الأربعاء، 21 يونيو 2023

[[ ثبت في الكتاب والسنة الحديث عن وصف الموازين العظيمة يوم القيامة التي يوزن فيها العباد وأعمالهم وثبت ان الواحد منها له كفتان ؛ فهل ورد في الكتاب والسنة وصف أن لهذه الموازين لسانا ]].



[ الجزء الثالث ]


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

اما بعد

فبعد نشر الجزء الأول و الثاني في مبحث مهم من مباحث العقيدة وهو مبحث الميزان الذي خلقه الله سبحانه وتعالي في الدنيا و الموازين التي يضعها الله سبحانه وتعالي في عرصات يوم القيامة وأن الواحد منها ميزان عظيم له كفتان وأنها موازين متعددة وليست ميزانا واحدا فقط. 

وانه يوزن فيها العبد ويوزن عمله  

ثم جرى الحديث عن مسألة :

[ هل الميزان له كفتان ولسان ام له كفتان فقط؟ ] 

والجواب عن هذا السؤال بما يلي :

اننا نجد جمعا من أهل العلم مثل البغوي والآجري رحمها الله و ابن قدامة رحمه الله في اللمعة واللاكائي رحمه الله في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة والبربهاري رحمه الله والسفاريني في معتقده وبعض من شرح العقيدة الواسطية وغيرهم من أهل العلم ذكروا لهذه الموازين كفتين ولسانا؛ فإضافتهم للسان لم يرد فيه نص من الوحيين صحيح يثبت صحة دعواهم. 

ومعنى لسان الميزان هو المؤشر والسهم الدال على ارتفاع احد الكفتين عن الأخرى أو تعادلهما في الوزن ؛ وقد سألني احد الطلاب عن عدم ايرادي للفظ [ اللسان ] في حديثي عن وصف الموازين في بحثنا المنشور عن الموازين سواء كان في الجزء الأول ام في الجزء الثاني من رسالتي عنه ؛ فذكرت له ؛ أن وصف الميزان بأن له لسان لم يثبت إتيانه في حديث صحيح.

والعقيدة الصحيحة كما هو معلوم توقيفية اي وقف على الكتاب العزيز والسنة النبوية فهذا هو المتعبد فيه وما عداه فلا يلتفت إليه .

وهذا هو دين الإسلام.

وإلى تأييد قولنا هذا ذهب علماء السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ومن ذلك ما قاله الإمام الألباني رحمه الله في جواب له عن سؤال

هذا نصه : " السائل : كما تعرض للميزان وأخبر أن له كفتان كما ثبت في السنة وأيضاً أخبر بأن له لساناً وكذلك الآجري فيما أذكر في الشريعة فما هو الدليل على ما قالوه ، هل ثبت شيء في هذا ؟" 

فكان جوابه رحمه الله :

" ما علمت ، كأنهم استلزموا من كفيتي الميزان أن يكون له ذلك اللسان والأمور الغيبية لا تقاس على الأمور المشهودة ومن الخطأ الفادح قياس الغائب على الشاهد ، لا نزيد على النص بآرائنا ".[ فتاوى عبر السيارة والهاتف للإمام الألباني رحمه الله شريط رقم ( ٠٧٦ / ٤)]. 

وفي إجابة الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله عن هذا الاستفسار ونصه :

السؤال :

هل للميزان لسان يتكلم به ؟

الجواب :

لا نعلم شيئاً يدل على ذلك." 

[ شرح الأربعين النووية ( ٢٣ / ٢٧) من الشاملة بتصرف يسير].


فمن اطلع على الكتاب والسنة علم يقينا أن ذكر اللسان ليس له وجود في كلام الله سبحانه وتعالي أو في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فأحببنا تنبيه الإخوة طلاب العلم الكرام على الصحيح من أقوال العلماء في هذه المسألة مقرونا كلامنا بالادلة التي تؤيد صحة هذا القول. 

والله اعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

______________

كتبه : غازي بن عوض العرماني.


وللعلم :

هذا رابط الكتاب في جزئه الأول :


《 وجوب الإيمان في الموازين يوم القيامة 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/05/blog-post_16.html?m=1



وهذا رابط الكتاب في جزئه الثاني :


《 رسالة عن الميزان اوالموازين التي وضعها الله في الدنيا والآخرة [ الجزء الثاني ] 》.


https://ghazialarmani.blogspot.com/2023/01/blog-post_31.html?m=1



اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل ما نقوم به من كتابة ونشر للعلم خالصا لوجه سبحانه وتعالى صوابا وفق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم وفق هدى سلفنا الصالح وان يتقبله بمنه وفضله ورحمته . 

آمين.