بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فقد طلب أحد الإخوة طلاب العلم الإستماع إلى مقطع فيديو يتحدث فيه المدعو مصلح العلياني عن إنكاره لمنكر حدث في مدينة من مدن المملكة العربية السعودية ويستدل لصحة قوله بشبه اوردها منها :ب " أن كلامه في إنكار المنكر علانية هو رأي كبار علماء الأمة وطريقتهم وسيأت إيضاح كذبه عليهم "
وقبل الشروع في تفنيد شبهاته :
أذكّر أهل الإسلام :
بأن الإستماع او مشاهدة هؤلاء الخوارج محرمة شرعا بل أتفق كبار علماء الإسلام على تحريمها إلا لمن أراد الرد عليهم وتفنيد شبهاتهم و بيان فساد مذهبهم نصحا للأمة وإبراء للذمة ولئلا يتبع هذا الضال في ضلاله ولئلا يعتقد العامة صحة مقاله جرى منا إعداد هذه الرسالة إجابة لطلب الأخ السائل و{ لتستبين سبيل المجرمين }
فأقول وبالله التوفيق:
جرى تفريغ كلام هذا المتحدث المشبوه كتابة ثم متابعة كلامه
اثناء حديثه في مقطع الفيديو الخاص فيه فتبين لنا ضلاله وابتعاده عن هدي السلف الصالح وبعده عن فقه الكتاب العزيز والسنة النبوية وانحرافه عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وتبين لنا من خلال ما تفوه به من الفواقر التالية وقد وضعناها بصورة وقفات في الرد عليه و بيان زيفه وفضح قوله وكشف فسادطريقة إنكاره :
[[ الوقفة الأولى : معرفة المتحدث عن كثب وبيان توجهه الاعتقادي المخالف للشرع المطهر ]] .
المتحدث هو مصلح العلياني و:" هو مفتي جبهة النصرة، وأسمه الحركي [ أبو خالد الجزراوي ] ؛ يعتبر على قائمة المطلوبين أمنيا في المملكة العربية السعودية ويعتبر من المؤيدين لتنظيم مليشيا داعش الدموي ثم اخيرا انتظم في تنظيم الخوارج الآخر وهو تنظيم القاعدة التكفيري الخارجي ؛ وهو عضو في الجماعة الثالثة الضالة الأخرى جماعة النصرة ولازال فيه حتى كتابة هذه الرسالة حسب علمنا ، وهو عضو فعال في وسائل أعلام لها عداء لدولتنا المباركة المملكة العربية السعودية ومضادة هذه الوسائل الاعلامية لدين الإسلام وأهله ونشرت هذه الجهات الاعلامية المنحرفة فكريا مقاطع الفيديو المحرضة على ولاة أمره فمرة نشرته وقد لبس ملابس الإحرام - واعظا مذكرا مهيجا محرضا - وهو لم يدخل المملكة العربية السعودية بعد هروبه وفي هذا المقطع الأخير يشاهد و خلفه علم المملكة العربية السعودية الاخضر مرفرفا متضمنا كلمة التوحيد في خدعة إعلامية جديدة رخيصة مبتذلة مفادها بأنه لاخلاف له مع دولة المملكة العربية السعودية بل يظهر محبتها فها هو يتحدث خلف رايتها ؛ بشفقة ونصح موجها كلامه لعامة المسلمين وهو قد لبس صوف الضأن على قلوب الذئاب في أسلوب إخواني خارجي يريد تهييج العوام والغوغاء على ولاة أمرهم.
[[ الوقفة الثانية : جهل هذا المتحدث بالعلم الشرعي ]]
هذا الذي يظهر نفسه بأنه من الناصحين أمام الملأ هو من الخوارج وكما ذكرنا سابقا بأنه من المطلوبين أمنيا وقد جمع بين تحليل الحرام وتحريم الحلال وهذا من القول على الله بلا علم وهو قرين الشرك في التحريم مع محاولة هدم أصول الدين وتقويض معالم الشرع وإستحلال دماء المسلمين بفتاواه المضللة
وثبت في السنة بما أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه ( ١٩٧٨) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا : ( لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ ) ومعنى : ( من آوى محدثا )
يروى بكسر الدال وفتحها ، فمعنى الكسر : من نصر جانيا أو آواه وأجاره من خصمه ، وحال بينه وبين أن يقتص منه . والفتح : هو الأمر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه .
وبسط ذلك متاحا في شروح أئمة السنة لهذا الحديث .
وهذا الضال المدعو مصلح العلياني جمع بين الشرين ، فتنبه ؛ فالحذر من قبول بدعته أو الترويج لها فهذا نوع إيواء له .
[[ الوقفة الثالثة : الخلاف مع هذا الخارجي في أصول الدين ]].
ماذكره هذا الضال من معاصي وذنوب فهي عظيمة لاشك ؛ لكنها ليست من أصول الإسلام وليست من القول على الله بلا علم كحاله وليس فيها تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وهي بعض الأخطاء التي تلوث بها المفسد مصلح العلياني .
[[ الوقفة الرابعة : طريقة مفسد العلياني فيها اهلاك للناس ]] .
بطريقة إنكاره المخالفة للإسلام يدخل ضمنا في معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
: ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم) رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه واخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه. و( اهلكهم) يروى أهلكُهم بضم الكاف ، ويروى: فهو أهلكَم بفتحها , والمعنى أنه هو الذي أهلكم لم يهلكوا.
وأما الرواية فهو أهلكُهم أي فهو أشدهم هلاكا، والمسلمون لا يهلكون بل لا تزال فيهم طائفة على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله، كما قال النبي ﷺ: ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله) ، وفي لفظ آخر: ( من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله) وفي لفظ آخر: ( لا يزال أمر هذه الأمة قائماً حتى يأتي أمر الله ).وهذه الأحاديث في الصحيح والسنن والمقصود بإيرادها أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، بل لا يزال فيها طائفة على الحق وعلى الهدى لا يهلكون جميعاً .
[[ الوقفة الخامسة : كيفية النصيحة الشرعية لمن ولاه الله أمر المسلمين ]] .
الطريقة الشرعية الصحيحة المتبعةعند السلف الصالح تكون بالنصيحة فيما بين أهل العلم وبين السلطان او من ينيبه ، والكتابة إليه سرا ، أو الإتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.
ويتبع هذا ....
[[ الوقفة السادسة : بيان النصيحة الشرعية الصحيحة]]
ومن الطرق الشرعية كذلك المتبع فيها سلفنا الصالح ؛ ان إنكار المنكر يكون بدون ذكر الفاعل فينكر الزنا بالإدلة وينكر كذلك الخمر بالإدلة وينكركذلك الربا بالإدلة من دون ذكر من فعله من حاكم أو محكوم فذلك هو الواجب وهذه الطريقة السلفية المتبعة عند أهل العلم ؛ لعموم الأدلة.
وبهذا يتبين لك كذب المدعو مصلح العلياني على كبار علماءالإسلام مثل إبن تيميه وإبن باز وإبن عثيمين رحمهم الله تعالى .
[[ الوقغة السابعة : عظيم خطر القول بإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم مع سلامته منها ]]
تعميم إفشاءالمنكر واشاعة نشره بين المسلمين وإتهامهم كلهم أو جلهم بفعلها فكأنهم هم من فعلوا هذا المنكر أوشاركوا فيه وكأن هذا الخارجي هو المنقذ لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ويزعم أنه هو المنكر الوحيد لهذه المنكرات فطريقته هذه باب من أبواب إشاعة الشر والفاحشة بين المسلمين والله تعالى يقول : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.
[[ الوقفة الثامنة : أهمية الفقه في الدين عند إرادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ]]
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من يردالله به خيرا يفقه في الدين ) وهو في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة شرعية وقف على أدلة الوحيين في طريقة أدائها وتنفيذها وفيها يستبعد الجهل والحمق والرعونة ؛ فالعلم الشرعي بالأدلة بأن هذا العمل منكر أو معروف والإلمام بفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومراعاة درجات إنكار المنكر وترتيب المصالح والمفاسد وبالحكمة كما قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في السياسة الشرعية : " لابد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من علم قبله وحلم في اثنائه وصبر في آخره ".
ومن الفقه كذلك :
متى يأمر ؟
وكيف يأمر ؟
وبما يامر به ؟
وماهي الصيغة المناسبة التي يأمر فيها ؟
فكل هذه الأمور من علم وإختصاص مشايخ السنة ومن فقههم وكل هذه الأمور معدومة عند المدعو مفسد العلياني ومذهبه الإخواني الخارجي .
[[ الوقفة التاسعة : ادلة الكتاب العزيز والسنةالنبوية تبين كيفية النصيحة الشرعية لولاة الأمر ]]
ان الطريقة الصحيحة المبنية على إدلة الكتاب والسنة وماعليه هدي سلف في كيفية نصح ولاة الأمر من ملك أو أمير أو ريس أو وزير والتي ذكرها الإمام إبن باز رحمه الله :"وهذا سؤال وجوابه وجه للامام ابن باز رحمه الله هذا نص السؤال والجواب :
" س: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟
ج: ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الرباض من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان : قال بعض الناس لأسامة بن زيد : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ).
نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر، إنه سميع مجيب.وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه".إنتهى كلامه رحمه الله[ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( ٨ / ٢١٠ )].
[[ الوقفة العاشرة : من زيادة إفلاس المدعو مصلح العلياني من الفقه والعلم وذلك بإنكاره على كبار العلماء ]]
إنكار هذا المشبوه على كبار العلماء ومحاولة ضعيفة منه بإستنقاصهم وذلك بوصفهم بانهم " أهل المناصب الشرعية ". وفي كلامه هذا قلة ادب وجهل بالاحكام وانعدام العلم والأخلاق وما ادراه لعلهم أنكروا المنكر - إن وجد هذا المنكر - لكن بينهم وبين ولي الأمر وهذا وفق السنة ومماثل لمافعله كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم مع الخلفاء مع سلامة طريقتهم من التهييج الإخواني والإنفعالات غير المضبوطة بضابط الشرع وأما من تلون وأظهر بخلاف مايبطن من كبار مذهبه الإخواني الخارجي فهؤلاء لايمثلون إلا أنفسهم ويمثلون مذهبهم الإخواني الخارجي وهم معروفون عند عامة المسلمين .
[[ الوقفة الحادية عشر : افساده في الأرض ويزعم الإصلاح وهو بعيد عن العلم والإصلاح ]]
حيث قال فض الله فاه في آخر مقطع الفيديو :
" اقول لهم الناس امانة في اعناقكم تذكروا قول الله تعالى { واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلا فبئس ما يشترون} .
فالجواب عن هذه الشبهة نقول والله المستعان : طريقة الإخوانية هي طريقة الخوارج لهذا يسميهم العلماء :"خوارج العصر ". فهم يطبقون الآيات التي نزلت في الكفار وينزلون احكامها على خاصة المسلمين وعامتهم المسلمين - حكاما ومحكومين - وعند الرجوع الى تفسير هذه الاية كما في تفسير إبن كثير رحمه الله لهذه الآية نجد أن تفسيرها هو ان :" هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب ، الذين أخذ عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأن ينوهوا بذكره في الناس ليكونوا على أهبة من أمره ، فإذا أرسله الله تابعوه ، فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والآخرة بالدون الطفيف ، والحظ الدنيوي السخيف ، فبئست الصفقة صفقتهم ، وبئست البيعة بيعتهم .وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم ، ويسلك بهم مسلكهم ، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع ، الدال على العمل الصالح ، ولا يكتموا منه شيئا ، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) ]"
أخرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي ، وابن ماجه وأحمد
وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله ( ٣٦٥٨ ).
أخيرا :
إن الذود عن الإسلام وأهله - من علماء وحكام - ضد صائل الخوارج الإخوانية وظلمهم وكشف زيغهم وتفنيد شبههم من الجهاد في سبيل الله بل هو من أكبر الجهاد وأعظمه لقوله تعالى{ وجاهدهم به جهادا كبيرا } وهو جهاد الخاصة من أهل العلم . فنسأل الله أن يجعل ماقمنا فيه من كتابة ورد على باطل وضلال هذا المجرم خالصا صوابا متقبلا ونسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يكفي المسلمين - علماء وعامة وحكاما - شره وشر مذهبه الإخواني الخارجي . والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني