الأحد، 26 فبراير 2023

《 الرد على مخالف عقيدة دين الإسلام الثابتة في الكتاب العزيز والسنةالنبوية ؛ من جماعة ضالة أو فردمنحرف أو مقالة باطلة ؛ لهو أصل عظيم من أصول الإسلام وهو أفضل أنواع الجهاد وأكبره ولا يقوم به إلا الخاصة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهم علماء السنة اتباع السلف الصالح 》

 


بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد 

فقد أورد الإمام إبن وضاح رحمه الله في كتابه النفيس[ البدع والنهي عنها ] 

كلام الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه 

ونصه : " إن لله عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أوليائه يذب عنها، وينطق بعلامتها، فاغتنموا حضور تلك المواطن، وتوكلوا على الله". 

قال  ابن المبارك : " وكفى بالله وكيلا ". 

ويقول الحبر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : " والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني ".

فقيل: وكيف؟ 

فقال: " والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليه ".[ رواه اللالكائي رحمه الله في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة  (١/ ٥٥)].

 قال ابن تيمية  رحمه الله : " الراد على أهل البدع مُجَاهِدٌ، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذب عن السنة أفضل من الجهاد". [مجموع الفتاوى (٤/ ١٣)].

و :" القلم الثاني عشر ؛ القلم الجامع وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين، على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم، وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال، وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل، فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن".[كتاب التبيان في أقسام القرآن للإمام ابن القيم رحمه الله ( ١٢٨ )]

و" ... جِهَادُ المُنَافِقِينَ أَصْعَبُ مِنْ جِهَادِ الْكُفَّارِ، وَهُوَ جِهَادُ خَوَاصِّ الْأُمَّةِ وَوَرَثَةِ الرُّسُلِ، وَالْقَائِمُونَ بِهِ أَفْرَادٌ فِي الْعَالَمِ، وَالمُشَارِكُونَ فِيهِ وَالمُعَاوِنُونَ عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانُوا هُمُ الْأَقَلِّينَ عَدَداً، فَهُمُ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّه قَدْراً ". انتهى كلامه رحمه الله.[زاد المعاد في هدي خير العباد  (٣/ ٥)].و " وَإِذَا كَانَ النُّصْحُ وَاجِبًا فِي الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: مِثْلَ نَقَلَةِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَغْلَطُونَ أَوْ يَكْذِبُونَ كَمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت مَالِكاً وَالثَّوْرِيَّ وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ ـ أَظُنُّهُ ـ وَالْأَوْزَاعِي عَنْ الرَّجُلِ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ لَايَحْفَظُ؟ فَقَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ فُلَانٌ كَذَا وَفُلَانٌ كَذَا. فَقَالَ: إذَا سَكَتّ أَنْتَ وَسَكَتّ أَنَا فَمَتَى يُعْرَفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحُ مِنْ السَّقِيمِ. وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ المُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هو لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ.

فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ الله وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ المُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ الله لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعاً وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الله لَا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ). وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}  فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ كَمَا ذَكَرَهُ. فَقِوَامُ الدِّينِ بِالْكِتَابِ الْهَادِي وَالسَّيْفِ النَّاصِرِ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} 

وَالْكِتَابُ هُوَ الْأَصْلُ؛ وَلِهَذَا أَوَّلُ مَا بَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ؛ وَمَكَثَ بِمَكَّةَ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى هَاجَرَ وَصَارَ لَهُ أَعْوَانٌ عَلَى الْجِهَادِ.

وَأَعْدَاءُ الدِّينِ نَوْعَانِ: الْكُفَّارُ وَالمُنَافِقُونَ، وَقَدْ أَمَرَ الله نَبِيَّهُ بِجِهَادِ الطَّائِفَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}  فِي آيَتَيْنِ مِنْ الْقُرْآنِ.

فَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ مُنَافِقُونَ يَبْتَدِعُونَ بِدَعًا تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَيُلْبِسُونَهَا عَلَى النَّاسِ وَلَمْ تُبَيَّنْ لِلنَّاسِ: فَسَدَ أَمْرُ الْكِتَابِ وَبُدِّلَ الدِّينُ؛ كَمَا فَسَدَ دِينُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا بِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ التَّبْدِيلِ الَّذِي لَمْ يُنْكَرْ عَلَى أَهْلِهِ. وَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ لَيْسُوا مُنَافِقِينَ لَكِنَّهُمْ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ، قَدْ الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ حَتَّى ظَنُّوا قَوْلَهُمْ حَقًّا؛ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَصَارُوا دُعَاةً إلَى بِدَعِ المُنَافِقِينَ كَمَا قال تعالى: { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } ؛ فَلَا بُدَّ أَيْضاً مِنْ بَيَانِ حَالِ هَؤُلَاءِ؛ بَلْ الْفِتْنَةُ بِحَالِ هَؤُلَاءِ أَعْظَمُ فَإِنَّ فِيهِمْ إيمَانًا يُوجِبُ مُوَالَاتَهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا فِي بِدَعٍ مِنْ بِدَعِ المُنَافِقِينَ الَّتِي تُفْسِدُ الدِّينَ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّحْذِيرِ مِنْ تِلْكَ الْبِدَعِ وَإِنْ اقْتَضَى ذَلِكَ ذِكْرَهُمْ وَتَعْيِينَهُمْ؛ بَلْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَلَقَّوْا تِلْكَ الْبِدْعَةَ عَنْ مُنَافِقٍ؛ لَكِنْ قَالُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا هُدًى وَأَنَّهَا خَيْرٌ وَأَنَّهَا دِينٌ؛ وَلَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ بَيَانُ حَالِهَا.

وَلِهَذَا وَجَبَ بَيَانُ حَالِ مَنْ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الرَّأْيِ وَالْفُتْيَا وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ؛ وَإِنْ كَانَ المُخْطِئُ الْمُجْتَهِدُ مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ وَهُوَ مَأْجُورٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ. فَبَيَانُ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاجِبٌ؛ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُخَالَفَةٌ لِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ. وَمَنْ عُلِمَ مِنْهُ الِاجْتِهَادُ السَّائِغُ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرُ عَلَى وَجْهِ الذَّمِّ وَالتَّأْثِيمِ لَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَفَرَ لَهُ خَطَأَهُ؛ بَلْ يَجِبُ لِمَا فِيهِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى مُوَالَاتُهُ وَمَحَبَّتُهُ وَالْقِيَامُ بِمَا أَوْجَبَ اللهُ مِنْ حُقُوقِهِ: مِنْ ثَنَاءٍ وَدُعَاءٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ عُلِمَ مِنْهُ النِّفَاقُ كَمَا عُرِفَ نِفَاقُ جَمَاعَةٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مِثْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أبي وَذَوِيهِ وَكَمَا عَلِمَ المُسْلِمُونَ نِفَاقَ سَائِرِ الرَّافِضَةِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ وَأَمْثَالِهِ: مِثْلَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ؛ فَهَذَا يُذْكَرُ بِالنِّفَاقِ. وَإِنْ أَعْلَنَ بِالْبِدْعَةِ وَلَمْ يُعْلَمْ هَلْ كَانَ مُنَافِقًا أَوْ مُؤْمِنًا مُخْطِئًا ذُكِرَ بِمَا يُعْلَمُ مِنْهُ فَلَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْفُوَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ إلَّا قَاصِداً بِذَلِكَ وَجْهَ الله تَعَالَى وَأَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا وَأَنْ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله.

فَمَنْ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ بِمَا يَعْلَمُ خِلَافَهُ كَانَ آثِمًا. وَكَذَلِكَ الْقَاضِي وَالشَّاهِدُ وَالْمُفْتِي كَمَا قَالَ النَّبِيُّ  صلى الله عليه وسلم : ( الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِخِلَافِ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ). 

وَقَدْ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.

 وَ اللَّيُّ هُوَ الْكَذِبُ وَ الْإِعْرَاضُ كِتْمَانُ الْحَقِّ.

وَمِثْلُهُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: ( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا؛ وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ).

ثُمَّ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ بِعِلْمِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ حُسْنِ النِّيَّةِ فَلَوْ تَكَلَّمَ بِحَقِّ لَقَصَدَ الْعُلُوَّ فِي الْأَرْضِ أَوْ الْفَسَادَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَرِيَاءًوَإِنْ تَكَلَّمَ لِأَجْلِ الله تَعَالَى مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ كَانَ مِنْ المُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ الله مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءِ الرُّسُلِ.

وَلَيْسَ هَذَا الْبَابُ مُخَالِفًا لِقَوْلِهِ: ( الْغِيبَةُ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ) فَإِنَّ الْأَخَ هُوَ المُؤْمِنُ وَالْأَخُ المؤمِنُ إنْ كَانَ صَادِقًا فِي إيمَانِهِ لَمْ يَكْرَهْ مَا قُلْته مِنْ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يُحِبُّهُ الله وَرَسُولُهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ شَهَادَةٌ عَلَيْهِ وَعَلَى ذَوِيهِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِالْقِسْطِ وَيَكُونُ شَاهِدًا لله وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ أَوْ أَقْرَبَيْهِ وَمَتَى كَرِهَ هَذَا الْحَقَّ كَانَ نَاقِصًا فِي إيمَانِهِ يَنْقُصُ مِنْ أُخُوَّتِهِ بِقَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ إيمَانِهِ فَلَمْ يَعْتَبِرْ كَرَاهَتَهُ مِنْ الْجِهَةِ الَّتِي نَقَصَ مِنْهَا إيمَانُهُ؛ إذْ كَرَاهَتُهُ لِمَا لَا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ تُوجِبُ تَقْدِيمَ مَحَبَّةِ الله وَرَسُولِهِ كَمَا قال تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} ؛ ثُمَّ قَدْ يُقَالُ: هَذَا لَمْ يَدْخُلْ فِي حَدِيثِ الْغِيبَةِ لَفْظًا وَمَعْنًى، وَقَدْ يُقَالُ: دَخَلَ فِي ذَلِكَ الَّذِينَ خَصَّ مِنْهُ كَمَا يَخُصُّ الْعُمُومَ اللَّفْظِيَّ وَالْعُمُومَ المَعْنَوِيَّ وَسَوَاءٌ زَالَ الْحُكْمُ لِزَوَالِ سَبَبِهِ أَوْ لِوُجُودِ مَانِعِهِ فَالْحُكْمُ وَاحِدٌ.

وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ يُؤَوَّلُ إلَى اللَّفْظِ؛ إذْ الْعِلَّةُ قَدْ يَعْنِي بِهَا التَّامَّةَ وَقَدْ يَعْنِي بِهَا المقْتَضِيَةَ. وَالله أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. وَصَلَّى الله عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ".انتهى كلامه رحمه الله من [ مجموع الفتاوى( ٢٨ / ٢٣١ - ٢٣٦ ).

وماأورده كبار علماء الإسلام من نصوص الوحيين ومن درر مستنبطه من نورهما مبينة لفضل الرد على المخالف يتبين أن [ الرد على المخالف ] جهاد عظيم لذا حرصت  في ما اكتبه التقرب إلى الله سبحانه وتعالى في بيان حال من زل عن جادة معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح بعلم وعدل وانصاف وصدق مبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة ؛ وأرى ان هذا العمل ديانة وقربة وقد دل على عظيم فضله وجزيل أجره  الكتاب والسنة وعلى هذا الأمر إجماع كبار علماء الإسلام اذ هو من الجهاد في سبيل الله بل هو الجهاد الاكبر مصداقا لقوله تعالى:{وجاهدهم به جهادا كبيرا} وهو جهاد الخاصة 

وذلك لأن مؤداه ومقتضاه وثمرته أن لا ينسب إلى الإسلام ماليس منه وابعادا عن دين الله من تشويه من جعل نفسه متصدرا للفتيا وهو ليس من أهلها ف:( إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا )[ رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما ].

إن في الرد على المخالف بيان الطريق المستقيم وايضاحه والحض والحث على سلوكه وأتباعه والأخذ به ومعرفة أهله وأصحابه  وفي الرد على المخالف إيضاح الطريق الخطأ مصداقا لقول الله تعالى وتقدس : {ولتستبين سبيل المجرمين} ومعرفة أهله وذويه والتحذير منهم .

كما أن فيه حماية للنشء من شبهات أهل الأهواء والبدع  والشبه وفيه ابراء للذمة ونصحا للأمة ممن رأى تكفيرها واستحلال دمائها وخرج على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بلسانه وسنانه؛ وهيج الحمقى الرعاع وحرض الامعات من أفراد حزبه الضال على ولاة أمرهم وفي هذا شقاء الدارين لمخالفته سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ففيها سعادة الدارين .

وأهل الأهواء والبدع والفرق الضالة ملل شتى وبدع متنوعة وافكار متضاربة 

يقول الله تعالى وتقدس ذاما الفرقة وتعدد الفرق  ومحذرا منها :

 {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }.

وقال تعالى  : { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }.

وقال تعالى : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

وقال تعالى : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

{ وان هذه أمْتكم أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.

وقال تعالى:

{شرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ }.

وقال تعالى:

{ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .

وقال تعالى وتقدس:

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون }.

وفي السنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ).

 رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه الترمذي رحمه الله في سننه  وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي حديث رقم  ( ٢١٦٧ ).

وفي الحديث الآخر يقول  الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( فإن الشيطان مع الواحد وهو من الا ثنين أبعد )رواه إمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله ؛ اخرجه الترمذي رحمه الله في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي حديث رقم  (٢١٦٥ ).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، ويَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ: أنْ تَعْبُدُوهُ، ولا تُشْرِكُوا به شيئًا، وأَنْ تَعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا، ويَكْرَهُ لَكُمْ: قيلَ وقالَ، وكَثْرَةَ السُّؤالِ، وإضاعَةِ المالِ ) رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه  ؛ أخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه.

و عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية ).رواه البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما .

فالايات والأحاديث تحرم التفرق وتمنع تعدد الأحزاب 

وأما :( إختلاف أمتي رحمه ) 

فقد ضعفها أهل الحديث منهم  الإمام الألباني رحمه الله حيث قال في صفة الصلاة ( ٥٨ )   :" باطل لا أصل له ".

وفي السلسلة الضعيفة ( ٥٧ ):" لا أصل له ".

وفي ضعيف الجامع ( ٢٣٠ )  :" موضوع ".

فهو مع ضعفه ووضعه  يخالف نصوص الوحيين  و يسبب الجفوة ويؤيد كثرة الخلاف وتزايد الفرقة والتحزب بين المجتمع المسلم الواحد و فهم الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق هدي سلفنا الصالح وهم ( الجماعة ) و ( مااناعليه واصحابي )

كما في الحديث الذي رواه مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ : أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ : ( أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ )

وفي رواية : ( قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) رواه الترمذي وابوداود والحاكم رحمهم الله وصححه جمع كبير من أهل العلم ؛ ف( الجماعة ) و ( ماانا عليه وأصحابي ) لفظهما [ متباين ] ومعناهما [ مترادف ] 

فدلت هذه الأحاديث بمعناها على وجوب الرجوع إلى هدي السلف الصالح وفهمهم فهو النجاة بعد فضل الله ورحمته وهو الذي يبعد عن التحزب والافتراق والاختلاف

 ووجه ذكر هذه الإدلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ إن مخالفة هدي السلف الصالح والبعد عن فهمهم أدى إلى مخالفة الكتاب والسنة ومشاققة المؤمنين في إجماعهم مما أدى إلى قيام جماعات متضادة كل فرقة لها فكر منحرف تكفر الفرقة الأخرى وتلعنها  وتكفرها وتستحل دماء الفرقة الأخرى وترى الخروج على ولاة الامر .

 كفى الله المسلمين شرهم ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه وأملاه الفقير إلى عفو  : غازي بن عوض العرماني.

الخميس، 16 فبراير 2023

بسم الله الرحمن الرحيم



ارسل الي احد المشايخ الفضلاء ممن أكن لهم المحبة لعلمي بوافر علمه وحسن خلقه وطيب معدنه هذه الرسالة ونصها :

" قال الله تعالى : { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ } واعلم أن هذه الآية دلت على أن كل من وسع على عباد الله أبواب الخير والراحة ، وسع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة ، ولا ينبغي للعاقل أن يقيد الآية بالتفسح في المجلس ، بل المراد منه إيصال الخير إلى المسلم ، وإدخال السرور في قلبه [ من تفسير الرازي لهذه الآية ] " انتهى كلامه. 

فأحببت تنبيه هذا الشيخ برسالة فقلت له :"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

كيف حال الشيخ ؟

الآية دلت بمنطوقها على ادب التفسح في المجالس وهذا كلام الله سبحانه وتعالى وليس [ للرازي ] أن يأت براي من عنده يخالف كلام الله سبحانه وتعالى 

وأما مجالات الخير والتي منها إيصال الخير إلى المسلم وادخال السرور في قلبه فهي واسعة وقد بينها الله سبحانه وتعالى في آيات اخرى وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة في سنته صلى الله عليه وسلم " .

فأتحفنا هذا الشيخ بفائدة علمية حيث قال :"لم ينف دلالة الآية ولكنه نظر إلى الحكمة من الحكم فوسع القول فيه ، أرأيت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه " هذه علة الحكم ، فيؤخذ منه أن كل مايحزن المسلم يجب الابتعاد عنه ، وليس في ذلك إبطال لمنطوق الحديث ، وفقكم الله وزادنا وإياكم هدى وتوفيقا " .

انتهى كلامه .

فقلت له :

" آمين "

ثم :" لا شك أن الحكمة من افساح المكان في جزء من المجلس أثناء ازدحامه يشكر عليه من قام بالافساح وفيه توسيع على المسلمين وادخال السرور على قلوبهم وفي قول فضيلتكم مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( لا يتناجى اثنان دون الثالث فإنه يحزنه).الحكمة واضحة إذ في النهي منع من احزان المسلم لكن الاشكال الذي جرى لإخيك هو في قول الرازي رحمه الله :" ولا ينبغي للعاقل أن يقيد الآية بالتفسح في المجلس ..." إنتهى كلامه...فهو يتحدث عن نص الآية الظاهر وحكمها البين وليس هنا كما هو ظاهر ذكرا للعلة أو الحكمة ولو قال الناس بهذا القول لا أفسد التأويل تحت جنح العلة والحكمة كثيرا من ظاهر نصوص الوحيين .

والرازي ليس من أهل الحديث بل صاحب التفسير مفاتيح الغيب من كبار الاشاعرة ومنظريهم وعندهم تأويل ظاهر النصوص والحكمة والعلة ويعنون بها إن الله عز وجل لا يفعل الفعل لحكمة، وإنما يفعله لمحض المشيئة والإرادة .

وله كلام في التعطيل الجهمي ورد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في نقض التاسيس وله كلام في السحر والشعوذة وقد رجع عن قوله هذا وتاب ورجع إلى منهج السلف الصالح وممن شهد له بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والذهبي رحمهم الله وهو صاحب القول المشهور الذي نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى وفيه يقول :

" لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ، ولا تروي غليلاً ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، أقرأ في الإثبات : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } وأقرأ في النفي : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } ( {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } . ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " .

 وتفسير الرازي لا ينصح به لعامة الناس ".

فتنبه هذا الشيخ إلى ما قلت .

الأربعاء، 15 فبراير 2023

《 الحذر من بعض الالفاظ الحادثة والتي يحتمل لفظها معنى حق ومعنى باطل 》



بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فمن الالفاظ الحادثة التي 

يجب عند رؤيتها أمور منها :

               ( أولا )

 الحذر منها لباطنيتها وغموضها 

و...

            ( ثانيا )

الاستفصال عن معناها فإن كان معناها حقا قبل وإن كان باطلا رد والواجب بيان الشرع بألفاظه العربية الواضحة الواردة في الكتاب العزيز والسنة النبوية وما أتى في لغة العرب .

فمن هذه الالفاظ أو المصطلحات الحادثة قولهم :" نجمع بين الأصالة والمعاصرة ".

فإن كان المعنى : 

الاستعانة بالأجهزة الحديثة والتقنية وفق ضوابط الشرع بحيث ينشر الاسلام 

بضوء الكتاب العزيز والسنة النبوية وفق معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهذا المعنى صحيح .

وأما أن أراد:

أن يكون سلفي العقيدة عصري المنهج أو المواجهة كما تقوله جماعة الإخوان الخوارج فهذا معنى باطل إذ يدخلون في هذه العصرية الزائفة [ جواز المظاهرات والاضرابات والاعتصامات والانقلابات العسكرية والتنظيمات السرية وتكفير المسلمين واباحة الخروج على ولاة الامر وتعدد الجماعات وحرية الاراء ....الخ من مفاسد عظيمة ] وطريقتهم هذه معناه عدم الإيمان بما جاء في الكتاب والسنة وعدم رضاهم عن نهج السلف الصالح. 

فإنتبهوا لهذا الالفاظ الحادثة والمصطلحات النازلة فيدخل يقينا في ضمنها الشر . 

ولهم سلف طالح في ذلك

فقد تأثر بعض العلماء فكيف بغيرهم من العوام في طريقتهم 

فدخلت بعض مصطلحاتهم المنحرفة في عبارات لعلماء اجلاء فعبارة : "وتعالى عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات كسائر المبتدعات " المذكورة في متن العقيدة الطحاويه للعلامة الطحاوي رحمه الله اذ لا شك بأنها تتضمن 

تعطيل لصفات الله سبحانه وتعالى الثابتة له في الكتاب والسنة وهي صفات الله الحسنى اللائقة بكماله سبحانه ، مثل الوجه واليدين والعينين وهؤلاء المعطلة الجهمية يسمونها جوارح وأعضاء ، ويزعمون انهم وينزهون الله عنها . وهم قد ردوا خبر الكتاب والسنة :{بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ } لجهلهم والا فالحق واضح أتى بيانه وايضاحه في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه ؛ ومثل ذلك محاولتهم إنكار علو الله سبحانه فوق خلقه ، واستوائه على عرشه في سمائه ، فيسمون " جهة ، ومكانا " ثم يزعمون أنهم ينزهون الله تعالى عنها ومثل ذلك عبارة " خالق بلاحاجة " والتي ذكرت كذلك في المتن السابق فهي

عبارة مجملة يستفصل عن معناها فإن أراد بها معنى حق قبل ؛ وإن أراد بها معنى باطلا ردّ ولم يقبل منه.

ومذهب الكلابية وهم من يطلقون على أنفسهم الاشاعرة وهو مذهب جهمي معطل محدث مبتدع مخالف لدين الإسلام الصحيح والذي دل عليه الكتاب والسنة وهدي سلف الامة ينفون عن الله الحكمة، لكن لايصرحون بهذا بل يعبرون ب:"أن الله منزه عن الحاجات والأغراض " ومرادهم نفي الحكمة والتعليل، ويعرفون ب:"نفاة الاسباب والحكمة" والحكمة عندهم : الارادة والمشيئة ؛ ولهذا يصرح بعض الأشاعرة الجبرية في شرحه لهذه العبارة بأن الله :"خلق الخلق ليس لحكمة ولا لعلة إنما محض المشيئة" .تعالى ربنا وتقدس فله الحكمة البالغة. 

فعلى طالب العلم الحذر من الالفاظ الحادثة المجملة التي تحتمل حقا وباطلا.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

........

كتبه: غازي بن عوض العرماني.

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

《 الفرق بين الرحمة التي هي صفة ذاتيه لله سبحانه وتعالى والرحمة التي هي خلق من خلق الله سبحانه وتعالى 》



 


      بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 


فقد أتاني هذا السؤال ونصه : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم شيخنا الحبيب أعزكم الله

أحسن الله إليكم شيخنا

 إننا نعلم أن صفات الله ليست مخلوقة و لكن جاء  في الحديث: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة..)  

و سؤال: ما الفرق بين الرحمة المخلوقة والرحمة التي هي صفة الله 

و جزاكم الله خيرا ".

فكان جوابنا  لهذا السؤال - والذي تم بفضل لله ورحمته وكرمه وجوده واحسانه وتوفيقه - ما يلي :

أقول : آمين ولكم بمثل ؛ثم أقول : إن من قواعد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ان أسماء الله وصفاته توقيفية أي تؤخذ من خبر الله سبحانه وتعالى في كلامه المنزل القرآن الكريم ومن كلام الرسول وسنته صلى الله عليه وسلم فلا إجتهاد ولا إعمال للرأي والقياس أو الإتيان بها بالحجج العقلية لأن هذا الأسماء والصفات أمور غيبية لا مدخل للعقل فيها فهي فوق طاقة البشر ويعجزون عن معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الا بخبر الوحي من كلام سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومصداق ما ذكرناه ما ثبت في السنة من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وفيه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك ) .

 أخرجه أحمد  ( ٣٧١٢) وإبن حبان ( ٩٧٢) و الطبراني ( ١٠٣٥٢) .

وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ١٩٩ ) .

فتبين من هذا الحديث أن أسماء الله الحسنى وصفاته العلى منها :

١-

( سميت به نفسك ) : أي  ذكر الله هذا الاسم في كلامه سبحانه و تعالى المنزل غير المخلوق وهو القرآن الكريم. 

٢-

( أو علمته أحدا من خلقك ) أي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم بإخبار الله سبحانه وتعالى وحيا لرسوله صلى الله عليه وسلم. 

٣-

( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .

فلم يرد في الكتاب أو السنة بل هو من أمور الغيب التي استأثر الله بعلمها .

فتبين أن لا اجتهاد ولارأي ولا اعمال فكر ولا حجج عقلية يستفاد منها أو يؤخذ عنها اسم أو صفة لله تعالى وتقدس بل سبيل ذلك الوحي المنزل وما عدى ذلك فباطل لا يقره شرع صحيح ولا يقبله عقل سليم صريح. 

ولذا فتقسيم علماء الاسلام صفة الرحمة الى هاتين الصفتين جرى تقريره وفهمه ونشره بناء على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فعلى طلاب العلم الرجوع إلى كلام الله سبحانه و تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى ما كتبه وقرره كبار شيوخ الاسلام وأئمة السنة وأعلام الهدى و علماء السلف [ نذكرهم على سبيل التمثيل لا الحصر ] : عبدالله بن المبارك ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل والاوزاعي وسفيان الثوري وإبن تيميه ومحمد بن عبدالوهاب و الألباني وابن باز والجامي والعثيمين ومقبل والنجمي   وربيع وغيرهم كثير 

رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم بعلمهم...فعنهم ننقل ومنهم نستفيد .

وهاتان الصفتان هما : 


                    (  أولا  ) 

صفة الرحمة الذاتية المختصة بالله سبحانه وتعالى من إدلتها قول الله تعالى وتقدس: { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم } 

{ الرحمن على العرش استوى} { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}{  إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }

إلى غير ذلك من الآيات التي أثبتت صفة الرحمة الذاتية لله تعالى وتقدس. وهذه الصفة ليست مخلوقة، وصف له، مثل: العلم والقدرة والحكمة، بل هذه أسماء لله و أوصاف ذاتية مثل  الرحمن الرحيم . 

     

                (  ثانيا  )  


وأما الرحمة المخلوقة التي

خلقها جل وعلا، وجعلها من عموم مخلوقاته يرحم بها عباده، أنزل منها رحمة واحدة، منها ما حصل لهم من التعاطف والتراحم والتعاون وما حصل من المآكل والمشارب والمساكن والهواء والماء، كل هذا من رحمته سبحانه وتعالى  فهذه مخلوقة، وهي من آثار رحمته التي هي وصفه عز وجل و الرحمة المخلوقة من صفة الفعل كالخلق.

 ودليلها ما ثبت في الصحيحين  من حديث الصحابي الجليل  أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعًا وتسعين رحمةً، وأرسل في خلقه كلهم رحمةً واحدةً، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة، لم ييئَس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمَن من النار) هذه رواية البخاري رحمه الله في صحيحه( ٦٤٦٩) 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم رحمه الله حديث رقم  ( ٢٧٢٥)  :  ( إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )




            ( فائدة علمية : ضابط التفريق بين هاتين الصفتين ) 


قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" ما كان بالاختيار والمشيئة فهذه وصف فعل، وما كان لا يتعلق بالمشيئة فهذا يقال له وصف الذات، وصف ذاتي، فالرحمة المخلوقة نشأت عن المشيئة، فالوصف الذاتي الذي هو قائم به سبحانه وصف ذاتي كالعلم ولا يتعلق بالمشيئة كالعلم والقدرة والوجه واليد وأشباه ذلك مما هي أوصاف ذاتية ملازمة " [ انتهى كلامه رحمه الله من موقعه الرسمي  ] 

وفي مجموع فتاوى الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ( ٨ / ٤٣٠ )  يقول رحمه الله  : "  أنزل رحمة من رحمتك : الرحمة نوعان:

١ - رحمة هي صفة الله؛ فهذه غير مخلوقة وغير بائنة من الله عز وجل، مثل قوله تعالى: { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ }، ولا يطلب نزولها.

٢ - ورحمة مخلوقة، لكنها أثر من آثار رحمة الله؛ فأطلق عليها الرحمة؛ مثل قوله تعالى في الحديث القدسي عن الجنة: ( أنت رحمتي أرحم بك من أشاء )  " انتهى كلامه رحمه الله .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 

----------------------------------------

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني 

الخميس، 2 فبراير 2023

《من هو المدعو مصلح العلياني؟وماهو مذهبه العقدي ؟ وبيان مخالفته للسنة في طريقة تعامله مع ولاة الأمر ؛ وإيضاح الطريقة الشرعية المبنية على نصوص الوحيين والمتبع فيها هدي السلف الصالح في كيفية التعامل مع ولاة الأمر ، وفي كيفية إنكار المنكر علانية》




 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد:

فقد طلب  أحد الإخوة طلاب العلم الإستماع إلى مقطع فيديو يتحدث فيه المدعو مصلح العلياني عن إنكاره لمنكر حدث في مدينة من مدن المملكة العربية السعودية  ويستدل   لصحة قوله بشبه اوردها منها   :ب " أن كلامه في إنكار المنكر علانية هو رأي كبار علماء الأمة وطريقتهم وسيأت إيضاح كذبه عليهم "

وقبل الشروع في تفنيد شبهاته :

أذكّر أهل الإسلام :

بأن الإستماع او مشاهدة هؤلاء الخوارج محرمة شرعا بل أتفق كبار علماء الإسلام على تحريمها إلا لمن أراد الرد عليهم وتفنيد شبهاتهم و بيان فساد مذهبهم نصحا للأمة وإبراء للذمة  ولئلا يتبع هذا الضال في ضلاله ولئلا يعتقد العامة صحة مقاله جرى منا إعداد هذه الرسالة إجابة لطلب الأخ السائل و{ لتستبين سبيل المجرمين }

فأقول وبالله التوفيق:

جرى تفريغ كلام هذا المتحدث المشبوه كتابة ثم متابعة كلامه 

اثناء حديثه في مقطع الفيديو الخاص فيه فتبين لنا ضلاله وابتعاده عن هدي السلف الصالح وبعده عن فقه الكتاب العزيز والسنة النبوية وانحرافه عن معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وتبين لنا من خلال ما تفوه به من الفواقر التالية وقد وضعناها بصورة وقفات في  الرد عليه و بيان زيفه وفضح قوله  وكشف فسادطريقة إنكاره   :

[[   الوقفة الأولى :  معرفة  المتحدث عن كثب وبيان توجهه الاعتقادي المخالف للشرع المطهر ]] .

المتحدث هو مصلح العلياني  و:" هو مفتي جبهة النصرة، وأسمه الحركي [  أبو خالد الجزراوي ] ؛ يعتبر على قائمة  المطلوبين أمنيا في المملكة العربية السعودية ويعتبر من المؤيدين لتنظيم مليشيا داعش الدموي  ثم اخيرا  انتظم في تنظيم الخوارج الآخر وهو تنظيم القاعدة التكفيري الخارجي ؛ وهو عضو في الجماعة الثالثة الضالة الأخرى جماعة النصرة  ولازال فيه حتى كتابة هذه الرسالة حسب علمنا ،  وهو عضو فعال في وسائل أعلام لها عداء لدولتنا المباركة المملكة العربية السعودية ومضادة هذه الوسائل الاعلامية لدين الإسلام وأهله ونشرت هذه الجهات الاعلامية المنحرفة فكريا مقاطع الفيديو  المحرضة على ولاة أمره  فمرة نشرته وقد لبس ملابس الإحرام - واعظا مذكرا مهيجا محرضا -   وهو لم يدخل المملكة العربية السعودية بعد هروبه وفي هذا المقطع الأخير  يشاهد و خلفه علم المملكة العربية السعودية الاخضر مرفرفا متضمنا كلمة التوحيد في خدعة إعلامية جديدة رخيصة مبتذلة مفادها  بأنه لاخلاف له مع دولة المملكة العربية السعودية بل يظهر  محبتها  فها هو يتحدث خلف رايتها ؛ بشفقة ونصح موجها كلامه لعامة المسلمين وهو  قد لبس صوف الضأن على قلوب الذئاب في أسلوب إخواني خارجي يريد تهييج العوام والغوغاء على ولاة أمرهم. 


[[  الوقفة الثانية : جهل هذا المتحدث بالعلم الشرعي ]]


 هذا الذي يظهر نفسه بأنه من الناصحين أمام الملأ هو من الخوارج وكما ذكرنا سابقا بأنه من المطلوبين  أمنيا وقد جمع بين تحليل الحرام وتحريم الحلال  وهذا من القول على الله بلا علم وهو قرين الشرك في التحريم مع محاولة هدم أصول الدين وتقويض معالم الشرع وإستحلال دماء المسلمين بفتاواه المضللة

وثبت  في السنة بما أخرجه الإمام مسلم  رحمه الله في صحيحه ( ١٩٧٨)  من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا : ( لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ ) ومعنى : ( من آوى محدثا ) 

يروى بكسر الدال وفتحها ، فمعنى الكسر : من نصر جانيا أو آواه وأجاره من خصمه ، وحال بينه وبين أن يقتص منه . والفتح : هو الأمر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الإيواء فيه الرضا به والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه .

وبسط ذلك متاحا في شروح أئمة السنة لهذا الحديث .

وهذا الضال المدعو مصلح العلياني جمع بين الشرين ، فتنبه ؛ فالحذر من قبول بدعته أو الترويج لها فهذا نوع إيواء له . 


[[  الوقفة الثالثة : الخلاف مع هذا الخارجي في أصول الدين ]].

 ماذكره هذا الضال  من معاصي وذنوب فهي عظيمة لاشك ؛ لكنها ليست من أصول الإسلام وليست من القول على الله بلا علم كحاله وليس فيها تكفير المسلمين واستحلال دمائهم وهي بعض  الأخطاء التي تلوث بها المفسد مصلح العلياني  .



 [[  الوقفة الرابعة : طريقة مفسد العلياني فيها اهلاك للناس ]] .


 بطريقة إنكاره المخالفة للإسلام يدخل ضمنا في معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم 

: ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم) رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه واخرجه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه. و( اهلكهم) يروى  أهلكُهم بضم الكاف ، ويروى: فهو أهلكَم بفتحها , والمعنى أنه هو الذي أهلكم لم يهلكوا.

وأما الرواية فهو أهلكُهم أي فهو أشدهم هلاكا، والمسلمون لا يهلكون بل لا تزال فيهم طائفة على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله، كما قال النبي ﷺ: ( لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله) ، وفي لفظ آخر: ( من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله)  وفي لفظ آخر: ( لا يزال أمر هذه الأمة قائماً حتى يأتي أمر الله ).وهذه الأحاديث في الصحيح والسنن والمقصود بإيرادها أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، بل لا يزال فيها طائفة على الحق وعلى الهدى لا يهلكون جميعاً .



[[ الوقفة الخامسة : كيفية النصيحة الشرعية لمن ولاه الله أمر المسلمين ]] .


‎الطريقة الشرعية  الصحيحة  المتبعةعند السلف الصالح تكون بالنصيحة فيما بين أهل العلم  وبين السلطان او من ينيبه ، والكتابة إليه سرا ، أو الإتصال  بالعلماء الذين يتصلون به حتى   يوجه إلى الخير.

ويتبع هذا ....


[[ الوقفة السادسة :  بيان النصيحة الشرعية الصحيحة]]


ومن الطرق الشرعية كذلك المتبع فيها سلفنا الصالح ؛ ان إنكار المنكر يكون بدون ذكر الفاعل  فينكر الزنا  بالإدلة وينكر كذلك  الخمر بالإدلة  وينكركذلك الربا بالإدلة من دون ذكر من فعله من حاكم أو محكوم فذلك هو الواجب وهذه الطريقة السلفية المتبعة عند أهل العلم ؛ لعموم الأدلة.

وبهذا يتبين لك كذب المدعو مصلح العلياني على كبار علماءالإسلام مثل إبن تيميه وإبن باز وإبن عثيمين رحمهم الله تعالى .



[[ الوقغة السابعة : عظيم خطر القول بإشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم مع سلامته منها ]] 


 تعميم إفشاءالمنكر واشاعة نشره بين  المسلمين وإتهامهم كلهم أو جلهم بفعلها  فكأنهم هم من فعلوا هذا المنكر  أوشاركوا فيه وكأن هذا الخارجي هو المنقذ  لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ويزعم أنه هو المنكر الوحيد لهذه المنكرات فطريقته هذه  باب من أبواب إشاعة الشر والفاحشة بين المسلمين والله تعالى يقول : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.



[[ الوقفة الثامنة : أهمية الفقه في الدين عند إرادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ]] 


يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من يردالله به خيرا يفقه في الدين ) وهو في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبادة شرعية وقف على أدلة الوحيين في طريقة أدائها وتنفيذها وفيها يستبعد الجهل والحمق والرعونة ؛ فالعلم الشرعي بالأدلة بأن هذا العمل منكر أو معروف والإلمام بفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  ومراعاة درجات إنكار المنكر وترتيب المصالح والمفاسد وبالحكمة كما  قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في السياسة الشرعية : " لابد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من علم قبله وحلم في اثنائه وصبر في آخره ". 

ومن الفقه كذلك :

متى يأمر ؟

وكيف يأمر ؟

وبما يامر به ؟

 وماهي الصيغة المناسبة  التي يأمر فيها ؟

فكل هذه الأمور من علم وإختصاص مشايخ السنة ومن فقههم وكل هذه الأمور معدومة عند المدعو مفسد  العلياني ومذهبه الإخواني  الخارجي .



[[ الوقفة  التاسعة : ادلة الكتاب العزيز والسنةالنبوية تبين كيفية النصيحة الشرعية لولاة الأمر ]]


ان الطريقة الصحيحة المبنية على إدلة الكتاب والسنة وماعليه هدي سلف في كيفية نصح ولاة الأمر من ملك أو أمير أو ريس أو وزير والتي ذكرها الإمام إبن باز رحمه الله  :"وهذا سؤال وجوابه  وجه للامام ابن باز رحمه الله هذا نص السؤال والجواب :

" س: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟

ج: ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الرباض من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان : قال بعض الناس لأسامة بن زيد : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان  وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ).

نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر، إنه سميع مجيب.وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه".إنتهى كلامه رحمه الله[ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( ٨ / ٢١٠ )].


[[ الوقفة العاشرة : من زيادة إفلاس المدعو مصلح العلياني من الفقه والعلم وذلك بإنكاره على كبار العلماء ]]


إنكار هذا المشبوه على كبار العلماء ومحاولة ضعيفة منه بإستنقاصهم وذلك بوصفهم بانهم " أهل المناصب الشرعية ". وفي كلامه هذا قلة ادب وجهل بالاحكام وانعدام العلم والأخلاق وما ادراه لعلهم أنكروا المنكر - إن وجد هذا المنكر  -  لكن بينهم وبين ولي الأمر وهذا وفق السنة ومماثل  لمافعله كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم مع الخلفاء مع سلامة طريقتهم   من التهييج الإخواني  والإنفعالات غير المضبوطة بضابط الشرع وأما من  تلون وأظهر بخلاف مايبطن من كبار مذهبه الإخواني الخارجي فهؤلاء لايمثلون إلا أنفسهم ويمثلون مذهبهم الإخواني الخارجي وهم معروفون عند عامة المسلمين .


 [[ الوقفة الحادية عشر : افساده في الأرض ويزعم الإصلاح وهو بعيد عن العلم والإصلاح ]]


حيث قال فض الله فاه في آخر مقطع الفيديو : 

 " اقول لهم الناس امانة في اعناقكم تذكروا قول الله تعالى { واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنًا قليلا فبئس ما يشترون} .

فالجواب عن هذه الشبهة نقول والله المستعان : طريقة الإخوانية هي طريقة الخوارج لهذا يسميهم العلماء :"خوارج العصر ". فهم يطبقون الآيات التي نزلت في الكفار  وينزلون احكامها على خاصة المسلمين وعامتهم المسلمين - حكاما ومحكومين - وعند الرجوع الى تفسير هذه الاية كما في تفسير إبن كثير رحمه الله لهذه الآية نجد أن تفسيرها هو ان :" هذا توبيخ من الله وتهديد لأهل الكتاب ، الذين أخذ عليهم العهد على ألسنة الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأن ينوهوا بذكره في الناس ليكونوا على أهبة من أمره ، فإذا أرسله الله تابعوه ، فكتموا ذلك وتعوضوا عما وعدوا عليه من الخير في الدنيا والآخرة بالدون الطفيف ، والحظ الدنيوي السخيف ، فبئست الصفقة صفقتهم ، وبئست البيعة بيعتهم .وفي هذا تحذير للعلماء أن يسلكوا مسلكهم فيصيبهم ما أصابهم ، ويسلك بهم مسلكهم ، فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع ، الدال على العمل الصالح ، ولا يكتموا منه شيئا ، فقد ورد في الحديث المروي من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار) ]"

أخرجه أبو داود  واللفظ له، والترمذي ، وابن ماجه  وأحمد 

وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود رحمه الله ( ٣٦٥٨ ). 

أخيرا :

إن الذود عن الإسلام وأهله - من علماء وحكام - ضد صائل الخوارج الإخوانية وظلمهم وكشف زيغهم وتفنيد شبههم  من الجهاد في سبيل الله بل هو من أكبر الجهاد وأعظمه لقوله تعالى{ وجاهدهم به جهادا كبيرا } وهو جهاد الخاصة من أهل العلم . فنسأل الله أن يجعل ماقمنا فيه من كتابة ورد على باطل وضلال هذا المجرم خالصا صوابا متقبلا ونسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يكفي  المسلمين - علماء وعامة وحكاما - شره وشر مذهبه الإخواني الخارجي . والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني