الاثنين، 1 أبريل 2024

[ ملاحدة الفلاسفة وغلاة الجهمية المعطلة هما في توحيد أسماء الله سبحانه وتعالى وفي صفاته أهل ضلال ؛ وإلحاد المتكلمة في هذا الباب أشر من الفلاسفة كفى الله المسلمين شرهم ]



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

أما بعد 

فإن المطلع على  حال الفرق الضالة المنحرفة يجد ان رموزها لهم طرق في إضلال أتباعهم بل وإضلال كل من لم  يحرص على العلم النافع والعمل الصالح وذلك بإتباع الكتاب العزيز والسنةالنبوية وفق نهج سلفنا الصالح ثم الإلحاح بدعاء الله سبحانه وتعالى ب{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} كما ثبت في كلام الله المنزل غير مخلوق 

و ( يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)

و ( اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا علَى طَاعَتِكَ ) كما ثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى.

نسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمن علينا وعليكم بحسن الخاتمة . آمين 

وحديثنا في رسالتنا هذه عن فرقتين ضالتين هما ( الفلاسفة الملاحدة) و( غلاة الجهمية المعطلة) ويتبعهما ( غلاة الصوفية) 

فالفرقة الأولى تأثرت بها الفرقتان الاخيرتان فهما أذناب للفلاسفة. 

وطريقة الفلاسفة الملاحدة أنهم يبحثون عن الحق كما يزعمون عن طريق الحكمة التي يسمونها الفلسفة .

ولا يلتفون إلى ماأنزله الله من كلامه المنزل المطهر فهم ملاحدة ولو أنهم استخدموا عقولهم لو كان لهم عقول تعقل ان  البشر مهما  كان عقلها فإنها لا تستقل بمعرفة خالقها والهها وهو الله الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى على جهة التفصيل إلا بإنزال الكتب المطهرة وإرسال الرسل المعصومة. 

وأما غلاة الجهمية المعطلة ويقال لهم 

المتكلمة أو أهل الكلام فإنهم ينسبون الي الإسلام ؛ وأما مصدر الاستدلال عندهم  فإنهم يبحثون عن الالوهية بحجج عقلية ومع ضعف العقل البشري عن إدراك هذا الأمر فإن عقول هؤلاء القوم عقول منحرفة.

و  يعتبر المتكلمة  أذنابا وافراخا للفلاسفة ؛  فأرادوا الجمع بين نصوص الوحيين الطاهرة و إلحاد الفلاسفة الفاسدة فنتج عنه خليط قذر  

وتلفيق هجين 

ظاهره الإسلام وباطنه الكفر المحض ترتب على عملهم هذا رد نصوص الوحيين بأدلة عقلية فاسدة لا يقبلها النقل الصحيح بل يبطلها ويردها العقل الصريح..

وإجتهاد الفلاسفة خارج نصوص الوحيين لأنهم لايؤمنون بها ولا يدينون في الشرع المنزل. 

و أما طريقة المتكلمة الجهمية المعطلة فهو تخريب نصوص الوحيين وتشويهها  مع استخدامهم  طريقة الفلاسفة لكن في تحريف الكتاب العزيز والسنةالنبوية  َومحاولة هدم دين الإسلام  . 

والفلاسفة كفرة بالوحي الا إنهم يقرون بصحة طريقة الدين عند العامة في فهم الصفات وأما فهم الدين للخاصة فيرون ان الحكمة أي الفلسفة هي سبيل الخاصة في فهم أي مسألة. 

فهم يفرقون بين العامة والخاصة في طريقة فهم الدين مع إلحاد ظاهر في الشرع وَتوافقهم في هذا غلاة الصوفية في تفريقهم بين الشريعة والحقيقة. 

ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمها الله  تعالى في تأليفاتهم الطيبه القيمة بأن أدلة الشرع المطهر المنزل المتواترة وحجج العقل الصريح السليم المتظافرة تثبت علو الله سبحانه وتعالى

وذكروا من الديانات الضالة التي تثبت  هذه الصفة اليهود والنصارى  ومعهم الفلاسفة فإنهم يقرون بصفة العلو لله سبحانه وتعالى. 

وهذا القول أيده إبن رشدالحفيد ويعتبر من كبار الفلاسفة  ومن اقواله المدونة في كتبه :"ان متكلمة المعتزلة وذنبها فرقة الكلابية الأشاعرة

[ ولكل منهما طريقته الخاصة الفاسدة] في إنكار صفة العلو. 

ومنكرو صفة العلو يقرون في إثبات هذه الصفة عند مرورهم بأحوال منها  :


          (  الأولى  ) 

في حال أصابتهم شدة ومصيبة بخلاف وقت الرخاء.


       (  الثانية   ) 

الفطرة وقت الاحتياج الاضطراري

وهذا يدل على .


       (  الثالثة  ) 

جحدها ظاهرا و الإقرار بها باطنا

:{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}. 

فمن أعترف بصفة من الصفات الثابتة شرعا لله سبحانه وتعالى  وفق طريقته وإن كانت ديانته باطله  فهو أخف جرما و أفضل حالا ممن ينكر هذه الصفات الإلهية أما بصريح العبارة كالمعتزلة أو بتأويل باطل مثل الكلابية الأشاعرة ؛ وهذا الأمر معروفة بداهة عند من أطلع على حال المذاهب الباطله ودرس العقيدة الصحيحة 

وكلام أهل التحقيق فيها مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. 

وقد يوجد من لم يسبر أحوال الفرق المنحرفة والديانات الضالة فينكر هذه الحقيقة وقد نلتمس وجها لإنكار المنكر لهذه الحقيقة  وهي :" ان غلاة الجهمية المعطلة أشر من الفلاسفة".

ان المعطلة الجهمية تنسب الي الإسلام

والفلاسفة ملاحدة.

وان المتكلمة المعطلة أخذوا ضلالهم وانحرافهم من الفلاسفة فكيف تكون أشر من الفلاسفة الملاحدة ؟ ". فنقول  :

إن الله سبحانه وتعالى 

يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ؛ فالمطلع على معتقد كل من هذه الفرق المنحرفة و الديانات الضالة يعلم  ان الفلاسفة واليهود والنصارى  مع ضلالهم وإلحادهم يثبتون صفة العلو

وهؤلاء المعطلة الجهمية أذناب اليهود والفلاسفة ينكرونها

فالمعطل الجهمي أشر من الفلسفي الملحد من هذه الحيثية وكلاهما شر لكن الشر كما هو معلوم طبقات متفاوته ودركات بعضها أسفل من بعض اعاذنا الله وإياكم من الشر وأهله ودعاته.

لهذا ذكر كبار علماء الإسلام مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله بأن غلاة الجهمية المعطلة أشر من الفلاسفة.

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً 

°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو :

غازي بن عوض العرماني.