بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الرسالة
[ ا ] :
امر الله بطاعتهم في القرآن الكريم وامر رسوله صلى الله عليه وسلم
في سنته ولزوم لهدي سلفنا الصالح .
[ ب ] :
اجماع امة الاسلام على وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم .
[ ج ] :
ان وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم اصل كبير من اصول دين الاسلام
[ د ]
في تعظيم هذا الاصل وفق السنة بعدا عن مشابهة الخوارج كلاب النار حيث ان علماء الامة وصفوا من لم يرى السمع والطاعة لولاة الامر بالخارجي ف"من تشبه بقوم فهو منهم "كما اتت السنة بذلك》
[موضوعها : التأكيد على بيان اهمية هذا الاصل العقدي العظيم من اصول الدين وتحذير المسلمين من المواقع المشبوهة التي فيها تكفير للمسلمين واستحلال لدمائهم و فيها منكرات وفواقر و اخطاء جسيمة مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومناهضةلمنهج السلف الصالح ومخالفة لعقيدة اهل السنة والجماعة و تتضمن تمييع اصل السمع والطاعة لولاة الامر والطعن فيه وفي إجماع في وجوب السمع والطاعة لولاة الامر وتحريم الخروج عليهم ومن ذلك ما اثاره المدعو علوي بن عبدالقادر السقاف في موقعه الذي اسماه " الدرر السنية " ]
..........................الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما اما بعد
فاوصي نفسي واخواني المسلمين بتقوى الله عز وجل ولزوم طاعته واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء اثر سلفنا الصالح والحذر من البدع والمنكرات والمحدثات
واوصيهم بالبعد عن زيارة المواقع المشبوهة في وسائل الإعلام اووسائل التواصل الاجتماعي اوما ينشر في الشبكة العنكبوتية وخاصة مواقع الجماعات الضالة التي يخشى على من زارها ان يتأثر عقديا بها او ان يصيبه خلل وفساد لتصوره الفكري ينعكس سلبا على تهديد المسلمين وخطره عليهم وعلى امن بلده
ومن المواقع المشبوهة التي يجب الحذر منها والتحذير عنها مواقع جماعة الإخوان الخوارج
ومن المواقع المشبوهة كذلك مواقع دعاة الاخوانية الخاصة الذين قامت الحكومة السعودية بإلقاء القبض عليهم اقتضاء للمصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويدركها ولي الامر و لكف شرهم عن المسلمين ولمخالفتهم عقيدة أهل السنة مثل سلمان العوده وسفر الحوالي وعلي العمري وعبدالعزيزالطريفي ومحمد بن صالح المنجد وسليمان العلوان
وماذكرته الان فهو على سبيل التمثيل لا الحصر فالاخوانية الخوارج لهم انتشار واشتهار في مواقع حساسة
وهناك مواضع على الشبكة العنكبوتيه لابد من كشفها وتحذير المسلمين منها وبيان خطرها على امة محمد صلى الله عليه وسلم وانني في هذا المقام اوجه
نصيحة وتحذير من موقع على الشبكة العنكبوتيه اسمه ( الدٌرر السَنيّة ) والمشرف العام على هذا الموقع المدعو : علوي بن عبدالقادر السقاف
ويزعم ان هذا الموقع ( مرجع علمي موثق على منهج أهل السنة والجماعة )
و هذه دعوى يردها ما سيأتي ذكره عنه عفا الله عنا وعنه
وستكون مناقشتنا له على فصول ثلاثة :
الفصل الاول :
تشكيكه في اصل عظيم من اصول اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وهو ( السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وان كان ظالما )
وذلك ان هذا الاصل ثابت في نصوص الوحيين - كتابا وسنة- والإجماع منعقد عليه من شيوخ الاسلام وعلماء الأمة بلا خلاف بينهم ..
وشذت الخوارج ولاعبرة برأيهم الفاسد وقد ذكر في موقعه الحديث عن طاعة ولاة الامر فجعلهم
ثلاثة اقسام
فأول الاقسام عنده هو :
" الإمام العادل المقسط :
فهذا يحرم الخروج عليه مطلقًا وباتفاق العلماء،"
والثاني :
" الحاكم الكافر المرتد :
وهذا - أيضًا - متفق على وجوب الخروج عليه ومنابذته بالسيف "
واشترط لجواز الخروج عليه "إذا قُدر على ذلك"
ثم جعل بينهما قسما آخرا وهو
الثالث :
الأئمة الظلمة
فجعل الخروج على هذا الصنف من الولاة فيه خلاف بين اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح
ثم
الفصل الثاني :
مال الى انكار الاجماع على اصل السمع والطاعة ولي الامر وان كان ظالما ورد كلام من نقل الاجماع على طاعة ولاة الامر حيث قال :" وقد ادعى الإجماع على ذلك بعض العلماء كالنووي في شرحه لصحيح مسلم وكابن مجاهد البصري الطائي فيما حكاه عنه ابن حزم ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف في ذلك " [ مابين "...." من كلام علوي السقاف من موقعه الرسمي المذكور اسمه في اعلاها ] حسب زعمه فكيف يخالف اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك يخالفون كلام الله سبحانه وتعالى في وجوب طاعة ولاة الامر
ثم هل يعقل ان ( اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ) يشذون عن اجماعهم ( اجماع اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح )
فأما الاجابة على مااورده من شبه فهي كالتالي
-------------------------
《 الفصل الاول والثاني 》وهما
{ كونه
[ ١ ]
جعل اصل السمع والطاعة مختلفا فيها بين اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وكذلك
[ ٢ ]
انكاره للإجماع على هذا الاصل العظيم }
فنقول :
[ أ ]
ان ادلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة تدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الامر في غير معصية الله وان كان ظالما وسيأتي ذكرها ان شاء الله في فصل مستقل ملحق بهذه الرسالة .
[ ب ]
ان اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح جعلوه اصلا عظيما من اصول الاسلام ومبانيه العظام لادلة الشرع ولعدم وجود مخالف بينهم و انكار لعمل اهل البدع والتكفير والاحزاب في تجويزهم الخروج على ولاة الأمور فكيف جاز لك ان تطعن في هذا الاصل بطريقتك الخلفية البدعية وترد كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتطعن في اجماع المسلمين ظلما بلا دليل ولابينة وانما حملك على ذلك الهوى وعدم تعظيم نصوص الوحيين كتابا وسنة
[ ج ]
الاجماع على هذا الاصل منعقد لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة ولاقتضاء المصلحة الشرعية العامة
واستفاض النقل عن كبار علماء الأمة انظر كلامهم
منشورا مشهورا في دواوين السنة
قال ابن بطة العكبري رحمه الله وفي كتابه"الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة"قال ابن بطه العكبري رحمه الله : " وقدْ اجتمَعَت العُلَمَاءُ من أهلِ الفقهِ والعلمِ والنُّسَّاكُ والعُبَّادُ والزُّهَّادُ، من أوَّلِ هذهِ الأُمَّةِ إلى وقتنا هذا: أنَّ صلاةَ الجُمعةِ والعيدينِ، ومِنىً وعرفات، والغزو والجهاد والهدي مع كلِّ أميرٍ برٍّ وفاجرٍ... والسمعُ والطاعةُ لمن ولَّوْهُ وإن كانَ عبداً حَبَشياً، إلاَّ في معصيتهِ اللهَ عزَّ وجل، فليسَ لمخلوقٍ فيها طاعة، ثمَّ من بعدِ ذلكَ اعتقادُ الدِّيانةِ بالنصيحَةِ للأئمَّةِ وسائرِ الأُمَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا، ومحبَّة الخيرِ لسائرِ المسلمينَ، تُحبُّ لهم ما تُحبُّ لنفسكَ، وتكرهُ لهم ما تكرَهُ لنفسِكَ" انتهى كلامه رحمه الله
وقال ابن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري رحمه الله( ٨ / ٢٧٩ )
بعد ذكر الأحاديث التي تحرم الخروج على الأئمة : "فى هذه الأحاديث حجة فى ترك الخروج على أئمة الجور، ولزوم السمع والطاعة لهم. والفقهاء مجمعون على أن الإمام المتغلّب طاعته لازمة، ما أقام الجمعات والجهاد، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ".
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى( ٤ / ٤٤٤ ) : "ولهذا كان مذهب (أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بَر أو يُستراح من فاجر ".وفي موضع آخر يقول رحمه : " ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنةللأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ".[منهاج السنة ( ٤ / ٥٢٩ )]
ويقول ايضا رحمه الله في موقع آخر : " ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة ، وكان ذلك من أصول السنة . وهذا مذهب أهل الحديث ، وأئمة أهل المدينة من فقهائهم وغيرهم".
[ كتاب الاستقامة( ١ / ٣٢ )]
قال ابن عبد البر رحمه الله : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج، وأما أهل الحق وهم أهل السنة فقالوا: هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عدلاً محسناً، فإن لم يكن فالصبرعلى طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، ولأن ذلك يحمل على هِرَاق الدماء وشن الغارات والفساد في الأرض، وذلك أعظم من الصبرعلى جَوره وفسقه. والأصول تشهد والعقل والدين: أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك. وكل إمام يقيم الجمعة والعيد ويجاهد العدو، ويقيم الحدود على أهل العداء، وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض، وتَسكن له الدهماءُ[التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩ )]
قال النووي: "وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين " [( شرح صحيح مسلم رحمه الله( ٤ / ٥٠٧ )]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قَدَر عليها".[ فتح الباري شرح صحيح البخاري رحمه الله( ١٣ / ٩ )]
ونقل ابن حزم إجماع اهل السنة والجماعة على حرمة الخروج على ولي الامر كما في كتابه مراتب الاجماع ص (١٩٩ )
ثم بعد نقل الاجماع على تحريم الخروج على ولي الامر وان كان ظالما عن شيوخ الاسلام وامراء المؤمنين في الحديث
يأتي علوي السقاف ليقول : " ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف "
فنقول له : اذكر لنا اسم هذا السني السلفي الذي خالف ؛ واما يؤتى بإسم احد الاخوانية الخوارج فيجعل سنيا سلفيا فهذا كذب مفترى ومحاولة لتمرير جواز حكم الخروج على الحاكم وفيها تساوي اهل السنة والجماعة بأهل البدعة والفرقة وطعن جلي ومحاولة هدم اصل السمع والطاعة لولاة الامر وهو اصل عظيم من اصول الاسلام..
و انت ايها السقاف صاحب دعوى ليس فيها ولامعك بينة واصحاب الدعاوي اذا لم يقيموا على صحة دعواهم ادلة وبينات فهم ادعياء
وهيهات له الدليل
واما نكاره لاجماع المسلمين فهو مسلك اجرامي خطير لتهوينه ادلة الشرع المبني عليها هذا الاجماع ولمشاققته للمؤمنين في اجماعهم و محاولته تبرير ماتفعله الجماعات الضالة في خروجها على ولاة الأمور واستحلالها لدماء المسلمين وغيرهم من المعاهدين وطعن جلي في اصل السمع والطاعة لولاة الامر
-------------------------
《 الفصل الثالث 》 :
ايراده شبها بما جرى من فتن على المسلمين كفتنة الحسين بن علي رضي الله عنهما وفتنة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وفتنة ابن الاشعث
فهذه شبهه يتم جلاؤها وايضاحها في النقاط التالية :
اولا :
الحسين بن علي رضي الله عنه لم يقاتل يزيد ولم يخرج لقتاله ابتداء ، بل خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه قيل : مطالبا بدم ابيه رضي الله عنهما ، ويزيد كان في الشام .
ثانيا :
ان الحسين بن علي رضي الله عنهما حريص على جماعة المسلمين فلم يفرقهم وقد طلب الرجوع الى بلده او الى اي ثغر من ثغور المسلمين او لقاء يزيد ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : فإن الحسين لم يُفرق الجماعة، ولم يُقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر؛ أو إلى يزيد، داخلا في الجماعة، معرضاً عن تفريق الأمة)[ منهاج السنة ( ٤ / ٣٥٣ )]
ثالثا :
نصح كبار الصحابة رضي الله عنهم وفقهاءهم له
وهم الذين أنكروا ونهوا عنه منهم الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، وعبد الله عمرو وجابر بن عبد الله وأبي واقد الليثي ومحمد بن الحنفية وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما اجمعين
رابعا:
ان الفعل اذا خالف نصا او اجماعا فلاعبرة بفعل فاعله او قول قائله اذ الخطأ وارد على غير المعصوم وذلك لعدم بلوغ النص له او انه رأى عدم صحة النقل عن الشارع .
خامسا :
تراجع الحسين بن علي رضي الله عنهما عن فعله كما في ( ثانيا ) وعدم تماديه رضي الله عنه فلا يحتج بفعله بعد تراجعه رضي الله عنه .
سادسا :
ان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما ولي امر للمسلمين فلا احتجاج بقضيته على جواز الخروج على الحاكم فهو كما ذكر عنه مظلوم مبغي ومخروج عليه فقد بايعه اهل الحجاز واليمن ومصر والعراق والشام الا دمشق فقد ذكر اهل العلم انه خرج عليه - بضم الخاء - ولم يخرج على احد وهذا بعد وفائه ببيعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ثم ابنه يزيد ووفاتهما
وقد وصف بانه اميرا للمؤمنين وممن وصفه بذلك ابن حزم رحمه الله فقال عنه : أمير المؤمنين ؛ أثناء حديثه عن مروان بن الحكم، حيث قال: «مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما»[ المحلى لابن حزم رحمه الله ( ١ / ١٢١ )]
وقال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم رحمه الله : «ومذهب أهل الحق أن ابن الزبير كان مظلوماً، وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه»[ شرح النووي على صحيح مسلم رحمه الله ( ١٦ / ٩٩ )].
------------------------
فصل في الادلة على وجوب طاعة ولاة الامر وان كان ظالما في غير معصية
( اولا ):
من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام :
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
والامر يقتضي الوجوب الا لصارف ولايوجد هنا مايصرفه وسيأتي في السنة مايبين هذا الحكم ويوضحه ان شاء الله
-------------------------
( ثانيا ) :
من السنة النبوية
١-
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ". رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ )
٢-
وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: "أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ" قَالَ: "إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ"رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ )
٣-
وفي صحيح
مسلم ( ١٨٥١)
عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ".
٤-
وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً".
٥-
وروى البخاري رحمه الله(٣٦٠٣ ) ومسلم رحمه الله ( ١٨٤٣ )
٦-
عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ" .
٧-
وفي صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٤٦ )
سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ – رضي الله عنه - رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ، وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ. فقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم- : "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"
٨-
وفي صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ" . قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ".
٩-
وفي صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"
١٠-
وروى مسلم في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ".
١١-
واورد الامام الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ( ٧/ ١٤) واصله في ابن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية"
١٢-
وفي صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ"
١٣-
وفي صحيح
البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا "
١٤-
وفي السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤)
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : " يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ "
-------------------------
(ثالثا ) :
ان اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح جعلوا وجوب طاعة ولاة الامر وحرمة الخروج عليه من مسائل العقيدة المتفق عليها بينهم على اختلاف اعصارهم وتباعد امصارهم و كثرة كتبهم واسفارهم وهو عندهم اصل عظيم من اصول الاسلام وهذا موجود في كتب السنة واصولها والعقيدة والتوحيد
وقال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ ٢ / ٥٤٠ ] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة"
قال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤):
" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان"
وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله في عقيدة اصحاب الحديث :" ويرى أصحاب الحديث: الجمعة، والعيدين، وغيرهما من الصلوات، خلف كلِّ إمام مسلم، برَّاً كان أو فاجراً، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، ويرون الدُّعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح.
ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العُدول عن العدل إلى الجور والحيف"
وفي منظومة نونية القحطاني رحمه الله في معتقد اهل السنة والجماعة قال رحمه الله :
" لاتخرجن على الأمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان
ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "
-------------------------
( رابعا ) :
اتفاقهم على صف من اراد الخروج على ولي الامر بالخارجي او المعتزلي
قال ابن عبد البر في التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩) : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج "
قال البربهاري رحمه الله في شرح السنة ( ٥٨ ) : " ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، ومِيتته مِيتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جاروا، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «اصبر، وإن كان عبدا حبشيا» .وقوله للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض » .
وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدين والدنيا "
وفي شرح السنة للبربهاري رحمه الله اورد اثرا عن الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله حيث قال : " مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره" انتهى كلامه رحمه الله.
------------------------- خامسا :
الاجماع على هذا الاصل لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وقد نقلنا من ذكر الاجماع في هذه الرسالة ..
وفي هذا كفاية لمن اراد الحق والتمسك فيه والاستقامة عليه ...وفقنا الله واياكم للعلم والعمل الصالح وحسن الخاتمة
كتبه واملاه الفقير الى عفو مولاه :
غازي بن عوض العرماني ظهر يوم الخميس الموافق ١٠ / ١٠ / ١٤٤٠ من هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم