الخميس، 4 مارس 2021

《 وصية لإخواني طلاب العلم في بيان أهمية التوحيد والعقيدة الصحيحة و أصول السنة 》

بسم الله الرحمن الرحيم 


السؤال :

 الظاهر من مقالاتك وما تكتبه من رسائل  تميل كثيرا الى العقيدة - في بيانها والدفاع عنها وكشف الشبهات وتفنيدها وفضح رموزها - 

فما السبب في ذلك ؟



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد  

فالجواب : 

نقول وبالله التوفيق ونطلبه الإعانة والسداد .


نسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظن أخينا السائل ؛ اللهم لا تؤاخذني بما يقولون  واغفر لي ما لا يعلمون  واجعلني خيرا مما يظنون .

وسبب تركيزنا على دراسة العقيدة و التوحيد و أصول السنة أمور منها :

                    [  ا  ]

دعوة جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام هي في  التوحيد وسلامته من الشرك  وبيان صحة العقيدة .

                 [ ب ]

 ثم إن لي سلف في ذلك فشيوخ الإسلام امثال ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله غالب ماكتباه هو في العقيدة والتوحيد ..وغيرهم كثير .

               [ ج ]

ولأن أي دعوة لا تبنى على عقيدة صحيحة وعلى التوحيد ونبذ الشرك  فهي دعوة باطلة .

               [  د  ]

البعد عن الشرك والمحدثات سبب في ابعادك عن حبوط  الاعمال ؛ فالشرك بالله ظلم عظيم ومع ماسبق  سلامة دينك وحسن خاتمتك  .

 

              [  ها  ]

ثم إن المطلع على أحوال عامة الناس يراهم في جهة علم العقيدة والتوحيد و أصول السنة في ضعف في هذا الأصل العظيم. 

فتجد  علماء جهابذة في

 الفقه

 والحديث

 ومصطلحه

 و أصول الفقه

 وعلوم اللغة ....

لكن العقيدة عندهم تعبانة ...فحالهم

ما بين 

معطل جهمي 

او صوفي قبوري 

أو رافضي 

أو اباضي

او فيه ميل إلى أهل الإلحاد. 

او إخواني خارجي 

[هم أنواع شتى  

وأخبثهم السروري والحدادي لعظيم خطرهم على الإسلام ولتلونهم وعدم معرفة أغلب أهل العلم لهم ].


وقد رأيت ممن يُنسب  إلى السنة والسلفية ... 

وهو لا يعرف توحيد الأسماء والصفات .

 وفيه  تخبط في مسائل العقيدة عند عرضه لها  .

و لم يلزم غرز كبارالعلماء في طريقتهم المرعية وقواعدهم الشرعية وأصولهم العلمية .

 مع  تعظيم لسيد قطب وفكره وفرقته الإخوانية الخوارج

 بل ولا يرى التحذير منهم و يأمر طلاب العلم بترك التحذير منه وينقل عنه في كتبه مع مخالفته لأصول السنة في تقريراته ومن العجائب أنه يظهر خلاف ما يبطن  ويرمي أئمة السنة وكبار علماء السلف بالفواقر وله نفس حدادي خارجي في عرض مسائل العقيدة وما علم أن الطعن فيهم طعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم 

فقل لي بربك : 

أفي مثل هؤلاء 

  ينصر الإسلام

 وهل هم أهل لذب الشبه عن السنة .

 وتفنيد اباطيل افكار رموز الضلال .

 او تراهم يردون على صائل أهل الأهواء والبدع ؛ ممن خالف الوحيين واتبع غير سبيل المؤمنين ..مع ضعفهم العلمية وبضاعتهم المزجاة. 

فإنا لله وانا اليه راجعون. 

والله المستعان 

فالأمر لله أولا وآخرا .


ورأيت أنهم  يخبطون خبط عشواء في كلامهم " هي الناقة التي لاتبصر في الليل ومثلها الجاهل ومن جهله مركب" في تيه وضياع الأهواء والمشارب المختلفة    فحرصنا - بفضل الله تعالى ورحمته- على تعلم العقيدة الصحيحة .

وهذا بفضل ورحمته وكرمه وجوده وإحسانه وتوفيقه لا شريك له.  فله الشكر وله الحمد والثناء تعالى ربنا وتقدس..

( ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ) كما في الحديث الصحيح فالشكر موصول لولاة أمرنا آل سعود أهل التوحيد والسنة في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية - حرسها الله - فهم بذلوا الغالي والنفيس لإيصال علم الوحيين وميراث النبيين إلى أبنائهم ومن توفيق الله لهم أن هيأ لهم من يساعدهم في ذلك ويقوم ببيان الإسلام الصحيح المتمثل في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  وهم كبار علماء الاسلام 

فنالنا بفضل الله الخير الكثير .

وإتماما نقول : إن  

 《 اساس العقيدة الصحيحة ينبني على أصول  》

أهمها :

              (  الأول )

صحة المصدر [ الكتاب والسنة ] وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من إدلة كالإجماع والقياس الصحيح  .

                 (  الثاني  )

سلامة الفهم والتصور الصحيح لأي حكم اومسالة اوقضية أو بيان حال جماعة ضالة او شخص منحرف   [ وذلك بالحرص على أتباع فهم السلف الصالح في علمهم و عدلهم وانصافهم وعلمهم وحلمهم وحسن خلقهم].

              (  الثالث )

حسن المعتقد  وصواب المنهج في الشيخ الذي تريد ثني الركب عنده  مع الحرص على مجالسة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  ولا يتم ذلك إلا بمحبة كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى امثال ابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب و الألباني وربيع المدخلي وعبيد الجابري و الجامي ومقبل الوادعي واحمد النجمي وإبن باز والعثيمين رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم  .

ويتبع ذلك إدامة النظر في ميراثهم الذي استفادوه من ميراث الأنبياء والمرسلين والعمل بما فيه.  


                 (  الرابع   ) 

 سؤال الله الهداية إلى الصواب والرشد والحق  في مااختلف فيه الناس  والالحاح بدعاء الله سبحانه وتعالى بطلب العلم وذلك مثل { رب زدني علما } 

يامعلم آدم وابراهيم علمنا ويامفهم سليمان فهمنا. 


فالعلم أعظم الرزق ف( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )حديث صحيح في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما وعن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. 


                 (  الخامس ) 

العمل بما علمت فإقتضاء العلم العمل . والعمل بالعلم يذكرك المسائل فلاتنساها اذا قمت بتطبيقه عمليا . 


                (  السادس ) 

في اي مسألة لاتنسى التوكل وتفويض الأمر لله والاستغفار والتسبيح والتهليل والبر وإدامة ذكر الله والصدقة ولو بشئ يسير ثم في أثناء النظر في مسألتك التي تريد بحثها أو تقوم ببحثها تأن ولا تعجل و تثبت  فيها وتاكد وتبين وتصورها جيدا بل التصور الصحيح المطابق للحق وافهمها حق الفهم وقبل الحكم دون مراجعك ومصادرك بالصفحة والجزء أو الصوتية الثابتة

 .


               (  السابع  ) 

لاترى نفسك افضل أو أعلم أو أعلى بذات أو فهم 

وابتعد عن الغرور

 واحذر مكر الله .


                 (  الثامن  ) 

استفد علما ممن هو دونك وممن هو مساو لك  ومن هو أعلى منك : { وفوق كل ذي علم عليم } .


                (  التاسع )

هذا العصر توفرت فيه وسائل نقل العلم . فأين من يعمل بعلمه. وهذا خير لكن الشر الذي فيه تشابك وسائل  التواصل والإعلام والتلقي  مع ذوي الاتجاهات الفكرية المنحرفة 

فديانات شتى 

واحزاب متضادة

وطوائف مختلفة

وفرق شاذة

وجماعات متفرقة 

وملل متحاربة

ونحل متناحرة

وفرق ضلال

{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ  }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : "

وقال أبي بن كعب في قوله : { ظلمات بعضها فوق بعض } فهو يتقلب في خمسة من الظلم : كلامه ظلمة ،

 وعمله ظلمة ، 

ومدخله ظلمة ،

 ومخرجه ظلمة ،

 ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار .

وقال الربيع بن أنس ، والسدي نحو ذلك أيضا .

وقوله : { ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور } أي : من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ، كما قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } [ الأعراف : ١٨٦ ]وهذا [ في ] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين : { يهدي الله لنوره من يشاء }فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ، وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا". انتهى كلامه رحمه الله. 

قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " كذلك الكفار، تراكمت على قلوبهم الظلمات، ظلمة الطبيعة، التي لا خير فيها، وفوقها ظلمة الكفر، وفوق ذلك، ظلمة الجهل، وفوق ذلك، ظلمة الأعمال الصادرة عما ذكر، فبقوا في الظلمة متحيرين، وفي غمرتهم يعمهون، وعن الصراط المستقيم مدبرين، وفي طرق الغي والضلال يترددون، وهذا لأن الله تعالى خذلهم، فلم يعطهم من نوره، { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } لأن نفسه ظالمة جاهلة، فليس فيها من الخير والنور، إلا ما أعطاها مولاها، ومنحها ربها. يحتمل أن هذين المثالين، لأعمال جميع الكفار، كل منهما، منطبق عليها، وعددهما لتعدد الأوصاف، ويحتمل أن كل مثال، لطائفة وفرقة. فالأول، للمتبوعين، والثاني، للتابعين، والله أعلم " .انتهى كلامه رحمه الله. 

فأبتعد ياطالب العلم عن هذه التيارات الفكرية الجارفة وكن مسلما موحدا سنيا سلفيا    .

يتبع هذا : 

ان طالب العلم في وسائل الإعلام وفي  محرك البحث جوجل يجد هذه الفرق برموزها وافكارها وتوجهاتها وشبهاتها ولا ينجيك منها إلا الله رحمة منه  وفضل ثم  علمك النافع وعملك الصالح  وسؤال الله الثبات على التوحيد والسنة وان يرزقك حسن الخاتمة. 

تأمل  ؛ 

و أنظر 

ثم أعد النظر بما ذكرناه عاليا من أصول مهمة عظيمة  . 


فمن أراد النجاة سلك سبيل أهل النجاة فقوة العقيدة ومتانة التوحيد تدل على علم جم يقول الله تعالى وتقدس:{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " يقول [الله] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي ".إنتهى كلامه رحمه الله. 

فمن أراد الخير  والدعوة إلى الله فعليه 

بالعلم .

 وهو معرفة دين الإسلام بالإدلة .

 ثم

 العمل بالعلم .

ثم

 الدعوة إلى دين الله بعلم وبصيرة واخلاص واهم ما يدعو إليه هو توحيد الله سبحانه وتعالى ثم بقية اركان الاسلام وشرائعه وفرائضه وواجباته وسننه وشعائره. 

ثم 

الصبر على الأذى فيه

 " أي يصبر على الأذى في هذه الأشياء، فقد يحصل للإنسان أذًى: قد يتعب، قد يُؤذيه بعض الناس، لا بد من الصبر، الصبر على إيمانك بالله ورسوله، الصبر على العمل بما أوجب الله عليه، وترك ما حرَّم الله عليه، لا بدَّ من الصبر في الدَّعوة إلى الله، والتعليم، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر.فلا بدَّ من الصبر في هذه الأمور كلها، فالدين كله يحتاج إلى صبرٍ: صبرٍ على أن تعبد الله وحده، وصبرٍ على أن تُصلي، وتُزكي، وتصوم، وتحج، وصبرٍ على أن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الله، وصبرٍ عن المحارم والسَّيئات، فتحذر من قربها، لا بدَّ من الصبر.فالإنسان إذا لم يصبر وقع فيما حرَّم الله عليه، وترك ما أوجب الله عليه، لا بدَّ من صبرٍ؛ ولهذا قال تعالى لرسوله: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: ٣٥ ]، وقال سبحانه:وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور: ٤٨ ]، وقال تعالى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل: ١٢٧]، وقال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: ١٠ ]، وقال تعالى: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: ٤٦] يعني: اصبروا على طاعة الله، وترك معصيته، واحذروا مخالفة أمره، وارتكاب نهيه.

والدليل على هذه الأربع: قوله تعالى: وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر]، ففي هذه السورة العظيمة الحجة لهذه الأمور، وهذا هو الدين كله "[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله في مقدمه شرحه للأصول الثلاثة ]  

وفي ختام كلمتي:

أوصي الإخوة طلاب العلم بدراسة كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وتلامذته

والاستفادة من شروحها .

ثم يبدأ بدراسة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 

ويستعين على فهمها بشروح أهل العلم الصافي لها امثال الإمام محمد بن أمان الجامي رحمه الله فله شروح صوتية لعلمه بأهمية كتب الشيخين رحمهم الله أجمعين ثم النظر في سائر كتب أهل العلم النافع والعمل الصالح والاستفادة منهم ومن ما ورثوه من ميراث الأنبياء والمرسلين  .

جعلنا الله وإياكم من العاملين  بما علموا - من علم نافع وعمل صالح - وثبتنا الله على الإسلام والسنة يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-----------

كتبه : غازي بن عوض العرماني .