الخميس، 20 مارس 2025

الإنتـصار لأهـل الحـديث



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.


أما بعد 


فقد اطّلعت على ما كتبه الشيخ سالم الطويل في رسائله ،وما أكثر رسائله 

 وما أقل فائدتها 

،فوجدت طعنه في علماء السنة وتطاوله عليهم وإطالة لسانهم فيهم.


ثم اطلعت على معلومات موثقة عنه تدل على فساد حاله وسوء مقاله ورأينا التثبت في ما ينقل عنه فكانت النتيجة لهذا :



أ :

أنه نقل موثق من تآليفه رأيتها في ثنايا ردود علماء السنة عليه وما أكثر التوجيه والنصح له وما أقل استفادته من ذلك.


ب :

النقل عن رابط لمقطع فيه صوته وصورته متكلمًا مخالفًا لأصل من أصول السنة سيأتِ إيضاحه .


ج :

أن النقل عنه كذلك مما قرأته له في رسائله المتكررة والتي لم ينقلها البريد.

فتبين لي منها أن سالم الطويل قد حاد عن جادة السلف  في أمور منها :



أولًا :

محاولته هدم أصل من أصول السنة وهو أصل الرد على المخالف وهذا الهدم والنقض يأخذ صوراً شتى عند سالم 

فمن ذلك :


١:

رد هذا الأصل .

٢:

أو تقييده بقيد باطل ليس له دليل شرعي فيه .

٣:

مع مخالفته لدلالة الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة .

٤:

أو رد هذا الأصل بقول: « لا يلزمني ».


٥:

تعظيم العقل عنده في هذا الأصل بحيث أن قبول خبر الثقة يصادم العقل عنده وهذا مسلك خطير سلكه المتكلمة وأفضى بهم إلى مسالك مردية مهلكة .


ثانيًا :

يرى جواز الإنكار العلني على ولاة الأمر وفي هذا مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى ومخالفة لسنة نبينا محمد صلى اللهُ عليه وسلم و في طريقته هذه خلاف ما عليه هدي السلف الصالح وإجماعهم ويعتبر مخالف لأصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر ومسلكه هذا شابه  الخوارج بما فيهم الإخوانية في طريقة نصح الوالي وإنكار المنكر علانية عليه .

وهذا الأمر ثابت عنه بالصوت والصورة وذلك  لقاء معلن  تلفزيوني في دولة الكويت  (تلفزيون الوطني)في برنامج ( اليوم السابع ) … 

 [ تم بعد هذه الرسالة تم مسح مقطع الفيديو كاملا من الموقع الاعلامي وهو تطبيق اليوتيوب ] .

وقد شاهدته قبل ان تناله الأيدي المشبوهة بالحذف .

وهو في ارشيف البرنامج السابق .

ثالثًا :

استدلاله بما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم في إقرار حزبية الجماعات وتفرقها وهذا باطل لأمور منها :


أ:

أن هذا أبطله الرسول ﷺبقولها:( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ،دعوها فإنها منتنة) فكيف يستدل بفعل نهى عنه الرسولﷺ ولم يقره بل أنكره.


ب:

 حرمة التفرق إلى جماعات بل الأمر هو  جماعة واحدة وهي ما عليه الرسولﷺ وصحبه-رضي الله عنهم-وبذلك أتى وصفهم بالسنة: {ما أنا عليه واصحابي}وفي رواية:{الجماعة}وبهذا جاء الكتاب والسنة والإجماع على تحريم التفرق والاختلاف وإنشاء الجماعات الضالة .


ج:

من أصول أهل السنة:( ترك الخوض فيما جرى بين الصحابة-رضي الله عنهم- ومن هذا القبيل ماجرى بين هذين الصحابيين-رضي الله عنهم-فَلِمَ جعل سالم هذا الأمر الجلل دليلاً يستدل به وكان عليه الصمت وترك الخوض مماجرى بينهم-رضي الله عنهم-).


د:

يلاحظ ان سالم الطويل حينما يذكر الصحابة-رضي الله عنهم-لايترضى عليهم وقد تكرر منه هذا الصنيع المخالف لهدي السلف الصالح وهذا موجود في رسائله التي نسأل الله أن يسلم منها البريد  لخبثها وشناعتها.


ها:

ومن إتمام  الفائدة في بيان فساد قوله هذا ما ذكره الشيخ بدر البدر  حفظه الله حيث قال :

سألت شيخنًا الوالد صالح اللحيدان صبيحة يوم الاثنين ٣/ ١ / ١٤٣٦هـ

قال أحد الدعاة في الكويت : حتى الصحابة – رضي الله عنهم – في نفوسهم حزبية واستدل بحديث ( ياللانصار  ويا للمهاجرين ) .

قال شيخنًا : " هذا ضال وقوله باطل ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: ( اتركوها فإنها منتنة ) أي هذه الدعوى .

فهذا الداعية مخطئ وقوله باطل ليس بصحيح ".انتهى كلامه



رابعًا :

تقلبه في إطلاق الأحكام على الجماعات والأشخاص مع بقاء الحكم وثبوته والدليل عليهم وعدم تغير أحوالهم كثنائه على جمعية إحياء التراث بعد تحذيره منهم ،وهذا هو الهوى أعاذنا الله وإياكم منه .


خامسًا :

إباحته لنساء المسلمين حفظ القران الكريم في أماكن وجود الجماعات الضالة وقد منع الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله تعالى- في رسالة له مشهورة دراسة النحو عند أهل البدع فكيف بتحفيظ القران الكريم وعلل ذلك باغترار المبتدع بنفسه واغترار الناس به علمًا أن أمر تحفيظ القران ليس وقفًا على أهل الأهواء والبدع إذ يوجد كثير من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من يقوم بتعلم القرآن الكريم وتعليمه فلذا يؤخذ عليه مع ماسبق عدم توجيه الناس إلى الأماكن المشبوهة المليئة  بالأهواء والشبهات.



سادسًا :

تعالمه واتباعه لسياسة التجهيل والتي استخدمها ضد من خالفه ورد عليه وبين فساد منهجه تمثل في الآتي من العبارات :


أ:

قال عن احد المشايخ  : لم يهبه الله علمًا ولاصبراً عليه.


ب:

وصفه لأهل العلم بقوله :كثرة الجهال وضعاف العقول والأعاجم والمبتدئين.


ج:

قال  في رده على  احد طلاب العلم قال :

[كان الواجب أن يحرر مناط البحث ]


فقلت:

بل الواجب عليك إذا أردت أن تكون نصيحتك واضحة لا لبس فيها.

أن يكون معناها :

واضحًا غير غامض بعيدًا عن التعمق والتكلف والتقعر بل والتشدق في أمور لاتحسن معناها  فكيف صياغة لفظها ، يتجلى ما أردنا توصيحه  :

بسلامتها من الألفاظ الغريبة أو التي تأت محتملة لعدة معان  ففي تعريف اللفظ لغة مثل كلمته التي ذكرها في رده وهي عبارة : (مناط البحث) فهي محتملة لعدة معان

والمناط في تعريفه عند الأصوليين :”هو العلة”



قال الشوكاني رحمه الله تعالى : “المناط هو العلة”

وتعبيرهم عن العلة بالمناط لأن الحكم لما علق بها كان كالشيئ المحسوس الذي تعلق بغيره.[ انتهى بتصرف وزياده من إرشاد الفحول ]

علمًا بأن تخريج المناط يختلف في تعريفه عن تحقيق المناط أو تنقيحه فهنا :


أولًا : 

تخريج المناط : “وهو وجود حكم شرعي منصوص عليه دون بيان العلة منه”.


ثانيًا : 

تحقيق المناط وهو : “وجود تحقق صحة العلة في نفسها التي ثبتت في الحكم الشرعي”.


ثالثًا :

 تنقيح المناط وهو : “وجود أوصاف لايمكن تعليل الحكم بها لأنها أوصاف غير مؤثرة واستبقاء الوصف المؤثر لتعليل الحكم وذلك تخليصًا لمناط الحكم مما ليس بمناط له”.


فهل سالم الطويل في قوله (مناط) أراد :

العلة

 أو تخريجها 

أو تحقيقها

 أو تنقيحها 

أو أراد معناها لغة.


فهنا يكمن الغموض التعمق والتعالم في غير محله وكان عليه أن تكون رسالته واضحة مبينة بعيدة عن الإطلاق المعمي والإجمال الموهم ثم مرة أخرى كان عليه أن يطلب ممن يرد عليه :( تحرير محل النزاع ) مثل طريقةالعلماء ،خاصة إذا كان من يرد عليهم جهال أو ضعاف عقول أو أعاجم أو من المبتدئين في الطلب حسب زعمه وتوهمه وتخيله.

ولاشك أن هذا لايتصور وجوده حقيقة وواقع ،مع بعده عن التحقق والإمكان.


سابعًا :

الطعن المتعمد المتكرر في علماء السنة كالشيخ عبيد الجابري رحمه الله تعالى والشيخ ربيع-حفظه الله تعالى-ومحاولاته المتعددة تشويه صورتهم.

وهذا تمثل في صور شتى منها :



أ:

وصفهم بالتسرع في إصدار الأحكام على الأشخاص .


ب:

أنهم يستمعون لكلام النمامين وأهل التفريق بين أصحاب المنهج السلفي وهذا يتضمن إلغاء حكمهم لأنه بني على كلام نمام .


ج:

وصفه لأحكامهم بأنها  تخالف منهج كبار علماء السنة كالشيخ الألباني وابن باز والعثيمين-رحمهم الله تعالى-.


وسنأت على ذكر أقوال هؤلاء الأئمة التي تضاد كلامه  كل على حده ليتبين فساد كلامه وبعد طريقته عن منهجهم وطريقتهم:


أولًا :

 الإمام ابن باز-رحمه الله تعالى-

فقد أثنى عليهم وعلى منهجهم في رسائل مشهورة معلومة .


ثانيًا :

بالنسبة للشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-

نجد في أحد رسائل سالم الطويل استدلاله على شبهته وهي عدم ذكر المخالف والرد عليه وهو بهذا يهدم أصلاً عظيماً من أصول السنة وهو أصل الرد على المخالف ويذكر منهج هذا الإمام في ( التصفية والتربية ) موحيا بأن منهجه هو عين منهج الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى-.

والإمام الألباني -رحمه الله- جل كتبه أن لم يكن كلها هي في هذا الأصل وتأكيده فالسلسلة الصحيحة بيان الأحاديث الصحيحة حماية للمسلم من الوقوع في البدعة إذا استدل بغير الصحيح ،والسلسلة الصحيحة حماية ووقاية وانتشال للمسلم من أوحال البدعة وهو بهذا يؤكد هذا الأصل الرد على المخالف ويؤكد على منهجه في التصفية والتربية .

علما أن من مجالات التصفية الرد على المخالف وبيان فساد رأيه ومقالته وكتبه -رحمه الله تعالى- ورسائله متضمنة ذلك وينظر في هذا جميع كتبه بما فيها مقدمة شرح الطحاوية فقد كانت رداً على عبد الفتاح أبي غدة 

فتبين من خلال عرضنا لكلام هؤلاء الأئمة مخالفتهم لمنهج سالم الطويل .


ثالثًا : 

يتبين فساد استدلاله وتعلقه بالشيخ محمد العثيمين-رحمه الله تعالى-ودندنته الدائمة بأن التحذير من الأفراد بأعيانهم ليس من منهجه-رحمه الله- وبطلان هذا القول من وجوه هي :



الوجه الأول : 

تحذيرالشيخ محمد العثيمين-رحمه الله-من أناس بأعيانهم كتحذيره من :

١:

سلمان العودة .

٢:

وسفر الحوالي وقال : إن الخلاف معهما عقدي .

٣:

طارق السويدان وعدم الاستماع إلى أشرطته .

٤:

سيد قطب .

٥:

المسعري .


الوجه الثاني : 

توجيه الشيخ العثيمين-رحمه الله تعالى- طلاب العلم بالاستفادة من ردود الشيخ ربيع-حفظه الله- كإحالته لطلاب العلم بالاستفاده من رد الشيخ ربيع على سيد قطب .


الوجه الثالث : 

مدحه وثناؤه على الشيخ ربيع ووصفه له بالثقة .

وبهذا يتبين هشاشة تعلق المدعو سالم ،بطريقة العلامة العثيمين -رحمه الله-.

إذ أن طريقة الشيخ العثيمين-رحمه الله تعالى- والشيخ ربيع-حفظه الله- طريقة واحدة ومنهج واحد وهما جماعة واحدة لا جماعات متعددة.


ثامنًا :

 من خلال رسائل سالم يتبين حقده الدفين على طلاب العلم السلفيين يدل على هذا ماتفوه به من رميهم بالإرهاب،ووصفهم بكل قبيح فهم أهل إرهاب عند سالم وقد أخبره بذلك من وصفه بأنه"مؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه"كما يقول خوفًا من أهل السنة إذا عند تعيين أسم الشخص ؛ كبرت كلمة فإن وصف واخلاق مؤمن آل فرعون أحق به هم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهم أحق بها لأن (الأنبياء إخوان لعلات « أمهات شتى » دينهم واحد ) بنحوه أو مثله فدين يوسف وموسى ورسولنا محمد -صلى الله عليهم وسلم تسليمًا -دين واحد فهم متفقون في توحيد الله ومتفقون في أصول الدين ولا يخالف أصل معتقدهم معتقد رسولﷺ.

وصحبه -رضي الله عنهم- وأتباعه أهل السنة والجماعة أتباع هدي السلف الصالح فهم من معين واحد فهم أحق بمؤمن آل فرعون و يستحقها أهل السنة أتباع السلف الصالح .




وقد رأيت أثناء اطلاعي على مقالاته بأنه يصف طلاب العلم السني السلفي بأوصاف هم براء منها فمنها :


أ:

ماعندهم إلا الردود في محاولة منه لثنيهم عن هذا الأصل العظيم من أصول السنة والجماعة .


ب:

تشبيههم بالرافضة .


ج:

 وبالحزبيين المندسين .


د:

وان أكثرهم جهال و ضعاف عقول وأعاجم (ولم يعلم ان كثيرا من جهابذه الحديث وأئمة السنة أعاجم والأمثلة كثيرة ويصفهم بأنهم من المبتدئين مع طعنه واستهزائه بكبار علماء السنة فلم يحترم الكبير ولم يرحم الصغير وفي هذا مخالفة صريحة لهدي رسولﷺ.



تاسعًا : 

الملاحظ على رسائل المدعو سالم أن له سهام طائشة موجه للامام العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله- والعلامة عبيد الجابري رحمه الله تعالى وعند التمعن وعرض أقوال سالم وأقوال أهل العلم نجد أن سالماً قد أعمته ردود اهل عليه علمًا بأن هذه الردود لم تأت مباشرة بل بعد مناصحة وتوجيه دام لوقت طويل لكن لم يفده النصح واستمر في غيه وهذيانه الذي تمثل في تعدد مقالاته وكثرة رسائله التي تضمنت  أخطائه العقدية والتي تمثلت في :


أ:

محاولته هدم أصل من أصول السنة وهو أصل  الرد على المخالف وكذبه على الأئمة الأعلام كالشيخ ابن باز و الألباني والعثيمين-رحمهم الله تعالى- في قوله عنهم أنهم 

ب:

وصف أهل السنة بأقبح الأوصاف كما مر سابقًا .

ج:

لم يسلم منه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – رضي الله عنهم – وجعل ماشجر بينهم دليلا بل شبهة ليتمسك بذلك،على صحة دعواه الباطلة .

د:

طعنه في علماء السنة والاستهزاء المستمر فيهم.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة ووفقنا الله وأخانا سالما الي مايحبه الله ويرضاه 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


كتبه :

غازي بن عوض العرماني

في يوم الاثنين ١٠ مُحرم ١٤٣٦هـجـري