السبت، 30 مارس 2024

[ إثبات صحة مايعرف بالؤاد الجاهلي لبناتهم بإدلة الكتاب العزيز والسنةالنبوية وتفنيد شبهات من أنكرها ]



بسم الله الرحمن الرحيم 



 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } أما بعد: 

فقد استمعت  إلى مقطع فيديو لمتحدث عن المؤودة على جهة التشكيك في صحة واقعة الوأد عند العرب في العصر الجاهلي قبل ظهور دين الإسلام وتبين لي ان هذا المتحدث له رسالة بعنوان :

[ الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة ] حشاها بكلام يخالف ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وماعليه هدي سلفنا الصالح بل يخالف لغة العرب. 

 فأحببنا إيضاح الحق في هذه المسألة في رسالتنا هذه و الإتيان على شبهات هذا الكاتب والمتحدث وتفنيدها  والحق واضح بيّن في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى صحة هذا الأمر معتقد أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح. وتعريف المؤودة :" هي دفن الفتاة في التراب وهي حية ". 

وهي عادة إجرامية جاهلية يقوم بها أناس من قبائل العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم . 

قال الإمام البغوي رحمه الله في تعريفه لمعنى المؤوده :"وهي الجارية المدفونة حية ، سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيئدها ، أي يثقلها حتى تموت ، وكانت العرب تدفن البنات حية مخافة العار والحاجة ، يقال :  أود هذا ليس بصحيح من حيث البناء لأن الموءودة من الوأد لا من الأود يقال  وأد يئد وأدا ، فهو وائد ، والمفعول موءود .

روى عكرمة عن ابن عباس : كانت المرأة في الجاهلية إذا حملت وكان أوان ولادتها حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة ، فإن ولدت جارية رمت بها في الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ". 

يدل على تأصل هذه العادة الجاهلية في قلوب مشركي العرب 

قوله تعالى وتقدس : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا } ف" من الغم الذي أصابه { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي: كاظم على الحزن والأسف إذا بشِّر بأنثى، وحتى إنه يفتضح عند أبناء جنسه ويتوارى منهم من سوء ما بشر به . 

ولما كانت عادة عند أهل الجاهلية هذا العمل الإجرامي القبيح أتى دين الإسلام معلما البشرية حسن الخلق وطيب التعامل مع الأنثى فليست المرأة في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ذات شأن هين ؛ بل جاء ديننا الإسلامي الحنيف  في احترامها ورفع شأنها وإعلاء منزلتها وتقوية  مكانتها خلافا لأهل الجاهلية الذين يرونها سلعة يستمتع بها ثم تركن. 

والمرأة هي الأم والأخت والبنت والزوجة وهن المسلمات المحترمات الغاليات في دين الإسلام يقول سبحانه وتعالى مبينا علو منزلتهن:

{  وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } 

" معناه : أن الرجال والنساء في الأجر في الآخرة سواء ، وذلك أن الحسنة تكون بعشر أمثالها يستوي فيها الرجال والنساء ، وإن فضل الرجال في الدنيا على النساء .

وقيل : معناه للرجال نصيب مما اكتسبوا من أمر الجهاد وللنساء نصيب مما اكتسبن من طاعة الأزواج وحفظ الفروج ، يعني إن كان للرجال فضل الجهاد فللنساء فضل طاعة الأزواج وحفظ الفروج "

ومن حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يقول الرسول صل الله عليه وسلم :

( إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ، ومَنْعًا وهاتِ، ووَأْدَ البَناتِ، وكَرِهَ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةَ المالِ ) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه. 

ووجه الاستدلال إن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :( ووأد البنات) من الأدلة على صحة إثبات حادثة وأد البنات في العصر الجاهلي. 

ومن حديث أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما وعن صحابة الرسول أجمعين مرفوعا الي الرسول صلى الله عليه وسلم 

:( إنَّما النِّساءُ شقائقُ الرِّجالِ ) رواه أبو داود رحمه الله تعالى في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود وفي السلسلة الصحيحة. 

وفي صحيح السنة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن البنات أتى وصفه لهن بأنهن :( المؤنسات الغاليات). 

ومن ينكر الوأد فإنه ينكر بغير علم عادة قديمة معروفة عند العرب قبل ظهور الإسلام وقد  نزل  القران الكريم بذلك و أتت صحة إثبات الؤاد في صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في إثبات صحة نسبة الوأد الي أهل الجاهلية قبل دين الإسلام وصحة الؤاد قضية مسلّمة معروفة عند الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كما سيمر معنا في هذه الرسالة. 

فالؤاد عادة جرى تجريمها وتحريمها في دين الإسلام وعجبت من أمر 

هذا المتحدث المنكر لعادة وأد البنات الصغيرات. 

فلما يقحم نفسه في هذا الأمر وينكر ماهو ثابت في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ومعروف بين سلفنا الصالح من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعند التابعين ولم ينكر هذا العادة السيئة الا في هذا العصر الحاضر وأتى إنكاره  بلا دليل يثبت صحة دعواه . إذ أن الإدلة الشرعية ضد كلام هذا المتحدث. 

وللأسف فإن من أطلع على سيرته يجد أنه ليس من ذوي الاختصاص بالعلم الشرعي المؤصل واتساءل لما يقحم نفسه في أمور ليس له فيها  ناقة  ولا جمل. 

عفا الله عنا وعنه وعن جميع المسلمين والمسلمات. 

وفي  قوله تعالى وتقدس  :{ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ}. 

ما ينسف كلام هذا المتحدث ويرده ويفند قوله  ففي دواوين شيوخ الإسلام وأئمة الدين  نجد ان : " قوله { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} هكذا قراءة الجمهور : { سئلت} والموءودة هي التي كان أهل الجاهلية يدسونها في التراب كراهية البنات فيوم القيامة تسأل الموءودة على أي ذنب قتلت ليكون ذلك تهديدا لقاتلها فإذا سئل المظلوم فما ظن الظالم إذا

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { وإذا الموءودة سئلت } أي سألت وكذا قال أبو الضحى سألت " أي طالبت بدمها وعن السدي وقتادة مثله .

وقد وردت أحاديث تتعلق بالموءودة فقال الإمام أحمد

حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود وهو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - عن عروة عن عائشة عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة قالت حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس وهو يقول " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم ولا يضر أولادهم ذلك شيئا ثم سألوه عن العزل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - ذلك الوأد الخفي وهو الموءودة سئلت

ورواه مسلم من حديث أبي عبد الرحمن المقرئ وهو عبد الله بن يزيد عن سعيد بن أبي أيوب ورواه أيضا ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن إسحاق السيلحيني عن يحيى بن أيوب ورواه مسلم أيضا وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث مالك بن أنس ثلاثتهم عن أبي الأسود به .

وقال الإمام أحمد حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفي قال انطلقت أنا وأخي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل [ وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال لا " قلنا فإنها كانت وأدت أختا لنا في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا قال الوائدة والموءودة في النار إلا أن يدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها. 

ورواه النسائي من حديث داود بن أبي هند به .

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة وأبي الأحوص عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوائدة والموءودة في النار "

وقال أحمد أيضا : حدثنا إسحاق الأزرق أخبرنا عوف حدثتني حسناء ابنة معاوية الصريمية عن عمها قال قلت يا رسول الله من في الجنة ؟ قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والموءودة في الجنة ". 

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا. 

مسلم بن إبراهيم حدثنا قرة قال سمعت الحسن يقول : قيل يا رسول الله من في الجنة قال الموءودة في الجنة

هذا حديث مرسل من مراسيل الحسن ومنهم من قبله

وقال ابن أبي حاتم حدثني أبو عبد الله الظهراني حدثنا حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال : قال ابن عباس أطفال المشركين في الجنة فمن زعم أنهم في النار فقد كذب يقول الله عز وجل { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} قال إبن عباس هي المدفونة

وقال عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب في قوله { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} ، قال جاء قيس بن عاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني وأدت بنات لي في الجاهلية فقال أعتق عن كل واحدة منهن رقبة قال يا رسول الله إني صاحب إبل ؟ قال فانحر عن كل واحدة منهن بدنة

قال الحافظ أبو بكر البزار خولف فيه عبد الرزاق ولم نكتبه إلا عن الحسين بن مهدي عنه .

وقد رواه ابن أبي حاتم فقال : أخبرنا أبو عبد الله الظهراني فيما كتب إلي قال حدثنا عبد الرزاق فذكره بإسناده مثله إلا أنه قال وأدت ثمان بنات لي في الجاهلية وقال في آخره فأهد إن شئت عن كل واحدة بدنة ثم قال

حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين قال : قدم قيس بن عاصم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني وأدت اثنتي عشرة ابنة لي في الجاهلية أو ثلاث عشرة قال " أعتق عددهن نسما قال فأعتق عددهن نسما فلما كان في العام المقبل جاء بمائة ناقة فقال يا رسول الله هذه صدقة قومي على أثر ما صنعت بالمسلمين قال علي بن أبي طالب فكنا نريحها ونسميها القيسية".

و إنكار وأد البنات من القول على الله بلا علم فهو قرين الشرك بالله سبحانه وتعالى وعديله. 

و الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة : { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [ سورة الإسراء: الآية ٣٦] ؛ يقول رحمه الله :"على ظاهرها ان الله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم ولا تقف ما ليس لك به علم يعني: لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت إن السمع يقول: سمعت كذا، وهو ما سمع { وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}  الإنسان مسؤول عن سمعه، وقلبه، وبصره، فالواجب عليه ألا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقل: نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يحكي عن، أو يعتقد بقلبه شيئًا إلا عن بصيرة، لابد هو مسؤول.

فالواجب عليه أن يتثبت، وأن يعتني؛ حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم؛ ولهذا قال -جل وعلا-: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [سورة الإسراء: الآية ٣٦] فالإنسان يتثبت في الأمور، والله يقول -جل وعلا-: { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}  جعل القول على الله بغير علم فوق هذه الأشياء كلها. 

فالواجب على الإنسان أن يتعلم حتى يقول عن علم، يتبصر فلا يقول: سمعت، ولا يقول: رأيت، ولا يقول كذا وكذا إلا عن بصيرة عن علمـ ".[ من الموقع الرسمي للإمام إبن باز رحمه الله ]. 

و رسالتنا هذه جاءت رد على كلام هذا المتحدث وان التشكيك الحق هو في كلامه وليس في صحة قصة وأد الجاهلية لبناتهم .

علما بأن هذا المتحدث له كلام سابق عن منزلة المرأة العربية في المجتمع الجاهلي [ أو ماقبل الإسلام ]

وعن :"دورها المهم والكبير في تلك الفترة إذ إن المرأة كانت تصل للملك والحكم والزعامة" هكذا قال ثم بدأ بالتشكيك في قضية وأد البنات في الجاهلية ليأت كلامه منسجما متناسقا في أن المرأة الجاهلية دورها مهم وكبير وأما الوأد للبنات فحادثة غير صحيحة

وعلل كلامه بكلام عليل نذكره مع بيان تفنيده فمن الشبهات التي ذكرها في سعيه لتكذيب قصة وأد البنات في محاولته الرفع من شأن المرأة في الجاهلية :

         (  اولا  ) 

في حديثه عن مفردة الوأد أكد أن تفسير الوأد هو "التخلص من أبناء الزنا ".

ونقول له أين دليلك في إثبات صحة هذا الزعم فهو دعوى لا بينة لها من كلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو من لغة العرب أو في قصص العرب الثابتة عنهم.


       (   ثانيا  ) 

زعم :" إن دراسته توصلت إلى أن تلك المسألة لا تخرج عن وهم تاريخي وغفلة لدى بعض الرواة للعصر الجاهلي، بغرض الوعظ".

فجوابا على كلامه هذا أقول :

ان عبارة ( دراسته ) عبارة علمية تقرن بما يثبت صحة هذه الدراسة من الأدلة الشرعية ومايؤيدها من اللغة العربية ومن الحجج العقلية.

فدراستك عند التحقيق والتبين ليست دراسة علمية جادة بل هي إدعاء من قبلك ورأي جانب الصواب. 


       (  ثالثا ) 

وأما زعم المتحدث بقوله أنها :" لا تخرج عن وهم تاريخي وغفلة لدى بعض الرواة للعصر الجاهلي ".

 فالإجابة عليه نقول له قولك بلا دليل بل مجرد زعم وإدعاء أجوف عار من الصحة فقد أتى ذكر الوأد في القرآن الكريم والسنة النبوية ولم يخالف في صحة حادثة الوأد عالم من العلماء المعتبرين شرعا. 


       (   رابعا  ) 

وقوله :

" بغرض الوعظ " 

فهذا وعظ صحيح أتى في الكتاب العزيز والسنةالنبوية وعليه جرى هدي السلف الصالح وأما رأيك  فهو دعوى عارية من الصحة لخلوها من الأدلة والبينات التي 

تثبت صحتها. 


      (  خامسا ) 

ذكر المتحدث :" إن المفسرين يأخذون قضية الوأد عند العرب كمسلّمة" 

والجواب عن هذه الشبهة :

المسلمون يأخذون دينهم من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وحادثة وأد البنات في العصر الجاهلي أتى ما يثبت صحتها في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وأتى إثبات صحتها في كلام كبار العرب من أهل الجاهلية ثم بعد إسلامهم. 


      (   سادسا  ) 

ذكر هذا المتحدث قوله :" يوردون قصة قيس بن عاصم دون تعليق أو تمحيص ". 

فالجواب :

أثبت صحة حادثة الوأد القرآن الكريم وصحيح السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وعن أئمة السنة والحديث أتى بيان إثباتها وانها صحيحة منهم واخرهم تصحيح الإمام الألباني رحمه الله لها فهذا قمة التدقيق والتحقيق والتعليق والتمحيص. 


     (   سابعا  ) 

ثم ذكر هذا المتحدث ان :" بعض المتأخرين يجعل عمر بن الخطاب أحد الوائدين، وهذا لا يصح سنده".

ضعف سند قصة وأد عمر بن الخطاب رضي الله قال بها أئمة الحديث لعدم  وجودها في كتب الحديث أو كتب  الآثار والتاريخ فهي مجرد كذب على الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأكبر بناته حفصة رضي الله عنهما فقد ولدت قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم مما يدل على كذب هذه القصة. 


      (   ثامنا  ) 

قال هذا المتحدث :"كما يرى أن الآية القرآنية صريحة". 

فأقول ما دامت صريحة فلما التشكيك في حادثة وأد البنات. 


    (   تاسعا  ) 

قال هذا المتحدث:

" لكن هل هو وأد البنات كما قال المفسرون أم هو وأد النفس البشرية، سواء كانت ذكراً أم أنثى؟" 

فالجواب :

نقول ان من النفس البشرية نفس المرأة الأنثى وهي المقصودة بالاية الكريمة لدلالة كلام الله عليها وقد خوطبنا بلسان عربي مبين وعلى هذا كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعليه لغة العرب وعليه إجماع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فلم نسمع أو نقرأ مخالفة لهم في هذه المسألة ولو فيه مخالفة لذكرها أهل التفسير. 


       (  عاشرا ) 

ذكر المتحدث ان :" شواهد زمنية وعقلية وبحثية، تقلل من صحة المرويات الإسلامية حول مسألة وأد البنات، وأنه توصل إلى ذلك من خلال بحثه في التراث الجاهلي، وحتى من خلال الحفريات والنقوش". 

فالجواب :

نقول له : ماهي هذه الشواهد :الزمنية و العقلية و البحثية أثبتها ثم ( ماهو هذا الشاهد الزمني؟) أو ( العقلي ؟) أو ( البحثي؟ ) 

وأقول له : إن في كلام الله سبحانه وتعالى المنزل وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أدلة قاطعة تبثت ( زمن حادثة الوأد ) وفي الكتاب العزيز والسنةالنبوية ( أدلة عقلية لأولى النهى والعقول ) وفيها ( البحث العلمي الصحيح القاطع ) لمن أراد الحق بالدليل النقلي والعقلي وفق لغة العرب التي نزل بها القران الكريم وتحدث بها افصح من نطق بالضاد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. 

 

  ( الحادي عشر ) 

ذكر المتحدث  أنه 

:" من خلال بحثه في التراث الجاهلي، وحتى من خلال الحفريات والنقوش" 

فالجواب :

ان التراث الجاهلي 

كما سميته ( تراث جاهلي) فهل أصحاب الجهل أعلم من أهل العلم بالكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة وأعظم ما يوجد  في التراث الجاهلي هو عبادة الأصنام والأوثان وهذا هو الكفر بالله سبحانه وتعالى والشرك العظيم الذي لا يغفره الله لصاحبه وهو أشد جرما و أقبح فعلا من وأد البنات وكلاهما شر عظيم لكن الشرك أعظم فهو ذنب لا يغفر الله لصاحبه. 


 ( الثاني عشر ) 

قال المتحدث مثبتا صحة قوله من: " خلال  الحفريات والنقوش". 

فالإجابة عن هذا الكلام الهش الذي هو أوهي من بيت العنكبوت  : وهل يؤخذ علما في حادثة وأد البنات في العصر الجاهلي من الحفريات والنقوش ؟ 

من الأمثال العربية قولهم : " حدّث العاقل بما لا يعقل؛ فإن صدق فلا عقل له" فهل الحفريات والنقوش يرجع فيها الي هذه المسألة ويترك كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وكلام الصحابة رضي الله عنهم. 

إننا لله وإنا إليه راجعون. 


    ( الثالث عشر ) 

سأل هذا المتحدث قائلا :" أين أولاد أو إخوان أو أقارب الموءودات؟" 

فالجواب :

نقول له ذكرت منهم احد كبار الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهو قيس بن عاصم رضي الله عنه .. وصحة خبر حادثة وأد البنات في الجاهلية من الأمور التي أتى فيها خبر الوحي كتابا وسنة فلما التشكيك فيها. 


    ( الرابع عشر ) 

قال المتحدث :

" وأين مدحهم أو ذمهم بأسمائهم في التراث العربي؟" 

فالجواب :

نقول لعل من الأسباب في ماذكرت ان ذلك جرى  لكثرة من وقع منه هذا الفعل الشنيع. 

ويكفي المسلم العاقل لورودها بأنها وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وهذا ميراث النبوة وهو أعظم تراث العرب. 


 ( الخامس عشر ) 

قرر المتحدث :" أن حكم تحريم قتل الأبناء في القرآن الكريم كان حكماً أبدياً، وليس بسبب فعل العرب فقط لذلك " .

فالجواب :

هذا الحكم الأبدي لها أسباب تقع بسبب ظلم الإنسان وطغيانه منها وأد البنات 


  ( السادس عشر ) 

قال هذا المتحدث :

" أن أسانيد القصص بدأت وانتهت في العصر الإسلامي ". 

فجوابا عن هذه الشبهة :

نقول له بما إنك من المسلمين المصلين 

فيجب عليك وعلى كل مسلم يخاف الله سبحانه وتعالى ويتقه الاعتزاز والفخر بدين الإسلام و تصديق ما ورد في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وترك الآراء التي لا يؤيدها الشرع المنزل أو عمل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أوتعضدها اللغة العربية فقد شهد لصحة كتب أهل الإسلام اعداؤهم من مختلف الملل وهم الشهود الثقات 

ف( يَجِيءُ نُوحٌ وأُمَّتُهُ، فيَقولُ اللَّهُ تَعالَى: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ أيْ رَبِّ، فيَقولُ لِأُمَّتِهِ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: لا ما جاءَنا مِن نَبِيٍّ، فيَقولُ لِنُوحٍ: مَن يَشْهَدُ لَكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أنَّه قدْ بَلَّغَ، وهو قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [ سورة البقرة: الآية ١٤٣]. والوَسَطُ: العَدْلُ) 

رواه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه 


   ( السابع عشر ) 

قال المتحدث :"والموءودة التي ذكرها القرآن الكريم قُصد منها النفس بغض النظر عن كونها ذكراً أو أنثى يتخلص منها دفناً لأنها نتجت عن السفاح". فالجواب عن هاتين الشبهتين بما سبق من فقرات ؛ إذ ان كلامه جهل وخطأ وضلال يخالف كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه هدي السلف الصالح وفيه مخالفة واضحة للغة العربية.

 ( الثامن عشر)


في قوله تعالى : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ° يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ سورة النحل : الآية ٥٨ - ٥٩].وفي هذه الآية وما ذكرنا سابقا من نصوص الوحيين كتابا وسنة وماأثر عن العرب ان هذه عادة مشهورة معروفة بين أهل الجاهلية 

وذكر أهل العلم ان عادة وأد البنات في المجتمع الجاهلي بين العرب المشركين عادة عرفوا بها ؛ فقد ذكر الطبري رحمه الله تعالى في قوله تعالى :{  أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ }  يقول: " يدفنه حيا في التراب فيئده.

كما حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج { أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } يئد ابنته". 

وفي تفسير البغوي رحمه الله تعالى لقوله تعالى :

{ أم يدسه في التراب } يقول رحمه الله تعالى :" أي : يخفيه منه ، فيئده .

وذلك : أن مضر وخزاعة وتميما كانوا يدفنون البنات أحياء ، خوفا من الفقر عليهم ، وطمع غير الأكفاء فيهن ، وكان الرجل من العرب إذا ولدت له بنت وأراد أن يستحييها ألبسها جبة من صوف أو شعر ، وتركها ترعى له الإبل والغنم في البادية ، وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا صارت سداسية ، قال لأمها : زينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها ، وقد حفر لها بئرا في الصحراء ، فإذا بلغ بها البئر قال لها : انظري إلى هذه البئر ، فيدفعها من خلفها في البئر ، ثم يهيل على رأسها التراب حتى يستوي البئر بالأرض ، فذلك قوله عز وجل : {  أيمسكه على هون أم يدسه في التراب } 

وكان صعصعة عم الفرزدق إذا أحس بشيء من ذلك وجه إلى والد البنت إبلا يحييها بذلك ، فقال الفرزدق يفتخر به .

وعمي الذي منع الوائدات فأحيا الوئيد فلم توأد ".

فهي عادة سيئة معروفة

وهكذا تظافر وتواتر عن أهل العلم ذكر هذه الجريمة المنكرة ففي قوله تعالى وتقدس :{  يتوارى من القوم } يقول الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة :" أي : يكره أن يراه الناس { من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب } أي : إن أبقاها أبقاها مهانة لا يورثها ، ولا يعتني بها ، ويفضل أولاده الذكور عليها ، { أم يدسه في التراب} أي : يئدها : وهو : أن يدفنها فيه حية ، كما كانوا يصنعون في الجاهلية ، أفمن يكرهونه هذه الكراهة ويأنفون لأنفسهم عنه يجعلونه لله ؟".

وهكذا جاء عن الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة حيث قال رحمه الله تعالى :" بشّر بها { أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ } أي: يتركها من غير قتل على إهانة وذل { أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ } أي: يدفنها وهي حية وهو الوأد الذي ذم الله به المشركين".

ولا يستغرب هذا الفعل الشنيع في المجتمع العربي الجاهلي فما بعد الشرك والكفر بالله الذي جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى وتقدس بإزالته ومحوه ونبذه وافراد الله تبارك وتعالى توحيد وطاعته وحده سبحانه وتعالى وانكار مثل هذه الأمور المسلمة في المجتمع من قبل هذا الكاتب أمر يوجب الحذر منه ومن كتاباته علما بأنه ليس من ذوي الاختصاص العلمي وليس من أهل التأصيل الشرعي الصحيح

ولو كان منهم لكان سببا في تضليله ورميه بالجهل فكيف بمن يهرف بما لايعرف ؛ فكلامه هذا جرى فيه تكذيب لنصوص الوحيين وما تواتر عن العرب في جاهليتهم وهذا هو عين الجهل المركب. 

 

نسأل الله الهداية والصلاح والتوفيق الي مايحبه الله ويرضاه من الأقوال الحسنة والأعمال الصالحة والنية الطيبة. 

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنه. 

ووهب لنا ولكم رزقه وفضله ورحمته وجوده و إحسانه وتوفيقه والعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 

°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.