السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في شرح الإمام محمد أمان الجامي رحمه الله على العقيدة الواسطية
يقول الشيخ الجامي رحمه الله : الماتريدية والاشاعرة مذهبان كمذهب واحد يثبتون بعض الصفات ويأولون بعضها فهم مثبتة من جهة ومعطلة من جهة
والإشاعرة يثبتون سبع صفات: القدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم والحياة والكلام مع " في الكلام من الكلام "
السؤال يا شيخ هل الماتريدية تثبت هذه الصفات السبع مثل الأشاعرة ؟
الجواب :
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
اما بعد :
فحينما نأت إلى معرفة التوحيد عند الماتريديه نجده عندهم
على ثلاثة أنواع :
الاول :
فيقولون واحد في ذاته فلاقسيم له ؛ فلايقبل الانقسام والتعدد
ويعنون به :
نفي الصفات الذاتية أوالفعلية عن الله سبحانه وتعالى. و هذا عين مذهب الاعتزال .
الثاني :
الوحدة في الصفات وظاهر كلامهم هذا أنهم ينفون معاني اسماء الله وصفاته فيثبتون الاسم دون معناه فيجعلونها من باب الترادف في المعنى والمتباينة في اللفظ وكذلك ينفون الصفات الإختيارية الثابتة لله في الكتاب والسنة القائمة بذات الله والمتعلقة بقدرة الله ومشيئته. وفي توحيدهم هذا جمعوا بين مذهب المعتزلة و الكلابية الأشاعرة.
النوع الثالث :
الوحدة في الأفعال ، والمراد بها انفراده باختراع جميع الكائنات عمومًا، وامتناع إسناد التأثير لغيره في شيء من الممكنات
وهذا القول يشبه قول الكلابية الأشاعرة القائلين بالجبر.
وأما الصفات التي يثبتونها فيسمونها الصفات الثبوتية وهي ثمان صفات هي : القدرة والعلم والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين،
وقالوا ب[ الثبوتية] :أي أن مصدرها إثباتها العقل فقط وليس النقل .
وهكذا هي عين طريقة الكلابية الأشاعرة في اثباتهم الأسماء والصفات
والصفات عندهم المثبتة سبع هي: العلم, والقدرة, والإرادة, والحياة, والكلام, والسمع, والبصر .
ويقولون أنها من الصفات المعنوية :
وهي الصفات الذاتية التي يلزم منها إثبات صفات المعاني و[ الفرق بين الصفات المعنوية وصفات المعاني ]
أن صفات المعاني يقولون عنها : هي الصفات الوجودية التي تثبت عقلا وحقيقة .
و اما الصفات المعنوية عندهم فيقولون : هي الصفات الثبوتية التي تثبت عقلا وليست موجودة حقيقة وواقع هكذا أتى وصفهم للتفريق بين هاتين الصفتين فصفة الحياة عندهم تدل على كونه حيا وصفة العلم تدل على كونه عليما ....وهكذا بقية الصفات فكأنهم يثبتون صفة لها معنى مشابه لمعنى الصفة
وطريقتهم هذه يزعمون ان فيها ردا على المعتزلة الذين يثبتون اسما وصفة بلا معنى فيقولون عليما بلا علم سميعا بلا سمع بصيرا بلا بصر ...
فالمعتزلة يصرحون علنا بتعطيل أسماء الله وصفاته.
وهؤلاء الكلابية الأشعرية و الماتريديه يثبتون بعض الصفات كما ذكرنا سابقا ويعطلون باقي الصفات
وهذه الصفات المثبتة عندهم ظاهرا لهم طريقة في تعطيلها وهو التأويل فيجعلون لها معنى آخرا غير مراد في كلام الله سبحانه و تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم بل فيه مخالفة للغة العرب .
فهذه الفرق جميعها نحت نحو الباطنية في إثبات ألفاظ تخالف المعنى الحقيقي الذي وضعه الشارع واراده وإثبات معاني هي في الحقيقة الحاد محض .
فالذي يظهر أن[ الماتريدية] مذهب كلامي مبني على تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى و هجين ملفق بين مذهب المعتزلة و الكلابية الأشاعرة .
والماتريدية:
نسبة إلى أبي منصور الماتريدي وهو مؤسس هذه الفرقة الجهمية المعطلة التي ظهرت في بداية القرن الرابع الهجري والتي جمع فيها بين طريقة المعتزلة و الكلابية الأشاعرة في الأسماء والصفات وحاول الجمع فلفق ابو منصور الماتريدي مذهبا باطلا جمع فيه شرور الفرقتين المارقتين السابقتين
و[ من رموز الماتريدية وأعلامها ] :
١-
السلطان محمد الفاتح :
فقد نصرها بالسيف إذ أن الماتريدية هي المذهب الجهمي التعطيلي المعتمد في الدولة العثمانية التركية في إنكار توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلى مع شرك قائم في توحيد الألوهية
مع جمود فكري في فقه العبادات والمعاملات أغلبه خال من الأدلة الشرعية بل قائم على الأدلة الموضوعة والضعيفة و على رأي فيه مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
لذا لا تعجب في محاربتهم للدولة السنية السلفية المملكة العربية السعودية وعلمائها وتكفيرها واستحلال دماء أهلها و تعييرهم ب الوهابية .
٢-
الحكيم السمرقندي ·
٣-
سعد الدين التفتازاني ·
٤-
الشريف الجرجاني ·
٥-
الكمال بن الهمام ·
٦-
جلال الدين الرومي ·
٧-
علاء الدين البخاري ·
٨-
سبط ابن الجوزي ·
٩-
ابن التركماني ·
١٠-
ابن نجيم ·
١١-
ابن قطلوبغا ·
١٢-
ابن عابدين ·
١٣-
عبد العزيز الدهلوي ·
١٤-
محمد عبده [ مع باطنية خبيثة ].
١٥- محمد زاهد الكوثري [ أطلق عليه الإمام ابن باز رحمه الله وصف :" المجرم الأثيم ".وتلميذه الجهمي عبدالفتاح أبو غدة الذي أراد تشويه كتب أهل الحديث فكشفه الله سبحانه وتعالى وفضحه على يد الإمام الألباني رحمه الله] .
وأما الأشاعرة:
فهو مذهب جهمي تعطيلي قائم كذلك على تعطيل توحيد الله في اسمائه الحسنى وصفاته العلى وهو في هذا العصر لا يذكر الا مقرونا في مذهب الصوفية عباد القبور المبني على الشرك في توحيد الألوهية والذي وقع الخلاف فيه بين الرسل عليهم الصلاة والسلام وبين أممهم.
وحق الأشاعرة أن يسمون بالكلابية لأمور منها :
أولا:
ان المؤسس هو عبدالله بن سعيد بن كلاب فالأولى أن ينسبوا إليه .
ثانيا :
تبرأ ابو الحسن الأشعري رحمه الله من هذا المذهب الباطل ورجوعه عنه وتوبته كما في كتابه ( الابانه عن أصول الديانة )
فليس لأي زاعم أن يجعله مذهبا لأبي الحسن الأشعري رحمه الله وقد رجع عنه .
ومن ظلمهم:
زعمهم انهم ( أهل السنة والجماعة ). والسنة بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة و السلام. لمخالفتهم لها
مع مخالفتهم لل"الجماعة" وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ويوجد نشر هذا المذهب وتقريره للأسف في جامعة
الأزهر كفى الله المسلمين شرهم .
وما ذكرناه سابقا جرى مختصرا وإلا موضع البسط في كتب شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى الذين فضحوا هذه المذاهب الباطلة وفندوا شبهها و اعروا رموزها على حقيقتهم المخالفة لأصول الإسلام ومضادتهم لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
------------------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .