الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

《 تنبيه الأنام على محدثات ومنكرات وجرائم تعملها الفرق المنحرفة والجماعات الضالة ثم ينسبونها ظلما إلى دين الإسلام والإسلام برئ منها و شرائعه وشعائره ضد أعمالهم الخبيثة 》



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
في هذه الرسالة   نكمل مابدأناه في تتبع الفواقر العقدية التي قامت بفعلها جماعة الإخوان الخوارج ثم تنسبها إلى الإسلام ظلما وعدوانا فنستعرض في هذه الرسالة الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أئمة  السلف وشيوخ الإسلام  مسائل أتخذها أهل الأهواء والبدع ذريعة يتوصلون بها لتنفيذ أجندتهم ومحاولة منهم لتحقيق أهداف حزبهم المشبوهة فجرى إيضاح حكم كل مسألة بالأدلة وإيراد القول الصواب فيها مع تفنيد شبه أهل البدع والأحزاب  وقطع مايتعلقون به من أوهام وشبه نبتغي بعملنا هذا  وجه الله والدار الآخرة...
وتحذير أهل الإسلام من شرهم لأنهم يلبسون ثياب الدين على قلوب تحارب الدين. 
ونبدأ قائلين :

                    [  أولا ]
حكم الإقامة الدائمة في بلاد الكفر
ثم
                  [ ثانيا  ]
شروط وضوابط وضعها أهل العلم في جواز الاقامة الدائمة في بلاد الكفر ضرورة
ثم :
                [ ثالثا  ]

حكم الإقامة في بلد إسلامي فيه دعاة شرك في توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات مع وجود أماكن عبادة شركية ومنكرات عظيمة   ومقر للجماعات التكفيرية التي تقوم بإضلال الشباب وتجنيدهم لصالحها - مثل تركيا -ثم

              [ رابعا ]
حكم الإقامة الدائمة في بلاد الكفر من أجل الإضرار في حكام الدول الاسلامية وولاة أمورها ؛ و إرسال المنشورات السرية المبنية على الكذب والهوى والبدعة من بلاد الكفر إلى بلاد الاسلام لتهييج العامة وتحريضهم على ولاة أمورهم ونشر الأكاذيب ضدهم وزعزعة الأمن في دولهم ..ثم بعده يأتي ..
               [ خامسا ]
هل تصح عبارة
" الهجرة الى أوروبا أو أمريكا أو غيرها من بلاد الكفر والعهر  " ؟
وهل هذه العبارة سائغة شرعا ؟



《 " الفصل الأول " حكم الاقامة الدائمة في بلاد الكفر 》

الحكم في هذا العمل التحريم وذلك لأصول مهمة هي :

                  (  أولاً  ) 

وجوب الهجرة من بلاد الكفر الى بلاد الإسلام لمن قدر عليها ولم يكن له عذر
دل على هذا الكتاب والسنة والإجماع فالأدلة من كلام الله تعالى وتقدس قوله تعالى
{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجرو فيها أولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً }
قال الإمام إبن باز رحمه الله : " هذه الآية ذكر علماء التفسير أنها نزلت فيمن جلس بين أظهر المشركين ولم يهاجر من دون عذر، فإنه قد أرتكب إثمًا عظيمًا بإجماع المسلمين كما ذكر ذلك الحافظ إبن كثير رحمه الله " إنتهى كلامه رحمه الله [ من موقع الإمام إبن باز رحمه الله  الرسمي ]
ومن الأدلة  قوله تعالى {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيرة وسعة ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً} وقوله تعالى {ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} وقوله تعالى {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار } وقوله تعالى {لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار } وقوله تعالى { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم }
وقوله تعالى { ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذو منهم أولياء حتى يهاجرو في سبيل الله فإن تولو فخذوهم وأقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذو منهم ولياً ولا نصيراً } والآيات مستفيضة في بيان حكم الهجرة ووجوبها لمن قدر عليها 
                
               ( الأصل الثاني من إدلة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم )
وأما في السنة النبوية
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( لاتنقطع الهجرة حتى ينقطع التوبة)
أمره صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث بمفارقة المشركين والبعد عن بلادهم وسنأتي عليها إن شاءالله
منها:
نهيه صلى الله عليه وسلم عن الإقامة في بلاد الكفار وأمره بمفارقتهم فمن ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم ( إنكم شهدتم أن لا إله إلا الله واقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وفارقتم المشركين ) الألباني في السلسلة الصحيحة (٦/٨٤٧)
وقوله صلى الله عليه وسلم :(انا برئ من كل مسلم يقيم بين اظهري المشركين ، لا تتراءى نارهما )
وقوله صلى الله عليه وسلم :(لا يقبل الله عزوجل من مشرك عملا ما أسلم عملاً ، أو يفارق المشركين إلى المسلمين )
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله )
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة.

             ( الأصل الثالث )
أن كمال دين المسلم وتمامه لايتم له إلا  في تطبيق شرائع الإسلام وشعائره ومن ذلك
إتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا هو الشرع الكامل المنزل يندر بل يصعب ويستحيل العمل بما فيه في بلاد الكفر فلذا أوجب الشرع الهجرة ومفارقة المشركين وترك الإقامة في بلادهم .

               ( الأصل الرابع )
أن كمال الولاء و تمام البراء يكون في البعد عن الشرك والكفر وأهل ذلك كما أن الصاحب ساحب
فالجار الكافر له تاثير عظيم بسلوكه
وأخلاقه وطبيعته و الجر إلى ديانته وخاصة إذا كان ذا أخلاق ومال مع حاجة قد تعتري المرء المسلم
وهنا قول لاهل العلم بوجوب الهجرة بعض البلاد  المسلمة مثل تركيا للإمام العثيمين رحمه الله   إذا كثرت فيها المعاصي والمنكرات وغلب على الظن تأثر المسلم فيها وفي حديث قاتل المئة
وفيه ( انْطَلِقْ إِلَى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أُناسًا يعْبدون الله تعالى فاعْبُدِ الله معهم، ولا ترجعْ إِلى أَرْضِكَ؛ فإِنها أرضُ سُوءٍ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ، أَتَاهُ الموتُ فاختَصمتْ فيه مَلائكة الرَّحْمة وملائكةُ العَذابِ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمة: جاء تائِبًا مُقْبلاً بِقلبه إلى اللَّه تعالى، وقالَتْ ملائكة العذاب: إنه لمْ يَعْمل خيرًا قطُّ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم؛ أَي: حَكمًا، فقال: قيسوا ما بينَ الأَرْضَينِ، فإِلَى أَيَّتِهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأرض التي أَرَادَ فَقبَضَتْهُ مَلائكَةُ الرحمة) متفقٌ عليه.

           ( الأصل الخامس )
أن الإقامة الدائمة في بلاد الكفر تجلب مشابهة المسلم للكافر وهذا أمر لابد أن يحصل
والتشبه بالكفار في أعمالهم وأقوالهم وأهوائهم
أو أعيادهم أو أزيائهم الخاصة بهم
منعه وتحريمه من المقاصد والغايات التي جاء بها كلام الله تعالى وتقدس وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأدلة على تحريم التشبه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح( من تشبه بقوم فهو منهم ).


《 " الفصل الثاني " شروط أهل العلم في جواز الإقامة الدائمة في بلاد الكفر ضرورة وضوابطها 》

تجوز الإقامة الدائمة في بلاد الكفر ضرورة بشروط ذكرها أهل العلم
وقد سبق ان ذكرنا في 《 الفصل الأول 》 أن الأصل في إقامة المسلم في بلاد الكفار التحريم إلا لضرورة . .
وقد  إشترط أهل العلم شروطاً لجواز الإقامة الدائمة في بلاد الكفر
أهمها :
                   [   ١   ] 

سلامة دين المقيم المسلم وذلك بأن يكون عنده بصيره يرفع بها عنه الشبهات
و صبر وإيمان وقوة عزيمه يدفع بها الشهوات وكرهه لمعتقد أهل الكفر وبغضه لأعمالهم المحرمة.

                 [  ٢  ] 
أن يظهر المقيم المسلم شعائره الدينيه من غير خوف ولا خشية منع
                    [  ٣  ] 
أن تكون هناك ضروره إلى سفره وإقامته بين ظهراني الكفار وذلك
مثل :
               (  أ  )
تعليمهم الإسلام ودعوتهم إليه أو

                ( ب )
دراسة مذهبهم الباطل لبيان فساده ليحذر المسلمين من الإغترار بهم وبدينهم و بيان فساد أخلاقهم ومافيها من إنحلال ويرد على المعجبين بهم من شباب المسلمين ؛
ويتم ماسبق بعلم وحلم وحكمه وحسن خلق من أجل أن لا يحدث منكر أعظم ضد المصلحة التي أتى من أجلها .

                ( ج )
 أن يقيم بناء على تنفيذ أوامر ولي أمره وذلك لتنظم علاقة الدولة الإسلامية مع غيرها مثل موظفي السفارات للنظر في مصالحها في الدولة الكافرة ورعاية من يحتاج من أبناء الدولة وتيسير أعمالهم وتسهيلها.

                  ( د  )
أن يذهب إلى تجاره أو دراسة لا توجد في بلده وفي دراسته مصلحه للمسلمين قل نظيرها في بلاده مع مراعاة ديانته وأمانته وحسن خلقه .

              ( هاء )
الإقامة الدائمة للسكن مع خلوه من الشروط السابقة فهذا محرم للإدله الشرعية التي ذكرناها ولما في إقامته خطر عظيم على عقيدته إذ قد يجره سكنه الدائم إلى الكفر والإلحاد .

《 الفصل الثالث " 
حكم الاقامة في بلد إسلامي فيه دعاة شرك بانواعه وأماكن عبادة شركية ومنكرات عظيمة و دعاة فتنة ومقر للجماعات التكفيرية التي تقوم بإضلال الشباب وتجنيدهم لصالحهم - مثل تركيا - 》

في بعض البلاد الإسلامية  يوجد الشرك بالله بجميع أنواع   الشرك في توحيد الألوهية مثل :
بناء الأضرحة والطواف حولها والذبح والنذر ودعاء الخلق من دون الله ، وبناء المساجد على القبور وكذلك :
إنتشار الشرك في توحيد الأسماء والصفات  فمذهب الجهمية المعطلة منتشرة
ومثال ذلك مايقوم به اردوغان   بتشجيع اللواط ويسمونه بغير إسمه - زواج المثليين- وفي عهده عم  الزنى واللواط وشرب الخمر وله دور كبير في إعانة رموز الجماعات التكفيرية وإمدادهم  ووقوفه صفا واحدا معهم
وللعلم :
 فتركيا مقر رئيس لجماعة الإخوان الخوارج
وفيها
ومنها
تدار مؤتمرات وتتظيمات لزعزعة الإستقرار في الدول الإسلامية وتنشط فيها الجماعات التكفيرية الإرهابية مثل داعش و القاعدة ولعلها تعتبر المركز الثاني لهم بعد أيران الروافض
ولاننسى أفعال تركيا في غزوها لبلاد الاسلام أيام الدولة العثمانية الصوفية ومافعلته من قتل ونهب ثروات وسلب خيرات وإنتهاك أعراض للمسلمين ومحاربتها لأهل الإسلام الصحيح وهو معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وتدميرها للمدن الإسلامية
ويرى الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عدم جواز السفر إلى تركيا وهذا بعد ورود سؤال وجه اليه رحمه الله
ونص السؤال وجوابه كمايلي
{سؤال : السفر إلى البلاد الإسلامية مثل تركيا ، هل يجوز السفر إليها بدون حاجة ، يعني للنزهة ؟
الجواب :
لا أرى هذا .
أولًا :
إن النفقات ستكون باهظة .
ثانيًا :
إن تلك المجتمعات فيما يُسمع عنها ليس بينها وبين المجتمعات الكافرة فرق ، إلا بأنه يُؤَذَّنُ في المنائر ، ويصلي من يصلي ويترك الصلاة من لا يريد الصلاة . ثم المظهر العام بالنسبة للنساء وتبرجهن لا فرق بينه وبين الدول الكافرة ، هكذا نسمع ، وإذا كان كذلك فثِق أن أهلك الذين يذهبون إلى هناك سوف يتأثرون بهذا ، والصغير تنطبع في ذاكرته الصورة فلا ينساها ، وإذا كان لا بد من النزهة فعليك ببيت الله (الكعبة) ومسجد رسول الله ﷺ تحصل على خير وعلى أجر ، ولا تتكلف لا مالًا ولا تعبًا بدنيًّا ، ولا غير ذلك "
[ لقاء الباب المفتوح (ج ٨/ ص ٦٠/ لقاء ١٧٠/ سؤال ١٨) ]}إنتهى كلامه رحمه الله .

《 "الفصل الرابع "
حكم الاقامة الدائمة في بلاد الكفر من أجل الإضرار في حكام الدول الإسلامية وولاة أمورها ؛ و إرسال المنشورات السرية المبنية على الكذب والهوى والبدعة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام لتهييج العامة على ولاة أمورهم ونشر الأكاذيب ضدهم وزعزعة الأمن في دولهم 》

الإقامة الدائمة في بلاد الكفر من اجل ماسبق كالإضرار بالمسلمين -حكاماً ومحكومين- وإلحاق للضرر في مصالحهم العامة وتشويه صورة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم و سمعة حكام المسلمين والطعن في كبار علماء السلف الصالح وتأليب الرأي العام العالمي عليهم  وتجييشه ضدهم و عمل المؤامرات وتكوين المنظمات للنيل منهم وزعزعة الأمن والإستقرار في بلاد الاسلام وتعاونهم مع جهات مشبوهة تعمل ضد توجهات قادة المسلمين وحكامهم
ومحاولة فاشلة لتغيير نظام الحكم وإستبدال الحكومات الإسلامية مع حرصهم على تطبيق الشرع ومحاولة هؤلاء الضلال بإستبدالها بحكومات جمهورية و أنظمة دستورية مخالفة للشرع وفيها سلب حقوق ولاة الأمور وتجريدهم من صلاحياتهم التي أتى شرع الاسلام بحمايتها وتأكيدها ووجوبها .
وعلماء الإسلام الصحيح كلهم وهم (أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) متفقون على تحريم هذه الأعمال الإجرامية لمخالفته أصول الإسلام وإدلته الشرعيه
وقواعد العلماء الربانيين
مع مصادمة هذه التصرفات المشينة للعقل السليم وعادات أهل الإسلام وتقاليدهم المتينه المبنية على شرع الله وإبطال شعائر الاسلام . .
ومن قام بهذه الأعمال السيئة مجموعة من الروافض واذنابهم من الإخوانيه الخوارج مثل سعد الفقيه والمسعري وغانم الدوسري
فلا عبرة بخلافهم او إختلافهم إذ هو تصرف فردي بعيد عن الشرع والعقل و المصلحة العامة التي يسعى إليها ولي الأمر المسلم ويحرص عليها كل مسلم يخاف الله ويتقيه مع مضادة هذا الخلل العقدي من قبلهم   لأدلة الشرع وخروجهم عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكراهتهم لها وخروجهم عن طاعة ولي الأمر  الواجب شرعا طاعته ..
كفى الله المسلمين شرهم .

《 الفصل الخامس " هل تصح عبارة
" الهجرة الى اوروبا او أمريكا او غيرها من بلاد الكفر " ؟
وهل هذه العبارة سائغة شرعا ؟ 》

لايجوز شرعا :
تغيير الألفاظ الشرعية الواردة في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم و جرى سماعها بسند صحيح عن سلفنا الصالح
كما أن في هذا اللفظ فريضة شرعية مثل الهجرة في سبيل الله وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
ومعنى الهجرة في إصطلاح الشرع :
( الإنتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام تعبدا لله ووفق سنة رسول صلى الله عليه وسلم )

وقد جرى إستبدال معني هذا اللفظ الشرعي إلى معاني محدثة مخالفة للشرع ومضادة  للغة العرب مع مضادتها للدليل الشرعي

والتعامل الصحيح في مثل هذه الحال هو :
رد هذه العبارة وعدم قبولها والإنكار على صاحبها وبغض من رأى جوازها ديانة وقربة  . 


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
--------------------------------------
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني

الخميس، 26 ديسمبر 2019

《تعظيم أصل وجوب السمع والطاعة لولي الأمر في غير معصية الله وإن كان ظالما وحرمة الخروج عليه وكشف باطل الخوارج الإخوانية في إباحتهم الخروج عليه وضعف ماأستدلوا به من شبه فاسدة لاتقابل بنصوص الوحيين - كتابا وسنة - ومخالفتهم لماعليه إجماع السلف الصالح وجرى عليه عملهم 》

بسم الله الرحمن الرحيم


[   الجزء الثاني   ]


الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 
أمابعد  :
فإنتصارا للسنة الغراء ثم تفنيدا للشبه التي بثها أهل الخروج والإلحاد على أمراء السنة 
فقد ذكرنا في [ الجزء الأول ] بعض أعمال الجماعات الإخوانية الخوارج  مثل تكفير المسلمين  وإستحلال الدماء المعصومة البريئة من مسلمين ومعاهدين وفي  رسالتنا هذه  [ الجزء الثاني ] تطرقنا إلى هدف هذه الجماعات الضالة وهو هدف سياسي يسعون من خلاله الوصول الى غايتهم الدنيوية ( الكرسي ) فكان لابد لهم من إيراد الشبه وبثها بين العوام الجهلة وأنصاف المتعلمين[ ممن يجهل حالهم ويجهل العلم الشرعي] ليتسنى لهم إضلالهم وتهييجهم على ولاة أمرهم وإظهار الطعن فيه 
وماقاموا فيه هو تمييع لأصل عظيم من أصول الإسلام ومبانيه العظام وهو " أصل السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وإن ظلموا وإن جاروا " 
ومن أدلة هذا الأصل:  
[ ا ] :
أتى أمر الله بطاعتهم في القرآن الكريم وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك 
في سنته و ماعليه جرى هدي سلفنا الصالح . 
[ ب ] :
إجماع أمة الإسلام على وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم .

[ ج ] :
إن وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم أصل كبير من أصول دين الاسلام لهذا أتفق علماء الإسلام على وضع هذا الأصل من مسائل العقيدة وأصولها التي لاخلاف فيها .

[ د ]
في تعظيم هذا الأصل وفق السنة بعدا عن مشابهة الخوارج كلاب النار حيث إن علماء الأمة وصفوا من لم يرى السمع والطاعة لولاة الأمر بالخارجي ف"من تشبه بقوم فهو منهم " وقد ذكر أهل العلم أن إبن سبأ اليهودي أوصى أتباعه ب( إظهار الأمر بالمعروف على الأمراء لإستمالت ١قلوب الرعاع والجهلة )
[ ه ]
وتأكيدا منا على بيان أهمية هذا الأصل العقدي العظيم من أصول الدين وتحذير المسلمين من المواقع المشبوهة التي فيها تكفير للمسلمين واستحلال لدمائهم و فيها منكرات وفواقر و أخطاء جسيمة مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومناهضةلمنهج السلف الصالح ومخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة و تتضمن إيراد شبه  لتمييع أصل السمع والطاعة لولاة الامر والطعن فيه وفي إجماع  وجوب السمع والطاعة لهم  بالمعروف  وتحريم الخروج عليهم ومن ذلك ما أثاره المدعو علوي بن عبدالقادر السقاف في موقعه الذي أسماه " الدرر السنية " ]

《  الفصل  الأول 》

أوصي نفسي وأحبتي  بتقوى الله عز وجل ولزوم طاعته وإتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإقتفاء آثار سلفنا الصالح والحذر من البدع والمنكرات والمحدثات 
كماأوصيهم بالبعد عن زيارة المواقع المشبوهة في وسائل الإعلام أووسائل التواصل الإجتماعي 
ومن ذلك ما ينشر في الشبكة العنكبوتية وخاصة مواقع الجماعات الضالة التي يخشى على من زارها أن يتأثر بها عقديا  أو أن يصيبه خلل وفساد لتصوره الفكري ينعكس سلبا على تهديد المسلمين وتحوله  خطر  عليهم وعلى أمن دولته ومجتمعه 

ومن المواقع المشبوهة التي يجب الحذر  والتحذير منها مواقع جماعة الإخوان الخوارج 
ومواقع دعاتها ورموزها   ومنهم من  قامت الحكومة السعودية بإلقاء القبض عليهم إقتضاء للمصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويدركها ولي الأمر لدرأ شرهم عن المسلمين وعظيم مخالفتهم ل" عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح "  أمثال  سلمان العوده وسفر الحوالي وعلي العمري وعبدالعزيزالطريفي ومحمد بن صالح المنجد وسليمان العلوان 
وماذكرته الآن فهو على سبيل التمثيل لا الحصر وإلا فالاخوانية الخوارج لهم إنتشار وإشتهار في مواقع حساسة 
ولهم  مواضع على الشبكة العنكبوتيه لابد من كشفها وتحذير المسلمين منها وبيان خطرها على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأنني في هذا المقام أوجه 
نصيحة وتحذير من هذه المواقع كلها وقد رأيت موقعا   على الشبكة العنكبوتيه أسمه ( الدٌرر السَنيّة ) والمشرف العام على هذا الموقع المدعو : علوي بن عبدالقادر السقاف 
ويزعم أن هذا الموقع ( مرجع علمي موثق على منهج أهل السنة والجماعة )[ نقلته كماهو ]
أقول :
و هذه دعوى يردها ما سيأتي ذكره عنه عفا الله عنا وعنه 
وستكون مناقشتنا له على فصول ثلاثة :
الفصل الأول :
تشكيكه في أصل عظيم من أصول اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهو أصل ( السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف وإن كان ظالما ) 
وذلك أن هذا الأصل ثبت وجوب العمل بما فيه  في نصوص الوحيين - كتابا وسنة- والإجماع منعقد عليه من شيوخ الإسلام وعلماء الأمة بلا خلاف بينهم ؛ 
وشذت الخوارج عنهم ؛  ولاعبرة برأيهم الفاسد إذ أن في إسلامهم خلاف  وقد ذكر المدعو السقاف في موقعه الحديث عن طاعة ولاة الأمر فجعلهم 
ثلاثة أقسام
فأول الأقسام عنده هو :
" الإمام العادل المقسط :
فهذا يحرم الخروج عليه مطلقًا وبإتفاق العلماء،"
والثاني :
" الحاكم الكافر المرتد :
وهذا - أيضًا - متفق على وجوب الخروج عليه ومنابذته بالسيف "
وأشترط لجواز الخروج عليه "إذا قُدر على ذلك"
ثم جعل بينهما قسما آخرا وهو 
الثالث :
الأئمة الظلمة
فجعل الخروج على هذا الصنف من الولاة فيه خلاف بين أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فكذب 
ثم في 
الفصل الثاني :
مال إلى إنكار الإجماع على أصل السمع والطاعة ولي الامر وإن كان ظالما ورد كلام من نقل الإجماع على طاعة ولاة الأمر حيث قال :" وقد ادعى الإجماع على ذلك بعض العلماء كالنووي في شرحه لصحيح مسلم وكابن مجاهد البصري الطائي فيما حكاه عنه إبن حزم ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف في ذلك " [ مابين "...." من كلام علوي السقاف من موقعه الرسمي المذكور اسمه في أعلاه ] حسب زعمه فكيف يخالف أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح 
 يخالفون كلام الله سبحانه وتعالى ويخالفون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  في وجوب طاعة ولاة الأمر....
ثم هل يعقل أن ( أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) يشذون عن إجماعهم ويخالفونه ( إجماع أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) 
فأما الإجابة على ماأورده أو أورده الإخوانية الخوارج من شبه فتكون الإجابة عنها وكشف زيفها وفضحها في فصول منها :

《 الفصل الاول والثاني 》

وهما
{ كونه 
[ ١ ]
جعل أصل السمع والطاعة مختلفا فيه بين أهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وكذلك. 

[ ٢ ]

إنكاره للإجماع على هذا الأصل العظيم }


فنقول :
[ أ ]
إن أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة تدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية الله وإن كان ظالما وسيأتي ذكرها إن شاء الله .

[ ب ]
إن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوه أصلا عظيما من أصول الإسلام ومبانيه العظام بإدلة الشرع ولعدم وجود مخالف لهذه الأدلة بينهم وعملهم هذا   إنكار لعمل أهل البدع والتكفير والاحزاب في إباحتهم الخروج على ولاة الأمر فكيف جاز لك أن تطعن في هذا الأصل بطريقتك الخلفية البدعية وترد كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتطعن في إجماع المسلمين ظلما بلا دليل ولابينة وإنما حملك على ذلك الهوى وعدم تعظيم نصوص الوحيين كتابا وسنة وإنتصارك لحزبك الخارجي .

[ ج ] 
الإجماع على هذا الأصل منعقد لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وإقتضاء للمصلحة الشرعية العامة 
واستفاض النقل عن كبار علماء الأمة ولمن أراد ذلك فعليه أن  ينظر كلامهم 
منشورا مشهورا في دواوين السنة

قال إبن بطة العكبري رحمه الله في كتابه "الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة" : " وقدْ أجتمَعَت العُلَمَاءُ من أهلِ الفقهِ والعلمِ والنُّسَّاكُ والعُبَّادُ والزُّهَّادُ، من أوَّلِ هذهِ الأُمَّةِ إلى وقتنا هذا: أنَّ صلاةَ الجُمعةِ والعيدينِ، ومِنىً وعرفات، والغزو والجهاد والهدي مع كلِّ أميرٍ برٍّ وفاجرٍ... والسمعُ والطاعةُ لمن ولَّوْهُ وإن كانَ عبداً حَبَشياً، إلاَّ في معصيتهِ اللهَ عزَّ وجل، فليسَ لمخلوقٍ فيها طاعة، ثمَّ من بعدِ ذلكَ اعتقادُ الدِّيانةِ بالنصيحَةِ للأئمَّةِ وسائرِ الأُمَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا، ومحبَّة الخيرِ لسائرِ المسلمينَ، تُحبُّ لهم ما تُحبُّ لنفسكَ، وتكرهُ لهم ما تكرَهُ لنفسِكَ" إنتهى كلامه رحمه الله .
قال إبن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري -  رحمه الله - ( ٨ / ٢٧٩ ) 
بعد ذكر الأحاديث التي تحرم الخروج على الأئمة : "فى هذه الأحاديث حجة فى ترك الخروج على أئمة الجور، ولزوم السمع والطاعة لهم. والفقهاء مجمعون على أن الإمام المتغلّب طاعته لازمة، ما أقام الجمعات والجهاد، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ".
قال شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى( ٤ / ٤٤٤ ) : "ولهذا كان مذهب (أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بَر أو يُستراح من فاجر ".وفي موضع آخر يقول رحمه : " ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنةللأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ".[منهاج السنة ( ٤ / ٥٢٩ )] 
ويقول أيضا رحمه الله في موقع آخر : " ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة ، وكان ذلك من أصول السنة . وهذا مذهب أهل الحديث ، وأئمة أهل المدينة من فقهائهم وغيرهم".
[ كتاب الاستقامة( ١ / ٣٢ )]
قال إبن عبد البر رحمه الله : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج، وأما أهل الحق وهم أهل السنة فقالوا: هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عدلاً محسناً، فإن لم يكن فالصبرعلى طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، ولأن ذلك يحمل على هِرَاق الدماء وشن الغارات والفساد في الأرض، وذلك أعظم من الصبرعلى جَوره وفسقه. والأصول تشهد والعقل والدين: أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك. وكل إمام يقيم الجمعة والعيد ويجاهد العدو، ويقيم الحدود على أهل العداء، وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض، وتَسكن له الدهماءُ[التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩ )]

قال النووي رحمه الله : "وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين " [( شرح صحيح مسلم رحمه الله( ٤ / ٥٠٧ )] 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قَدَر عليها".[ فتح الباري شرح صحيح البخاري رحمه الله( ١٣ / ٩ )]

ونقل إبن حزم رحمه الله  إجماع أهل السنة والجماعة على حرمة الخروج على ولي الأمر كما في كتابه مراتب الإجماع ص (١٩٩ )
ثم بعد نقل الإجماع على تحريم الخروج على ولي الأمر وإن كان ظالما عن شيوخ الإسلام وأمراء المؤمنين في الحديث ثم 
يأتِ علوي السقاف ليقول : " ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف "
فنقول له : اذكر لنا اسم هذا السني السلفي الذي خالف ؛ واما تأتِ لنا بإسم أحد الإخوانية الخوارج فتجعله سنيا سلفيا فهذا كذب مفترى ومحاولة لتمرير إباحة حكم الخروج على الحاكم وفي طريقته الجائرة هذه  تساوي أهل السنة والجماعة بأهل البدعة والفرقة وتتضمن طريقته هذه في طعنه الجلي في هذا الاصل  ومحاولة لهدمه  وهو أصل عظيم من أصول الإسلام..
و انت ايها السقاف صاحب دعوى ليس فيها بينة ولامعك حجة الا الكذب  وأصحاب الدعاوي إذا لم يقيموا على صحة دعواهم أدلة وبينات فهم أدعياء 
وهيهات له الدليل 
وأما إنكاره لإجماع المسلمين فهو مسلك إجرامي خطير لتهوينه أدلة الشرع المبني عليها هذا الإجماع ولمشاققته للمؤمنين في إجماعهم و محاولته تبرير ماتفعله الجماعات الضالة في خروجها على ولاة الأمور واستحلالها لدماء المسلمين وغيرهم من المعاهدين وطعن جلي في أصل السمع والطاعة لولاة الأمر

《 الفصل الثالث 》 :

ايراده شبها بما جرى من فتن جرت بين المسلمين مثل  فتنة الحسين بن علي رضي الله عنهما وفتنة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وفتنة إبن الأشعث

فهذه شبهه يتم جلاؤها وإيضاحها في النقاط التالية :

أولا : 
الحسين بن علي رضي الله عنه لم يقاتل يزيد ولم يخرج لقتاله إبتداء ، بل خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه قيل : مطالبا بدم ابيه رضي الله عنهما ، ويزيد كان في الشام .

ثانيا :
إن الحسين بن علي رضي الله عنهما حريص على جماعة المسلمين فلم يفرقهم وقد طلب الرجوع إلى بلده أو إلى أي ثغر من ثغور المسلمين او لقاء يزيد ؛ قال شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله : " فإن الحسين لم يُفرق الجماعة، ولم يُقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر؛ أو إلى يزيد، داخلا في الجماعة، معرضاً عن تفريق الأمة" [ منهاج السنة ( ٤ / ٣٥٣ )]
ثالثا : 
نصح كبار الصحابة رضي الله عنهم وفقهاؤهم له
وهم الذين أنكروا ونهوه  عنه منهم الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، وعبد الله عمرو وجابر بن عبد الله وأبي واقد الليثي ومحمد بن الحنفية وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما أجمعين .

رابعا: 
إن الفعل إذا خالف نصا أو إجماعا فلاعبرة بفعل فاعله أو قول قائله إذ الخطأ وارد على غير المعصوم وذلك لعدم بلوغ النص له أو أنه رأى عدم صحة النقل عن الشارع .

خامسا : 
تراجع الحسين بن علي رضي الله عنهما عن فعله كما في ( ثانيا ) وعدم تماديه رضي الله عنه فلا يحتج بفعله بعد تراجعه رضي الله عنه .

سادسا :
إن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما ولي أمر للمسلمين فلا إحتجاج بقضيته على جواز الخروج على الحاكم فهو كما ذكر عنه مظلوم مبغي ومخروج عليه فقد بايعه اهل الحجاز واليمن ومصر والعراق والشام الا دمشق فقد ذكر أهل العلم أنه خُرِجَ عليهِ - بضم الخاء - ولم يخرُج على أحد وهذا بعد وفائه ببيعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ثم إبنه يزيد ووفاتهما 
وقد وصف بأنه أميرا للمؤمنين وممن وصفه بذلك إبن حزم رحمه الله فقال عنه : أمير المؤمنين ؛ أثناء حديثه عن مروان بن الحكم، حيث قال: «مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما»[ المحلى لابن حزم رحمه الله ( ١ / ١٢١ )]

قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم - رحمه الله -: «ومذهب أهل الحق أن إبن الزبير كان مظلوماً، وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه»[ شرح النووي على صحيح مسلم رحمه الله ( ١٦ / ٩٩ )].

《" الفصل الرابع " في الادلة على وجوب طاعة ولاة الأمر وإن كان ظالما في غير معصية 》

( أولا ):
من كلام الله سبحانه وتعالى  :
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
والأمر يقتضي الوجوب إلا لصارف ولايوجد هنا مايصرفه وسيأتي في السنة مايبين هذا الحكم ويوضحه إن شاء الله 

( ثانيا ) : 
من السنة النبوية 
١-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ". رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ )
٢- 
وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: "أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ" قَالَ: "إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ"رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ )
٣- 
وفي صحيح 
مسلم ( ١٨٥١)
عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". 
٤-
وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً". 
٥-
وروى البخاري رحمه الله(٣٦٠٣ ) ومسلم رحمه الله ( ١٨٤٣ )
٦-
عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ" .
٧-
في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٤٦ )
سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ – رضي الله عنه - رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ، وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ. فقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم- : "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"
٨-
في صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ" . قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ".
٩-
في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"
١٠-
روى مسلم في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ".
١١-
أورد الإمام الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان على صحيح إبن حبان ( ٧/ ١٤) وأصله في إبن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية"
١٢-
في صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ"

١٣-
في صحيح 
البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا "

١٤-
في السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤) 
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : " يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ "

(ثالثا ) : 
إن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوا وجوب طاعة ولاة الأمر وحرمة الخروج عليه من مسائل العقيدة المتفق عليها بينهم على إختلاف أعصارهم وتباعد أمصارهم و كثرة كتبهم وأسفارهم وهو عندهم أصل عظيم من أصول الاسلام ومبانيه العظام وهذا موجود في كتب السنة واصولها والعقيدة والتوحيد

قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ ٢ / ٥٤٠ ] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة" 
قال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤):
" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" 
وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله في عقيدة اصحاب الحديث :" ويرى أصحاب الحديث: الجمعة، والعيدين، وغيرهما من الصلوات، خلف كلِّ إمام مسلم، برَّاً كان أو فاجراً، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، ويرون الدُّعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح.
ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العُدول عن العدل إلى الجور والحيف" 
وفي  نونية القحطاني رحمه الله في بيان معتقد أهل السنة والجماعة قال رحمه الله :
" لاتخرجن على الإمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان 
ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "


( رابعا ) : 
إتفاق أئمة السنة وشيوخ الإسلام على صف من أراد الخروج على ولي الأمر بالخارجي أو المعتزلي 
قال إبن عبد البر رحمه الله في كتابه  التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩) : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج "
قال البربهاري رحمه الله في شرح السنة ( ٥٨ ) : " ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، ومِيتته مِيتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جاروا، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «اصبر، وإن كان عبدا حبشيا» .وقوله للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض » .
وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدين والدنيا " 
وفي شرح السنة للبربهاري رحمه الله أورد أثرا عن الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله حيث قال : " مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره" إنتهى كلامه رحمه الله.

 خامسا : 
الإجماع على هذا الأصل انعقد لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وقد نقلنا من ذكر الإجماع في هذه الرسالة ..
وفي هذا كفاية لمن أراد الحق والتمسك فيه والإستقامة عليه ...وفقنا الله وإياكم للعلم  النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 
..........
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : 
غازي بن عوض العرماني ظهر يوم الخميس الموافق ١٠ / ١٠ / ١٤٤٠ من هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم في مركز الكداديه حرسه الله وعامة مملكتنا الغالية المملكة العربية السعودية وعامة بلاد المسلمين.

《 وجوب السمع والطاعة لولي الامر في غير معصية الله وان كان ظالما وحرمة الخروج عليه دل على ذلك الكتاب العزيز والسنة النبوية والإجماع 》

بسم الله الرحمن الرحيم

عنوان الرسالة


[ ا ] :
امر الله بطاعتهم في القرآن الكريم وامر رسوله صلى الله عليه وسلم
في سنته ولزوم لهدي سلفنا الصالح . 
[ ب ] :
اجماع امة الاسلام على وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم .
[ ج ] :
ان وجوب طاعتهم وحرمة الخروج عليهم اصل كبير من اصول دين الاسلام 
[ د ]
في تعظيم هذا الاصل وفق السنة بعدا عن مشابهة الخوارج كلاب النار حيث ان علماء الامة وصفوا من لم يرى السمع والطاعة لولاة الامر بالخارجي ف"من تشبه بقوم فهو منهم "كما اتت السنة بذلك》
[موضوعها : التأكيد على بيان اهمية هذا الاصل العقدي العظيم من اصول الدين وتحذير المسلمين من المواقع المشبوهة التي فيها تكفير للمسلمين واستحلال لدمائهم و فيها منكرات وفواقر و اخطاء جسيمة مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومناهضةلمنهج السلف الصالح ومخالفة لعقيدة اهل السنة والجماعة و تتضمن تمييع اصل السمع والطاعة لولاة الامر والطعن فيه وفي إجماع في وجوب السمع والطاعة لولاة الامر وتحريم الخروج عليهم ومن ذلك ما اثاره المدعو علوي بن عبدالقادر السقاف في موقعه الذي اسماه " الدرر السنية " ]
..........................الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما اما بعد 
فاوصي نفسي واخواني المسلمين بتقوى الله عز وجل ولزوم طاعته واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء اثر سلفنا الصالح والحذر من البدع والمنكرات والمحدثات 
واوصيهم بالبعد عن زيارة المواقع المشبوهة في وسائل الإعلام اووسائل التواصل الاجتماعي اوما ينشر في الشبكة العنكبوتية وخاصة مواقع الجماعات الضالة التي يخشى على من زارها ان يتأثر عقديا بها او ان يصيبه خلل وفساد لتصوره الفكري ينعكس سلبا على تهديد المسلمين وخطره عليهم وعلى امن بلده 
ومن المواقع المشبوهة التي يجب الحذر منها والتحذير عنها مواقع جماعة الإخوان الخوارج 
ومن المواقع المشبوهة كذلك مواقع دعاة الاخوانية الخاصة الذين قامت الحكومة السعودية بإلقاء القبض عليهم اقتضاء للمصلحة الشرعية العامة التي يرعاها ويدركها ولي الامر و لكف شرهم عن المسلمين ولمخالفتهم عقيدة أهل السنة مثل سلمان العوده وسفر الحوالي وعلي العمري وعبدالعزيزالطريفي ومحمد بن صالح المنجد وسليمان العلوان 
وماذكرته الان فهو على سبيل التمثيل لا الحصر فالاخوانية الخوارج لهم انتشار واشتهار في مواقع حساسة 
وهناك مواضع على الشبكة العنكبوتيه لابد من كشفها وتحذير المسلمين منها وبيان خطرها على امة محمد صلى الله عليه وسلم وانني في هذا المقام اوجه 
نصيحة وتحذير من موقع على الشبكة العنكبوتيه اسمه ( الدٌرر السَنيّة ) والمشرف العام على هذا الموقع المدعو : علوي بن عبدالقادر السقاف 
ويزعم ان هذا الموقع ( مرجع علمي موثق على منهج أهل السنة والجماعة )
و هذه دعوى يردها ما سيأتي ذكره عنه عفا الله عنا وعنه 
وستكون مناقشتنا له على فصول ثلاثة :
الفصل الاول :
تشكيكه في اصل عظيم من اصول اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وهو ( السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف وان كان ظالما ) 
وذلك ان هذا الاصل ثابت في نصوص الوحيين - كتابا وسنة- والإجماع منعقد عليه من شيوخ الاسلام وعلماء الأمة بلا خلاف بينهم ..
وشذت الخوارج ولاعبرة برأيهم الفاسد وقد ذكر في موقعه الحديث عن طاعة ولاة الامر فجعلهم 
ثلاثة اقسام
فأول الاقسام عنده هو :
" الإمام العادل المقسط :
فهذا يحرم الخروج عليه مطلقًا وباتفاق العلماء،"
والثاني :
" الحاكم الكافر المرتد :
وهذا - أيضًا - متفق على وجوب الخروج عليه ومنابذته بالسيف "
واشترط لجواز الخروج عليه "إذا قُدر على ذلك"
ثم جعل بينهما قسما آخرا وهو 
الثالث :
الأئمة الظلمة
فجعل الخروج على هذا الصنف من الولاة فيه خلاف بين اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح 
ثم 
الفصل الثاني :
مال الى انكار الاجماع على اصل السمع والطاعة ولي الامر وان كان ظالما ورد كلام من نقل الاجماع على طاعة ولاة الامر حيث قال :" وقد ادعى الإجماع على ذلك بعض العلماء كالنووي في شرحه لصحيح مسلم وكابن مجاهد البصري الطائي فيما حكاه عنه ابن حزم ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف في ذلك " [ مابين "...." من كلام علوي السقاف من موقعه الرسمي المذكور اسمه في اعلاها ] حسب زعمه فكيف يخالف اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح 
سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك يخالفون كلام الله سبحانه وتعالى في وجوب طاعة ولاة الامر 
ثم هل يعقل ان ( اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ) يشذون عن اجماعهم ( اجماع اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح ) 
فأما الاجابة على مااورده من شبه فهي كالتالي 
-------------------------
《 الفصل الاول والثاني 》وهما
{ كونه 
[ ١ ]
جعل اصل السمع والطاعة مختلفا فيها بين اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وكذلك
[ ٢ ]
انكاره للإجماع على هذا الاصل العظيم }
فنقول :
[ أ ]
ان ادلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة تدل على وجوب السمع والطاعة لولاة الامر في غير معصية الله وان كان ظالما وسيأتي ذكرها ان شاء الله في فصل مستقل ملحق بهذه الرسالة .

[ ب ]
ان اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح جعلوه اصلا عظيما من اصول الاسلام ومبانيه العظام لادلة الشرع ولعدم وجود مخالف بينهم و انكار لعمل اهل البدع والتكفير والاحزاب في تجويزهم الخروج على ولاة الأمور فكيف جاز لك ان تطعن في هذا الاصل بطريقتك الخلفية البدعية وترد كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتطعن في اجماع المسلمين ظلما بلا دليل ولابينة وانما حملك على ذلك الهوى وعدم تعظيم نصوص الوحيين كتابا وسنة 
[ ج ] 
الاجماع على هذا الاصل منعقد لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة ولاقتضاء المصلحة الشرعية العامة 
واستفاض النقل عن كبار علماء الأمة انظر كلامهم 
منشورا مشهورا في دواوين السنة

قال ابن بطة العكبري رحمه الله وفي كتابه"الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة"قال ابن بطه العكبري رحمه الله : " وقدْ اجتمَعَت العُلَمَاءُ من أهلِ الفقهِ والعلمِ والنُّسَّاكُ والعُبَّادُ والزُّهَّادُ، من أوَّلِ هذهِ الأُمَّةِ إلى وقتنا هذا: أنَّ صلاةَ الجُمعةِ والعيدينِ، ومِنىً وعرفات، والغزو والجهاد والهدي مع كلِّ أميرٍ برٍّ وفاجرٍ... والسمعُ والطاعةُ لمن ولَّوْهُ وإن كانَ عبداً حَبَشياً، إلاَّ في معصيتهِ اللهَ عزَّ وجل، فليسَ لمخلوقٍ فيها طاعة، ثمَّ من بعدِ ذلكَ اعتقادُ الدِّيانةِ بالنصيحَةِ للأئمَّةِ وسائرِ الأُمَّةِ في الدِّينِ والدُّنيا، ومحبَّة الخيرِ لسائرِ المسلمينَ، تُحبُّ لهم ما تُحبُّ لنفسكَ، وتكرهُ لهم ما تكرَهُ لنفسِكَ" انتهى كلامه رحمه الله
وقال ابن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري رحمه الله( ٨ / ٢٧٩ ) 
بعد ذكر الأحاديث التي تحرم الخروج على الأئمة : "فى هذه الأحاديث حجة فى ترك الخروج على أئمة الجور، ولزوم السمع والطاعة لهم. والفقهاء مجمعون على أن الإمام المتغلّب طاعته لازمة، ما أقام الجمعات والجهاد، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء ".
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى( ٤ / ٤٤٤ ) : "ولهذا كان مذهب (أهل الحديث ترك الخروج بالقتال على الملوك البغاة والصبر على ظلمهم إلى أن يستريح بَر أو يُستراح من فاجر ".وفي موضع آخر يقول رحمه : " ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنةللأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَور الأئمة وترك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين ".[منهاج السنة ( ٤ / ٥٢٩ )] 
ويقول ايضا رحمه الله في موقع آخر : " ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في الفتنة ، وكان ذلك من أصول السنة . وهذا مذهب أهل الحديث ، وأئمة أهل المدينة من فقهائهم وغيرهم".
[ كتاب الاستقامة( ١ / ٣٢ )]
قال ابن عبد البر رحمه الله : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج، وأما أهل الحق وهم أهل السنة فقالوا: هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عدلاً محسناً، فإن لم يكن فالصبرعلى طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه؛ لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف، ولأن ذلك يحمل على هِرَاق الدماء وشن الغارات والفساد في الأرض، وذلك أعظم من الصبرعلى جَوره وفسقه. والأصول تشهد والعقل والدين: أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك. وكل إمام يقيم الجمعة والعيد ويجاهد العدو، ويقيم الحدود على أهل العداء، وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض، وتَسكن له الدهماءُ[التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩ )]
قال النووي: "وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين، وإن كانوا فسقة ظالمين " [( شرح صحيح مسلم رحمه الله( ٤ / ٥٠٧ )] 
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه؛ لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح، فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قَدَر عليها".[ فتح الباري شرح صحيح البخاري رحمه الله( ١٣ / ٩ )]
ونقل ابن حزم إجماع اهل السنة والجماعة على حرمة الخروج على ولي الامر كما في كتابه مراتب الاجماع ص (١٩٩ )
ثم بعد نقل الاجماع على تحريم الخروج على ولي الامر وان كان ظالما عن شيوخ الاسلام وامراء المؤمنين في الحديث 
يأتي علوي السقاف ليقول : " ولكن دعوى الإجماع فيها نظر، لأن هناك من أهل السنة من خالف "
فنقول له : اذكر لنا اسم هذا السني السلفي الذي خالف ؛ واما يؤتى بإسم احد الاخوانية الخوارج فيجعل سنيا سلفيا فهذا كذب مفترى ومحاولة لتمرير جواز حكم الخروج على الحاكم وفيها تساوي اهل السنة والجماعة بأهل البدعة والفرقة وطعن جلي ومحاولة هدم اصل السمع والطاعة لولاة الامر وهو اصل عظيم من اصول الاسلام..
و انت ايها السقاف صاحب دعوى ليس فيها ولامعك بينة واصحاب الدعاوي اذا لم يقيموا على صحة دعواهم ادلة وبينات فهم ادعياء 
وهيهات له الدليل 
واما نكاره لاجماع المسلمين فهو مسلك اجرامي خطير لتهوينه ادلة الشرع المبني عليها هذا الاجماع ولمشاققته للمؤمنين في اجماعهم و محاولته تبرير ماتفعله الجماعات الضالة في خروجها على ولاة الأمور واستحلالها لدماء المسلمين وغيرهم من المعاهدين وطعن جلي في اصل السمع والطاعة لولاة الامر
-------------------------
《 الفصل الثالث 》 :
ايراده شبها بما جرى من فتن على المسلمين كفتنة الحسين بن علي رضي الله عنهما وفتنة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما وفتنة ابن الاشعث

فهذه شبهه يتم جلاؤها وايضاحها في النقاط التالية :
اولا : 
الحسين بن علي رضي الله عنه لم يقاتل يزيد ولم يخرج لقتاله ابتداء ، بل خرج إلى العراق لمن بايعه وكاتبوه قيل : مطالبا بدم ابيه رضي الله عنهما ، ويزيد كان في الشام .
ثانيا :
ان الحسين بن علي رضي الله عنهما حريص على جماعة المسلمين فلم يفرقهم وقد طلب الرجوع الى بلده او الى اي ثغر من ثغور المسلمين او لقاء يزيد ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : فإن الحسين لم يُفرق الجماعة، ولم يُقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر؛ أو إلى يزيد، داخلا في الجماعة، معرضاً عن تفريق الأمة)[ منهاج السنة ( ٤ / ٣٥٣ )]
ثالثا : 
نصح كبار الصحابة رضي الله عنهم وفقهاءهم له
وهم الذين أنكروا ونهوا عنه منهم الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس، وعبد الله عمرو وجابر بن عبد الله وأبي واقد الليثي ومحمد بن الحنفية وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما اجمعين
رابعا: 
ان الفعل اذا خالف نصا او اجماعا فلاعبرة بفعل فاعله او قول قائله اذ الخطأ وارد على غير المعصوم وذلك لعدم بلوغ النص له او انه رأى عدم صحة النقل عن الشارع .

خامسا : 
تراجع الحسين بن علي رضي الله عنهما عن فعله كما في ( ثانيا ) وعدم تماديه رضي الله عنه فلا يحتج بفعله بعد تراجعه رضي الله عنه .
سادسا :
ان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما ولي امر للمسلمين فلا احتجاج بقضيته على جواز الخروج على الحاكم فهو كما ذكر عنه مظلوم مبغي ومخروج عليه فقد بايعه اهل الحجاز واليمن ومصر والعراق والشام الا دمشق فقد ذكر اهل العلم انه خرج عليه - بضم الخاء - ولم يخرج على احد وهذا بعد وفائه ببيعة الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ثم ابنه يزيد ووفاتهما 
وقد وصف بانه اميرا للمؤمنين وممن وصفه بذلك ابن حزم رحمه الله فقال عنه : أمير المؤمنين ؛ أثناء حديثه عن مروان بن الحكم، حيث قال: «مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما»[ المحلى لابن حزم رحمه الله ( ١ / ١٢١ )]
وقال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم رحمه الله : «ومذهب أهل الحق أن ابن الزبير كان مظلوماً، وأن الحجاج ورفقته كانوا خوارج عليه»[ شرح النووي على صحيح مسلم رحمه الله ( ١٦ / ٩٩ )].
------------------------
فصل في الادلة على وجوب طاعة ولاة الامر وان كان ظالما في غير معصية

( اولا ):
من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام :
قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )
والامر يقتضي الوجوب الا لصارف ولايوجد هنا مايصرفه وسيأتي في السنة مايبين هذا الحكم ويوضحه ان شاء الله 
-------------------------
( ثانيا ) : 
من السنة النبوية 
١-
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ". رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ )
٢- 
وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: "أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ" قَالَ: "إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ"رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ )
٣- 
وفي صحيح 
مسلم ( ١٨٥١)
عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ". 
٤-
وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً". 
٥-
وروى البخاري رحمه الله(٣٦٠٣ ) ومسلم رحمه الله ( ١٨٤٣ )
٦-
عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: "تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ" .
٧-
وفي صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٤٦ )
سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ – رضي الله عنه - رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ، وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ. فقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم- : "اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا، وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ"
٨-
وفي صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : "يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ" . قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ".
٩-
وفي صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ"
١٠-
وروى مسلم في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ".
١١-
واورد الامام الألباني رحمه الله في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ( ٧/ ١٤) واصله في ابن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية"
١٢-
وفي صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ"
١٣-
وفي صحيح 
البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا "

١٤-
وفي السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤) 
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : " يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ "
-------------------------
(ثالثا ) : 
ان اهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح جعلوا وجوب طاعة ولاة الامر وحرمة الخروج عليه من مسائل العقيدة المتفق عليها بينهم على اختلاف اعصارهم وتباعد امصارهم و كثرة كتبهم واسفارهم وهو عندهم اصل عظيم من اصول الاسلام وهذا موجود في كتب السنة واصولها والعقيدة والتوحيد

وقال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ ٢ / ٥٤٠ ] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة" 
قال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤):
" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" 
وقال الإمام إسماعيل الصابوني رحمه الله في عقيدة اصحاب الحديث :" ويرى أصحاب الحديث: الجمعة، والعيدين، وغيرهما من الصلوات، خلف كلِّ إمام مسلم، برَّاً كان أو فاجراً، ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة، ويرون الدُّعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح.
ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العُدول عن العدل إلى الجور والحيف" 
وفي منظومة نونية القحطاني رحمه الله في معتقد اهل السنة والجماعة قال رحمه الله :
" لاتخرجن على الأمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان 
ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "

-------------------------
( رابعا ) : 
اتفاقهم على صف من اراد الخروج على ولي الامر بالخارجي او المعتزلي 
قال ابن عبد البر في التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩) : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج "
قال البربهاري رحمه الله في شرح السنة ( ٥٨ ) : " ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، ومِيتته مِيتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جاروا، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «اصبر، وإن كان عبدا حبشيا» .وقوله للأنصار: «اصبروا حتى تلقوني على الحوض » .
وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدين والدنيا " 
وفي شرح السنة للبربهاري رحمه الله اورد اثرا عن الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله حيث قال : " مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره" انتهى كلامه رحمه الله.
------------------------- خامسا : 
الاجماع على هذا الاصل لدلالة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وقد نقلنا من ذكر الاجماع في هذه الرسالة ..
وفي هذا كفاية لمن اراد الحق والتمسك فيه والاستقامة عليه ...وفقنا الله واياكم للعلم والعمل الصالح وحسن الخاتمة 
كتبه واملاه الفقير الى عفو مولاه : 
غازي بن عوض العرماني ظهر يوم الخميس الموافق ١٠ / ١٠ / ١٤٤٠ من هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم

الاثنين، 23 ديسمبر 2019

《 تنبيه الانام على محدثات ومنكرات وجرائم تعملها الفرق المنحرفة والجماعات الضالة ثم ينسبونها ظُلماً إلى دين الاسلام 》





[ الجزء الاول ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أَمَّا بَعْدُ
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ
ثم اما بعد : 
فقد حدثت منكرات عظيمة وبدع جسيمة استحل فيها الحرام من قتل اهل الاسلام والمعاهدين الابرياء و سالت الدماء المعصومة بغير حق بسبب الجهل المركب والضلال والشذوذ الفكري واتباع تعليمات المناهج الاخوانية الخوارج وقد ذكرنا في ثنايا رسالتنا هذه الادلة من الكتاب والسنة واقوال كبار علماء الأمة مما يحرمها ويجرمها ويدل على بطلان هذه الامور وحرمتها 
فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان ان 
هذه الامور المحرمة هي :

《 اولا 》
《 استحلال دماء المسلمين بغير حق وتكفير اهل الاسلام بغير ضوابط شرعية واتباعهم لسبيل الرافضة والاخوان الخوارج في ولوغهم في الدماء المعصومة واستحلالهم لها 》
وقد اتت ادلة الشرع مستفيضة متواترة في تحريم سفك دماء امة محمد صلى الله عليه وسلم بغير وجه حق 
فمن كلام الله تعالى وتقدس قوله تعالى ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) وقوله تعالى ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ )
وقوله تعالى( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
وقوله تعالى( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
وقوله تعالى( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ . فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) 
وقوله تعالى ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )
واما تحريم ذلك في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى في سنته صلى الله عليه وسلم مستفيضا متواترا ومن ذلك الاحاديث الصحيحة الاتيه :
١- في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة )
٢- عن أنس رضي الله عنه : (( فإذا شهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حُرّمتْ علينا دماؤهم وأموالهم إلاّ بحقها ، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم )
٣- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )
٤- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً )
٥ - روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض )
٦ - في الصحيحين من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت : يا رسول الله ، هذا القاتل فما بال المقتول ، قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه )

٧ - عن معاوية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : سمعته يخطب - يقول : ( كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أنْ يغفره إلاّ الرجلُ يقتلُ المؤمنَ متعمداً أو الرجل يموتُ كافراً ) 
٨ - عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ).
٩ - عن جندب رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ( من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ به يوم القيامة ، قال : ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة ، فقالوا : أوصنا . فقال : إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاعَ أنْ لا يأكل إلاّ طيباً فليفعل ، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف منْ دم أهراقه فليفعل ) رواه البخاري . 
١٠ - عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رجلاً أتاه فقال : أرأيتَ رجلاً قتل رجلاً متعمداً ؟ قال : جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً ، قال : أُنزِلتْ في آخر ما نزل ، ما نسخها شيءٌ حتى قُبضَ رسولُ الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أرأيتَ إنْ تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ؟ قال : وأنى له التوبة ، وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ثكلتْهُ أُمُه رجلٌ قتلَ رجلاً متعمداً يجيء يومَ القيامة آخذاً قاتله بيمينه أو بيساره وآخذاً رأسه بيمينه أو شماله تشخبُ أوداجه دماً في قبل العرش يقول : يا رب سَلْ عبدك فيم قتلني ؟ ) ،
١١ - قوله صلى الله عليه وسلم ( سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفر )
١٢ - قوله صلى الله عليه وسلم : 
( اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )
١٣ - وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكبر الكبائر : الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور )
١٤ - صحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول : يا رب هذا قتلني فيقول له : لما قتلته ؟ فيقول : لتكون العزة لك فيقول : فإنها لي ، ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول : يا رب ، إنَّ هذا قتلني فيقول الله : لما قتلته ؟ فيقول : لتكون العزة لفلان فيقول الله تعالى : ( إنها ليس لفلان فيبوء بإثمه )
١٥ - في رواية للنسائي أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ( يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول : سَلْ هذا فيم قتلني ؟ ) 
١٦ - روى النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : ( يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول : أي رب سَلْ هذا فيم قتلني ؟ ) 
١٧- وعند ابن ماجه والترمذيعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : 
( يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده ، وأوداجه تشخب دماً فيقول : يا رب سَلْ هذا فيم قتلني ؟ حتى يدنيه من العرش )
١٨ - وفي صحيح البخاري رحمه الله من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنَّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة ) .
١٩ - و قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : ( لا يُشِرْ أحدُكم على أخيه بالسلاح ؛ فإنَّه لا يدري لعل الشيطان ينـزع يده فيقع في حفرة من النار ) 
٢٠ - وعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا ، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) رواه أبو داود والنسائي ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
٢١ -
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ) رواه الترمذي وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" 
٢٢- قوله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع ( إن دماءكم، وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا ) رواه مسلم
٢٣- وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث طويل وفيه: "... بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه" رواه مسلم
والاجماع منعقد على تحريم دماء المسلمين ظلما بغير وجه حق واما اقامة القصاص واستيفاء الحدود فهذا من واجبات ولي الامر وليس لاحد التقدم والافتيات على حقوقه الثابتة له شرعا .

ثانيا :
《تحريم دماء المعاهدين 》
فالكفار اقسام : 
١- الحربي وهو الكافر الاصلي والذي بينه وبين اهل الاسلام حرب فقتله وقتاله تحت راية ولي الامر .
٢- المعاهدون 
وهم نوعان 
أ / 
ذمي : وهو من له بقاء دائم في دولة الإسلام وبينه وبين المسلمين عهد دائم .
ب / 
المستأمن وهو من دخل بلاد الاسلام بعهد مؤقت واقامته قصيرة .

ودل تحريم دمائهم ومنع قتلهم وقتالهم الكتاب والسنة والاجماع 
فمن كلام الله سبحانه و تعالى فقال تعالى 
(والموفون بعهدهم )وقوله تعالى ( واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا ) وقوله تعالى ( واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم )
وثبت تحريم هذا الصنيع الاثم ماثبت في السنة و منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً»
صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما»
وثبت في السنة من حديث قيس بن عباد قوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثاً فعلى نفسه، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» اخرجه ابوداود و النسائي رحمهما الله..ووثق رجاله الامام الالباني رحمه الله في ارواء الغليل ( ٢٦٧ / ٧ ) .
وثبت في السنة تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلم خفر ذمة المسلم قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري( ٤ / ٨٦ ) : "قوله: «ذمة المسلمين واحدة» أي أمانهم صحيح فإذا أمن الكافر واحد منهم حرم على غيره التعرض له... وقوله: «يسعى بها» أي يتولاها ويذهب ويجيء والمعنى أن ذمة المسلمين سواء صدرت من واحد أو أكثر شريف أو وضيع فإذا أمن أحد من المسلمين كافراً وأعطاه ذمة لم يكن لأحد نقضه فيستوي في ذلك الرجل والمرأة والحر والعبد؛ لأن المسلمين كنفس واحدة" انتهى كلامه رحمه الله ... ثم اقول : فاذا كان للمراة و ذي الضعة من ضعفاء المسلمين ذمة يحرم خفرها فكيف اذا كان المعاهد دخل الدولة الاسلامية بأمر من ولي الأمر فيها ...وولي الامر ثبت في الكتاب والسنة وجوب طاعته وحرمة الخروج عليه بالقول او الفعل فتأكد تحريم خفر ذمة ولي الامر ووجوب طاعته من الوجهين السابقين وقد اجار الرسول صلى الله عليه وسلم من اجارت ام هانئ رضي الله عنها ففي الصحيح 
فرَّ بعض المشركين إلى بيت أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ، ولحقهم أخوها عليٌ ـ رضي الله عنه ـ ليقتلهم، وسألوها أن تجيرهم ففعلت، وذهبت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتخبره بما حدث بينها وبين عليّ ـ رضي الله عنه ـ، وتروي ذلك فتقول :
( لما كان عام يوم الفتح فرّ إليّ رجلان من بني مخزوم فأجَرْتُهُما، قالت: فدخل علىَّعليٌّ فقال: أقتلهما، قالت: فلما سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ وهو بأعلى مكة، فلما رآني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ رحّب وقال: ما جاء بك يا أم هانئ، قالت: قلت يا رسول الله، كنت أمّنت رجلين من أحمائي، فأراد عليّقتلهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -: قد أجرنا من أجرت، ثم قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى غسله فسترته فاطمة، ثم أخذ ثوبا فالتحف به، ثم صلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ثمان ركعات سبحة الضّحى ) رواه مسلم، وفي رواية البخاري قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها: ( مَرْحَباً بِأُمِّ هَانِئٍ .. قدْ أَجَرنَا مَنْ أَجَرتِ يَا أُمَّ هَانِئ )، وفي روايةأحمد: أنهما رجلان من أحمائها، فقال لها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:( قد أجرنا من أجرت، وأمَّنا من أمَّنت فلا يقتلنَّهما ) . 
وقد بوب البخاري على هذا فقال: " باب أمان النساء وجوارهن " .

.
ويلحق هذا مايلي :

《 ثالثا 》
{ حرمة الاعتداء على المعاهدين في اماكن عبادتهم }
دل على ذلك قوله تعالى 
( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ )
وايفاء للعهد وامتثالا
لقوله تعالى ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
وامتثالا لامر الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما جاء في الصَّحيحَين عن نافع: أنَّ عبدالله - رضي الله عنه - أخبرَه:( أنَّ امرأةً وُجدت في بعض مغازي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقتولة، فأنكر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قتْلَ النِّساء والصِّبيان )
ووردت الاثار عن الخلفاء الراشدين بتأكيد التوجيه الشرعي والعمل بمافيه وقد ذكر العلماء حرمة قتل [ النِّساء، والأطفال، والرُّهبان ورجال الدِّين، والشُّيوخ كِبار السِّن، والزَّمنْىَ اي المرضى والعُسفاء - وهم الأجراء والفلاَّحون ] في دين الاسلام 
فمن استحل قتلهم من الاخوانية الخوارج ومن سلك مسلكهم فقد عصى الله سبحانه و تعالى وعصى رسوله صلى الله عليه وسلم وخالف نهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وقد ذكرنا حرمة الاعتداء على هؤلاء برسالة مستقلة يسر الله نشرها وهي في الموقع الرسمي لنا.
تأليف : غازي بن عوض العرماني

《 ماهي العلامات التي يستطيع بها العامةُ ومن يجهل العلم الشرعي معرفة دعاة الضلالة ورموزها وأفرادها ثم ماهي هذه العلامات التي بها تتميز الجماعات المنحرفة فكريا المخالفة للكتاب والسنة والتي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم ؟》

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله وكفى وصلاة وسلام على عبده ورسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد :
فجوابا لسؤال عنوان رسالتنا هذه  نقول وبالله التوفيق وعليه التكلان :

إن طلاب العلم أتباع السلف الصالح ممن هم على " معتقد أهل السنة والجماعة " يعرفون الجماعات المنحرفة - أفرادا ودعاة ورموزا  - من خلال :
معتقدهم 
ومنهجهم وتصرفاتهم وعلاماتهم 
وسماتهم وخصائصهم التي دونوها  في :
كتبهم 
ورسائلهم 
وفي صوتياتهم 
وما ثبت عنهم شرعا بغير ماسبق  مستمدين بيان ضلال هؤلاء الخوارج 
مما ثبتت عنهم من صفات وردت في  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو ماأثر عن سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
وأعيد واكرر إن هذا لانقوله افتراء بل هو ماوجد  مكتوبا في مؤلفاتهم التي سطروها بأناملهم وأتى مدونا عنهم 
أو ماصدر عنهم من قيح افواههم وزبالة فكرهم 

واما العامي الجاهل - ممن سلمت له فطرته وصح له عقله ونجا من شبهاتهم  - فتظهر له من هؤلاء الضلال 
أقوال وأفعال تدل على ضلالهم وإنحرافهم وأن عليه وجوب الحذر منهم والإبتعاد عنهم ننبه عليها بعلامات 
 أهمها :
( العلامة الاولى ) :
كلامهم في ولي الأمر على جهة الاستياء من سياساته أو تصرفاته وخوضهم في
أمور هي من صلب أعمال ولاة الأمر وتدخل سافر في مجال خصوصياته ..فتجد حديثهم عن العلاقات الخارجية للدولة أو إقتصادها أو التمسح بالدين بتهويل المنكرات وتعظيمها ليتسنى لهم النيل من أعراضهم وتهييج العامة عليهم  
( العلامة الثانية ) :

من علاماتهم الظاهرة 
تأييدهم للبدع الحادثة المنكرة المخالفة للاسلام مثل قيام الثورات او الانقلابات العسكرية
 أو المظاهرات
 أو الإضرابات
 أو الإعتصامات
 أو التفجيرات
 أو العمليات الإنتحارية أو الإعجاب بالديمقراطية ومحبتهم تحويل نظام الحكم إلى دستوري وإلغاء سلطة ولاة الامر وإن كانت مبنية على الشرع أو هو مطبق للشرع ومدح عادات الكفر وطريقة حياتهم وان خالفت الشرع لإن السياسة وشهوات الدنيا أخذت لبهم فلها يجاهدون ويقاتلون
 ويفتون
ويحللون
ويحرمون 
و " الغاية عندهم تبرر الوسيلة "   .
( العلامة الثالثة ) :
أقوال كبار علماء الأمة المبنية على الكتاب والسنة وماأُثر عن السلف الصالح لا تعجبهم ولا يلقون لها بالا ولايرفعون بها رأسا  فتجد إعجابهم في أقوال أصحاب الشذوذ الفكري من ملاحدة كفرة او منحرفين  أو من غلاة الخوارج الإخوانية المعاصرين بل يرمون كبار العلماء بالعمالة للسلطان أو وصفهم بألقاب خارجة عن حدود الشرع والأدب .

( العلامة الرابعة ) :
هناك أصول للسنة متفق عليه بين علماء الإسلام يعرفها طلاب العلم ويعرف العامي هذه الأصول بالرجوع إلى أقوال كبار العلماء المدونة في رسائلهم او اشرطتهم الصوتية او سؤالهم او بالبحث عنها بمحرك البحث ( جوجل) بصيغة السؤال التالي ونصه  : " ماهي أصول السنة المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟ " 
أو بعبارة أخرى تدل على هذا المعنى 
ثم يضيف إسم الشيخ مثلا : الألباني أو إبن باز أو العثيمين رحمهم الله أو ربيع المدخلي حفظه الله شريطة ان لايسأل إلا هؤلاء او من هو مثلهم من مشايخ السنة المعروفين بسلامة المنهج وحسن المعتقد . 
( العلامة الخامسة ) :

إذا رأيت أو سمعت الداعية مطلوبا عند الجهات الأمنية بإستمرار او هو مسجون عندهم أو منعوه من الحديث للناس وإلقاء الدروس والفتياء فإبتعد عنه فهذه علامة ظاهرة على إنحرافه وشذوذه الفكري في الغالب الأعم إذ أن الجهة الامنية في الغالب الاعم - وخاصة في المملكة العربية السعودية- لاتطلب أو تسجن أو تمنع إلا كل منحرف مخالف للسنة وأصولها ومن ذلك أصل " السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف "   فيخالف تعليمات ولاة أمره وإن كانت هذه التعليمات وفق الشرع و تصب في صالح المواطن.. 
وأما الإنكار على ولي الأمر فله طريقة نبوية شرعية أتت في الكتاب والسنة وفي هدي سلف الامة فليست محلا لإجتهاد جماعات الخوارج الإخوانية  وقد نهبنا على هذه الطريقة في ثنايا عدة كتب ورسائل لنا وافردناها مستقلة في عدة رسائل  ..
  《 فصل "  
 إستشهاد جماعات الخوارج و التكفير  في قصة سجن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله أو غيرهم من أئمة السنة وشيوخ الإسلام 
فهذا إستشهاد في غير محله وذلك لأمور منها 》 :
[ أولا ] : 
إختلاف الغاية و المقصد فإبن حنبل وإبن تيميه رحمهما الله تعالى أرادوا الله والدار الآخرة وإبراء الذمة وأرادوا النصيحة لولي الأمر ولئلا يتبع في ضلاله مع محبتهم وشفقتهم على ولي الأمر الذي ظلمهم وآذاهم والدعاء له بالخير وتحذير المسلمين من مغبة الخروج عليه وبيان حكم ذلك وأنه مخالف للشرع والعقل مع ماينتج عنه من إستحلال للدماء بغير حق ...فهل يستوي الفريقان مثلا ؟
الجواب : لا
وهو جواب معروف حتما ...
ولانقول هذا الكلام إلا بما بدر منهم من أفعال تدل على مخالفتهم للشرع ومضادتهم للسنة 
ثم يتبع ماسبق 

[ ثانيا ] :
إن هؤلاء الضلال يريدون الكرسي ويريدون الدنيا وحظوظها 
وإرادة الشر بالمسلمين 
ثم إن عند هؤلاء الضلال قاعدة معرزفة هي  ..

[ ثالثا ] : 
" الغاية تبرر الوسيلة "  فهم يريدون الدنيا ويتمسحون بالاسلام وعلماء الإسلام وشيوخه لكن الفرق واضح شاسع .

[ رابعا ] 
هل سمعت أو نقل اليك أو رأيته في كتاب : إن الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهما الله يعتلون رؤوس المنابر فيتهجمون على ولاة الأمرفي عصرهم علانية ويسبون ويشتمون بإسم الإسلام  ...
وأقول :
هذه كتبهم 
و هذه مؤلفات و كتب ورسائل  تلامذتهم من بعدهم
وهذه عقيدتهم مبثوثة منشورة مشهورة لايوجد فيها الخروج أو تزيينه  فلايوجد فيها إلا النصح والمحبة والشفقة على المسلمين عامة وولاة أمر 
فلم يؤثر عنهم الأمر بالخروج على ولاة أمرهم. 
( افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون  ) ؟

[ خامسا ] :
إن علماء السنة عندهم فقه الكتاب والسنة و فهم سلفهم الصالح لنصوص الوحيين 
فهذا هو مصدر الدين عندهم 
وأما هؤلاء  الإخوانية فيتمسكون بالمتشابه وسلفهم الخوارج والجهمية فهم من يأخذون عنهم  و يصدرون منهم ...فهل رأيت البون الشاسع بين الفريقين ؟

[ سادسا ]
علماء السنة أتباع السلف الصالح 
يعرفون درجات إنكار المنكر ومراتبه 
وأنواع المنكر ( كفر - بدعة - معصية ودركاتها ثم يدركون حجمها وخطورتها و هل هي كبيرة أو صغيرة ويدركون أبعاد البدع والأهواء فيتصرفون بعلم وعدل وإنصاف وحكمة يريدون الله والدار الآخرة  )
وصفة من أريد الإنكار عليه ومنزلته 
وكيفية التعامل معه وفق السنة ؟
وكيفية إنكار المنكر  ونتائجه بحيث لايترتب على إنكارهم  منكر أعظم منه أو يتولد منه مفاسد أكبر
فهم يمشون على نور الوحي وما بني عليه من قواعد الشرعية وأصول مرعية بأساليب نبوية سنية  فهم فلهم فقه في   درء المفاسد و جلب المصالح وإن درء المفسدة أعظم من جلب المصلحة
ويعرفون أنواع المصالح وأقسام المفاسد  .

[ سابعا ] :
إختلاف الملة والمذهب  فائمة السنة كالإمام إبن حنبل أو شيخ الإسلام إبن تيميه رحمهم الله 
من أهل الإسلام الصحيح "أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ومن الفرقة الناجية المنصورة وهم اهل السنة والحديث والاثر والفقه والنظر " 
وأما هؤلاء فهم خوارج عصرية فحقهم التأديب والعقوبة والزجر على حسب مايراه ولي الأمر إقتضاء للمصلحة التي يعرف كيف يقدرها بغير افتيات أو تقدمة على مقامه 
فسجن هؤلاء الخوارج الإخوانية  قربة وديانة بشكر عليها ولي الامر ويدعى له ؛ . 
اسأل الله الحي القيوم أن يثبتنا وإياكم  على دينه ويجعلنا من أنصار دينه وأن يكفي المسلمين - رعاة ورعية.  حكاما ومحكومين - شر الأشرار من إخوانية خوارج أو ملاحدة ليبرالية ...والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني .