بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :
فإن أهل الشر الذين يريدون الشر في مجتمع المسلمين وخاصة بشبابهم لهم طرق ملتوية في محاولتهم لتمييع السنة وتحطيم أصولها العظيمة في قلوب الناشئة وبين العوام الجهلة وأنصاف المتعلمين [ ونصف المتعلم يقال له ( مثقف ) أي عنده معلومات أولية هشة عن أي موضوع يتطرق الحديث إليه في مجلس أو في زاوية صحفية ؛ وماأكثرهم وهم أنواع فبعضهم قريب من السنة سريع الفئ والرجوع إلى الله حينما يذكّر او يتذكّر .
وبعضهم جاهل ولاتنفع فيه الذكرى فنوع جهل الأول ( بسيط ) وهو من صفته ذكرت بعاليه ومن هم من جهله ( مركب ) وهو الجاهل الذي ليس عنده علم ويجعل نفسه عالما ،]
أقول :
هؤلاء الفئات هم محط أنظار الجماعات الضالة وموضع عرض بضاعتهم الفاسدة المزجاة[
مزجاة: قليلة يسيرة، و المُزجى: الشيء القليل أو الرديء.]
ومكان نشرها بين هذه الفئات التي يغلب عليها الجهل أو الضلال .
وأهم مايعرض
عليهم
هو وصف من قام بالسنة وعلّمها وعمل بما فيها ودعا إليها ب( غلاة الطاعة ) أو ( أصحاب الطاعة الشامية )
فمن هم أصحاب هذه الألقاب والمصطلحات ؟
فجوابا عن هذا الإستفسار أقول : هذا وصف يطلقه غالبا وبصفة مستمرة رموز الإخوانية الخوارج
حينما يرون أهل السنة والجماعة أتباع السلف يأمرون عامة الناس بالسمع والطاعة لولاة أمرهم بالمعروف وترك الخروج عليهم باليد أو اللسان وتحريم المظاهرات والإضراب والإعتصام والإفتاء بمنع أي بدعة منكرة مخالفة للكتاب والسنة وماعليه إجماع سلف الأمة
ومن ذلك تعظيم أصول الدين المجمع عليها ومنها أصل ( وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف )
فرمتهم الإخوانية بهذا الأوصاف وغيرها من أوصاف منفّرة فيها نبز وتعيير
ومن ذلك وصف ( غلاة الطاعة )ويصورون المسألة بأن علماء الأمة أهل الصدق والإخلاص والعدل قد تجاوزوا الكتاب والسنة وغلوا في طاعة حكامهم فحللوا لهم الحرام وأباحوا لهم ماكان ممنوعا في دين الإسلام وأمروا العامة بما لم يأمر به الله تعالى وتقدس ولم يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثوا العامة على الطاعة العمياء والتي فيها كفر وشرك بالله هكذا يصور الخوارج الإخوانية: أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ظلما وعدوانا ؛
وسبب هذا الوصف الظالم من قبل الخوارج الإخوانية لعلماء السنة يكمن في أمور منها :
أولا :
ماذكرناه سابقا وهو وقوف علماء السنة ضد بدع وأهواء وجرائم هؤلاء الخوارج والتي منها ( تكفير الحكام ورجال الأمن وإباحة إستحلال دماء المسلمين - حكاما ومحكومين - وكذا دماء المعاهدين وإباحتهم للمظاهرات والاضرابات والإعتصامات وغيرها كثير ....)
ثانيا :
من أجل ترويج منهجهم التكفيري الخارجي وسهولة إيصال افكارهم بلا تعكير فكري بين الجهلة وأنصاف المتعلمين .و
ثالثا :
سهولة الوصول الى الكرسي وهو حلم الإخوانية الخوارج
فهدفهم شهوة دنيوية وحظ من حظوظ الدنيا فلايرجون الله والدار الآخرة .
فمصطلح ( غلاة الطاعة ) :
هو وصف أتى إطلاقه في هذا العصر
والجهة التي قامت بإطلاقه هي جماعة الإخوان الخوارج على أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح.
كفى الله المسلمين شرهم.
وأما مصطلح ( الطاعة الشامية )
فهو وصف قديم ومثل يضربه علماء الأمة ويطلقونه بحق وصدق وعدل على جماعة من أهل الضلال أتى وصفهم على لسان شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله حيث قال رحمه الله :( فكثير من أتباع بني أمية أو أكثرهم كانوا يعتقدون أن الإمام لا حساب عليه ولا عذاب وأن الله لا يؤاخذهم على ما يطيعون فيه الإمام بل تجب عليهم طاعة الإمام في كل شيء والله أمرهم بذلك وكلامهم في ذلك معروف كثير
وقد أراد يزيد بن عبد الملك أن يسير بسيرة عمر بن العزيز فجاء إليه جماعة من شيوخهم فحلفوا له بالله الذي لا إله إلا هو أنه إذا ولى الله على الناس إماما تقبل الله منه الحسنات وتجاوز عنه السيئات
ولهذا تجد في كلام كثير من كبارهم الأمر بطاعة ولي الأمر مطلقا وأن من أطاعه فقد أطاع الله ولهذا كان يضرب بهم المثل يقال طاعة شامية )
إنتهى كلامه رحمه الله من كتاب منهاج السنة النبوية ( ٤٣٠ - ٤٣١ / ٦ )
أقول :
وقد رأيت مجموعة كبيرة من رموز الإخوانية الخوارج يوظفون هذا المصطلح خدمة لتوجههم الفكري الفاسد فيطلقونه على علماء السنة ترويجا لأفكارهم الهدامة وتمهيدا لنشر مذهبهم الضال
فلم يجدوا في كلام سلفنا الصالح- مع تحذيرهم من هذا الصنف - إلا إعادة إطلاقه ظلما على كبار علماء الأمة ومشايخها
فوجب الإنتباه الى ألفاظهم ومصطلحاتهم الإخوانية الخارجية
وعند التمعن نجد :
الإخوانية الخوارج يبيحون الحرام ويحرمون الحلال ويتلونون كالحرباء ويبطلون الشرع و يهدمون أصول الدين فيردون كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله وإن لم يستطيعوا قاموا بتاويلها تأويلا باطلا مخالفا للشرع واللغة
ومن ذلك أنهم جعلوا أهل الكفر كاليهود إخوانا لهم كما في كلمة لأحد كبار رموزهم وهو المدعو يوسف القرضاوي
وهاهو محمد مرسي وهو من كبارهم يقول( قطع يد السارق ليس من الشريعة وإنما هو رأي فقهي ) وهذه العبارة عنه مشهورة منشورة .
والمشاهد في هذا العصر قيام جماعة الإخوانية بنشر الفتاوى الشاذة
وإشهارها بين الناس
فالإخوانية الخوارج يتمسحون بالدين الإسلامي ويظهرونه ويبطنون حب الدنيا وشهواتها الزائفة بما فيها حبهم للكرسي وغايتهم الوصول اليه
وعندهم ( الغاية تبرر الوسيلة ) أي أفعل حلالا أو حراما مادمت تسعى إلى غايتك الدنيوية والتي قد تكون هدفا محرما ..
والسؤال الذي يطرح نفسه :
من هو المستحق صدقا وعدلا لوصف " غلاة الطاعة " حتى إستحلوا الدماء من أجل حب الدنيا أو " أصحاب الطاعة الشامية "
الجواب معروف
فهم الإخوانية الخوارج كلاب النار
( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )[ سورة ق (٣٧)]
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
..................
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني
صباح يوم الجمعة الموافق ٢ / ٤ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم في مركزالكداديه حرسه الله وعامة دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية و بلاد المسلمين .