بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }أما بعد:
فقد نشر احد طلاب العلم في في احد تطبيقات التواصل الإجتماعي كلاما للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في قوله بجواز الإنكار علانية على ولاة الأمور من أجل أن يكون في كلام العثيمين رحمه اللهُ تعالى تأييدا لرأي شيخه فركوس الذي يؤيد نصح الحكام علانية ومع الاحترام والتقدير لأهل العلم فإن الحق احق أن يتبع ف( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وفي كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى نجد في رده على شيخ الإسلام الهروي رحمه الله عبارته المشهورة :" شيخ الإسلام حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك، ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله، ثم نبين ما فيه".
والمتعبد فيه هو اتباع ماجاء في كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
ففي كلام الله سبحانه وتعالى نجد ان الله سبحانه وتعالى يوصي رسله الكرام موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام بالقول اللين لفرعون :{ فقولا له قولا لينا } وهذا لفرعون الكافر الذي قال :{ أنا ربكم الأعلى} وهذا القول اللين في حضرة فرعون وليس أمام الناس وشرع من قبلنا شرع لنا وخاصة إذا جاء في شرعنا مايؤيده ومن ذلك حديث
عياض بن غنم رضي اللهُ عنه وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ )أخرجه الطبراني رحمه الله في مسند الشاميين وابن ابي عاصم رحمه الله تعالى في كتاب السنة وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في تخريجه لكتاب السنة حديث رقم ( ١٠٩٧ )
وكلامهم هذا باطل يخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما سيرد في ثنايا هذه الرسالة
وقد أستدلوا في في رسائلهم التي رأيت فيها تجويز إنكار المنكر علانية على ولاة الأمر والتي استندوا فيها على شبهات عبارة عن آثار وردت عن بعض صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عند التبين والتحقيق أنها لاتدل على مقصودهم بل وليست صالحة للاستدلال بها في هذه الشبه على توهين الأصل السلفي العظيم المبني على سنة الرسول صلى عليه وسلم فهي وإن كان بعضها صحيح الثبوت سندا لكن عند الفقه في متنها نجد ما يخالف السنة ويضعف الاحتجاج بها عندالتحقيق إذ هي نقاش جرى بين الصحابة رضي الله عنهم في مجالس غير معلنة وليس فيها إنكار علني على أحد منهم .
ومن ذلك :
قول الصحابي الجليل عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: " قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا"، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ.فهاهو الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في توجيه هذا الأثر يقول : " بشْر بن مروان كان أميراً على المدينة، وكان في ذلك الوقت الأمراء هم الذين يتولّون الخطبة والصّلاة، فجعل يخطب وجعل يشير بيديه يعني رافعاً يديه في الدّعاء، فدعا عليه، وهذا يحتمل أنه دعا عليه علناً، ويحتمل أنه حدّث به قومه بعد ذلك، والثاني أقرب ". قلت : وهو الموافق للسنة .
وهكذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).
فليس فيها جواز الإنكار العلني
اذ أن ( عند ) تدل على أن الانكار جرى سرا ( عند ) ولي الأمر وليس معلنا.
وهكذا حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه : أن أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)
فهذا تنبيه وتذكير وجرى الحديث بينهما ليس على جهة الاعلان ومع كون هذه القصة في صحيح الامام مسلم رحمه الله .
ولكن في ثنايا الخبر جرت أمور تضعف شبهة من احتج بها على مقصده الباطل منها
أولاً :
أن أبا سعيد رضي الله عنه قال :" مشيتُ مُـخاصراً مروان " .
ومعنى المخاصرة أن كل واحدٍ واضعٌ يده في خصر الآخر، ويحدثه، فالناظرون يدركون أن هاذيْن المتماشييْن
المتخاصريْن يتحدثان بأمر، لكن لا يعلمون ما هو .
ثانياً :
أن أبا سعيد رضي الله عنه لما قال لمروان: أين الابتداء بالصلاة ؟ قال : يا أبا سعيد لقد ذهب ما تعلم؛ إن الناس لا يجلسون لنا، وقد ذكر أنه - أعني أبا سعيد - يجذبه إلى الصــلاة، ومروان يجذبه إلى المنبر. فقال أبو سعيد رضي الله عنه: كلا؛ لا تأتون بخير مما أعلم،
ثالثا :
ثم استمع إليه، وصلى معه- أي ائتـمَّ به في الصلاة . ثم
رابعا :
لم يتخذ من ذلك مجالاً للتشهير بالامير مروان اوالنيل منه .
خامسا :
أن راوية أبي سعيد؛ وهو : عامرٌ بن سعد، قال : عن أبي سعيد، ولم يقل رأيت مروان يفعل كذا، وأبو سعيد يفعل كذا، ولم يقل سمعت أبى سعيد الخدري يقول لمروان، ومروان يقول له .
فبان بهذا التقرير دحض شبهة القوم، وأن هذا الحديث الصحيح؛ الذي هو في صحيح مسلم،عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وإنكاره على مروان صنيعه بتقديم خطبة العيد على الصلاة كان ســـــراً .
فأصبح الحديثان مجتمعيْـن غير مفترقيْن، مؤتلفيْن غير مختلفيْن- ولله الحمد والمنة .
ونصيحة الحاكم واجبة، والأحاديث الواردة في نصح الحاكم واضحة؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم :
( الدين النصــيحة، الدين النصــيحة، الدين النصــيحة) قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال ( لله، ولكتابه، ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم )
وأحاديث أخرى كثيرة في الباب .
لكن من الناصح ؟
وكيف النصح ؟
أما الكيفية فقد مضت، وعرفتموها .
- وأما الناصح فهم :
المقربون إلى الحاكم من أهل العلم ؛ فقد يخفى على الحاكم حال أكثر الناس، وقد يكون في مقام يحتم عليه الحذر، إلا من ناس معينين .
" ثم ما سبق أثر عن صحابي جليل يؤكده ويوضحه ماثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا أردت أن تنصح حاكماً فإذا كنت من الذين يمكنهم الدخول إليه والـجلوس معه ومحادثته، فاصنع ما سـمعته في حديث عياض بن غـنم وهو حديـث صحيح بمجموع طرقه .
وإن كنت لا صـلة لك به، ولا تتمـكن مـن الدخـول علـيه، أو تتمـكن ولكـن لا تتمـكن من الـجلوس إليـه ومحادثته، بل استطعت أن تكتبها، وتسلمها بيده، مع السلام عليه، ثم تنصرف، فذاك أمرٌ جميل .
وإن لم تستطع فاكتب إلى من هو قريبٌ منه؛ فسوف يوصلها إليه، وسواءً قبل الحاكم، أو لم يقبل، سواءً وصلت إليه النصيحة، أو لم تصل، برئت ذمتك .
وإياك ثم إياك أن تغتر بصنيع هؤلاء القوم الذين يشـهــِّرون بالحكام على المنابر، وفي الـمحافل العـامة ويصـدعون بأخـطائهم؛ فإن هذا من التحريض الذي هو منهج الخوارج القَـعَـدية [ من أراد زيادة إيضاح وبيان فعليه برسالة صوتيه للشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله ]
وهنا نص بل نصوص ثابتة في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تلجم فاه من اراد الشر وايقاع الفتن في أهل الإسلام وتقطع النزاع حتما ويصار إليها وجوبا لأن دين الإسلام مبني على الوحيين - كتابا وسنة - ومن ذلك ماذكرناه في ثنايا هذه الرسالة و انظر مانقل عن الإمام أحمد رحمه الله [ المسند ٣١٢١] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: ( تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَقُولُ عُرَيَّةُ؟ قَالَ: يَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ( أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ )
وهذا الأثر من حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما يفيد بتحريم معارضة كلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآراء البشر مهما علت منزلتهم فالدين قال الله سبحانه وتعالى أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل:{ وماينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى } .
وسأورد نص الحديث السابق والذي يقطع النزاع وجوبا ويمنع تمييع أو تضييع أو تهميش هذا الأصل ويتعين اتباعه فرضا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل [ فلا يبدها ] له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) .وهذا الحديث نذكر مالم نذكره سابقا فقد
رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦) والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧) والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.
وفي الحديث :
اشتراطات ثلاث لتوجيه النصح لولي الامر:
( أولها )
فلا يبذلها له علانية( لا يبدها علانية ) :
وهذا نص صريح في منع اعلان الإنكار على ولي الأمر فهل نأخذ براي فلان أو فلان أو نأخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . فلا شك أن الواجب المتعين على كل مسلم أتباع ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخالف في هذا إلا جاهل فيعلم أو ضال نسأل الله له الهداية أو أن يكفي الله المسلمين شره.
( الثاني )
يأخذ بيده :
بحيث لايكون حوله احد يسمع النصيحة ابعد عن الرياء وأبلغ في النصح وإغلاق لابواب الشر التي يتضمنها النصح علانية .
( الثالث )
وليخلوا به :
مثل الأول والثاني وأتى به للتأكيد على أهمية وجوب النصح سرا لما يترتب على العلن شرور عظيمة .
والاثار الصحيحة عن سلفنا الصالح تذكر أنه :
" لما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه. ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي عنهما ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهما وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وفي السنن عن عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه )" [ من كلام الامام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي بتصرف يسير ]
وروى ابن ابي شيبه رحمه الله عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : آمر أميري بالمعروف؟ قال:( إن خفت أن يقتلك, فلا تؤنب الإمام, فإن كنت لا بد فاعلا فيما بينك وبينه ).
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ "
ولأنه يترتب على نصح الأمير علانية مفاسد عظيمة فيها القتل والإخلال بالأمن وزلزلة حياة الناس ومن ذلك مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي اللهُ عنه
واعلموا رحمنا اللهُ واياكم ان في النصح سرا بعدا عن الرياء للناصح واقرب للإصلاح للمنصوح .
قال الإمام الشافعي رحمه الله :
تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي
وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ
مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي
فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه
( وجوب النصح سرا لولاة الأمر)
اصل سني سلفي مبني على ادلة شرعية ومن قال بخلافه فهذا رأي آحاد من الفقهاء بغير دليل شرعي فلا يعارض به نصوص الوحيين
وإعلان النصح والتشهير بالحكام خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي شعار عرفت به فرقة الخوارج كلاب النار والحذر واجب من اتباع عادتهم ف:( من تشبه بقوم فهو منهم ).حديث صحيح .
إذا اخطأ الشيخ فلان او فلان من الناس فالمتعبد به هو اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويضرب بكلام غيره عرض الحائط فالسنة هي تحريم إعلان النصح على ولاة الأمر
وعلى المسلمين الحذر من اصحاب الشبهات الذين يريدون بهم القلاقل والمحن فالسنة واضحة وقد يجهلها بعض البشر
والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا الكريم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
كتبه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.