الثلاثاء، 23 مارس 2021

《 شرح حديثين صحيحين وإيضاحهما 》


                 

           ( الحديث الأول )

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره , وولدا صالحا تركه , ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه , أو بيتا لابن السبيل بناه , أو نهرا أجراه , أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته )  رواه ابن ماجه رحمه الله وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه ( ١٩٨).


           ( الحديث الثاني )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٦٣١).

فالحديثان كلاهما صحيح 

 قد يقول قائل :

ان ظاهر الحديثين التضاد 

والاختلاف  ؟

فالجواب :

مارواه الإمام مسلم رحمه الله عام و مارواه الإمام ابن ماجه رحمه الله  يذكر الأنواع الثلاثة من الأعمال الصالحة ثم يبين أحد الانواع  وهو الصدقة الجارية ويذكر أمثلة لها ويذكر النوعين الباقيين ويبين صفتهما    بعد أن لم تبين في الحديث الأول. 


ونزيد ذلك إيضاحا فنقول :

أولا :

[بناء المساجد والبيوت للمسافرين وإجراء الأنهار  وإخراج الصدقة في حال صحته واثناء حياته ] فكل ما سبق هو من أنواع  الأعمال الصالحة التي  تندرج ضمن

[  الصدقة الجارية ] .


ثانيا : 

و [ علم - بتشديد اللام - علما ] يقيده ويبين نوع هذا العلم بأنه  [ علم ينتفع به ] فتعليم كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهج سلفنا الصالح ومحاربة من  خالف أو خذل أو ضل عن الصراط فهذا من  العلم الذي ينتفع به وذلك  مثل  الدروس العلمية وتفريغها أو  تأليف الكتب في مثل  بيان توحيد الله 

سبحانه وتعالى ونبذ الشريك عنه تعالى ربنا وتقدس 

وأقسام التوحيد و افسادشبه أهل التجهم والتعطيل وكسرها

وايضاح السنة ونشرها  وتفنيد البدع وردها  .

ثالثا : 

[ او ترك ولدا يستغفر له بعد موته ] بين الحديث الآخر صفة الولد بأنه  [ ولد صالح يدعو له ] ؛ فالحديثان صحيحان ويوضح أحدهما الآخر  ويبينه وليس بينهما اختلاف أو تضاد  . وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍۢ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } .

......................

كتبه :  غازي بن عوض العرماني .