السبت، 26 أكتوبر 2019

حكم أخذ العلم من أهل البدع و الأهواء

حكم أخذ العلم من أهل البدع و الأهواء

《 شروط جواز أخذ العلم عن المنحرفين فكريا ؟ 》


الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد  :

فمن خلال تتبعنا لأقوال كبار علماء السنة نجدهم يتفقون  على منع  أخذ العلم عن أهل الأهواء و البدع ويحرمونه وقالوا : " إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم " وقالوا :" إن هذا العلم هو لحمك ودمك " وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:(سيـأتي على الناس سنوات خدَّاعات يُصَدَّقُ فيها الكاذب ، ويُكَذَّبُ فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخوَّن فيها المؤتمن ، وينطق الرويبضة . قيل: وما الرويبضة؟قال: الرجل التافه ، يتكلم في أمر العامَّة)وهو في مسند الإمام أحمد وسنن إبن ماجه رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ( ١٨٨٧)

وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص  رضي الله عنهما  أنَّ رسول الله  صلَّى الله عليه وسلَّم  قال : ( إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتَّى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا ) و ثبت في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله  من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه  أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قال : ( إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الأئمة المضلون )


وفي مقدمة سنن الدارمي رحمه الله   عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه ؛ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( خُذُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ ) قَالُوا : وَكَيْفَ يَذْهَبُ الْعِلْمُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ ؟ قَالَ:فَغَضِبَ لَا يُغْضِبُهُ إلاَّ اللَّهُ ، ثُمَّ قَالَ: ( ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ أَوَلَمْ تَكُنِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمْ شَيْئًا ؟ إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ، إِنَّ ذَهَابَ الْعِلْمِ أَنْ يَذْهَبَ حَمَلَتُهُ ) .

فالأمر عظيم ويترتب على ترك العلم أو اخذه على يد أهل الأهواء والبدع تضييع  سعادة الدنيا والآخرة

وفي هذا العلم الشرعي تكون النجاة يوم العرض الأكبر على الله سبحانه وتعالى
فالمسألة دين والأمر عظيم وقد يكون في مصر  أو عصر ذهاب للعلماء المصلحين فيحتاج طالب العلم  ضرورة إلى معرفة ماعند أهل البدع والأهواء لكشف زيفهم وإبطال شبههم أو أحتيج الى ماعندهم من علم لايختص بالتوحيد والعقيدة وأصول السنة  فقال  بعض علماء السنة  بإباحة أخذ العلم عنهم  بشروط  - بعد إنطباقها وإكتمالها - وقالوا :  بجواز التعلم عندهم وأخذ العلم عليهم إذ الأصل في كون  المبتدع شيخا أو معلما  التحريم  فأستثنوها ضرورة بشروط وهذه الشروط ذكرناها بعد جمع لها  فيما تفرق من أقوال العلماء  وتتبع لشتات ما كتبوه في مؤلفاتهم المتعددة وهذه الشروط هي  :

[  أولا   ] :

 أن تكون هذه المواد التي يدرسها في علوم الآلة  كأصول التفسير والتجويد ،
و القراءات و مصطلح الحديث ورجاله وعلله وكذلك  أصول الفقه و القواعد الفقهية
و النحو والصرف
و البلاغة .
..... وينتبه لهذا الشرط :
فقد وجدت في تأليفات بعضهم [ شرح لمنظومة في النحو ] كلاما يخل في العقيدة بإنحراف المؤلف وإتباعه لمذهب المعطلة الجهمية في توحيد الاسماء والصفات .


[  ثانيا  ] :


 يُمنع  تدريس الطلاب  علم التوحيد والعقيدة وأصول السنة على يد أهل الأهواء والبدع لما يترتب عليه من مفاسد من أعظمهما إنحرافهم عن توحيد الله أم في أصله أو في كماله ويلحق ماسبق  تحريفهم  للدين وأصوله العقدية ومسائله العلمية العملية  مما ينتج عنه مفاسد دينية ودنيوية يدركها من علم خطر التوجه الفكري للمبتدعة وفي هذا العصر يأتِ في مقدمتهم الإخوانية الخوارج وتطبيقهم السيئ للآيات والأحاديث بغير فهم سلفنا الصالح وإنزال نصوص الوحي  والأحكام التي تختص بالكفرة المقاتلين على الأبرياء معصومي الدم - من مسلمين أو معاهدين - مما يترتب عليه إستحلال دمائهم وزعزعة الأمن بكلام مبتدع يرى صاحبه المنحرف حل الخروج على ولاة الأمور او بإباحته وسائل الخروج ومظاهره كالإضراب والمظاهرات ويأتون بفتاوى  من زبالة فكرهم إنتصارا لحزبهم الدنيوي الضال وفيها مخالفة لكلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها نقض لإجماع المسلمين  ؛ فلينتبه من أراد النجاة لهذا الأمر  .


 [ ثالثا ] :

 أن لايكون هذا الشيخ أو المعلم معروفا بدعوة الى  بدعة  .


[  رابعا  ] :

 أن تكون الحاجة ماسة إلي ماعنده من معرفة مع إفتقاد من يقوم مقامه من مشايخ السنة .


[ خامسا] :

أن لاتكون هذه العلوم المراد تعلمها داخلة في مجال بدعة المبتدع .



[ سادسا] :

 أن يكون طالب العلم مؤصلا عقديا بحيث يؤمن من شر أهل البدع  ويغلب على ظنه السلامة من دائه وبلائه مع معرفته المسبقة  للبدعة التي وقع فيها هذا الشيخ أو المعلم   مع أحتياجه المعرفي  أو انه أراد دراسة حالة هذا الشيخ أو المعلم ومعرفة مذهبه  و معرفة ماعنده من توجه فكري ليتسنى له الرد عليه وبيان فساد معتقده .


[ سابعا ] :

أن لايكون في بدعته تشدد كحال الإخوانية الخوارج وسلوكه فيها إلى التخفي و التقية بحيث يصعب كشف حاله  وهذا التصرف يسمونه  فقه حركي من أجل أن ينتشر مذهبهم الباطل بين الجهلة ولايستطيع من أراد معرفة حالهم الإطلاع على سوء مذهبهم  .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.............
كتبه وأملاه الفقير إلى  عفو مولاه  :

غازي بن عوض العرماني بتاريخ ٢٧ / ٢ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكُتبت بناءً  على طلب أخ لنا من طلاب العلم .

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

《 من هم المعتزلة ؟ وماهي أفكارهم الإعتزالية التي خالفوا فيها دين الإسلام؟ وماهو عظيم خطرهم على المسلمين حكاما ومحكومين 》



بسم الله الرحمن الرحيم 
     

[   الجزء  الأول   ]

     [[ المقدمة ]] 

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد :


ففي رسالتي هذه سأبين إن شاء الله معتقد فرقة المعتزلة الخوارج وعظيم خطرهم على دين الإسلام وأهله اسأل الله ان ينفع بهذه الرسالة من كتبها ومن قرأها وان يعم بنفعها المسلمين ؛  آمين


   《  الفصل الأول : تعريف المعتزلة  》


من هم المعتزلة وماتعريفهم ؟

تعريفهم :
يعتبرون من فرق الخوارج ومن الجهمية المتكلمة يعطلون أسماء الله و ينكرون صفاته ويرون تكفير عصاة المسلمين الموحدين و يوجبون الخروج على ولاة أمور المسلمين ؛ ومن أراد التوسع في معرفتهم   و زيادة إدراك حقيقتهم   وبيان أعمالهم المخالفة لدين الإسلام فهذا  مدون في كتبهم أو قيد في مؤلفات من كتب عن مذهبهم الباطل .



《 الفصل الثاني  :  سبب التسمية لهم بهذا الإسم 》

سبب التسمية بهذا الإسم :

قال الحافظ الذهبي رحمه الله  في ترجمته ل" واصل بن عطاء" في سير أعلام النبلاء  : " البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال ، مولده سنة ثمانين بالمدينة،  طرده الحسن[ البصري رحمه الله ] عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فأنضم إليه عمرو وأعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة "فالخلاف وقع بينه وبين الحسن في حكم مرتكب الكبيرة،[ فهم يرون كفره وأهل الإسلام لايكفرون مرتكب الكبيرة ومن أعلام الإسلام وشيوخه الحسن البصري رحمه الله ] فاعتزل حلقة الحسن، فقال الحسن "أعتزلنا واصل"[ من سير أعلام النبلاء للذهبي رحمه الله بتصرف يسير ]


     《 الفصل الثالث : أسماء أخرى لهذه النحلة الضالة 》


أسماء أخرى لهذه الفرقة الضالة فيقال لهم  :
الوعيدية
والعدلية
والقدرية والعقلانيون
ويطلق عليهم في هذا العصر الليبرالية  . و هم أخذوا توجههم الفكري وعقيدتهم الضالة من   الفلاسفة الملاحدة   وتحولوا نتيجة ذلك إلى ليبرالية أو علمانية .



   《 الفصل الرابع : أين يوجد الفكر الإعتزالي  》


أين يوجد فكر المعتزلة في هذا العصر ؟

قلنا فكر لأن مذهبهم عبارة عن اراء أناس منحرفين أرادوا تحريف دين الإسلام ؛ لكن دين الله منصور وقد حفظ الله هذا الدين قال الله تعالى وتقدس :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} 

و مذهب المعتزلة هو أصل ديانة كل من   :
الرافضة
والزيدية
والإباضية
والصوفية القبورية بجميع فرقها
والإخوانية الخوارج المتشدده ( داعش والقاعدة والسرورية والحدادية وفرق التكفير عموما )
 ويتبعها فرقتها المتساهلة في دين الإسلام المحاربة له ظاهرا  وهي مايطلق عليها حديثا
" الليبرالية " وهي من إنتاج  الإخوانية الخوارج
ولعل مذهب الإخوانية الخوارج في هذاالعصر هو الداعم والناشر الحقيقي لجميع المذاهب الهدامة . 


  《 الفصل الخامس : أبرز أفكار المعتزلة 》

 ماهي عقيدة المعتزلة وماهي أبرز أفكارهم التي خالفوا فيها الإسلام ؟

              ( أولا ) 
لهم أصول خمسة مخالفة لدين الإسلام   هي :

[١ - التوحيد ]
 ويعنون به إنكار صفات الله وتعطيل أسماء الله الحسنى وإثبات إله ورب  في صفات معدومة ؛ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

[٢-العدل] 
وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا، ويتضمن ذلك إنكار قدرة الله وإساءة الظن برب العالمين ؛
ويعنون بهذا الأصل إنكار القدر وإنكار الإيمان  بالقضاء والقدر علمابأن الإيمان بالقدر  أحد أركان الإيمان الستة للإيمان بالله تعالى وتقدس كما جاء ذلك في دين الله الإسلام  .

[٣-المنزلة بين المنزلتين] 
من آراء المعتزلة  أن المسلم الذي أرتكب معصية  لايقال له عندهم  مسلم ولاكافر في الدنيا  بل هو في منزلة بين منزلتين وأما في الآخرة فيرون دخوله  النار وتخليده فيها خلافا لماعليه عقيدة أهل  الإسلام المبنية على  القرآن والسنة وعليه إجماع المسلمين  .

[٤ -الوعد والوعيد]  ويعنون فيه :
 إخراج المسلم المذنب من الملة والحكم له بدخول  النار وتخليده فيها  وأن أهل الذنوب لا تقبل فيهم شفاعة، كما أنهم يرون  عصاة الموحدين  في  النار، وأنهم من  الكفار الخارجين من الملة وبرون تخليدهم  في نار جهنم أعاذنا الله وإياكم من الضلال .

[٥- ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )]
ويعنون به :
 إباحة الخروج على ولاة الأمر وتكفير أهل المعاصي ؛ أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع والضلال.

             ( ثانيا )

إنكار سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإيراد الشبه عليها  في محاولة منهم إبطالها سندا ومتنا كما يسعون - أخزاهم الله - إلى إثارة الشبه حول كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته .



              ( ثالثا )

 في عقيدتهم : يرون عدم العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي صفة قديمة للخوارج  وذلك أن السنة تمنعهم من إستحلال الدماء المعصومة ومن الخروج على ولاة أمور المسلمين. 
فسنة الرسول صلى الله عليه وسلم معطل العمل فيها في جميع مذاهب الخوارج بما في ذلك مذهب المعتزلة .


             ( رابعا ) 

يرون نفي رؤية الله عز وجل وفي عملهم هذا رد لكلام الله تعالى وتقدس القائل:{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}
وتكذيب لكلام رسوله صلى الله عليه وسلم القائل في الحديث الصحيح : ( إنكم سترون ربكم )
وإجماع المسلمين منعقد على رؤية الله عز وجل .


          ( خامسا ) 

قولهم بأن القرآن مخلوق وعقيدة اهل الإسلام :( إن كلام الله سبحانه و تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود )
وفتنة القول بخلق القرآن الكريم التي كانت في عهد المأمون والمعتصم وماجرى فيه من بلاء وإختبار  لأمة محمد صلى الله عليه وسلم جرت بسبب هذه النحلة الضالة  وقتل في هذه الفتنة خلق كثير من أهل العلم وعذبوا ونكل بهم ومن هؤلاء الأئمة الأعلام الذين أوذوا في الله  الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فصبر وأنجلت الفتنة وخمدت نار فتنتهم بإنتصار أهل الحق
والمعتزلة هم السبب الرئيس في هذه الفتنة . كفى الله المسلمين شرهم.

            (سادسا ) 

إنكارهم لعلو الله على خلقه - ردا وتكذيبا - لخبر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذا شق لعصا المسلمين في  إجماعهم  وفي طريقتهم هذه مخالفة للنقل الصحيح والعقل الصريح  وللفطر السليمة .

           ( سابعا) 

إنكارهم الشفاعة  الثابتة في الاخبار الصحيحة. 
إلى غير ذلك من معتقدات كثيرة فاسدة خالفوا فيها كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وماعليه معتقد أهل الإسلام و إجماع أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح .

            ( ثامنا ) 

إباحتهم لحرية الرأي والتعبير وان كان مخالفا لضوابط الشرع وإجازتهم لتعدد الاحزاب والإتجاهات الفكرية المنحرفة ؛ حتى ولو خالفت أو ردت كلام الله سبحانه و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو نقضت إجماع المسلمين
ويرون الحق مع أي فرقة ولو كانت ضالة وبهذا قالت الجاحظية من فرق  المعتزلة فلا منزلة ولاإحترام ولاتقدير ولاإيمان ولاتسليم  بل تكذيب وتشكيك ورد   لنصوص الوحيين هذا في مجال الدين ؛ وأما في مجال الدنيا فالقول لعامة الشعب ولو كانوا جهلة سقطة ولو خالف هؤلاء العامة في آرائهم وتوجهاتهم  امر ولي الأمر وتوجيهه المبني على المصلحة الشرعية العامة لمن تحت يده ، ومن أعمالهم محاولتهم تحويل الشأن السياسي للحكام  إلى   دستوري لإضعافهم عن القيام بواجباتهم  تجاه ربهم وتجاه شعبهم مع جوازهم لتعدد التيارات والأشخاص في تنفيذ القرار والعمل بمافيه
كفى الله المسلمين شرهم.

        [  الجزء الثاني ]


    《 الفصل الأول : متى ظهرت هذه النحلة الضالة ؟ وماهي الأسباب التي أدت إلى ظهورها ؟ 》

ظهرت المعتزلة في بداية القرن الثاني الهجري وكان إزدهارها في عصر  العباسيين في بداية حكمهم و لعل  هذه النحلة الضالة كانت السبب في إيقاد نار فتنة القتال بين  الإخوة  الأمين والمأمون أبني هارون الرشيد رحمه الله  وفي هذه الفتنة  إستحلال للدم الحرام ورأى أهل الضلال من أتباع إبن سبأ فرصتهم في الإيعاز الى الخليفة في الإتجاه الى البحث في كتب علماء المنطق والفلاسفة اليونانيين أمثال افلاطون وآرسطو طاليس و غيرهم وكلام الفلاسفة يشمل المنطق و المنطق  يدخل في  الرياضيات والهندسة والفيزياء  فتركوا البحث في هذه المسائل الدنيوية التي قد تنفعهم في أمور دنياهم وأتجهوا إلى البحث عن مسائل العقيدة وفي توحيد الله في كتب  ملاحدة الفلاسفة المخالفة لدين الإسلام والمنكرة لوجود الله والإيمان فيه .
وعلم الكلام جزء من علم المنطق وهو كما في تعريفه :" الإستدلال  بالحجج العقلية على إثبات الألوهية". 
وعلم ألوهية الله ومايجب له ومايمتنع عنه والحديث كذلك في توحيد الأسماء والصفات كل هذا من أمور الغيب التي استأثر الله بعلمها؛ إذ لو تستقل العقول بمعرفة خالقها على جهة التفصيل لما أرسل الله الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ومعهم المعجزات القاهرة وأنزل عليهم كلامه وآياته الباهرة ؛ فأرادوا الشر بالإسلام وأهله فقيض لهم الجهابذة الأفذاذ من شيوخ الإسلام وأئمة السنة أمثال شيخ الاسلام إبن تيميه فألف كتبا  وأعد رسائلا في نسف عموم أفكار هؤلاء المعطلة الجهمية بفرقها ورموزها فلله دره وتبعه كذلك تلميذه الهمام العلامة الإمام إبن قيم الجوزية رحمه الله  فلايقابل كلام الله رب البشر  وإدلته وحججه وبراهينه بكلام  البشر الضعفاء المساكين
وهنا قصة أحببت إيرادها لأهميتها فقد جاء في موسوعة ( ويكيبيديا ) في  حديثهم عن فرقة  المعتزلة الضالة وهم في ما ينقلونه عنهم يتحرون الصدق وهذا نص القصة :
" أكتشفت البعثة المصرية في اليمن قبل بضعة عقود أهم كتاب في مذهب الإعتزال وهو "المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار وله أيضا كتاب شرح الأصول الخمسة" إنتهى من ويكبيديا .
أقول تعليقا على هذا الإكتشاف  :
 " بعثات الغرب الكافر  يبحثون وينقبون عن أمور تنفعهم   في دنياهم فينقبون عن الذهب الأسود ( البترول ) وأماكن توفره ويبحثون عن الذهب والفضة والمعادن النفيسة  والجواهر والألماس وعن أمور فيها تطور بلادهم وسبب في إزدهارها  مثل إختراع الطائرة والصاروخ وكيفية مكافحة الأمراض المعدية المهلكة وغيرها من بحوث تجريبية نافعة  وهذه البعثة العربية الإسلامية - للأسف - تبحث عن هدم دينها دين الإسلام وعن مايبعد  عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويحاولون في ( إكتشافاتهم المذهلة) الإضرار في دين الإسلام ومعتقد المسلمين وفيه خطر على عامة المسلمين وعلى ولاة أمورهم وذلك   بإكتشافهم لكتاب يحاول فيه صاحبه هدم الإسلام ويرى صاحب هذا الكتاب كذلك  حل دم المسلم العاصي الموحد  وتخليده في النار   ووجوب الخروج على ولاة الأمر. 
أهذا هو الإكتشاف ؟ 
فإنا لله وإنا إليه راجعون ؛ حسبنا الله ونعم الوكيل .
 { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }


 《  الفصل الثاني : معنى الجهمية المعطلة  》
  
الجهمية ( نسبة الى الجهم بن صفوان الذي أخذ هذه العقيده المنحرفة عن الجعد بن درهم والجعد  اخذها من ديانة اليهود المحرفة الفاسدة )
وقلنا( المعطلة:لتعطيلهم صفات الله وإنكارهم لمعاني أسماء الله فيثبتون أسماء خالية من المعنى) و( المعطلة الجهمية فرق كثيرة كل فرق تحارب الاخرى مثل الكلابية الأشاعرة والكرامية والمنصورية والماتوريديه والمعتزلة وهي الفرقة التي حديثنا عنها في رسالتنا هذه

      《 الفصل الثالث : توبة كبار علماء الجهمية المعطلة عن الخوض في آرائهم في مسائل العقيدة وإن دين الله الإسلام مبني على الإيمان والتسليم  》



فمن ذلك مايذكر عن قصة  توبة اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ‏ (توفي ٦٠٦ ﻫـ‏)ويعتبر من كبار علماء الكلام. فيقول  ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ : "ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻣَّﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﻼﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘُﻬﺎ ﺗُﺸﻔﻲ عليلًا، ﻭﻻ ﺗﺮﻭﻱ غليلًا، ﻭﺭﺃﻳﺖُ أﻗﺮﺏ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻃﺮﻳﻖ القرآن، أقرأ ﻓﻲ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾  ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ ﴾  ﻭأﻗﺮﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻲ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ ، ﻭﻣﻦ ﺟﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﻋﺮَﻑ ﻣﺜﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ"[ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ اﻟﻨﺒﻼء للذهبي رحمه الله  (٥٠٠،٥٠١/٢١)]. 
وهذا ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ ‏(توفي ٤٧٨ ﻫـ‏)  يقول ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى: ‏"ﻗﺮﺃﺕ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔًﺎ، ﺛﻢ ﺧﻠﻴﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺈﺳﻼﻣﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﺨِﻀَﻢَّ، ﻭﻏُﺼﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻬﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻫﺮﺏ ﻓﻲ ﺳﺎﻟﻒ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ، ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻖ، ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳُﺪﺭﻛﻨﻲ ﺍﻟﺤﻖُّ ﺑﻠﻄﻴﻒ ﺑﺮِّﻩ، ﻓﺄﻣﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ‏( يعني على ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ‏) ، ﻭﻳﺨﺘﻢ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺹ: ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻮﻳﻞ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ"؛ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ للذهبي رحمه الله  ‏(٤٧١/١٨‏)].وهذا ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﺑﻴﺴﻲ ‏(توفي ٢١٤ ﻫـ‏) من كبار علماء الكلام  يقول ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺒﻨﻴﻪ ﻟَﻤَّﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ : "ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﺣﺪًﺍ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻣﻨﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺘﺘﻬﻤﻮﻧﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: فإني ﺃُﻭﺻﻴﻜﻢ، ﺃﺗﻘﺒﻠﻮﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؛ ﻓﺈﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﺤﻖ معهم"؛ [ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ للذهبي رحمه الله  ‏(٥٤٨/١٠)]. 


    [ الجزء الثالث ]


     《 الفصل الأول : ماهي العلاقة الرابطة بين كل من
١ -الإخوانية الخوارج.
٢ -الإباضية .
٣-الرافضة .
٤-الليبرالية .
٥-الصوفية القبورية ؟ 》

الجواب :
           (  أولا  ) 
هذه المذاهب بعيدة عن الإسلام وتجتمع كلها في أفكار منحرفة تصب في محاربة سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محاربة اهل السنة  العاملين فيها من حكام ومحكومين و قد أبدوا نشاطا ملحوظا في إنشاء مجالس علمية واتحادات ومراكز مثل المجلس العالمي لعلماء المسلمين جرى تكوينه من روافض وإباضية وإخوانية وغيرهم من مذاهب فكرية ضالة .
           (  ثانيا ) 
أغلب عامة المسلمين على الفطرة يحبون الحق وأهله ولهم تعلق ديني فطري مع العلماء الصادقين المخلصين أتباع السنة ذوي النهج السلفي وهم كذلك مع ولاة أمرهم من المحبين المخلصين لهم وهذه الفرق تحاول إيجاد فرقة وإختلاف وإحداث فتنة بين هذه الغالبية العظمى وبين أهل الحق من علماء وأمراء فتجد بينهم  تعاون في محاولة لتهييج  العامة على ولاة امورهم والتأليب ضدهم وإلباس خطابهم الصبغة الشرعية ليتسنى لهم إضلال العامة. ويتهمون ولاة الأمر بالفساد والعمالة لدول الكفر وحينما يتكلم الصادقون المخلصون من مشايخ الإسلام يصفهم هؤلاء الضلال بأنهم علماء السلطان أو نبزهم و تعييرهم بإطلاق ألقاب وكنى منفرة محاولة منهم تشويه سيرتهم ليتسنى لهم عدم إستماع العامة لهم ورميهم بالعمالة والجاسوسية وسعيهم هذا ولله الحمد وضح لعامة المسلمين وأنكشف أمرهم وكان لوسائل التواصل الإجتماعى من فيسبوك وتويتر ووتسب  شأن كبير في فضحهم وبيان حالهم .
             (  ثالثا ) 
من طرق هذه الفرق الضالة والجماعات المنحرفة تعظيم أشخاص رموزها ف[ إبن الراوندي والحلاج ( من المعتزلة) و ( إبن سبعين وإبن الفارض وإبن عربي والبسطامي من غلاة الصوفية) و ( حسن البناء وسيد قطب وعبدالمجيدالزنداني وطارق السويدان  من الإخوانية ) و ( الخميني من الرافضة ) وغيرهم كثير ذكرت من ذكرتهم على سبيل التمثيل لا الحصر
نجد أن الإهتمام فيما بين هذه الفرق  بأقوال هذه الرموز عندهم  ورفعهم بصورة غير شرعية ومنحهم هالة قدسية  وأن لافوارق بينهم من حيث التعاون فيما بينهم والزيارات والعلاقات وتبادل الأفكار والرؤى خدمة لأجندتهم واهدافهم المشبوهة فلذا تجد أن أصول الإسلام العظيمة مثل ( أصل وجوب الرد على المخالف ) و( أصل الولاء والبراء ) و ( أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف ) كلها وغيرها تحارب عند هذه الفرق الضالة بل سعوا الى وحدة الأديان إذ أن خلافهم مع اليهود - كما يزعمون - خلاف لمصلحة دنيوية وليس خلافا في المعتقد وأقول : لاتعجب فديانة الرافضة والمعتزلة من أسباب إنشائها هم اليهود والأصول  الفكرية لهؤلاء الضلال  مستلهمة منهم وهكذا الإخوانية الخوارج فيذكر من كتب في تاريخها ومن كتب عنها من أفرادها : إن من الأعضاء الذين شاركوا في إنشائها من ديانات غير مسلمة للإضرار في المسلمين وتمزيقهم .

       《 الفصل الثاني : علاقة الإخوانية الخوارج مع الليبرالية 》


ذكرنا سابقا أن المذهب الإعتزالي الخارجي يربط بين الفرقتين فالإخوانية الخوارج هم أساس الليبرالية وهم سبب ظهورها ونشأتها فقد كانوا أفرادا وأعضاء فيها
وبما أن ديانة الإخوانية ديانة فكرية هشة قابلة للرفض وعرضة للرد والتهميش عقليا أذ ليس لها تعلق بالله سبحانه وتعالى أو برسوله صلى الله عليه وسلم  بل مجرد فكر بشري تم إلباسه لباس الدين خدمة لأفكار رموزه وخداعا لجهلة المسلمين وعامتهم فيظهرون الإسلام وشعائره كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإمالة قلوب العامة ضد سلاطينها كما ورد ذلك في وصية إبن سبأ اليهودي وهو من سعى ( بعد قضاء الله الكوني القدري وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ظهورهم وفساد ديانتهم ) في تأسيس ديانة الخوارج وديانة الروافض معا وسعى  في تفريق صف المسلمين الى أحزاب ومذاهب مختلفة فأول ظهورهم شدة في الدين بلاعلم ولاهدي ولاسنة وإنما الجهل وإظهار ما لا يبطنون فتجد المسلمين
حكاما وعلماء يحاربونهم ويستأصلونهم فالسلطان بسيفه والعالم يدلي بدلوه بفساد حجتهم بكلام الله سبحانه وتعالى وبكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبالحجج العقلية التي تقضي على فكرهم وتبين عوار منهجهم ثم بعد هذه الحرب الشرعية ضدهم يظهرون  التساهل في أمور الشرع الظاهرة فتبين بذلك  أخلاقهم وسلوكهم وديانتهم  فالعمل بشعائر الدين الظاهرة يتركونها و إتيانهم بفتاوى يقولون  بها :
إبتداء أو قول قديم زل فيه احد العلماء السابقين بلابينة ولادليل  فيضخمونه وينشرونه   ثم يبدأ  تحولهم تدريجيا  و الإنسلاخ من الدين الى الليبرالية مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في وصفه للخوارج ( تحقر صلاتك مع صلاتهم ....ثم قال ..يمرقون من الدين ثم لايعودون ) أي يخرجون من الدين ثم لايعودون اليه.
وفي رواية ( إن الله حجب التوبة عن كل مبتدع ) وفي لفظ ( حجز ....)
وقد رأيت مجموعة من الكتاب ممن يكتبون في الصحف العربية أو لهم برامج إذاعية أو تلفزيونية لهم توجه إعتزالي ليبرالي ويسعون من خلال هذه الوسائل الإعلامية الكبيرة نشر فكرهم الخطير وتوجههم الفاسد في إباحة الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات أو في اعمال منافية للإسلام كإختلاط الرجال بالنساء ويرون أن هذه الأعمال التي تخالف الشرع وأتى الشرع بمنعها من حرية الرأي والتعبير .
أعاذنا الله وإياكم من شرهم :{ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب }

     《الفصل الثالث : ملحوظات هامة  يجب على المسلم  التنبه لها 》

أولا :
في هذا العصر يرى المسلم ان الأفكار المنحرفة يقول فيها  جميع أفراد الفرق الضالة على كثرتها وتعدها وتشعبها  ، ويجد أن بينها تداخل مريب كما قال تعالى :
{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ  }. 

ثانيا :
يلاحظ المتتبع لتاريخ بداية ظهور هذه الفرق الضالة
أن الشر الموجود فيها بدايته من اليهود
فالرافضة والمعتزلة والخوارج وغيرها تجد بصمات يهودية خلف تكوينها وتنشئتها وإبرازها للملأ وإمدادها وإعدادها وانتشارها بل ودعمها ولعل آخر الفرق الضالة ظهورا الآخوانية وتعتبر امتدادا للخوارج السابقين .

ثالثا :
هذه الفرق المنحرفة على إختلاف أفكارها تجدها متجانسة يكمل في الشر بعضها بعضا
أنظر المعتزلة تجد أصولها العقدية موجودة في الرافضة والرافضة تتكون من ديانة الهندوس والمجوس ومن الديانة اليهودية والتمسح بالإسلام قولا فقط
وقل في الإخوانية الخوارج نحو هذا الكلام
فهي تتكون من جميع أنواع الجهمية المعطلة  كالأشاعرة والمعتزلة وتتكون كذلك من الليبرالية ومن الصوفية بجميع فرقها ومن روافض وإباضية وزيدية وغيرها من أفكار مذاهب الضلال فسياستهم ( التجميع ) التي بنيت على ( الغاية تبرر الوسيلة ) اذ يسعون للدنيا ولايريدون إصلاح أنفسهم أو غيرهم
قد قائل وهذه المطالبات بالإصلاح و إظهار شعائر الإسلام فنقول : أن هذا لأمر دنيوي جرى التمسح في الإسلام وإظهاره وإبطان الشر للإسلام وأهله يدل على صدق كلامنا : أقوالهم وأفعالهم بعد تحقيقهم لهدفهم الدنيوي فكأنهم لا يعرفون الإسلام وليسوا من أهله ومن قرأ تاريخهم يجد ذلك مدونا مؤرخا عنهم  .

رابعا :
العلاج يكمن في صحة إعتناق الإسلام الصحيح وليس الإسلام الذي يدعيه هؤلاء الخونة الكذبة وهو الإسلام المبني على الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وهوالإسلام المبني على توحيدالله سبحانه و تعالى توحيدا خالصا صوابا وإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعلم في هذا الإسلام الصحيح  والعمل بما فيه والدعوة اليه والصبر على الأذى فيه  .


《 الخاتمة - نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وإياكم - وفيها : كيف يجتنب المسلم كل هذه الفرق ويسلم من شرها ؟》

الجواب بأمورمنها :

[ أولا ] :

دعاء الله سبحانه وتعالى وكثرة الإلحاح فيه  فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته في قيام الليل بهذا الدعاءالمبارك : ( اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رواه مسلم رحمه الله في صحيحه قال الله تعالى وتقدس  : ﴿فَهَدَى اللَّه الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾


[ ثانيا ] :

طلب العلم النافع المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين وذلك بقراءة الكتاب وتفسيره والسنة وشروحها وقراءة كتب اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح من أئمةالسنة
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) وهو في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما
ويتبع هذا.... 

[ثالثا] :
ثني الركب بالدراسة العلمية على يد مشايخ السنة السلفيين ولزوم غرزهم والأخذ عنهم .


[ رابعا ] :
مجالسة طلاب العلم السني السلفي ومصاحبتهم .


[ خامسا ] :

البعد عن دعاة جماعات الضلال والحذر منهم والبعد عنهم وان اغروا الجاهل بمالهم ومناصبهم ودنياهم .


[ سادسا ] :
هناك كتب متخصصة بالفرق والمذاهب الضالة يطلع عليها المسلم ليعرف ضلال هذه الفرق بما فيها فرقة المعتزلة  فيبعد عنهم ويكون على حذر منهم .

[ سابعا ] :

قراءة كتب العقيدة والتوحيد والسنة وأصولها .


[ ثامنا  ]:

هناك علامة فارقة تميز جماعات الضلال وأفرادها وهي كما يقال قاسم مشترك بين هذه الفرق المنحرفة وهي إذا رأيت من يتكلم في مجلس  خاص أو عام  على الملك أو الامير أو الريس بهمز أو لمز أو طعن سواء كان هؤلاء الحكام من أهل الصلاح او ظلمة فجرة فإبتعد عن هؤلاء الطاعنين الذامين القادحين
وذلك لإنحراف عقيدتهم وفساد فكرهم عن هدي الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وبعدهم  عن السمع والطاعة لولي الأمر  في المنشط والمكره وعلى أثرة علينا بهذا أتت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى المسلم التفقه في أصل السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف بالإدلة لوجود  من يرى  فكرة الخروج باللسان او اليد على ولاة أمره ، ومن ذلك الرجوع الى كتب العقيدة السليمة التي بنت عقيدتها على الوحيين بفهم سلفنا الصالح  والتي تحث على هذا الأصل العظيم  وتأمر به  ومن الكتي  كتاب شرح  الطحاوية يقول الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة  :

" ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يداً من طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ، ما لم يأمروا بمعصية ، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة."

قال إبن أبي العز شارح الطحاوية في بيانه لهذه الفقرة :

"  قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال : (من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني) . وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : (إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبداً حبشياً مجدع الأطراف) . وعند البخاري : (ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة) . وفي الصحيحين أيضاً : (على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) . وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ( كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قال : قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يسنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هدي ، تعرف منهم وتنكر ، فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم : دعاة على أبواب جهنم . من أجابهم إليها قذفوه فيها ، فقلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ قال : نعم ، قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألستنا ، قلت : يا رسول الله ، فما ترى إذا أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، فقلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) . وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات ، فميتته جاهلية) . وفي رواية : ( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما). وعن عوف بن مالك رضي الله عنه ، عن رسول الله ﷺ قال : (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، فقلنا : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعته) .
فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر ،"
إنتهى كلامه رحمه الله من شرحه لمتن العقيدة الطحاوية. 
فنسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة.
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.......

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :غازي بن عوض العرماني .

الأحد، 20 أكتوبر 2019

حكم دفع زكاة الفطر نقداً

بسم الله الرحمن الرحيم 

《 دفع زكاة الفطر طعام  ليست من مسائل  الإجتهاد  بحيث يسوغ فيها الخلاف  بل هو الأمر  بإتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع هدي سلفنا الصالح في إتفاقهم على دفع زكاة الفطر طعاما وهي رسالة تضمنت مناقشة الشيخ يوسف بن عبدالله الشبيلي في حكم دفع زكاة الفطر نقودا 》

الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد: 

فقد اطلعت على فتوى الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي استاذ الفقه في المعهد العالى للقضاء في جامعة الامام محمد بن سعود  ( رحمه الله ) الإسلامية والمنشور في صحيفة سبق الاليكترونية في  يوم الجمعة الموافق ١٢ / ٩ / ١٤٤٠ هجري 
هذا نص اللقاء كاملا كما ورد في صحيفة سبق {  أوضح أستاذ الفقه في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي، أن مسألة إخراج زكاة الفطر نقوداً أم طعاماً من المسائل الاجتهادية، وفيها خلاف كبير بين أهل العلم منذ القدم.

وقال في هذا الصدد: إن الإشكال في هذه المسألة ليس في الرأي الفقهي وإنما في طريقة تناول الناس لها حتى جعلوها سبباً للخلاف والخصومة.
وفي التفاصيل، قال الشيخ "الشبيلي" في رده على سؤال في برنامج "يستفتونك" عن حكم إخراج زكاة الفطر هل هي نقود أم طعام؟: "هذه المسألة فيها خلاف كبير بين أهل العلم منذ القدم؛ إذ خالف فقهاء الحنفية جمهور أهل العلم في هذه المسألة".
واستغرب أن بعض الناس ينظر إلى الخلاف فيها نظرة تشنج ومنازعة وأن من تبنى رأي إخراجها نقوداً فقد خرج على أقوال أهل العلم وأتى بقول شاذ أو من تمسك بهذا الرأي - إخراجها طعاماً - فهو متشدد.
وأضاف: الإشكال في هذه المسألة ليس في الرأي الفقهي وإنما في طريقة تناول الناس لها حتى جعلوها سبباً للخلاف والخصومة، موضحاً أن النبي فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو بر أو من غيره من قوت البلد، وإذا أخرجه الشخص من الطعام فقد أجزأه باتفاق أهل العلم.
وتابع: وقع خلاف بين أهل العلم في مسألة إخراجها من النقود؛ فنقول: إذا كان الشخص يتبنى رأي إخراج زكاة الفطر نقوداً فالأمر فيه سعة، مضيفاً: فلو أخرجها من النقود، بقيمتها نقوداً، وبناء على فتوى أُفتي بها فلا تثريب عليه في ذلك فالمسألة هذه من المسائل الاجتهادية، ومن قال أنا سأخرجها من الطعام حتى أخرج من الخلاف في هذه المسألة لأن هذا محل اتفاق فقد أبرأ ذمته.} انتهى اللقاء

وحيث ان ماذكره في هذا اللقاء اشتمل على 
(اولا) :
اجمال  يحتاج الى بيان وايضاح وتفصيل يتضح ذلك في عدم تفريقه   بين مسائل الاجتهاد ومسائل الخلاف وكان عليه  بيان الفرق بين صور المسألتين ليتبين لعموم المسلمين وله  البون الشاسع بينهما 
...........
( ثانيا ) :
 من كلامه يتبين ان القول  بوجوب دفع زكاة الفطر طعاما - وهو الحكم الشرعي المبني على نصوص الوحي من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و ماعليه اتفاق اهل العلم يعتبره قولا مرجوحا امام القول الاخر 
مع محاولته المساواة  بل تقوية  رأي  الفقهاء   المفتقد للدليل الشرعي وهو اعطاء النقود بدلا عن الطعام في زكاة الفطر   
    《 فصل 》
فنقول : ان الفرق بين  مصطلحي ( المسائل الاجتهادية ) او ( المسائل الخلافية) يكمن في أن المسائل الاجتهادية : هي  المسائل الشرعية التي يتجاذبها أصلان  صحيحان أو أكثر  من نصوص الوحيين - كتابا او سنة -
أو يقال عنها  : بأنها
 المسائل التي 
ورد بحكمها دليل من السنة ، ولكنه مختلف في تصحيحه ، أو ليس صريحاً في بيان الحكم ، بل يكون محتملاً 
أو 
يقال :
هي المسائل التي ليس   فيها دليلٌ يجب العمل به وجوباً ظاهراً  فيسوغ فيها الاجتهاد  إذا عدم فيها الدليل الظاهر الذي يجب العمل به، اما  لتعارض الأدلة، أو لخفاء الأدلة فيها 
     《 فصل 》
واما ( المسائل الخلافية )
فهي أعم من المسائل الإجتهادية إذ أن المسائل الخلافية :
 قد تكون مسائل إجتهاديه مبنية على الدليل و الإستنباط الصحيح أو أنها مسائل  خلافية بين الحق والباطل أوالمصيب والمخطئ 
ومثال ذلك :  المسائل الواضحة التي فيها نص أو إجماع فلا يجوز الإجتهاد فيها مع وجود النص ، والخلاف فيها شر لا يسوغ بل يحرم 
 قال الشاعر : 
وليس كل خلاف جاء معتَبراً ..... إلا خلافٌ له حظ من النظرِ ..
قال إبن القيم رحمه الله في نونيته :
[ العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فلان ]
وقد " دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الإجتهاد كما أعتقد ذلك طوائف من الناس، والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الإجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه؛ فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الإجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو خفاء الأدلة فيها، وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي أختلف فيها السلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها" انتهى مختصراً من الفتاوى الكبرى (٣ /١٦٠).

 ولو قيل ان المسائل الخلافية :
هي المسائل الاجتهادية لكان هذا الامر مضادا للشرع ومخالفا للعقل السليم والفطر السوية إذ أن عدم التفريق بين صور  المسألتين يجيز الشرك بالله على إختلاف صوره ( إذ أنه يوجد من يشرك بالله ويكفربه تعالى ربنا وتقدس ؛ فهل يقول  : 
عاقل فكيف بعالم : إن هذا الخلاف مسألة إجتهاديه وأصحابها بين الأجر والأجرين ؛  وينبني على هذا التأصيل الفاسد :
جواز الشرك والكفر بالله ؛  وينبني عليه كذلك   إباحة  البدع على إختلافها وكثرتها وضلالها 
فلايقول بهذا القول عاقل فكيف  من نصّب نفسه للعلم والدعوة والإفتاء .
 《 فصل 》
ثم ذكر الشبيلي-وفقنا الله وإياكم وإياه إلى مايحبه الله ويرضاه - كلاما أحببنا التعقيب عليه وبيان الحق فيها  وكلامنا مبني على أدلة الشرع مع إتفاق شيوخ الإسلام على القول به والعمل بما فيه  ونود أن نبين أن كلام الشيخ الشبيلي   سنجعله بين قوسين هكذا  ( ..... )  وتعقيبنا عليه خارج هو ماكان خارج  الأقواس. 
 《 فصل 》

في مقاله السابق ذكر  (   إن الإشكال في هذه المسألة ليس في الرأي الفقهي )
فنقول له : إذا كان رأيا فقهيا مجردا من الدليل فلما تساوي آراء الرجال التي هي عرضة للخطأ والضلال  بكلام الشارع المعصوم   ...
ونقول له : إن الإشكال حصل في نشر  رأي بعض الاحناف وليس كلهم إذ جاء عن أبي حنيفة ـ رحمه الله  متحدثا عن زكاة الفطر مانصه : "  المنصوص عليه في الحديث الصحيح فيه لا تعتبر القيمة " انتهى كلامه رحمه الله من [ حاشية رد المحتار لإبن عابدين رحمه الله ( ٢ / ٤٠٠)]

 وتقديم  آراء الرجال  على كلام الشارع 
في مخالفة السنة  وترك إجماع الصحابة رضي الله عنهم في دفع زكاةالفطر نقودا فيه مخالفة  لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أمر
 لايرتضيه أئمة السنة مثل مالك والشافعي وأحمد بن حنبل   و أبي حنيفة رحمهم الله 

    《 فصل 》
ثم قال الشبيلي :
( وإنما في طريقة تناول الناس لها حتى جعلوها سبباً للخلاف والخصومة)

فنقول إجابة لهذا التساؤل : إن ترك الشرع المنزل - كتابا و سنة - وإختراع اراء شاذة   يعتبر  من الاسباب الرئيسية في حدوث التفرق والاختلاف في امة محمد صلى الله عليه وسلم 
ومن ثمراته : مايترتب عليه من مساوئ كالتكفير والتبديع والتفسيق  وماينتج عن ذلك من إستحلال للدماء المعصومة  من  جماعات التكفير ، 
وشريعتنا  مبنية على الكتاب والسنة ويحق للمسلمين - علماء وطلاب علم وعوام مستفتين - أن يتناولوها بإعتبار أن هذه عبادة مشروعة حصل فيها خلاف حادث لم يكن معروفا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أو في عهد صحابته رضي الله عنهم أو عهد التابعين رحمهم الله 
ودين الاسلام دين الأدلة من كلام -الله تعالى وتقدس- أو كلام  الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم يأت من بعد عهد الشارع قول يخالف الشرع المنزل .
وعليه :
أليس من حق المسلمين ان يتناولوا هذا الرأي  على جهة الذم و الإنكار. 
  《 فصل》
ثم قال  "الشبيلي"( هذه المسألة فيها خلاف كبير بين أهل العلم منذ القدم ؛ إذ خالف فقهاء الحنفية جمهور أهل العلم في هذه المسألة")

فجوابا لكلامه هذا نقول : إن مصادمة أحكام الشرع المبنية على أدلة الوحي بآراء الفقهاء إجتهاد في مقابلة نصوص الوحي كما أن فيها افتيات وتقدمة على الشارع ويخشى على صاحبه أن يكون من المخالفين للشرع برأيه وهذا منكر من القول عظيم أنظر عبارة إبن عباس رضي الله عنهما المشهورة وهي في مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله( ٣١٢١) وفيها يقول رضي الله عنه : أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ 
وفي عبارة أخرى للصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ونصها :  " أَفَكِتَابَ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ تَتَّبِعُوا أَمْ عُمَرُ"؟[ شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى( ٢٦ /٥٠ )]
وقد أجمع العلماء على أن الإجتهاد محله عند عدم النص إذا خفيت النصوص وصار الناس إلى الإستنباط والقياس هذا محل الإجتهاد .
وأما   مسألتنا هذه  فالإجتهاد هنا إجتهاد خاطئ فاسد الإعتبار لمقابلته ورده لنصوص الشارع الحكيم .
ثم يقال له  : نعم  انها  ليست خلافيةلوجود  الدليل الشرعي  مع خلو 
الخصم من أدلة الشرع ؛ وهي كذلك ليست مسألة اجتهادية  لعدم الدليل   الشرعي الذي يثبت صحة الرأي الاخر في  هذه  المسألة .

《 فصل 》
ثم قال - وفقنا الله وإياكم وإياه إلى مايحبه الله ويرضاه -  (واستغرب أن بعض الناس ينظر إلى الخلاف فيها نظرة تشنج ومنازعة)
فنقول جوابا لكلامه هذا : 
أليس الأمر دين ..
ثم هل يسع المسلمون السكوت حينما يشاهدون ويسمعون رأيا يخالف امر رسول الله  صلى الله عليه و سلم ينشر ويشهر في وسائل الإعلام ويجعل هذا القول الساقط قربة يتقرب بها إلى الله برأي فقيه مخالف للشرع و الأمر أدهى وأعظم إذ رد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  فهو منازعة لكلام الذي لاينطق عن الهوى ( إن هو إلا وحيا يوحى) ...بل رأيت من أهل العلم من يستدل بآية ( أتخذوا أحبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ) في رد رأي مجيزي دفع النقود في زكاة الفطر ؛ فالمسألة دين وفقنا الله وأياكم وإياه  إلى العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة .
    《 فصل 》

ثم قال وبئس ماقال 

(  وأن من تبنى رأي إخراجها نقوداً فقد خرج على أقوال أهل العلم وأتى بقول شاذ ) 
اقول :  إن الشذوذ هو إتباع صاحب الرأي المخالف للشرع ونقول :  إنه أتى بقول شاذ؛  ونؤكد على وصفه بالشذوذ هذا هو الصواب وقلنا ذلك :
 لمخالفته كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .

《 فصل 》
ثم قال 

 ( أو من تمسك بهذا الرأي - إخراجها طعاماً - فهو متشدد)
فجوابا عن هذه الفقرة نقول له  : ليس في إتباع السنة تشدد بل عبادة وقربة الى سبحانه و تعالى  ...ولايقول بهذا القول او يصف من اتبع السنة بذلك الا أصحاب الاهواء والضلال أعاذنا الله من اهوائهم وضلالهم .
  《 فصل 》
ثم قال .
(  الإشكال في هذه المسألة ليس في الرأي الفقهي وإنما في طريقة تناول الناس لها حتى جعلوها سبباً للخلاف والخصومة )
والإجابة عن هذه الفقرة نقول : إن مقابلة نصوص الوحي برأي فقيه يسميها علماء أصول الفقه (فساد إعتبار )

إذ أنه من القوادح للقياس  وهو مخالفة الدليل لنص أو إجماع 

وعليه نقول لإخينا  : إن  رأيك في   هذه  المسألة مردود غير مقبول ؛ وذلك  : إن إثارة آراء الفقهاء المخالفة المصادمة  للشرع ونشرها  بين المسلمين فيها فساد اعتبار  فكيف جاز لك تعميم نشرها وإعلامها وإعلانها في صحيفة سبق 
فهل هذا أسلوب من 
يحب جمع كلمة المسلمين ووحدتهم  ويكره الخلاف والخصومة بينهم 
   
    《 فصل 》

ثم قال(  أن النبي فرض زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو بر أو من غيره من قوت البلد، وإذا أخرجه الشخص من الطعام فقد أجزأه باتفاق أهل العلم)
نقول إجابة لهذه الفقرة : الحمد الله شهد  الشبيلي : أن المسألة فيها دليل من السنة ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم...) وأن فيها ( إتفاق أهل العلم ) 
ونقول لإخينا الشيخ الشبيلي :
فهل نترك سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الاسوة والقدوة وهو المشرع ومن ترك سنته  فهو على شفا جرف هار فأنهار به .

ثم من يخالف ( إتفاق أهل العلم ) إلا من رغب عن السنة أو أراد الشذوذ والمخالفة  بالبعد عن إتفاق العلماء 
اعاذنا الله وإياكم من الهوى .

《فصل 》

ثم قال عفا الله عنا وعنه وعن المسلمين ( وقع خلاف بين أهل العلم في مسألة إخراجها من النقود؛ فنقول: إذا كان الشخص يتبنى رأي إخراج زكاة الفطر نقوداً فالأمر فيه سعة ) 
ونقول : بل هذا الصنيع هو  تقديم لآراء الرجال المتشددة وترك سعة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن لم تسعه السنة فلا وسع الله عليه 

《 فصل 》
ثم قال 
( فلو أخرجها من النقود، بقيمتها نقوداً، وبناء على فتوى أُفتي بها فلا تثريب عليه في ذلك)
أقول جوابا عن هذه الفقرة : إن لهذه العبارة تتمة فيها تكون صوابا وهي ( لاتثريب عليه إذا كان جاهلا بسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصله الخبر المرفوع  وأما من بانت له السنة فلايسعه إلا إتباعها ....
ثم هل يجوز إبتداع عبادة بآراء أشخاص ولم يأذن بها الشارع المعصوم ؟
فالجواب معروف عند عامة المسلمين وهو :
التحريم والإنكار .

《 فصل 》

ثم قال ( فالمسألة هذه من المسائل الاجتهادية،)
فالجواب عن هذه الفقرة نقول : هذه المسألة ليست من المسائل الإجتهاديه بل هي مسألة خلافية بلا دليل معتبر شرع و هي مقابلة أحكام الشرع القطعية المبنية على نصوص الوحيين في آراء فاسدة الاعتبار .
وهذه المسألة حصل فيها إجتهاد في مقابلة نص سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يصح شرعا  ان يقال ( أنها من المسائل الإجتهاديه) 

  《 فصل 》
ثم قال 
 (ومن قال أنا سأخرجها من الطعام حتى أخرج من الخلاف في هذه المسألة لأن هذا محل إتفاق فقد أبرأ ذمته) 
أقول في صحة هذه العبارة - في مسألتنا هذه -  :  نظر إذ لايوجد خلاف معتبر شرعا  في هذه المسألة بل هو معارضة نصوص الوحي بآراء بشر جهلوا عن غير قصد أو  أنحرفوا عمدا   عن جادة  الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته 
وقد تتبعت الآثار عن سلفنا الصالح فوجدتهم يتفقون على الإطعام وأما مانقل عن بعضهم فلا يعدو كونه :
 أما خبر غير صحيح او في مسألة أخرى وهي مسألة زكاة الأموال فليست في زكاة الفطر كما كذب - بضم الكاف - على شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله فقد وجدت أن كلامه أراد فيه زكاة الأموال فلايعني زكاة الفطر 
أنظر كلام شيخ الإسلام إبن تيميه ـ رحمه الله ـ في " مجموع الفتاوى  [ ٢ / ٤١ ] حيث قال رحمه الله :"صَدَقَةَ الْفِطْرِ  أَوْجَبَهَا اللَّهُ طَعَامًا كَمَا أَوْجَبَ الْكَفَّارَةَ طَعَامًا ، وَصَدَقَةُ الْفِطْرِ وَجَبَتْ طَعَامًا لِلْأَكْلِ لَا للاستنماء " انتهى كلامه رحمه الله .

 《 فصل 》
التنبيه على أمور مهمة يجب على كل  مسلم تذكرها والعمل بما فيها  وتذكير غيره فيها ننقلها عن شيوخ الإسلام وهذه التنبيهات بنيت على الأدلة من كلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم  وما عليه هدي سلفنا الصالح  في مسألتنا هذه وهي ان السنة هي  زكاة الفطر طعام كما أن هذا التبيهات تؤخذ وجوبا في مسائل الشرع الأخرى 
ومن اهم هذه الامور :
[اولا ] :
" أن أهم أركان دين الإسلام الحنيف شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله . ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله أن لا يعبد إلا الله وحده ، ومقتضى شهادة أن محمداً رسول الله ، أن لا يعبد الله سبحانه إلا بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[ ثانيا ]:
 وزكاة الفطر عبادة بإجماع المسلمين ،
[ ثالثا ]: 
والعبادات الأصل فيها التوقيف ، فلا يجوز لأحد أن يتعبد بأي عبادة إلا بما ثبت عن المشرع الحكيم عليه صلوات الله وسلامه ، الذي قال عنه ربه تبارك وتعالى: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ، وقال هو في ذلك : {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }، { من عمل عملاً ليس عليه  أمرنا فهو رد }. 
[ رابعا] :
وقد بيَّن هو صلوات الله وسلامه عليه زكاة الفطر بما ثبت عنه في الأحاديث الصحيحة : صاعاً من طعام ، أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ، أو صاعاً من زبيب ، أو صاعاً من إقط . فقد روى البخاري ومسلم رحمهما الله ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : { فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين ، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة } . وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : { كنا نعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب }، وفي رواية {أو صاعاً من إقط }متفق على صحته . فهذه سنة محمد صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر . 
[ خامسا ] :
ومعلوم أن وقت هذا التشريع وهذا الإخراج يوجد بيد المسلمين وخاصة في مجتمع المدينة الدينار والدرهم اللذان هما العملة السائدة آنذاك ولم يذكرهما صلوات الله وسلامه عليه في زكاة الفطر ، فلو كان شيء يجزئ في زكاة الفطر منهما لأبانه صلوات الله وسلامه عليه ؛ إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ،ولو فعل ذلك لنقله أصحابه رضي الله عنهم . وما ورد في زكاة السائمة من الجبران المعروف مشروط بعدم وجود ما يجب إخراجه ، وخاص بما ورد فيه ، كما سبق أن الأصل في العبادات التوقيف ،
[ سادسا ]:
 ولا نعلم أن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخرج النقود في زكاة الفطر ، وهم أعلم الناس بسنته صلى الله عليه وسلم وأحرص الناس على العمل بها ، ولو وقع منهم شيء من ذلك لنقل كما نقل غيره من أقوالهم وأفعالهم المتعلقة بالأمور الشرعية ، وقد قال الله سبحانه :{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } وقال عز وجل : {    وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. 
[ سابعا ] :
 أن إخراج النقود في زكاة الفطر لا يجوز ولا يجزئ عمن أخرجه ؛ لكونه مخالفاً لما ذكر من الأدلة الشرعية"( ١ )
[ ثامنا ] :
" خطيرة جدا لأنها تعني أن الشارع الحكيم ألا وهو رب العالمين حينما أوحى إلى نبيه الكريم أن يفرض على الأمة إطعام صاع من هذه الأطعمة لايدري   ولا يعرف مصلحة الفقراء والمساكين ، كما عرف هؤلاء الذين يزعمون بأنه إخراج القيمة أفضل ، لو كان إخراج القيمة أفضل لكان هو الأصل وكان الإطعام هو البدل لأن الذي يملك النقود يعرف أن يتصرف بها حسب حاجته إن كان بحاجة إلى الطعام اشترى الطعام ،إن كان بحاجة إلى الشراب اشترى الشراب ، إن كان بحاجة إلى الثياب اشترى الثياب فلماذا عدل الشارع عن فرض القيمة أو فرض دراهم أو دنانير إلى فرض ما هو طعام إذن له غاية ، فلذلك حدد المفروض ألا وهو الطعام من هذه الأنواع المنصوصة في هذا الحديث وفي غيره ، فانحراف بعض الناس عن تطبيق النص إلى البديل الذي هو النقد هذا اتهام للشارع بأنه لم يحسن التشريع لأن تشريعهم أفضل وأنفع للفقير هذا لو قصده ، كفر به لكنهم لا يقصدون هذا الشيء ، لكنهم يتكلمون بكلام هو عين الخطأ ، إذن لا يجوز إلا إخراج ما نصّ عليه الشارع الحكيم وهو طعام على كل حال .
[ تاسعا ]:
وهنا ملاحظة لابد من ذكرها ، لقد فرض الشارع أنواع من هذه الأطعمة لأنها كانت هي المعروفة في عهد النبوة والرسالة لكن اليوم وجدت أطعمة نابت مناب تلك الأطعمة ، اليوم لا يوجد من يأكل الشعير ، بل ولا يوجد من يأكل القمح والحب لأنه الحب يتطلب شيء آخر وهو أن يوجد هناك الطاحونة ويتطلب وجود تنور صغيرأو كبير كما لا يزال موجود في بعض القرى ، فلما هذه الأطعمة أصبحت في حكم المتروك المهجور فيجب حينئذ أن نخرج البديل من الطعام وليس النقود ، لأننا حينما نخرج البديل من الطعام صرنا مع الشرع فيما شرع من أنواع الطعام المعروفة في ذلك الزمان . أما حينما نقول نخرج البديل وهو النقود وردعلينا أن الشارع الحكيم ما أحسن التشريع لأننا نقطع جميعا على أن النقود هي أوسع استعمالا من الطعام ، لكن لما رأينا الشارع الحكيم فرض طعاما ووجدنا هذا الطعام غير ماشي اليوم حينئذ لازم نحط عن بديله . بديل مثلا الأرز أي بيت يستغني عن أكل الأرز ؟ لا أحد ، لا فقير ولا غني إذن بدل القمح بنطلع الأرز أوبنطلع السكر مثلا أو نحو ذلك من أي طعام .
يوجد في بعض الأحاديث الأقط والأقط هو الذي  يسمى هنا بالجميد يمكن الإنسان يطلّع من هذا الطعام لكن حقيقة بالنسبة لنحن في سوريا في العواصم لا يعرف  الجميد لكن في كثيرمن القرى معروف وإذا أخرج الإنسان جميدا لبعض الفقراء والمساكين و الحال تمشي تماما لكن هذا يحتاج إلى شيء من المعرفة انه هذا الإنسان يستعمل الجميد وإلا لا ،الذي أراه أنه لا يغلب استعماله كذلك منصوص في بعض الأحاديث التمر لكن أعتقد أنه التمر في هذه البلاد لا يكثر استعماله كما يستعمل في السعودية مثلا فهناك طعامه مغذي فربما يقيتوهم ويغنيهم عن كثير من الأطعمة ، المهم الواجب ابتداءا وأصالة إخراج شيء من هذه الأنواع المنصوصة في نفس الحديث ولا يخرج إلى طعام آخر كبديل عنه إلا إذا كان لا يوجد حوله فقراء ومساكين يأكلون من هذا الطعام الذي هو مثلا كما قلنا الأقط أو التمر كذلك الزبيب مثلا الزبيب عندنا يؤكل لكن ما هو  ؟ ما هو طعام اليوم يدّخرويقتاتون به فالأحسن فيما نعتقد والله أعلم هو إخراج الأرز ونحو ذلك مثل ما قلنا أو الفريك فهذه الأقوات يأكلها كل الطبقات من الناس"( ٢ )
[ عاشرا  ] :
" العبادات لا يجوز تعدي الشرع فيها بمجرد الاستحسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فرضها طُعمة للمساكين، فإن الدراهم لا تطعم، فالنقود أي الدراهم تُقضى بها الحاجات؛ من مأكول ومشروب وملبوس وغيرها.

 [ الحادي عشر ] :
 إن إخراجها من القيمة يؤدي إلى إخفائها وعدم ظهورها، لأن الإنسان تكون الدراهم في جيبه، فإذا وجد فقيراً أعطاها له فلم تتبين هذه الشعيرة ولم تتضح لأهل البيت. 
[ الثاني عشر ] :
ان إخراجها من الدراهم قد يخطئ الإنسان في تقدير قيمتها فيخرجها أقل فلا تبرأ ذمته بذلك، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها من أصناف متعددة مختلفة القيمة، ولو كانت القيمة معتبرة لفرضها من جنس واحد، أو ما يعادله قيمة من الأجناس الأخرى. والله أعلم"( ٣ )
[ الثالث عشر  ]:
إن دفع زكاة الفطر طعاما فيه مخالفة لأهل البدع و الأهواء والجماعات التكفيرية المنسوبة للإسلام وهو برئ منها براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة والسلام إذ أن كل أو جل من قال بدفع زكاة الفطر نقودا هم ممن خالف معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أما في مقابلة النص الشرعي برأيه كحال بعض فقهاء الاحناف 
أو تجده قبوريا صوفيا أو معطلا جهميا أو اخوانيا خارجيا يرى حل دماء المسلمين فلذا إن في دفع زكاة الفطر طعاما فيه أتباع للسنة وفيه مخالفة لأهل الاهواء والبدع فنسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعلنا وإياكم واخانا الشيخ يوسف الشبيلي من المدافعين المنافحين الناصرين الذائدين  عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف وأن يميتنا على التوحيد والسنة   وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وأن يحسن خاتمتنا 
آمين 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 
كتبه وأملاه الفقير إلى  عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني مساء يوم الجمعة ٢٦ / ٩ / ١٤٤٠ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في  مركز  الكداديه في منطقة القصيم في دولة المملكة العربية السعودية حرسها الله وولاة امرها من كل شر 
-------------------------
( ١ ) المصدر  :
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا بتصرف يسير  .                             ( ٢ ) المصدر :
سلسلة الهدى والنور لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( شريط رقم ٢٧٤  الدقيقة : ٥٥ ) بتصرف يسير 
( ٣ ) المصدر :
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله - المجلد الثامن عشر - كتاب زكاة الفطر بتصرف يسير  .

معنى عبارات تسييس الحج وما شابهها

بسم الله الرحمن الرحيم 

《 معنى :
( تسييس الحج ) و ( تدويل الحج ) و( تدويل الأماكن المقدسة )
والفرق بينها 
مع بيان الحكم الشرعي لهذه الاصطلاحات الحادثة  》 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 

فإن معنى
( تسييس الحج ) :
هو إضفاء الطابع السياسي على  أحد أركان الإسلام وهو ركن الحج   بحيث يتم تحويل شعائر هذا الركن من أركان الإسلام وعباداته في مكة المكرمة
او في المدينه النبوية إلى هدف سياسي دنيوي وإثارة الإعلام العالمي وتهييج العوام  على الدولة المضيفة المملكة العربية السعودية وإشعال الفتن وإبعاد  ولاة الأمر فيها عن الهدف السامي الذي يسعون إليه - إبتغاء وجه الله والدار الاخرة ونيل ماعندالله بعد تشريف الله لهم بخدمة هذه الأماكن المقدسة
- وعن المهمة الموكولة إليهم بحماية دولتهم ومواطنيهم و حماية الحجاج الوافدين كما أن فيه زيادة العبء على رجال الأمن بماانيطوا به من حفظ أرواح المسلمين في هذه البقاع الطاهرة في الأيام الفاضلة والأشهر الحرم 
 عن المهمة الموكولة لهم من قبل ولاة الأمر  بحماية الوطن وضيوف الرحمن وهم الحجاج الذين وفدوا على الاماكن المقدسة لتأدية ركن الحج و استجابة لقوله تعالى ( َوأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )  فالحج أيام معلومات لكل يوم عبادة وشعيرة كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة وإجماع  الأمة وبنهاية أيام الحج وما فيها من شعائر  يكون ركن الحج قد أداه الحاج بيسر وسهولة  تقبل الله منا ومنهم صالح الأعمال 
وأما ( تسييس الحج ) 
فهو ان يجعل اهل الشر واحزابه أيام الحج هتافات وحمل شعارات سياسية ومظاهرات واعتصامات وقد يحدث فيه  إشتباك مع رجال الأمن  من قبل أصحاب هذه التوجهات الخبيثة من ذوي الأهداف السياسية  في سبيل تحويل الحج موسما لنيل مآربهم السياسية واطماعهم الدنيويه ومن نتائج هذه الأهداف المشبوهة يستحل دماء زوار بيت الله الحرام وتنهر دمائهم عدوانا وبغيا وقد سفكت بهذه الطريقة الخبيثة آلاف من دماء طاهرة من حجاج بيت الله الحرام ومن رجال الأمن البواسل بعد تصديهم للأعمال الإجرامية لمستحلي دماء عبادالله عند بيت الله الحرام في شهر الله الحرام وأول من بدأ بهذه الجريمة اعداء الله الرافضة ودولتهم ايران الصفوية فدينهم بني على الرفض والكفر بالله وإستحلال دماء المسلمين وتبعهم بهذا مطاياهم( الإخوانية الخوارج ومن سلك نهجهم من منظمات وميلشيات وأفراد ) وخابوا وخسروا فجنود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  حفظه الله وحفظ ولي العهد الامين الامير محمد بن سلمان لهم بالمرصاد وأعين رجال الأمن  ساهرة على أمن وحماية بيت الله الحرام وزواره. 
واما حكم 
( تسييس الحج ) : فهو محرم شرعا بأصله ونشئته وأهدافه  وماتضمنه من ثمرات سوء تخل بأداء المسلمين لركن الحج ولأن من يقوم بهذه الأعمال السياسة بالأماكن المقدسة وفي شهر الله الحرام هم أناس ما بين منتسب للإسلام وهو برئ منه  مثل الرافضة واذنابهم  الخوارج الإخوانية على خلاف في إسلام الفرقة الاخيرة عند علماء الإسلام
فيجب على طلاب العلم بيان حرمة تسييس الحج وفضح فكر ومعتقد  أصحابه المنادين به 


و《 الفرق بينه وبين تدويل المقدسات 》
ان (تسييس الحج ) هو تحويل الأماكن المقدسة بشهر الحج اثناء تأدية ركن الحج إلى عمل  سياسي  و
من مظاهرات واعتصامات وثورات واضطرابات  وإخلال بالأمن وإستحلال للدماء ومنع لأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام   وحكمه انه  محرم شرعا وأما 《 تدويل المدن المقدسة》 ان تكون الأماكن المقدسة  تابعة لحماية لدول الكافرة والمسلمة على حد سواء  وتطرقنا إليه في رسالة مستقلة عن موضوع (تدويل الأماكن المقدسة) وقدبينا حرمته بالدليل . 
وأما 《تدويل الحج 》 فهو جعل ركن الحج تابعا لهيئة الأمم المتحدة في أيام الحج فقط وهذا كذلك محرم شرعا وفيه تدخل بشأن دول الإسلام وإخلال بأمنها وسيادتها فهو 《تدويل الأماكن المقدسة مؤقتا 》
وكل هذه الأمور وهي 
(تدويل الأماكن المقدسة )
و( تسييس الحج )
و( تدويل الحج )
محرمة شرعا لماتضمنته من أمور تخالف الإسلام وتخل بسيادة وأمن دول الإسلام 
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:
غازي بن عوض العرماني

معنى تدويل الأماكن المقدسة

《 معنى تدويل الأماكن   المقدسة والحكم الشرعي في من طلب هذا الأمر  》

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد:
فإن مكة المكرمة والمدينة المنورة أماكن مقدسة في دين الإسلام و عند المسلمين لورود فضلهما وقدسيتهما  في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وأتى هذا الفضل متواترا وأستفاض الخبر بذلك وعليه ديانة المسلمين وإتفاق عقيدتهم   ولدولة المملكة العربية السعودية إعتناء خاص في المسجد الحرام والمسجد النبوي وكذلك في بقية أماكن المشاعرالمقدسة ويعتبرون هذا العمل ديانة وقربة ولايرونه فضلا ولامنة من عهد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود( وأنظر إطلاق لقب خادم الحرمين على ملوكهم إذ أنهم  يرون أن خدمة الحرمين شرفا  ورفعة وقربة إلى الله وهذا اللقب إسم على مسمى إستحقوه بجدارة ) فالعمل على تطوير الحرمين على مدار الساعة دون توقف ومن زار الحرمين الشريفين  ورأى بأم عينه كيف تنفق هذه الدولة المباركة بسخاء عليهما ..فهذا أمر لاينكره إلا جاهل لم يراهما او عدو ضال تحكمت فيه أهواء( الاخوانية الخوارج أوالصوفية القبورية أوالرافضة الفرس المجوس) 
مع أمن وأمان ورغد عيش واطمئنان مع خدمة تفوق الوصف لحجاج بيت الله  وزوار الحرمين الشريفين ويلاحظ أن الملك وولي عهده من أكبر مسؤول في الدولة حتى أصغرهم - وليس فيهم صغير - من مدنيين وعسكريين مصطفين على أهبة الإستعداد لخدمة الحجاج والمعتمرين ومن يزور هاتين المدينتين المقدستين يتشرفون ويسعدون في خدمة عباد الرحمن في أشرف مكان وأطهره ويتكدر خاطرهم حينما يرون أي نقص أو تقصير لهؤلاء الضيوف الكرام ومع المشاريع اليومية العملاقة لتطوير هاتين المدينتين المباركتين يقف رجال الأمن السعودي في هذه الدولة المباركة دولة آل سعود المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج والمعتمرين عن أي أذى يلحقهم أو زحام او إعتداء خارجي تكفيري أو رافضي فهم يقفون له بالمرصاد  بحزم وعزم فيرغمون أنف المعتدي ويؤمنون الخائف مع سهولة أنفسهم للضيوف ولين جانبهم ..فلله در مليكنا وولي عهده ودر رجال الأمن السعودي .فجهودهم جبارة بفضل الله وتوفيقه ولاينكرها إلا عدو مخذول ..فلايرى  من هؤلاء الأماجد او فيهم تقصيرا او نقصا أو ضعفا  من أمن وأمان ورغد عيش وأطمئنان لمواطنيهم او  لحجاج بيت الله والمعتمرين  عموما فهذا والله العز والفخر 
أعزهم الله وسددهم ونصر فيهم أهل الإسلام وأهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ونصرهم على عدو الله وعدوهم من الرافضة المجوس والاخوانية الخوارج وكل من أراد إلحاد في دين الله او في حرم الله وكفى الله فيهم من أراد بالمسلمين شرا 
وقد بدر من أعداء الله وأعداء دين الإسلام من ملل الكفر كالرافضة واذنابهم الإخوانية الخوارج أعمالا سيئة للمساس بأمن الحج وأمن هاتين المدينتين الشريفيتين المقدستين من تضييق على شعائر الإسلام في الحج او العمرة ومضايقة زوار بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمظاهرات وهتافات سياسية في محاولة منهم  إبعاد  الحج عن هدفه الذي شرعه الله  من أجله من دين وقربة وسعيهم - وخابوا -  الى أعمال سياسية مناهضة للإسلام وتعاليمه وتطاولوا على رجال الأمن وقتلوا من الحجاج والمعتمرين ورجال الأمن أعدادا غفيرة كثيرة فكان لابد من إيقاف كل من تسول له نفسه نشر الفوضى والفساد وإستحلال الدماء في بلاد الحرمين او ايذاء ضيوف الرحمن أو من يقومون بحمايتهم ورعايتهم وتنظيم سير حجهم وشعائرهم المقدسة فجهز ولاة الأمر في بلادنا العدة والعتاد وكل مامن شأنه حماية أهل الحرمين وزوارها فأحسنوا وأجادوا وأفادوا ففي وقتنا هذا  لايجرأ اي   مجرم على فعل أو قول الا كانوا له بالمرصاد في أجهزة دقيقة ورجال أشاوس تحت رعاية ونظر أناس أمناء يخافون الله ويتقونه يأتي  في مقدمتهم ولاة الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان جزاهما الله عنا خير الجزاء ..فحينما رأى الروافض والإخوانية الخوارج الذين في ديانتهم حل دماء المسلمين وغيرهم أن لاطاقة لهم في إختراق الجدار الأمني السعودي الصلب ولامجال العبث  في الحرمين الشريفين او العب او المزايدة او الاستهتار بالأرواح لجأوا إلى مايسمى ب( تدويل الاماكن المقدسة )وهي حجة ضعيفة وسلوك سبيل مرفوض شرعا وعقلا وعرفا وترفضه جميع الدول لعلمهم بالجهود الجبارة التي تبذلها  المملكة العربية السعودية في البناء والتشييد والأمن والأمان ورغد عيش ساكني هاتين المدينتين..فحينما يزورهما الزائر يتفاجئ بل وينبهر بالعناية الفائقة والخدمة الرائعة للأماكن المقدسة  فلا تملك نفسك إلا أن تدعو لهم بالسداد والاعانة والتوفيق وان يسلط الله على عدو الله وعدوهم فهذه الدولة منذ نشأتها قامت على الخير وعلى التوحيد والسنة والعمل بما في كتاب الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وماعليه هدي سلف الأمة فهي الدولة الوحيدة في هذا العصر المطبقة لشرع الله ..والله الذي لاإله إلاهو أننا نقول هذا الكلام ديانة وقربة وحق ولاة امرنا علينا واجب وعظيم 
نصر الله فيهم التوحيد والسنة وأهلها...
أيها الإخوة:
نأتي إلى معنى ( تدويل مكان أو مدينة)
فقد ذكر في معجم المعاني في بيان معنى تدويل مدينة مانصه :
( تدويل مدينة : جعلها تحت المراقبة والإشراف الدولي )
فيكون بهذا المعنى الخبيث : تدويل المدن المقدسة تابعا لحماية جميع الدول كلها وتحت تصرفها سواء كانت هذه الدول مسلمة أم دول كافرة .
ووالله العظيم أحلف غير حانث :
 لو أجتمعت الدول قاطبة على خدمة بيت الله الحرام أو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لضعفت وكلت وملت وعجزت عن القيام بعشر ماتقوم فيها دولة الإسلام( المملكة العربية السعودية )
وبهذا التعريف : تكون الأماكن المقدسة المحرم دخولها شرعا في كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مباح دخولها للكفار بناء على هذا الرأي الفاسد الكاسد وبناء عليه يستحل أعمال الكفر  فيها بلا نكير ...ويكون بهذا الصنيع الخبيث أن لايد لأهل الإسلام عليها  لافي حكم و لافي  ولاية 
و( حكم قائله أو حكم متبني هذا الرأي) :
فيعتبر  صاحب هذا الرأي فيه نفاق  والقول من قائله تعتبر ردة  عن الإسلام اذ يتضمن هذا القول مخالفة لخبر  الله سبحانه ورده وتكذيبه  و ومناهضة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم و حرب على دين الاسلام وأهله وإستحلال لحرمات الله وشعائره ؛ وفيه : إبعاد حكم وسيادة الإسلام  وولاة امر المسلمين على أراضيهم وجعل أملاكهم تابعة لدول الكفر وهذا يحرم في حق الاراضي العامة للمسلمين خارج الحرمين فكيف بالأماكن المقدسة التي لايحل شرعا لكافر دخولها 
فاللهم من أراد بولاة امرنا آل سعود أهل التوحيد والسنة شرا فأكفنا فيه وأجعل تدبيره تدميره 
أيها الإخوة:
 صدق الإمام إبن باز رحمه الله مفتي عام المملكة العربية السعودية سابقا حيث قال : " العداء لهذه الدولة عداء للحق .عداء للتوحيد والسنة "بنحوه او مثله. 
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 
[ أصل هذه المقالة رسالة فقدت -ومااكثر مافقدته من رسائل وكتب لأسباب- وقد أشرت اليها برسالة تتحدث عن( تدويل الحج وتسييسه وتدويل الاماكن المقدسة والفرق بين هذه الالفاظ وحكم كل نوع من هذه الالفاظ الشرعية)
فقمت بتأليف رسالة أخرى بنفس العنوان وأضفتها إليها و فيها  مالم أذكره في رسالتي السابقة وأقول : إن موجب كتابة هذه الرسالة :
( اولا ) : 
محبة هذه الدولة وولاة أمرها آل سعود ومالحقني منهم من خير عظيم عميم فهم من قام بتعليمي التوحيد والسنة وفتحوا لي مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم وكلفوا اساتذتي الأجلاء بتعليمنا الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة والتوحيد والسنة مع مااعيش في بلدي من أمن وأمان ورغد عيش وأطمئنان وصحة في الأبدان فالحمد لله أولا وآخرا وفي الحديث الصحيح (من لم يشكرالناس لم يشكر الله )

(ثانيا ):
ومن الأسباب 
تكالب الأعداء على دولة التوحيد والسنة المملكة العربية السعودية وتكافتهم للنيل منها ومن ولاة أمرنا  وحيث أن واجب البيعة والعهد والميثاق الموجب لهم علينا الوقوف معهم صفا واحدا في خندق واحد فلا يترك الدفاع عنهم الا خائن أو جبان فلا نامت أعين الجبناء .

( ثالثا ) :
رأيت من يتكلم ضد و في عرض هذه الدولة أصنافا سيئة ومذاهب باطلة ومللا فاسدة كالإخوانية الخوارج والملاحدة العلمانية والصوفية القبورية والرافضة المجوس الباطنية فهؤلاء عداوتهم لدولتنا عداوة دين ..فوجب علينا بيان فساد هذه المذاهب الفكرية الباطلة وكشف زيف إنتسابهم للاسلام وأن ديننا منهم براء .

( رابعا ) :
لو كتبنا كثيرا من الأسباب والأمور الموجبة للدفاع عن دولتنا المملكة العربية السعودية وعن ولاة أمرنا -  خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي صاحب الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  حفظهما الله - فلانستطيع الوفاء بعظيم حقهم على شخصي وعلى أهلي ومجتمعي فجزاهم الله خير الجزاء .

( خامسا ) :
كتابتنا ديانة وقربة لله الواحد الاحد فلا نخشى أحدا ولانرجو أحدا إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد
والدعاء موصول لجد هذه الاسرة المباركة آل سعود  الأمير محمد بن سعود ولذريته من بعده وللإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ولذريته من بعده على نشرهم للإسلام الصحيح المبني على الكتاب والسنة بفهم وهدي سلف الأمة فرحم الله هؤلاء الائمة وجعل في ذريتهم عز الإسلام وأهله آمين ]
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني ظهر يوم الأحد ١١ / ١  / ١٤٤٠  من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

شرح عبارة كبار علماء الإسلام، مثل: ابن تيميه ،والالباني ،وابن ﺑﺎﺯ، والعثيمين -رحمهم الله تعالى- وهي قولهم : [ الأشاعرة من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة ] والرد على تشغيبات الحدادية





الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وَسَلّم تسليماً . أما بعد

فقد أتاني سؤال من أحد الإخوة طلاب العلم استشكل عليه كلام إبن تيمية والالباني وإبن ﺑﺎﺯ، والعثيمين رحمهم الله تعالى ؛ وهو قولهم: “الأشاعرة من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة”. فكانت الإجابة بعد توفيق الله  وإعانته كالتالي :

ان هذاالعبارة ثابتة عن هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى

وللعلماء أقوال في صحة إطلاق هذه العبارة من عدمها على أقوال 

ف( القول ا لاول ) :

يرى عدم صحة إطلاق هذه العبارة وأختار هذا القول  السجزي وخويزمنداد رحمهما الله تعالى وقالوا في عدم صحتها وعللوا  بأن  مذهب الأشاعرة مبني على تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى المستحقة له شرعا دل على ذلك الكتاب والسنة على الوجه اللائق بربنا سبحانه وتعالى . كما أن لهم معتقد في القضاء والقدر بالجبر وفي مسألة الإيمان خالفوا معتقد اهل السنة فقالوا بالإرجاء مع مخالفتهم لأصول السنة وتقديمهم عقول البشر  على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

وماسبق  من تعليلات بعض ادلة من لم ينسبهم لأهل السنة .

( القول الثاني) :

وهو من قال بهذه العبارة

و إنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة. هذا القول قال به ابن تيميه والألباني، وابن باز والعثيمين واللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن ﺑﺎﺯ رحمه الله وعضوية كلّ من عبد الرزاق عفيفي، وابن قعود رحمهم الله  . وراوا أمورا تجيز هذا الإطلاق المقيد  فمن هذه الامور :

               [  أولا  ] 

أنهم وافقوا أهل السنة بإثبات خلافة الثلاثة( أبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله عنهم)

             [ ثانيا  ] 

إنهم من أهل السنة فيما يقابل الرافضة  والمذاهب الباطنية الإلحادية الاخرى .


               [ ثالثا ]

لأنهم في العبادات وفق أهل السنة في عملهم بالأحاديث الصحيحة و لإستدلالهم بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .


                [ رابعا ]  

ولأنهم من مُثبِتة بعض الصفات  في مسائل الصفات وإن كان تأويلهم أحياناً ينحى نحو النفي والتعطيل   وبهذا قال إبن تيميه رحمه الله.


             [ خامسا ] 

إن هذه العبارة بهذا الإطلاق تكون صحيحة في المتقدمين من أهل الحديث كالبيهقي والقرطبي والنووي وإبن حجر  رو في هذا العصر ترى البون الشاسع  بين المتقدمين منهم والمتأخرين. فالمتقدمون منهم أهل حديث وسنة بل هم حفاظ علماء اجلاء كما مثلنا سابقا وغيرهم كثير. أما المتأخر منهم  فغلب عليهم التصوف والشرك . فلا يوجد أشعري إلا وفيه تصوف شركي قبوري خاصة في هذا الزمان.

              [ سادسا ] 

بعض من ينتسب أو من يوافق الأشاعرة في بعض المسائل المحدودة المعدودة قد زلّوا في هذه المسائل متأولين مجتهدين، وهم لم يتعمدوا الخطأ، كالنووي، وابن حجر رحمهما الله تعالى

        { مسألة }

هل هؤلاء الاشاعرة   من (أهل السنة والجماعة) عند الاطلاق  ؟

ومن أتباع السلف الصالح؟

الجواب: ليسوا منهم لمخالفتهم (للجماعة) ومخالفتهم (سنة الخلفاء الراشدين) ومخالفتهم (فهم السلف الصالح) من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وهذا الإختلاف جرى في باب الأسماء والصفات، وفي باب القضاء والقدر، وقولهم بقول الجهم المعطّل، وتقديم كثير منهم العقل على النقل؛ ولهم أصول مبتدعة خرجوا بها عن جادة (أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) فهم ليسوا منهم  على جهة الإطلاق   .

ومن جميل كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى الذي يدل على علمه وإمامته – اورده بمعناه – أنه لابد من إضافة وضم لفظ السلف الصالح لإخراج من ينتسب لأهل السنة من الفرق الكلامية وغيرها  لمخالفتهم السلف الصالح في الفهم   ..


[ ملحوظات مهمة يجب التنبه لها ]

 منها :

( أولاً ) :

ما ذكرته سابقاً من نقولات لأهل العلم ليست من كيسي . بل مجرد ناقل لكلام علماء السنة اجابة على ما وردني من إشكال وقع لبعض الإخوة طلاب العلم وظن بعضهم أنني اقول : ان ( الاشاعرة المعطلة الجهمية)  من ( أهل السنة والجماعة) على جهة الإطلاق وهذا لايقول به عاقل فضلا عن طالب علم وإنما أتى مقالي شارحا لعبارة كبار علماء الإسلام .

( ثانياً ) :

هذا القول وهو أن الأشاعرة من أهل السنة  فيما وافقوا فيه أهل السنة، هذا القول قال به شيوخ الإسلام مثل ابن تيميه والألباني وابن ﺑﺎﺯ والعثيمين رحمهم الله، وقالت به اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن ﺑﺎﺯ رحمه الله كما ذكرنا سابقاً .

( ثالثاً) :

ليس لطالب العلم أن يُحدِث قولاً ليس له فيه سلف من أئمة السنة. وعليه فقد أورد بعض الإخوة طلاب العلم إيراداً تدل على عدم فهمه لهذه المسألة، وهو: هل الإخوانية الخوارج والتبليغ الصوفية يصح أن يقال  لهم أنهم من أهل السنة  فيما وافقوا فيه أهل السنة ؟


فالجواب نقول إجابة لهذا السائل :

إيرادك لهذا الإيراد أو هذا القول :

نقول لك هل قال به أحد من السلف الصالح  ؟


 فهل قال به ابن تيميه  أو ابن القيم  أو الألباني، أو ابن ﺑﺎﺯ، أو العثيمين، أو عبد الرزاق عفيفي، أو قال به الشيخ ربيع، أو الشيخ عبيد، ؟

لم يقله أحد منهم . بل هو إيراد من قِبَلِ نفسك . وهل سمعتهم أو رأيت لهم قولا يقولون فيه إن الإخوانية من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة ؟

الجواب: لا، لم نسمع هذا منهم ولم نقرأ عنهم ذلك . بل كان إنكارهم أن تكون الإخوانية الخوارج من أهل السنة . فالإمام الألباني ّرحمه الله أطلق على جماعة الإخوانية :

( خوارجٌ عصرية ) 

واطلق على جماعة التبليغ :  ( صوفية عصرية ) .

والإمام ابن ﺑﺎﺯ رحمه الله : عُدّ هاتين الفرقتين من الفِرق الاثنتين والسبعين الهالكة

فقياسك هذا قياس فاسد الإعتبار  و فهو قياس غير صحيح .

لأمور منها

{ أولاً } :

أنه ليس لك فيه سلف بهذا القول بخلاف مسألتنا هذه فقد قال بها جمع من علماء السنة .

{ثانيا} :

ً كلام علماء السنة في مسألتنا السابقة عند التمعن مقيّد بـ بقيود منها :

[  أ  ] :

المسألة في السنة  ؟

[ ب  ] :

فيما وافقوا فيه أهل السنة .

[ ج  ] :

الإتفاق على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة عند الإطلاق .

[ د ] :

الخطأ يرد ويبين مهما كان قائله ويحذر من موضع الزلة وهذا اذا كانت من شخص حريص على السنة معروف بها ناصر لها ويعرف من حاله عدم تعمد الخطأ وله اجتهاد في الذب عن السنة مثل كتبه ومؤلفاته وخير مثال النووي وابن حجر رحمهما الله مع حفظ كرامتهم واحترامهم وتقديرهم والدعاء لهم .



ثم نقول لإخواننا طلاب العلم، هل تُقارِنوا مفاسد الإخوانية الخوارج بمفاسد أهل الحديث ممن ضل جاهلا فسلك مسلك   الأشاعرة غير متعمد الخطأ وهؤلاء ممن شرحوا السنن والمسانيد وألّفوا فيها ونصروها ولهم كتب في شروح السنة قيمة مثل فتح الباري وشرح النووي على مسلم ولهم كتب في الرجال، وفي العلل، وفي الجرح والتعديل،  ومنظومات في علم الحديث لا يستغني عنها طالب علم فلاتخلوا مكتبات المسلمين  منها بخلاف الإخوانية الخوارج فمنهجهم كلها باطل وليس منهم أحد يرفع رأسه بالتوحيد أو بالسنة .

فهل تُقارِن الإخوانية الخوارج بهؤلاء؟

فكم دماءٌ أريقت بسبب هؤلاء الخوارج وأموال نُهِبت وأعراض انتهكت وأمن ممالك ودول وأمارات زُعزع و أُخِلّ فيها وأختلت بسبب هؤلاء الإخوانية الخوارج ؟

وكم من ولي امر من ولاة أمور المسلمين قُتِل بسببهم؟

الخوارج الإخوانية  يريدون مسح وإلغاء الدين بإسم الدين . ( افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )؟!

هل تُقارِن كتب الإخوانية الخوارج وما فيها من تهييج وتهريج ولعب وتقارب مع الرافضة ووحدة الأديان مع كتب اهل الحديث كالبيهقي والنووي وابن حجر رحمهم الله ؟ 

وهل تُقارِن كتب سيد قطب ومحمد قطب والعودة وما فيها من طعن في الصحابة رضي الله عنهم، وخاصة كتب سيد قطب فيها طعن في الصحابة رضي الله عنهم بمن فيهم الخليفة الراشدعثمان بن عفان رضي الله عنه (فهل أثبتوا خلافته لينسبوا إلى أهل السنة – دون الجماعة – كما فعلت الاشاعرة أهل الحديث من  المتقدمين منهم) وطعن الإخوانية الخوارج  في اميرالمؤمنين معاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما وسبقه طعن في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتكفير للمجتمعات، وتهييج للعوام،
ونشر للثورات، واستحلال للدماء،
وما أنتجته من فِرق دموية تكفيرية كالقاعدة وداعش، هل تُقارَنها بكتب أهل الحديث؟

هل تُقارِن كتب سيد قطب ومحمد قطب والبنا والعودة وابن لادن وأبو بكر البغدادي  والشعراوي  ،

هل تُقارنها بسنن البيهقي وشرح مسلم للنووي والفتح لابن حجر رحمهم الله؟

هذا كلام لا يقوله أحد من العقلاء فضلاً عمن ينتسب لأهل العلم.

وللعلم :

التحذير من الإخوانية الخوارج  سبقه تحذير من الخوارج على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى لسان الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله من بعدهم . وأدلة الرد على الخوارج هي عين أدلة الرد على الإخوانية .

وعلماء السنة لم يصدر منهم هذا الإيراد، فهل سمعت احدا منهم  أنه قال الخوارج من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة؟

هذا لم يقل به أحد من علماء السنة .

هذا والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

كتبه :

غازي بن عوض العرماني.

جرى تحريرها تقريبا  في شهر صفر  من عام ١٤٣٧ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

السبت، 5 أكتوبر 2019

أعلام النبهاء في سلامة ائمة السلف الأبرياء من إتهام الخوارج لهم بالإرجاء

《 إعلام النبهاء في سلامة ائمة السلف الأبرياء من إتهام الخوارج لهم بالإرجاء 》

بسم الله الرحمن الرحيم

[ هذه رسالة تضمنت ذبا ودفاعا عن عرض الإمامين الجليلين الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله
وهذه الرسالة تتكون من أربعة أجزاء ]

 {  الجزء الأول  }

( المقدمة مع ذكر سبب كتابة هذه الرسالة )

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ  ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

أَمَّا بَعْدُ

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ

ثم أما بعد  :

فإن السبب الباعث في كتابة  هذه الرسالة هو الإنتصار للسنة بالذب عن ائمة السنة   وعن عرض كبار علماء الأمة مثل الإمام  الالباني رحمه الله و الإمام ربيع المدخلي حفظه الله حينما رأيت كثرة من يطعن فيهم ظلما وعدوانا وكذبا وإفتراء ومن ذلك رميهم بالإرجاء بلابينة أو سبب يوجبه وإنما الفجور والبهتان والنيل من  عرضهما من الجهال أو من رموز جماعات التكفير والضلال

وأتت رسالتنا هذه إمتثالا وطاعة لله و لرسول الله صلى الله عليه وسلم القائل  صلى الله عليه وسلم :( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْض أَخِيهِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْههِ النَّارَ يَوْم الْقِيَامَة) رواه احمد والترمذي رحمهما الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله ...ووجه الاستدلال : أن هذا الأجر العظيم يأت في الذب عن عرض أي مسلم فكيف إذا كان المطعون فيه ظلما هو من يقوم بنصر الإسلام المتمثل في نصر كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم





 《الفصل الأول 》



[  من أين أتى هذا الإتهام الظالم  ]



القائم  بهذا الاتهام الباطل

وسبب تعمد الرمي بالارجاء لهذين الامامين الجليلين أتى من كثرة أعدائهم وهؤلاء الأعداء مذاهب متعددة وملل شتى

وجماعات ضالة متنوعة ومع كل هذه النحل المنحرفة سعى الإمامان الجليلان   في كشف زيف باطلهم وبيان سوء معتقدهم وتحذير المسلمين من مذهبهم الباطل  ومن رموزهم الضالة وتمثل ذلك  في  ردود علمية يحرص عليها جميع طلاب العلم بل حتى عوام الناس  ؛ وجاهدوا حق الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله  - نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله أحدا - وعملهم هذا من  جهاد الخاصة من أئمة السلف  فلم يرضى سدنة هذه المذاهب ورموزها فضحهم  وبيان أخطائهم   فعمدوا إلى النبز والتعيير بالإرجاء أو الجامية بغير بينة او إدلة بل مجرد الكذب والإفتراء

فأتى الطعن بالإرجاء إليهم  من  قبل هذه الأطراف الظالمة  وهي :

( أولا  ) :

الصوفية القبورية عباد القبور و  الأضرحة والمقامات والمشاهد البدعية ويعتبر  الإمام الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله امتدادا  لدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فدعوتهما هي عين  وذات دعوة هذا الامام لذا نجد من ينبزهما ويعيرهما   بأنهم من الوهابية    .

(  ثانيا  )

 الإخوانية الخوارج وهؤلاء أتى الشر من قبلهم لإن هؤلاء الأئمة  وقفوا في وجوههم وأوقفوا زحفهم وأصبحوا
شوكة في حلوقهم فبينوا [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف بالإدلة الشرعية التي لايسع المسلم مخالفتها ] وبينوا كذلك [ تحريم إستحلال دماء المسلمين حكاما ومحكومين]  و [ حرمة الإعتداء على المعاهدين] وقبل ذلك  [ بيان حرمة تكفير عصاة المسلمين ] فلم يعجب هذا الصنيع رموز مذهب الخوارج الإخوانية فكادوا لهم وأفتروا عليهم ولعل هذه الفرقةالمنحرفة الخبيثة هي السبب الأكبر - بعد قضاء الله وقدره - في هذه التهمة الجائرة .

( ثالثا )

 المعطلة الجهمية على إختلاف فرقهم واها رموز كثر ومنهم  المدعو زاهد الكوثري وتلامذته مثل عبدالفتاح ابوغدة وتفريخه لطلاب اخذوا توجه ومنهجه الباطل  في الجامعات

مع أناس كثيرين غير  ماذكر  في بلدان ودول أخرى بعد وصول الدعوة السلفية اليهم بسبب دعوة هؤلاء الأئمةالأعلام .

( رابعا )

 الرافضة والإباضية والزيدية  فلهم إنتشار خطير في جميع الدول ولهم شبكات مثل الأحباش الباطنية .

( خامسا )

أصحاب الجمود المذهبي المخالفين للإدلة الشرعية والذين أعتمدوا على سقيم أرائهم و على أحاديث ضعيفة أو موضوعة  .

( سادسا )

هناك طائفة يقال لهم المليبارية أنتهجوا نهجا مخالفا لأئمة السنة في طريقة تخريج الاحاديث ودراستها رواية والحكم في التصحيح والتضعيف وتقسيمهم لطريقة المحدثين إلى متقدمين ومتأخرين وتفريقهم بين علماء الحديث وذلك بتقسيمهم الى قسمين كما ذكرنا  في محاولة منهم لهدم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

( سابعا )

أهل الفساد والإلحاد

وكراهتهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأئمة السنة لعلمهم أنه لايقف في وجه إلحادهم إلا علماءالسنة إتباع السلف الصالح

( ثامنا )

الحركة السرورية الإخوانية  مع غلاة الإخوانية من الحدادية وتمسحهم بالسلفية وهم إخوانية خوارج  والتعاون الوثيق مع بعضهم

وساعدهم في ذلك تسنمهم للمناصب بأن إستغلوها كمنبر لإيصال معتقداتهم الفاسدة عبر وسائل الإعلام .

( تاسعا )

أهل الحسد وقد يكونوا مشايخ ينسبون للسنة والسلفية  لكن أعماهم الحسد لعلو منزلة هذين الإمامين  ورسوخهم في العلم وعظيم قدرهم كبار علماء الاسلام وطلاب العلم حتى شهد الإمام ابن باز رحمه الله ب" أن الإمام الألباني رحمه الله من المجددين للدين في هذا العصر "

فهذا الامام ابن باز  ونجد ان الإمام شيخنا محمد بن صالح العثيمين الوهبي التميمي  رحمه الله يرد على من أتهم الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء بأن هذا المتهم لايعرف الإرجاء او لايعرف الألباني -  رحمهما الله  -  ومع انتشار دعوتهما السنية السلفية المبنية على التوحيد والسنة الصحيحة وعلى التصفية والتربية إذ لايخلوا درس او خطبة او مقال او كتاب من عبارة صححه الألباني رحمه الله .

وقد سمعت أحدهم يصف كتب الألباني رحمه الله ومؤلفاته بأنها ليست مرجعا لطلاب العلم حسدا من عند نفسه.  ويحذر منها  خفية ويصفه بأن له مذهب في الارجاء وأنه من كان السبب في إنتشار مذهب الإرجاء في العالم مع تأييد هذا الشخص المتهم - للاسف - سرا  لرموز الخوارج مثل سيد قطب ويمنع كذلك وبأسلوب سري  من التحذير من رموز الخوارج  ويستشهد كذلك  في كتبه بكلام سيد قطب من كتابه الظلال وفي العلن تراه يحذر منه

فعجيب أمرهم خافوا من الناس ولم يخافوا من الله

يقول الله سبحانه وتعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا  وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} ويقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال في مؤمن ما ليس فيه, أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال ) . رواه أحمد, وأبو داود، وصححه  الألباني رحمهم الله أجمعين .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من حمى مؤمنًا من منافق يعيبه بعث الله تبارك وتعالى ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد به شينه حبسه الله تعالى على جسر جهنم؛ حتى يخرج مما قال) . رواه أحمد, وأبو داود, وحسنه الألباني

قال الحافظ أبو القاسم إبن عساكر رحمه الله: أعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".
...........
{  الجزء الثاني }

《 الفصل الثاني 》

[ عقيدة الألباني رحمه الله و ربيع المدخلي حفظه الله في الإيمان موافقة بل هي عين  معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح و نشرهما ونصرهما وأمرهما بها ومحاربتهم ومخالفتهم وتحذيرهم من مذهب الإرجاء الباطل ]



وتحت هذا الفصل  مباحث

( المبحث الأول )
: أهل السنة والجماعة أطلقوا هذا الإسم على  المرجئة  لأنهم أخروا العمل عن  الإيمان ولم يدخلوه في مسمى الإيمان إذ أن معنى الإرجاء هو التأخير ومنه قوله تعالى { قالوا أرجه وأخاه }

(المبحث الثاني ):



المرجئة أنواع شتى وفرق متعددة حتى قيل : أن عددهم يقارب او أكثر من عشرين فرقة تجتمع كلها في تأخير العمل عن مسمى الإيمان .

( أشهر فرقهم ) :

[المذهب الأول للمرجئة ]

غلاة المرجئة  وهم من الجهمية المعطلة وهذه الفرقة على نوعين منهم من قال [الأيمان المعرفة فقط ]فألغوا قول اللسان والعمل بأنواعه فعندهم الكفار مثل المؤمنين فالأيمان عندهم
شيء واحد، يتساوى فيه العباد، لا يتبعض، ولا يتفاضل، وهو مجرد تصديق القلب وعلمه.

ومنهم من قال : ( إن الإيمان التصديق بالقلب فقط )

[ المذهب الثاني للمرجئة ]

ومنهم من قال الإيمان قول اللسان دون تصديق الجنان وهذا مذهب الكرامية

[المذهب الثالث للمرجئة ]



مرجئة الفقهاء

وهذه الفرق كلها تتفق
  : في إخراج العمل من مسمى الإيمان ، وأنه لايزيد ولاينقص ، وأن إيمان أفجر الناس مثل إيمان الملائكة والرسل عليهم الصلاة والسلام .

أعاذنا الله وإياكم من الأهواء والبدع والضلالة .



( المبحث الثالث ) :

يرى أئمة السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومنهم الالباني رحمه الله وربيع حفظه الله  أن الإيمان قول باللسان وعمل بالجوارح والاركان  وإعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية خلافا للمرجئة .

وهذا مدون في كتبهم واشرطتهم ومن قال بهذا القول سلم من الارجاء قليله وكثيره ..فكيف يرمى ظلما بالإرجاء من كانت هذه عقيدته .

( المبحث الرابع ) :

في جميع مؤلفات هؤلاء الأئمة  من رسائل وكتب ومقالات وصوتيات يذمون  الإرجاء وأهله ويذمون مذهب المرجئة و يذكرون معتقد اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في الإيمان وينصرونه ويأمرون به ويوصون فيه ويعتقدونه وهذه مؤلفاتهم - بجميع أنواعها - مسطورة  مشهورة واشرطة صوتياتهم منشورة وانا اكذب   أي جاهل او ضال خارجي ان يأت لي بمسألة  جرت منهم تخالف معتقد اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح في الإيمان أو في جميع مسائله وأما الكذب فلايحسنه إلا من قل إيمانه مثل هؤلاء الفجرة .

كما أنني أكذب أي شخص جاهل او ضال خارجي أن يأت  بمسألة لهم وافقوا فيها  احد المرجئة أو مذهب المرجئة
في أي مسألة كانت . فهل يصح أن يقال عنهم مرجئة أو لهم مذهب إرجاء او أنهم السبب في نشر مذهب  الإرجاء ...

فمن قال هذا الكلام أقول له كما قال الإمام إبن عثيمين رحمه الله- بتصرف يسير - : أما أنه لايعرف الإرجاء ( و هذا ليس ببعيد ) او أنه لايعرف الألباني رحمه الله أو ربيع حفظه الله( وهذا كذلك ليس ببعيد )



( المبحث الخامس ):

سوف نذكر إن شاء الله  في( الفصل الثالث من الجزء الثالث من هذه الرسالة ) أنه لايلزم من إطلاق عبارة شرط كمال ؛  إرجاء
او مذهب إرجاء

وذلك لأمور منها :

[  ١  ]

 إن تعريف  مسمى الإيمان  من قبل الإمامين الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله  أتى موافقا لما عليه معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح مطابقا له ...فأين مصداقية من أتهمهم ؟
 وأين أدلته ؟
فأقول لهم : عند الله تجتمع الخصوم.


[  ٢  ]
ذكرهم لهذا المصطلح على جهة دراسته  لايعني موافقتهم عليه او إقرارهم لصحته او  محبتهم له
 فهو  لفظ حادث فأتى بيانهم بتفصيل معناه شرعا وإقرار وتصحيح المعنى الحق

وإنكارهم وردهم للمعنى الباطل بعد إستفصالهم عن مراد من أطلقه .

وكما هو مقرر عند شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل شيخ الإسلام إبن تيميه وغيره رحمهم الله  : أن الألفاظ الحادثة يستفصل عن معناها فإن كان حق قبل وان كان باطل رد

وإلا فالواجب المتعين عندهم : هو الكلام بالألفاظ الشرعية لصدق مدلولها على المعنى المراد ولأن الفاظ الشرع هي المتعبد فيها .والوقوف عندها اسلم واعلم واحكم .

[ ٣ ]

إن الإمام الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله  لايأمرون بإطلاق مثل هذه الالفاظ الحادثة  ولايؤيدون ذلك بل عقيدتهم هي نشر الالفاظ الشرعية واذا اتت الالفاظ الحادثة النازلة بينوا معناها وحكموا بالموافقة أو المنع وفق صحة المعنى أو بطلانه وفق ما ذكرناه سابقا .

 ( المبحث السادس )  :

عقيدة  الإمامين الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله  في الصلاة تعظيم قدرها ورفع منزلتها فهي الصلة بين العباد وربهم وهؤلاء الأئمة هم من يعلمون عموم الناس أهمية الصلاة وحكمها وفق كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بفهم سلفنا الصالح وهاهي كتبهم شاهدة لهم حجة لهم حجة على من كذب عليهم وأفترى

كما أنهم يحاربون :

من هون أمرها ولم يرفع بها رأسا من المرجئة أو من أهل الشر والفساد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .

وأما كلامهم في حكم تاركها  وفي تفاصيل الحكم عليه فهو كما ذكرناه في(  الفصل السادس من الجزء الرابع من هذه الرسالة ) لايخرجون فيه عن أدلة الشرع ولهم سلف في ذلك  وهذه هي أقوال علماء الإسلام قاطبة كل معه دليله
وكل له سلف من أئمة السلف رحمهم الله وأئمة الدعوة يرون أنه لايكفر إلا من ترك الشهادتين ومحل بسط هذا القول في كتاب الدرر السنية فليراجعه من أراد التأكد والتزود من العلم
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى  )

 ( المبحث السابع )  :

فرق الخوارج من حدادية وسرورية وإخوانية( وهي الام التي تفرع منها فرق الخوارج)
يرون عدم العذر بالجهل - مع العلم أن هذا يعتبر قول آخر لشيوخ الاسلام و أئمة السنة و لكن خالفتهم فرق الخوارج جميعها

فرأوا تبديع من لم يرى رأيهم بل وتكفيره ورميه بالإرجاء وهذه أحد النقاط التي رمت فرق الخوارج جميعها الالباني رحمه الله وربيع حفظه الله بالإرجاء وخالفوا فيه  معتقد أهل  السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وذلك أن الخلاف فيها لايلزم منه تبديع او رمي بالإرجاء او إخراج من الملة فهذه المسألة فيها خلاف قديم بين علماء الإسلام كما أن   ليس لها ثمرة اذ ان القاضي لابد له من إستتابة  من وقع في الخطأ
وذلك ليعلم سلامة عقله المعتبر شرعا

وهل هو فاقد له  كالمجنون أو   السكران حال شروعه بالفعل أو قوله المحرم
ثم ينظر  هل كان جاهلا أو صغيرا أو أصما او أبكما بحيث لايعي مايقوله او يفعله  ولايدرك من حوله   .

ثم ينظر نوع  الفعل وهل هو مكفر بنصوص  الشرع  وهل بصح إنطباق شروط التكفير عليه

ويضاف إلى ماسبق :

أن القول بإقامة الحجة والعذر هذا أتى وفق شرع الله وبسبب التوحيد ونبذ الشرك  أرسلت الرسل و الأنبياء وأنزل الله كلامه على رسله عليهم الصلاة والسلام لإقامة الحجة على عباده  قال الله تعالى وتقدس:{  وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا  }

وإلى هذا القول مال كبار علماء الإسلام بما فيهم  شيخنا الإمام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في رسالة له بهذا الخصوص قام بتأليفها  وهي مطبوعة  منشورة .

ولايلزم- كما ترون  - تكفير أو تضليل أو رمي بالإرجاء في هذه المسألة لمن قال بها من أهل العلم ممايشعركم أن ظاهرة التبديع والتكفير  بالإرجاء في هذه المسألة  تقف خلفه جماعات تكفيرية خارجية لها أهداف دنيوية سياسية

ورأوا أن من المصلحة الدنيوية لحزبهم نشر فرية رمي هؤلاء الأئمة الأعلام بالإرجاء ليتسنى لهم إبطال حجج من خالفهم من علماء الأمة الناصحين المخلصين المحذرين من اساليبهم ومن حزبهم ومن أهدافهم ومن رموزهم

وهذه الطريقة المفتراة تماثل طريقة نبز وتعيير الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ب( الوهابية) وهذا بسبب الدولة العثمانية الصوفية عباد القبور من دون الله ؛ حينما نشر  الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله معتقد اهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من توحيد وسنة .

كفى الله المسلمين شرهم .

{  الجزء الثالث }
《 الفصل الثالث 》

[ ألفاظ ومصطلحات حادثة في باب الإيمان وبيان حكمها]

أولها :

( لفظ جنس العمل ) :

لفظ حادث والذي يظهر لنا أن من أحدثه أراد به  أعمال الجوارح فقط دون أعمال القلوب وأقوالها وهذا المصطلح ظهر  حديثا وتزامن  ظهوره مع ظهور وإشتهار  فرقة الحدادية الخوارج فهم  السبب في إشاعة هذا المصطلح وإنتشاره   فقد رتبوا عليه أحكاما لإخراج أهل السنة منها ولتبديع كبار علماء الأمة مثل إبن تيميه والألباني وربيع - رحمهم الله - وإستحلال عرضهم ودمائهم .

الثاني :

(لفظ شرط صحة) :

أراد به من أطلقه بأنه  ما يلزم من وجوده صحة الإيمان ومن عدمه عدم الإيمان .

الثالث:

(شرط كمال ):

أراد به من أطلقه بأنه هو مايلزم من وجوده كمال الإيمان ولايلزم من عدمه عدم الإيمان .
《 الفصل الرابع 》

[ أعمال العباد نوعان  منها ( أعمال القلوب  وأقوالها)  - وسيأتي إيضاح لها ولأنواعها- و( أعمال الجوارح والأركان ) والحدادية جهلا وظلما وعدوانا يعنون به النوع الأخير وهو أعمال الجوارح والأركان
ويخرجون أعمال القلوب وهذا هو عين الإرجاء
 فأنتبهوا ياطلاب العلم وكما قيل : رمتني بدائها وانسلت ...و ( على نفسها جنت براقش ) ]

فالقولِ بأنَّ العملَ في باب  الايمان  شرطُ صحة  أو شرطُ كمال بإطلاق هكذا لايجوز بل يستفصل عن مراد المتكلم  بهذه العبارة
فإن كان حقا قبل وإن كان باطلا رد

والكلام بالألفاظ الشرعية هو المتعين لوضوح المعنى وصواب اللفظ وبعده عن الإحتمالات وسلامته من الإيرادات

و أهل العلم  يذكرون اللفظ الحادث ويصوبون معناه ويردون الأخطاء المترتبة على معناه الباطل  بناء على  ماعندهم من " وجوب أصل الرد على المخالف " اذ أن هذه الألفاظ أتت من [جهتين ]

(الجهة الأولى) :
الخوارج ومنهم المعتزلة فهاتان الفرقتان الضالتان   جعلوا  صغير الأعمال    ودقها و التي لايترتب عليها تكفير او إخراج من الملة وفق إدلة الشرع وسيلة لتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وإخراجهم من الملة  وذلك

بناء على قاعدتهم في تكفير أصحاب المعاصي والذنوب والتي لاتخرج من الملة والتي لاينزع من صاحبها  مسمى الإيمان او يبعد عنه أخوة الإيمان
فجعلوا هذه الصغائر  او الكبائر والتي لا تخرج   من الملة تركها أو فعلها شرط صحة في الإيمان لإخراج أهل الإسلام من إسلامهم

ولأجل أن يتاح لهم المجال في نشر معتقدهم في تكفير الحكام ويترتب عليه جواز الخروج عليهم بناء على فساد معتقدهم المخالف للكتاب والسنة وأصول أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح


( الجهة الثانية )
فرقة المرجئة : فقالت إن الأعمال سواء  أعمال القلوب او قولها   أو نطق اللسان أو أعمال الجوارح( على تنوع فرق المرجئة ) و التي يترتب على تركها أو فعل ضدها كفر وإخراج من الملة جعلوا تركها او فعلها شرط كمال بحيث لايخرج الكافر أو المرتد من الإسلام   وبهذا يكون  المؤمن مثل  الكافر في الإيمان { افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون }
علما بأن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وسط بين هاتين الفرقتين الضالتين

فكان واجبا على كبار علماء الإسلام من بيان لهذه الألفاظ الحادثة وبيان مايترتب على إطلاقها من أحكام وبيان متى يصح إطلاق لفظ شرط صحة ؟

 ومتى يصح إطلاق لفظ شرط كمال ؟ فدين الإسلام قام على الإيضاح   و بيان الصواب مع ذكر الإدلة على صحة هذا اللفظ أو الحكم أو في أي مسألة حادثة أخرى .

 إذ أن تأخير البيان  عن وقت الحاجة  لايجوز .

《الفصل الخامس 》

العبادات والأعمال الشرعية لها نوعان

(النوع الاول ):

 يشمل أعمال باطنية قلبية .

و(النوع الثاني) : أعمال ظاهرة وتشمل أعمال الجوارح

وسنأتي الآن إلى بيانها وبيان حكم كل نوع من هذه الأعمال

فنقول وبالله التوفيق :

إن أعمال القلوب

مثل توحيد الله

وإفراده بالعبادة ونفي الشريك عنه

و الإتيان بشروط كلمة التوحيد كاملة
و  الخشوع،  والوَرَع، والتوكُّل، والمحبَّة، والرَّجاء، والخَوف، والصَّبر، والرِّضا، والشُّكر، والانابة  والحياء، والتَّوبة والخشوع ومن ذلك  ترك الشرك بالله  وترك الكفر بما يعبد الله من دون الله  والبراءة منهما ؛
وانقياد القلب وقبوله ومحبته  لله ولرسولِه ومحبته لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

وتعظيم الله ورسوله وتعزير الله ورسوله وتوقيره،  مع الإيمان والإتيان بقول القلب وهو التصديق الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ويدخل فيه الإيمان بكل ما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

مع إقرارُ اللسان نطقا   بشهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله

فهذه الأمور جميعها  شرطُ صحةٍ لا يتحقق الإيمان إلا بها وهذا محل اتفاق بين علماء الاسلام ومن ترك هذا النوع فهو كافر ....ورسائل وكتب وصوتيات الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله  مؤكدة لما سبق فعنهم انقل ومنهم نستفيد .

{ الجزء الرابع والأخير }

《 الفصل    السادس》

( الأعمال الظاهرة وهي أعمال الجوارح )

أختلف علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في كفرِ مَن ترك شيئًا من أعمال الجوارح والأركان وأهمها ترك الصلاة ؛  فمن قال بكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا جعلها شرطا للصحة ومن لم يقل بكفر تاركها جعلها شرطا للكمال، وأعظم ما أختلفوا فيه: الصلوات الخمس المفروضة كما بينا سابقا ؛ لأنها أعظمُ أركانِ الإسلام بعد الشهادتين

《 الفصل السابع 》

 أقوال علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في

حكم تارك الصلاة

وأن  من تركها فأمره الى حالين :

( الحالة الاولى ) :

من تركها جحدا لوجوبها فهذا أتفقوا على كفره .

وذكر إبن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه المغني(٢ / ١٥٦) وغيره :

 إن الجاهل تقام عليه الحجة ويبين له حكمها ويستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا ..[ أوردنا كلامه بالمعنى والنص كاملا في نفس المصدر السابق والجزء والصفحة ولنا رسالة مستقلة عنوانها ( العلامة إبن قدامة رحمه الله يرد على الحدادية ويبين فساد مذهبهم )]

( الحالة الثانية )

وأما من تركها تهاونا وكسلا

فقد أختلف علماء السنة في كفره على أقوال؛ كل قول معه دليله من نصوص الشرع
وكل له سلف من أئمة السلف الصالح
وأهم هذه الأقوال هي :

[ القول الاول ]
أنه يكفر ويقتل بعد إستتابته مرتدا

و هذا المشهور من مذهب الحنابلة وأختار هذا القول شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه ولهم إدلة صحيحة منها مارواه مسلم رحمه الله في صحيحه وهو حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: (بينَ الرجلِ وبين الشركِ والكفر تركُ الصلاة)
ومنها مارواه أهل السنن من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )

وغير ذلك من أدلة كثيرة تصرح بكفر تارك الصلاة .

[ القول الثاني ]

إختيار الشافعية والمالكية ورواية عن الإمام أحمد رحمه الله :

إن تارك الصلاة تهاونا وكسلا لايكفر لكن يستتاب ويقتل حدا لامرتدا إذ أن شأن الصلاة عظيم

وقد ذكر الإمام إبن القيم رحمه الله  في كتاب الصلاة صفحة ( ١٤) خلال كلامه عن تارك الصلاة وقتله:

"وقال إبن شهاب الزهري، وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة وداود بن علي والمزني رحمهم الله : يحبس حتى يموت أو يتوب ولا يقتل".
وساق أدلتهم على عدم قتله.
وهذا يفيد أن سعيد بن المسيب وهو من كبار التابعين لا يكفر تارك الصلاة وكذلك من ذكر بعده.[ مستفاد من كلام شيخنا الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ]
ومن أدلة من قال بعدم تكفير تارك الصلاة أحاديث صحيحة منها
مارواه  عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله عليه وسلم يقول : ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ) رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني رحمهم الله
ومن ذلك حديث البطاقة الصحيح وفيه يقول النبي ﷺ: ( إذا جاء يوم القيامة يؤتى برجل ينشر له تسعة وتسعون سجلاً فيها ذنوبه وسيئاته فيقال له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيهابها الرجل ويقول: لا، فيقول له: نعم إن لك عندنا حسنة، لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم، ثم يؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فتوضع البطاقة في كفة، والتسعة والتسعون في كفة قال: فرجحت البطاقة فطاشت السجلات )

ومن الإدلة ماصح عن  رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه
: ( يقول الله: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )

وغيرها من إدلة

《 الفصل الثامن 》

 تبين لنا أن من كفر تارك الصلاة تهاوناوكسلا فقد جعل الصلاة شرط صحة

ومن لم يكفره جعلها شرط كمال والخلاف في هذه المسألة مشهور مدون في كتب اهل الحديث والحنابلة والمالكية و الشافعية والأحناف  لاينكره إلا جاهل او ضال ولم يذكروا في كتبهم أن من لم يكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا معتمدا على الأدلة الشرعية يعد مرجئا بخلاف الحدادية الخوارج المتأخرين او سلفهم من فرقة المنصورية الجهمية .

وإيرادنا للخلاف في هذه المسألة من باب العلم وإعطاء الوصف الصادق العدل المنصف في احكام هذه المسألة مسترشدين بإدلة الكتاب والسنة و بأقوال سلفنا الصالح ولانقول هذا الكلام تساهلا ؛ ف"أهل السنة السابقون واللاحقون المكفرون لتارك الصلاة وغير المكفرين يعظمون قدر الصلاة ويؤمنون بمكانتها، ويشيدون لها المساجد؛ إعظامًا لقدرها، ويحكمون على تاركها بالفسق، والقتل، وشدة الإثم، ولا يقبلون له شهادة ولا رواية.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة صفحة (١٣):

"لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم أختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره".

وأهل العلم يرون قتل و قتال من لايقيم الصلاة فقد قاتل أبو بكر الصديق رضي الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مانعي الزكاة وقال في الأثر  المشهور عنه رضي الله عنه : ( والله  لو منعوني عقال بعير  كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه )

《 الفصل التاسع》
من هم الحدادية
( الحدادية ) : مذهب تكفيري خارجي إمتداد لجماعة الإخوان الخوارج ويعتبرون الجناح الفكري للفرقة الدموية المسماة داعش ؛ قام بتأسيسها المدعو محمود حداد .
ولهذه الفرقة الضالة معتقدات ضالة ترتكز على التشدد في المسائل العلمية والتي حصل فيها خلاف بين أهل السنة   مثل ( العذر بالجهل) و ( وإختلاف علماء الأمة في حكم تارك الصلاة إذ يجعلون الخلاف في ترك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا خلافا لعلماء الإسلام فقد ذكروا خمسة أقوال في المسألة ومنهم شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله  ثم يبدعون من خالفهم ويرمونه بالارجاء ) كما أنهم ( جعلوا أعمال العباد فقط في الجوارح والأركان والغوا أعمال القلوب وقولهم  وهذا خطأ وخلل آخر في عقيدتهم وشذوذ فكري ) بل مالوا إلى تكفير شيوخ الإسلام وأئمة السنة مثل إبن تيميه و محمد بن عبدالوهاب وعبدالرحمن بن حسن والألباني رحمهم الله تعالى والإمام ربيع المدخلي حفظه الله وإتهام الاخيرين بأن مذهبهم هو مذهب المرجئة  وأنهم سبب نشر الإرجاء في العالم أجمع.  ويرون تمزيق دواوين السنة مثل متن الطحاوية وكتب البيهقي و ابن حجر والنووي والسخاوي والسيوطي  رحمهم الله بزعمهم أن سبب ذلك وقوعهم في أخطاء عقديه .. فغلو في الحكم وظلموا وجاروا ومالوا إلى تبديع هؤلاء الحفاظ

ولم يسلك هؤلاء الحدادية سبيل كبار علماء السنةالسلفيين في الحكم على هؤلاء الحفاظ الأعلام ومن ذلك تحديد موضع الخطأ والتحذير منه فقط
وبيان الصواب
و حفظ منزلتهم ورفع قدرهم لأنهم علماء اجتهدوا فزلوا ولم يتعمدوا - حاشاهم - الخطأ

ويرى شيوخ  الإسلام وائمة السلف الصالح   :
الوصية بكتبهم و الأمر بقرائتها   والإهتمام بها  والتحذير من موضع  أخطائهم أن وجدت  مع الإحترام والتقدير والإجلال لهم ويرون أنهم علماء جهابذةأرادوا الحق وأجتهدوا ولم يوفقوا إليه مع حرصهم على معرفة الحق وكراهتهم للباطل وعدم تعمده  وسعت هذه الفرقة الضالة في إستحلال دماء المسلمين ولهم مشايخ كبار سن جمعوا بين السرورية والحدادية ويتمسحون بإظهار السنة وانهم يحرصون على إتباع السلف الصالح وهم حرب عليهم وعلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..

كفى الله المسلمين شرهم.
ولله در الإمامين الألباني رحمه الله و ربيع السنة فقد وقفوا لهم بالمرصاد وفضحوهم وكشفوا شبههم وبينوا ضعفها ووهاءها ..وللإمام ربيع المدخلي حفظه الله  رسائل عدة في بيان زيف مذهب الحدادية  الباطل وتشبعهم بماليس فيهم وتكذيب دعواهم أتباع السنة وتمسحهم بالسلفية وهم حرب على السنة وأهلها من أتباع السلف الصالح ومن فضل الله علينا  لنا رسائل في فضح فرقة الحداديه الخوارج منها ( الرسائل الجلية في فضح شبهات الحداديه ) وهي مطبوعة ..فلله الحمد والمنة ..
والحق واضح بين  أبلج ...والباطل غامض مجمل لجلج ..

《 الفصل العاشر 》
الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع حفظه الله يتكلمون في الرجال جرحا[ ويشمل الجرح التكفير أو التبديع أو التضليل أو التحذير ] اوتعديلا وهذا خلاف فعل المرجئة لأنهم يرون أن الناس  لايفضل بعضهم على بعضهم فهم في الإيمان سواء فإيمان الكفرة والمنافقين مثل إيمان الملائكة والمرسلين ؛ ومن يرى الرد على المخالف وطريقته العمل بهذا الأصل فلاشك أنه برئ من الإرجاء  فمن أتهمهم بالإرجاء وهو لايرى جرح المخالف - وإن عظمت مخالفته - ففيه إرجاء شاء أم أبى [ ولقد رأيت أحدهم يرمي الإمام الألباني رحمه الله بالإرجاء ثم وجدته متناقضا لايمشي على أصل واحد فأجده  يحذر من الجماعات التكفيرية الإخوانية الخوارج ورموزها ويثني على أئمة السنة ثم أجده في موضع آخر يثني على جماعة الإخوان الخوارج وعلى رموزها مثل سيد قطب وينقل عنه ويأمر بعدم التحذير منه ويرمي ائمة السنة بالإرجاء - كالألباني رحمه الله- وهذا منه تناقض عجيب إذ بطريقته هذه نهج نهجا مريبا خالف فيه أصول الإسلام ومبانيه العظام وأتخذ طريقة تخالف جادة ائمة الإسلام ]

《الفصل الحادي عشر  》

الإمامان   الألباني رحمه الله وربيع حفظه الله يجد من أطلع على كتبهم ورسائلهم وصوتياتهم وخاصة في مسائل الإيمان يجدها  لاتخرج عن أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة
فمامن مسألة من مسائل الإيمان  إلا
 و لهم سند يعضد صحة معتقدهم و تقريرهم  للمسألة - كتابا أو سنة أو قول صاحب أو أثر سلفي - 
ثم تأملت حال من أتهمهم بالإرجاء فوجدت احوالهم
 أم ضالا وهذا لاحيلة لنا فيه الا ان يهديه الله أو أن الله يكفي  المسلمين شره ؛

والحالة الثانية وهو الجاهل في مسائل الإيمان وتفاصيله لذا فمن علامة جهله  رميه لهم بالإرجاء وإن كان هذا الرامي لهم يقال له  عالم أو يعد من العلماء و يشار اليه بالبنان ؛ وهل تعلمون - ياطلاب العلم - أن من خالف اهل السنة والجماعة اتباع السلف في مسائل الإيمان
هم جهابذة من علماء المتكلمة من جهمية معتزلة خوارج او جهمية مرجئة ؛
ثم أن المرجئة
فرق قيل اكثر من عشرين مذهبا
اشهرهم
غلاة المرجئة وهم من قالوا : إن الإيمان هو المعرفة
 ومنهم قال : الإيمان هو التصديق
ومنهم من قال : الإيمان هو نطق اللسان وإن لم يكن مصدقا مقرا .
ومنهم من قال :
الإيمان هو إعتقاد الجنان ونطق اللسان وأخرجوا العمل ..هؤلاء يسمون مرجئة الفقهاء
يعني عندهم علم وفقه لكنهم زلوا
أعاذنا الله وإياكم من الاهواء والبدع والضلال ومن زلة القدم بعد ثبوتها واحسن الله خاتمتنا في امرنا كله .كما
أسأله  تعالى وتقدس  أن ينفع بهذه الرسالة وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يغفر  سيئاتنا وزلاتنا وخطايانا . وأن يكفي المسلمين شر فرق الخوارج. وأن يبارك في شيوخنا الأحياء منهم والأموات وأن ينفعنا وإياكم بعلمهم كما اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل لنا ولعلمائنا لسان  ذكر وصدق في الآخرين وأن يكفينا ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس أنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
...........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني بتاريخ ٦ / ٢ / ١٤٤١ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مركز الكداديه حرسها الله وسائر مملكتنا الحبيبة المملكة العربية السعودية  وسائر بلاد المسلمين.