بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
اما بعد
فنشرا للعلم أحببت بيان مسألة علمية جرى فيه التنازع بين طلاب علم فأحببت بيان الحق في هذه المسألة بالأدلة وفق أصول علماء السنة اتباع السلف الصالح و عملا بإدلة الشرع ورجوعا إلى القواعد العلمية المبنية على كلام الله سبحانه وتعالي وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم
فنقول وبالله التوفيق :
إذا ثبت يقينا بالنقل الصحيح عن الرجل أنه ينكر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم عالما غير جاهل ولا مكره ولا مجنون ولا معتوه ولا صبي ولا مخرف بعد إقامة الحجة الرسالية عليه فإنه يكفر بهذا قال علماء الإسلام.
و في هذه الحال لا يقال لمن رد على منكري السنة - سواء كان المردود عليه من العلماء أو من الجهلة - أن هذا الراد يكفر المسلمين إذا كان رده بعلم وعدل وصدق وانصاف وجرى وفق ضوابط علماء السنة.
ويتبع هذا أنه لا يزكى من نقل عنه إنكاره للسنة أو يتعاطف معه ظلما فيقال عنه أنه من العدول بناء على أن الأصل في المسلم العدالة وهذا من المسلمين .
ثم هنا أمر آخر يتنبه له انه لا ينبغي رمي اي مسلم بأنه من منكري السنة الا بعد علم واطلاع يقينا انه كذلك أو أن
من نقل عنه يقينا إنكاره للسنة العدل الثقة اوتواتر عنه هذا الخبر بعد انتفاء الموانع وانطباق الشروط وجود الأسباب وفق الضوابط الشرعية .
ويرفع أمره إلى ولي الأمر حماية للمسلمين من شره لئلا يتبع في ضلاله .
وحماية له من شر نفسه.
فإذا كان هذا حاله فلا يزكى ولا يعدل هذا المنكر للسنة كما أنه لا يخرج من الملة الا بعد إنكاره يقينا ثم بعد إقامة الحجة الرسالية عليه.
واذا نقل عن منكر السنه إنكاره للسنة ولو كان الناقل عنه مظهر الفسق فيجب التوقف في حاله وذلك أنه لا يرد خبر الفاسق - هذا إذا ثبت شرعا فسقه - حتى يتثبت من صحة النقل عنه عملا بقوله تعالى : { ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} وفي قراءة { فتبتوا}
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
"والله سبحانه لم يأمر برد خبر الفاسق، بل بالتثبُّت والتبيُّن، فإن ظهرت الأدلة على صدقه قبل خبره، وإن ظهرت الأدلة على كذبه رد خبره، وإن لم يتبين واحد من الأمرين وقف خبره". المصدر :
أعلام الموقعين ( ١ / ١٠٤).
وأما قول القائل أن الأصل في المسلم العدالة فقول لا أصل له ولا دليل يدل على صحته قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وأما من يقول: الأصل في المسلمين العدالة. فهو باطل، بل الأصل في بني آدم الظلم والجهل، كما قال تعالى :{وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } ومجرد التكلم بالشهادتين لا يوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل ".
المصدر : مجموع الفتاوى ( ١٥ / ٣٥٧).
وعند الخلاف يرجع طالب العلم إلى الأدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى الأصول الشرعية وقواعد العلماء ولا ينتصر لأي رأي اتباعا لهواه وانتصارا لرايه الا بعد تبين الحق ومعرفته بالأدلة التي تثبت صحة هذا القول أو تنفيه.
جرى هذا البيان من قبلي لعدم الخوض في أي مسألة شرعية الا بعد الرجوع إلى أدلة الكتاب والسنة ثم النظر في كلام علماء السنة اتباع السلف الصالح في هذه المسألة أو تلك.
ويتبع هذا ترك طالب العلم الأحكام على الأشخاص بجرح أو تعديل لأهل العلم.
وفقنا الله وأياكم لمرضاته ورزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.
والله اعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
............
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.