بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فإن شيوخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن الوهاب رحمهما الله تعالى حاول رموز جماعات الضلالة والفرقة والاختلاف في شتى المجالات تشويه ناصع بياض عقيدتهم بنسبة ما يقومون به من أعمال تخالف دين ثم ينسبونها الي دين الإسلام والي شيوخ الإسلام وهم أبرياء من معتقد الخوارج بل كتاب الله تعالى وتقدس وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وما عليه اعتقاد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بما في ذلك أئمة السنة وشيوخ الإسلام فإنهم يحاربون المعتقد الخارجي يحذرون منه وفي عدة رسائل تم ذكر براءة الامامين الجليلين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وهنا سيأتِ جزء من رسالة قام بتوجيهها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الي الملك الناصر رحمه الله تعالى أحببنا عرضها على الإخوة طلاب العلم وسبب ذلك إظهار الهوّة السحيقة والبون الشاسع بين مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين من يحاول ان يتمسح به من دعاة خوارج العصر الذين أطلقوا على أنفسهم مسمى جماعة الإخوان المسلمين وهم بعيدون عن جماعة المسلمين إذ انهم لهم سعي ظاهر يحاولون فيه تفريق جماعة المسلمين ويوهمون أنفسهم انهم هم الجماعة المسلمة وما عداهم فهو موضع شبهة وتشكيك فرأوا تفعيل معتقدهم في بيان إباحة التكفير وحل دماء الأبرياء المعصومة من مسلمين ومعاهدين وقاموا فخرجوا على جماعة المسلمين وامامهم فأحببنا قطع وبتر الدعوى المزعومة بين الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وبين من يحاول أن يتشبث فيه من رموز الخوارج لكن هيهات هيهات فما بين الفريقين فرق كما بين الثرى والثريا وينظر كلامه رحمه الله تعالى في توجيه الخطاب إلى حاكمه وولي امره كيف يثني عليه ويدعو له ويبين فضائله وهذا خلاف ما عليه دعاة الخوارج الاخوانية من شدة في الخطاب ودعاء على ولاة امورهم وفاسد أدب وسوء اخلاق وفاحش الكلام وبذيئه كل ذلك يوجّهونه الي ولاة امورهم وفي هذه الرسالة يلاحظ الفرق فقد كتب شيخ الإسلام رحمه الله تعالى إلى الملك الناصر رحمه الله تعالى بعد وقعة جبل كسروان بسبب فتوح الجبل فقال رحمه الله تعالى :
" بسم الله الرحمن الرحيم من الداعي أحمد ابن تيمية إلى سلطان المسلمين ومن أيد الله في دولته الدين وأعز بها عباده المؤمنين وقمع فيها الكفار والمنافقين والخوارج المارقين . نصره الله ونصر به الإسلام وأصلح له وبه أمور الخاص والعام وأحيا به معالم الإيمان وأقام به شرائع القرآن وأذل به أهل الكفر والفسوق والعصيان . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وهو للحمد أهل وهو على كل شيء قدير . ونسأله أن يصلي على خاتم النبيين وإمام المتقين محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما .
أما بعد . فقد صدق الله وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده . وأنعم الله على السلطان وعلى المؤمنين في دولته نعما لم تعهد في القرون الخالية . وجدد الإسلام في أيامه تجديدا بانت فضيلته على الدول الماضية . وتحقق في ولايته خبر الصادق المصدوق أفضل الأولين والآخرين الذي أخبر فيه عن تجديد الدين في رءوس المئين . والله تعالى يوزعه والمسلمين شكر هذه النعم العظيمة في الدنيا والدين ويتمها بتمام النصر على سائر الأعداء المارقين .
وذلك : أن السلطان أتم الله نعمته حصل للأمة بيمن ولايته وحسن نيته وصحة إسلامه وعقيدته وبركة إيمانه ومعرفته وفضل همته وشجاعته وثمرة تعظيمه للدين وشرعته ونتيجة اتباعه كتاب الله وحكمته ما هو شبيه بما كان يجري في أيام الخلفاء الراشدين وما كان يقصده أكابر الأئمة العادلين من جهاد أعداء الله المارقين من الدين وهم صنفان أهل الفجور والطغيان وذوو الغي والعدوان الخارجون عن شرائع الإيمان طلبا للعلو في الأرض والفساد وتركا لسبيل الهدى والرشاد . وهؤلاء هم التتار ونحوهم من كل خارج عن شرائع الإسلام وإن تمسك بالشهادتين أو ببعض سياسة الإسلام ."
من أراد الإطلاع على كامل الرسالة ينظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( ٢٨ / ٣٩٧ )].
والله أعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
°°°°°°°°°
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.