السبت، 22 نوفمبر 2025

( من وجوب الوفاء بالعهد والميثاق تسليم المطلوب امنيا خلافا لفتوى رموز الاخوان الخوارج )



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته واقتفى 

اما بعد 

فقد اظهر احد رموز الاخوانية الخوارج فتواه  في تطبيقات التواصل الاجتماعي وفيها " تحريم تسليم المطلوب امنيا من دولة مسلمة إلى دولة مسلمة اخرى " وهذا منه حكم عليل ضمنه تعليل عليل وفي فتواه افتئات على مقام ولاة أمور المسلمين وتدخل سافر في شؤونهم الخاصة وفي حق من حقوقهم إذا رأى ولاة الأمر أن المصلحة العامة الراجحة التي يرونها ويرعونها خاصة و أن هذا التسليم جرى بين الدولتين قد تم وفق معاهدة بينهما  و يعلم يقينا ان هذه الفتوى تمت لإرضاء أهواء ورغبات مشبوهة ولإشباع نزوات الخوارج التكفيريين والصواب الذي تعضده الادلة النقلية الصحيحة والبراهين العقلية الصريحة : أن صورة هذا التسليم مشروعة ولمن قال بجوازها له أصل صحيح في الشرع فقد ثبت في الصحيح قصة صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفار قريش التي وافق على شروطها ومن شروطها  :( علَى أنَّه لا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وإنْ كانَ علَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا) ووجه الاستدلال من هذا الحديث: ان الصلح جرى بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبين الكفار على تسليم من فر من المسلمين إلى الكفار بغير ذنب إلا انه آمن بالله تعالى وكان من المسلمين وهذا لأمر  عظيم اقتضاه فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهو فتح من الله سبحانه وتعالى ونصر قريب ويدل على وجوب الوفاء بالعقد والعهد والميثاق وهذا الدليل يدل صراحة على ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكفار قريش قد تم العهد والميثاق بينهم على أن من فر  من المسلمين من اهل مكة الى المدينة النبوية يتم تسليمه إلى كفار قريش فمن باب أولى تسليم مسلم إلى دولته المسلمة وولي أمره المسلم وكيف لا يتم تسليم مجرم هرب بعد تنفيذه لجريمته فالعهد والميثاق يقضي بوجوب تسليمه الي دولته المسلمة لذافإن تسليمه إذاكان هناك اتفاق امني بين الدولتين ام لا ؟ امر لا بد منه لكف شره وردع غيره من الفئات الضالة عن إثارة الفتن …. وكيف لا يسلم المطلوب امنيا وهو قد قام بجريمة :

تكفير المسلمين 

وافتى بإباحةدمائهم

 وجرى منه الفعل والقول بشق جماعة المسلمين 

 واعلن تجويزه الخروج على ولاة امره و الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح :(مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍيُرِيدُأنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ فاقْتُلُوهُ).

فيجب الحذر من الاستماع إلى مقالات وفتاوى اهل التهييج والتحريض الخوارج القعدية الذين يسعون إلى انهار دماء المسلمين وجر الفتن الي مجتمعاتهم وزعزعة امنهم وتفريق صفهم كفى الله المسلمين شرهم ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الخميس، 20 نوفمبر 2025

[ ايضاح معنى الحديث الصحيح وفيه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا )].




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد: 

فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه من رواية حذيفة بن اليمان وأبي هريرة رضي الله عنهما حديث الشفاعة وفيه :(.... فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَقُومُ فيُؤْذَنُ له، وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا...)

فلماذا ترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا ….

قال اهل العلم :" وذلك لتطالب الأمانة بحقها ممن انتقص حق الله من   أمانة  العبادة التي كلفها الله بها واعظمها التوحيد وهل أتى به كاملا من غير ان يشرك بالله سبحانه وتعالى ثم بقية الفرائض والواجبات الشرعية ثم حقوق العباد من الأمانات التي خانها وهي أنواع كثيرة  وفي قول الله عز وجل : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال } الآية . قال الامام البغوي رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:"أراد بالأمانة الطاعة والفرائض التي فرضها الله على عباده ، عرضها على السماوات والأرض والجبال على أنهم إن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم ، وهذا قول ابن عباس .

وقال ابن مسعود : الأمانة : أداء الصلوات ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت ، وصدق الحديث ، وقضاء الدين ، والعدل في المكيال والميزان ، وأشد من هذا كله الودائع .

وقال مجاهد : الأمانة : الفرائض ، وقضاء الدين .

وقال أبو العالية : ما أمروا به ونهوا عنه.

وقال زيد بن أسلم : هو الصوم ، والغسل من الجنابة ، وما يخفى من الشرائع .

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : أول ما خلق الله من الإنسان فرجه وقال : هذه أمانة استودعتكها ، فالفرج أمانة ، والأذن أمانة ، والعين أمانة ، واليد أمانة ، والرجل أمانة ، ولا إيمان لمن لا أمانة له .وقال بعضهم : هي أمانات الناس والوفاء بالعهود ، فحق على كل مؤمن أن لا يغش مؤمنا ولا معاهدا في شيء قليل ولا كثير ، وهي رواية الضحاك عن ابن عباس ، فعرض الله هذه الأمانة على أعيان السماوات والأرض والجبال ، هذا قول ابن عباس وجماعة من التابعين وأكثر السلف ، فقال لهن أتحملن هذه الأمانة بما فيها ؟ قلن : وما فيها ؟ قال : إن أحسنتن جوزيتن وإن عصيتن عوقبتن ، فقلن : لا يا ربنا ، نحن مسخرات لأمرك لا نريد ثواباولا عقابا ، وقلن ذلك خوفا وخشية وتعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها لا معصية ولا مخالفة ، وكان العرض عليهن تخييرا لا إلزاما ولو ألزمهن لم يمتنعن من حملها ، والجمادات كلها خاضعة لله - عز وجل - مطيعة ساجدة له كما قال جل ذكره للسماوات والأرض : { ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} " ( فصلت : ١١ ) ، وقال للحجارة : { وإن منها لما يهبط من خشية الله }( البقرة :٧٤ ) ، وقال تعالى : { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب ( الحج :١٨ ) الآية .

وحق الرحم وصلها وصلتها ممن قطعها  قال الله تعالى وتقدس:{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }( محمد : ٢٢ ).قال ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:"حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي, قال: ثنا ابن أبي مريم, قال: أخبرنا محمد بن جعفر وسليمان بن بلال, قالا ثنا معاوية بن أبي المزرّد المديني, عن سعيد بن يسار, عن أبي هريرة, عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: ( خَلَقَ اللّهُ الخَلْقَ, فَلَمَّا فَرغ مِنْهُمْ تَعَلَّقَتِ الرَّحِمُ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ فَقالَ مَهْ: فَقالَتْ: هَذَا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ, قالَ: أَفمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ, وَأصِلَ مَنْ وَصَلَكِ؟ قالَتْ: نَعَمْ, قالَ: فَذلكِ لَكِ)." انتهى كلامه رحمه اللهُ تعالى. والحديث الذي ذكره الامام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى اتفق البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى على صحته وقال الامام ابن باز رحمه الله تعالى:" فهذه الأحاديث كالتي قبلها فيما يتعلق بوجوب برِّ الوالدين وصلة الرحم، فبرُّ الوالدين من أهم الواجبات، وصلة الرحم كذلك من أهم الواجبات، والعقوق والقطيعة من أقبح المنكرات، ومن أكبر الكبائر، فالواجب على كل مسلمٍ من الرجال والنساء بِرّ الوالدين وصلة الرحم، والحذر من العقوق والقطيعة، عملًا بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، يقول الله جل وعلا: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } ( الإسراء:٢٣ )كما تقدَّم، ويقول سبحانه: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ الآية}( النساء:٣٦ ).انتهى كلامه رحمه الله تعالى من [ شرح رياض الصالحين (الشرح الثاني) ١١٥ من حديث: (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ..)].

رزقنا الله وإياكم اداء الأمانات جميعها وعفا عنا وعنكم التقصير والاخطاء والزلات والمعاصي والسيئات وجعلنا الله وإياكم ممن يصلون أرحامهم ويبرون والديهم ووهب لنا ولكم علما نافعا وعملا متقبلا وحسن الخاتمة اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا انك انت البر الرحيم 

اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة وارزقنا تقواك وهداك وعافيتك ووسع وابسط لنا ولكم في أرزاقنا ياحي ياقيوم برحمتك نستغيث فأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ؛ والله اعلى واعلم وصلِّ اللهم وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

السبت، 15 نوفمبر 2025

( ماهي المطرية او المطاره ؟ وهل فعلها له اصل صحيح في الشرع ؟ )



بسم الله الرحمن الرحمن  

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فإن المطرية او المطاره وليمة يدعى لها جمع من الناس وتعمل هذه الوليمة من الأرز الأبيض والسمن ووقت اعدادها يكون بعد نزول اول المطر . والذي يظهر لي انها تعمل تقربا الي الله سبحانه وتعالى شكرا له على ماانعم به على العباد من نعمة المطر وهذا تعبدا لله بغير ما شرعه الله تبارك وتعالى وبغير ماأتت به سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

و:"العبادة ما أمر الله به ورسوله تقربا إلى الله، وابتغاء لثوابه، وأما العادة فهي ما اعتاده الناس فيما بينهم من المطاعم والمشارب والمساكن والملابس والمراكب والمعاملات وما أشبهها. وهناك فرق آخر: وهو أن العبادات الأصل فيها المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنها من العبادات، لقول الله تعالى: { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به } [الشورى:٢١]، أما العادات فالأصل فيها الحل إلا ما قام الدليل على منعه، وعلى هذا فإذا اعتاد الناس شيئا وقال لهم بعض الناس: هذا حرام، فإنه يطالب بالدليل، يقال: أين الدليل على أنه حرام؟ وأما العبادات فإذا قيل للإنسان: هذه العبادة بدعة، فقال: ليست ببدعة، قلنا له: أين الدليل على أنها ليست ببدعة، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يقوم دليل على أنها مشروعة"[ سلسلة لقاء الباب المفتوح رقم ( ٧٢ ) للامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ].وهذا العمل ليس له اصل يصح به التعبد لله بها في دين الإسلام ؛ قالَ الله تَعَالَى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:١٥٣]، وَقالَ تَعَالَى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:٣١ ]،  وَقالَ تَعَالَى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب:٢٢]، وَقالَ تَعَالَى:{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء:٦٥] وَقالَ تَعَالَى:{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:٨٠]، وَقالَ تَعَالَى: { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:٥٢]، وَقالَ تَعَالَى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور:٦٣]

و عن ام المؤمنين عائشة بنت الصديق  رَضِي اللَّه عنهما قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: ( مَنْ أَحْدثَ في أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فهُو رَدٌّ). متفقٌ عَلَيهِ.

وفي روايةٍ لمسلمٍ: ( مَنْ عَمِلَ عمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُو ردٌّ ) .

 وعن جابرٍ رضي الله عنه قال: قَال  الرسول صلى الله عليه وسلم : (  أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيرَ الْحَديثِ كِتَابُ اللَّه، وخَيْرَ الْهَدْي هدْيُ مُحمَّدٍ ﷺ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدثَاتُهَا، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، ) رواه مسلم.وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : عن النبيِّ ﷺ قَالَ: ( دَعُونِي مَا تَرَكتُكُمْ: إِنَّما أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قبْلكُم كَثْرةُ سُؤَالِهمْ، وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبيائِهمْ، فَإِذا نَهَيْتُكُمْ عنْ شَيْءٍ فاجْتَنِبُوهُ، وَإِذا أَمَرْتُكُمْ بأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) متفقٌ عَلَيهِ.وعَنْ أَبِي نَجِيحٍ الْعِرْباضِ بْنِ سَارِيَة  رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنَا رسولُ اللَّه ﷺ مَوْعِظَةً بَليغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُون، فقُلْنَا: يَا رَسولَ اللَّه كَأَنَهَا موْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: ( أُوصِيكُمْ بِتَقْوى اللَّه، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وإِنْ تَأَمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حبشيٌ، وَأَنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيرى اخْتِلافاً كثِيرا. فَعَلَيْكُمْ بسُنَّتي وَسُنَّةِ الْخُلُفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وإِيَّاكُمْ ومُحْدثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضلالَةٌ ) رواه أَبُو داود، والترمذِي وَقالَ حديث حسن صحيح وصحح هذا الحديث الامام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن الترمذي وصحيح سنن ابي داود.

رزقنا الله وإياكم الفقه في الدين وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا الله واياكم بما علمنا وأحسن الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الخاتمة ؛ والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

( من حقوق ولاة الأمر الدفاع عنهم حينما يطعن فيهم الخوارج الاخوانية او الملاحدة العلمانية وسبيل ذلك بالعلم النافع المبني على الادلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة )



بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد: 

فإن ولاة أمور المسلمين عامة وولاة امورنا خاصة وهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله ورعاهم وسدّدهم ونصرهم ووفقهم إلى مايحبه الله ويرضاه يجب الذب عن اعراضهم والدفاع عنهم من قبل المؤهل علميا المؤصل عقديا حينما ينال من عرضهم بسوء في اي وسيلة إعلامية مشبوهة مغرضة امتثالا لحديث ابي الدرداء رضي الله عنه وفيه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( مَن ردَّ عَن عِرضِ أخيهِ ردَّ اللَّهُ عن وجهِهِ النَّارَ يومَ القيامةِ)اخرجه الترمذي رحمه اللهُ في سننه وأحمد رحمه الله في المسند 

وصححه الامام الالباني رحمه اللهُ في صحيح الترمذي حديث رقم ( ١٩٣١ ). ووجه الاستدلال من هذا الحديث في أن من دافع وذب ورد عن عرض أخيه رد الله النار عنه وابعده عنها وهذا في حق عامة المسلمين فكيف بخاصتهم وهم ولاة الأمر 

وذلك اقتضاء للبيعة التي في أعناقنا وللعهد والميثاق الواجب الوفاء به ولأن ذلك ديانة وقربة وعملا بكلام الله سبحانه وتعالى الذي أمر بوجوب السمع والطاعة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}وعملا بكلام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تواتر النقل عنه في وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف 

ففي حديث أنس رضي اللهُ عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة  ). رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع ، وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف ) . رواه مسلم رحمه اللهُ تعالى في صحيحه.

وروى مسلم رحمه اللهُ تعالى 

وعن أم الحصين رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول : ( ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله ، اسمعوا له وأطيعوا )وفي لفظ له : ( عبدا حبشيا مجدوعا )

وقال ابن جرير رحمه اللهُ تعالى : حدثني علي بن مسلم الطوسي ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سيليكم بعدي ولاة ، فيليكم البر ببره ، ويليكم الفاجر بفجوره ، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم ).

وفي الصحيحين عن أبي هريرة  رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون خلفاء فيكثرون ) . قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : ( أوفوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ).

وفي صحيح مسلم رحمه اللهُ تعالى عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية  ).

وأخرج مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ، ومنا من ينتضل ، ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة جامعة . فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها ، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء فتن يرفق بعضها بعضا ، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه ، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ).

وفي الحديث الصحيح المتفق عليه ، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصا الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصا أميري فقد عصاني )

وقال الامام ابن كثير رحمه اللهُ تعالى بعد تفسيره للآية الكريمة السابقة :"والأحاديث في هذا كثيرة ".

وفي صحيح مسلم رحمه اللهُ تعالى من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وإنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ )

وفي كيفية نصح ولاة الأمر ترك ما عليه دعاة الخوارج الإخوانية الذين يشاهد منهم غلظة التعبير وقسوة الألفاظ وشدة المعاني في تعاملاتهم مع ولاة أمرهم، وما في طريقتهم من دعاء على ولاة أمورهم، وفاسد أدب وسوء أخلاق وفاحش الكلام وبذيئه، كل ذلك يوجّهونه إلى ولاة أمورهم، وهذا خلاف توجيه الله I لرسله الكرام موسى وهارون عليهما وعلى رسولنا الكريم الصلاة والسلام، وذلك في قول الله تعالى وتقدس : ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [ طه : ٤٣ - ٤٤ ]وخلاف ما ثبت في سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ففي حديث عياض بن غنم رضي اللهُ عنه سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِسُلْطَانٍ بِأَمْرٍ، فَلَا يُبْدِ لَهُ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ لِيَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُوَ بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ لَهُ) [ رواه احمدرحمه الله تعالى  في المسند والحاكم رحمه اللهُ تعالى في في المستدرك وابن ابي عاصم رحمه اللهُ تعالى في السنة وصححه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في ظلال الجنة في تخريج كتاب السنة ]

"ولما وقعت الفتنة في عهد عثمانt : قال بعض الناس لأسامة بن زيدt : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه" اخرجه البخاري رحمه الله تعالى .

"ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي اللهُ عنه وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه "

[مجموع فتاوى ومقالات الامام ابن باز رحمه اللهُ تعالى ( ٨ / ٢١٠ )].

ولما في الذب عنهم من مصالح عظيمة للمسلمين ودفع أضرار جسيمة عنهم فالأدلة الشرعية النقلية الصحيحة والحجج العقلية السليمة الصريحة تؤيد وتؤكد الدفاع عنهم 

ووجوب السمع والطاعة لولاة الأمر أصل من أصول الدين ووجوب الحذر والتحذير والرد على عادية الخوارج اصل من أصول الدين ؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الطيب المبارك والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الجمعة، 7 نوفمبر 2025

( فضل دعاء الله وحده لا شريك له )



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

أما بعد 

فقد أطلعت قديما على كتاب ( علماء نجد خلال ثمانية قرون ) الذي قام بتأليفه الـ شيخ عبدالله البسام رحمه الله وتم ذكر هذه القصة ان لم اكن واهما كذلك في كتاب (روضة الناظرين في مآثر علماء نجد وحوادث السنين ) تأليف الشيخ محمد بن عثمان القاضي رحمه الله في ترجمتهم لعالم من علماء نجد السابقين وهو العلامة محمد بن حسن رحمه الله تعالى من سكان بلدة القصيعة الواقعة جنوب غرب بريدة بما يقارب سبع كيلومترات فأجتاح نجد وباء عظيم[قيل:الإنفلونزا الإسبانية]هلك فيه جمع كبير من المسلمين وسميت تلك السنة سنة الرحمة ولم تسلم منه بلد من البلاد إلا بلدة هذا العالم وسبب ذلك إنه كان يدور على بلدته الصغيرة ليلا ويدعو الله لأهلها بأن يسلمهم الله من هذا الوباء وتكرر منه هذا العمل كل الليلة فبفضل الله ورحمته ان جعله الله سببا في نجاة اهل هذه البلدة ( القصيعة ) فسلمها الله من هذا الوباء القاتل فلاتنسوا عباد الله ففضل الله ورحمته شاملة ورحمته وسعت كل شيء فأكثروا عباد الله من الدعاء في بيوتكم وفي سيارتكم وفي كل حين وآن فالله يحب أن يسأله عباده يقول الله عز وجل:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}قال الامام السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:"والدعاء نوعان: دعاء عبادة, ودعاء مسألة. والقرب نوعان: قرب بعلمه من كل خلقه, وقرب من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق. فمن دعا ربه بقلب حاضر, ودعاء مشروع, ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء, كأكل الحرام ونحوه, فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء, وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية, والإيمان به, الموجب للاستجابة، فلهذا قال: { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } أي: يحصل لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة, ويزول عنهم الغي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة. ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره, سبب لحصول العلم كما قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وقال الامام ابن كثير رحمه اللهُ تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة:"وقال الإمام أحمد : حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا شعبة ، حدثنا قتادة ، عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا دعاني ).

وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله ، عن كريمة بنت الخشخاش المزنية ، قالت : حدثنا أبو هريرة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله : أنا مع عبدي ما ذكرني ، وتحركت بي شفتاه ).

قلت : وهذا كقوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }[ النحل : ١٢٨ ] ، وكقوله لموسى وهارون ، عليهما السلام : { إنني معكما أسمع وأرى }[ طه : ٤٦ ] . والمراد من هذا : أنه تعالى لا يخيب دعاء داع ، ولا يشغله عنه شيء ، بل هو سميع الدعاء . وفيه ترغيب في الدعاء ، وأنه لا يضيع لديه تعالى ، كما قال الإمام أحمد :

حدثنا يزيد ، حدثنا رجل أنه سمع أبا عثمان هو النهدي يحدث عن سلمان يعني الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله تعالى ليستحيي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين ) .

وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا أبو عامر ، حدثنا علي بن دؤاد أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها )قالوا : إذا نكثر . قال : ( الله أكثر ) .

وقال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن منصور الكوسج ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، أن عبادة بن الصامت حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما على ظهر الأرض من رجل مسلم يدعو الله ، عز وجل ، بدعوة إلا آتاه الله إياها ، أو كف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ) .

ورواه الترمذي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به . وقال : حسن صحيح غريب من هذا الوجه .

وقال الإمام مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 

( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي ) .

أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك ، به . وهذا لفظ البخاري ، رحمه الله ، وأثابه الجنة .

وقال مسلم أيضا : حدثني أبو الطاهر ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ) . قيل : يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ قال :( يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجاب لي ، فيستحسر عند ذلك ، ويترك الدعاء ) .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا ابن هلال ، عن قتادة ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ). قالوا : وكيف يستعجل ؟ قال : ( يقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ) .

وقال الإمام أبو جعفر الطبري في تفسيره : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، حدثني أبو صخر : أن يزيد بن عبد الله بن قسيط حدثه ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها قالت : ما من عبد مؤمن يدعو الله بدعوة فتذهب ، حتى تعجل له في الدنيا أو تدخر له في الآخرة ، إذا لم يعجل أو يقنط . قال عروة : قلت : يا أماه كيف عجلته وقنوطه ؟ قالت : يقول : سألت فلم أعط ، ودعوت فلم أجب .

قال ابن قسيط : وسمعت سعيد بن المسيب يقول كقول عائشة سواء .

وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا بكر بن عمرو ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( القلوب أوعية ، وبعضها أوعى من بعض ، فإذا سألتم الله أيها الناس فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة ، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل )"انتهى كلامه رحمه تعالى بتصرف يسير .

وأعلموا عباد الله :

أن علماء السلف الصالح رحمهم الله ذكروا في مؤلفاتهم أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة فنسأل الله أن يرفع عنا وعنكم الداء والبلاء واللواء والوباء ويدفع عنا وعنكم الشر والسوء والضر والابتلاء إنا إلى ربنا راغبون .

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني 

الخميس، 6 نوفمبر 2025

[ ازالة شبهة وتفنيدها عن أصل ( وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف)]




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد: 

فقد ذكر الامام ابن باز رحمه الله تعالى كلمة عن وجوب الاجتماع وترك الاختلاف ولو كان أميرهم يدعو إلى الكفر [ اذكرها بالمعنى ]  فظهرت هنا وهناك شنشنة  للمشبوهين من اهل الشر مفادها الطعن في الامام ابن باز رحمه الله تعالى فتمت كتابة هذه الرسالة ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة وماعنده سبحانه وتعالى خير وابقى وفيها ذب ودفاع عن عرض هذا الامام رحمه الله تعالى امتثالا لقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام:(مَن ردَّ عَن عِرضِ أخيهِ ردَّ اللَّهُ عن وجهِهِ النَّارَ يومَ القيامةِ) رواه الصحابي الجليل ابوالدرداء رضي اللهُ عنه واخرجه احمد رحمه اللهُ تعالى في المسند والترمذي رحمه اللهُ تعالى في سننه وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في صحيح الترمذي .

وفيها إظهار الحق وازهاق الباطل ان الباطل كان زهوقا . 

علما بأن ولي الأمر  اذا قام بدعوة الناس الى الكفر ومثال ذلك ما قام به المأمون الخليفة العباسي في دعوته وأمره  للناس بالقول في خلق القرآن على جهة الاجبار  فهنا يجب السمع والطاعة له بالمعروف وعدم الخروج عليه وهذا لعله محل اتفاق بين علماء السنة عملا بالكتاب العزيز والسنة النبوية ففي البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(إنكم سترون بعدي أَثَرَة  وأمورًا تُنكِرونها)قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: ( أدُّوا إليهم حقَّهم، وسَلُوا الله حقكم) .

وفي البخاري ومسلم رحمهما اللهُ تعالى من حديث عبدالله بن عباس  رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: (مَن رأى من أميره شيئًا يكرهه فليَصبِر عليه؛ فإنه مَن فارق الجماعة شبرًا فمات إلا مات مِيتة جاهلية).

قال الخلاَّل:أخبرني علي بن عيسى، قال: سمعت حنبلاً يقول في ولاية الواثق: اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبدالله  - أحمد بن حنبل -: أبو بكر بن عبيد، وإبراهيم بن علي المطبخي، وفضل بن عاصم، فجاؤوا إلى أبي عبدالله، فاستأذنت لهم، فقالوا: يا أبا عبدالله، هذا الأمر قد تفاقم وفشا، يعنون إظهارَه لخلْق القرآن، وغير ذلك، فقال لهم أبو عبدالله: فما تريدون؟ قالوا: أن نشاورَك في أنَّا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فناظرهم أبو عبدالله ساعة، وقال لهم: عليكم بالنكرة بقلوبكم، ولا تخلعوا يدًا من طاعة، ولا تشقُّوا عصا المسلمين، ولا تَسفكوا دماءكم".[ السنة لأبي بكر الخلال ( ١ / ١٣٢ )].

وفي حال دعوة ولي الأمر لرجل بعينه  على ان يقوم هذا الرجل بالكفر بالله سبحانه وتعالى 

فله حالتان :

الحالة الأولى:

العزيمة وذلك بالصبر والتحمل ولو ادى ذلك الي قتله ؛ عملا بقول الرسول الكريم الله صلى الله عليه وسلم  : ( قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ من دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ ) رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه .

ولحديث أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَنْ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ وَلَا تَشْرَبْ الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ ) .

رواه ابن ماجه رحمه اللهُ تعالى في سننه وحسَّنه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح ابن ماجه  .ومن ذلك ماقاله امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لسويد بن غفلة رضي اللهُ عنه :[  إنك لعلك أن تخلف بعدي فأطع الأمير و إن كان عبدا مجدعا إن ظلمك فاصبر و إن حرمك فاصبر و إن أرادك على أمر ينقض دينك فقل دمي دون ديني ].

الحالة الثانية :

الأخذ بالرخصة الشرعية واظهار لفظ الكفر باللسان فقط والقلب مطمئنا بالإيمان ففي هذه الحال الإجماع على جوازها 

ففي كتاب الاستقامة ( ٢ / ٢١٠ )يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ولهذا لم يكن عندنا نزاع في أن الأقوال لا يثبت حكمها في حق المكره بغير حق ".انتهى كلامه رحمه الله تعالى.وفي مراتب الإجماع يقول الحافظ ابن حزم رحمه اللهُ تعالى:"اتَّفقُوا على أَن الْمُكْره على الْكفْر وَقَلبه مطمئن بالايمان انه لَا يلْزمه شَيْء من الْكفْر عِنْد الله تَعَالَى".

وهذا الاتفاق والإجماع عملا بقول الله تعالى:{مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.[ النحل : ١٠٦ ].

وعملا بقول الله عز وجل:{ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: ٢٨٦ ]. وعملا بقول الله تعالى وتقدس:{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }.[التغابن: ١٦ ].

ولعل في هذه الرسالة تم إيضاح المسألة ونسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يعلمنا ماينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل المتقبل وان يبسط لنا ولك رزقه وفضله ورحمته وجوده وكرمه وإحسانه وان يحسن لنا ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات الخاتمة .

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

………….

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

( فوائد علمية من كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى)



بسم الله الرحمن الرحيم 



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:  

ففي أثناء طلبي للعلم في مدينة ….التقيت فيها بطلاب علم 

يدرسون الكتب العلمية السنية السلفية مثل كتب الأئمة ابن تيميه وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وغيرهم رحمهم الله تعالى لكن لفت نظري امور منها ؛ عدم دراستهم في المدارس والمعاهد والكليات الشرعية وميلهم إلى الدراسة في المساجد وهذا بداهة لا شي فيه غير أن وراء الأكمة ماوراءها 

اذ عرفت من خلال مناقشتي لهم انهم يمنعون ويميلون الى تحريم الدراسة النظامية ويقولون ان طلاب العلم فيها لا يريدون الله والدار الآخرة وإنما يريدون الحصول على الشهادة العلمية ليتوظف فقط ورأيتهم يستدلون على صحة توجههم هذا في باب من أبواب كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وهو :( باب من الشرك: إرادة الإنسان بعمله الدنيا )

وقوله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا.

في الصحيح عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطى رضي وإن لم يعط سخط؛ تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع)

وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد ليبين على أن الواجب على العبد أن يخلص أعماله لله، وألا يقصد بها حظا عاجلا، وأنه متى أراد بعمله الحظ العاجل بطل هذا العمل ولم ينفعه {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

فهؤلاء الجهلة استدلوا بهذا الباب من كتاب التوحيد على تحريم الدراسة النظامية وآفة العلم الفهم السقيم ولو تأملوا لوجدوا انه قد يوجد من يدرس في الجوامع والمساجد وليس فقط في المدارس النظامية من يريد الدنيا وزخرفها و حظوظ الدنيا وليست مرتبطة في المدارس النظامية فقط فقد يدخلها من يريد الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة علما بأن هذا العصر يغلب عليه الدراسة النظامية وذلك لمن أراد طلب العلم امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:( من يرد اللهُ به خيرا يفقه في الدين).

ولا يحصّل العلم - في الغالب - إلا فيها .

واثناء بحثي في شروح كتاب التوحيد في رد على هذه الشبهة العصرية الحادثة لفت نظري رد علمي قوي للامام عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى [ من تلامذته الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وكلاهما من مدينة عنيزة ] فكان رده على هذه الشبهة رد قوي وإيضاح جميل تزول به هذه الشبهة ويتم تفنيدها وذلك بما كتبه في كتابه [ القول السديد شرح كتاب التوحيد ] تحت شرحه ل[باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا ] اذكره في رسالتنا هذه لأهميته ونص كلامه رحمه اللهُ تعالى :" 

واما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها:

فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا المقصد، ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب. وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن؛ فإن المؤمن ولو كان ضعيف الإيمان، لا بد أن يريد الله والدار الآخرة.

وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا، والقصدان متساويان أو متقاربان، فهذا وإن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص. وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصا تاما، ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوما يستعين به على العمل والدين، كالجعالات التي تجعل على أعمال الخير، وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق، وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا، وإنما أراد الدين وقصد أن يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين.

ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية كالزكوات وأموال الفيء وغيرها جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة، كما قد عرف تفاصيل ذلك. فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن، ويوجب لك أن تنزل الأمور منازلها والله أعلم". انتهى كلامه رحمه الله تعالى

ثم رأيت تلميذه الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى تطرق لهذه المسألة في كتابه ( القول المفيد شرح كتاب التوحيد )عند شرحه للباب نفسه ؛ ولاشك أن استدلال هؤلاء الجهلة بهذا الباب من كتاب التوحيد للامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى استدلالا بغير محله فقد أراد رحمه الله تعالى تنقية توحيد العبد من اي علاقة او عائق يقرّب الي الشرك بالله تعالى ربنا وتقدس واستدل لقوله بآية وحديث صحيح ففهمها الجهلة واهل الضلال بغير الفهم السلفي الصحيح والذي عليه المؤلف رحمه اللهُ تعالى وهذا مثل توظيف الخوارج لايات القران الكريم التي نزلت في الكفار والمشركين والمنافقين وتنزيلها على عباد الله المسلمين ويعتبر كتاب التوحيد من الكتب القليلة النفيسة القيمة في معالجة الشرك بالله بانواعه الأكبر والأصغر وظاهره وخفيه وفيه بيان أهمية التوحيد وتنقيته وتحقيقه فجزى الله الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى خير الجزاء على جهوده العلمية المباركة في تنقية التوحيد عن أدران الشرك ثم الشكر لولاة امرنا الـ سعود في إيصالهم للعقيدة الإسلامية الصافية والتوحيد الصافي من شوائب البدع والخرافات والشرك وتعليمهم لنا هذا الخير العظيم فلهم مني ومن كل مسلم موحد سني سلفي الدعاء لهم بظهر الغيب بأن ينصرهم على اعدائهم أعداء الملة الإسلامية ويمكنهم من رقابهم وان ينصر فيهم توحيد الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الاثنين، 27 أكتوبر 2025

( ألفاظ و مصطلحات وأعمال خارجية تكفيرية اخوانية يجب الحذر منها ومن أهلها )



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فهذه ألفاظ ومصطلحات و أفعال اجرامية محرم فعلها شرعا   يجب الحذر من فعلها وفاعلها ووجوب الابتعاد عن أهلها صدرت من رموز الخوارج الإخوانية وعملا بقول الله تعالى وتقدس :{ وجاهدهم به جهادا كبيرا } وفضح لها ولأهلها امتثالا لقول الله تبارك وتعالى :{ ولتستبين سبيل المجرمين } 

نذكرها مرتبة :


( اولا : المنشق ) 

وهذا اللفظ معناه انشقاق الفرد عن جماعة المسلمين في رأيه وقوله وفعله وهو ما يعرف بدين الإسلام ب( الشاذ ) أو ( الشذوذ )  وصاحبه هو التكفيري الخارجي المخالف لدين الإسلام 


( ثانيا : المعارض) 

أي يريد الاعتراض في رأيه وافكاره لكنه سلك التكفير ومذهب الخوارج في تكفير المسلمين واستحلال الدماء المعصومة وفارق جماعة المسلمين وعصى امامهم فهذا مبتدع ضال 


( الثالث : الناشط) 

هو من ينشط فكريا ويكثر التحركات في تأليب العوام وتحريضهَم وتهييجهم ضد ولاة أمور المسلمين وهو ما يعرف عند الفقهاء ب( الخوارج العقدية ) وهم الذين يزينون الخروج على الحكام قولا ولا يخرجون بيدهم وفعلهم فيجب الحذر منهم فهم خوارج تكفيرية. 


( رابعا : معتقل الرأي ) 

هذا المصطلح يجمع جميع المصطلحات السابقة فهو الناشط و المنشق والمعارض التكفيري الخارجي الذي قام بقوله أو فعله بتكفير المسلمين وإباحة دمائهم ورأى الخروج على جماعة المسلمين وامامهم لكن بفضل الله تعالى ورحمته جعل الله ولاة الأمر سببا في منعه وكف شره  وتحييد ضره عن  المسلمين بايقافه وسجنه. 


( خامسا : التطبيع ) 

مصطلح جرى تداوله من قطيع حماس الإخوانية وتعميم نشره بين المسلمين ومعناه الرمي بالخيانة و تكفيره  ممن  أراد أو عقد الهدنة والصلح مع دولة اليهود من حكام المسلمين وهذا الوصف(التطبيع) جريمة لفظية خارجية لها معنى باطل فهي لا تصدر من علماء المسلمين  وذلك لأن الصلح مع دولة اليهود أو غيرها من ملل الكفر له أصل صحيح في دين الإسلام ولا يقوم به إلا ولاة الأمر لمصلحة يرونها من غير تقدمة ولا افتئات على منزلتهم العالية و حقهم الشرعي في هذا الأمر. 


( سادسا : توحيد الحاكمية ) 

مصطلح حادث مبتدع قام بإحداثه الخوارج الذين يحللون تكفير المسلم وإباحة دمه وهذا من التلاعب بالألفاظ من أجل تبرير إباحة تكفير المسلم وقتله وتجويز الخروج على ولاة الأمر والحكم أو الحاكمية في دين الإسلام جزء من مكملات التوحيد بأنواعه وثمرة له وليس توحيدا مستقلا . 


( سابعا : يقظة ) 

حركة اجرامية حادثة تنفذ بيد الحوثية الجارودية والخوارج الإخوانية و بدعم مادي ومعنوي من الخمينية المجوس عباد النار. 


( ثامنا : الصحوة ) 

مصطلح حادث قام باختراعه فرقة الخوارج الإخوانية في دول الخليج ومعناه الحق أحياء  معتقد الخوارج في إباحة تكفير المسلمين وقتلهم والخروج على ولاة أمرهم.. 


( تاسعا : جماعة الإخوان المسلمين) 

جماعة نشأت تنظيميا في مصر وامتدت فكريا في جميع دول العالم ومعناها الصحيح : نشر معتقد الخوارج في إباحة دماء المسلمين بعد تكفيرهم ونشر رأيهم بالخروج على جماعة المسلمين وامامهم. 

ومصطلح( جماعة الإخوان المسلمين ) معناه ان فرقتهم المنحرفة هي جماعة المسلمين فقط وما عداهم فمشكوك في إسلامه و( المسلمون كلهم ) جماعة واحدة. 


(عاشرا : جماعة التبليغ ) 

جماعة صوفية عصرية نشأت في الهند وامتدت أعمالها الضالة الي جميع أنحاء العالم وهي دعوة لإحياء المعتقد الصوفي القبوري . وهي مزرعة تنتج بذور  التكفير وثمرته استحلال دماء المسلمين والخروج على حكام المسلمين . 


( الحادي عشر :حماس ) 

ذراع مجوسي خميني وامتداد عسكري لهم تظهر الإسلام  وتبطن الكفر المحض. 


( الثاني عشر : داعش) 

حركة دموية قرمطيه تلبس لباس الإسلام وهي مذهب تم انشاؤه بأيدي الإخوانية وبدعم مادي ومعنوي من الخمينية المجوس لتشويه دين الإسلام ودين الإسلام برئ منهم. 


( الثالث عشر : القاعدة) 

حركة دموية تتبع فكريا جماعة الإخوان الخوارج. 


( حزب نصر اللات اللبناني ) 

حركة مجوسية خمينية مصدرها المكاني لبنان ومصدرها التنظيمي والفكري إيران المجوس عباد النار. 


( الخامس عشر : الخمينيةالمجوس) 

حركة ثورية تعنى بأحياء التراث المجوسي واعادة امجاد كسرى انوشروان وهي ماركسية زرادشتيه إباحية مغلفة بالطائفية  وشيوعية دموية. 


( السادس عشر : الحوثية )

يتسمون باسم الإسلام والعروبة وهم حرب على الإسلام والمسلمين والعروبة فهم حركة جارودية مجوسية وتعتبر ذراع عسكري إيراني خميني.


( السابع عشر : فقه الواقع )

تم إحداثه و تداوله من قبل جماعة الإخوان الخوارج لتجهيل كبار علماء الإسلام بأنهم لايفقهون واقع المسلمين ومن أجل أن يتسنى لهم إباحة تكفير المسلمين وقتلهم ومفارقة جماعة المسلمين وامامهم. 


( الثامن عشر : التعيير والنبز بالإرجاء) 

وهذا تم تدواله فكريا وفقهيا من قبل جماعة الإخوان الخوارج ليتسنى لهم القول في عدم القول في مسألة العذر بالجهل ليمهد لهم الطريق بتكفير المسلمين ومن ثم إباحة دماء المسلمين ومفارقة الجماعة وامامهم.


( التاسع عشر : الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) 

لها معان باطله عند الفرق الضالة الحادثة المنتسبة الي دين الإسلام

إذ أن هذه الألفاظ شرعية اسلامية وعبادات عظيمة تم توظيفها من قبل رموز جماعة الإخوان الخوارج بغير مراد الشارع الحكيم وذلك باعطائها معان ضالة هدفها تكفير المسلمين والقول بحل دماء الأبرياء المعصومة والافتاء بجوار مفارقة جماعة المسلمين وامامهم. 


( العشرون : أصحاب غلاة الطاعة والطاعة الشامية) 


ف( غلاة الطاعة) من الألفاظ التي تداولها ونشرها عن طريق جماعة الإخوان الخوارج ليتسنى لهم الإفتاء بجواز الخروج على ولاة الأمر وذلك ان علماء السنة اتباع السلف الصالح لهم بالمرصاد وذلك في نشر سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التي تحرم الخروج على ولاة الأمر فلذا قالوا بهذا المصطلح لإضلال الجهلة؛ وأما مصطلح ( أصحاب الطاعة الشامية) فهو مصطلح قديم ظهر في زمن بني أمية لكن جرى تعميمه في هذا العصر على لسان دعاة الخوارج الإخوانية محاولة منهم فاشلة باطله في تهميش وتمييع الأصل العظيم من أصول الإسلام وهو أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف.


( الواحد والعشرون : تكفير المسلمين)


فهذا معتقد خارجي قديم وله أتباع في هذا العصر وهو تخلف فكري مبنى على شبهات ضالة مخالفة لتعاليم دين الإسلام.


( الثاني والعشرون : الفتيا في إباحة دماء الأبرياء المعصومة)

وهذه الفتاوى الضالة تتم فيها إباحة دماء المسلمين و المعاهدين بغير ذنب اقترفوه وإنما شذوذ الفكر التكفيري الخارجي.


( الثالث والعشرون : اعلان النصح لولاة الأمر على رؤوس الأشهاد)

وهذا مخالفة صريحة لتوجيهات الكتاب العزيز والسنةالنبوية ومشاقة لإجماع المسلمين وفيه تشبه بملل الكفر في إنكارهم على ولاة أمرهم.


( الرابع والعشرون : محاولة تسييس و تدويل زمان ومكان الحج والعمرة) 

وهذا فيه محاولة فاشلة في استخدام زمان فاضل ومكان مقدس من أماكن الحج والعمرة الي شذوذ فكري وتوظيفه واستغلاله سياسيا وهذا أمر فيه مخالفة لدين الإسلام وصد عن دين الله وبيت الله الحرام ويترتب على ذلك إرهاق أرواح المسلمين ومنعهم من تأدية شعائر الحج والعمرة وجهود ولاة أمرنا واضحة مشهورة منشورة حتى أطلق على ولي الأمر في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين ؛ ومن ولاة امورنا  الكرام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله ورعاهم سعي واضح في خدمة المشاعر المقدسة و القبضة الحديدية   للأمن السعودي لكل من تسول له نفسه إرادة الشر في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بما فيها الاماكن والمشاعر المقدسة


( الخامس والعشرون : عبارة [ فك الله أسره ])


مصطلح حادث يتم تداوله من الجهلة أو من ذوي الأغراض الأمراض  عقديا وذلك بالدعاء لمن تم إيقافه من قبل ولاة الأمر من أصحاب الضلالة لكف شره عن المسلمين ومنع تعديه عليهم في أقواله وأفعاله وفتاويه تبيح تكفير المسلمين وتحلل اراقة دماء الأبرياء المعصومة وتجوز الخروج على جماعة المسلمين وامامهم.


( السادس والعشرون : إطلاق لفظ المداخلة والجامية على علماء السنة اتباع السلف الصالح)


فهذه ألفاظ اطلقتها رموز جماعة الإخوان الخوارج تعييرا ونبزا وتشويها لمن نشر سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التي تمنع تفرق المسلمين وتحرم الخروج على ولاة الأمر بالأدلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة.


( السابع والعشرون : مشاهدة اعلان مقاطعة المنتجات والسلع والبضائع )


مقاطعة المنتجات والسلع والبصائع دعوى باطلة انتشرت اعلاميا ومن قام بنشرها الخوارج التكفيريون وساعدهم بعض الجهلة ممن يخفى عليه الهدف الباطل من توظيف هذه الشعارات الهدامة.

والراجح التفصيل في مسألة المُقاطعة إذ أن المنتجات المقاطعة على نوعين :


أولهما :


ماكان في بلاد المسلمين وتملكوها بعقد صحيح وحازوه الى رحالهم فهذا لاينبغي بأي حال من الاحوال مقاطعتها لان هذه المنتجات اصبحت ملكا لمسلم وفي مقاطعتها أضرارا لهذا المسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا ضرر ولا ضرار )،


ولأن بعضها قد يدخل في تحريم ما أحل الله من الطيبات…


وهذا فيه «مخالفة للشرع الشريف» [من كلام الإمام زيد المدخلي رحمه الله تعالى ..الاجوبة الاثرية – بتصرف -]


ثانيهما :


لم تجلب وتستورد من بلاد الكفار، فأمر المقاطعة في هذه النوع يشترط فيه شروط منها  :




            (  ١  ) 


أن تكون هناك مصلحة راجحة للمسلمين في هذه المقاطعة.


         


             (   ٢  ) 


أن لا يعتقد تحريم المنتجات الغذائية لاهل الكتاب.




             (   ٣  ) 


أن لا يترتب عليها منكر أعظم منها أو فيها ضرر على المسلمين.




              (  ٤  ) 


أن تكون البلاد المراد مقاطعتها محاربة للمسلمين [استفدتها من الامام ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى في شريط صوتي له]. 




           (  ٥ ) 


أن يتوفر البديل.




              (  ٦  ) 


ألا تدعو الحاجة لمنتجاتهم.




            (   ٧   ) 


يشترط إذن ولي الامر في كل ماسبق لانه أعلم بالمصلحة العامة لمن هم تحت ولايته، ويعرف مدى احتياجهم من عدمه، ولعلمه بما ينفعهم او يضرهم فالامر يرجع فيه الى ولاة الامر..فلا يتقدم ولا يفتأت على شأن من شؤونه الخاصة.


( الثامن والعشرون : وصف الجماعات الحزبية السياسية الضالة لرموزهم ودعاتهم بأنهم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى )


وهذا عمل باطل فيه تسويق منتجاتهم الفكرية المنحرفة البعيدة عن دين الإسلام وهذا باطل لمخالفة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما عليه معتقد الخوارج التكفيريين

وفي رسالتنا :

(الفرق الشاسع بين معتقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و بين معتقد رموز الخوارج الإخوانية)

وهذا رابطها:


https://www.ghazialarmani.com/2025/10/blog-post_19.html?m=1

تجد الفرق شاسعا بين رموز الخوارج وبين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.



( الثامن والعشرون:تفسير الايات التي نزل حكمها بالكفار والمشركين والمنافقين وتطبيقها على المسلمين من حكام ومحكومين)

وهذا الأمر يتم فيه توظيف الايات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة في تطبيق التوجهات الفكرية المنحرفة المخالفة لدين الإسلام على المسلمين حكاما ومحكومين وهذه اضلالا للجهلة و زيادة ضلالة لاتباعهم.


( التاسع والعشرون : الدندنة حول عبارة النظام الدستوري)


حول هذه المصطلح تكثر  رموز الأحزاب السياسية الضالة من الحديث بالباطل حول هذا المصطلح  وذلك  محاولة منهم باطله في تهميش وتمييع الحقوق والواجبات الشرعية لولاة الأمر على رعيتهم وفيها مشابهة لطريقة الغرب الكافر في تعاملهم المنحرف مع ولاة أمورهم وفي الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الكريم صلى الله عليه وسلم  :( من تشبه بقوم فهو منهم ).


( الثلاثون : كثرة الفرق وتعدد الجماعات)

فهذا الأمر فيه مخالفة لدين الذي يأمر بالاجتماع والائتلاف وتحريم التفرق والاختلاف.


( الواحد والثلاثون : المظاهرات و الإضراب والإعتصام والتفحيرات )


كلها أعمال محرمة مجرمة الأدلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة تحرمها وتجمها وتكرهها العقول والفطر السليمة وفيها تظهر نتيجة تكفير المسلمين وذلك باستحلال الدماء المعصومة وزعزعة الأمن والنهب والسلب والقتل َترويع الامنين وانتهاك الاعراص وغير ذلك من مفاسد عظيمة ومن قسمها الي نوعين فقد ضل ضلالا بعيدا وحاول تقريب البدعة ونشرها كفى الله المسلمين شرهم. 


( الثاني والثلاثون : دعاة ورموز الإخوانية الخوارج يهربون الي المدن الغربية في أوروبا وامريكا وغيرها من مدن ويسمون سكنهم هذا هجرة ) 

والهجرة فريضة شرعية واجبة وفق الضوابط الشرعية وتعريفها : بأنها الانتقال من بلاد الكفر والشرك الي بلاد الإسلام 

وهؤلاء الإخوانية الخوارج عكسوا الألفاظ الشرعية ومعانيها السامية المرادة شرعا الي معاني باطله استحدثوها لخداع الجهلة وانصاف المتعلمين. 


( الثالث و الثلاثون : الكذب الدائم الملازم لهم) فالإخوانية الخوارج عندهم صفة ملازمة لهم وهي صفة الكذب دائما في دعوتهم وعلى المسؤولين وعلى جميع ولاة أمور المسلمين ويرون ذلك من مصلحة دعوتهم الباطله ف( الغاية عندهم تبرر الوسيلة)

فليس عقيدة صحيحة بل يتبعون اهواءهم وتوجيهات حزبهم الضال. 


الخاتمة نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام يحسنها :


من فضل الله علينا ورحمته والشكر لله عز وجل ثم الشكر والتقدير والاحترام موصول لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله ورعاهم فقد سعوا في تعليمنا التوحيد والسنة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من لا يشكر الناس لا يشكر الله )

ومن فضل الله علينا ورحمته ان هيأ لنا تأليف كتاب

( الموسوعة العلمية في إيضاح كثير من المسائل العقدية المتعلقة بولاة الأمر  في ضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية بفهم السلف الصالح ؛ والاجماع منعقد على وجوب العمل  بأصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف وبيان أثره المبارك في أمن البلاد وجلب الخير للعباد )

ففي هذا الكتاب زيادة بسط و إيضاح  لما ذكرناه من أقوال وأفعال ومصطلحات في هذه الرسالة والتي قام بإحداثها اهل الضلال والبدع والفرق والجماعات المنحرفة فقد جرى إيضاحها وتفنيد شبهات أصحابها

وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى على اخيكم العبد الضعيف 

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى ووهب لنا ولكم علما نافعا ورزقا طيبا واسعا مباركا فيه وعملا متقبلا ودعوة الي الله خالصة لوجهه الكريم صوابا وفق سنة الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وعفا عن زلاتنا وسيئاتنا و ذنوبنا وخطايانا اني ربي هو البر الرؤوف الرحمن الرحيم  الودود العفو الغفور؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

.............

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم  العرماني. 

السبت، 25 أكتوبر 2025

( وسائل التواصل الاجتماعي و ما يشاهد فيها( ١ )من الأعمال والأقوال المتضمنة للشرك بالله سبحانه وتعالى بأنواعه الأكبر والأصغر ( ٢ ) صور متعددة من الطعن والتشهير والتهييج والتحريض والنبز والسخرية والاستهزاء في جميع ولاة الأمور في الدول العربية )



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فإن المطلع على ما يبث وينشر في تطبيقات التواصل الاجتماعي يشاهد جرائم تمس عقيدة المسلم  تضج بها جميع وسائل التواصل الاجتماعي منها ( دعاء غير الله سبحانه وتعالى) وهذا شرك اكبر ينافي التوحيد ويلي ذلك كثرةالطعن في جميع ولاة أمور المسلمين وتعييرهم ونبزهم وتصويرهم بصور مضحكة وهذا يصدر ممن  قل دينه وعقله والثناء والمدح لرموز المجوس عباد النار أو اذنابهم من الإخوانية الخوارج

وفي هذه الرسالة سنتحدث عن :




(  اولا : الشرك الأكبر )


يشاهد ويسمع دعاء ( يا حسين) (ياعلي) (يا لعباس) (يالفضل) (يا عبدالقادر الجيلاني) (يانفيسة) (ياأحمد بدوي) (يا عيدروس) ثم بعد دعاء هذه الأسماء والتي أصحابها اموات قد تم دفنهم في المقابر  يقولون :( مدد )أي يطلبون من الأموات الذين هم في قبورهم ان يمدوهم بالعون والتوفيق والنصر وغير ذلك من صور السعادة والخير والبركات في الدنيا والآخرة من أعمال لا يستطيعها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله سبحانه وتعالى ويدعون امواتا لا يسمعون دعاءهم بل هم في حاجة الي رحمة الله وعفوه وغفرانه 

وقد انزل الله الكتب المطهرة وارسل الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام في النص تصريحا على تحريم دعاء غير الله سبحانه وتعالى وان الدعاء عبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فلا تصرف الا لله سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}  و يقول عز وجل :{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}  ويقول الله تبارك وتعالى :{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

وقوله تعالى :{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }  وقال الله تعالى :{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}  وقال تعالى :{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }  وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}   

 وقال تعالى :{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} حتى اتخاذ الشفعاء في دعاء الله شرك أكبر قال الله تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}. 

ومن الأمور المحرمة شرعا ما يسمع من بعضهم من الحلف  بغير الله تعالى ربنا وتقدس فيقول الحالف : ( والنبي )أو  (وتربة فلان) أو (بعلي )أو  (بالحسين)أو (بالعباس) الي غير ذلك من قواميس الفاظ الحلف بغير الله سبحانه وتعالى ويحرم الحلف بغير الله كائنًا من كان لا بالنبي ولا بغيره امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ﷺ ففي صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) وفي سنن النسائي وابي دواد رحمهما الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون) ، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 

 ﷺ: ( من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى :"أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر رضي اللهُ عنه وخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) ،

 وقال عليه الصلاة والسلام: ( من حلف بالأمانة فليس منا) .أخرجه أبو داود رحمه الله تعالى واللَّفظُ له والإمام أحمدُ رحمه الله تعالى  وصَحَّحه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود ( ٣٢٥٣)  والإمام الوادعي رحمه الله تعالى في الصحيح المسند ( ١٨٤ ) .

فيحرم الحلف بالنبي او بالأمانة او بالكعبة، ولا بغير ذلك، فالحلف يكون بالله وحده، يقول ﷺ: ( من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) خرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. و يجد السامع المطلع على أقوال هؤلاء الضلال الجهلة يجد ان شركهم في توحيد الربوبية وهذا النوع من التوحيد أقرّت به وقالت به كفار قريش قال الله تعالى وتقدس :{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} إذ أن شرك وكفر من وقع من المتأخرين بالشرك يجد انه أعظم من كفر وشرك كفار قريش لأن كفر المتأخرين في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وأما كفر وشرك كفار قريش فهو في توحيد الألوهية ؛ وفي قول الله تعالى وتقدس :{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ °مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ° إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ° قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ° لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }وهذا تهديد للنصارى الضالين في عبادتهم لعيسى بن مريم عليهم الصلاة والسلام وتوبيخ وتقريع لهم على رؤوس الأشهاد فإذا كان هذا الشرك لايرضاه الله للرسل الكرام الطيبين الطاهرين عليهم الصلاة والسلام ولم يأمر به الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام بل امروا بتوحيد الله تبارك وتعالى فقد جاءت دعوة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بتوحيد الله تبارك وتعالى قال الله تعالى وتقدس :{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 

 وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} فكيف لعبت بأهل الضلالة ورموزها ودعاتها اهواؤهم فجوزت لهم الشرك الأكبر في توحيد الربوبية وفي توحيد الألوهية  وفي توحيد الأسماء والصفات فمنهم المعطلة الجهمية ومنهم الصوفية القبورية فشرعوا  لأنفسهم ولاتباعهم الشرك الأكبر قال الله تعالى وتقدس : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة :

" وقوله : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } أي : هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم ، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس ، من تحريم ما حرموا عليهم ، من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وتحليل الميتة والدم والقمار ، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة ، التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم ، من التحليل والتحريم ، والعبادات الباطلة ، والأقوال الفاسدة .

وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : (  رأيت عمرو بن لحي بن قمعة يجر قصبه في النار ) لأنه أول من سيب السوائب . وكان هذا الرجل أحد ملوك خزاعة ، وهو أول من فعل هذه الأشياء ، وهو الذي حمل قريشا على عبادة الأصنام ، لعنه الله وقبحه ; ولهذا قال تعالى : { ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم} أي : لعوجلوا بالعقوبة ، لولا ما تقدم من الإنظار إلى يوم المعاد ، { وإن الظالمين لهم عذاب أليم } أي : شديد موجع في جهنم وبئس المصير " .

فالحذر الحذر عباد الله من دعاة الشرك

ومن أقوال وأفعال الشرك وعليكم بتوحيد الله تبارك وتعالى فتعلموه وادرسوه وكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كلها في توحيد الله سبحانه وتعالى ومن أسهل الكتب في تعلم توحيد الله سبحانه وتعالى ومعرفة اقسامه ومعرفة ما يضاده من شرك بالله العلي العظيم وذلك في فقه كتاب التوحيد لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وشروحه فقد جاءت أبوابه مستدلا لها بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام سلفنا الصالح وهذا الإمام مع علو منزلته العلمية وتحذيره الشديد المتكرر من الشرك بالله سبحانه وتعالى الا انه بعيدا عن تكفير المسلمين بغير الضوابط الشرعية إذ يقول رحمه الله تعالى :"وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}" [ الدرر السنية ( ١ / ٦٦)].

وهذا الفقه الإسلامي الشريف هو الفقه بما يجب لله من التوحيد وما يمتنع عنه من الشرك ؛ قال العلامة اللَّالَكائيُّ رحمه الله تعالى : "أوجَبُ ما على المرءِ: مَعرفةُ اعتقادِ الدِّينِ، وما كَلَّف اللهُ به عبادَه مِن فَهمِ توحيدِه وصِفاتِه، وتصديقِ رُسُلِه بالدَّلائِلِ واليَقينِ، والتَّوصُّلِ إلى طُرُقِها والاستِدلالِ عليها بالحُجَج والبَراهينِ ".[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( ١ / ٧)] .



( ثانيا : التشهير والطعن والتعيير والنبز والتهييج والتحريض وافتقاد الأدب والاحترام والتقدير والبعد عن التعامل الشرعي الصحيح ومنع مايجب لجميع ولاة أمور المسلمين من حقوق وواجبات جاءت في دين الإسلام وهذه التصرفات السيئة فيه مخالفة للشرع المنزّل )


من الأمور التي يكثر مشاهدتها في تطبيقات التواصل الاجتماعي  كثرة الطعن والتشهير والنبز والتعيير و الاستخفاف بالمنزلة الشرعية لولاة أمور المسلمين ونشر البدع والمحدثات المخالفة لدين الإسلام مثل إباحة المظاهرات و الإضراب والإعتصام وعمل الرسوم الثابتة أو المتحركة المشتملة علَى الاستهزاء والسخرية بقادة المسلمين واشرافهم وهذا ناتج عن قلة الفقه في دين الإسلام مع أتباع عادات وتقاليد الأمم الكافرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من تشبه بقوم فهو منهم )

وقد أتى في دين الإسلام احترام وتقدير وعلو منزلة الحاكم المسلم انظر قوله تعالى مخاطبا رسله الكرام موسى وهارون عليهما وعلى رسولنا الكريم الصلاة والسلام :{ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ° فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} ففي  هذه الآيات  عبرة عظيمة لمن تدبرها وعقلها ، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك ، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين ،

" وقال بقية ، عن علي بن هارون ، عن رجل ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة ، عن علي في قوله : { فقولا له قولا لينا } قال : كنه .

وكذا روي عن سفيان الثوري : كنه بأبي مرة .

والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل ، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ، كما قال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} الآية". 

انتهى بتصرف يسير من كلام الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآيات الكريمة. 

وفي قوله تعالى وتقدس : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا } أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، { لَعَلَّهُ } بسبب القول اللين { يَتَذَكَّرُ } ما ينفعه فيأتيه، { أَوْ يَخْشَى } ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسر القول اللين في قوله: { فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل، فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس، التي أصلها، التطهر من الشرك، الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل " أزكيك " بل قال: " تزكى " أنت بنفسك، ثم دعاه إلى سبيل ربه، الذي رباه، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة، التي ينبغي مقابلتها بشكرها، وذكرها فقال: { وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب، علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

 وفي كتاب السنة لابن أبي عاصم رحمه الله تعالى ومسند الشاميين للطبراني رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة من حديث الصحابي الجليل عياض بن غنم رضي الله عنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ). 

؛، قال الإمام  عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :" ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجهه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها، من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.

ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه: قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه: ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه ... " انتهى كلامه رحمه الله من[مجموع فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله تعالى  ( ٨ / ٢١٠ - ٢١١ )]

 قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه النفيس الطرق الحكمية ( ١٠ / ٣١ ) :

" ومن دقيق الفطنة: أنك ‌لا ‌ترد ‌على ‌المطاع ‌خطأه بين الملأ، فتحمله رتبته على نصرة الخطأ. وذلك خطأ ثان، ولكن تلطف في إعلامه به، حيث لا يشعر به غيره " انتهى كلامه رحمه الله تعالى. 

وفي شرح القاضي  عياض رحمه الله تعالى للاثر الذي اورده البخاري رحمه الله في صحيحه واورده الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه :  قِيلَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ ؟ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لاَ أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ، إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ " فقال القاضي عياض رحمه الله تعالى :

" قوله: " دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ" يعنى في المجاهرة بالنكير والقيام بذلك على الأمراء، وما يُخشى من سوء عقباه، كما تولد من إنكارهم جهارًا على عثمان بعد هذا، وما أدى إلى سفك دمه واضطراب الأمور بعده.وفيه التلطف مع الأمراء، وعرض ما ينكر عليهم سراً، وكذلك يلزم مع غيرهم من المسلمين ما أمكن ذلك، فإنه أولى بالقبول وأجدر بالنفع، وأبعد لهتك الستر وتحريك الأنفة " انتهى كلامه رحمه الله من [ إكمال المعلم( ٨ / ٥٣٨)] .وفي كتاب جامع العلوم والحكم للإمام ابن رجب رحمه الله تعالى( ١ / ٢٢٥) قال رحمه الله تعالى :" وكان السلف أذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه ‌سرا حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وقد رأيت الطعن شاملا لجميع حكام العرب المسلمين وأما الحكام الذين هم يميلون الي المجوس عباد النار مثل الحوثية والخمينية و اذنابهم من الإخوانية الخوارج فالمدح والثناء الحسن عليهم وهذا يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها فإن المتتبع لاحداث ما يعرف بالربيع العربي يجد ان هناك بصمات مشبوهة للخمينية في محاولتهم الفاشلة في السعي الحثيث بالاستحواذ على دول العالم العربي يساعدهم في ذلك ويمهد لهم الطريق الفتاوى المنحرفة الشاذة لأصحاب المعتقد الشاذ واعني بهم جماعة الإخوان الخوارج كفى الله المسلمين شرهم. 




الخاتمة :

يتفق العقلاء الفقهاء على ان فعل هذه الأمور  لا تصدر الا من جاهل أو ضال اذ تشاهد وتسمع في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا مسرح نشر سفاهتهم وتفاهتهم وخزعبلاتهم والمسلم المحب لدين الإسلام والمحب للمسلمين وفي مقدمتهم ولاة أمور المسلمين يسعى بعد توفيق الله تعالى وفضله ورحمته إلى مافيه الخير والبركة والصلاح وفق  ما امر الله به سبحانه وتعالى وماامر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بفهم وهدي السلف الصالح لذا فقد  تم كتابة هذه الرسالة محاولة وسعي جاد بفضل الله تعالى ورحمته في اجتثاث فكر الغلو والتشدد وتقديس البشر و لاخماد نار معتقد الخوارج القائم على تكفير المجتمعات المسلمة وإباحة دمائهم ومحاولة تمزيق جماعة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بالخروج على ولاة أمور المسلمين

وقد جرى تأليف عدد من الكتب والرسائل في هذه المسائل العلمية المهمة التي تمس معتقد المسلم منها على سبيل المثال لا الحصر  رسالة :


[ذكر أهم البدع المنتشرة في هذا العصر بين الناس. و أسباب انتشارها . وعلاج هذه البدع و الشبهات  وإيضاح كيفية تفنيدها  ]

وهذا رابطها :


https://ghazialarmani.blogspot.com/2023/07/blog-post_15.html?m=1


اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعلنا عملنا خالصا لوجه الله عز وجل صوابا متبعا فيه سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبارك وان يتقبله الله منا والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله ورحمته وكرمه: غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الأحد، 19 أكتوبر 2025

( الفرق الشاسع بين معتقد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و بين معتقد رموز الخوارج الإخوانية )




بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فإن شيوخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن الوهاب رحمهما الله تعالى  حاول رموز جماعات الضلالة والفرقة والاختلاف في شتى المجالات تشويه ناصع بياض عقيدتهم بنسبة ما يقومون به من أعمال تخالف دين ثم ينسبونها الي دين الإسلام والي شيوخ الإسلام وهم أبرياء من معتقد الخوارج بل كتاب الله تعالى وتقدس وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وما عليه اعتقاد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بما في ذلك أئمة السنة وشيوخ الإسلام فإنهم يحاربون المعتقد الخارجي يحذرون منه وفي عدة رسائل تم ذكر براءة الامامين الجليلين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وهنا سيأتِ جزء من رسالة قام بتوجيهها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الي الملك الناصر رحمه الله تعالى أحببنا عرضها على الإخوة طلاب العلم وسبب ذلك إظهار  الهوّة السحيقة والبون الشاسع بين مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين من يحاول ان يتمسح به من دعاة خوارج العصر الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى جماعة الإخوان المسلمين وهم بعيدون عن جماعة المسلمين إذ انهم لهم سعي ظاهر يحاولون فيه تفريق جماعة المسلمين ويوهمون أنفسهم انهم هم الجماعة المسلمة وما عداهم فهو موضع شبهة وتشكيك فرأوا تفعيل معتقدهم في بيان إباحة التكفير وحل دماء الأبرياء المعصومة من مسلمين ومعاهدين وقاموا فخرجوا على جماعة المسلمين وامامهم فأحببنا قطع وبتر الدعوى المزعومة بين الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين من يحاول أن يتشبث فيه من رموز الخوارج  لكن هيهات هيهات فما بين الفريقين فرق كما بين الثرى والثريا وينظر كلامه رحمه الله تعالى في توجيه الخطاب إلى حاكمه وولي امره كيف يثني عليه ويدعو له ويبين فضائله وهذا خلاف ما عليه دعاة الخوارج الاخوانية من شدة في الخطاب ودعاء على ولاة امورهم وفاسد أدب وسوء اخلاق وفاحش الكلام وبذيئه كل ذلك يوجّهونه الي ولاة امورهم وفي هذه الرسالة يلاحظ الفرق  فقد كتب شيخ الإسلام رحمه الله تعالى إلى الملك الناصر رحمه الله تعالى بعد وقعة جبل كسروان بسبب فتوح الجبل فقال رحمه الله تعالى :

" بسم الله الرحمن الرحيم من الداعي أحمد ابن تيمية إلى سلطان المسلمين ومن أيد الله في دولته الدين وأعز بها عباده المؤمنين وقمع فيها الكفار والمنافقين والخوارج المارقين . نصره الله ونصر به الإسلام وأصلح له وبه أمور الخاص والعام وأحيا به معالم الإيمان وأقام به شرائع القرآن وأذل به أهل الكفر والفسوق والعصيان . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل وهو على كل شيء قدير . ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما .

أما بعد . فقد صدق الله وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده . وأنعم الله على السلطان وعلى المؤمنين في دولته نعما لم تعهد في القرون الخالية . وجدد الإسلام في أيامه تجديدا  بانت فضيلته على الدول الماضية . وتحقق في ولايته خبر الصادق المصدوق أفضل الأولين والآخرين الذي أخبر فيه عن تجديد الدين في رءوس المئين . والله تعالى يوزعه والمسلمين شكر هذه النعم العظيمة في الدنيا والدين ويتمها بتمام النصر على سائر الأعداء المارقين .

وذلك : أن السلطان أتم الله نعمته  حصل للأمة بيمن ولايته وحسن نيته وصحة إسلامه وعقيدته وبركة إيمانه ومعرفته وفضل همته وشجاعته وثمرة تعظيمه للدين وشرعته ونتيجة اتباعه كتاب الله وحكمته ما هو شبيه بما كان يجري في أيام الخلفاء الراشدين وما كان يقصده أكابر الأئمة العادلين  من جهاد أعداء الله المارقين من الدين وهم صنفان  أهل الفجور والطغيان وذوو الغي والعدوان الخارجون عن شرائع الإيمان طلبا للعلو في الأرض والفساد وتركا لسبيل الهدى والرشاد . وهؤلاء هم التتار ونحوهم من كل خارج عن شرائع الإسلام وإن تمسك بالشهادتين أو ببعض سياسة الإسلام ."

من أراد الإطلاع على كامل الرسالة ينظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( ٢٨ / ٣٩٧ )].

والله أعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

الأربعاء، 8 أكتوبر 2025

( من اهم هدي السلف الصالح في طلب العلم هي تدبر القران الكريم ودراسته وفهمه والعمل بمافيه خلافا لطريقة أهل الأهواء والبدع والخوارج )




بسم الله الرحمن الرحيم 


قال الله تعالى :{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[سورة محمد : الاية ٢٤ ].

وفي صحيح الامام مسلم رحمه اللهُ تعالى من حديث الصحابي الجليل النواس بن سمعان رضي الله عنه:( يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما ).

وعن بعض اصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:(حدَّثَنا مَن كان يُقرِئُنا من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم كانوا يَقتَرِئونَ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ آياتٍ، فلا يأخُذونَ في العَشْرِ الأُخرى حتى يَعلَموا ما في هذه منَ العِلمِ والعَمَلِ، قالوا: فتعلَّمْنا العِلمَ والعَمَلَ) .

وفي مسند الامام احمد رحمه اللهُ تعالى ؛ قال ابن عباس [رضي الله عنهما] : ( قدم على عمر بن الخطاب[ رضي اللهُ عنه]رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا، فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزبرني عمر، وقال: مَهْ، فانطلقت إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين، فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فخلا بي، فقال: ما الذي كرهت؟ قلت: يا أمير المؤمنين، متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقَّوا  ومتى ما يحتقّوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا، قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها ).

وعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي اللهُ عنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ ؟ قَالَ :( يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ فَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَ الله ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيَبْدُونَ ) .رواه الإمام أحمد رحمه الله تعالى  وصححه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث رقم  ( ٢٧٧٨ ).

وقوله: (يبدون) أي يخرجون

إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي، كما في " النهاية [نفس المصدر].

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ[ رضي اللهُ عنهما ]أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ) قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ ) أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً ( حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ ) رواه ابن ماجه وحسنه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى.

رزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الحلال الطيب الواسع المبارك فيه وأحسن الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الخاتمة ؛ آمين.

اللهم صلِّ وسلّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الخميس، 25 سبتمبر 2025

( مشروعية صلاة الغائب إذا أمر بها ولي الأمر )




بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد: 

فقد جرى بحث حكم ( مسألة صلاة الغائب ) في رسالة عنوانها :

( ايضاح القول الصائب في حكم الصلاة على الغائب )

ورابطها :

http://www.ghazialarmani.com/2023/12/blog-post_20.html


وان الصواب: أن الغائبَ إن مات ببلد لم يُصلَّ عليه فيه، صُلِّيَ عليه صلاة الغائب، كما صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي، لأنه مات بين الكفار ولم يُصلَّ عليه. وإن صُلِّيَ عليه حيثُ مات لم يُصلَّ عليه صلاة الغائب؛ لأن الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه. والنبي صلى الله عليه وسلم صَلًّى على الغائب وتَرَكَه، وفِعلُه وتَرْكُه سُنَّة، وهذا له موضع، وهذا له موضع، واللّه أعلم، والأقوال ثلاثة في مذهب أحمد، وأصحها: هذا التفصيلُ وهذا قول كبار العلماء وينظر  كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم رحمه الله بتصرف يسير( ١٤٤ - ١٤٥ / ١ ) 

لكن هنا مسألة وهي :

( حكم صلاة الغائب إذا جاء الأمر بها من قبل  ولي الأمر )

فالصحيح أنها في هذه الصورة تكون مشروعة وذلك للأسباب التالية:

  اولا :

طاعة لله وطاعة لرسوله وذلك في  وجوب طاعة ولاة الأمر

فقد أتى الأمر بوجوب طاعتهم 

في كلام الله عز وجل وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا اجماع المسلمين 

قال الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:"الصلاة على الغائب الصحيح أنها ليست بسنة إلا من لم يصل عليه، كرجل مات في البحر غرق في البحر ولم يصل عليه فحينئذ نصلي عليه، أما إذا صلي عليه في أي مكان فإنه لا يصلى عليه صلاة غائب، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصل على الغائب إلا على رجل واحد لم يصل عليه وهو النجاشي، ولو كانت الصلاة على الغائب مشروعة لكان أول من يسنها للأمة محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحابة رضي الله عنهم كذلك ما أثر عنهم أنهم يصلون على الغائب يموت القواد يموت الخلفاء يموت الأمراء لم يصل عليهم، وهذا الذي ذكرناه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد وفّق للصواب، لكن إذا أمر به ولي الأمر صار طاعة أي: صارت الصلاة على الغائب طاعة، لأنها من طاعة ولي الأمر الذي أمرنا بها قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ؛ ولقد ضل قوم بلغنا أنه لما أمر ولي الأمر بالصلاة على الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تخلفوا ولم يصلوا وهذا من جهلهم، لأننا نصلي على الغائب بأمر ولي الأمر طاعة لله عز وجل لقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } فإذا قال هذا: أنا أرى أنها بدعة هل إذا أمر ولي الأمر ببدعة نوافق؟ نقول: لا ماهي بدعة لأن هذه مسألة خلافية بين العلماء، ومسائل الخلاف الفقهي ما يقال إنه بدعة لو قلنا إنها بدعة لكان كل الفقهاء مبتدعون، لأن كل واحد يقول للثاني إذا كان على خلاف رأيه يقول أنت مبتدع وهذا لم يقله أحد من العلماء، لذلك نقول: إن اجتهاد هؤلاء الإخوة في غير محله إيه نعم، على كل حال الصحيح أن الصلاة على الغائب ليست بسنة، لكن إذا أمر بها ولي الأمر فهي طاعة لله عز وجل لأنه أمر بها ".[ سلسلة لقاء الباب المفتوح رقم ( ٧ / ٢١٦ ) ].

ثانيا :

ان حكم الحاكم في مثل هذه المسائل يقطع الخلاف ويصار اليه فلذا كانت صلاة الغائب في مثل هذه الصورةمشروعة.


والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني . 

الأحد، 14 سبتمبر 2025

[ لماذا تم تأليف كتاب( الموسوعة العلمية الخاصة في بيان حقوق ولاة الأمر الواجبة على رعيتهم وبيان الكيفية الشرعية الصحيحة في التعامل معهم وتفنيد شبهات آثارها الخوارج واهل التكفير عليهم )].



بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فمن اطلع على وسائل الاعلام 

وتطبيقات التواصل الاجتماعي يجد ان هنا حرب إعلامية ضروس  عالمية كبرى تدور رحاها مستهدفة ظلما جميع ولاة أمور المسلمين في جميع الدول الإسلامية وخاصة الدول العربية والخليجية فالملوك والأمراء والرؤساء لم يسلموا من فتنة الاخوان الخوارج ومعهم الاعلام الرافضي المجوسي و العلمانية الملاحدة فكل يريد أن ينقض ويهجم على اعراض هؤلاء الحكام المسلمين تحت ذرائع وشبهات ووسائل فاجرة والإسلام جاء بتحريم اعراض عموم المسلمين والطعن فيهم فأدلة القران الكريم والسنة النبوية المطهرة وإجماع المسلمين على تحريم لحوم عامة المسلمين وغيبتهم فكيف بولاة الأمر منهم 

ومع هذا النشاط الإعلامي المحموم المسموم هناك اجنحة عسكرية تأخذ أشكال مختلفة فالتنظيمات السرية والمليشيات الدموية وما خبر القاعدة وداعش عنا ببعيد فلذا وجب   إيضاح شعيرة من شعائر الإسلام و شريعة كبيرة من شرائع الإسلام وبيان اصل عظيم من أصول  سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو ( أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر على رعيتهم بالمعروف ) وهذا لا بد إيضاحه وبيانه بقلم  طلاب العلم الشرعي الذين مصدر العلم والهدى والاستدلال عندهم الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق النهج الصحيح الذي سار عليه سلفنا الصالح في فهم نصوص الوحيين ومن ذلك بيان الكيفية  الشرعية الصحيحة في التعامل  مع ولاة أمور المسلمين وإيضاح حقوقهم الواجبة على رعيتهم وتفنيد الشبهات التي اثيرت عليهم من قبل جماعات التكفير والخوارج والتي البسوها ظلما لباس التقوى ومعلوم بداهة ان دين الله وهو دين الاسلام الذي ارتضاه الله لعباده برئ من هذه الأخطاء العقدية التي هي حقيقة شبهات لاضلال جهلة  المسلمين فدين الله منها براء براءة  الذئب من دم يوسف عليه الصلاة  والسلام.

ويعلم كل عاقل ان نتائج تكفير المسلمين واستحلال دمائهم والخروج عليهم يترتب عليها فتن عظيمة وشرور جسيمة ومفاسد كثيرة 

ففي فقد ولاة الأمر ينعدم الامن 

والاستقرار ويظهر الخوف وينتشر قطاع الطريق وتنهب الأموال وتنتهك الأعراض وترخص وتستباح دماء الأبرياء ولا يتمكن المسلمون من الوصول إلى تحقيق مصلحة الدين بإقامة عبادة الله في بيوت الله و تحقيق مصالحهم الدنيوية التي فيها معاشهم إلا بوجود ولاة الأمر  و[ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ ).

اخرجه الامام مسلم رحمه اللهُ تعالى من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه ؛ لذا أتى تأليف كتاب ( الموسوعة العلمية في إيضاح كثير من المسائل العقدية المتعلقة بولاة الأمر  في ضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية بفهم السلف الصالح  والاجماع منعقد على وجوب العمل  بأصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر بالمعروف وبيان أثره المبارك في أمن البلاد وجلب الخير للعباد ).

وهذه الموسوعة جاءت اولا وآخرا بفضل الله ورحمته مبنية على الادلة النقلية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة في بيان الحق ونصره ورد الباطل وإزهاقه ان الباطل كان زهوقا فصحيح المنقول لا يخالفه بل يؤيده صريح المعقول ؛ وهذه الموسوعة تتضمن رسائل متنوعة  مشتملة على البحث العلمي في المسائل العقدية التالية :

             (  اولا  )

مصطلحات حادثة باطله يتم توظيفها لتزيين الخروج على ولاة الأمر .

            (  ثانيا  )

كيفية التعامل الشرعي الصحيح الثابت بالأدلة الشرعية مع ولاة الأمر .

              ( ثالثا  )

الحقوق والواجبات الشرعية الثابتة  لولاة الأمر . 

            ( رابعا  )

 الخوارج يهملون العمل بالمحكم من النصوص ويعملون بالمتشابه و يحرفون أدلة الشرع .

            ( خامسا  )

تفنيد شبهات الخوارج واهل التكفير المخالفة لنصوص الوحيين وإجماع المسلمين .

             ( سادسا )

   اتفاق اهل السنة والجماعة اتّباع السلف الصالح وإجماعهم على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر وتحريم الخروج عليهم .

           ( سابعا  )

بيان عظيم خطر  الخوارج والجماعات التكفيرية والأحزاب السياسية الضالة على المسلمين خاصة وعامة .

وفي ختام رسالتي هذه

اذكر في أهمية عبادة تصرف الي الله تعالى وحده لا شريك له وهذه العبادة بل قل هذا السلاح هو دعاء الله سبحانه وتعالى لولاة امرنا بالخير والبركة والصلاح "ولهذا كان السلف الصالح: كالفضيل بن عياض، والإمام أحمد بن حنبل، وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان ".[ من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللهُ تعالى في مجموع الفتاوى ( ٢٨ / ٣٩١ ) ].


وفي صفحة (٥١) من كتاب شرح السنة للإمام الحسن بن علي البربهاري رحمه الله نجده يقول :" إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى".

  قال الحافظ ابو نعيم رحمه الله تعالى : حدثنا محمد بن ابراهيم ، ثنا أبو يعلى ، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي  ولقبه من دونه  قال سمعت الفضيل بن عياض يقول : لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها الا في الامام . قيل له : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ قال : متى ما صيرتها في نفسي لم تحزني ومتى صيرتها في الامام فصلاح الامام صلاح العباد والبلاد . قيل : وكيف ذلك يا أبا علي ؟ فسر لنا هذا . قال : أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الارض ، وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول : قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره ، فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر ، يقول للرجل : لك ما يصلحك ، وعلم هؤلاء أمر دينهم ، وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكى الارض فرده عليهم . قال : فكان صلاح العباد والبلاد ، فقبل ابن المبارك جبهته وقال : يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك ".انتهى كلامه رحمه الله تعالى. [ كتاب حليه الأولياء لأبي نعيم رحمه الله تعالى ( ٨ / ٩١ )].

 اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام ان يوفق ولي أمرنا و إمامنا و قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لما تحب وترضى، وخذ بناصيتهم للبر والتقوى، واحفظهم بحفظك، وأيدهم بنصرك، وارزقهم البطانة الصالحة، وثبتهم على الحق

اللهم وفق ولي أمرنا، وسدد خطاه، واجعله فيه نفع البلاد وصلاح العباد، وارزقه الصحة والعافية، واحفظه من كل سوء ومكروه .اللهم احفظ ولي أمرنا، ووفقه لكل خير، وسدد رأيه، وبارك له في عمره وصحته وعافيته، واجعله اللهم سبباً في عز الإسلام والمسلمين .

اللهم من أراد بولي امرنا سوءا فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره 

اللهم اجعل ما كتبته خالصا لوجهك الكريم صوابا متقبلا نافعا مباركا فيه ؛ اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل المتقبل والرزق الواسع الحلال الطيب المبارك ؛ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ؛ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ؛ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب ؛ اللهم من أراد المسلمين واراد دين الاسلام واراد ولاة امرنا بسوء فأكفنا شره وابعد عن المسلمين كيده ومكره وضره 

والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .