الجمعة، 14 أغسطس 2020

‏《 فضل الدعوة إلى الله بعلم وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهدي سلف الأمة الصالحين 》


 قال الإمام شيخ الإسلام  محمد بن عبدالوهاب رحمه الله :

" أعظم المراتب وأجلها عند اللهِ الدعوةُ إليه،

قال الله: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله}الآيه."

وفي الحديث: ( والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم ) .

[الدرر السنية ( ٦٣/١ )]

أقول  :

وهذا الشرف العظيم الذي  قام به الإنبياء والمرسلون عليهم افضل الصلاة واتم التسليم 

منهم خاتمهم وافضلهم وسيد ولد آدم ولا فخر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جعلنا الله وإياكم من اتباعه وانصار سنته وناشريها ومن الداعين إليها ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة  


  ومراد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أنه لا بد من الإهتمام بالدعوة إلى الله ولا شك أن لازم ذلك بل ومضمون كلامه أنه لا بد من العلم بكلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وماأثر عن سلفنا الصالحين

قال الله تعالى  : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }

قال البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : "  ﴿ قُلْ ﴾ يَا مُحَمَّدُ: ﴿ هذِهِ ﴾ الدَّعْوَةُ الَّتِي أَدْعُو إِلَيْهَا وَالطَّرِيقَةُ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، ﴿ سَبِيلِي ﴾، سُنَّتِي وَمِنْهَاجِي. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: دِينِي، نَظِيرُهُ قَوْلُهُ: ﴿ ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾ [النَّحْلِ: ١٢٥]، أَيْ: إِلَى دِينِهِ. ﴿ أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ ﴾، عَلَى يَقِينٍ. وَالْبَصِيرَةُ: هِيَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي يميّز بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، ﴿ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾، أَيْ: وَمَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي أَيْضًا يَدْعُو إِلَى اللَّهِ، هَذَا قَوْلُ الْكَلْبِيِّ وَابْنِ زيد. قال: حَقٌّ عَلَى مَنِ اتَّبَعَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ، وَيُذَكِّرَ بِالْقُرْآنِ. وَقِيلَ: تَمَّ الْكَلَامُ عند قوله: أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ: عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي، يَقُولُ: إِنِّي عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ رَبِّي وَكُلُّ مَنِ اتَّبَعَنِي. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَعْنِي أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا عَلَى أَحْسَنِ طَرِيقَةٍ وَأَقْصَدِ هِدَايَةٍ، مَعْدِنَ الْعِلْمِ وَكَنْزَ الْإِيمَانِ وَجُنْدَ الرَّحْمَنِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانوا أفضل هذه الأمّة، أبرّها قُلُوبًا وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلّم ولإقامة دِينِهِ، فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ، وَاتَّبِعُوهُمْ على آثَارِهِمْ وَتَمَسَّكُوا بِمَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ وَسِيَرِهِمْ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَسُبْحانَ اللَّهِ ﴾، أَيْ: وَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ تَنْزِيهًا لَهُ عَمَّا أَشْرَكُوا بِهِ. ﴿ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ " .إنتهى كلامه رحمه الله .

كتبه : غازي بن عوض العرماني