الخميس، 29 يونيو 2023

[[ تخصيص صلاة الفجر بالقنوت دائما لغير نازلة هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو ( هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت الفجر حتى مات؟ ) ]]

 


 بسم الله الرحمن الرحيم



السؤال :

هل الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مات وهو يقنت في صلاة الفجر) ؟



الجواب :

قال الإمام الألباني رحمه الله :

"  تخصيص القنوت في صلاة الفجر لم يأت حديث صحيح في أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقنت في صلاة الفجر دائما وأبدا والحديث الذي يحتج به الشافعية في مذهبهم الذي هم لا يزالون عليه اليوم هو حديث ضعيف كأنه مروي من طريق رجل معروف بسوء حفظه ألا وهو أبو جعفر الرازي هذا كنيته وهو مشهور بها واسمه عيسى بن ماهان فهو الذي روى بسنده عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال ( ما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقنت في صلاة الفجر حتى فارق الدنيا ) هذا الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن أما ضعفه فقد عرفتموه بسبب أبي جعفر الرازي أما نكارة متنه فهو من جهة أن الحديث جاء عن أنس بن مالك من طرق أخرى بعضها صحيحة بلفظ ينافي هذا اللفظ الذي تفرد به أبو جعفر الرازي حيث أن الثقة رواه بلفظ ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقنت إلا إذا دعا لقوم أو على قوم ) فما كان يقنت دائما وأبدا وإنما كان يقنت إذا دعا لقوم من المؤمنين أو على قوم من الكافرين وهذا اسمه عند الفقهاء بقنوت النازلة فإذا نزل بالمسلمين نازلة يشرع حين ذلك للأئمة المساجد أن يدعو بدعاء يتناسب مع النازلة التي ألمت بهم ولا يدعون بالدعاء الذي هو من سنة القنوت الوتر ( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت ) وإنما يدعو الإمام بما يتناسب مع المصيبة التي نزلت بالمسلمين فهذا الحديث هو الحديث الوحيد الذي يتمسك به القائلون بسنية القنوت في الفجر على طول الدهر فهذا يمكن أن نقول أخيرا لا أصل له في السنة الصحيحة نعم "

[ المصدر : رحلة النور شريط رقم ١٢٩]

قال الإمام ابن باز رحمه الله :

" وقد استدلوا على النهي عن القنوت في الصبح دائماً، استدلوا عليه بما رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد جيد عن سعد بن طارق الأشجعي قال: قلت لأبي: يا أبتِ! إنك صليت خلف رسول الله ﷺ، وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال طارق: أي بني محدث.

فـطارق من أصحاب النبي ﷺ، وأخبر ابنه سعداً أن القنوت في الفجر ليس من عمل النبي ﷺ ولا من عمل الخلفاء الراشدين الأربعة بل هو محدث، فهذه حجة من قال: إنه لا يقنت في الصبح بصفة دائمة، ولكن يقنت في الصبح أو في المغرب أو في العشاء أو في غيرهما بصفة غير دائمة عند الحاجة إلى ذلك، للدعاء على الكفرة، والدعاء للمسلمين، عند وجود العدوان من الكفرة، وعند قيام الحرب ونحو ذلك، هذا هو الأرجح وهذا هو الصواب، أن القنوت يكون في النوازل خاصة، وأما القنوت الدائم في الصبح، فالصحيح: أن الأولى تركه، وأن الذي ينبغي تركه، وأنه محدث وليس من السنن، بل هو من البدع المحدثة، كما قال طارق بن أشيم الأشجعي لابنه سعد قال: أي بني! محدث .

هذا هو الأرجح من قولي العلماء في هذه المسألة وسبب الخلاف عرفت أيها السائل! أن أسباب الخلاف حديث أنس حيث قال فيه: فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا، وهو حديث رواه أحمد وابن حبان وجماعة لكنه ضعيف الإسناد، وحمله بعض أهل العلم على أنه لو صح لكان المراد به طول القيام؛ لأن طول القيام يسمى قنوتاً، والنبي كان يطيل في الفجر عليه الصلاة والسلام، وأما حديث سعد فهو حديث صريح واضح في روايته عن أبيه عن نفس القضية، فقال طارق: أي بني محدث، يعني: ما فعله الرسول ﷺ، ولا خلفاؤه الراشدون الأربعة، فدل ذلك على أنه محدث وليس من المشروع "

[المصدر : من الموقع الرسمي  لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى]

وبكلام هؤلاء الأئمة اتضحت الإجابة.

والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً....

........

إنتقاء : غازي بن عوض العرماني.