الأحد، 24 مارس 2024

[ أهمية تعلم السنة وتعليمها والعمل بها والدعوة الي الله وفق هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح وترك البدع والمحدثات المخالفة لدين الإسلام ]


بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فيقول الله تبارك وتعالى :{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} 

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لهذه الآية الكريمة : " يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على أحسن طريقة وأقصد هداية ؛ معدن العلم ، وكنز الإيمان ، وجند الرحمن ".

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة  أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه ،  فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم  ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ". 

ومن مقتضى الإيمان بشهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ان دين الإسلام مبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

ومن العمل بالحنيفية السمحة ملة ابراهيم الخليل عليه وعلى رسولنا الكريم أفضل  الصلاة وأتم السلام يقول الله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } 

"أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته  وسنته  وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان" 

لذا فإن العبادة لايجوز فيها الزيادة أو النقص فلا محل للإجتهاد فيها  ؛  وفي الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ). 

ويقول صلى الله عليه وسلم :( من أحدث في أمرنا ماليس منه فهو رد ). 

ويقول صلى الله عليه وسلم :( صلوا كما رأيتموني أصلي ).

و من نسب نفسه لأهل العلم للأسف من يعمل بحديث ضعيف لا يثبت أو أثر عن صاحب  لايصح

ويترك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريحة الواضحة الجلية ثم إذا ذُكِّر بالسنة تجده يغضب ويسب ويشتم فعن حسان بن عطية موقوفا  بلفظ: " ما ابتدع قوم بدعة في دينهم؛ إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة ". قال وفي سنن الدارمي رحمه الله ( ١ / ٦٤ ) عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :"كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة ،فإذا غُيّرت قالوا :غُيّرت السنة .

....".

و عن حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ رضي الله عنه أَنَّهُ أَخَذَ حَجَريْنِ، فَوضَعَ أَحَدَهُما على الآخَرِ ثُمَّ قالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ تَرُونَ ما بَيْنَ هذين الحَجَرَيْنِ مِنَ النُّورِ ؟ قالوا: يا أبا عَبْدِ الله، ما نَرَى بينهما من النُّورِ إلاّ قليلًا. قالَ: والَّذِي نفسي بِيَدِهِ، لَتَظْهَرَنَّ البِدَعُ حتى لا يُرى مِنَ الحَقِّ إلاّ قَدْرُ ما تَرَوْنَ ما بَيْنَ هذينِ الحَجَرينِ مِنَ النُّورِ، والله لَتَفْشُونَّ البِدَعُ حتى إذا تُرِكَ منها شيءٌ قالوا: تُرِكَتِ السُّنَّةُ".

فعليكم ياطلاب العلم بالعلم والعمل والدعوة الي السنة وفق السنة ونهج سلف الأمة الصالح وذلك بإتباع علماء السنة الذين عرفوا بالتوحيد والسنة الذين قاموا بنشرها ونصرها والدفاع عنها 

وفي كتاب الإبانة لإبن بطه رحمه الله يقول أيوب السختياني رحمه الله : " إن من سعادة الحَدَث والأعجميّ أن يوفقهما الله لعالمٍ مِنْ أهل السنة" 

فلا تعمل ياطالب العلم عملا أو تقول قولا إلا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم

و في ذم الكلام وأهله للهروي رحمه الله ( ٢ / ١٨٠ ) وفي أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني رحمه الله صفحة ( ١٠٩ ) بسندهما للإمام سفيان الثوري رحمه الله قال :" يجب على الرجل أن لا يحك رأسه إلا بأثر". 

والعلم هو علم الكتاب العزيز  والسنة النبوية والجهل في الوحيين هو الضلال المبين وفي حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله يقول الرسول الأمين صل الله عليه وسلم :( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، فإذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )

قال الإمام ابن باز رحمه الله :".. اغتنم حياتك، وتعلم دينك، وتفقه في دينك، قبل أن تلتمس من يعلمك فلا تجد أحدًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قد تنزل مصيبة على الناس يحرمون من العلم، إما بأن شغلوا عن العلم وأصيبوا بمصيبة تشغلهم عن العلم، وإما بعدم وجود أهل العلم وعدم وجود حلقات للعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة. ووفقنا الله وإياكم الي أتباع سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح  وبسط لنا ولكم الرزق الحلال الطيب والعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني.