بسم الله الرحمن الرحيم
[ الخاطرة الأولى ]
اطلعني احدهم على حديث لاحد الاخوة طلاب العلم وفيه يتحدث عن مسألة علمية فأجاد فيها وأفاد لكن في طريقته خالف السنة إذ ان هذا الذي قام بالإنكار عليه علانية هو ولي الأمر فكتبت تعليقا على حديثه أحببت إتحافكم به
وهذا نصه : " أليس هذا نوع من الإنكار علانية على ولي الأمر المنهي عنه ؟
فإذا كان هذا الأمر منكر كما قال فأينه عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه يقول صلى الله عليه وسلم :( من كان ذا نصيحة للأمير فلا يبدها [ وفي لفظ: يبذلها ] علانية وليأخذ بيده وليخلوا به )
طريقة اخوانية سمجة
وذلك ان السنة ؛ ان يخبر ولي الأمر سرا كما مضت بذلك سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويخبره سرا كما اخبر العوام الهوام علانية فطريقة كلام الله تعالى المنزل القول اللين :{ فقولا له قولا لينا } وهذا في الكفر والشرك الأكبر المخرج من الملة فكيف بمن دونه من المعاصي [ والمعاصي والله عظيمة يكاد المؤمن يذوب كمدا منها ]وفرعون هو الذي قال :{ أنا ربكم الأعلى } ومن القول اللين اتباع السنة ومن اتباع السنة الاسرار بالنصح لولي الأمر عملا بالسنة وإعلان النكير على ولي الأمر خلاف السنة فبسببه قتل الخليفة الراشد المهدي عثمان بن عفان رضي اللهُ عليه الذي قوله سنة متبعة بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
رزقنا الله واياكم الفقه في الدين
ولا أقول على جهة التشمت بطالب العلم هذا ؛ لكن طالب العلم حقيقة يقف عند كلام الله سبحانه وتعالى يريد وجه الله عز وجل ويمشي بنور السنة
ولهذا كان عمر بن الخطاب أمير المومنين وقافا عند كلام الله سبحانه وتعالى وهذا العمل المبتدع والمنكر المحدث سبقه كثير ممن يزعم انه منتسب للسنة ونهج السلف الصالح ولو كانوا كذلك لا تبعوهم بإحسان
لكن العاطفة العاصفة
واتباع من قل علمه بالسنة نتيجته غير مستغربه مثل حال هذا المتحدث عفا الله عنا وعنكم وعنه ….
ولعلماء السنة أتباع السلف الصالح صفات عرفوا بها
وخصال اشتهروا بها
فهم يعرفون :
كيف يتكلمون ؟
ومتى يتكلمون ؟
وبماذا يتكلمون ؟
ومع من يتكلمون ؟
وفي اي مكان يتكلمون ؟
وفي أي زمان مناسب يتكلمون ؟
وبأي صيغة ملائمة يتكلمون ؟
لذا فصفة ( العلم ) فيهم لازمة ووصف ( العلماء ) لهم ثابتة .
فليس فيهم :
جهل
او ضلالة
او غرور
او طيش
فهم
عقلاء
علماء
فقهاء
حكماء
كرماء
ربانيون
إذا تكلموا في مسألة افهموا و نفعوا وشفوا ووفوا .
وإذا نقلوا خبرا صدقوا .
وإذا حكموا في قضية عدلوا .
وإذا ظلمهم الناس كانوا هم للعفو اقرب .
فليس فيهم اذية لجميع الخلق .
وان أوذوا فشيمتهم الصبر وكتم الغيظ
والإحسان إلى الخلق .
فهم
سهول
ميسرون
هينون
لينون
قريبون من الله
ومن صالح عباد الله .
يغلب عليهم :
الحلم
والأناة
والرفق
والحكمة
والتؤدة
والسكينة
والطمأنينة .
لهم نصيب عظيم وحظ جسيم من ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهم حجة ثقات عدول حفظة أثبات .
يسعون إلى نفع الخلق
يبتغون ماعند الله
وفق مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
خصالهم جميلة
وصفاتهم نبيلة
ومزاياهم جليلة
ألفاظهم طيبة مباركة
معانيهم سامية
سلموا من
التكلف
والتعمق
والتقعر
والتفيهق
والغلو
والوكس
والشطط
يحرصون على توحيد الله ويتبعون السنة والأثر
لهم الكعب العالي
وقصب السبق
والقدح المعلى
في الحرص على اتباع السنة والأثر وفي الفقه والنظر ؛ من تأمل سيرتهم واطلع على تاريخهم يجد ان هذه الأخلاق العالية لهم مجتمعة فقط في علماء السنة والجماعةاتباع السلف الصالح .
جعلنا الله واياكم منهم .
ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب الواسع وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة .
والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
".
ماكتبته سابقا فالفضل لله وحده تعالى ربنا وتقدس ؛ والله إننا مساكين ضعفاء تحت رحمة الله نرجو رحمة الله فاسأل الله العظيم الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يرفعنا واياكم بطاعته ويبعد عنا وعنكم الشرك والضلال والبدع والخرافات والفتن والأهواء والظلم والفساد والشر وجميع أنواع الأمراض والأوبئة والظلم والنفاق وسوء الأخلاق وسوء الظن وان يهب لنا ولكم بسطة في الرزق وحسن الأخلاق وعلم نافع وعمل صالح وان يحسن لنا ولكم الخاتمة وان يجعل حياتنا كلها خالصة لوجه الله صوابا متبعا فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يتقبل منا ومنكم اعمالنا وأقوالنا ونياتنا الحسنة وان يعفو عن ذنوبنا وتقصيرنا وسيئاتنا وزلاتنا وخطايانا انه ولي ذلك والقادر عليه والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .
[ الخاطرة الثانية ]
بعث الي احد الاخوة طلاب العلم رسالة هذا نصها :" قال السيوطي رحمه الله تعالى في التدريب صفحة (٣٧٧):
" من أعار كتابه فلا يبطئ عليه بكتابه إلا بقدر الحاجة.
قال الزهري: إياك وغلول الكتب، وهو حبسها عن أصحابها.
وقال الفضيل: ليس من أفعال أهل الورع ولا الحكماء أن يأخذ كتابه فيحبسه عنه، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه." اهـ
فتذكرتُ انني استعرت كتابا من احد المشايخ عنوان هذا الكتاب : ( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية )؛ و هو كتاب كبير من من تأليف الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ويشتمل هذا الكتاب الرد على الشيعة الإثني عشرية وفرقة القدريّة، وقد كتبه في الأصل رداً على كتاب الرافضي المعروف ابن المطهر الحلي منهاج الكرامة …
معتذرا عن الاطالة لاهمية الحديث عن هذا الكتاب وبيان منزلته العلمية ….
فقمت واتصلت هاتفيا بالشيخ الذي أعارني هذا الكتاب ومن فضل الله على اخيكم ان طلب هذا الشيخ الكريم الفاضل مني قبوله هبة هدية من فضيلته فجزاه الله عني خير الجزاء .
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
••••••••
كتبه وأملاه الفقير إلى الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .