السبت، 25 أكتوبر 2025

( وسائل التواصل الاجتماعي و ما يشاهد فيها( ١ )من الأعمال والأقوال المتضمنة للشرك بالله سبحانه وتعالى بأنواعه الأكبر والأصغر ( ٢ ) صور متعددة من الطعن والتشهير والتهييج والتحريض والنبز والسخرية والاستهزاء في جميع ولاة الأمور في الدول العربية )



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ أما بعد:

فإن المطلع على ما يبث وينشر في تطبيقات التواصل الاجتماعي يشاهد جرائم تمس عقيدة المسلم  تضج بها جميع وسائل التواصل الاجتماعي منها ( دعاء غير الله سبحانه وتعالى) وهذا شرك اكبر ينافي التوحيد ويلي ذلك كثرةالطعن في جميع ولاة أمور المسلمين وتعييرهم ونبزهم وتصويرهم بصور مضحكة وهذا يصدر ممن  قل دينه وعقله والثناء والمدح لرموز المجوس عباد النار أو اذنابهم من الإخوانية الخوارج

وفي هذه الرسالة سنتحدث عن :




(  اولا : الشرك الأكبر )


يشاهد ويسمع دعاء ( يا حسين) (ياعلي) (يا لعباس) (يالفضل) (يا عبدالقادر الجيلاني) (يانفيسة) (ياأحمد بدوي) (يا عيدروس) ثم بعد دعاء هذه الأسماء والتي أصحابها اموات قد تم دفنهم في المقابر  يقولون :( مدد )أي يطلبون من الأموات الذين هم في قبورهم ان يمدوهم بالعون والتوفيق والنصر وغير ذلك من صور السعادة والخير والبركات في الدنيا والآخرة من أعمال لا يستطيعها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله سبحانه وتعالى ويدعون امواتا لا يسمعون دعاءهم بل هم في حاجة الي رحمة الله وعفوه وغفرانه 

وقد انزل الله الكتب المطهرة وارسل الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام في النص تصريحا على تحريم دعاء غير الله سبحانه وتعالى وان الدعاء عبادة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى فلا تصرف الا لله سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}  و يقول عز وجل :{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}  ويقول الله تبارك وتعالى :{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

وقوله تعالى :{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }  وقال الله تعالى :{فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}  وقال تعالى :{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }  وقال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}   

 وقال تعالى :{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} حتى اتخاذ الشفعاء في دعاء الله شرك أكبر قال الله تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}. 

ومن الأمور المحرمة شرعا ما يسمع من بعضهم من الحلف  بغير الله تعالى ربنا وتقدس فيقول الحالف : ( والنبي )أو  (وتربة فلان) أو (بعلي )أو  (بالحسين)أو (بالعباس) الي غير ذلك من قواميس الفاظ الحلف بغير الله سبحانه وتعالى ويحرم الحلف بغير الله كائنًا من كان لا بالنبي ولا بغيره امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ﷺ ففي صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) وفي سنن النسائي وابي دواد رحمهما الله تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن النسائي من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون) ، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم 

 ﷺ: ( من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى :"أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر رضي اللهُ عنه وخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) ،

 وقال عليه الصلاة والسلام: ( من حلف بالأمانة فليس منا) .أخرجه أبو داود رحمه الله تعالى واللَّفظُ له والإمام أحمدُ رحمه الله تعالى  وصَحَّحه الإمام الألباني رحمه الله تعالى في صحيح سنن أبي داود ( ٣٢٥٣)  والإمام الوادعي رحمه الله تعالى في الصحيح المسند ( ١٨٤ ) .

فيحرم الحلف بالنبي او بالأمانة او بالكعبة، ولا بغير ذلك، فالحلف يكون بالله وحده، يقول ﷺ: ( من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) خرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. و يجد السامع المطلع على أقوال هؤلاء الضلال الجهلة يجد ان شركهم في توحيد الربوبية وهذا النوع من التوحيد أقرّت به وقالت به كفار قريش قال الله تعالى وتقدس :{وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} إذ أن شرك وكفر من وقع من المتأخرين بالشرك يجد انه أعظم من كفر وشرك كفار قريش لأن كفر المتأخرين في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وأما كفر وشرك كفار قريش فهو في توحيد الألوهية ؛ وفي قول الله تعالى وتقدس :{ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ °مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ° إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ° قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ° لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }وهذا تهديد للنصارى الضالين في عبادتهم لعيسى بن مريم عليهم الصلاة والسلام وتوبيخ وتقريع لهم على رؤوس الأشهاد فإذا كان هذا الشرك لايرضاه الله للرسل الكرام الطيبين الطاهرين عليهم الصلاة والسلام ولم يأمر به الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام بل امروا بتوحيد الله تبارك وتعالى فقد جاءت دعوة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بتوحيد الله تبارك وتعالى قال الله تعالى وتقدس :{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 

 وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ} فكيف لعبت بأهل الضلالة ورموزها ودعاتها اهواؤهم فجوزت لهم الشرك الأكبر في توحيد الربوبية وفي توحيد الألوهية  وفي توحيد الأسماء والصفات فمنهم المعطلة الجهمية ومنهم الصوفية القبورية فشرعوا  لأنفسهم ولاتباعهم الشرك الأكبر قال الله تعالى وتقدس : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة :

" وقوله : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } أي : هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم ، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس ، من تحريم ما حرموا عليهم ، من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، وتحليل الميتة والدم والقمار ، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة الباطلة ، التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم ، من التحليل والتحريم ، والعبادات الباطلة ، والأقوال الفاسدة .

وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال : (  رأيت عمرو بن لحي بن قمعة يجر قصبه في النار ) لأنه أول من سيب السوائب . وكان هذا الرجل أحد ملوك خزاعة ، وهو أول من فعل هذه الأشياء ، وهو الذي حمل قريشا على عبادة الأصنام ، لعنه الله وقبحه ; ولهذا قال تعالى : { ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم} أي : لعوجلوا بالعقوبة ، لولا ما تقدم من الإنظار إلى يوم المعاد ، { وإن الظالمين لهم عذاب أليم } أي : شديد موجع في جهنم وبئس المصير " .

فالحذر الحذر عباد الله من دعاة الشرك

ومن أقوال وأفعال الشرك وعليكم بتوحيد الله تبارك وتعالى فتعلموه وادرسوه وكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كلها في توحيد الله سبحانه وتعالى ومن أسهل الكتب في تعلم توحيد الله سبحانه وتعالى ومعرفة اقسامه ومعرفة ما يضاده من شرك بالله العلي العظيم وذلك في فقه كتاب التوحيد لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وشروحه فقد جاءت أبوابه مستدلا لها بكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام سلفنا الصالح وهذا الإمام مع علو منزلته العلمية وتحذيره الشديد المتكرر من الشرك بالله سبحانه وتعالى الا انه بعيدا عن تكفير المسلمين بغير الضوابط الشرعية إذ يقول رحمه الله تعالى :"وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}" [ الدرر السنية ( ١ / ٦٦)].

وهذا الفقه الإسلامي الشريف هو الفقه بما يجب لله من التوحيد وما يمتنع عنه من الشرك ؛ قال العلامة اللَّالَكائيُّ رحمه الله تعالى : "أوجَبُ ما على المرءِ: مَعرفةُ اعتقادِ الدِّينِ، وما كَلَّف اللهُ به عبادَه مِن فَهمِ توحيدِه وصِفاتِه، وتصديقِ رُسُلِه بالدَّلائِلِ واليَقينِ، والتَّوصُّلِ إلى طُرُقِها والاستِدلالِ عليها بالحُجَج والبَراهينِ ".[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ( ١ / ٧)] .



( ثانيا : التشهير والطعن والتعيير والنبز والتهييج والتحريض وافتقاد الأدب والاحترام والتقدير والبعد عن التعامل الشرعي الصحيح ومنع مايجب لجميع ولاة أمور المسلمين من حقوق وواجبات جاءت في دين الإسلام وهذه التصرفات السيئة فيه مخالفة للشرع المنزّل )


من الأمور التي يكثر مشاهدتها في تطبيقات التواصل الاجتماعي  كثرة الطعن والتشهير والنبز والتعيير و الاستخفاف بالمنزلة الشرعية لولاة أمور المسلمين ونشر البدع والمحدثات المخالفة لدين الإسلام مثل إباحة المظاهرات و الإضراب والإعتصام وعمل الرسوم الثابتة أو المتحركة المشتملة علَى الاستهزاء والسخرية بقادة المسلمين واشرافهم وهذا ناتج عن قلة الفقه في دين الإسلام مع أتباع عادات وتقاليد الأمم الكافرة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من تشبه بقوم فهو منهم )

وقد أتى في دين الإسلام احترام وتقدير وعلو منزلة الحاكم المسلم انظر قوله تعالى مخاطبا رسله الكرام موسى وهارون عليهما وعلى رسولنا الكريم الصلاة والسلام :{ اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ° فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} ففي  هذه الآيات  عبرة عظيمة لمن تدبرها وعقلها ، وهو أن فرعون في غاية العتو والاستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك ، ومع هذا أمر ألا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين ،

" وقال بقية ، عن علي بن هارون ، عن رجل ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة ، عن علي في قوله : { فقولا له قولا لينا } قال : كنه .

وكذا روي عن سفيان الثوري : كنه بأبي مرة .

والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين قريب سهل ، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع ، كما قال تعالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} الآية". 

انتهى بتصرف يسير من كلام الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآيات الكريمة. 

وفي قوله تعالى وتقدس : { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا } أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، { لَعَلَّهُ } بسبب القول اللين { يَتَذَكَّرُ } ما ينفعه فيأتيه، { أَوْ يَخْشَى } ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسر القول اللين في قوله: { فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل، فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس، التي أصلها، التطهر من الشرك، الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل " أزكيك " بل قال: " تزكى " أنت بنفسك، ثم دعاه إلى سبيل ربه، الذي رباه، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة، التي ينبغي مقابلتها بشكرها، وذكرها فقال: { وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب، علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

 وفي كتاب السنة لابن أبي عاصم رحمه الله تعالى ومسند الشاميين للطبراني رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة من حديث الصحابي الجليل عياض بن غنم رضي الله عنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ). 

؛، قال الإمام  عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :" ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجهه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها، من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.

ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه: قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه: ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من افتتحه ... " انتهى كلامه رحمه الله من[مجموع فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله تعالى  ( ٨ / ٢١٠ - ٢١١ )]

 قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه النفيس الطرق الحكمية ( ١٠ / ٣١ ) :

" ومن دقيق الفطنة: أنك ‌لا ‌ترد ‌على ‌المطاع ‌خطأه بين الملأ، فتحمله رتبته على نصرة الخطأ. وذلك خطأ ثان، ولكن تلطف في إعلامه به، حيث لا يشعر به غيره " انتهى كلامه رحمه الله تعالى. 

وفي شرح القاضي  عياض رحمه الله تعالى للاثر الذي اورده البخاري رحمه الله في صحيحه واورده الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه :  قِيلَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ عَلَى عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ ؟ قَالَ: إِنَّكُمْ لَتُرَوْنَ أَنِّي لاَ أُكَلِّمُهُ إِلَّا أُسْمِعُكُمْ، إِنِّي أُكَلِّمُهُ فِي السِّرِّ دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ " فقال القاضي عياض رحمه الله تعالى :

" قوله: " دُونَ أَنْ أَفْتَحَ بَابًا لاَ أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ فَتَحَهُ" يعنى في المجاهرة بالنكير والقيام بذلك على الأمراء، وما يُخشى من سوء عقباه، كما تولد من إنكارهم جهارًا على عثمان بعد هذا، وما أدى إلى سفك دمه واضطراب الأمور بعده.وفيه التلطف مع الأمراء، وعرض ما ينكر عليهم سراً، وكذلك يلزم مع غيرهم من المسلمين ما أمكن ذلك، فإنه أولى بالقبول وأجدر بالنفع، وأبعد لهتك الستر وتحريك الأنفة " انتهى كلامه رحمه الله من [ إكمال المعلم( ٨ / ٥٣٨)] .وفي كتاب جامع العلوم والحكم للإمام ابن رجب رحمه الله تعالى( ١ / ٢٢٥) قال رحمه الله تعالى :" وكان السلف أذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه ‌سرا حتى قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وقد رأيت الطعن شاملا لجميع حكام العرب المسلمين وأما الحكام الذين هم يميلون الي المجوس عباد النار مثل الحوثية والخمينية و اذنابهم من الإخوانية الخوارج فالمدح والثناء الحسن عليهم وهذا يدل على أن وراء الأكمة ما وراءها فإن المتتبع لاحداث ما يعرف بالربيع العربي يجد ان هناك بصمات مشبوهة للخمينية في محاولتهم الفاشلة في السعي الحثيث بالاستحواذ على دول العالم العربي يساعدهم في ذلك ويمهد لهم الطريق الفتاوى المنحرفة الشاذة لأصحاب المعتقد الشاذ واعني بهم جماعة الإخوان الخوارج كفى الله المسلمين شرهم. 




الخاتمة :

يتفق العقلاء الفقهاء على ان فعل هذه الأمور  لا تصدر الا من جاهل أو ضال اذ تشاهد وتسمع في وسائل التواصل الاجتماعي وهذا مسرح نشر سفاهتهم وتفاهتهم وخزعبلاتهم والمسلم المحب لدين الإسلام والمحب للمسلمين وفي مقدمتهم ولاة أمور المسلمين يسعى بعد توفيق الله تعالى وفضله ورحمته إلى مافيه الخير والبركة والصلاح وفق  ما امر الله به سبحانه وتعالى وماامر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بفهم وهدي السلف الصالح لذا فقد  تم كتابة هذه الرسالة محاولة وسعي جاد بفضل الله تعالى ورحمته في اجتثاث فكر الغلو والتشدد وتقديس البشر و لاخماد نار معتقد الخوارج القائم على تكفير المجتمعات المسلمة وإباحة دمائهم ومحاولة تمزيق جماعة أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بالخروج على ولاة أمور المسلمين

وقد جرى تأليف عدد من الكتب والرسائل في هذه المسائل العلمية المهمة التي تمس معتقد المسلم منها على سبيل المثال لا الحصر  رسالة :


[ذكر أهم البدع المنتشرة في هذا العصر بين الناس. و أسباب انتشارها . وعلاج هذه البدع و الشبهات  وإيضاح كيفية تفنيدها  ]

وهذا رابطها :


https://ghazialarmani.blogspot.com/2023/07/blog-post_15.html?m=1


اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعلنا عملنا خالصا لوجه الله عز وجل صوابا متبعا فيه سنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبارك وان يتقبله الله منا والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه واملاه الفقير الى عفو الله ورحمته وكرمه: غازي بن عوض بن حاتم العرماني .