السبت، 15 يوليو 2023

[[ ذكر أهم البدع المنتشرة في هذا العصر بين الناس. و أسباب انتشارها . وعلاج هذه البدع و الشبهات وإيضاح كيفية تفنيدها ]]



   بسم الله الرحمن الرحيم


       (       المقدمة     ) 


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران:  الآية ١٠٢ ].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [ سورة النساء : الآية ١ ]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب: الآية ٧٠ - ٧١ ]

اما بعد 

فمن التحدث بنعم الله علينا  الكتابة  عن موضوع فيه بيان صحة العمل وصوابه وذلك بالكتابة عن أهم البدعة المنتشرة بين الناس في هذا العصر . ثم ذكر الأسباب التي أدت إلى ظهورها مع كيفيةالعلاج  لهذا البدع وطرق تفنيد شبهات أصحابها كل ذلك بإدلة الشرع ووفق الشرع بفضل الله ورحمته

واعلم بارك الله فيك أن البدعة عبادة محدثة يريد بها من أحدثها مضاهات الدين ومساواتها بالشرع المنزل من الله تعالى ربنا وتقدس. وهي مسلك ابليسي منحرف يراد بها غواية الناس واضلالهم عن صراط الله المستقيم فعلى طالب العلم معرفة البدعة ومعرفة أهلها ولا يتم له ذلك إلا في معرفة شريعة رب العالمين سبحانه وتعالي والعلم بسنة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم فالعبادة لا بد لها من شرطين لصحتها :

أولهما :

الإخلاص بأن يكون علمك وعملك وقولك ودعوتك وشأنك كله لله رب العالمين 

كما قال تعالى :{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } 

وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله مرفوعا :( أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ..... الحديث). 

والشرط الثاني لصحة العبادة :

ان يكون عملك صوابا تتابع فيه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفق هدى سلفنا الصالح بعيدا عن البدعة 

قال الله تعالى :{ ليبلوكم أيكم احسن عملا } 

قال فضيل بن عياض رحمه الله : " { أحسن عملا} أخلصه وأصوبه . وقال : العمل لا يقبل حتى يكون خالصا صوابا ، الخالص : إذا كان لله ، والصواب : إذا كان على السنة" .انتهى كلامه رحمه الله [ ينظر  تفسير البغوي رحمه الله لهذه الآية].

وهنا [ قواعد وأسس في تعريف البدعة ] لابد من إيضاحها وبيانها ؛ قال الإمام الألباني رحمه الله تعالی :

" إن البدعة المنصوص على ضلالتها من الشارع هي :

١-

كل ما عارض السنة من الأقوال أو الأفعال أو العقائد ولو كانت عن اجتهاد.

٢-

كل أمر يتقرب إلى الله به، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٣-

كل أمر لا يمكن أن يشرع إلا بنص أو توقيف، ولا نص عليه، فهو بدعة إلا ما كان عن صحابي.

٤-

 ما ألصق بالعبادة من عادات الكفار.

٥-

 ما نص على استحبابه بعض العلماء سيما المتأخرين منهم ولا دليل عليه.

٦-

 كل عبادة لم تأت كيفيتها إلا في حديث ضعيف أو موضوع.

٧-

الغلو في العبادة.

  ٨ -

 كل عبادة أطلقها الشارع وقيدها الناس ببعض القيود مثل : المكان أو الزمان أو صفة أو عدد ". اهـ • المصدر :[ كتاب أحكام الجنائز (٢٤٢)].

وفي  قول الله تعالى وتقدس : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [ سورة البقرة : الآية ١١٧ ]. ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله كلاما نفيسا في بيان معنى لفظ البدعة والمبتدع أحببنا ايراده لقيمته العلمية  ؛  قال رحمه الله :" وقوله تعالى : { بديع السماوات والأرض} أي : خالقهما على غير مثال سبق ، قال مجاهد والسدي : وهو مقتضى اللغة ، ومنه يقال للشيء المحدث : بدعة . كما جاء في الصحيح لمسلم : ( فإن كل محدثة بدعة [ وكل بدعة ضلالة ]) . والبدعة على قسمين : تارة تكون بدعة شرعية ، كقوله : فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة . 

وتارة تكون بدعة لغوية ، كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم : نعمت البدعة هذه .

وقال ابن جرير : وبديع السماوات والأرض : مبدعهما . وإنما هو مفعل فصرف إلى فعيل ، كما صرف المؤلم إلى الأليم ، والمسمع إلى السميع . ومعنى المبدع : المنشئ والمحدث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد .

قال : ولذلك سمي المبتدع في الدين مبتدعا ; لإحداثه فيه ما لم يسبق إليه غيره ، وكذلك كل محدث فعلا أو قولا لم يتقدمه فيه متقدم ، فإن العرب تسميه مبتدعا . ومن ذلك قول أعشى ثعلبة ، في مدح هوذة بن علي الحنفي :

يدعى إلى قول سادات الرجال إذا أبدوا له الحزم أو ما شاءه ابتدعا

أي : يحدث ما شاء .

قال ابن جرير : فمعنى الكلام : فسبحان الله أنى يكون لله ولد ، وهو مالك ما في السماوات والأرض ، تشهد له جميعها بدلالتها عليه بالوحدانية ، وتقر له بالطاعة ، وهو بارئها وخالقها وموجدها من غير أصل ولا مثال احتذاها عليه . وهذا إعلام من الله عباده أن ممن يشهد له بذلك المسيح ، الذي أضافوا إلى الله بنوته ، وإخبار منه لهم أن الذي ابتدع السماوات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال ، هو الذي ابتدع المسيح عيسى من غير والد بقدرته .

وهذا من ابن جرير ، رحمه الله ، كلام جيد وعبارة صحيحة ".انتهى كلامه رحمه الله. [ المصدر : ١- تفسير بن كثير رحمه الله. ٢- تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله.] 

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه.

وقد جعلت رسالتي هذه من مقدمة ثم ذكر البدع في سبع فصول مستقلة ولها تتمة إن شاء الله في رسالة أخرى ثم في نهاية رسالتنا هذه الخاتمة نسالها حسنها . ونشرع الان في رسالتنا جعلها الله خالصة لوجهك الكريم صوابا متقبلة فنقول وبالله التوفيق وعليه التكلان :


          (  الفصل الأول : البعد عن توحيد الله سبحانه وتعالى تعلما وعملا   ) 


البعد عن التوحيد في معرفته وتعلمه وتعليمه والعمل بموجبه وتحقيقه وتجريده والجهل بأهمية التوحيد وأنه بفضل الله إذا رزقه الله العبد السبب المنجي بعد فضل ورحمته لذا أنزلت به الكتب ولأجله ارسلت الرسل وانقسم الناس سعداء أهل رحمة الله وجنته وأشقياء أهل لعنة الله وناره وعذابه ويتبع هذا الجهل بالشرك الفعلي والقولي وشرك السمعة والرياء والجهل بطرق التخلص منه كدعاء الله السلامة منه :(...... لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ و كثيرهُ ؟ قل : اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك و أنا أعلمُ ، و أستغفِرُك لما لا أعلمُ) [ صحيح الأدب المفرد ( ٥٥٢)].

ثم بعد كثير من الناس عن اقتفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في اتباع سنته صلى الله عليه وآله وسلم والحرص على لزوم جادة السلف الصالح..


          (   الفصل الثاني :  ترك وإهمال الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى ) 


اهتمام كثير مما يعرف بالدعاة بالدعوة إلى العبادات العملية والأحكام الشرعية وفضائل الأعمال [ لا شك في أهميتها] لكن ترك وإهمال الدعوة إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وتعلمه وتعليمه والعمل فيه والدعوة إليه والصبر على ذلك مصيبة عظيمة فكل ماسبق إذا خلت من التوحيد فالجهود مفلسة والتعب يذهب ادراج الرياح :{وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا}

وذلك أن عباداتهم  فقدت الشرط الشرعي لصحتها ، إما بعدهم عن الإخلاص لوجه الله فيها ، وإما إحداث عبادة مبتدعة تخالف وتضاد شرع الله . فكل عمل لا يكون خالصا موحدا فيه صاحبه ثم على الشريعة المرضية التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم  فهو باطل . فأعمال الكفار لا تخلو من واحد من هذين أو تجمعهما

ف:{إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

واذكر بقوله تعالى وتقدس : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} فعملهم افتقد احد شرطي صحة العبادة[ الإخلاص وهو التوحيد ونبذ الشرك و الصواب وهو اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والبعد عن البدعة] أو كليهما...

وانظر حال الخوارج أهل تكفير أمة  محمد صلى الله عليه وسلم ومن يرون استحلال دمائهم فهم مع أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم عن شدة عبادتهم وعن احتقار المسلم لصلاته أمام  صلاتهم وصفهم بأنهم :( يمرقون من الدين ) أي يخرجون منه لبعدهم عن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية أداء العبادات الشرعية

وللعلم :

فإن فرق الخوارج بما فيه الإخوانية وماتولد منها من فرق دموية يقصون العمل بالسنة ولا يرون تطبيقها في واقعهم المعاش. 


         (  الفصل الثالث : إهمال العلم و العمل والدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ) 


البعد عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تعلما وتعليما وعملا بها ودعوة إليها بل وفي سائر أعمال العباد وعدم رفع الراس بها وإهمالها أحداث والا فهي من الشهادتين [ لااله الا الله محمد رسول الله] وبالشهادتين الإخلاص لله وصواب العبادة وصحتها 

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله : 

محبته صلى الله عليه وسلم ومحبة طاعتُه فيما أمر، وتصديقُه فيما أخبر، واجتنابُ ما عنه نهى وزَجَر، وألاَّ يُعبَدَ اللهُ إلا بما شرع. وأن تشهد عن علم ويقين، وصدق أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو رسول الله حقًا إلى جميع الثقلين جنهم وإنسهم، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ليس بعده نبي ولارسول  عليه الصلاة والسلام .

وقد رأيت أهل الأحزاب ابعد الناس عن العمل بها لأنها تقف سدا منيعا أمام شبهات حزب القوم وشهواتهم وتوجهاتهم وتحركاتهم.


وإليكم بعض مؤلفاتنا حول هذه المواضيع الثلاثة :



      《 بشرى الخير لأهل الخير وهم اهل التوحيد والسنة  》

 https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/05/blog-post_28.html?m=1



《 ما أسباب انتشار الأمور الشركية والعبادات البدعية ؟او بصيغة : ما أسباب ابتعاد بعض الناس عن التوحيد[ الإخلاص ]والسنة[ الصواب]مع شرح لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( طوبى للغرباء) 》




https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/06/blog-post_30.html?m=1



أهميّة العناية بدراسة التوحيد والعقيدة وأصول السنة 《 صفة النزول والمجئ و الإتيان لله تعالى وتقدس 》



https://ghazialarmani.blogspot.com/2020/10/blog-post_50.html?m=1



《إجابة لإشكال حصل لبعض طلاب العلم في مسألة في توحيد اسماء الله الحسنى وصفاته العلى وجرى بحثها وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح》


https://alto7ey.blogspot.com/2020/03/blog-post_31.html?m=1


《 أهمية دراسة التوحيد و معرفته 》


https://alto7ey.blogspot.com/2019/09/blog-post.html?m=1


《 الإدلة الواضحات والحجج البينات في أهمية توحيد رب البريات بشرح حديث( الأنبياء إخوة أو أبناء لعلات )》 https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/07/blog-post_11.html?m=1



《 كشف شبهات عن أهمية دراسة التوحيد وبيان فضله وأهميته 》




https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/05/blog-post.html?m=1


《 وصية لإخواني طلاب العلم في بيان أهمية التوحيد والعقيدة الصحيحة و أصول السنة 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/03/blog-post_4.html?m=1


《إجابة لإشكال حصل لبعض طلاب العلم في مسألة في توحيد اسماء الله الحسنى وصفاته العلى 》





https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/10/blog-post_17.html



(  الفصل الرابع :  وجوب لزوم جماعة المسلمين وتحريم الشذوذ بالتفرق والتحزب وإنشاء جماعات مخالفة لدين الإسلام  ) 


وجوب لزوم جماعة المسلمين وتحريم التفرق إلى جماعات وفرق وأحزاب  دينية أو  سياسية تتضاد  فيما بينها وتحارب بعضها بعضا ؛ يقول الله تعالى وتقدس ذاما الفرقة ومحذرا منها :

 {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }.

وقال تعالى  : { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }.

وقال تعالى : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

وقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

وقال تعالى وتقدس :

{ وان هذه أمْتكم أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وقال تعالى:

{شرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ }.

وقال تعالى:

{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .

وقال تعالى وتقدس:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون }.

وفي السنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ).

 رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي حديث رقم  ( ٢١٦٧ ).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم من ضمن حديث ما نصه : ( فإن الشيطان مع الواحد وهو من الا ثنين أبعد )رواه إمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله ؛ رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي حديث رقم  (٢١٦٥ ).

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ ) رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه  ؛ أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية ).رواه البخاري ومسلم رحمهما الله .

فالايات والأحاديث تحرم التفرق وتمنع تعدد الأحزاب 

وأما ماورد بلفظ :( إختلاف أمتي رحمه ) فقد ضعفها أهل الحديث منهم  الإمام الألباني رحمه الله حيث قال في صفة الصلاة ( ٥٨ )   :" باطل لا أصل له ". وفي السلسلة الضعيفة ( ٥٧ ):" لا أصل له ".

وفي ضعيف الجامع ( ٢٣٠ )  :" موضوع ".

فهو مع ضعفه ووضعه  يخالف نصوص الوحيين  و يسبب الجفوة ويؤيد كثرة الخلاف وتزايد الفرقة والتحزب بين المجتمع المسلم الواحد و فهم الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي سلفنا الصالح وهم ( الجماعة ) و ( مااناعليه واصحابي )كما في الحديث الذي رواه مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ : أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ : ( أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ )

وفي رواية : ( قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) رواه الترمذي وابوداود والحاكم رحمهم الله وصححه جمع كبير من أهل العلم ؛ ف( الجماعة ) و ( ماانا عليه وأصحابي ) لفظهما [ متباين ] ومعناهما [ مترادف ] فدلا بمعناهم على وجوب الرجوع إلى هدي السلف الصالح وفهمهم فهو النجاة بعد فضل الله ورحمته وهو الذي يبعد عن التحزب والافتراق والاختلاف

 ووجه ذكر هذه الإدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ إن مخالفة هدي السلف الصالح والبعد عن فهمهم أدى إلى مخالفة الكتاب والسنة ومشاققة المؤمنين في إجماعهم مما أدى إلى قيام جماعات متضادة كل فرقة لها فكر منحرف تكفر الفرقة الأخرى وتلعنها  وتستحل دماءهم وترى الخروج على ولاة الامر .

وإليكم أيها الإخوة الكرام بعض ما كتبناه حول هذا الموضوع :


《 جهود ولاة الأمر في  وأد فتنة :

١ : التفرق الاسري والتناحر القبلي .

٢ : الاختلاف المذهبي الفقهي .

٣ : تعدد الفرق المخالفة لدين الإسلام  .

و النجاة من شر ماسبق هو التمسك بإدلة الكتاب والسنة وفق هدي سلفنا الصالح . 》

 https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/07/blog-post_23.html?m=1



《 رسالة في وجوب الوقوف مع ولاة الأمر في تعليماتهم الكريمة وتوجيهاتهم السامية ووجوب البعد عن الفتاوى المحرضة المهيجة لأن فيها معصية لله سبحانه وتعالى ومعصية لرسوله صلى عليه وسلم وخلاف طاعة ولاة الأمر بالمعروف الواجبة بالكتاب والسنة والاجماع ولإشتمال هذه الفتاوى على سعي مفلس وجهد باطل في تفتيت لوحدة المجتمع المسلم الواحد وذلك بإحداث نعرات عنصرية  بمسميات جاهلية تخالف تعاليم دين الإسلام  》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/07/blog-post_17.html?m=1



《 تنبيه المسلمين على تحريم المظاهرات ومخالفتها لأصول الدين 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/04/blog-post_7.html?m=1



《 ▪︎ ماهي أسباب ظهور الجماعات التكفيرية والمنظمات الفكرية المنحرفة والمليشيات العسكرية التي ترى تكفير المسلمين وحل الدماء المعصومة ؟ 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/04/blog-post_18.html?m=1


《  من صفات الخوارج الإخوانية  》



https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/04/blog-post_17.html?m=1


《 الفرق بين عصاة التوحيد والسنة وبين أهل البدع والأهواء 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2020/05/blog-post_82.html?m=1


《 نماذج من كلام أئمة السنة وأعلام السلف وشيوخ الاسلام في ذم أهل البدع والتحزب ووجوب الحذر و التحذير منهم  》

 https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/07/blog-post_42.html?m=1


(  الفصل الخامس  : تكفير المسلمين بغير موجب شرعي من قبل الجهلة ورموز التكفير ) 


من البدع المنتشرة في هذا العصر تكفير عامة المسلمين أو خاصتهم مثل الحكام

وفي إطلاق التكفير من قبل أهل الجهل والضلال على المسلم جرأة عظيمة على الله وقول عليه بلا علم

فعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: قال رجل: ( والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك) رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه. 

والتكفير : وهو القيام بإخراج المسلم من الملة بسبب قول او فعل أو اعتقاد ارتكبه لا يقوم به إلا كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح وفق الضوابط الشرعية ووفق انطباق شروط الكفر عليه وانطباق الأوصاف الكفرية الثابتة شرعا عليه  وانتفاء الموانع ووجود الأسباب ولا يتم ما سبق الا بعد إقامة الحجة الرسالية عليه من قبل علماء السنة اتباع السلف الصالح ووفق الضوابط الشرعية والتي بعدها ينتفي العذر عن من قام بالكفر أو عمله أو اعتقده  وأما قيام الجهلة ورموز جماعات التكفير بتعميم التكفير فهذا لا عبرة به ولا ينظر إليه أما  لجهل الجاهل أو بسبب الانحراف في فهم النصوص الشرعية ولي  اعناقها لتوافق هوى التكفير عند من قال به مع مخالفتهم للشرع المنزل في هذا الحكم الشرعي والذي لا بد له من مستند شرعي بعلم وعدل وانصاف وحكمة بعيدا عن الهوى والظلم والجهل والحيف .

والكفر :

ضد الإسلام .

وهو نوعان :

 كفر في الأصل  أو كافر  اصلي :

وهو الكافر الذي لم يدخل في الإسلام قط .

وكافر مرتد :

وهو المسلم الذي عمل أو قال الكفر بعد إسلامه  فخرج من الملة أو اخرجه أهل العلم من الملة بعد انطباق وصف التكفير الثابت في الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح عليه  وانتفاء الموانع ووجود الأسباب وتوفر شروط التكفير وكل ذلك بعد إقامة الحجة الرسالية عليه من قبل أهل العلم. 

وقد يكون كفر اعتقادي كحال  كبار المنافقين.

وأما التطبيق العملي لنتيجة وثمرة التكفير وهو الحكم بالردة والحكم بقتله بعد الاستتابة فلا يقوم به إلا قضاة المحاكم الشرعيه  الذين جرى تكليفهم من قبل ولاة الأمر بهذا الشأن من غير افتئات ولا تقدمة على منزلة ولاة الأمر وهذه المنزلة شرعية ثابتة لهم في الكتاب العزيز والسنة النبوية وعلى هذا جرى إجماع المسلمين. ولما في هذا العمل من العدل والإنصاف والبعد عن الظلم والجهل والحيف.

وأنواع التكفير :

مطلق : كأن يقال من عمل الكفر أو قال به[ ثم يذكر صورة الكفر كالاستهزاء مثلا] فهو كافر على جهة العموم أو التعميم فلا يخص فلان أو فلان.

والنوع الثاني كفر التعيين أو المعين وذلك بتخصيص الفاعل وذكر اسمه ولا يقوم به إلا أهل العلم من كبار علماء السنة اتباع السلف الصالح وفق الضوابط الشرعية وذلك بعد انطباق الشروط والأوصاف الشرعية المكفرة على من جرى تكفيره وانتفاء الموانع ووجود الأسباب ولا يتم ذلك إلا بعد إقامة الحجة الرسالية عليه والتي بعدها ينتفي العذر الشرعي عنه.

وأما تطبيق نتيجة التكفير أو ثمرته كما قلنا سابقا ونكرره هنا وهو الحكم بالردة بعد الاستتابة فلا يقوم به إلا قضاة المحاكم الشرعيه  الذين جرى تكليفهم من قبل ولاة الأمر بهذا الشأن من غير افتئات ولا تقدمة على منزلتهم الشرعية الثابتة لهم في الكتاب العزيز والسنة النبوية وعلى هذا جرى إجماع المسلمين.

وهنا نوع آخر لإطلاق الكفر :

وهو تكفير القول أو الفعل دون تكفير القائل أو الفاعل

فيقال : فلان عمل الكفر أو قال الكفر فلا يكفر القائل أو الفاعل وهذا يقوم به أهل العلم لدقتهم ولخشيتهم من الله سبحانه وتعالى ولبالغ علمهم بأن عامة الناس قد يقول أو يفعل الكفر جهلا أو متأولا أو في حال مثله يعذر شرعا.

والكفر كذلك أنواع :

منها ماهو كفر أصغر لا يخرج من الملة.

وكفر أكبر يخرج من الملة.

وكذلك كفر عملي أو كفر اعتقادي وسبيل  معرفة هذه الأنواع وكيفية معرفتها عند كبار علماء الإسلام فلا يجسر على إطلاقها الا هم وأما الجهلة أو الضلال فيجب عليه الكف والسكوت والبعد عن هذا الأمر لأنهم ليسوا من أهلها وليست من اختصاصهم وشأنهم؛ مع انحراف هؤلاء الضلال عقديا وبعدهم عن السنه وتعاليم الشرع الحنيف.

وهنا بعض مؤلفاتنا حول هذا الموضوع منها على سبيل المثال لا الحصر بفضل الله ورحمته :


《 مناقشة الاخوانية الخوارج في كذبهم على علماء السنة اتباع السلف الصالح ووصفهم لهم بأنهم [ مرجئة مع الحكام خوارج مع الدعاة ] وتفنيد هذه الشبهة وبيان فسادها وأن هذه العبارات هي الوصف الحقيقي المستحق لهم والحق الواقع المنطبق عليهم  》



    https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/02/blog-post_23.html?m=1


《 سلامة الأئمة الأعلام من مذهب الإرجاء أمثال الإمام الألباني رحمه الله والإمام ربيع المدخلي حفظه الله 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/12/blog-post_18.html

 




《•ماهو توحيد الحاكمية الذي جرى إحداثه في هذا العصر ؟ • ومن الذي أحدثه ؟ •وما هدفهم من جعله توحيدا مستقلا ؟•وهل يصح إطلاق هذا المصطلح؟•أم هو يتبع أنواع التوحيد الثلاثة ؟ • مامعنى فقه الواقع ؟ •ومن الذي أحدثه ؟•وما سبب إحداثه؟》



https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/04/blog-post_3.html?m=1


《 ماهي أقوال القلوب ؟ وماهي أعمالها ؟ ولما علماء السنة اتباع السلف الصالح فرق بين أقوال القلوب وأعمالها ؟ 》

[ تابع شرح كتاب فتح المجيد للإمام عبدالرحمن بن حسن رحمه الله وقام فيه بشرح كتاب جده الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ]


https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/12/blog-post_7.html



《 إيضاح بعض مسائل الإيمان التي غلت فيها فرقة الحداديه الخوارج وخالفت فيها معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح  منها : [ أنواع العمل في مسائل الإيمان ومن ذلك عمل القلب وقوله واعمال الجوارح ] و [ إيضاح معنى " جنس العمل "و " شرط الصحة " و " شرط كمال " والفرق بين هذه المصطلحات] و [ إيضاح مسألة حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا واقوال العلماء فيها بالإدلة   ] و [ إيضاح مسألة العذر بالجهل بالإدلة  وتبديع الفرقة الحدادية لكبار علماء الإسلام في هذه المسألة ] 》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/12/blog-post_13.html


《 ما معنى مصطلح جنس العمل المحدث  ؟ ومن هي الفرقة الخارجية الضالة التي قامت بإحداثه ؟ وهل ورد هذا اللفظ  في الكتاب والسنة ؟ و هل من قام بإحداثه له سلف صالح من امة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله هذا ؟ وهل هذا الإصطلاح ورد في لغة العرب ؟ وما مراد الحدادية في نشر هذا المصطلح  ؟ وهل إطلاقه صحيح ؟ 》

https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/12/blog-post_29.html


[[  إيضاح مسألة حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا بالإدلة واقوال العلماء فيها   ]]



      https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/12/blog-post_30.html?m=1

《 علامة الإخوانية الخوارج ومن شابههم من فرق الضلال وصف مشايخ السنة السلفيين بالإرجاء 》



https://ghazialarmani.blogspot.com/2020/11/blog-post_7.html?m=1



(  الفصل السادس  : استحلال دماء الأبرياء المعصومة من مسلمين وذميين ومعاهدين ومستأمنين ) 


وهذا العمل الإجرامي  من نتائج التكفير ثم قتل المسلمين واستحلال دمائهم وهذا الصنيع يأخذ صور شتى عند أهل التكفير منها على سبيل المثال لا الحصر :

غزو بلاد المسلمين مثل مدنهم أو قراهم وانتهاك أعراضهم وجعل أموالهم غنائم وسبي نسائهم بسبب التكفير المخالف للشرع. 

 ومن ذلك الاغتيالات لأهل العلم أو رجال الأمن أو لأي مسلم أو للابرياء من أهل العهد والذمة والمستأمنين 

والتصفيات الجسدية لمن خالفهم فكريا وتعذيبهم ويتبع ذلك 

التفجيرات في البيوت أو الأماكن العامة أو في المرافق الخاصة  أو وضع ألغام في سيارة الأبرياء أو في طريقهم أو عن طريق الأحزمة الناسفة. 

كل هذه الصور الإجرامية تولدت من فكر سئ وعقيدة منحرفة نتج عنها التكفير وما تولد منه وعنه من قتل واستحلال دماء الأبرياء

المعصومة دل على تحريمها الكتاب والسنة والإجماع.

فمن ذلك قول الله تعالى وتقدس  : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}

و قال تعالى : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } 

وقال تعالى وتقدس :{ مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} 

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة :" هذا تعظيم لتعاطي القتل - قال قتادة : عظم والله وزرها ، وعظم والله أجرها .

وقال ابن المبارك عن سلام بن مسكين عن سليمان بن علي الربعي قال : قلت للحسن : هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال : إي والذي لا إله غيره ، كما كانت لبني إسرائيل . وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دمائنا ."انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :( مَن خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وفارَقَ الجَماعَةَ فَماتَ، ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً، ومَن قاتَلَ تَحْتَ رايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أوْ يَدْعُو إلى عَصَبَةٍ، أوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فقِتْلَةٌ جاهِلِيَّةٌ، ومَن خَرَجَ علَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّها وفاجِرَها، ولا يَتَحاشَى -وفي رواية:( لا يَتَحاشَ)  مِن مُؤْمِنِها، ولا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فليسَ مِنِّي ولَسْتُ منه). رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه.


وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَاماً) رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه.

وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الْأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لَأَكَبَّهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ) رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي .

وعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قالَ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ ، إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا ، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) رواه أبو داود  والنسائي رحمها الله وصححه الإمام  الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود .

ولإقامة حد القتل أسباب شرعية وبذلك ورد الخبر  عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال  : (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه الإمامان الجليلان البخاري  ومسلم  رحمهما الله في صحيحيهما . 

وروى الإمام البخاري رحمه في صحيحه عن أيوب عن عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرق قوما، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من بدل دينه فاقتلوه). 

ولا يقوم بهذا الأمر إلا ولاة الأمر كما مر معنا سابقا في الحديث عن التكفير فلا يجوز الافتئات علي مقامهم والتقدم عليهم في امر من صلب اختصاصهم وشأنهم ولأن عملهم بعلم وعدل وانصاف وفق ضوابط شرعية وسلامتهم من الحيف والظلم. 

وأما تحريم التعرض لدماء أهل العهد و الذمة فمستند ذلك الإجماع المبنى على نصوص الوحيين ومنها حديث عَبْدِاللَّهِ بْنِ عمر رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ( مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَد مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا) . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ رحمه الله في صحيحه .

ومن لطيف كلام  شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله عن الخوارج :"ويكفرون من خالفهم، ويستحلون منه لارتداده عندهم ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان)".[مجموع الفتاوى (٢ / ٣٥٥)]. " والخوارج هم أول من كفر المسلمين يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله.وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها. وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله؛ فيتبعون الحق، ويرحمون الخلق"[ مجموع الفتاوى ( ٢ / ٢٧٩)] ويصف الخوارج بأن:" لهم  خاصتان مشهورتان فارقوا بهما جماعة المسلمين وأئمتهم:أحدهما: خروجهم عن السنة، وجعلهم ما ليس بسيئة سيئة، أو ما ليس بحسنة حسنة، وهذا هو الذي أظهروه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال له ذو الخويصرة التميمي: اعدل؛ فإنك لم تعدل، حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أعدل).الفرق الثاني في الخوارج وأهل البدع: أنهم يكفرون بالذنوب والسيئات، ويترتب على تفكيرهم بالذنوب استحلال دماء المسلمين وأموالهم، وأن دار الإسلام دار حرب، ودارهم هي دار الإيمان ".[ مجموع الفتاوى (١٩ / ٧٢ - ٧٣)].

وبتبع هذا بعض رسائلنا حول هذا الموضوع :


《 بعض ما ورد في الكتاب والسنة من إدلة تدل على تحريم دم الذمي والمعاهد والمستأمن  》


https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/08/blog-post_16.html?m=1



《مصطلحات فقهية تختص بالمعاهدين من غير المسلمين والفرق بينها 》




https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/08/blog-post_19.html?m=1



( الفصل السابع  : التشهير في ولاة الأمر والإفتاء بجواز الخروج عليهم ومخالفة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية نصح ولي الأمر ) 


من البدع المنكرة والحوادث الإجرامية  الناتجة عن الجهل والضلال و التكفير ثم انتصارا للهوى والحزبية العمل على التشهير والطعن في ولاة الأمر ونشر الفتاوى المضللة التي ترى الخروج على ولي الأمر أو تخالف الشرع المنزل في كيفية التعامل مع ولاة الامر وطريقة النصيحه الصحيحة لهم. 

وفي رسالتنا التي أتت بعنوان 《 إيضاح الحقوق الواجبة شرعا لولاة الأمر على رعيتهم و التي أتت في الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح مع تفنيد شبهات باطله لمن حاول تهميش هذه الحقوق أو تمييعها أو توهينها  》

     بيان واضح بالأدلة الشرعية والحجج العقلية في إيضاح حقوق ولي الأمر الواجبة في دين الإسلام ورد على شبهات أهل التكفير  وكشف لباطلهم وجرى تضمين الرسالة الحق بالأدلة فق الشرع وضوابطه وهذا هو رابط الرسالة 

    https://ghazialarmani.blogspot.com/2022/12/blog-post_15.html?m=1




(   الخاتمة ؛  نسأل الله حسنها )


أعلم وفقنا الله وأياكم لمرضاته أن البدعة ضلال وانحراف عن دين الله وهو دين الإسلام الذي ارتضاه الله دينا لعباده ولا تغتر بفعل الناس لها  فعن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما قال: " كُلُّ بدعةٍ ضَلالةٌ وإن رَآها النَّاسُ حَسَنةً "[ صححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة] .و " من ابتَدَعَ في الإسلامِ بِدعةً يَراها حَسنةً فقد زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا خانَ الرِّسالةَ؛ لأنَّ اللهَ يَقولُ: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، فما لم يَكُن يومَئِذٍ دينًا فلا يَكونُ اليَومَ دينًا ".[ من كلام الإمام رحمه الله وهو مروي مشهور عنه] فإن من " أصولُ السُّنَّة عِندَنا: التمَسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والاقتِداءُ بهم، وتَركُ البِدَعِ، وكُلُّ بدعةٍ فهيَ ضَلالةٌ، وتَركُ الخُصوماتِ في الدِّينِ ".[من كلام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من رسالة أصول السنة] 

ولا تخدعك المظاهر وإظهار الخشوع والتنسك والبكاء مع مخالفة السنة فإنما هي رهبانية ابتدعوها ليصيدوا من قل علمه فعنِ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قال:" الاقتِصادُ في السُّنَّةِ أحسَنُ من الاجتِهادِ في البِدْعةِ"[ صحَّحه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب] 

 .وعليك بالسنة  فعن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قال: " اتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا؛ فقد كُفْيتُم"[ صحح السند الإمام الألباني رحمه الله في رسالته إصلاح المساجد] .فقد " سَنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وولاةُ الأمرِ من بَعدِه سُنَنًا، أخَذْنا بها تَصديقًا بكِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واستِكمالًا لطاعةِ الله تعالى، وقوَّةً على دينِ اللهِ سُبحانَه، من عَمِلَ بها مُهتَدٍ، ومن استَنصَرَ بها مَنصورٌ، ومن خالَفَها اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِ المُؤمنين، ووَلَّاهُ اللَّهُ ما تولَّى، وأصلاهُ جَهنَّمَ وساءَت مَصيرًا "[ من كلام عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين رحمه الله.. ينظر الشريعة للاجري رحمه الله] ثم " أوصيكَ بتَقوَى اللهِ والاقتِصادِ في أمرِه، واتِّباعِ سُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَرْكِ ما أحدَثَ المُحْدِثونَ بَعدَ ما جَرَت به سُنَّتُه، وكُفُوا مُؤنَتَه، فعَلَيكَ بلُزومِ السُّنَّةِ؛ فإنَّها لَكَ بإذنِ اللَّهِ عِصمةٌ، ثُمَّ اعلَمْ أنَّه لم يَبتَدِعِ النَّاسُ بدعةً إلَّا قد مَضَى قَبلَها ما هو دَليلٌ عليها أو عِبرةٌ فيها، فإنَّ السُّنَّةَ إنَّما سَنَّها من قد عَلِمَ ما في خِلافِها من الخَطَأِ والزَّللِ، والحُمقِ والتعَمُّقِ، فارْضَ لنَفسِكَ ما رَضيَ به القَومُ لأنفُسِهم؛ فإنَّهم على عِلمٍ وقَفوا، وبِبَصَرٍ نافِذٍ كُفُوا، وهم على كَشفِ الأمورِ كانوا أقوَى، وبِفَضلِ ما كانوا فيه أَولَى، فإن كان الهدَى ما أنتم عليه لَقد سَبَقتُموهم إليه، ولَئِنْ قُلتُم: إنَّما حَدَثَ بَعدَهم ما أحدَثَه إلَّا من اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِهم، ورَغِبَ بنَفسِه عنهم، فإنَّهم هم السَّابِقونَ، فقد تَكَلَّموا فيه بما يَكفي، ووَصفوا منه ما يَشفي، فما دونَهم من مَقْصَرٍ، وما فوقَهم من مَحْسَرٍ، وقد قَصَّرَ قَومٌ دونَهم فجَفَوا، وطَمِحَ عنهم أقوامٌ فغَلَوا، وإنَّهم بَينَ ذلك لعلى هدًى مُستَقيمٍ ".[ رواه ابوداود رحمه الله من عمر بن عبدالعزيز أمير المؤمنين رحمه الله] ف"من رامَ النَّجاةَ من هؤلاء، والسَّلامةَ من الأهواءِ فليَكُنْ ميزانُه الكِتابَ والأثَرَ في كُلِّ ما يَسمَعُ ويرَى، فإن كان عالِمًا بهما عَرَضَه عليهما، واتِّباعَه للسَّلَفِ، ولا يَقبَلُ من أحَدٍ قَولًا إلَّا وطالبَه على صِحَّتِه بآيةٍ مُحكَمةٍ، أو سُنَّةٍ ثابِتةٍ، أو قَولِ صَحابيٍّ من طَريقٍ صَحيحٍ، وليُكثِرِ النَّظَرَ في كُتُبِ السُّنَنِ لِمَن تَقدَّمَ، مِثلُ: أبي داوَدَ السِّجْستانيِّ، وعَبدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ، وأبي بَكرٍ الأثرَمِ، وحَربِ بن إسماعيلَ السِّيرجانيِّ، وخشيشِ بن أصرَمَ النَّسائيِّ، وعُروةَ بنِ مَروانَ الرَّقِّيِّ، وعُثمانَ بنِ سَعيدٍ الدَّارِميِّ السِّجِستانيِّ، وليَحذَرْ تَصانيفَ من تَغَيَّرَتْ حالُهم؛ فإنَّ فيها العَقارِبَ ورُبَّما تَعذَّرَ التِّرياقُ ".[ من كلام السجزي رحمه الله من رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت].

قال الإمام ابن باز رحمه الله : "... أمرنا بالاتباع ونهينا عن الابتداع، وذلك لكمال الدين الإسلامي، والاغتناء بما شرعه الله تعالى ورسوله ﷺ، وتلقاه أهل السنة والجماعة بالقبول، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته.

وفي رواية أخرى لمسلم :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تسمكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) وكان يقول في خطبته يوم الجمعة: ( أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة). 

ففي هذه الأحاديث تحذير من إحداث البدع، وتنبيه بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظيم خطرها، وتنفيرا لهم عن اقترافها والعمل بها.والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

وقال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [سورة الحشر: الآية ٧ ] وقال عز وجل: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور: الآية ٦٣ ] وقال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [ سورةالأحزاب: الآية ٢١ ] وقال تعالى: { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة: الآية  ١٠٠ ] وقال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دينًا} [ سورة المائدة: الآية ٣ ] وهذه الآية تدل دلالة صريحة، على أن الله سبحانه وتعالى قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته، ولم يتوف نبيه عليه الصلاة والسلام إلا بعد ما بلغ البلاغ المبين، وبين للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال، وأوضح أن كل ما يحدثه الناس بعده، وينسبونه إلى الدين الإسلامي، من أقوال وأعمال، فكله بدعة مردودة على من أحدثها، ولو حسن قصده. وقد ثبت عن أصحاب رسول الله ﷺ، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى، في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [ سورة المائدة: الآية ٣ ] والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، والمحذرة من البدع والمنفرة منها ".

[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للإمام ابن باز رحمه الله ( ١ / ٢٢٢)].

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. آمين.

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن ينفع بهذه الرسالة كاتبها وناسخها و من يقرأها وجعلها الله خالصة لوجهك الكريم صوابا متقبلة ؛ والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً .

-------------------------

 الكاتب عفا الله عنه : غازي بن عوض العرماني.