الثلاثاء، 23 مارس 2021

《 شرح حديثين صحيحين وإيضاحهما 》


                 

           ( الحديث الأول )

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره , وولدا صالحا تركه , ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه , أو بيتا لابن السبيل بناه , أو نهرا أجراه , أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته )  رواه ابن ماجه رحمه الله وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه ( ١٩٨).


           ( الحديث الثاني )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ١٦٣١).

فالحديثان كلاهما صحيح 

 قد يقول قائل :

ان ظاهر الحديثين التضاد 

والاختلاف  ؟

فالجواب :

مارواه الإمام مسلم رحمه الله عام و مارواه الإمام ابن ماجه رحمه الله  يذكر الأنواع الثلاثة من الأعمال الصالحة ثم يبين أحد الانواع  وهو الصدقة الجارية ويذكر أمثلة لها ويذكر النوعين الباقيين ويبين صفتهما    بعد أن لم تبين في الحديث الأول. 


ونزيد ذلك إيضاحا فنقول :

أولا :

[بناء المساجد والبيوت للمسافرين وإجراء الأنهار  وإخراج الصدقة في حال صحته واثناء حياته ] فكل ما سبق هو من أنواع  الأعمال الصالحة التي  تندرج ضمن

[  الصدقة الجارية ] .


ثانيا : 

و [ علم - بتشديد اللام - علما ] يقيده ويبين نوع هذا العلم بأنه  [ علم ينتفع به ] فتعليم كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهج سلفنا الصالح ومحاربة من  خالف أو خذل أو ضل عن الصراط فهذا من  العلم الذي ينتفع به وذلك  مثل  الدروس العلمية وتفريغها أو  تأليف الكتب في مثل  بيان توحيد الله 

سبحانه وتعالى ونبذ الشريك عنه تعالى ربنا وتقدس 

وأقسام التوحيد و افسادشبه أهل التجهم والتعطيل وكسرها

وايضاح السنة ونشرها  وتفنيد البدع وردها  .

ثالثا : 

[ او ترك ولدا يستغفر له بعد موته ] بين الحديث الآخر صفة الولد بأنه  [ ولد صالح يدعو له ] ؛ فالحديثان صحيحان ويوضح أحدهما الآخر  ويبينه وليس بينهما اختلاف أو تضاد  . وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍۢ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } .

......................

كتبه :  غازي بن عوض العرماني . 

الأحد، 21 مارس 2021

《 بيان فساد وضلال ديانة فرقة الأحباش الباطنية 》



         ( مقدمة وتمهيد ) 


     بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد : 

ففي رسالتنا هذه أحببنا أن ننبه على عظيم خطر فرقة باطنية أطلق عليها كبار علماء الاسلام أسم  الأحباش ليكون طالب العلم على وعي كامل وبصيرة تامة بشأن تعدد الدجاجلة  وتنوع أفكارهم المنحرفة ليكون على حذر منهم .

ثبتنا الله وإياكم على التوحيد والسنة وكفانا الله وإياكم شر البدع والأهواء والمحدثات والفرق الضالة .


 ( الفصل الأول: أبرز شخصياتهم ) 


                 [  ١  ]

مؤسس هذه الفرقة الضالة يدعى عبدالله بن محمد الهرري الحبشي نسبة إلى بلاد الحبشة .

وقد أهلكه الله غير مأسوف عليه .

                  [  ٢  ]

نزار الحلبي : خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية في لبنان ويطلقون عليه لقب 

" سماحة الشيخ " حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى في مذهبهم الباطل . وقد تم قتله وأراح الله المسلمين من شره.  


( الفصل الثاني: أماكن  وجود هذه الفرقة الضالة  ) 


دولة لبنان هي دولة منشأ هذه النحلة الضالة فقد قدمها عبدالله الحبشي عام ١٩٥٠ ميلادي فوجد الملل المتنوعة والمذاهب المختلفة  مستغلا الحرب الضروس بين طوائفها فوجد الحبشي أن فساد بيئة لبنان صالحة لنشر فيروسات نحلته الضالة فيها فسعى في استقطاب الجهلة مع إغداقهم ماليا واباحته لهم ما حرم الله سبحانه وتعالى بفتاوى شاذة مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عليه دين الإسلام وشرائعه وشعائره فتبعه أهل الضلال من أصحاب القلوب المريضة فكان له ماأراد في دنياه الفانية قال الله تعالى وتقدس:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " ثم قال [ تعالى ] { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه } أي : إنما يأتمر بهواه ، فمهما رآه حسنا فعله ، ومهما رآه قبيحا تركه : وهذا قد يستدل به على المعتزلة في قولهم بالتحسين والتقبيح العقليين .

وعن مالك فيما روي عنه من التفسير : لا يهوى شيئا إلا عبده .

وقوله : { وأضله الله على علم } يحتمل قولين :

أحدهما : وأضله الله لعلمه أنه يستحق ذلك . والآخر : وأضله الله بعد بلوغ العلم إليه ، وقيام الحجة عليه . والثاني يستلزم الأول ، ولا ينعكس .

{ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة } أي : فلا يسمع ما ينفعه ، ولا يعي شيئا يهتدي به ، ولا يرى حجة يستضيء بها ; ولهذا قال : { فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون } كقوله : { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون }" إنتهى كلامه رحمه الله. 

قال الإمام الألباني رحمه الله: 

" أتباع عبد الله الحبشي هذا قلت لكم آنفا هذا من المعطلة ومن الذين يكفرون أئمة السلف كابن تيمية وابن القيم الجوزية وغيرهم وهؤلاء لهم خطورتهم في لبنان الآن مع الأسف لأن لبنان الآن خاوية على عروشها ليس فيها دعاة إسلاميين فهؤلاء يعني كما قيل قديما " خلا لك الجو فبيضي واصفري " غيره " .[ سلسلة الهدى والنور  شريط ( ٤٨٦)].

ومن بلادهم امريكا وكندى وأوروبا ولهم وجود ضئيل في بعض الدول العربية .

كفى الله المسلمين شرهم. 


( الفصل الثالث : أبرز عقائدهم الضالة المخالفة لدين الإسلام ) 


في توحيد الأسماء والصفات :

يغلب على هذه النحلة الحبشية مذهب التعطيل الجهمي الدائر بين الكلابية الاشاعرة والمعتزلة  . 

وأما في توحيد الألوهية والعبادة :

فأعمالهم وأقوالهم فيها الشرك الأكبر فهم صوفية قبورية نقشبندية ورفاعية ويرون دعاء الأموات من دون الله  

وأما في الإيمان والقدر فهم مرجئة جبرية . 

ويميلون إلى الروافض الباطنية في معتقدهم فهم يميلون سب بعض صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن فيهم 

وبين النحلتين تعاون وثيق فالباطنية تجمعهم .

ولهم طعن جلي معلن في شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى امثال ابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب و الألباني وابن باز رحمهم الله .

ويقولون بتكفير الوهابية 

 وسيأت في أقوال كبار العلماء فيهم بيان لعقيدتهم الفاسدة وفكرهم المنحرف 


( الفصل الرابع : إيضاح فتاوى كبار علماء الاسلام في ضلال الأحباش وانحرافهم وفساد معتقدهم ) 

في فتوى مشهورة للامامين الجليلين الألباني وابن باز رحمهما الله  تبين فساد عقيدة هؤلاء الأحباش وتفند شبههم ونكتفي بما أصدرته هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية - حرسها الله -

في زمن الإمام ابن باز رحمه الله مفتي عام المملكة العربية السعودية وبرئاسته : 

ونص الفتوى : 

فتوى هيئة كبار العلماء في عبد الله الحبشي

الفتوى رقم (19606)..

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة واستفسارات حول (جماعة الأحباش) والشخص الذي تنتمي إليه المدعو / عبد الله الحبشي، القاطنة في لبنان، ولها جمعيات نشطة في بعض دول أوربا وأمريكا واستراليا، استعرضت اللجنة لذلك ما نشرته هذه الجماعة من كتب ومقالات، توضح فيها اعتقادها وأفكارها ودعوتها، وبعد الاطلاع والتأمل فإن اللجنة تبين لعموم المسلمين ما يلي:

أولاً: ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، وله ألفاظ أخر، وقال عليه الصلاة والسلام: "أوصيكم بتقوى الله تعالى والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة" رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وإن من أهم الخصال التي امتازت بها تلك القرون المفضلة، وحازت بها الخيرية على جميع الناس: تحكيم الكتاب والسنة في جميع الأمور، وتقديمهما على قول كل أحد كائناً من كان، وفهم نصوص الوحيين الشريفين حسب القواعد الشرعية واللغة العربية، وأخذ الشريعة كلها بعمومها وكلياتها، وآحادها وجزئياتها، ورد النصوص المتشابهات إلى النصوص المحكمات، ولهذا استقاموا على الشريعة وعملوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، ولم يزيدوا فيها ولم ينقصوا، وكيف يحدث منهم زيادة أو نقص في الدين وهم مستمسكون بالنص المعصوم من الخطأ والزلل؟

ثانياً: ثم خلفت من بعدهم خلوف كثرت فيهم البدع والمحدثات، وأُعجب كل ذي رأي برأيه، وهجرت النصوص الشرعية، وأُوّلت وحرّفت لتوافق الأهواء والمشارب، فشاقّوا بذلك الرسول الأمين، واتبعوا غير سبيل المؤمنين، والله سبحانه يقول: }وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا{ [سورة النساء، الآية 115]، ومن فضل الله عزّ وجلّ على هذه الأمّة أنه يقيض في كل عصر من العلماء الرّاسخين من يقوم في وجه كل بدعة تشوه جمال الدّين، وتعكّر صفوه، وتزاحم السّنّة أو تقضي عليها، وهذا تحقيق لوعد الله بحفظ دينه وشرعه في قوله سبحانه: }إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ{ [سورة الحجر، الآية9]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها: "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرها من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس"، وله ألفاظ أخرى.

ثالثاً: ظهرت في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري جماعة يتزعمها عبد الله الحبشي الذي نزح من الحبشة إلى الشام بضلالته، وتنقل بين دياره حتى استقر به المقام في لبنان، وأخذ يدعو الناس على طريقته، ويكثّر أتباعه وينشر أفكاره التي هي أخلاط من اعتقادات الجهمية والمعتزلة والقبورية والصوفيّة، ويتعصّب لها ويناظر من أجلها، ويطبع الكتب والصحف الدّاعية إليها.

والنّاظر فيما كتبته ونشرته هذه الطّائفة يتبين له بجلاء أنهم خارجون في اعتقادهم عن جماعة المسلمين (أهل السّنّة والجماعة) فمن اعتقاداتهم الباطلة على سبيل المثال لا الحصر:

1- أنهم في مسألة الإيمان على مذهب أهل الإرجاء المذموم[1].

ومعلوم أن عقيدة المسلمين التي كان عليها الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم إلى يومنا هذا أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، فلا بد أن يكون مع التّصديق موافقة وانقياد وخضوع للشرع المطهر، وإلا فلا صحّة لذلك الإيمان المدَّعى.

وقد تكاثرت النقول عن السلف الصّالح في تقرير هذه العقيدة، ومن ذلك قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: وكان الإجماع من الصحابة والتّابعين ومن بعدهم، ومن أدركناهم يقولون: الإيمان قول وعمل ونيّة، لا تجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر.

2- يجوِّزون الاستغاثة[2] والاستعاذة[3] والاستعانة[4] بالأموات ودعائهم من دون الله تعالى، وهذا شرك أكبر بنص القرآن والسّنّة وإجماع المسلمين، وهذا الشرك هو دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم، كما قال الله سبحانه عنهم: }وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ{ [سورة يونس، الآية 18]، وقال جل وعلا: }فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ 2 أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ{ [سورة الزمر، الآيتان 2،3]، وقال سبحانه: }قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ 63 قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ{ [سورة الأنعام، الآيتان 63،64]، وقال جل وعلا: }وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا{ [سورة الجن، الآية18]، وقال سبحانه: }ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13 إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ{ [سورة فاطر، الآيتان 13،14]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "الدعاء هو العبادة" أخرجه أهل السنن بإسناد صحيح، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على أن المشركين الأولين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار، وإنما عبدوا آلهتهم ليشفعوا لهم عند الله، ويقربوهم لديه زلفى؛ فكفَّرهم سبحانه بذلك، وحكم بكفرهم وشركهم، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون العبادة لله وحده كما قال سبحانه: }وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه{ [سورة الأنفال، الآية39]، وقد صنف العلماء في ذلك كتباً كثيرة، وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وبينوا فيها دين أهل الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم المخالفة لشرع الله، ومن أحسن من كتب في ذلك: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، في كتبه الكثيرة، ومن أخصرها كتابه: (قاعدة جليلة في التّوسل والوسيلة).

3- أن القرآن عندهم ليس كلام الله حقيقة[5].

ومعلوم بنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين، أن الله تعالى يتكلّم متى شاء، كيف شاء، على الوجه اللائق بجلاله سبحانه، وأن القرآن الكريم كلام الله تعالى حقيقة، حروفه ومعانيه، كما قال الله تعالى: }وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ{ [سورة التوبة، الاية6]. وقال سبحانه: }وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا{ [سورة النساء، الاية164]، وقال جل وعلا: }وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً{ [سورة الأنعام، الآية 115]، وقال سبحانه: }وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ [سورة البقرة، الآية75]. والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة. وتوتر عن السلف الصالح إثبات هذه العقيدة، كما نطقت بذلك نصوص القرآن والسنة ولله الحمد والمنّة.

4- يرون وجوب تأويل النّصوص الواردة في القرآن والسنة، في صفات الله جلّ وعلا، وهذا خلاف ما أجمع عليه المسلمون، من لدن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم، إلى يومنا هذا، فإنهم يعتقدون بوجوب الإيمان بما دلت عليه نصوص أسماء الله وصفاته من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسمائه وآياته، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ لأنه لا سميّ له، ولا كفو له، ولا ندّ له، قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله بوما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله). وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى، (نؤمن بها ونصدق ولا نرد شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق وصدق، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه).

5- ومن عقائدهم الباطلة: نفي علو الله سبحانه على خلقه[6].

وعقيدة المسلمين التي دلت عليها آيات القرآن القطعية، والأحاديث النبوية، والفطرة السوية، والعقول الصريحة: أن الله جل جلاله، عالٍ على خلقه، مستوٍ عل عرشه، لا يخفى عليه من أور عباده. قال الله تعالى: }ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ{ [سورة الأعراف، الآية 54، ويونس الآية3، والرعد الآية 2، والفرقان الآية 59، والسجدة الآية4، والحديد الآية 4]، في سبعة مواضع في كتابه، وقال جل شأنه: }إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ{ [سورة فاطر، الآية 10]، وقال جل وعلا: }وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{ [سورة البقرة، الآية 255]، وقال عز وجل: }سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى{ [سورة الأعلى، الآية 1]، وقال جل جلاله: }وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 49 يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{ [سورة النحل، الآيتان 49،50]، وغيرها من الآيات الكريمات. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح الشيء الكثير، ومنها: قصة المعراج المتواترة، وتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم السماوات سماء سماء، حتى انتهى إلى ربه تعالى، فقربه وأدناه، وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة، فلم يزل يتردد بين موسى عليه السلام وبين ربه تبارك وتعالى، ينزل من عند ربه إلى عند موسى، فيسأله كم فرض عليه؟ فيخبره فيقول: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فيصعد إلى ربه فيسأله التخفيف.

ومنه ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي"، وثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء"، وفي صحيح ابن خزيمة وسنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العرش فوق الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه"، وفي صحيح مسلم وغيره في قصة الجارية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "أين الله؟" قالت: في السماء، قال: "من أنا؟" قالت: أنت رسول الله، قال: "أعتقها فإنها مؤمنة".

وعلى هذه العقيدة النقية درج المسلمون: الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان إلى يومنا هذا والحمد لله. ولعظم هذه المسألة وكثرة دلائلها التي تزيد على ألف دليل أفردها أهل العلم بالتصنيف، كالحافظ أبي عبد الله الذهبي في كتابه: (العلو للعلي الغفار)، والحافظ ابن القيم في كتابه: (اجتماع الجيوش الإسلامية).

6- أنهم يتكلمون في بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يليق[7].

ومن ذلك تصريحهم بتفسيق معاوية رضي الله عنه، وهم بذلك يشابهون الرافضة – قبحهم الله – والواجب على المسلمين الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وحفظ ألسنتهم مع اعتقاد فضلهم، ومزية صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه" رواه البخاري ومسلم. ويقول جل وعلا: }وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{[سورة الحشر، الآية10]، وهذا الاعتقاد السليم نحو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو اعتقاد أهل السنة والجماعة على مر القرون، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).

رابعاً: ومما يؤخذ على هذه الجماعة ظاهرة الشذوذ في فتاويها، ومصادمتها للنصوص الشرعية من قرآن أو سنة، ومن أمثلة ذلك:

إباحتها القمار مع الكفار لسلب أموالهم، وتجويزهم سرقة زروعهم، وحيواناتهم، بشرط أن لا تؤدي السرقة إلى فتنة، وتجويزهم تعاطي الربا مع الكفار، وجواز تعامل المحتاج بأوراق اليانصيب المحرمة، ومن مخالفاتهم الصريحة أيضاً: تجويزهم النظر إلى المرأة الأجنبية في المرآة، أو على الشاشة ولو بشهوة، وأن استدامة النظر إلى المرأة الأجنبية ليس حراماً[8]، وأن نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة التي لا تحل له ليس بحرام [9]، وأن خروج المرأة متزينة متعطرة مع عدم قصدها استمالة الرجال إليها ليس بحرام [10]، وإباحة الاختلاط بين الرجال والنساء [11]، إلى غيرها من تلك الفتاوى الشاذة الخرقاء، التي فيها مناقضة للشريعة، وعدُّ ما هو من كبائر الذنوب من الأمور الجائزات المباحات. نسأل الله العافية من أسباب سخطه وعقوبته.

خامساً: ومن أساليبهم الوقحة للتنفير من علماء الأمة الراسخين، والإقبال على كتبهم، والاعتماد على نقولهم – سبهم وتقليلهم والحط من أقدارهم، بل وتفكيرهم، وعلى رأس هؤلاء العلماء: الإمام المجدد شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن تيمية – رحمه الله تعالى – حتى إن المدعو: عبد الله الحبشي ألّف كتاباً خاصاً في هذا الإمام المصلح، نسبه فيه إلى الضلال والغواية، وقوَّله ما لم يقله، وافترى عليه، فالله حسيبه، وعند الله تجتمع الخصوم.

ومن ذلك أيضاً طعنهم في الإمام المجدد، الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – ودعوته الإصلاحية التي قام بها في قلب جزيرة العرب، فدعا الناس إلى توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به سبحانه، وإلى تعظيم نصوص القرآن والسنة والعمل بها، وإقامة السنن وإماتة البدع، فأحيا الله به ما اندرس من معالم الدين، وأمات به ما شاء من البدع والمحدثات، وانتشرت آثار هذه الدعوة – بفضل الله ومنته – في جميع أقطار العالم الإسلامي، وهدى الله بها كثيراً من الناس، فما كان من هذه الجماعة الضالة إلا أن صوبوا سهامهم نحو هذه الدعوة السنية ومن قام بها، فلفقوا الأكاذيب وروجوا الشبهات، وجحدوا ما فيها من الدعوة الصريحة إلى الكتاب والسنة، فعلوا ذلك كله تنفيراً للناس من الحق، وقصداً للصد عن سواء السبيل، عياذاً بالله من ذلك.

ولا شك أن بغض هذه الجماعة لهؤلاء الصفوة المباركة من علماء الأمة دليل على ما تنطوي عليه قلوبهم من الغل والحقد على كل داع إلى توحيد الله تعالى، والمتمسك بما كان علي أهل القرون المفضلة من الاعتقاد والعمل، وأنهم بمعزل عن حقيقة الإسلام وجوهره.

سادساً: وبناء على ما سبق ذكره وغيره مما لم يذكر؛ فإن اللجنة تقرر ما يلي:

1- أن جماعة الأحباش فرقة ضالة، خارجة عن جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة)، وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين في العمل والاعتقاد، وذلك خير لهم وأبقى.

2- لا يجوز الاعتماد على فتوى هذه الجماعة؛ لأنهم يستبيحون التدين بأقوال شاذة، بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة، ويعتمدون الأقوال البعيدة الفاسدة لبعض النصوص الشرعية، وكل ذلك يطرح الثقة بفتاويهم والاعتماد عليها من عموم المسلمين.

3- عدم الثقة بكلامهم على كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة، ومن الوقوع في حبائها تحت أي اسم أو شعار، واحتساب النصح لأتباعها والمخدوعين بها، وبيان فساد أفكارها وعقائدها.

واللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس تسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يصلح أحوالهم، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يكفي المسلمين شرورهم، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب الرئيس الرئيس

بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد العزيز آل الشيخ

عبد العزيز بن عبد الله بن باز


...................

1] انظر مثلاً: (الدليل القويم على الصراط المستقيم) تأليف: عبد الله الحبشي ص: 7،9،10 .

[2] انظر مثلاً: (بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب) تأليف: عبد الله الحبشي ص: 8، و(صريح البيان في الرد على من خالف القرآن فأنكر كفر ساب النبي) للحبشي ص:57 .

[3] انظر مثلاً: (الدليل القويم) ص:173، و(صريح البيان)، ص:62، و(المقالات السّنّيّة في كشف ضلالات أحمد بن تيمية) ص:46، وص:56 من الطبعة الأخرى، وهي من تأليف: عبد الله الحبشي.

[4] انظر مثلاً: (بغية الطالب) ص:8، و(صريح البيان) ص:57، تأليف: الحبشي.

[5] انظر مثلاً (إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية)، تأليف: عبد الله الحبشي، ص:58 وما بعدها.

[6] انظر مثلاً: (إظهار العقيدة السنية بشرح العقيدة الطحاوية) تأليف: عبد الله الحبشي، ص/121، و(الدليل القويم) للحبشي أيضاً، ص:157، و(معرفة الإسراء والمعراج) للحبشي كذلك، ص:14.

[7] انظر مثلاً: (صريح البيان) للحبشي، من ص:86 إلى ص:116.

[8] انظر مثلاً: (بغية الطالب) للحبشي، ص:224.

[9] انظر مثلاً: (بغية الطالب) للحبشي، ص:288.

[10] انظر مثلاً: (بغية الطالب) للحبشي، ص:351.

[11] انظر مثلاً: (صريح البيان) للحبشي، ص:178،179.



 ( الخاتمة : نسأل الله حسنها 

وفيها بشرى خير )

ذكرنا في الفصول السابقة معلومات عن فرقة الأحباش وأقوال العلماء في بيان  انحرافها وفساد فكرها  وعظيم خطرها على المسلمين .

لكن أبشركم 

ان ليس لهم ذكر في هذا الوقت فقد انقطع خبرهم ولعله  تم استئصالهم وخبت نار فتنتهم 

مصداق ذلك مااخبر الله سبحانه وتعالى في كلامه المنزل:{ انا شانئك هو الأبتر}

قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : "    

{ إِنَّ شَانِئَكَ } أي: مبغضك وذامك ومنتقصك { هُوَ الْأَبْتَرُ } أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.

وأما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه وسلم " .

فالحمد لله أولا وآخرا. 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

--------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

السبت، 20 مارس 2021

《 تأملات في صحة عبارة [ تجديد البيعة ] 》




الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد 

فتجري على بعض ألسنة الناس عبارة نصها :[ أجدد بيعتي أو نجدد بيعتنا للملك أو الأمير ] فهل هذه العبارة عند تأملها يصح إطلاقها ؟ 

وما العبارة الصحيحة التي تقوم مقامها من غير محذور شرعي ؟

   

فالجواب نقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان :

هذه العبارة عند النظر في معناها نجد أن الأفضل اجتنابها وفق رأيي الشخصي المتواضع وذلك للأمور المهمة التالية التي يجب الوقوف عندها وتأملها منها   :    

                  ( أولا  )


نقول : هل البيعة امر حسي مشاهد تنتهي صلاحيته ويسمل ويخلق ويهترئ من اجل تجديدها ؟

بل نشاهد بعض المخلوقات كالسماء والارض ومافيها لم تتغير ولم تسمل حتى يأتِ امر الله ..

فالبيعة لاتتغير فهي امر معنوي مبيت بالقلب كما ثبت في السنة ومن ذلك 

ما أخرجه مسلم رحمه الله في صحيحه حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»،

                 

                 (  ثانيا  )

البيعة لولي الأمر و محلها وموضعها وساعة الاتيان بهافي بداية مبايعته ملكا وخادما للحرمين الشريفين ووليا للأمر - حفظه الله ورعاه ونصره- بعد وفاة اخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود   رحمه الله  - حفظ الله احياء ولاةامرنا ورحم الله من مات منهم - .

و اعلم ان طرق تولي الأمر في الإسلام وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  ثلاث طرق شرعية اتفق عليها كبار علماء الاسلام وبينوها في كتبهم  هي :

                [   ١   ]

العهد لمن بعده بالولاية .

                [   ٢   ]

المشاورة لاهل الحل والعقد .

                [   ٣  ]

الغلبة والقهر .


وولي الامر خادم الحرمين الشريفين  الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله أجتمعت فيه الأمور الشرعية التي تدل شرعا وعقلا على صحة ولايته للأمر كما اجتمعت هذه الامور كذلك في ولي عهده الأمين  صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله 

فحكم البيعة وطاعة ولاة الامر بالمعروف فرض واجب ثابت بالكتاب والسنة والإجماع وحكمها مشروع بالنص كباقي الفروض الاخرى من صلاة وزكاة وصيام وحج لهذا 

لايقال : اريد تجديد وجوب صلاتي او تجديد وجوب زكاتي او تجديد وجوب صيامي او تجديد وجوب حجي ...

الا لمن كان يرى رأي الخوارج كالاخوانية وماتفرع منها من جماعات التكفير كالقاعدة وداعش ثم تاب[ هذا إذا قيل بصحة توبته لأنه ورد في السنة ما يمنع توبته منها ( يمرقون من الدين ) و ( ان الله حجب التوبة - وفي رواية حجز - عن كل مبتدع  ]فيجب عليه حينئذ البيعة للملك ولولي العهد اذا كان مواطنا سعوديا او مبايعة ولاة امره اذا كان من غير مواطني المملكه العربيه السعوديه ورعاياها من الدول الاخرى لولاة امره .



[ وسبب ايضاحنا  لحكم هذه العبارة لأمور منها ] :

                ( أولا  ) 

لتعلقها في عقيدة المسلم وما يجب عليه  إعتقاده في أصول الدين إذ أن( أصل وجوب السمع والطاعة لولاة أمرنا من أصول الدين العقدية فهذا أصل من أصول الإسلام ومبانيه العظام ) فوجب إيضاحها إبراء للذمة ونصحا للأمة .

                 ( ثانيا ) :

 ان خلاف أهل الإسلام الصحيح وهم " أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح"  مع الخوارج الاخوانية والمعتزلة والاباضية في أصول الدين وهذا الأصل تحاول هذه الفرق الضالة تمييعه أو هدمه أو تهميشه  -فهم لايرون وجوب طاعة ولاة الأمر 

كفى الله المسلمين شرهم .

              ( ثالثا ) :

  أن كثيرا من المسلمين يجهل هذا الحكم بل تعتبر هذه العبارة من المحدثات في هذا العصر 

 فالله المستعان ..


 [ البديل لهذه العبارة أن احتيج لها ]

قد يقول قائل : ما العبارة  البديلة التي يصح إطلاقها بهذا المعنى من غير محذور  ]   

أن احتاج أحد لمعنى مقارب لهذه العبارة لدفع شبهة عنه أو إظهار محبة وولاء إرغام لأنوف الخوارج الإخوانية وإغاطتهم فالذي يظهر لي حسب نظري القاصر أن عبارة [ نؤكد بيعتنا أو البيعة ] أو[ نظهر محبتنا في تأكيد بيعتنا التي في رقابنا لولي الأمر ] .

وان لم يقل هذه العبارة فالحكم الشرعي وهو فريضة  دوام بيعة ولي الأمر ووجوب السمع والطاعه لهم مبيتة ثابتة وهي عقيدة كل مسلم موحد سني سلفي اتباعا وطاعة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزوم لغرز هدي سلفنا الصالح الذين أتفقوا على وجوب وفرضية هذا الأصل وحرمة الخروج على ولاة الأمر.    


.والله اعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

-------------

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

الأحد، 14 مارس 2021

《 الفرق بين مذهب الماتريدية ومذهب الكلابية الأشاعرة في الأسماء والصفات 》


السؤال :


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

في شرح الإمام محمد أمان الجامي رحمه الله على العقيدة الواسطية 

يقول الشيخ الجامي رحمه الله :  الماتريدية والاشاعرة مذهبان كمذهب واحد يثبتون بعض الصفات ويأولون بعضها فهم مثبتة من جهة ومعطلة من جهة


والإشاعرة يثبتون سبع صفات: القدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم والحياة والكلام مع " في الكلام من الكلام "


السؤال يا شيخ هل الماتريدية تثبت هذه الصفات السبع مثل الأشاعرة ؟


الجواب : 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد : 

فحينما نأت إلى معرفة  التوحيد عند الماتريديه نجده عندهم 

على ثلاثة أنواع : 

               الاول :

فيقولون واحد في ذاته فلاقسيم له ؛ فلايقبل الانقسام والتعدد 

ويعنون به :

نفي الصفات الذاتية أوالفعلية عن الله سبحانه وتعالى. و هذا عين مذهب الاعتزال .   

                الثاني :

الوحدة في الصفات وظاهر كلامهم هذا أنهم ينفون معاني اسماء الله وصفاته فيثبتون الاسم دون معناه فيجعلونها من باب الترادف في المعنى والمتباينة في  اللفظ وكذلك ينفون الصفات الإختيارية  الثابتة لله في الكتاب والسنة القائمة بذات الله والمتعلقة بقدرة الله ومشيئته. وفي توحيدهم هذا جمعوا بين مذهب المعتزلة و الكلابية الأشاعرة. 

النوع الثالث :

الوحدة في الأفعال ،  والمراد بها انفراده باختراع جميع الكائنات عمومًا، وامتناع إسناد التأثير لغيره في شيء من الممكنات

وهذا القول يشبه قول الكلابية الأشاعرة القائلين بالجبر. 

وأما الصفات التي يثبتونها فيسمونها الصفات الثبوتية وهي ثمان صفات هي : القدرة والعلم والحياة والإرادة والسمع والبصر والكلام والتكوين،

وقالوا ب[ الثبوتية] :أي أن مصدرها إثباتها العقل فقط وليس النقل .

وهكذا هي عين طريقة الكلابية الأشاعرة في اثباتهم الأسماء والصفات 

والصفات عندهم المثبتة سبع هي: العلم, والقدرة, والإرادة, والحياة, والكلام, والسمع, والبصر .

ويقولون أنها من الصفات المعنوية : 

وهي الصفات الذاتية التي يلزم منها إثبات صفات المعاني  و[ الفرق بين الصفات المعنوية وصفات المعاني ]

 أن صفات المعاني يقولون عنها : هي الصفات الوجودية التي تثبت عقلا وحقيقة .

و اما الصفات المعنوية عندهم  فيقولون : هي الصفات الثبوتية التي تثبت عقلا وليست موجودة حقيقة وواقع هكذا أتى وصفهم للتفريق بين هاتين الصفتين  فصفة الحياة عندهم  تدل على كونه حيا وصفة العلم تدل على كونه عليما ....وهكذا بقية الصفات فكأنهم يثبتون صفة لها معنى مشابه لمعنى الصفة 

وطريقتهم هذه يزعمون ان فيها ردا على المعتزلة الذين يثبتون اسما وصفة بلا معنى فيقولون عليما بلا علم سميعا بلا سمع بصيرا بلا بصر ...

فالمعتزلة يصرحون علنا بتعطيل أسماء الله وصفاته. 

وهؤلاء الكلابية الأشعرية و الماتريديه يثبتون بعض الصفات كما ذكرنا سابقا ويعطلون باقي الصفات 

وهذه الصفات المثبتة عندهم ظاهرا لهم طريقة في تعطيلها وهو التأويل فيجعلون لها معنى آخرا غير مراد في كلام الله سبحانه و تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم بل فيه مخالفة للغة العرب .

 فهذه الفرق جميعها نحت نحو الباطنية في إثبات ألفاظ تخالف  المعنى الحقيقي الذي وضعه الشارع واراده وإثبات معاني هي في الحقيقة الحاد محض .

فالذي يظهر أن[ الماتريدية] مذهب كلامي مبني على تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى و هجين ملفق بين مذهب المعتزلة و الكلابية الأشاعرة .

والماتريدية:

نسبة إلى أبي منصور الماتريدي وهو مؤسس هذه الفرقة الجهمية المعطلة التي ظهرت في بداية القرن الرابع الهجري والتي جمع فيها بين طريقة المعتزلة و الكلابية الأشاعرة في الأسماء والصفات وحاول الجمع فلفق ابو منصور الماتريدي مذهبا باطلا جمع فيه شرور الفرقتين المارقتين السابقتين 



و[ من رموز الماتريدية وأعلامها ] :



١-

السلطان محمد الفاتح :

فقد نصرها بالسيف إذ أن  الماتريدية هي المذهب الجهمي التعطيلي المعتمد في الدولة العثمانية التركية في إنكار توحيد أسماء الله الحسنى وصفاته العلى مع شرك قائم في توحيد الألوهية

مع جمود فكري في فقه العبادات والمعاملات أغلبه خال من الأدلة الشرعية بل قائم على الأدلة الموضوعة والضعيفة و على رأي فيه مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 لذا لا تعجب في محاربتهم للدولة السنية السلفية المملكة العربية السعودية وعلمائها  وتكفيرها واستحلال دماء أهلها و تعييرهم ب الوهابية .


 ٢-

 الحكيم السمرقندي · 

٣-

 سعد الدين التفتازاني ·

٤-

الشريف الجرجاني · 

٥-

الكمال بن الهمام  · 

٦-

جلال الدين الرومي · 

٧-

علاء الدين البخاري  ·

٨-

 سبط ابن الجوزي · 

٩-

ابن التركماني ·

١٠-

 ابن نجيم · 

١١-

ابن قطلوبغا ·

١٢-

ابن عابدين · 

١٣-

 عبد العزيز الدهلوي · 

١٤-

محمد عبده [ مع باطنية خبيثة ]. 

١٥- محمد زاهد الكوثري [ أطلق عليه  الإمام ابن باز رحمه الله وصف :" المجرم الأثيم ".وتلميذه الجهمي  عبدالفتاح أبو غدة الذي أراد تشويه كتب أهل الحديث فكشفه الله سبحانه وتعالى وفضحه على يد الإمام الألباني رحمه الله] .


وأما الأشاعرة:

فهو مذهب جهمي تعطيلي قائم كذلك على تعطيل توحيد الله في اسمائه الحسنى وصفاته العلى وهو في هذا العصر لا يذكر الا مقرونا في مذهب الصوفية عباد القبور المبني على الشرك في توحيد الألوهية والذي وقع الخلاف فيه بين الرسل عليهم الصلاة والسلام وبين أممهم. 

وحق الأشاعرة أن يسمون بالكلابية لأمور منها :

أولا:

ان المؤسس هو عبدالله بن سعيد بن كلاب فالأولى أن ينسبوا إليه .

ثانيا :

تبرأ ابو الحسن الأشعري رحمه الله من هذا المذهب الباطل ورجوعه عنه وتوبته كما في كتابه ( الابانه عن أصول الديانة )

 فليس لأي زاعم أن يجعله مذهبا لأبي الحسن الأشعري رحمه الله وقد رجع عنه .

ومن ظلمهم:

زعمهم انهم ( أهل السنة والجماعة ). والسنة بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه الصلاة و السلام. لمخالفتهم لها 

مع مخالفتهم لل"الجماعة" وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

ويوجد نشر هذا المذهب وتقريره للأسف في جامعة

الأزهر كفى الله المسلمين شرهم .

وما ذكرناه سابقا جرى مختصرا وإلا موضع البسط في كتب شيوخ الإسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى الذين فضحوا هذه المذاهب الباطلة وفندوا شبهها و اعروا رموزها على حقيقتهم المخالفة لأصول الإسلام ومضادتهم لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه. 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .

السبت، 13 مارس 2021

《 حكم الإشهاد على إثبات الطلاق وأهميته و مافيه من فوائد 》


   بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد :

فهذه رسالة مختصرة متواضعة عن ( حكم الإشهاد عند الطلاق وبيان أهميته ومافيه من فوائد ) .

  

    (  أولا : أقوال العلماء في حكم الإشهاد على إثبات  الطلاق )


قال إبن قدامة المقدسي رحمه الله في سفره المبارك [ المغني( ٧ / ٥٢٢ - ٥٢٣) بتصرف وزيادة إتماما للفائدة فما بين [ .... ] من كلامنا ] ونص قوله هو  : " فأما الشهادة ففيها روايتان: 

إحداهما [ القول الأول ]: 


تجب، وهذا أحد قولي الشافعي رحمه [ومن المتأخرين  جمع من أهل العلم منهم العلامة المحدث احمد شاكر رحمه الله ]

الإدلة:

                  [ أ ] 

 لأن الله تعالى قال:{فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} وظاهر الأمر الوجوب .


                 [ ب ]

[واما من السنة فعن عمران بن حصين رضي الله عنه (سئل عن الرجُل يطلِّقُ المرأة ثمَّ يقع بِها، ولَم يُشْهِد على طلاقِها ولا على رجْعَتِها، فقال: طلَّقت لغير سنَّة، ورجعتَ لغيْرِ سنَّة، أشهِدْ على طلاقِها، وعلى رجْعَتِها، ولا تعُدْ) رواه أبو داود وابن ماجه، وصحَّحه الإمام الألباني رحمه الله. ]


                  [ ج ]

ولأنه استباحة بضعٍ مقصود فوجبت الشهادة فيه كالنكاح وعكسه البيع.



والرواية الثانية[ القول الثاني ]: 

لا تجب الشهادة، وهي اختيار أبي بكر، وقول مالك، وأبي حنيفة. 

                [ أ ]

لأنها لا تفتقر إلى قبول فلم تفتقر إلى شهادة كسائر حقوق الزوج، 

                  [ ب ]

ولأن ما لا يشترط فيه الولي لا يشترط فيه الإشهاد كالبيع، وعند ذلك يحمل الأمرُ على الاستحباب، 


ولا خلاف بين أهل العلم :

في أن السنة الإشهاد " إنتهى كلامه رحمه الله. " 

فإذا كان الإشهاد هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  بإتفاق أهل العلم فالمسلم الذي يريد الله والدار الاخرة يحرص على تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله وأفعاله وأقواله إمتثالا لقوله تعالى وتقدس:{  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " وقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته[ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .

أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي [ يقعن في النار ]يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتقحمن فيها " . قال : " فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها " . أخرجاه من حديث عبد الرزاق " إنتهى كلامه رحمه الله. 


 . رزقنا الله وإياكم اتباع السنة والعلم بها  والعمل بما فيها  وهذا هو العلم النافع والعمل الصالح الذي يسعى إليه كل طالب علم حريص على مرضات ربه وتقواه  .  

   

《 أهمية الإشهاد عند الطلاق ومافيه من فوائد جمة 》


الشهادة عند الطلاق فيها فوائد عظيمة منها  :

                ( أولا )

يسهم بشكل كبير في الحد من ظاهرة الطلاق وخاصة في هذا العصر والتي أصبح فيها الطلاق ظاهرة اجتماعية يحصل بأتفه الأسباب وأحقرها وهذه الظاهرة 

 أقضت مضاجع أهل الخير من المصلحين و كلفت وزارات حكومية الجهد والمال اما بسبب ذات المشكلة أو نتائجها وبعض الوزارات قامت  بإنشاء اقسام مختصة ولجان متعددة سعيا منها  في معالجة هذه الظاهرة - المرض الاجتماعي - والذي قد يتسبب  في حزن الزوجين أو الوالدين أو الأولاد وما ذنبهم هؤلاء الأقارب .

         

               ( ثانيا )  

فيه حفظ للحقوق بتوثيق شهادة الشهود وهذه الحقوق ماهو للزوجين أو للابناء  .


            ( ثالثا )

فيه تؤده وتأن وأعمال فكر وعدم العجلة في اتخاذ قرار  فيه تفريق بين زوجين جمعهما رباط مقدس 

              ( رابعا )

فيه مخالفة لعمل الشيطان وعدم أتباع لنهجه  واحزان له كما في الحديث الصحيح ونصه : ( إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ ، ثم يبعثُ سراياه ، فأدناهم منه منزلةً أعظمَهم فتنةً ، يجيءُ أحدُهم فيقولُ : فعلتَ كذا وكذا ، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا ، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ : ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه ، فيُدْنِيه منه ، ويقولُ : نعم أنتَ ).

رواه مسلم رحمه الله في صحيحه حديث رقم( ٢٨١٣) 

من حديث الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما .

             ( خامسا )

ان الشهود في حالة حضورهم لواقعة إثبات الطلاق  يسعون جاهدين للاصلاح بين الطرفين فأهل الخير لا يسرهم أن يرون عائلة مسلمة تتفكك وتنفصم عرى اجتماعهم بأمور تافهة عند العقلاء فلذا تجدهم يحرصون على رأب الصدع وجمع الكلمة وتوحيد الصف واعادة المياه إلى مجاريها .كيف لا وهم يتذكرون قوله تعالى وتقدس : {

ا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }

وسأورد لكم كلام  الإمام ابن كثير رحمه الله بطوله في تفسيره لهذه الآية لأهميته حيث قال رحمه الله: " يقول تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم ) يعني : كلام الناس ( إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) أي : إلا نجوى من قال ذلك كما جاء في الحديث الذي رواه ابن مردويه :

حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال : دخلنا على سفيان الثوري نعوده - وأومأ إلى دار العطارين - فدخل عليه سعيد بن حسان المخزومي فقال له سفيان الثوري : الحديث الذي كنت حدثتني به عن أم صالح اردده علي . فقال : حدثتني أم صالح ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم حبيبة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كلام ابن آدم كله عليه لا له ما خلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر[ أو ذكر الله عز وجل " ، قال سفيان : فناشدته ]فقال محمد بن يزيد : ما أشد هذا الحديث ؟ فقال سفيان : وما شدة هذا الحديث ؟ إنما جاءت به امرأة عن امرأة ، هذا في كتاب الله الذي أرسل به نبيكم صلى الله عليه وسلم أو ما سمعت الله يقول في كتابه : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) فهو هذا بعينه ، أو ما سمعت الله يقول : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) [ النبأ : 38 ] فهو هذا بعينه ، أو ما سمعت الله يقول في كتابه : ( والعصر . إن الإنسان لفي خسر . [ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ]) [ سورة العصر ] ، فهو هذا بعينه .

وقد روى هذا الحديث الترمذي وابن ماجه من حديث محمد بن يزيد بن خنيس عن سعيد بن حسان ، به . ولم يذكرا أقوال الثوري إلى آخرها ، ثم قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن خنيس .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، حدثنا صالح بن كيسان ، حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب : أن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخبره ، أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أخبرته : أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا - أو يقول خيرا " وقالت : لم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث : في الحرب ، والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امرأته ، وحديث المرأة زوجها . قال : وكانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد رواه الجماعة ، سوى ابن ماجه ، من طرق ، عن الزهري ، به نحوه .

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة ، والصيام والصدقة ؟ " قالوا : بلى . قال : " إصلاح ذات البين " قال : " وفساد ذات البين هي الحالقة " .

ورواه أبو داود والترمذي ، من حديث أبي معاوية ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر ، حدثنا أبي ، عن حميد ، عن أنس ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي أيوب : " ألا أدلك على تجارة ؟ "قال : بلى : قال : " تسعى في صلح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقارب بينهم إذا تباعدوا " ثم قال البزار : وعبد الرحمن بن عبد الله العمري لين ، وقد حدث بأحاديث لم يتابع عليها .

ولهذا قال : ( ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله )أي : مخلصا في ذلك محتسبا ثواب ذلك عند الله عز وجل ( فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) أي : ثوابا كثيرا واسعا " .

فأقول أيها الإخوة الكرام طلاب العلم:

لعل حضور هؤلاء  الشهود يكون  سببا في  إلغاء هذا الطلاق والحفاظ على علاقة الزوجين واهميتها وخصوصيتها   .

ثم اخيرا :

لعل اشهاد الشهود في إثبات الطلاق يكون سببا في معالجة انفصال الزوجين عن رباطهما المقدس ولعلها طريقة طيبه في دفع طيش الزوجين بتهدئتهم و محاولة تذكيرهم بالله سبحانه وتعالى وتذكيرهم كذلك  بالاستعاذة من الشيطان الرجيم 



والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

...............

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني .

الأحد، 7 مارس 2021

《 الفرق بين متواجد وموجود 》


[ متواجد]:

اسم فاعل من الفعل تواجد أي بادل غيره الوجد .

والوجد أي الحبّ الشديد، ولم يَرِد بمعنى الوجود في معاجم اللغة العربية .


ووصف التواجد عند الصوفية :

هي  تغيرات تظهر على من أصابه الوجد مثل:

 قشعريرة البدن،

 والصعق،

 والزفير، 

والشهيق، 

والبكاء

  والغشية، 

والأنين، 

والصراخ. 

وكل هذه الأمور تظهر حال رقصهم. 

 وأما

[ موجود]:

فهو اسم مفعول من الفعل وجد أي صادف أو عثر .

وكما ترى :

 شتان بين معنى الفعلين. .

فالخطأ المحذر منه يتبين بالمثالين التاليين : 

تواجد زيد في المسجد  .

ويريد المتحدث أنه حضر ؛ 

وهذا خطأ لأن الوجد معنى قلبي وهو أحد أنواع المحبة 

والصوفية لهم في تعريفه معنى باطل إذ يعنون به الرقص الصوفي .

والصواب :

  زيد موجود في المسجد .

أي حضر أو حاضر .

........................................

غازي بن عوض العرماني . 

الخميس، 4 مارس 2021

《 وصية لإخواني طلاب العلم في بيان أهمية التوحيد والعقيدة الصحيحة و أصول السنة 》

بسم الله الرحمن الرحيم 


السؤال :

 الظاهر من مقالاتك وما تكتبه من رسائل  تميل كثيرا الى العقيدة - في بيانها والدفاع عنها وكشف الشبهات وتفنيدها وفضح رموزها - 

فما السبب في ذلك ؟



الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد  

فالجواب : 

نقول وبالله التوفيق ونطلبه الإعانة والسداد .


نسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظن أخينا السائل ؛ اللهم لا تؤاخذني بما يقولون  واغفر لي ما لا يعلمون  واجعلني خيرا مما يظنون .

وسبب تركيزنا على دراسة العقيدة و التوحيد و أصول السنة أمور منها :

                    [  ا  ]

دعوة جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام هي في  التوحيد وسلامته من الشرك  وبيان صحة العقيدة .

                 [ ب ]

 ثم إن لي سلف في ذلك فشيوخ الإسلام امثال ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله غالب ماكتباه هو في العقيدة والتوحيد ..وغيرهم كثير .

               [ ج ]

ولأن أي دعوة لا تبنى على عقيدة صحيحة وعلى التوحيد ونبذ الشرك  فهي دعوة باطلة .

               [  د  ]

البعد عن الشرك والمحدثات سبب في ابعادك عن حبوط  الاعمال ؛ فالشرك بالله ظلم عظيم ومع ماسبق  سلامة دينك وحسن خاتمتك  .

 

              [  ها  ]

ثم إن المطلع على أحوال عامة الناس يراهم في جهة علم العقيدة والتوحيد و أصول السنة في ضعف في هذا الأصل العظيم. 

فتجد  علماء جهابذة في

 الفقه

 والحديث

 ومصطلحه

 و أصول الفقه

 وعلوم اللغة ....

لكن العقيدة عندهم تعبانة ...فحالهم

ما بين 

معطل جهمي 

او صوفي قبوري 

أو رافضي 

أو اباضي

او فيه ميل إلى أهل الإلحاد. 

او إخواني خارجي 

[هم أنواع شتى  

وأخبثهم السروري والحدادي لعظيم خطرهم على الإسلام ولتلونهم وعدم معرفة أغلب أهل العلم لهم ].


وقد رأيت ممن يُنسب  إلى السنة والسلفية ... 

وهو لا يعرف توحيد الأسماء والصفات .

 وفيه  تخبط في مسائل العقيدة عند عرضه لها  .

و لم يلزم غرز كبارالعلماء في طريقتهم المرعية وقواعدهم الشرعية وأصولهم العلمية .

 مع  تعظيم لسيد قطب وفكره وفرقته الإخوانية الخوارج

 بل ولا يرى التحذير منهم و يأمر طلاب العلم بترك التحذير منه وينقل عنه في كتبه مع مخالفته لأصول السنة في تقريراته ومن العجائب أنه يظهر خلاف ما يبطن  ويرمي أئمة السنة وكبار علماء السلف بالفواقر وله نفس حدادي خارجي في عرض مسائل العقيدة وما علم أن الطعن فيهم طعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم 

فقل لي بربك : 

أفي مثل هؤلاء 

  ينصر الإسلام

 وهل هم أهل لذب الشبه عن السنة .

 وتفنيد اباطيل افكار رموز الضلال .

 او تراهم يردون على صائل أهل الأهواء والبدع ؛ ممن خالف الوحيين واتبع غير سبيل المؤمنين ..مع ضعفهم العلمية وبضاعتهم المزجاة. 

فإنا لله وانا اليه راجعون. 

والله المستعان 

فالأمر لله أولا وآخرا .


ورأيت أنهم  يخبطون خبط عشواء في كلامهم " هي الناقة التي لاتبصر في الليل ومثلها الجاهل ومن جهله مركب" في تيه وضياع الأهواء والمشارب المختلفة    فحرصنا - بفضل الله تعالى ورحمته- على تعلم العقيدة الصحيحة .

وهذا بفضل ورحمته وكرمه وجوده وإحسانه وتوفيقه لا شريك له.  فله الشكر وله الحمد والثناء تعالى ربنا وتقدس..

( ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ) كما في الحديث الصحيح فالشكر موصول لولاة أمرنا آل سعود أهل التوحيد والسنة في دولتنا المباركة المملكة العربية السعودية - حرسها الله - فهم بذلوا الغالي والنفيس لإيصال علم الوحيين وميراث النبيين إلى أبنائهم ومن توفيق الله لهم أن هيأ لهم من يساعدهم في ذلك ويقوم ببيان الإسلام الصحيح المتمثل في معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  وهم كبار علماء الاسلام 

فنالنا بفضل الله الخير الكثير .

وإتماما نقول : إن  

 《 اساس العقيدة الصحيحة ينبني على أصول  》

أهمها :

              (  الأول )

صحة المصدر [ الكتاب والسنة ] وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من إدلة كالإجماع والقياس الصحيح  .

                 (  الثاني  )

سلامة الفهم والتصور الصحيح لأي حكم اومسالة اوقضية أو بيان حال جماعة ضالة او شخص منحرف   [ وذلك بالحرص على أتباع فهم السلف الصالح في علمهم و عدلهم وانصافهم وعلمهم وحلمهم وحسن خلقهم].

              (  الثالث )

حسن المعتقد  وصواب المنهج في الشيخ الذي تريد ثني الركب عنده  مع الحرص على مجالسة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  ولا يتم ذلك إلا بمحبة كبار علماء الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى امثال ابن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب و الألباني وربيع المدخلي وعبيد الجابري و الجامي ومقبل الوادعي واحمد النجمي وإبن باز والعثيمين رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم  .

ويتبع ذلك إدامة النظر في ميراثهم الذي استفادوه من ميراث الأنبياء والمرسلين والعمل بما فيه.  


                 (  الرابع   ) 

 سؤال الله الهداية إلى الصواب والرشد والحق  في مااختلف فيه الناس  والالحاح بدعاء الله سبحانه وتعالى بطلب العلم وذلك مثل { رب زدني علما } 

يامعلم آدم وابراهيم علمنا ويامفهم سليمان فهمنا. 


فالعلم أعظم الرزق ف( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )حديث صحيح في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما وعن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. 


                 (  الخامس ) 

العمل بما علمت فإقتضاء العلم العمل . والعمل بالعلم يذكرك المسائل فلاتنساها اذا قمت بتطبيقه عمليا . 


                (  السادس ) 

في اي مسألة لاتنسى التوكل وتفويض الأمر لله والاستغفار والتسبيح والتهليل والبر وإدامة ذكر الله والصدقة ولو بشئ يسير ثم في أثناء النظر في مسألتك التي تريد بحثها أو تقوم ببحثها تأن ولا تعجل و تثبت  فيها وتاكد وتبين وتصورها جيدا بل التصور الصحيح المطابق للحق وافهمها حق الفهم وقبل الحكم دون مراجعك ومصادرك بالصفحة والجزء أو الصوتية الثابتة

 .


               (  السابع  ) 

لاترى نفسك افضل أو أعلم أو أعلى بذات أو فهم 

وابتعد عن الغرور

 واحذر مكر الله .


                 (  الثامن  ) 

استفد علما ممن هو دونك وممن هو مساو لك  ومن هو أعلى منك : { وفوق كل ذي علم عليم } .


                (  التاسع )

هذا العصر توفرت فيه وسائل نقل العلم . فأين من يعمل بعلمه. وهذا خير لكن الشر الذي فيه تشابك وسائل  التواصل والإعلام والتلقي  مع ذوي الاتجاهات الفكرية المنحرفة 

فديانات شتى 

واحزاب متضادة

وطوائف مختلفة

وفرق شاذة

وجماعات متفرقة 

وملل متحاربة

ونحل متناحرة

وفرق ضلال

{ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ  }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية : "

وقال أبي بن كعب في قوله : { ظلمات بعضها فوق بعض } فهو يتقلب في خمسة من الظلم : كلامه ظلمة ،

 وعمله ظلمة ، 

ومدخله ظلمة ،

 ومخرجه ظلمة ،

 ومصيره يوم القيامة إلى الظلمات ، إلى النار .

وقال الربيع بن أنس ، والسدي نحو ذلك أيضا .

وقوله : { ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور } أي : من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ، كما قال تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له } [ الأعراف : ١٨٦ ]وهذا [ في ] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين : { يهدي الله لنوره من يشاء }فنسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ، وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا". انتهى كلامه رحمه الله. 

قال الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " كذلك الكفار، تراكمت على قلوبهم الظلمات، ظلمة الطبيعة، التي لا خير فيها، وفوقها ظلمة الكفر، وفوق ذلك، ظلمة الجهل، وفوق ذلك، ظلمة الأعمال الصادرة عما ذكر، فبقوا في الظلمة متحيرين، وفي غمرتهم يعمهون، وعن الصراط المستقيم مدبرين، وفي طرق الغي والضلال يترددون، وهذا لأن الله تعالى خذلهم، فلم يعطهم من نوره، { وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } لأن نفسه ظالمة جاهلة، فليس فيها من الخير والنور، إلا ما أعطاها مولاها، ومنحها ربها. يحتمل أن هذين المثالين، لأعمال جميع الكفار، كل منهما، منطبق عليها، وعددهما لتعدد الأوصاف، ويحتمل أن كل مثال، لطائفة وفرقة. فالأول، للمتبوعين، والثاني، للتابعين، والله أعلم " .انتهى كلامه رحمه الله. 

فأبتعد ياطالب العلم عن هذه التيارات الفكرية الجارفة وكن مسلما موحدا سنيا سلفيا    .

يتبع هذا : 

ان طالب العلم في وسائل الإعلام وفي  محرك البحث جوجل يجد هذه الفرق برموزها وافكارها وتوجهاتها وشبهاتها ولا ينجيك منها إلا الله رحمة منه  وفضل ثم  علمك النافع وعملك الصالح  وسؤال الله الثبات على التوحيد والسنة وان يرزقك حسن الخاتمة. 

تأمل  ؛ 

و أنظر 

ثم أعد النظر بما ذكرناه عاليا من أصول مهمة عظيمة  . 


فمن أراد النجاة سلك سبيل أهل النجاة فقوة العقيدة ومتانة التوحيد تدل على علم جم يقول الله تعالى وتقدس:{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " يقول [الله] تعالى لعبده ورسوله إلى الثقلين : الإنس والجن ، آمرا له أن يخبر الناس : أن هذه سبيله ، أي طريقه ومسلكه وسنته ، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ، ويقين وبرهان ، هو وكل من اتبعه ، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بصيرة ويقين وبرهان شرعي وعقلي ".إنتهى كلامه رحمه الله. 

فمن أراد الخير  والدعوة إلى الله فعليه 

بالعلم .

 وهو معرفة دين الإسلام بالإدلة .

 ثم

 العمل بالعلم .

ثم

 الدعوة إلى دين الله بعلم وبصيرة واخلاص واهم ما يدعو إليه هو توحيد الله سبحانه وتعالى ثم بقية اركان الاسلام وشرائعه وفرائضه وواجباته وسننه وشعائره. 

ثم 

الصبر على الأذى فيه

 " أي يصبر على الأذى في هذه الأشياء، فقد يحصل للإنسان أذًى: قد يتعب، قد يُؤذيه بعض الناس، لا بد من الصبر، الصبر على إيمانك بالله ورسوله، الصبر على العمل بما أوجب الله عليه، وترك ما حرَّم الله عليه، لا بدَّ من الصبر في الدَّعوة إلى الله، والتعليم، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر.فلا بدَّ من الصبر في هذه الأمور كلها، فالدين كله يحتاج إلى صبرٍ: صبرٍ على أن تعبد الله وحده، وصبرٍ على أن تُصلي، وتُزكي، وتصوم، وتحج، وصبرٍ على أن تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتدعو إلى الله، وصبرٍ عن المحارم والسَّيئات، فتحذر من قربها، لا بدَّ من الصبر.فالإنسان إذا لم يصبر وقع فيما حرَّم الله عليه، وترك ما أوجب الله عليه، لا بدَّ من صبرٍ؛ ولهذا قال تعالى لرسوله: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: ٣٥ ]، وقال سبحانه:وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور: ٤٨ ]، وقال تعالى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل: ١٢٧]، وقال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: ١٠ ]، وقال تعالى: وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: ٤٦] يعني: اصبروا على طاعة الله، وترك معصيته، واحذروا مخالفة أمره، وارتكاب نهيه.

والدليل على هذه الأربع: قوله تعالى: وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر]، ففي هذه السورة العظيمة الحجة لهذه الأمور، وهذا هو الدين كله "[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله في مقدمه شرحه للأصول الثلاثة ]  

وفي ختام كلمتي:

أوصي الإخوة طلاب العلم بدراسة كتب شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وتلامذته

والاستفادة من شروحها .

ثم يبدأ بدراسة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 

ويستعين على فهمها بشروح أهل العلم الصافي لها امثال الإمام محمد بن أمان الجامي رحمه الله فله شروح صوتية لعلمه بأهمية كتب الشيخين رحمهم الله أجمعين ثم النظر في سائر كتب أهل العلم النافع والعمل الصالح والاستفادة منهم ومن ما ورثوه من ميراث الأنبياء والمرسلين  .

جعلنا الله وإياكم من العاملين  بما علموا - من علم نافع وعمل صالح - وثبتنا الله على الإسلام والسنة يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

-----------

كتبه : غازي بن عوض العرماني .

الاثنين، 1 مارس 2021

《 شرح مصطلحات والفاظ في علم أصول الفقه 》


     بسم الله الرحمن الرحيم 


ما بين هذه الأقواس وصورتها هكذا  [ ....... ] هو من الفاظ الماتن في متن التلخيص في أصول الفقه لأبي المعالي عبدالملك الجويني توفي عام ٤٧٨ هجري وهو من كبار منظري المعطلة الجهمية على الطريقة الأشعرية الكلابية  ووالده كذلك من منظريهم إلا أنه تاب عن هذه الطرق الكلامية وندم  ].

ولشرحنا لهذه المصطلحات  أهمية نريد أن يعرفها طالب العلم  وهي أنه تكمن هذه الأهمية  عند دراسة العقيدة وخاصة عند شرح كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ لا تخلو كتبه من بعض الفاظهم لبيان فسادها والرد على دعاوي اصحابها وكشف شبههم بألفاظهم ومصطلحاتهم  فهو الهادم-  بتوفيق الله ونصره وتأييده -  للمناهج الفلسفية ولمذاهب المناطقة واذنابهم من أهل الكلام  من المعطلة(لتعطيلهم معاني اسماء الله وصفاته)الجهمية( نسبة إلى الجهم بن صفوان فهو وشيخه الجعد بن درهم من قام بنشر هذا الباطل بين المسلمين).

وكتب ابن تيميه رحمه الله حوت وتضمنت العلم الجم الوفير في علم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالحين في جميع فنون العلم وقد رأيت كبار علماء الاسلام من أئمة الدعوة السلفية في جميع أقطار الأرض يوصون طلاب العلم بالاطلاع على كتب هذا الإمام وقرائتها والاستفادة منها .. رحمه الله وغفر له وعفا عنه واسكنه الفردوس الاعلى من الجنة.   فهو وإن مات ولم يعقب فقد خلف وعقب من بعده أمة يدعون له ليلا نهارا يترحمون عليه ويطلبون الله له الخير والفردوس الاعلى من الجنه كما قال ذلك عنه تلميذه الإمام ابن كثير رحمه الله صاحب التفسير النفيس .

وأقول أيها الإخوة الكرام طلاب العلم:   

ان علم أصول الفقه علم نفيس يحتاجه العالم والمتعلم لكن شاب بعض مسائله إدخال مسائل المناطقة عليه وكذلك وجود بعض الألفاظ  المنطقية فيها . وقد رأيت بعض المؤلفات في هذا الفن في هذا العصر سلمت من مسائل المناطقة ومصطلحاتهم ولعل الله ييسر - بفضله - نشر هذا العلم خاليا من شر هؤلاء على يد طلاب العلم  .

ولااقول هذا الكلام تهوينا عن دراسته بل أحث طلاب العلم على دراسته والبحث فيه والاستفادة منه مع الحذر من شرور المتكلمة وشبهاتهم   والان نشرع في المقصود طالبين من الله الاعانة والتوفيق والقبول والسداد :

 

بسم الله الرحمن الرحيم أولا وآخرا و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 

اما بعد 

فيقول ابوالمعالي الجويني الابن في التلخيص ( ١ / ١١٥ )  :

  

[ القَوْل فِي معنى الدَّلِيل وَالدَّال والمدلول والمدلول لَهُ، والمستدل والمستدل لَهُ والمستدل عَلَيْهِ وَالِاسْتِدْلَال] سنأتي على ايضاح هذه المصطلحات عند جوابه عنها :

قال الماتن "أي صاحب المتن ": 

[ أما الْإِتْيَان بِمَعْنى الدَّلِيل فالدليل كل أَمر صَحَّ أَن يتَوَصَّل بِصَحِيح النّظر فِيهِ إِلَى علم مَا لَا يعلم بالاضطرار ] 

الشرح :

الدليل هو الحجة المبينة الموصلة  إلى الحق ويجب الرجوع إلي الدليل والعمل بما فيه بصفة ثابتة قطعية وهذا معنى مايعلم بالاضطرار. 

قال الماتن :  

 [ وَكَذَلِكَ الدّلَالَة ] 

الشرح :

الدلالة هي فعل وعمل من أراد بيان الحق بالدليل فعمله هو " الدلالة " على الحق .

قال الماتن : 

[ فَإِن قيل: أَلَيْسَ المرشد إِلَى الطَّرِيق يُسمى دَالا، على معنى أَنه يفعل الدّلَالَة ] 

الشرح : بلى ؛ 

قال الماتن:

[ فَهَلا زعمتم على طريقتكم ]

الشرح :

يريد هذه الطريقة التي ذكرها  .

قال الماتن:

[ أَن الدَّلِيل هُوَ الدَّال؟]

الشرح :

الدليل يدل على الحق .

والذي دل على الدليل دال على حق .فهنا اللفظان لايمنع ترادفهم في المعنى

فلا يمنع لغة وعقلا من إطلاق المعنى على الدليل والدال .

قال الماتن :

[ قيل: إِنَّمَا أطْلقُوا هَذَا الِاسْم على المرشد تجوزا ]

الشرح:

قلنا سابقا اللغة والعقل لا يمنع من ذلك .فبطل قوله[ تجوزا] لأنها حقيقة في معناه. 

ومصطلح المجاز منعه كبار علماء الاسلام لأنه يؤدي إلى تعطيل أسماء الله الحسنى وصفاته العلى. 

قال الماتن :

[ ومنهج ذَلِك فِي الْأَسْمَاء ]

الشرح :

 أي الطريقة في التعامل مع معاني الأسماء وقد بينا سابقا بطلانها .

قال الماتن :

 [ يضاهي قَوْلهم: رجل عدل، يعنون بذلك الْعَادِل،]

الشرح :

هذا حق وهو جائز في لغة العرب فأين المجاز .

قال الماتن :

 [ وَإِن كَانَ الْعدْل وصف الْعَادِل بيد أَنهم سموهُ بوصفه]

الشرح :

العدل صفة في ذات الاحكام وفي من قام بإحكامها يقال له : عادل 

قال الماتن :

[ وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ: رجل جور يعنون بِهِ الجائر، وَهَذَا سَبِيل تَسْمِيَة الدَّلِيل على معنى الدَّال]

الشرح :

جرى ايضاحها سابقا .  

قال الماتن :

[  ثمَّ الدَّلِيل يُسمى دلَالَة ] 

الشرح :

اي دلالة على الحق .

قال الماتن :

 [ ومستدلا بِهِ وَحجَّة وسلطانا وبرهانا - إِلَى غَيرهَا من الْعبارَات المترادفة - ] 

الشرح :

على الحق ووجوب العمل بما دل عليه .

قال الماتن :

[ فَإِن قيل: فَمَا معنى الدَّال؟

قيل: هُوَ المرشد لغيره بِنصب الدَّلِيل.]

الشرح :

 اي هو من ارشد غيره  

بإقام الدليل ومن أقام الدليل هو الشارع الحكيم .

قال الماتن :

 [ وَالله تَعَالَى دَال خلقه بنصبه الْأَدِلَّة السمعية لهم] 

الشرح :

من الكتاب والسنة .

قال الماتن :

 [والعقلية.]

الشرح:

فالوحي أتى بما تحار فيه العقول لا بما تحاربه العقول 

وصحيح المنقول يؤيده صريح المعقول ويدل عليه . 

قال الماتن :

 [ وَهَذَا حَقِيقَة الدَّال.] 

الشرح :

وهذا حق لا مرية فيه .فالله سبحانه وتعالى دال بفضله بإقامة الادلة النقلية والعقلية على قوة الحق  وفساد الباطل .

قال الماتن :

[ وَقد يُوصف الْمخبر عَن الدّلَالَة المنصوبة بِأَنَّهُ دَال كالواحد منا يخبر عَن دلَالَة نصبها الله تَعَالَى على مَدْلُول يُسمى دَالا تجوزا.]

الشرح :

الرسل والانبياء وأهل العلم يدلون الناس على الخير بإدلة الوحي وهذا حقيقة وليست مجازا.  

قال الماتن :

[ فَإِن قيل: فَمَا معنى الْمَدْلُول؟

قيل: هُوَ الملتمس بِالدَّلِيلِ.]

الشرح :

هو الحكم الشرعي المستدل له 

فمثلا :

لحم الخنزير ثبت تحريمه بالدليل فهذا مدلول على حكمه بالدليل .

قال الماتن :

[ فَإِن قيل: فَمَا الْمَدْلُول لَهُ؟ 

قيل: هُوَ عبارَة مُشْتَركَة بَين الْمَطْلُوب بِالدَّلِيلِ كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي تَفْسِير الْمَدْلُول الْمُطلق وَبَين الَّذِي نصب لَهُ الدَّلِيل لاستدعائه عِنْد سُؤَاله] .

الشرح:

المستدل له معناه : يدور بين حكم المسألة بالدليل 

وبين طالب الحكم للمسألة عند ارادة معرفة حكمها بالإدلة  .

قال الماتن :

[ فَإِن قيل: فَمن الْمُسْتَدلّ؟

قيل: هَذَا أَيْضا مُتَرَدّد بَين الطَّالِب للْعلم بِحَقِيقَة الْأَمر المنبئ عَن الدّلَالَة وَبَين السَّائِل نصب الدَّلِيل على مَذْهَب الاستفعال الْمَبْنِيّ على اقْتِضَاء الطّلب.]

الشرح :

اي بين السائل والمجيب و  المفتي والمستفتي .

قال الماتن :

[ فَإِن قيل: فَمن الْمُسْتَدلّ؟

قيل: هُوَ المطالب بِالدّلَالَةِ.]

الشرح : 

اي مجيب السائل و المفتي فقط  .

قال الماتن:

[ فَإِن قيل: فَمن الْمُسْتَدلّ لَهُ؟

قيل: هَذَا يتَرَدَّد بَين الحكم الملتمس بِالنّظرِ فِي الدَّلِيل وَبَين المطالب بِالدّلَالَةِ.]

الشرح :

هو دليل حكم المسألة وبين المجيب والمفتي حين يطلب السائل والمستفتي  الأدلة على صحة الحكم .

قال الماتن :

[ فَإِن قيل: فَمَا الْمُسْتَدلّ عَلَيْهِ؟

قيل: هُوَ الحكم الْمَدْلُول بِالدَّلِيلِ لَا غير.]

الشرح :

هو الحكم مع ذكر الأدلة على منعه أو جوازه أو اباحته أو حرمته .

قال الماتن:

[ فَإِن قيل: فَمَا الِاسْتِدْلَال؟

قيل: هُوَ يتَرَدَّد بَين الْبَحْث وَالنَّظَر فِي حَقِيقَة المنظور فِيهِ وَبَين مَسْأَلَة السَّائِل عَن الدَّلِيل.]

الشرح : 

هي الطريقة التي يتبعها العالم في معرفة الحكم بالدليل وبيان الإجابة الصحيحة لمن ارادها بالإدلة .

قال الماتن :

[ فَهَذِهِ الْعبارَة الدائرة ]

الشرح :

لعله أراد كل المصطلحات السابقة أو أراد المسألة الأخيرة .

قال الماتن :

[ فِي هَذَا الْبَاب ] 

الشرح :

ذكره للباب يخرج المسألة الأخيرة. 

قال الماتن:

[ مِنْهَا مَا يتحد مَعْنَاهَا ]

الشرح :

في معرفة المقصود بمعنى العبارة. 

قال الماتن :

[ وَإِن اسْتعْملت فِي غَيرهَا كَانَت تجوزا.]

الشرح :

قلنا سابقا : أن ماسبق من مصطلحات يصح إطلاق المعنى على ماتقارب معناه وترادف 

وليس هذا تجوزا بل حقيقة يدل عليها العقل واللغة .

قال الماتن:

[ وَمِنْهَا مَا يتَرَدَّد بَين الجائزات].

الشرح :

يعني يجوز إطلاق معناها على هذا اللفظ أو هذا اللفظ .

انتهى " المتن " و " شرحه " 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

----------------------------------------


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني .