْلِ مَاءٍ بالطَّرِيقِ يَمْنَعُ منه ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَاهُ، إنْ أَعْطَاهُ ما يُرِيدُ وَفَى له وإلَّا لَمْ يَفِ له، وَرَجُلٌ يُبَايِعُ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ باللَّهِ لقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، فأخَذَهَا، وَلَمْ يُعْطَ بِهَا) [ رواه البخاري( ٧٢١٢) ومسلم ( ١٠٨) عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه ]

ومن ذلك بغض  تفرق المسلمين إلى فرق وجماعات واحزاب وطوائف ولزوم غرز كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى والبعد والحذر بل واجتناب اهل التلون ممن اظهر السنة ونهج السلف الصالح علانية وقد أبطن خلاف ذلك ونصر وانتصر وذب ودافع وأيد سيد قطب وجماعة الإخوان الخوارج في مؤلفاته ومقالاته وطعن في كبار العلماء السنيين السلفيين ورماهم بالإرجاء وكان كلامه فيهم بغير حق  ولم يعلن تراجعه عن هذه الفواقر العقدية وتوبته منها لأن ما قام به ابتداع ومن شروط رجوع من ألتبس ببدعة    اعلان توبته أمام الملأ وفق إعلانه لبدعته التي تاب منها  وتبين حاله   .

ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة وحسن الخاتمة ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح. 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

كتبه : غازي بن عوض العرماني.

الخميس، 18 فبراير 2021

《 من أساليب الخوارج وطرقهم التي سلكوها وخالفوا فيها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم طريقة إنكار المنكر علانية على ولاة الامر وفي هذه الرسالة رد على طالب علم خالف السنة و أساء الأدب وأتبع سبيل أهل الضلال 》



بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ  ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.

أَمَّا بَعْدُ :

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ

ثم اما بعد

فألفت إنتباه  الاخوة طلاب العلم  إلى طريقة قديمة انتهجتها فرقة الخوارج وأصبحت  علامة  يعرفون بها وهو الانكار علانية على ولاة أمور المسلمين وقد قام احد طلاب العلم وهو استاذ في كلية الشريعة في القصيم بهذه الطريقة فنصح ولي الأمر علانية وهذا من التشبه بالخوارج وسلوك لمسلكهم إذ أن  نصح  الملك او الوزراء علانية  خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بل هي طريقة الاخوانية الخوارج كما أسلفنا  .

والنصح سرا لولي الأمر  و حرمة إعلانها ليس محل اجتهاد بل هو نص سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن الأدلة المستفيضة في ذلك منها :

  

           [     أ    ]

قد روى عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه  أن رسول الله ﷺ قال : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) رواه احمد في مسنده رحمه الله وابن ابي عاصم في السنة رحمه الله

وصححه الامام الالباني رحمه الله

وانظر القيود التي وردت في الحديث والاحترازات فمنها 

              [ أولا ]

قوله صلى الله عليه وسلم:(لايبدها علانية) أي النصيحة لاتكون علانية . 

             [ ثانيا ]

وقوله صلى الله عليه وسلم:( يأخذ بيده) أي أن الناصح يأخذ  بيد ولي الأمر وهذا أمر واضح بأن تكون النصيحة سرا .

                  [ ثالثا ]

 قوله صلى الله عليه وسلم  :( فيخلوا به ) احترازا ثالثا عن تحريم النصيحة علانية لولي الأمر  ووجوب أن تكون سرا بحيث لا يعلم عن هذه النصيحة أحد من الناس .

ومن الادلة 


                 [   ب  ]

 عن سعيد بن جهمان قال: (أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه.. قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جهمان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه)  رواه احمد وهو حديث صحيح.

               [ ج ]

 مخالفتهم لنهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وكبار علماء الاسلام في كيفية نصح ولاة الأمر  

يدل على صحة هذه الفقرة سؤال  وجه للامام ابن باز رحمه الله هذا نص السؤال  :


" س: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟


فكان جوابه رحمه الله : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الرباض من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.

ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان : قال بعض الناس لأسامة بن زيد : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.

ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان  وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) .

نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه"

انتهى كلامه رحمه الله[ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( ٨ / ٢١٠ )] وطريقة السلف الصالح في الانكار تجب عند تأكد روية المنكرات اذا كانت المنكرات عامة فاشية معلنة فيقوم بإنكارها  اهل العلم فقط 

سرا بينهم وبين الجهة او الجهات المسؤولة لئلا يترتب على المنكر منكر أعظم منه 

ومن  انكار المنكر ذكره 

بالادلة التي تحرمه وتمنعه دون ذكرالفاعل فينكر المعصية كالزنى او الخمر دون ذكر من فعله كما ذكرنا سابقا في فتوى الامام ابن باز رحمه الله

و ان يكون انكار المنكر  وفق السنة التي ذكرناها كما مر في حديث الصحيح  . واما خلاف ذلك من انكار العامةاو انكارها علانيةفليست بسنة وليس هنا انكار منكر بل هو المنكر بعينه اذ يترتب على هذه الطريقة مفاسد عظيمة يعرف ذلك طلاب العلم السني السلفي الذين تربوا على يد علماء السنة السلفيين وقرأوا كتبهم واتبعوا جادة السلف الصالح ولزموا غرز كبار علماء الأمة وقد اوردنا كلام الامام ابن باز رحمه الله في كيفية الانكار والنصح السليم الموافق للشرع والعقل .

                [  د ]

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه في ملل الكفر فقال صلى الله عليه وسلم:( من تشبه بقوم فهو منهم ) فهذه الطريقة هي عين طريقة الكفار في انكارهم على حكامهم وهي كذلك عين طريقة الخوارج فهذا التشبه محرم في شرع الله .

              [ ها ]

سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الرحمة والسعادة في الدارين فمن خالف السنة فهو على خطر عظيم قال الله تعالى وتقدس:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " وقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته[ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .

أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي [ يقعن في النار ]يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتقحمن فيها " . قال : " فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها " . أخرجاه من حديث عبد الرزاق " .انتهى كلامه رحمه الله. 

فالتارك لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في [ كيفية نصح ولي الأمر ] أو [ في تعظيم أصل وجوب السمع والطاعة لولاة أمرنا ] وترك نهج سلفنا الصالح في هذين الاصلين العظيمين 

وسلك مسلك الخوارج ونهج نهجهم فهو مشبوه وأمره على ضلال وقد بحثت عن من اتخذ هذه الطريقة وعمل بها فوجدته يخالف أهل الحديث في التصحيح والتضعيف وفي علوم الحديث و نحى نحو المليبارية في تصحيح الاحاديث النبوية وتضعيفها [ نسبة إلى حمزة المليباري  

وطريقة المليبارية تقسيم علماء السنة أهل الحديث  إلى متقدمين ومتأخرين وجعلوا للمتقدمين منهجا يخالف المتأخرين  فحكموا للمتقدمين بالصواب وللمتأخرين جملة بالخطأ وهو منهج باطل بين الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ضعفه ووهاءه]  .

ثم رأيت لهم طريقة باطلة أخرى وهي شد الرحل للجماعات الضالة خارج المملكة العربية السعودية من إخوانية خوارج وصوفية قبورية ومعطلة جهمية ...فمثل هؤلاء لايستنكر منهم مخالفة السنة ومضادة نهج سلفنا الصالح لسوء طريقتهم وفساد منهجهم  . 


                  [   و  ] 

من عادات العرب الحميدة وسلومهم الطيبه الجميلة أنهم لا يرون نصح أي رجل  ولو كان ادناهم رتبة واقل منزلة بين الناس بل يحرصون على الانفراد به ومن ثم توجيهه ونصحه .

ويعدون من خالف هذه العادة 

أن نصحه فضيحة وتعيير ..

وأما من له مكانة بينهم ومنزلة عالية أو كان من كبار السنة  فله منهم التقدير والاحترام ولعل في هذا امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا ) .

فكيف بغيرهم من ولاة الأمر من ملوك وامراء ورؤوساء ممن طاعتهم واجبة و نصحهم يجب فيه أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج سلفنا الصالح ؛ ومما ورد تأييدا لصحة كلامنا ماذكره الحافظ النووي رحمه الله في [ شرحه لصحيح مسلم رحمه الله ( ١ - ٢ / ٢٤)] : "  فينبغي أن يسر النصيحة إليه ليتحقق القبول. قال الشافعي: من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه ". قال ابن حزم رحمه الله [ الأخلاق والسير ( ٤٥ )] : " إِذا نصحت فانصح سرا لَا جَهرا ، وبتعريض لَا تَصْرِيح  " .انتهى كلامه رحمه الله و قال ابن رجب رحمه الله [ جامع العلوم والحكم ( ١ / ٢٣٦ )]: " كان السَّلفُ إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ ، وعظوه سراً ، حتّى قال بعضهم : مَنْ وعظ أخاه فيما بينه وبينَه فهي نصيحة ، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنَّما وبخه . وقال الفضيل: المؤمن يَسْتُرُ ويَنْصَحُ ، والفاجرُ يهتك ويُعيِّرُ" انتهى كلامه رحمه الله 

قال الإمام الشافعي رحمه الله في ديوانه صفحة ( ٥٦ ) :

" تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه 

وإن خالفتني وعصيت قولي

 فلا تجزع إذا لم تعط طاعة  "

وهؤلاء الضلال لم يتمسكوا بالسنة ولم يعملوا بهدي السلف الصالح وخالفوا العرب في عاداتهم الحميدة وأخلاقهم الطيبه. 

أعاذنا الله وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس .

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

----------------------------------------

كتبه واملاه الفقير الى  عفو مولاه :

غازي بن عوض العرماني

الأربعاء، 17 فبراير 2021

《 التفريق بين حسن بن علي السقاف وبين علوي بن عبد القادر السقاف و التحذير منهما 》


      بسم الله الرحمن الرحيم 


             (    المقدمة  )


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فإن لعامة المسلمين وخاصتهم  وجوب النصح امتثالا لامر الرسول صلى الله عليه وسلم وتوجيهه كما في حديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) قُلْنَا لِمَنْ ؟ ، قال : ( لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) "[ رواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٥٥ )]

أما النصيحة لأئمة المسلمين فبالدعاء لهم والسمع والطاعة لهم في المعروف، والتعاون معهم على الخير، وترك الشر، وعدم الخروج عليهم، وعدم منازعتهم الأمر

 و التحذير ممن سلك مسلك التحريض وتهييج العامة عليهم

من جماعات الضلالة ودعاة الفتنة من قعدية وسرورية وذلك بذكرهم بأشخاصهم إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبعوا في ضلالهم .

وهذا كذلك من النصيحة لعامة المسلمين ؛

 لذا حرصنا على تنبيه المسلمين على  فساد معتقد جماعة الإخوان الخوارج ودعاتها  وانحراف توجهه الفكري  ومانتج عن اعمالها من شرور  منها تكفير للمسلمين وإستحلال دمائهم ونهب وسلب للاموال وانتهاك للاعراض و سعيهم الحثيث في زعزعة الاستقرار وخلخلة الأمن وشق عصا الطاعة والشذوذ عن جماعة المسلمين وتفريق كلمتهم  ..

لهذا جرى في رسالتنا  هذه بيان عظيم خطر رمزين من أهل الشر و التفريق بينهما لمعرفة كل على حدة لاتفاق  أسرتهما في الاسم .


 (  الفصل الاول :  حسن بن علي السقاف )

نبدأ بالمدعو حسن السقاف من دولة الاردن ونبين عظيم خطره ؛فهو يسعى مع الروافض والزيدية الاباضية للتقريب بينهم 

ويتعاون معهم  ضد اهل الإسلام الصحيح ؛ أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهو يبدعهم ويميل إلى تكفيرهم ويستحل دماءهم  وهو مؤصل لمعتقد الجهمية المعطلة  [ الكلابية الأشاعرة ]

وهذا خلل منه عظيم في توحيد الأسماء والصفات بل يسعى إلى هدم هذا التوحيد وأهله 

وهو لنفسه هدم وعلى نفسها جنت براقش . 

و يضاف إلى ماسبق أنه يؤيد ويؤصل لمذهب الصوفية عباد القبور وهذا خلل عظيم منه في توحيد الألوهية 

ولعل كفرمذهبه  أشد من كفر كفار قريش..

وهذا الشخص داعية إلى الصوفية والتعطيل الجهمي نشيط في التأليف والدعوة إلى باطله محادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك في الدعوة إلى محاربة الإسلام والدعوة إلى هدم التوحيد  والسنة. 

واعلانه القذر في الطعن الجلي الواضح بشيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى امثال ابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب و الألباني رحمهم الله وغيرهم من كبار علماء الاسلام.

ويصفهم بالممثلة والمجسمة ويزكي طريقة التعطيل وذلك بوصفها بالتنزيه وأهلها ب " المنزهه".


وأنظروا أيها الإخوة:

ما كتُب عن هذا الشخص  في وسائل الإعلام في ترجمته لحياته وهذا نصها حرفيا لم نزد فيها ولم ننقص إلا على جهة التوضيح ونضعه بين [ ] أو " "   حيث قالت عنه : "

١-

يعتبر من أكبر مناهضي السلفية والفكر الوهابي في المشرق العربي.

٢-

 له مشروع متكامل في نقد تراث ابن تيمية رحمه الله. 

٣-

حضر مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران [ عاصمة إيران المجوسية]والتعرف على مذهب علماء "الإمامية "[ الرافضة]مرتين.

٤-

زار سلطنة عمان لإلقاء بعض المحاضرات والتعرف والالتقاء بعلماء "الإباضية" وعلى رأسهم المفتي أحمد الخليلي.

٥-

حضر مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية المنعقد في دمشق آخر سنة ١٤١٩ هـ.

٦-

شارك في حوار حول ابن تيمية، ودافع ونافح عن مذهب الأشاعرة[ المعطلة الجهمية ].انتهى كلام وسائل الإعلام عنه .

ومع الضلال السابق يجتمع في الإخوان الخوارج في سياسة التجميع والتكتل 

كفى الله المسلمين شره .


( الفصل الثاني : المدعو علوي بن عبد القادر السقاف ) 


 المطلع على حال علوي بن عبد القادر السقاف الفكري وذلك من خلال موقعه الدرر السنية نجد أنه يؤصل لفرقة الإخوان الخوارج ومؤيد لهم ولنا عنه وعن موقعه حديث في أحد رسالئنا وعنوانها:《 الإدلة من الكتاب والسنة والإجماع على أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف 

ودراسة جميع الشبه التي ذكرها الخوارج بما فيهم جماعة الإخوان الخوارج  في تهميش هذا الأصل الكبير مع تفنيدها وبيان ضعفها ومخالفتها لإدلة الكتاب والسنة  ومشاققتها  لإجماع المسلمين ووقوفها ضد المصلحة العامة الراجحة لهم 》.

ومما يؤكد توجهه السروري القعدي أنه مال في موقعه الرسمي " الدرر السنية " الى أقوال مخالفة للسنة مؤيدة لأصحاب الإنحراف الفكري و ذلك في أمور منها :

                  [  أ   ]

 توجهه إلى إضعاف "  أصل وجوب أصل السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف " وذلك في زعمه ان هذا الأصل فيه خلاف بين علماء السنة أو 

                  [  ب  ]

عدم وجود إدلة تؤيد هذا الأصل معرضا عن إدلة الكتاب والسنة وإجماع المسلمين و

                  [ ج ]

ايراد الشبه على هذا الأصل مما تكون سببا في اضلال شباب المسلمين وتعميتهم عن العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين .

                 [   د   ]

يرى الخروج على ولاة الأمر الظلمة خلافا لإدلة  الكتاب والسنة وإجماع المسلمين.


( الخاتمة ؛ نسأل الله حسنها )

هذا ماأحببنا بيانه وتوضيحه للتنبيه والتحذير على جهة الاختصار من رمزين من رموز الشر  ؛  سقناها للتحذير منهما  والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

السبت، 13 فبراير 2021

《 بيان فضل ولاة امرنا آل سعود وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وفضل اسرة آل الشيخ وفي مقدمتهم معالي شيخنا عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية بعد المبايعة التاريخية بين الإمامين الجليلين الأمير محمد بن سعود وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله 》



  بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} أما بعد: فإن ل[ اسرة 

آل سعود واسرة آل شيخ ]

منزلة غالية عالية عندي شخصيا ... فالاسرة الاولى ولاة امرنا وأما أسرة آل الشيخ  ففي علمهم وبيانهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشرهم للتوحيد والسنة بعد المبابعة التاريخية بين الإمامين الجليلين الأمير محمد بن سعود وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله ونزيد هذا الامر ايضاحا ...وذلك انه كانت اغلب الاسر والقبائل في عامة بلاد المسلمين بمافيها نجد 


وبما فيهم اسرة وقبيلة كاتب هذه الرسالة - يبدر منهم افعال واقوال بدعية تصل الى الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى فمن ذلك تعظيم القبور والاضرحة ووضع القباب والبناء عليها وتعظيم المقبورين تعظيما مخلا بالتوحيد - في كماله او اصله - ومخرجا عن الملة وصرف العبادة المستحقة لله وحده سبحانه وتعالى الى عباد مثلهم وخلق ضعفاء مساكين لايملكون لانفسهم ضرا او نفعا فكيف ينفعون غيرهم في امر لايقدرون عليه كدعائهم من دون الله وطلب العون والغوث والمدد منهم وهم اموات وتقريب القرابين وذبحها لهم من دون الله سبحانه وتعالى والطواف حولهم والصلاة تجاههم وشد الرحل اليهم فعاد جزء من الجاهلية الاولى - والتي بعث الي اصحابها رسول الله صلى الله عليه وسلم - يؤيد هذا ما ثبت في السنة فعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: ( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَةِ ) ، وَذُو الخَلَصَةِ : طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الجَاهِلِيَّةِ . وهذا الحديث رواه البخاري ( ٧١١٦ ) ومسلم (٢٩٠٦) وفي فتح الباري شرح صحيح البخاري( ١٣ / ٧٦) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : أخرج الحاكم عن عبد الله بن عمر قال : ( لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة ) ، وابن عدي من رواية أبي معشر عن سعيد عن أبي هريرة رفعه : ( لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى ) " .انتهى من الفتح .

قال ابن منظور في لسان العرب : " ذي الخلصة : هو بيت كان فيه صنم لدوس وخثعم وبجيلة وغيرهم وقيل ذو الخلصة الكعبة اليمانية التي كانت باليمن فأنفذ إليها رسولا جرير بن عبدالله يخربها وقيل ذو الخلصة الصنم نفسه قال ابن الأثير وفيه نظر لأن ذو لا تضاف إلا إلى أسماء الأجناس والمعنى أنهم يرتدون ويعودون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان فتسعى نساء بني دوس طائفات حول ذي الخلصة فترتج أعجازهن وخلصة اسم امرأة أو علم " .


وقد حدث مااخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في كثير من بقاع المسلمين فكثرت المشاهد والاضرحة وبنيت القباب على القبور فعبدت من دون الله وصرفت العبادة لغير الله واخل بتوحيد الله واشركوا الاولياء والصالحين مع الله في عبادته فالدعاء والنذر والذبح والاستغاثة والاستعانة فيما لايقدر عليه الا الله جعلت لغير الله فقامت الدولة السعودية المباركة في عهودها الثلاث بمحاربة الشرك الاكبر وتنقية التوحيد وتصفيته من ادران الالحاد والشرك وازيلت المقابر الشركية والاضرحة والمشاهد وعظم توحيد الاسماء والصفات من التعطيل والتجهم وحاربوا مذاهب الاشاعرة والمعتزلة والاباضية والرافضة والصوفية وانتصر اهل الحديث واحييت السنة 


وهذا كما ذكرنا في بداية الرسالة  بعد المعاهدة التاريخية التي جرت بين الامامين الجليلين الامير محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله فجزاهما الله عني خير الجزاء .

يقول الله تعالى وتقدس:{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } 

قال الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"وقرن تعالى في هذا الموضع بين الكتاب والحديد، لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه، ويعلي كلمته بالكتاب الذي فيه الحجة والبرهان والسيف الناصر بإذن الله، وكلاهما قيامه بالعدل والقسط، الذي يستدل به على حكمة الباري وكماله، وكمال شريعته التي شرعها على ألسنة رسله " .

قال أبو تمام رحمه الله:


" وما هوَ إلا الوحيُ أو حدُّ مرهفٍ

تُمِيلُ ظُباهُ أَخدَعَيْ كُل مَائِلِ


فهذا دواءُ الداءِ من كلِّ عالمٍ

وهَذا دَواءُ الدَّاءِ مِنْ كُل جَاهِلِ "

[ ظُبا : حد السيف .

أخدَعَي : الأخدعان : عِرقان خفيان في جانبي العنق] 

فكان لهذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية جهود كبيرة في نشر الإسلام الصحيح و بيان فساد ما يفعله الجهلة من عبادة القبور وصرف العبادات لها ولأصحاب الاضرحة والمشاهد من أموات لا يضرون ولا ينفعون ...وهذا في توحيد الألوهية وهو التوحيد الذي حصل فيه الخلاف بين الرسل وأقوامهم أهل الكفر والشرك..

مع إيضاح  توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلى عن درن و دنس  أهل التعطيل الجهمي من أشاعرة ومعتزلة وماتريديه ومجسمة ممثلة 

ووقفوا في وجه هذه الدعوة المباركة الطيبه الأتراك[ جمعوا بين الشرك في توحيد الألوهية والشرك في توحيد الأسماء والصفات ] فخرجت هذه الدولة المباركة بأمرائها وعلمائها منتصرين وأما من حاربهم فقد أذله الله وهزمه وكسره ..ولم تقم لهم قائمة وازيلت دولتهم

وكانت الغلبة لجنود التوحيد  

فغلبوا بالسيف والسنان وقبل ذلك نصرهم الله بالحجة والبيان 

يقول ابن بشر رحمه الله في كتابه النفيس [عنوان المجد في تاريخ نجد ]عن حوادث سنة ١٢٣٠ هجري في المجلد الأول صفحة ( ٣٧٢ ) : " ثم إن محمد علي وعساكره رحلوا من تربة في الحال وساروا إلى بيشة ، ونازلوا أكلب وأطاعوا لهم ، ثم سار منها إلى تبالة ، وهي البلد التي هدم المسلمون فيها ذا الخلصة زمن عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، وهو الصنم الذي بعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم جرير بن عبدالله البجلي فهدمه ، فلما طال الزمان أعادوه وعبدوه ، فنازلوا شعلان أمير الفزع وشمران ... الخ" انتهى كلامه  ؛ والشاهد من كلام ابن بشر رحمه الله " ازالة الدولة السعودية لهذا الصنم مما يدل على فضل آل السعود ونبلهم وان دولتهم دولة توحيد وسنة " 


وقد ظهر قبل سنوات  شجرة يشد الرحل اليها في منطقة مكة المكرمة- وقد كتبنا رسالة بهذا الخصوص في حينها بفضل الله ورحمته - فعظمت هذه الشجرة في أعين الجهلة  وكثر من يزورها فأتى توجيه من قبل ولاة الأمر  بإزالتها . 

وهذا يدل على حرص هذه الاسرة - آل سعود - على اقامة التوحيد والسنة ومحاربة الشرك والبدع ...


ايها الاخوة الكمال عزيز وبني آدم عرضة للخطأ والصواب وقد تبدر بعض الاخطاء - دون الشرك والبدع - من بعضهم قد تكون اجتهادا لكن الخطأ عند القائمين على هذه الدولة المباركة ولله الحمد لايقر عليه احد مهما كانت صلة القرابة


بل يصوب ويصحح ولله الحمد 


وماسبق من كلامنا في هذه الرسالة يشهد لصحته كلام الرسول صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود رحمه الله - حديث رقم - ( ٤٢٩١) وصححه الحافظ السخاوي رحمه الله في كتابه المقاصد الحسنة (١٤٩)، والإمام الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة - حديث رقم - ( ٥٩٩ )والذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : 

( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ) 

وقد ذكر الإمام الألباني رحمه الله في شرحه لهذا الحديث :" أن التجديد يكون على يد العلماء وكذلك الأمراء"[ نقلته بالمعنى ]

فكان على يدي حكام وعلماء دولة آل سعود تجديد لما اندرس من الدين فهدمت المشاهد والاضرحة والقباب والابنية التي وضعت على القبور عملا بالسنة ففي صحيح مسلم رحمه الله - حديث رقم -( ٩٦٩) عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ( أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ) وتجريدا للتوحيد وحماية لجنابه من الخدش او النقص في اصله او كماله او ان يشرك مع الله الها آخر فقامت هذه الدولة المباركة بتصحيح الدين واعادته كما كان صحيحا نقيا قبل وقت ظهور هذه البدع والمحدثات وعمل اهلها المخالف لشريعة الاسلام فعظم التوحيد وعز جانبه ورفعت راية التوحيد خفاقة ونكس الشرك واعلامه واحييت السنن وامييت البدع فرجع الناس في نجد ومن حولها من اقاليم الى التوحيد الخالص بل تأثر بهذه الدعوة مشارق الارض ومغاربها ومن ثمار هذه الدعوة السلفية الحرص على اتباع السنة ولزوم نهج السلف الصالح فكان خيرهم عظيم على اسرتي وقبيلتي ان اخرجوهم من عبادة العباد الى عبادة رب العباد


فمن لايشكر صنيع هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية لايشكر الله كما ثبت في السنة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)رواه الترمذي حديث رقم ( ١٩٥٤) وابوداود حديث رقم ( ٤٨١١) وصححه الامام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم ( ٤١٦)


اقول ايها الاخوة :


بفضل الله الواحد الاحد الفرد الصمد ثم فضل هذه الدولة المباركة في مدارسها على اختلاف مراحل التعليم - من تعليم عام إلى جامعات - تعلمنا  التوحيد والسنة على مشايخ السنة السلفيين فنهلنا من نمير هذه الدعوة السلفية الصافي فنسأل الله الحي القيوم ان يثبتنا واياكم على التوحيد والسنة وان يجعلنا من انصار دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وأن يبارك بهذه الدولة

 - حكاما وعلماء -

ونعود الى كلامنا قائلين ان  على الاخوة طلاب العلم المحافظة على هذه النعمة ( تجريد التوحيد واتباع السنة ولزوم نهج السلف الصالح ) والتي جلبت نعمة الامن والامان والاطمئنان ورغد العيش في ربوع هذا البلد المبارك بعد فضل الله ورحمته ؛ فلذا احرصوا على طلب العلم على مشايخ السنة السلفيين  واحرصوا على اتباع نهج السلف الصالح وتعلم التوحيد وتعليمه والدعوة اليه والصبر على الاذى فيه 

ثم الابتعاد عن الطرق المحدثة سواء كانت مخالفة( غالية ) كالجماعات التكفيرية الخارجية مثل الاخوانية وماتفرع منها من جماعات مسلحة مثل داعش والقاعدة والتي تريد الشر بدين هذه البلاد ودنياها بالنيل من امنها وامانها واستقرارها ومحاولة الطعن في ولاة امرنا 

و الابتعاد عن الافكار المنحرفة ( الجافية ) المحاربة للاسلام كالملاحدة من علمانيين وليبراليين ومحاولتهم طمس الاسلام والسنة والنيل من منزلة ولاة امرنا في محاولة اقصائهم تحت ذريعة الحكم الدستوري الجمهوري المخالف للاسلام وكذلك محاولة اعداء الله اليائسة اخراج المرأة المسلمة عن طبيعتها الانثوية من بيتها وابعادها عن اوامر ربها تبارك وتعالى وتعاليم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وجعلها سلعة رخيصة وامتهانها .


فنسأل الله ان يكف شرهم عن المسلمين والمسلمات .


ايها الاخوة :

انتشر التوحيد والسنة في المملكة العربية السعودية فغالب اهلها على منهج سلفي سني طيب ولله الحمد بعيدا عن الشرك والبدع يدل على على هذه النعمة وثمارها قوله تعالى 


( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )


فكونوا مع ولاة امركم واتركوا شبه اهل الشبه والاهواء والبدع من اخوانية خوارج وملاحدة وكونوا خير عون لهم على تطبيق شرع الله وحراسة هذه الدولة المباركة والزموا غرز علماء السنة اتباع السلف


واحرصوا قدر جهدكم على طلب العلم ( من توحيد وسنة ) وتعليمه ودعوة اليه وصبر على الاذى فيه .

فاسأل الله ان يبارك في اسرة آل سعود واسرة آل الشيخ وان ينصر دينه ويعلي بهم كلمته ..

كما اسأله سبحانه وتعالى لولي امرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- ان ينصر فيهم دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وان يعلي بهما كلمة الله وتوحيده  وان يكفيهم شر الاشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

----------------------------------------

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

《 التحذير من داعية الإخوان الخوارج محمد بن شمس الدين 》



     بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسولهالمصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فإن المدعو محمد بن شمس الدين..له بروز إعلامي ويتبع كثير من  الجهله [ ممن يجهل علوم الشرع و يجهل حاله] و شر مستطير في القنوات الفضائية وقد جرى السؤال عن حاله من قبل طلاب العلم بعد طعنه في الدعوة السنية السلفية وقدحه في  أعلام  الهدى وأئمة السلف ومدحه لجماعة الاخوان الخوارج وتلميعه لرموزها ؛  فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان :

بعد مشاهدتنا لمجموعة كبيرة من كلامه واطلاعنا عليها وذلك  لبيان فساد توجهه الفكري 

ولتحذير الإخوة طلاب العلم منه وإبراء للذمة ولئلا يتبع في ضلاله فقد رأيت  أن له فواقر عقدية منها  :

                      ( أولا )

تكرر الكلام منه في الطعن في كبار علماء الاسلام ويسميهم المداخلة والمرجئة .

                     ( ثانيا )

له تأصيلات  في محاولة هدمه لأصل ( وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف ) .

وهذا جرى منه في حلقات تحت مسمى [ علماء السلطان ] .

نتج عن هذا الأمر .

                    ( ثالثا )

أتباعه لأسلوب الخوارج في الإنكار علانية على ولاة أمور المسلمين ومن ذلك  تشهيره علانية في ولاة أمرنا في المملكة العربية السعودية في مسألة الترفيه .وعدم سلوكه لنهج السلف الصالح في كيفية النصح للحاكم المسلم عملا بإدلة الشرع  وموافقة لنهج السلف الصالح في هديهم في نصح من ولاه الله أمور المسلمين .

                  ( رابعا )

رأيته في مقطع فيديو يحث على الإستماع لكبار الإخوانية الخوارج  ويوصي طلاب العلم  فيهم ..ويصف أحد القطبيين بأنه من المجددين في هذا العصر .

                  ( خامسا )

 جمع في فكره المنحرف وعقيدته المضطربة 

 بين فكر :

١-

 القطبية [ فهو متأثر عقديا في فكرهم مدافع عنه وعن رموزها] .

٢-

والحداديه [ فلا يعذر بالجهل ولا يرى إقامة الحجة ].

٣-

والقعديه [ في تجويز الخروج على ولي الأمر وتقعيده لذلك و محاولة هدمه لاصول سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ]   ..

وكل هذه الفرق الضالة تجمعها فرقة الإخوان الخوارج الذي يدافع عنها .

وهذا يلاحظه فيه المؤهل علميا والمؤصل عقديا وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح   .

                  ( سادسا )

له سعي حثيث ونشاط عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في محاولة هدم أصول عظيمه من أصول الإسلام ومبانيه العظام .

ويتكلم في أمور دين الإسلام وشرائعه وشعائره بأسلوب ينقصه الأدلة النقلية والحجج العقلية  

وهو بطريقته هذه يحارب دين الإسلام وعلماء الإسلام 

ويقرر قواعد عقدية لنصر جماعة الإخوان الخوارج .

                 ( سابعا )

يظهر محاربته لداعش وهو يقعد لهم في تكفيرهم للمسلمين وإستحلال دمائهم.

                   ( ثامنا )

يقعد في التوحيد قواعد مخالفة لما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومن ذلك تقسيمه للتوحيد إلى أقسام أربعة وفق طريقة مذهبه الاخواني الخارجي .

وتكرر منه محاولته أن يهدم أصول السنة 

                  ( تاسعا )

  في الجرح والتعديل وعلم الرجال فهو يخبط خبط عشواء

وحاطب ليل وظالم لنفسه مع  جهل مركب و ضلال وانحراف وذكرنا سابقا أنه  يثني على رموز الإخوانية الخوارج ويصفهم بالمجددين 

ويطعن في كبار علماء الاسلام ووصفهم لهم بأوصاف تنم عن عقيدة منحرفة مثل وصفهم بالمرجئة وعلماء السلطان والمداخلة  .


لهذا أنصح إخواني طلاب العلم في الحذر  والتحذير منه والبعد عن الإستماع له .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-------

كتبه:

غازي بن عوض العرماني .

الخميس، 11 فبراير 2021

《 الإدلة من الكتاب والسنة والإجماع على أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف ودراسة جميع الشبه التي ذكرها الخوارج بما فيهم جماعة الإخوان الخوارج في تهميش هذا الأصل الكبير مع تفنيدها وبيان ضعفها ومخالفتها لإدلة الكتاب والسنة ومشاققتها لإجماع المسلمين ووقوفها ضد المصلحة العامة الراجحة لهم 》


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 


أمابعد  :


فإنتصارا للسنة الغراء ثم تفنيدا للشبه التي بثها أهل الخروج والإلحاد على أمراء السنة 


فقد ذكرنا في عدة رسائل  بعض أعمال الجماعات الإخوانية الخوارج  مثل تكفير المسلمين  وإستحلال الدماء المعصومة البريئة من مسلمين ومعاهدين وفي  رسالتنا هذه  [ الجزء الثاني ] تطرقنا إلى هدف هذه الجماعات الضالة وهو هدف سياسي يسعون من خلاله الوصول الى غايتهم الدنيوية ( الكرسي ) فكان لابد لهم من إيراد الشبه وبثها بين العوام الجهلة وأنصاف المتعلمين[ ممن يجهل حالهم ويجهل العلم الشرعي] ليتسنى لهم إضلالهم وتهييجهم على ولاة أمرهم وإظهار الطعن فيه 


وماقاموا فيه هو تمييع لأصل عظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام وهو " أصل السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وإن ظلموا وإن جاروا " 


ومن أدلة هذا الأصل:  


[ ا ] :


أتى أمر الله بطاعتهم في القرآن الكريم وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك 


في سنته و ماعليه جرى هدي سلفنا الصالح . 


[ ب ] :


إجماع أمة الإسلام على وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم .



[ ج ] :


إن وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم أصل كبير من أصول دين الاسلام لهذا أتفق علماء الإسلام على وضع هذا الأصل من مسائل العقيدة وأصولها التي لاخلاف فيها .



[ د ]


في تعظيم هذا الأصل وفق السنة بعدا عن مشابهة الخوارج كلاب النار حيث إن علماء الأمة وصفوا من لم يرى السمع والطاعة لولاة الأمر بالخارجي ف"من تشبه بقوم فهو منهم " وقد ذكر أهل العلم أن إبن سبأ اليهودي أوصى أتباعه ب( إظهار الأمر بالمعروف على الأمراء لإستمالت ١قلوب الرعاع والجهلة )


[ ه ]


وتأكيدا منا على بيان أهمية هذا الأصل العقدي العظيم من أصول الدين وتحذير المسلمين من المواقع المشبوهة التي فيها تكفير للمسلمين واستحلال لدمائهم و فيها منكرات وفواقر و أخطاء جسيمة مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومناهضةلمنهج السلف الصالح ومخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة و تتضمن إيراد شبه  لتمييع أصل السمع والطاعة لولاة الامر والطعن فيه وفي إجماع  وجوب السمع والطاعة لهم  بالمعروف  وتحريم الخروج عليهم ومن ذلك ما أثاره المدعو علوي بن عبدالقادر السقاف في موقعه الذي أسماه " الدرر السنية " ]



《  الفصل  الأول 》



أوصي نفسي وأحبتي  بتقوى الله عز وجل ولزوم طاعته وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإقتفاء آثار سلفنا الصالح والحذر من البدع والمنكرات والمحدثات 


كماأوصيهم بالبعد عن زيارة المواقع المشبوهة في وسائل الإعلام أووسائل التواصل الإجتماعي 


ومن ذلك ما ينشر في الشبكة العنكبوتية وخاصة مواقع الجماعات الضالة التي يخشى على من زارها أن يتأثر بها عقديا  أو أن يصيبه خلل وفساد لتصوره الفكري ينعكس سلبا على تهديد المسلمين وتحوله  خطر  عليهم وعلى أمن دولته ومجتمعه 



ومن المواقع المشبوهة التي يجب الحذر  والتحذير منها مواقع جماعة الإخوان الخوارج 


ومواقع دعاتها ورموزها   ومنهم من  قامت الحكومة السعودية بإلقاء القبض عليهم إقتضاء للمصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويدركها ولي الأمر لدرأ شرهم عن المسلمين وعظيم مخالفتهم ل" عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح "  أمثال  سلمان العوده وسفر الحوالي وعلي العمري وعبدالعزيزالطريفي ومحمد بن صالح المنجد وسليمان العلوان 


وماذكرته الآن فهو على سبيل التمثيل لا الحصر وإلا فالاخوانية الخوارج لهم إنتشار وإشتهار في مواقع حساسة 


ولهم  مواضع على الشبكة العنكبوتيه لابد من كشفها وتحذير المسلمين منها وبيان خطرها على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنني في هذا المقام أوجه 


نصيحة وتحذير من هذه المواقع كلها وقد رأيت موقعا   على الشبكة العنكبوتيه أسمه ( الدٌرر السَنيّة ) والمشرف العام على هذا الموقع المدعو : علوي بن عبدالقادر السقاف 


ويزعم أن هذا الموقع ( مرجع علمي موثق على منهج أهل السنة والجماعة )[ نقلته كماهو ]


أقول :


و هذه دعوى يردها ما سيأتي ذكره عنه عفا الله عنا وعنه 


وستكون مناقشتنا له على فصول ثلاثة :


الفصل الأول :


تشكيكه في أصل عظيم من أصول اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهو أصل ( السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف وإن كان ظالما ) 


وذلك أن هذا الأصل ثبت وجوب العمل بما فيه  في نصوص الوحيين - كتابا وسنة- والإجماع منعقد عليه من شيوخ الإسلام وعلماء الأمة بلا خلاف بينهم ؛ 


وشذت الخوارج عنهم ؛  ولاعبرة برأيهم الفاسد إذ أن في إسلامهم خلاف  وقد ذكر المدعو السقاف في موقعه الحديث عن طاعة ولاة الأمر فجعلهم 


ثلاثة أقسام


فأول الأقسام عنده هو :


" الإمام العادل المقسط :


فهذا يحرم الخروج عليه مطلقًا وبإتفاق العلماء،"


والثاني :


" الحاكم الكافر المرتد :


وهذا - أيضًا - متفق على وجوب الخروج عليه ومنابذته بالسيف "


وأشترط لجواز الخروج عليه "إذا قُدر على ذلك"


ثم جعل بينهما قسما آخرا وهو 


الثالث :


الأئمة الظلمة


فجعل الخروج على هذا الصنف من الولاة فيه خلاف بين أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فكذب 


ثم في 


الفصل الثاني :


مال إلى إنكار الإجماع على أصل السمع والطاعة ولي الامر وإن كان ظالما ورد كلام من نقل الإجماع على طاعة ولاة الأمر حيث قال :" وقد ادعى الإجماع على ذلك بعض العلماء كالنووي في شرحه لصحيح مسلم وكابن مجاهد البصري الطائي فيما حكاه عنه إبن حزم ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف في ذلك " [ مابين "...." من كلام علوي السقاف من موقعه الرسمي المذكور اسمه في أعلاه ] حسب زعمه فكيف يخالف أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح 


 يخالفون كلام الله سبحانه وتعالى ويخالفون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  في وجوب طاعة ولاة الأمر....


ثم هل يعقل أن ( أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) يشذون عن إجماعهم ويخالفونه ( إجماع أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) 


فأما الإجابة على ماأورده أو أورده الإخوانية الخوارج من شبه فتكون الإجابة عنها وكشف زيفها وفضحها في فصول منها :



《 الفصل الاول والثاني 》



وهما


{ كونه 


                   [ ١ ]


جعل أصل السمع والطاعة مختلفا فيه بين أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وكذلك. 



               [ ٢ ]



إنكاره للإجماع على هذا الأصل العظيم }




فنقول :


                [ أ ]


إن أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة تدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية الله وإن كان ظالما وسيأتي ذكرها إن شاء الله .



                 [ ب ]


إن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوه أصلا عظيما من أصول الإسلام ومبانيه العظام بإدلة الشرع ولعدم وجود مخالف لهذه الأدلة بينهم وعملهم هذا   إنكار لعمل أهل البدع والتكفير والاحزاب في إباحتهم الخروج على ولاة الأمر فكيف جاز لك أن تطعن في هذا الأصل بطريقتك الخلفية البدعية وترد كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتطعن في إجماع المسلمين ظلما بلا دليل ولابينة وإنما حملك على ذلك الهوى وعدم تعظيم نصوص الوحيين كتابا وسنة وإنتصارك لحزبك الخارجي .



                 [ ج ] 


الإجماع على هذا الأصل منعقد لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وإقتضاء للمصلحة الشرعية العامة 


واستفاض النقل عن كبار علماء الأمة ولمن أراد ذلك فعليه أن  ينظر كلامهم 


منشورا مشهورا في دواوين السنة



قال إبن بطة العكبري رحمه الله في كتابه "الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة" : " وقدْ أجتمَعَت العُلَمَاءُ من أهلِ الفقهِ والعلمِ والنُّسَّاكُ والعُبَّادُ والزُّهَّادُ، من أوَّلِ هذهِ الأُمَّةِ إلى وقتنا هذا: أنَّ صلاةَ الجُمعةِ والعيدينِ، ومِنىً وعرفات، والغزو والجهاد والهدي مع كلِّ أميرٍ برٍّ وفاجرٍ... والسمعُ والطاعةُ لمن ولَّوْهُ وإن كانَ عبداً حَبَشياً، إلاَّ في معصيتهِ اللهَ عزَّ وجل، فليسَ لمخلوقٍ فيها طاعة، ثمَّ من بعدِ ذلكَ اعتقادُ الدِّيانةِ بالنصيحَةِ للأئمَّةِ وسائرِ الأُمَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا، ومحبَّة الخيرِ لسائرِ المسلمينَ، تُحبُّ لهم ما تُحبُّ لنفسكَ، وتكرهُ لهم ما تكرَهُ لنفسِكَ" إنتهى كلامه رحمه الله .


قال إبن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري -  رحمه الله - ( ٨ / ٢٧٩ ) 


بعد ذكر الأحاديث التي تحرم الخروج على الأئمة : "فى هذه الأحاديث حجة فى ترك الخروج على أئمة الجور، ولزوم السمع والطاعة لهم. والفقهاء مجمعون على أن الإمام المتغلّب طاعته لازمة، ما أقام الجمعات والجهاد، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ".


قال شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى( ٤ / ٤٤٤ ) : "ولهذا كان مذهب (أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بَر أو يُستراح من فاجر ".وفي موضع آخر يقول رحمه : " ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنةللأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ".[منهاج السنة ( ٤ / ٥٢٩ )] 


ويقول أيضا رحمه الله في موقع آخر : " ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة ، وكان ذلك من أصول السنة . وهذا مذهب أهل الحديث ، وأئمة أهل المدينة من فقهائهم وغيرهم".


[ كتاب الاستقامة( ١ / ٣٢ )]


قال إبن عبد البر رحمه الله : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج، وأما أهل الحق وهم أهل السنة فقالوا: هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عدلاً محسناً، فإن لم يكن فالصبرعلى طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، ولأن ذلك يحمل على هِرَاق الدماء وشن الغارات والفساد في الأرض، وذلك أعظم من الصبرعلى جَوره وفسقه. والأصول تشهد والعقل والدين: أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك. وكل إمام يقيم الجمعة والعيد ويجاهد العدو، ويقيم الحدود على أهل العداء، وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض، وتَسكن له الدهماءُ[التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩ )]



قال النووي رحمه الله : "وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين " [( شرح صحيح مسلم رحمه الله( ٤ / ٥٠٧ )] 



قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قَدَر عليها".[ فتح الباري شرح صحيح البخاري رحمه الله( ١٣ / ٩ )]



ونقل إبن حزم رحمه الله  إجماع أهل السنة والجماعة على حرمة الخروج على ولي الأمر كما في كتابه مراتب الإجماع ص (١٩٩ )


ثم بعد نقل الإجماع على تحريم الخروج على ولي الأمر وإن كان ظالما عن شيوخ الإسلام وأمراء المؤمنين في الحديث ثم 


يأتِ علوي السقاف ليقول : " ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف "


فنقول له : اذكر لنا اسم هذا السني السلفي الذي خالف ؛ واما تأتِ لنا بإسم أحد الإخوانية الخوارج فتجعله سنيا سلفيا فهذا كذب مفترى ومحاولة لتمرير إباحة حكم الخروج على الحاكم وفي طريقته الجائرة هذه  تساوي أهل السنة والجماعة بأهل البدعة والفرقة وتتضمن طريقته هذه في طعنه الجلي في هذا الاصل  ومحاولة لهدمه  وهو أصل عظيم من أصول الإسلام..


و انت ايها السقاف صاحب دعوى ليس فيها بينة ولامعك حجة الا الكذب  وأصحاب الدعاوي إذا لم يقيموا على صحة دعواهم أدلة وبينات فهم أدعياء 


وهيهات له الدليل 


وأما إنكاره لإجماع المسلمين فهو مسلك إجرامي خطير لتهوينه أدلة الشرع المبني عليها هذا الإجماع ولمشاققته للمؤمنين في إجماعهم و محاولته تبرير ماتفعله الجماعات الضالة في خروجها على ولاة الأمور واستحلالها لدماء المسلمين وغيرهم من المعاهدين وطعن جلي في أصل السمع والطاعة لولاة الأمر



     《 الفصل الثالث 》 :



ايراده شبها بما جرى من فتن جرت بين المسلمين مثل  فتنة الحسين بن علي رضي الله عنهما وفتنة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وفتنة إبن الأشعث



فهذه شبهه يتم جلاؤها وإيضاحها في النقاط التالية :



                 أولا : 


الحسين بن علي رضي الله عنه لم يقاتل يزيد ولم يخرج لقتاله إبتداء ، بل خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه قيل : مطالبا بدم ابيه رضي الله عنهما ، ويزيد كان في الشام .



                  ثانيا :


إن الحسين بن علي رضي الله عنهما حريص على جماعة المسلمين فلم يفرقهم وقد طلب الرجوع إلى بلده أو إلى أي ثغر من ثغور المسلمين او لقاء يزيد ؛ قال شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله : " فإن الحسين لم يُفرق الجماعة، ولم يُقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر؛ أو إلى يزيد، داخلا في الجماعة، معرضاً عن تفريق الأمة" [ منهاج السنة ( ٤ / ٣٥٣ )]


                  ثالثا : 


نصح كبار الصحابة رضي الله عنهم وفقهاؤهم له


وهم الذين أنكروا ونهوه  عنه منهم الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، وعبد الله عمرو وجابر بن عبد الله وأبي واقد الليثي ومحمد بن الحنفية وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما أجمعين .



                رابعا: 


إن الفعل إذا خالف نصا أو إجماعا فلاعبرة بفعل فاعله أو قول قائله إذ الخطأ وارد على غير المعصوم وذلك لعدم بلوغ النص له أو أنه رأى عدم صحة النقل عن الشارع .



               خامسا : 


تراجع الحسين بن علي رضي الله عنهما عن فعله كما في ( ثانيا ) وعدم تماديه رضي الله عنه فلا يحتج بفعله بعد تراجعه رضي الله عنه .



                سادسا :


إن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما ولي أمر للمسلمين فلا إحتجاج بقضيته على جواز الخروج على الحاكم فهو كما ذكر عنه مظلوم مبغي ومخروج عليه فقد بايعه اهل الحجاز واليمن ومصر والعراق والشام الا دمشق فقد ذكر أهل العلم أنه خُرِجَ عليهِ - بضم الخاء - ولم يخرُج على أحد وهذا بعد وفائه ببيعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ثم إبنه يزيد ووفاتهما 


وقد وصف بأنه أميرا للمؤمنين وممن وصفه بذلك إبن حزم رحمه الله فقال عنه : أمير المؤمنين ؛ أثناء حديثه عن مروان بن الحكم، حيث قال: «مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما»[ المحلى لابن حزم رحمه الله ( ١ / ١٢١ )]



قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم - رحمه الله -: «ومذهب أهل الحق أن إبن الزبير كان مظلوماً، وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه»[ شرح النووي على صحيح مسلم رحمه الله ( ١٦ / ٩٩ )].



《" الفصل الرابع " في الادلة على وجوب طاعة ولاة الأمر وإن كان ظالما  بالمعروف 》



               ( أولا )


من كلام الله سبحانه وتعالى  :


قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )


والأمر يقتضي الوجوب إلا لصارف ولايوجد هنا مايصرفه وسيأتي في السنة مايبين هذا الحكم ويوضحه إن شاء الله 



            ( ثانيا ) 


الادلة من السنة النبوية 


١-


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ". رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ )


٢- 


وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: "أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ" قَالَ: "إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ"رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ )


٣- 


وفي صحيح 


مسلم ( ١٨٥١)


عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". 


٤-


وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩)


عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً". 


٥-


وروى البخاري رحمه الله(٣٦٠٣ ) ومسلم رحمه الله ( ١٨٤٣ )


٦-


عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ" .


٧-


في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٤٦ )


سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ – رضي الله عنه - رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ، وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ. فقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم- : "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"


٨-


في صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ" . قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ".


٩-


في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"


١٠-


روى مسلم في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ".


١١-


أورد الإمام الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان على صحيح إبن حبان ( ٧/ ١٤) وأصله في إبن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية"


١٢-


في صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ"



١٣-


في صحيح 


البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨)


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا "



١٤-


في السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤) 


عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : " يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ "



                   (ثالثا )


إن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوا وجوب طاعة ولاة الأمر وحرمة الخروج عليه من مسائل العقيدة المتفق عليها بينهم على إختلاف أعصارهم وتباعد أمصارهم و كثرة كتبهم وأسفارهم وهو عندهم أصل عظيم من أصول الاسلام ومبانيه العظام وهذا موجود في كتب السنة واصولها والعقيدة والتوحيد



قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ ٢ / ٥٤٠ ] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة" 


قال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤):


" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" 


وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله في عقيدة اصحاب الحديث :" ويرى أصحاب الحديث: الجمعة، والعيدين، وغيرهما من الصلوات، خلف كلِّ إمام مسلم، برَّاً كان أو فاجراً، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، ويرون الدُّعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح.


ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العُدول عن العدل إلى الجور والحيف" 


وفي  نونية القحطاني رحمه الله في بيان معتقد أهل السنة والجماعة قال رحمه الله :


" لاتخرجن على الإمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان 


ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "




                 ( رابعا ) 


إتفاق أئمة السنة وشيوخ الإسلام على صف من أراد الخروج على ولي الأمر بالخارجي أو المعتزلي 


قال إبن عبد البر رحمه الله في كتابه  التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩) : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج "


قال البربهاري رحمه الله في شرح السنة ( ٥٨ ) : " ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، ومِيتته مِيتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جاروا، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «اصبر، وإن كان عبدا حبشيا» .وقوله للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض » .


وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدين والدنيا " 


وفي شرح السنة للبربهاري رحمه الله أورد أثرا عن الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله حيث قال : " مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره" إنتهى كلامه رحمه الله.



             (  خامسا  )


الإجماع على هذا الأصل انعقد لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وقد نقلنا من ذكر الإجماع في هذه الرسالة ..


وفي هذا كفاية لمن أراد الحق والتمسك فيه والإستقامة عليه ...وفقنا الله وإياكم للعلم  النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 


..........


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : 


غازي بن عوض العرماني .