بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة لهذا السؤال نقول وبالله التوفيق :
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد ثبت عن مجموعة كبيرة من ائمة السنة وشيوخ الإسلام وصف جماعة الإخوان الخوارج بأوصاف تخرجهم عن جماعة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ثبت ذلك عنهم مرارا وتكرارا باخبار متواترة وأستفاض النقل عنهم وثبت ذلك في أقوالهم في صوتياتهم المسجلة في اشرطتهم والمدونة في كتبهم منهم الإمام الألباني رحمه الله حيث قال (ليس صوابًا أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السُنة، لأنهم يحاربون السُنة) "وفي موضع آخر وصفهم بأنهم ( خوارج عصرية )
وهكذا أتى وصف الإمام إبن باز رحمه الله لهم حيث عدهم من الفرق الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة وهكذا اتى الوصف من العثيمين وربيع ومقبل وغيرهم كثير من مشايخ الإسلام رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلمهم .
فما سبب وصف هؤلاء الأئمة لهذه الفرقة الضالة بهذه الأوصاف السيئة المخرجة لهم عن ( الإسلام الصحيح ) وهو معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح
فإجابة لهذا السؤال المهم ؛ نقول : لعل هؤلاء الأئمة أدركوا الأمور المهلكة التالية وذلك عند التمعن في أفعال هذه الفرقة وأقوالها واوصافها ومعتقداتها
منها :
《 اولا 》 :
الإعتقاد الخاطئ تجاه نصوص الوحيين إذهي من مصادر الإستدلال المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح فهذه الفرقة الضالة - أفرادها ورموزها - يرون
عدم الإهتمام بنصوص الوحي - كتابا وسنة - إلا ما أتى موافقا لأهوائهم أو إذا أرادوا التمسح فيه خدمة لتحقيق أهداف حزبهم المشبوه ففي هذه الحاجة الملحة "يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ " إذا أتى ظاهر ألفاظ نصوص الوحي مؤيدة لهم ..أو يضعون النصوص في غير مواضعها
وقد يؤمنون ظاهرا بألفاظ القرآن الكريم ويردون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بزعمهم الباطل مخالفتها للقرآن حسب تفكيرهم المنحرف ..فلايرفعون رأسا بالسنة ولاتعظيمها وقد يردونها إذا خالفت مذهبهم أو وقفت محاربة لحزبهم ويؤيدون التوجهات الباطله لنقد السنة - رواية ودراية -وذلك أن السنة تقف حجر عثرة في تحقيق أهداف مذهبهم الفاسد فليس أمامهم إلا إثارة الشبه حول السنة ورواتها ( وقد ظهر زنديق يمنع السنة والعمل فيها ويكذبها وقد يسر الله الرد عليه برسالة مستقلة من طلبها يجدها ضمن الموقع الرسمي لنا ) ومن ذلك ( تهوين المدعو وسيم يوسف لصحيح البخاري رحمه الله وهذا مظهر واضح لإستخفاف القوم بالسنة النبوية )
فمذهب هؤلاء في الأدلة الشرعية الثابتة - التي يعتقدها ويدينون الله فيها أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح - من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة للإخوانية الخوارج فيها اعتقاد مخالف لمعتقد أهل الإسلام الصحيح [وهو معتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح] وتوجههم الفكري هذا هو عين توجه الخوارج السابقين
علما بأن نفس الشبه التي أوردها الخوارج السابقون يقوم الخوارج المعاصرون وهو مايعرف الآن ب" فرقة الإخوانية"
بنشرها وإثارتها بين الشباب الجاهل ومن قرأ كتبهم و رسائلهم ونظر في توجهاتهم الفكرية و أطلع على التحقيقات الرسمية التي تجريها الدول أثناء تحقيقها مع أفرادها يجد الشبه بين الأصل والفرع بل هما أصل واحد مع تطابق في الرؤى والتوجهات وهذا مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( كلما ظهر منهم جيل قطع حتى يظهر الدجال في أعراضهم )
أي أنهم يظهرون في كل جيل ثم تخبو نار فتنتهم وتستأصل شأفتهم ويقضى عليهم أما بتفنيد شبههم وفضح أفكارهم وبيان فسادها أمام الملأ فيبتعدون عنهم ويتركونهم ويهجرونهم ..وأما عسكريا بإجتثاثهم وقطع دابرهم وكف شرهم عن المسلمين
يتبع هذاالأمر .
《 ثانيا 》 :
إختلاف فقههم وفهمهم عن فهم السلف الصالح لدين الإسلام ونصوصه- كتابا وسنة - ومحاربتهم لنهج السلف الصالح لفهم نصوص الوحي
فإذا رأوا ثبوت قطعية نصوص الوحي لفظا ومعنى وسندا
خالفت معتقدهم وأنها لاتخدم مايهوونه رأيت لهم طريقة عجيبة في" لي أعناق النصوص "
وإيجاد فهم مخالف لفهم السلف الصالح لنصوص الوحي
ونذكر مثالا واحدا - وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر فالأمثلة كثيرة ليس هذا الموضع محلا لبسطها - فقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) يجعلونه كفرا واحدا ..
وأما ما ورد عن السلف الصالح في من تفسير لهذه الآية فلايرفعون به رأسا انظر تفسير حبر الأمة إبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حيث قال في الصحيح الثابت عنه في تفسيره لهذه الآية أنه ( كفرا دون كفر)
فخالفوا في مصدر الإستدلال ثم خالفوا في كيفية الإستدلال لفهم الوحي ..( فخالفوا في التنزيل ثم في التأويل ) فماأعظم شرهم ؛ كفى الله المسلمين شرهم.
《 ثالثا 》 :
هدمهم لأصول الإسلام ومبانيه العظام المبنية على أدلة الكتاب والسنة ثم الإجماع وهذا الهدم للأصول أخذ صور شتى منها :
{ أ }
في رد هذا الأصول وعدم العمل بها وإيراد الشبه حول صحتها وإضعافها أمام الجهلة وأنصاف المتعلمين مثل :
( أصل الرد على المخالف )
و
( التهاون مع أهل البدع المكفرة وتقديمهم بل وتقديسهم )
و
( الطعن والثلب في أئمة السنة وشيوخ الإسلام وولاة أمرهم من علماء وحكام )
و
( التهوين من شأن دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وإيراد الشبه في جواز صنيعهم الإجرامي )
وذلك ب( بالتكفير والإخراج من الملة ) ثم تسهيل
( ظهور الإغتيالات والتفجيرات والعمليات الإنتحارية )
إلى غير ذلك من صور محرمة متعددة متنوعة في إيذاء أهل الإسلام
وكذلك .
{ ب }
إحداث أصول وقواعد هادمة لأصول الإسلام وقواعده منها ( منهج الموازنات ) و
( سياسة التجميع ) و
( تقريب أهل السنة إلى الرافضة)
أو قل بصيغة أخرى ( سياسة تحويل أهل الإسلام إلى المذهب الرافضي ) فنتج عنه تمكين الروافض من رقاب العباد وممتلكات البلاد وذلك فيما يعرف بالربيع العربي وهو ربيع رافضي مجوسي سعت من خلاله الإخوانية الخوارج تحويل بلاد الإسلام إلى مرتع خصب لخدمة توجهات الروافض في الشام والعراق و مصر واليمن وبلاد أخرى فجاءت جهود ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية محاربة لهذا التوجه الأثيم فقاموا بمنع وتجريم وتحريم جماعة الإخوان ثم ملاحقتها وإفساد خططها الماكرة في مصر ثم أخيرا في اليمن في محاربتهم للحوثية الروافض فهذا من الجهاد الصحيح في سبيل الله الذي ينكره ويحاربه الإخوانية الخوارج ؛ فالشكر لله سبحانه و تعالى ثم لولاة أمرنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله ونصر بهما التوحيد والسنة وأهلها وقمع بهم أهل الشرك والبدع والمنكرات
وقد سعى الإخوانية الخوارج ضمن معتقدهم الفاسد الى نشر ثقافة
(وحدة الأديان ) بحيث ظهر مصطلح ( إخوة إنسانية ) وهذه العبارة فيها مخالفة لشريعة الإسلام في تحريم إطلاق الاخوة لغير المسلمين فتجد بعضهم يتحرجون من إطلاق وصف الكفر على الكفار بل يميلون الى اطلاق بني الانسان او لفظ ( الآخر )
علما بأن وصفهم بالكفر لايلزم منهم إيذاؤهم أو قتلهم إذا كانوا من المعاهدين بل يحرم ذلك إمتثالا لما ورد في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
《 رابعا 》 :
للإخوانية هدف يسعون إليه وهو ( الإتجاه نحو السياسة و البحث عن الكراسي والمناصب والوظائف العليا )
و قاعدة
( نجتمع فيما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما أفترقنا فيه )
وإباحة أمور محدثة ك( المظاهرات والمسيرات العظيمة وإخراج النساء معهم وإختلاط الجنسين مع تبرج وسفور وحدوث مالايحمد عقباه من المنكرات العظيمة أثناء مظاهراتهم وكذلك ظهور ما يعرف بالإعتصام والإضراب والتكفير والتفجير و إباحة الإنكار علانية على ولاة الأمر ) والمشاهد أن
الدعوة الإخوانية دعوة إلى حب الدنيا وزخرفها ومزاحمه السلاطين في سلطانهم
وأما الدين الظاهر الذي يتمسحون فيه فهو ( وسيلة إلى إيصال رموزهم الى الكراسي وسدة الحكم )
ف ( الغاية عندهم تبرر الوسيلة )
إذ الكذب والنصب والاحتيال وإتخاذ حيل محدثة سلوك معروف عند الإخوانية فالمهم هو ( كيفية الوصول إلى هدفهم الدنيوي).
《 خامسا 》:
الدعوة الإخوانية دعوة لاتعرف التوحيد ولاعلم التوحيد أوتعليمه ولا الدعوة إليه ولاتعرف أقسام التوحيد بل هي دعوة دنيوية تجميعية تسعى بطرقها المختلفة الوصول إلى هدف دنيوي وتحصيله بأساليب محرمة شرعا وقد يكون هذا الهدف يتورع عنه الموحدون الصالحون ..
فطريقة الإخوان طريقة مخالفة لهدي الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ودعوتهم بالكيفية والاسلوب والتوجه ..
فأمر التوحيد وتعلمه وتعليمه والدعوة اليه والصبر على الاذى فيه وكذلك تعلم السنة وتعليمها ليست من ضمن دعوة الإخوانية بل يحاربونها ...فالشرك والبدع والمنكرات ظاهرة فاشية بينهم لاتنكر بل يأمرون بها وينكرون على من انكر عليهم الشرك والبدع ..
بل واحدثوا مسمى ( توحيد الحاكمية ) لترويجه بين الجهلة و إنكارهم إذا أتى إنما هو على السلطان وولي الأمر أو على الوزراء فقط لأن كرسي ولي الامر عندهم معظم فهو هدف رئيس مهم من أصول ملتهم يسعون إلى نيله ..وهو صعب عليهم إن شاء الله ...فلو ملكوا لأفسدوا الأرض بعد إصلاحها ... وقد ذكر شيخ الإسلام إبن تيميه رحمه الله في كتابه السياسة الشرعية: (ان هؤلاء الخوارج لهم دين لاتصلح فيه دنيا ولاآخرة ) انتهى كلامه رحمه الله بنحوه .
《 سادسا 》:
قامت جماعة الإخوان الخوارج في تفريق جماعة المسلمين بثلاثة أمور ظاهرة للعيان
منها :
{ أ }
إحداث مسمى ( جماعة الإخوان المسلمين )
فالمسلمون هم وحدهم وجماعتهم فقط وماعداهم فمشكوك في إسلامه واحداث هذا الإسم فقط بدعة لاأصل له في الشرع فكيف إذا تضمن الإسم والمسمى أمورا مخالفة للإسلام
{ ب }
قاموا بتفريق جماعة المسلمين بضوابط وشروط جعلوها في جماعتهم تبعدهم عن جماعة المسلمين فمحدثات وبدع منكرة وأصول وقواعد مخالفة لأصول الإسلام العلمية
وقواعده المرعية كما جرى منا تبيينه سابقا
في ثنايا هذه الرسالة منها تكفير المسلمين ووصف مساجدهم بمعابد الجاهلية.
{ ج }
قامت هذه الفرقة الضالة بشق عصا الطاعة أما باللسان او باليد فحديثهم وموضوع ديانتهم
وشغلهم الشاغل
ومحور عبادتهم هو التشهير والثلب والطعن في ولي الأمر والسعي في الوصول إلى الكرسي بأي طريقة كانت فهدفهم دنيوي محض .
《 سابعا》 :
قامت هذه الجماعة بإيراد شبه ونشرها بين مريديها وأتباع حزبهم تضمنت تكفير المسلمين حكاما ومحكومين فحصلت بسببهم أحداث دموية مروعة راح بسببها دماء الآف من المسلمين الأبرياء ولم تسلم منهم بيوت الله وتعاونوا مع الرافضة فكان السيف المصلت المسلط بيد الرافضة على رقاب المسلمين
كفى الله المسلمين شرهم ...
《 كيفية علاج داء الآخوانية الخوارج 》
وعلاج ذلك :
بنشر التوحيد و السنة وتكاتف المسلمين مع ولاة أمرهم فلابد أن يكون المسلمون كلهم رجال أمن وأمان فيحذروا منهم ويحرصوا على الإبلاغ عن مثل هؤلاء الأشرار والحذر والتحذير من الاخوانية الخوارج فلهم توسع وإنتشار في مفاصل أغلب الدول الإسلامية والحرص على تقريب السنة وأهلها أتباع السلف الصالح
ثم ليعلم :
أن مثل السنة مثل الماء القراح الزلال يصب فوق نار فتن الخوارج الإخوانية او نار أي صاحب فتنة كفى الله المسلمين شرهم
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني
مساء يوم الخميس ٧ / ٧ / ١٤٤٠ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في مركز الكدادية حرس الله أهلها وأهل المملكة العربية السعودية وولاتها وعامة بلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس بمنه وفضله ورحمته وكرمه .