بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته واقتفى
اما بعد
فقد اظهر احد رموز الاخوانية الخوارج فتواه في تطبيقات التواصل الاجتماعي وفيها " تحريم تسليم المطلوب امنيا من دولة مسلمة إلى دولة مسلمة اخرى " وهذا منه حكم عليل ضمنه تعليل عليل وفي فتواه افتئات على مقام ولاة أمور المسلمين وتدخل سافر في شؤونهم الخاصة وفي حق من حقوقهم إذا رأى ولاة الأمر أن المصلحة العامة الراجحة التي يرونها ويرعونها خاصة و أن هذا التسليم جرى بين الدولتين قد تم وفق معاهدة بينهما و يعلم يقينا ان هذه الفتوى تمت لإرضاء أهواء ورغبات مشبوهة ولإشباع نزوات الخوارج التكفيريين والصواب الذي تعضده الادلة النقلية الصحيحة والبراهين العقلية الصريحة : أن صورة هذا التسليم مشروعة ولمن قال بجوازها له أصل صحيح في الشرع فقد ثبت في الصحيح قصة صلح الحديبية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفار قريش التي وافق على شروطها ومن شروطها :( علَى أنَّه لا يَأْتِيكَ مِنَّا رَجُلٌ وإنْ كانَ علَى دِينِكَ إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا) ووجه الاستدلال من هذا الحديث: ان الصلح جرى بين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبين الكفار على تسليم من فر من المسلمين إلى الكفار بغير ذنب إلا انه آمن بالله تعالى وكان من المسلمين وهذا لأمر عظيم اقتضاه فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فهو فتح من الله سبحانه وتعالى ونصر قريب ويدل على وجوب الوفاء بالعقد والعهد والميثاق وهذا الدليل يدل صراحة على ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكفار قريش قد تم العهد والميثاق بينهم على أن من فر من المسلمين من اهل مكة الى المدينة النبوية يتم تسليمه إلى كفار قريش فمن باب أولى تسليم مسلم إلى دولته المسلمة وولي أمره المسلم وكيف لا يتم تسليم مجرم هرب بعد تنفيذه لجريمته فالعهد والميثاق يقضي بوجوب تسليمه الي دولته المسلمة لذافإن تسليمه إذاكان هناك اتفاق امني بين الدولتين ام لا ؟ امر لا بد منه لكف شره وردع غيره من الفئات الضالة عن إثارة الفتن …. وكيف لا يسلم المطلوب امنيا وهو قد قام بجريمة :
تكفير المسلمين
وافتى بإباحةدمائهم
وجرى منه الفعل والقول بشق جماعة المسلمين
واعلن تجويزه الخروج على ولاة امره و الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح :(مَن أتاكُمْ وأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ علَى رَجُلٍ واحِدٍيُرِيدُأنْ يَشُقَّ عَصاكُمْ أوْ يُفَرِّقَ جَماعَتَكُمْ فاقْتُلُوهُ).
فيجب الحذر من الاستماع إلى مقالات وفتاوى اهل التهييج والتحريض الخوارج القعدية الذين يسعون إلى انهار دماء المسلمين وجر الفتن الي مجتمعاتهم وزعزعة امنهم وتفريق صفهم كفى الله المسلمين شرهم ؛ والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه واملاه الفقير الى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .