بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فمن الالفاظ الحادثة التي
يجب عند رؤيتها أمور منها :
( أولا )
الحذر منها لباطنيتها وغموضها
و...
( ثانيا )
الاستفصال عن معناها فإن كان معناها حقا قبل وإن كان باطلا رد والواجب بيان الشرع بألفاظه العربية الواضحة الواردة في الكتاب العزيز والسنة النبوية وما أتى في لغة العرب .
فمن هذه الالفاظ أو المصطلحات الحادثة قولهم :" نجمع بين الأصالة والمعاصرة ".
فإن كان المعنى :
الاستعانة بالأجهزة الحديثة والتقنية وفق ضوابط الشرع بحيث ينشر الاسلام
بضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهذا المعنى صحيح .
وأما أن أراد:
أن يكون سلفي العقيدة عصري المنهج أو المواجهة كما تقوله جماعة الإخوان الخوارج فهذا معنى باطل إذ يدخلون في هذه العصرية الزائفة [ جواز المظاهرات والاضرابات والاعتصامات والانقلابات العسكرية والتنظيمات السرية وتكفير المسلمين واباحة الخروج على ولاة الامر وتعدد الجماعات وحرية الاراء ....الخ من مفاسد عظيمة ] وطريقتهم هذه معناه عدم الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة وعدم رضاهم عن نهج السلف الصالح.
فإنتبهوا لهذا الالفاظ الحادثة والمصطلحات النازلة فيدخل يقينا في ضمنها الشر .
ولهم سلف طالح في ذلك
فقد تأثر بعض العلماء فكيف بغيرهم من العوام في طريقتهم
فدخلت بعض مصطلحاتهم المنحرفة في عبارات لعلماء اجلاء فعبارة : "وتعالى عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات كسائر المبتدعات " المذكورة في متن العقيدة الطحاويه للعلامة الطحاوي رحمه الله اذ لا شك بأنها تتضمن
تعطيل لصفات الله سبحانه وتعالى الثابتة له في الكتاب والسنة وهي صفات الله الحسنى اللائقة بكماله سبحانه ، مثل الوجه واليدين والعينين وهؤلاء المعطلة الجهمية يسمونها جوارح وأعضاء ، ويزعمون انهم وينزهون الله عنها . وهم قد ردوا خبر الكتاب والسنة :{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ } لجهلهم والا فالحق واضح أتى بيانه وايضاحه في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه ؛ ومثل ذلك محاولتهم إنكار علو الله سبحانه فوق خلقه ، واستوائه على عرشه في سمائه ، فيسمون " جهة ، ومكانا " ثم يزعمون أنهم ينزهون الله تعالى عنها ومثل ذلك عبارة " خالق بلاحاجة " والتي ذكرت كذلك في المتن السابق فهي
عبارة مجملة يستفصل عن معناها فإن أراد بها معنى حق قبل ؛ وإن أراد بها معنى باطلا ردّ ولم يقبل منه.
ومذهب الكلابية وهم من يطلقون على أنفسهم الاشاعرة وهو مذهب جهمي معطل محدث مبتدع مخالف لدين الإسلام الصحيح والذي دل عليه الكتاب والسنة وهدي سلف الامة ينفون عن الله الحكمة، لكن لايصرحون بهذا بل يعبرون ب:"أن الله منزه عن الحاجات والأغراض " ومرادهم نفي الحكمة والتعليل، ويعرفون ب:"نفاة الاسباب والحكمة" والحكمة عندهم : الارادة والمشيئة ؛ ولهذا يصرح بعض الأشاعرة الجبرية في شرحه لهذه العبارة بأن الله :"خلق الخلق ليس لحكمة ولا لعلة إنما محض المشيئة" .تعالى ربنا وتقدس فله الحكمة البالغة.
فعلى طالب العلم الحذر من الالفاظ الحادثة المجملة التي تحتمل حقا وباطلا.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
........
كتبه: غازي بن عوض العرماني.