الاثنين، 23 ديسمبر 2019

《 ماهي العلامات التي يستطيع بها العامةُ ومن يجهل العلم الشرعي معرفة دعاة الضلالة ورموزها وأفرادها ثم ماهي هذه العلامات التي بها تتميز الجماعات المنحرفة فكريا المخالفة للكتاب والسنة والتي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم ؟》

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله وكفى وصلاة وسلام على عبده ورسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
فجوابا لسؤال عنوان رسالتنا هذه  نقول وبالله التوفيق وعليه التكلان :

إن طلاب العلم أتباع السلف الصالح ممن هم على " معتقد أهل السنة والجماعة " يعرفون الجماعات المنحرفة - أفرادا ودعاة ورموزا  - من خلال :
معتقدهم 
ومنهجهم وتصرفاتهم وعلاماتهم 
وسماتهم وخصائصهم التي دونوها  في :
كتبهم 
ورسائلهم 
وفي صوتياتهم 
وما ثبت عنهم شرعا بغير ماسبق  مستمدين بيان ضلال هؤلاء الخوارج 
مما ثبتت عنهم من صفات وردت في  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو ماأثر عن سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
وأعيد واكرر إن هذا لانقوله افتراء بل هو ماوجد  مكتوبا في مؤلفاتهم التي سطروها بأناملهم وأتى مدونا عنهم 
أو ماصدر عنهم من قيح افواههم وزبالة فكرهم 

واما العامي الجاهل - ممن سلمت له فطرته وصح له عقله ونجا من شبهاتهم  - فتظهر له من هؤلاء الضلال 
أقوال وأفعال تدل على ضلالهم وإنحرافهم وأن عليه وجوب الحذر منهم والإبتعاد عنهم ننبه عليها بعلامات 
 أهمها :
( العلامة الاولى ) :
كلامهم في ولي الأمر على جهة الاستياء من سياساته أو تصرفاته وخوضهم في
أمور هي من صلب أعمال ولاة الأمر وتدخل سافر في مجال خصوصياته ..فتجد حديثهم عن العلاقات الخارجية للدولة أو إقتصادها أو التمسح بالدين بتهويل المنكرات وتعظيمها ليتسنى لهم النيل من أعراضهم وتهييج العامة عليهم  
( العلامة الثانية ) :

من علاماتهم الظاهرة 
تأييدهم للبدع الحادثة المنكرة المخالفة للاسلام مثل قيام الثورات او الانقلابات العسكرية
 أو المظاهرات
 أو الإضرابات
 أو الإعتصامات
 أو التفجيرات
 أو العمليات الإنتحارية أو الإعجاب بالديمقراطية ومحبتهم تحويل نظام الحكم إلى دستوري وإلغاء سلطة ولاة الامر وإن كانت مبنية على الشرع أو هو مطبق للشرع ومدح عادات الكفر وطريقة حياتهم وان خالفت الشرع لإن السياسة وشهوات الدنيا أخذت لبهم فلها يجاهدون ويقاتلون
 ويفتون
ويحللون
ويحرمون 
و " الغاية عندهم تبرر الوسيلة "   .
( العلامة الثالثة ) :
أقوال كبار علماء الأمة المبنية على الكتاب والسنة وماأُثر عن السلف الصالح لا تعجبهم ولا يلقون لها بالا ولايرفعون بها رأسا  فتجد إعجابهم في أقوال أصحاب الشذوذ الفكري من ملاحدة كفرة او منحرفين  أو من غلاة الخوارج الإخوانية المعاصرين بل يرمون كبار العلماء بالعمالة للسلطان أو وصفهم بألقاب خارجة عن حدود الشرع والأدب .

( العلامة الرابعة ) :
هناك أصول للسنة متفق عليه بين علماء الإسلام يعرفها طلاب العلم ويعرف العامي هذه الأصول بالرجوع إلى أقوال كبار العلماء المدونة في رسائلهم او اشرطتهم الصوتية او سؤالهم او بالبحث عنها بمحرك البحث ( جوجل) بصيغة السؤال التالي ونصه  : " ماهي أصول السنة المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟ " 
أو بعبارة أخرى تدل على هذا المعنى 
ثم يضيف إسم الشيخ مثلا : الألباني أو إبن باز أو العثيمين رحمهم الله أو ربيع المدخلي حفظه الله شريطة ان لايسأل إلا هؤلاء او من هو مثلهم من مشايخ السنة المعروفين بسلامة المنهج وحسن المعتقد . 
( العلامة الخامسة ) :

إذا رأيت أو سمعت الداعية مطلوبا عند الجهات الأمنية بإستمرار او هو مسجون عندهم أو منعوه من الحديث للناس وإلقاء الدروس والفتياء فإبتعد عنه فهذه علامة ظاهرة على إنحرافه وشذوذه الفكري في الغالب الأعم إذ أن الجهة الامنية في الغالب الاعم - وخاصة في المملكة العربية السعودية- لاتطلب أو تسجن أو تمنع إلا كل منحرف مخالف للسنة وأصولها ومن ذلك أصل " السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف "   فيخالف تعليمات ولاة أمره وإن كانت هذه التعليمات وفق الشرع و تصب في صالح المواطن.. 
وأما الإنكار على ولي الأمر فله طريقة نبوية شرعية أتت في الكتاب والسنة وفي هدي سلف الامة فليست محلا لإجتهاد جماعات الخوارج الإخوانية  وقد نهبنا على هذه الطريقة في ثنايا عدة كتب ورسائل لنا وافردناها مستقلة في عدة رسائل  ..
  《 فصل "  
 إستشهاد جماعات الخوارج و التكفير  في قصة سجن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله أو غيرهم من أئمة السنة وشيوخ الإسلام 
فهذا إستشهاد في غير محله وذلك لأمور منها 》 :
[ أولا ] : 
إختلاف الغاية و المقصد فإبن حنبل وإبن تيميه رحمهما الله تعالى أرادوا الله والدار الآخرة وإبراء الذمة وأرادوا النصيحة لولي الأمر ولئلا يتبع في ضلاله مع محبتهم وشفقتهم على ولي الأمر الذي ظلمهم وآذاهم والدعاء له بالخير وتحذير المسلمين من مغبة الخروج عليه وبيان حكم ذلك وأنه مخالف للشرع والعقل مع ماينتج عنه من إستحلال للدماء بغير حق ...فهل يستوي الفريقان مثلا ؟
الجواب : لا
وهو جواب معروف حتما ...
ولانقول هذا الكلام إلا بما بدر منهم من أفعال تدل على مخالفتهم للشرع ومضادتهم للسنة 
ثم يتبع ماسبق 

[ ثانيا ] :
إن هؤلاء الضلال يريدون الكرسي ويريدون الدنيا وحظوظها 
وإرادة الشر بالمسلمين 
ثم إن عند هؤلاء الضلال قاعدة معرزفة هي  ..

[ ثالثا ] : 
" الغاية تبرر الوسيلة "  فهم يريدون الدنيا ويتمسحون بالاسلام وعلماء الإسلام وشيوخه لكن الفرق واضح شاسع .

[ رابعا ] 
هل سمعت أو نقل اليك أو رأيته في كتاب : إن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله يعتلون رؤوس المنابر فيتهجمون على ولاة الأمرفي عصرهم علانية ويسبون ويشتمون بإسم الإسلام  ...
وأقول :
هذه كتبهم 
و هذه مؤلفات و كتب ورسائل  تلامذتهم من بعدهم
وهذه عقيدتهم مبثوثة منشورة مشهورة لايوجد فيها الخروج أو تزيينه  فلايوجد فيها إلا النصح والمحبة والشفقة على المسلمين عامة وولاة أمر 
فلم يؤثر عنهم الأمر بالخروج على ولاة أمرهم. 
( افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون  ) ؟

[ خامسا ] :
إن علماء السنة عندهم فقه الكتاب والسنة و فهم سلفهم الصالح لنصوص الوحيين 
فهذا هو مصدر الدين عندهم 
وأما هؤلاء  الإخوانية فيتمسكون بالمتشابه وسلفهم الخوارج والجهمية فهم من يأخذون عنهم  و يصدرون منهم ...فهل رأيت البون الشاسع بين الفريقين ؟

[ سادسا ]
علماء السنة أتباع السلف الصالح 
يعرفون درجات إنكار المنكر ومراتبه 
وأنواع المنكر ( كفر - بدعة - معصية ودركاتها ثم يدركون حجمها وخطورتها و هل هي كبيرة أو صغيرة ويدركون أبعاد البدع والأهواء فيتصرفون بعلم وعدل وإنصاف وحكمة يريدون الله والدار الآخرة  )
وصفة من أريد الإنكار عليه ومنزلته 
وكيفية التعامل معه وفق السنة ؟
وكيفية إنكار المنكر  ونتائجه بحيث لايترتب على إنكارهم  منكر أعظم منه أو يتولد منه مفاسد أكبر
فهم يمشون على نور الوحي وما بني عليه من قواعد الشرعية وأصول مرعية بأساليب نبوية سنية  فهم فلهم فقه في   درء المفاسد و جلب المصالح وإن درء المفسدة أعظم من جلب المصلحة
ويعرفون أنواع المصالح وأقسام المفاسد  .

[ سابعا ] :
إختلاف الملة والمذهب  فائمة السنة كالإمام إبن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهم الله 
من أهل الإسلام الصحيح "أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومن الفرقة الناجية المنصورة وهم اهل السنة والحديث والاثر والفقه والنظر " 
وأما هؤلاء فهم خوارج عصرية فحقهم التأديب والعقوبة والزجر على حسب مايراه ولي الأمر إقتضاء للمصلحة التي يعرف كيف يقدرها بغير افتيات أو تقدمة على مقامه 
فسجن هؤلاء الخوارج الإخوانية  قربة وديانة بشكر عليها ولي الامر ويدعى له ؛ . 
اسأل الله الحي القيوم أن يثبتنا وإياكم  على دينه ويجعلنا من أنصار دينه وأن يكفي المسلمين - رعاة ورعية.  حكاما ومحكومين - شر الأشرار من إخوانية خوارج أو ملاحدة ليبرالية ...والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .