الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فكل يوم تشرق فيه الشمس تأت جماعة الإخوان المفلسين بطامة لشد الإنتباه إليها وإلى رموزها بآراء مخالفة للشرع مضادة للدين
ومنها ماذكرته وسائل الإعلام عن المدعو محمد الددو الشنقيطي الموريتاني بوصفه
لجبل أحد بأنه من الصحابة رضي الله عنهم فيقول :" أن جبل أحد صحابي لمعاصرته ورؤيته الرسول صلى الله عليه وسلم وإيمانه بالرسول صلى الله عليه وسلم وذلك إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :( جبل أحد يحبنا ونحبه )"
أيها الإخوة :
كما تعلمون أن المصيبة في الدين أعظم وأنكى من المصيبة فيما سواه لهذا نقول الحمد الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
ثم يقال له : إن إطلاق وصف الصحبة على الصحابة رضي الله عنهم أتى صفة لأناس صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وناصروه وأيدوه وقاموا في نصر الإسلام ونشره في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده وأتى ذكر صفتهم في الكتاب والسنة والإجماع وأنهم أناس مع الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى وتقدس : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } وقال تعالى { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } هذا وصفهم في القرآن الكريم وانهم من البشر وليسوا جمادات غير مكلفة وفي البخاري يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه).
وهذا يدل على عظيم منزلة الصحابة رضي الله عنهم وأن هنا ثمت فرق بين المشبه والمشبه به .
واما محبة جبل أحد وانه ( جبل يحبنا ونحبه) فهذا فضل من الله لهذا الجبل الجماد جرى إخبار الصحابة رضي الله عنهم بأمور غيبية استأثر الله بعلمها وأخبر بها رسوله صلى الله عليه وسلم زيادة في الإيمان وتثبيتا ومن صفات هذا الجبل أنه من جبال الجنة..
ومع هذا فمنزلة الصحابة رضي الله عنهم بعد الأنبياء والمرسلين منزلة عظيمة جليلة لا ينالها أحد من الخلق .
ولا يترتب على هذا الوصف الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم لجبل أحد تعظيما أو عبادة أو منزلة كما تفوه بهذه الجاهل
ثم نسأل ونقول :
أولا :
ما دليله من الكتاب والسنة على صحة قوله ؟
فالجواب:
ليس له دليل بل الهوى والجهل
ثم
ثانيا:
من سبقه إلى هذا القول ؟
وهل له سلف ؟
فالجواب :
ليس له سلف ولم يسبقه أحد حسب إطلاعي .
ثم نقول :
ثالثا :
اليس فيها جمادات أخرى مثل الغمام الذي يظل الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأشجار والأحجار التي تنطق بالسلام عليه وغيرها كثير من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها الجذع الذي حن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل صلى الله عليه وسلم فأسكنه..فلما لم يقل لهم ( الددو ) أنهم من الصحابة رضي الله عنهم.
فلا أعلم هل يريد إنزال منزلة الصحابة رضي الله عنهم لتتساوى مع الجمادات التي لم يكلفها الله ولم يشرفها بحمل الأمانة قال الله تعالى وتقدس
:{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ } ف"الأمانة هي حق الله على عباده، وما شرعه لهم من توحيده والإخلاص له وسائر ما أوجب عليهم من صلاة وغيرها، وترك ما حرم الله عليهم، وهكذا حقوق العباد من حق الوالدين وحق الرحم وغير ذلك، فالأمانة ما أمر الله به وما أوجبه على عباده، يجب أن يؤدوا هذه الأمانة على الوجه المشروع، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا [النساء:٥٨]، ويقول سبحانه:وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ[المؤمنون:٨]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:٢٧]."[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي ] فهل هذه الأوصاف تنطبق على الجبل
سبحان الله
علما
بأن المذاهب الصوفية قائمة على تعظيم العباد ومنهم الجماد ورفعهم الى مقام المعبود تعالى الله وتقدس .
وأخيرا :
أحببنا بيان حال هذا الشخص الذي نسب نفسه ظلما إلى أهل العلم و قام بتلميعه السروريون الإخوانيون الخوارج في الخليج
فهو قد جمع بين مذاهب كلها شر :
أولها :
انه من جماعة الإخوان الخوارج
مناصر ومنظر لهم ومدافع وناشر لهذا المذهب الخبيث .
ثانيا :
أنه من المعطلة الجهمية لتوحيد الأسماء والصفات فهو أشعري جلد .
ثالثا :
صوفي قبوري متمسح و متبرك ببصاق كبار الصوفية وسدنتها وفي بصاقهم اجتمعت جراثيم الأمراض وفيروساتها ..
وما ذكرناه تلميح
و لمن أطلع على حاله وعرفه تبين له كامل التوضيح
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه:
غازي بن عوض العرماني .