. بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعد
فأشاهد انتشار تصوير سفرة الطعام مابين مأكول ومشروب
و هذا التصوير قد يشمل المائدة كاملة فتشاهد
اللحم مابين مشوي ومقلي أو مكبوس
أو ايدام
أو نحوها من انواع الطعام
فتثير غريزة حب الطعام والشراب عند الإنسان الذي يشاهد هذا الطعام الشهي ؛ فيكون صاحب الطعام متعرضا لأعين الناس معرضا نفسه للخطر ؛ فلذا أوصى نفسي وإياكم أيها الإخوة في ترك الكاميرا جانبا عند اقترابك لسفرة الطعام مخافة أن تجني على نفسك أو ولدك أو اهلك في تعرضهم لأعين الناس ..
والعوام يقولون( العين ما تشاور ) اي أنها لاتستاذن صاحبها في الأضرار بالآخرين.
وخاصة أن ضرر العين قد ينتشر في الصور الجميلة لذوات الأرواح كالبشر والطير والحيوان وهنا يقع الضرر
وقد وكل الله سبحانه وتعالي ملائكة كراما حافظين لحفظ البشر من الأخطار والاكداريقول الله تعالى وتقدس : {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [ سورة الرعد : الآية ١١]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة : " أي : للعبد ملائكة يتعاقبون عليه ، حرس بالليل وحرس بالنهار ، يحفظونه من الأسواء والحادثات....." انتهى كلامه رحمه الله ؛ وهؤلاء الملائكة الحفظة من جملة الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة؛ فعَنْ أبي طَلْحَةَ رضي الله عنه : أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَال : ( لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ) . متفقٌ عليه.
وعن ابن عُمرَ رضي اللَّه عَنْهُمَا قالَ: وَعَدَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ جِبْرِيلُ أَنْ يأتِيَهُ، فَرَاثَ عَليْهِ حتَّى اشْتَدَّ عَلى رَسُول اللَّه ﷺ، فَخَرَجَ فَلَقِيهُ جبْرِيلُ، فَشَكَا إلَيْهِ، فقَالَ: ( إنَّا لا نَدْخُلُ بيْتًا فيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ). رواهُ البخاري رحمه الله في صحيحه . وَعَنْ عَائِشَةَ رضي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: وَاعَدَ رَسُولَ اللهِ ﷺ جبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ في سَاعَةٍ أَنْ يأتِيَهُ، فَجَاءَتْ تِلْكَ السَّاعةُ وَلَمْ يأتِهِ، قَالَتْ: وَكَانَ بيَدِهِ عَصًا، فَطَرَحَهَا مِنْ يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: ( مَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلا رُسُلُهُ) ، ثُمَّ الْتَفَتَ، فَإذا جرْوُ كَلْبٍ تحْتَ سَريره، فَقالَ: ( مَتَى دَخَلَ هَذَا الْكَلْبُ؟).
فَقُلْتُ: وَاللَّه مَا دَرَيْتُ بِهِ، فَأمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَجَاءَهُ جبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَال رَسُولُ اللَّه ﷺ: ( وَعَدْتَني فَجَلَسْتُ لكَ ولَم تَأتِني) فقالَ: ( مَنَعني الْكلْبُ الَّذِي كَانَ في بيْتِكَ، إنَّا لا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ). رواه مسلم رحمه الله في صحيحه.
ومثل هذا تصوير بعضهم لنفسه أو تصوير النساء لإنفسهن سواء كامل جسمها أو بعضه مثل يدها ومفاتنها مع في هذا الأمر من إغراء لذوي النفوس المريضة بداء الشهوات فإن فيها تعريض نفسها لخطر الإصابة بالعين.
والدين الحنيف أتى بسد منافذ الشر كله عاجله و آجله عن بني [آدم عليه الصلاة والسلام] فأتى بتحريم صور ذوات الأرواح في عشرات الأحاديث النبوية الشريفة الناهية عن التصوير المحرمة له ؛ والصورة هي الصورة سواء كانت باليد أو بالكاميرا لأن هذه تسمى صورة وهذه كذلك تسمى صورة والنهي عام بلا استثناء.
ولغة العرب تشمل الحالتين ونحن إنما خوطبنا بلسان عربي مبين.
أيها الإخوة الكرام أن الدين النصيحة
فكونوا على حذر من الدنيا.ومفاتنها وزخارفها وشهواتها وشبهاتها ومتاعها الزائل.
كفانا الله وأياكم شرها
فقد نصح الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته رضوان الله عليهم ونصح أمته ؛ فعَنْ أبي الهيَّاجِ حَيَّانَ بنِ حُصَينٍ قَالَ: قال لي عَليُّ بن أبي طَالِبٍ رضي الله عنه : ألا أبْعَثُكَ عَلى مَا بَعَثَني عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه ﷺ ؟ ( أنْ لا تَدَعَ صُورَةً إلَّا طَمَسْتَهَا، وَلا قَبْرًا مُشْرِفًا إلَّا سَوَّيْتَهُ). رواه مسْلِمٌ رحمه الله تعالى في صحيحه.
رزقنا الله وأياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه .
واغاننا الله وأياكم من فضله
والله اعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
°°°°°°°°°°°°°°
كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.