الثلاثاء، 25 مارس 2025

( براءة الصحابة رضي اللهُ عنهم من الوقوع في الشرك ؛وسلامتهم منه عقيدة راسخة في كلام الله المنزّل وفي السنة النبوية وعليه إجماع المسلمين )



بسم الله الرحمن الرحيم 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }.

أما بعد:

فقد اطّلعت على رسالة للشيخ هوشيار بن احمد من بلاد الأكراد وفقنا الله وإياه واياكم إلى مايحبه الله ويرضاه.

تحدث فيها عن وقوع بعض الصحابة رضي الله عنهم في الشرك مستدلا بما فهمه من كلام اهل العلم في إيضاحهم وشرحهم لحديث ذات أنواط وهو حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه وسيأتِ ان شاء الله فأتى هوشيار بالفواقر المهلكة اذ رمى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم بماهم منه براء وهذه سابقة خطيرة جدا من طالب علم ينسب نفسه إلى نهج السلف الصالح ورسالته التي قام بإرسالها الينا وكان  عنوانها ( الايضاح والبيان )


https://drive.google.com/file/d/16uu83tmz5LpVCboiWH_fyKauwWS-nRHZ/view?usp=drivesdk


صوتية الألباني رحمه الله 

https://drive.google.com/file/d/16wnS4dK5SXKUhuFvMQ8Y5CYjHq_5TfRl/view?usp=drivesdk


 قد اشتملت للأسف على قلب الحقائق التي ذكرها العلماء وتجييرها باتهام الصحابة الكرام  رضي اللهُ عنهم بما ليس فيهم والكذب عليهم واشتملت كذلك على الكذب على علماء الإسلام وكان عليه تحري الحق في ما كتب وتحري الصدق والعدل والدقة في فهم المعنى المراد والرجوع إلى اهل العلم حينما أراد  القيام بتأليف هذه الرسالة.

وقد استشهد بأقوال علماء ومشايخ ذكرهم في رسالته علما بأن أقوالهم ضده وحجة عليه لا له وسنذكر أقوالهم التي استشهد بها من كتبهم التي ذكرنا أسماءها بالصفحة والجزء 

وقد بدأ رسالته في كلام الامام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مستشهدا به على صحة قوله المخالف للشرع فذكر كلام هذا الامام من كتابه ( كشف الشبهات ) صفحة ( ٤٨ ) والتي اعتنى بها ابو صهيب الكرمي حيث 

قال رحمه اللهُ تعالى:

" وقول أناس من الصحابة: ( اجعل لنا ذات أنواط )فَحَلف النبي صلى الله عليه وسلم، أن هذا نظير قول بني إسرائيل: {اجْعَلْ لنا إلهَا}.

ولكن للْمُشْرِكين شُبهة يُدلُون بها عند هَذه القصة وهي أَنهم يَقُولُون: إن بني إسرائيل لم يكفروا بذلك، وكذلك الذين قالوا للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اجْعَل لنا ذات أنواط لم يَكفُرُوا .

فالجواب: أن تَقول إِنَّ بَنِي إِسْرائيل لم يعطوا ذلك، وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، لم يعطوا ذلك، ولا خلاف أن بني إسرائيل لو فعلوا ذلك لكفرُوا، وكذلك لا خلاف في أنَّ الذِينَ نَهَاهُمُ النبي صلى الله عليه وسلم لَو لَم يُطِيعُوهُ واتَّخَذُوا ذات أنواط بعد نهيهم لَكَفَرُوا، وَهذا هو المطلوبُ ".

والشاهد من كلامه رحمه اللهُ تعالى :"في أنَّ الذِينَ نَهَاهُمُ النبي صلى الله عليه وسلم لَو لَم يُطِيعُوهُ واتَّخَذُوا ذات أنواط بعد نهيهم لَكَفَرُوا، وَهذا هو المطلوبُ ".

فتبين لنا من كلام هذا الامام رحمه الله تعالى عدم تكفيره لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك لطاعتهم لتوجيه الرسول الكريم صلى اللهُ عليه وسلم وامتثالهم لأمره وليس في كلامه أن الصحابة رضي اللهُ عنهم وقعوا في الشرك أو أشركوا . فكذب هوشيار على هذا الامام الجليل رحمه اللهُ تعالى.


وأما الصوتية التي اجاب فيها الإمام الألباني رحمه الله تعالى على سؤال السائل  ونص السؤال والجواب كما هو مكتوب ومدون بعد تفريغه :

" سؤال: هل يجوز الصلاة وراء الإمام المبتدع المشرك ويسجد للقبور، وهذا شيء من الخرافات يا صاح، المأموم الذي يُصلي هو الموحد، نُصلي وراء هذا الإمام، ويقول: عند رسول... وعند الأولياء يجوز حق القبور، وهذا الإمام معروف، يعني هل يجوز الصلاة وراء هذا الإمام في المسجد أم لا؟

الجواب:

كل رجل تعتقد أنه كافر فمن البديهي جدًا ألا تصح صلاة المسلم خلفه، فهذا الذي تقول: بأنه مشرك، وتقول: أنه ينادي غير الله ويعبد غير الله.. إلى آخره، هو بلا شك يقع في الشرك، ولكن هل نستطيع أن نُكفره؟ هل نستطيع أن نُخرجه من الملة والدين؟

لعلك تعلم أن مجرد وقوع الإنسان في الكفر وفي الشرك الأكبر لا يلزم منه أن يُحكم عليه بالرِّدة، مفيش تلازم إلا بعد إقامة الحُجة، أظن أن هذا واضح، لا بد من إقامة الحُجة، يعني مثلًا: لما الرسول عليه الصلاة والسلام خطب يومًا، فقام رجل من الصحابة فقال له: ما شاء الله وشئتَ يا رسول الله. قال: أجعلتني لله ندًّا! قل: ما شاء الله وحده.

فهو في الوقت الذي قال له عليه الصلاة والسلام: ( أجعلتني لله نِدًّا) ، ما قال له: روح جدد إسلامك وجدد عقدك على زوجك، ما قال شيء من هذا. لِما؟ لأنه ما كان يعلم أن قول القائل: (ما شاء الله وشاء محمد) هو شرك، ما كان يعلم من قبل، فهو معذور، لكن هو وقع في الشرك.

فوقوع الإنسان في الشرك شيء والحكم عليه بأنه مشرك شيء آخر؛ هذه نقطة كثير من إخواننا المشايخ لا يُفرقون بينهما، لذلك أنا أقول: إن كان هذا الإمام قد اشتبهتَ به وأقمت عليه الحُجة من كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أئمة المسلمين: أن هذا الذي أنت عليه هو شرك أكبر، ثم أعرض عنك ونأى بجانبه؛ فلا تُصلِّ خلفه. واضح؟"

انتهى جواب الإمام الألباني رحمه الله تعالى 

واستشهاده بكلام الألباني رحمه الله تعالى في هذه الصوتية هو حجة عليه فالامام الألباني رحمه الله تعالى لا يكفّر مسلما حتى تقام عليه الحجة الرسالية فكيف تستشهد به على ان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين  قد وقعوا في الشرك ولو تأمل كلامه لوجد في ثناياه خلاف كلامه بل ضده انظر 

اولا:

 قوله:" لعلك تعلم أن مجرد وقوع الإنسان في الكفر وفي الشرك الأكبر لا يلزم منه أن يُحكم عليه بالرِّدة، مفيش تلازم إلا بعد إقامة الحُجة، أظن أن هذا واضح، لا بد من إقامة الحجة". 

ثانيا :

في قوله رحمه الله تعالى :" فهو في الوقت الذي قال له عليه الصلاة والسلام: (أجعلتني لله نِدًّا) ما قال له: روح جدد إسلامك وجدد عقدك على زوجك، ما قال شيء من هذا. لِما؟ لأنه ما كان يعلم أن قول القائل: (ما شاء الله وشاء محمد) هو شرك، ما كان يعلم من قبل، فهو معذور". 

ثالثا :

في قوله رحمه الله تعالى :" فوقوع الإنسان في الشرك شيء والحكم عليه بأنه مشرك شيء آخر؛ هذه نقطة كثير من إخواننا المشايخ لا يُفرقون بينهما ". 

فها هو كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى الذي استشهد به هو ضده وعليه لا  وحجة عليه؛ واما اعتماده على كلام الشيخ زيد المدخلي رحمه الله تعالى في كتابه ( الفَتْحُ والتسّدِيدُ في شرح

كتاب التوحيد )صفحة ( ١٣٣ - ١٣٤ ) طبعت عام ١٤٣٧ هجري في دار الميراث النبوي 

فالشيخ زيد المدخلي  يقول رحمه اللهُ تعالى في كتابه المذكور :

" وأما الصحابة الذين هم حُدَثاء عهد بكفر فإنهم لم يفعلوا ولم يعلقوا أسلحتهم؛ لكنهم طلبوا سِدرَة يُعلقون بها أسلحتهم؛ فصار شركهم شركاً أصغر بالقول، فنبههم النبي صلى الله عليه وسلم على بطلان هذه المقالة وخُبثها.

والشرك الأصغر لا يُخرج من الإسلام ولا يُحبط العَمَل؛ فهم لما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم وعلمَهم قبلوا ما أخبرهم به وعَلمُوا أن هذا لا يجوز ".

فالشاهد من قوله رحمه الله تعالى:" فهم لما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم وعلمَهم قبلوا ما أخبرهم به وعَلمُوا أن هذا لا يجوز ".

فذكر رحمه الله تعالى قبول الصحابة رضي اللهُ عنهم لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم وامتثالهم لأمره وعلموا أن هذا لا يجوز "

فأين قول هوشيار إن الشيخ زيد بن هادي المدخلي رحمه اللهُ تعالى وصف الصحابة بأنهم أشركوا أو انهم  وقعوا في الشرك فهذا محض كذب وافتراء على الشيخ رحمه اللهُ تعالى.

واما ذكره في رسالته السابقةعن الشيخ عبيد الجابري رحمه الله تعالى ففي رسالة الشيخ  عبيد رحمه الله تعالى :(إمْدَادُ السَّلفي بأصول وقواعد في المنهج السلفي )

—   ضمن مجموعة الرسائل الجابرية في مسائل علمية وفق الكتاب والسنة النبوية الطبعة الأولى بتاريخ ١٤٣٣ هجري والمطبوعة في دار الميراث النبوي ففي صفحة ( ١١٠ - ١١١ ) يقول رحمه الله تعالى :

—" فأولاً: من حيث لفظها هي مختلفة، فأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله، وأصحاب موسى قالوا: يا موسى!

أليست العبارتان مختلفتين في القول؟

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نادوه باسم الرسالة، وهذا غاية في التوقير، والتأدب معه، وأصحاب موسى نادوه باسمه في غاية الجلافة، وسوء الأدب.

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: اجعل لنا ذات أنواط ولم يقولوا: اجعل لنا إلهاً، أما أصحاب موسى: فقد صرحوا ماذا قالوا؟

اجعل لنا إلها كما لهم آلهة!

ومع هذا: لم يفرق نبينا صلى الله عليه وسلم بين المقولتين؛ لأن النتيجة واحدة هي عبادة غير الله سبحانه وتعالى!

أما من حيث الزمان: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزو، وقائلو هذه المقولة يشكلون نحو ألفين أو أكثر من المعسكر، فلم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول مقولته الزاجرة فيهم؛ لأنهم لو كانت منه صلى الله عليه وسلم مجاملة -وحاشاه صلى الله عليه وسلم-؛ ما ارتدعوا عن مقولتهم، ولذهبوا مع الغزو وهم في نفوسهم شيء من الشرك، ولو أنهم ذهبوا وهم يعتقدون ذلك قبل أن يقتلعه من قلوبهم فإن انتصروا: لم يكن انتصارهم انتصار إسلام، أعني: بالنسبة لهذا العدد القائلين هذه المقالة، ولو مات أحد من أصحاب هذه المقالة مات على الكفر ، فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الزجر الذي سمعتم زجرًا اقتلع راسبة الشرك من قلوبهم، واجتثها منها، ولم يقل: نحن في غزو، وفي حرب مع عدو، وهؤلاء يشكلون سدس المعسكر تقريبًا، لا؛ لابد من التربية والتصفية لابد من سياسة التوحيد، لابد من قلع الشرك من ،قلوبهم واجتثاثه منها حتى لا تبقى له راسبة.

أولاً: تحريم طلب البركة من غير ما جعل الله فيه البركة نصا.

ثانياً: نهي المسلم عن مشابهة المشركين.

ثالثاً: عذر المرء بالجهل فيما يخفى على أمثاله، وهذا في قول أبي واقد "وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهدِ بكفر"؛ لأنه من مُسلمة الفتح، وما بين فتح مكة وغزوة حنين أيام معدودة؛ شهر على الأكثر، فلا يزال القوم في أذهانهم بعض أمور الجاهلية، وهذا حجّة للعذر بالجهل، لكنه مقيد لا على الإطلاق، فيقال: يعذر المرء بالجهل فيما يخفى على أمثاله، فمن ذلكم حديث العهد بالكفر تقع منه أشياء كفرية أو شركية.

فعلى سبيل المثال: لو أن الله أنقذ على يديك رجلاً، فشهد الشهادتين وصار يصلي، ثم لما جاء قبرًا من القبور سجد، فهذا العمل شركي، لكن هل قول في هذا الرجل: هو مشرك؟ لا؛ لأنه يظن جواز ذلك؛ لأنه ما فقه التوحيد حق الفقه، فيُنهى عن هذا الفعل ويبيَّن له أن عمله مثل عمل المشركين،……"


الشاهد من كلامه رحمه الله تعالى :

اولاً:

قوله رحمه الله تعالى:" لأنهم لو كانت منه صلى الله عليه وسلم مجاملة -وحاشاه صلى الله عليه وسلم-؛ ما ارتدعوا عن مقولتهم"، 

ثانيا:

قوله رحمه الله تعالى:"ولو أنهم ذهبوا وهم يعتقدون ذلك قبل أن يقتلعه من قلوبهم".

ثالثا :

قوله رحمه اللهُ تعالى:"فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الزجر الذي سمعتم زجرًا اقتلع راسبة الشرك من قلوبهم، واجتثها منها".

رابعا :

قوله رحمه الله تعالى:" فمن ذلكم حديث العهد بالكفر تقع منه أشياء كفرية أو شركية.

فعلى سبيل المثال: لو أن الله أنقذ على يديك رجلاً، فشهد الشهادتين وصار يصلي، ثم لما جاء قبرًا من القبور سجد، فهذا العمل شركي، لكن هل قول في هذا الرجل: هو مشرك؟ لا؛ لأنه يظن جواز ذلك؛ لأنه ما فقه التوحيد حق الفقه، فيُنهى عن هذا الفعل ويبيَّن له أن عمله مثل عمل المشركين".

فأين وجدت ياهوشيار ان الشيخ عبيد الجابري رحمه الله تعالى رمى الصحابة الكرام رضي اللهُ عنهم بالشرك او الوقوع بالشرك.


واما الشيخ صالح ال الشيخ الذي استشهدت به على  ان  الصحابة رضي الله عنهم وقعوا بالشرك  فبعد الرجوع إلى كتابه  ( التمهيد شرح كتاب التوحيد ) الطبعة الأولى لدار الإمام البخاري رحمه الله تعالى 

قال صفحة ( ١٥٩ ) :

" وهم لا يَعْلَمُون أن هذا الذي طَلَبُوه غير جائز ، وإلا فَلَا يُظَنُّ بهم أنهم يُخَالِفُونَ أمرَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَيَرْغَبُون في مَعْصِيتِه . وأما شِرْكُهُم فكان في مقالِهِم، وأما الفعلُ فلم يَفْعَلُوا شيئًا من الشرك ".

والشاهد من كلامه :

" فلم يفعلوا شيئا من الشرك ".

فكيف جاز لك أن ترمي هؤلاء المشايخ بانهم رموا الصحابه رضي الله عنهم بالشرك او بالوقوع بالشرك.

وأما حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه فإنه لا يفيد ان بعض الصحابة رضي الله عنهم قد وقعوا في الشرك أو فعلوه والفهم السليم والمعنى الصحيح  لهذا الحديث هو ما أتى في فهم سلفنا الصالح انظر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :"قوله صلى الله عليه وسلم: ( قلتم كما قال قوم موسى: { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: ١٣٨ ]، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم )، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم للكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها، معلقين عليها سلاحهم، فكيف بما هو أعظم من ذلك من مشابهتهم المشركين، أو هو الشرك بعينه ". [ اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ( ٢ / ١٥٧)]. 

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد بعد أن ذكر حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه  في [  باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما ] 


"  فيه مسائل : المسألة الثالثة : كونهم لم يفعلوا.."


أي لم يفعلوا الشرك ولم يقعوا فيه رضوان الله عليهم .


وفي فتح المجيد شرح كتاب التوحيد  عند شرح حديث الباب يقول مؤلفه العلامة عبدالرحمن بن حسن رحمه اللهُ تعالى:" ليس ما طلبوه من الشرك الأصغر، ولو كان منه لما جعله النبي نظير قول نبي إسرائيل (اجعل لنا إلها) وأقسم على ذلك, بل هو من الشرك الأكبر كما أن ما طلبه بنو إسرائيل من الأكبر. وإنما لم يكفروا بطلبهم؛ لأنهم حدثاء عهد بالإسلام; ولأنهم لم يفعلوا ما طلبوه ولم يقدموا عليه بل سألوا النبي فتأمل".

وقال الإمام الألباني رحمه الله تعالى :".. جاء في سنن الترمذي بإسناد صحيح من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمروا بشجرة من سدر عظيمة فقال بعضهم " يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " هذه الشجرة كان المشركون يعلقون عليها أسلحتهم فأعجب بعض الصحابة ذلك فقالوا اجعل لنا ذات أنواط حيث تناط بها الأسلحة كما لهم ذات أنواط وأنتم تلاحظون معي أن القضية ماهي يعني جوهرية كما يقولون اليوم لأنه اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ما لها علاقة بالعبادة ومع ذلك ماذا كان موقف الرسول عليه الصلاة والسلام تجاه هذه الكلمة اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال :( الله أكبر هذه السنن قلتم كما قال قوم موسى لموسى:{  اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}) شوفوا التحذير البليغ من الرسول عليه السلام أولئك اليهود قالوا لموسى اجعل لنا إلها نعبده كما لهم آلهة المشركون المخالفين لدين موسى عليه السلام في زمانه أن بعض الصحابة هؤلاء ما تكلموا فيما يتعلق بالعبادة والدين وإنما في أمر يعني ماذا نسميه عادي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فأنكر ذلك عليهم أشد الإنكار وقال هذا يشبه قول اليهود الذين انحرفوا عن التوحيد حينما فارقهم موسى إلى الطور فرجع إليهم فقال اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة الشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بالغ في تحذير أمته عن تقليدهم لغيرهم كل ذلك محافظة على شخصية الأمة لكي لا تذهب صورتها ولا تضيع شخصيتها... "[ متفرقات الألباني رحمه الله تعالى ( ١٦٨ )] .


قال الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله تعالى من كتابه ( شرح كتاب التوحيد ) في شرحه لحديث الباب :

الشرح:

"يعني: أنهم لم يطلبوا منه أن يجعل لهم إلها يعبدونه من دون الله؛  لأنهم كانوا أجل وأعقل من ذلك، وإنما طلبوا شجرة يأذن لهم النبي فيها فيتبركون بها، ويعلقون عليها أسلحتهم دون أن يُصلُّوا أو يتصدقوا لها، فبين لهم أن ما طلبوا مِن التبرك - ولو لم يكن صلاة ولا صيامًا ولا صدقةً- هو الشرك بعينه.

وفيه إبطال لشبهة مشركي هذا الزَّمان وزّعمهم: إِنَّ مَا يَفعلونه تبرك وتعظيم لا بأس به" انتهى كلامه رحمه تعالى .


وهؤلاء الأئمة الكرام والمشايخ الأجلاء الذين استشهد هوشيار في أقوالهم فهم مع علو منزلتهم العلمية وجلالة قدرهم : لا يبلغوا مد أحد الصحابة رضي اللهُ عنهم ولا نصيفه بشهادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم  ؛ فهم خير الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فهم :" أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر رحمه الله تعالى من كلام الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وينظر الجامع حديث رقم ( ١٨١٠ ) 


وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ ". 


رضى الله عنهم فأنزل بذلك ايات تتلى ومن ذلك قوله تعالى :{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح : ١٨ ]. 

وقوله سبحانه وتعالى :{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:١٠٠]. 

وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى في قوله تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الفتح : ٢٩ ]

وروى الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ).

وعن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. 

وندين الله بأننا ". نحبُّ أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولا نفرِّط في حب واحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم، ولا نذكُرهم إلا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغضهم كفرٌ ونفاق وطغيان"

و ".. مَن أضلُّ ممن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيِّين بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم! لم يستثنوا منهم إلا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خيرٌ ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة"[ الطحاوية وشرحها] ؛ قال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى :" إذا رأيتَ الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسنن أصحابُ رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى، وهم زنادقة ".

وهم سلفنا الصالح الذين يرجع إليهم في فهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية ففي لغتهم العربية نزل القرآن الكريم وبينهم ومنهم ومن أنفسهم  الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم فخاب وخسر من لم يرجع إلى هديهم وفهمهم

وقد رأيت أن هوشيار بن احمد عفا الله عنا وعنه وعنكم ارتكب اخطاء عدة منها على سبيل المثال لا الحصر:

اولاً:

الكذب على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم بسياقه لكلام اهل العلم ووضعه في غير موضعه الصحيح  محاولة منه إيهام طلاب العلم أن الصحابة رضي اللهُ عنهم أنهم وقعوا في الشرك وهذا مسلك خطير وباب موصل الى معتقد الباطنية الروافض المجوس أخزاهم الله تعالى.

ثانيا :

كذبه على هؤلاء الأئمة الكرام والمشايخ الأجلاء في لي اعناق نصوص كلامهم ليتسنى له القول بطعن الصحابةالكرام رضي اللهُ عنهم وهذا منه لا يقبل بل يرد باطله وعليه التوبة النصوح والاستغفار وإعلان رجوعه إلى جادة السلف الصالح ولزوم هديهم.

ثالثا :

نشره مثل هذا الكلام الباطل والذي تضمن وصف الصحابة الكرام رضي الله عنهم بالوقوع في الشرك وكان عليه ان يستتر بستر الله ويترك الباطل والذي من أكبره وأشنعه الطعن في اعراض الصحابة رضي اللهُ عنهم .

وقد كتبت هذه الرسالة شفقة ونصحا ومحبة لجميع طلاب العلم ولطالب العلم هوشيار بن احمد لعلها تكون عظة وعبرة ورجوع عن مااقترفته يداه بحق افضل الناس بعد الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وهم الصحابة الكرام رضي اللهُ عنهم 

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يرزقنا جميعا حب الصحابة الكرام رضي اللهُ عنهم واتباع هديهم وسلوك نهجهم بغير غلو في احد منهم ووالله انني أتقرب إلى الله تعالى ثم أتشرف بالذب عن اعراضهم رضي الله عنهم فلهم قدم صدق في الذب عن دين الله الإسلام وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاب وخسر والله من تعرض لهم بالثلب

فيبتليه الله بموت القلب .

اسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يجعل ما قمت فيه خالصا صوابا متقبلا وان يرزقنا الله وإياكم والأخ هوشيار العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب وحسن الخاتمة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

•••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الأحد، 23 مارس 2025

أهميّة العناية بدراسة التوحيد والعقيدة الصحيحة وأصول السنة

  


بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أما بعد،

فهذه رسالة مختصرة عن بعض صفات الله الفعلية اللازمة المتعلقة بالمشيئة وهاتان الصفتان هما (النزول والمجئ) وهذه الصفات يقال الصفات الاختيارية كتبناها إيضاحا لرسالة أحد الإخوة؛

فأقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان:


صفة المجئ تختلف في معناها عن صفة النزول والإيمان بهاتين الصفتين واجب، فالمعنى معقول والكيف مجهول.

قال والد أبي حفص بن شاهين: حضرت أبا جعفر، فسئل عن حديث النزول، فقال: “النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.” اهـ (١)

وعلماء السنة يقولون :

“ليس قول رسول الله في نزوله بأعجب من قول الله تبارك وتعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة} ومن قوله: {وجاء ربك والملك صفا صفا}. فكما يقدر على هذا يقدر على ذاك.

فهذا الناطق من قول الله عز وجل، وذاك المحفوظ من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخبار ليس عليها غبار، فإن كنتم من عباد الله المؤمنين، لزمكم الإيمان بها، كما آمن بها المؤمنون، وإلا فصرحوا بما تضمرون، ودعوا هذه الأغلوطات التي تلوون بها ألسنتكم، فلئن كان أهل الجهل في شك من أمركم، إن أهل العلم من أمركم لعلى يقين.”اهـ (٢)


ووجه الدلالة مما سبق : أن منْ أثبت الإتيان والمجئ في القرآن الكريم (وذلك أنه لايؤمن أغلب المعطلة الجهمية -على تنوع فرقهم واختلاف رموزها- إلا بما أتى موافقا للعق سواء من القرآن الكريم، او من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد يردّونهُ بحُجة دلالته الظنية -وإن كان قطعي الثبوت- بخلاف السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – فهم يقسمونها ظلما وعدوانا وابتداعا وقولا على الله بلا علم إلى متواتر وآحاد. فإذا كان آحادًا ردّوه، وإن كان صحيحا ثابتا وإذا خالف المتواترُ -من قرآن أو سنة- مذهبَهُم الباطل ردّوه بحجة أنه قطعي الثبوت ظنيّ الدلالة في مسألتهم وقد يُنكرُه بعضهم بحُجّة مخالفته العقل).

و يستدلّ أهل السّنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- على المبتدعة الجهمية، فمن أثبت المجئ والإتيان لزمهُ إثبات النزول.

وعلى من نصّبَ نفسهُ داعيا أو شيخا مُتصدّرا للإفتاء فعليه أن يكون ذا بصيرة وإحاطة في توحيد الله في أقسامه الثلاثة (الربوبية والألوهية والأسماء والصفات)، وإلا كانت دعوتهُ مثل دعوة الإخوانية الخوارج أو مثل دعوة الجماعات الضالة الأخرى.

فدعوة التوحيد هي دعوة جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام بما فيهم خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكذا أتباعهُ من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين -رحمهم الله- ومن أتى بعدهم من مُجدّدي الدين ومُصلحي الأمة امتثالاً لقوله تعالى {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}،

قال الامام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الاية :

“يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، هذه الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته، وترك معصيته، {سبيلي}، وطريقتي ودعوتي، {أدعو إلى الله} وحده لا شريك له، {على بصيرة}، بذلك، ويقينِ عليمٍ منّي به أنا، ويدعو إليه على بصيرة أيضًا من اتبعني وصدقني وآمن بي {وسبحان الله}، يقول له تعالى ذكره: وقل، تنـزيهًا لله، وتعظيمًا له من أن يكون له شريك في ملكه، أو معبود سواه في سلطانه: {وما أنا من المشركين}، يقول: وأنا بريءٌ من أهل الشرك به لست منهم ولا هم منّي.” انتهى كلامه رحمه الله تعالى.


فعلى طلاب العلم الإهتمام بالتوحيد ومسائلهِ ودراسته وكذلك الإهتمام بدراسة أصول السّنة فبها تعرف البدع وأهلها وتعرف كيفية تجنبهم وهذا لايكون إلا على أخذ العلم على مشايخ السنة اتباع السلف الصالح.

ومن فضل الله في هذا العصر تيسرت وسائل الاتصال وطلب العلم فتسمع شروح الألباني وابن باز ومقبل والعثيمين -رحمهم الله- ومن الأحياء من علماء السنة مثل ربيع حفظه الله وعبيد رحمه الله تعالى وغيرهم كثير.

واما ماأشكل عليك فسجّله في ورقة واتصل على من عرفتَ من علماء السنة أتباع السلف الصالح الثقات.


والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

في ٢٢ شوال ١٤٣٩هـ


المصادر :

(١) سير اعلام النبلاء ( ١٣/ ٥٤٧ ).

(٢) الرد على الجهمية صفحة (٩٣).

الخميس، 20 مارس 2025

بعضُ صفات أهل السنة والجماعة أتباع السّلف الصّالح


الحمد لله رب العالمين،

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أما بعد،


فأيّها الإخوة،

من منا لا يُخطئ؟

كفى بالمرء نبلا أن تعدّ معايبُهُ (وليس هذا من جنس مذهب الموازنات المذموم -أعاذنا الله وإياكم منه ومن حال أهله- وفيه يقبل الباطل وأهله

ويرد الحق وأهله)،

وذلك ان كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا قال إمام من أئمة الإسلام وهو الإمام  مالك رحمه الله.

واعلم أنّ أهل الحق قد يبدُر من بعضهم خطأ اجتهادا وزلة وليس تعمدا للخطأ،

لذا فتنبه فستجد فرقا بينهم وبين من قوله و منهجه ومذهبه وأصوله كلها خطأ.

ويلحق ما سبق أن

هناك من يستدل فيعتقد، وهم أهل السنة والجماعة أتباعُ السلف الصالح؛


وهنا من يعتقد فيستدل ومِنْ ثمّ يلوي أعناق النصوص إمّا تحريفا أو ردّا وإنكارا للنصوص استكبارا وردّا للحق بعدما تبين لهم، وهم أهل الاهواء والبدع.


قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}؛

فلا يَطلبُ العلمَ مستح ولا متكبر.


وإذا رأيت من سلفيّ خطأ فرُدّ عليه بطريقتك الخاصة

إما كتابة أو اتصالا على حسب الخطأ ونوعه واعلانه وإسراره،

وليكن بأدبٍ وخلق وعلم وحلم وحكمة وصدق وعدل .


فأهل الحق يعرفون الحق ويرحمون الخلق وربّهُم وسع كل شئ رحمة وعلما.

واحذر في بيانك وإيضاحك نفـَسَ الحدّادية الخوارج في الردّ وميلهم إلى التبديع والتكفير والتفسيق؛

وإياك والكذب فيمن أردت بيان خطئه و انحرافهِ.

واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب (قالها رسول الله صلى عليه وسلم في حق “مال” “كافر” إذا ظلم فكيف بــ”عرض” “مسلم” حصل له كذب وظلم).

وانتبه للنفس والإنتصار لها فقد تقابل المنكر بمنكر أعظم منه؛

وفي كل أمر من أمورك،

ومن ذلك أيّ بيان وإيضاح فاحرص على تطبيق شرطين يتوقف عليهما صحّة فعلك وقولك وهما :


الإخلاصُ لله ربّ العالمين لا تريد  بذلك إلا الله والدار الآخرة،

وأن يكون صوابا ولا يتم إلا بمتابعة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي سلفنا الصالح،

وإذا تم الشرطان فاسأل الله أن يتقبل منك.


وأما كبار علماء الإسلام فمن أصول السنة،

إنّ لهم منزلة واحتراما ولا يُذكرون إلا بخير

فليكن احترامهم عندك عالٍ،

والتمس لهم العذر إذا اجتهدوا فزلوا فأخطأوا،

وارحم إخوانك طلاب العلم

وعاملهم بحق وخلق حسن وتودد إليهم،

وليكن ردّك عليهم بعلمٍ وحلمٍ وبأسلوب مُحبّب مُهذب.


وأما أهل الأهواء والبدع فكن منهم على حذر

وابغض من لا يقبل الحق منهم  فـ”لا تلق مبتدعا ولا متزندقا… إلا بعبسة مالك الغضبان”


والفضل لله ربي وحده لا شريك له،

ثم لا أنسى مشايخي،

فجزاهم الله خير الجزاء وأخصّ (الألباني وابن باز والعثيمين وحافظ الحكمي وربيع المدخلي وعبيد الجابري وأحمد النجمي وزيد المدخلي ومحمد أمان الجامي ومقبل الوادعي) رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله وإياكم بعلمهم أجمعين.

والدعاء بالشكر موصولٌ لهذه الدولة المباركة “المملكة العربية السعودية ممثلا بولاة أمرها” وقد ثبت في السنة: (من لم يشكر الناس لم يشكر الله) فجزاهم الله عنا خير الجزاء.


والحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى.

وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.


كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه: غازي بن عوض العرماني

الثلاثاء ٣٠ ذو القعدة ١٤٣٨هـ

الإنتـصار لأهـل الحـديث



الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.


أما بعد 


فقد اطّلعت على ما كتبه الشيخ سالم الطويل في رسائله ،وما أكثر رسائله 

 وما أقل فائدتها 

،فوجدت طعنه في علماء السنة وتطاوله عليهم وإطالة لسانهم فيهم.


ثم اطلعت على معلومات موثقة عنه تدل على فساد حاله وسوء مقاله ورأينا التثبت في ما ينقل عنه فكانت النتيجة لهذا :



أ :

أنه نقل موثق من تآليفه رأيتها في ثنايا ردود علماء السنة عليه وما أكثر التوجيه والنصح له وما أقل استفادته من ذلك.


ب :

النقل عن رابط لمقطع فيه صوته وصورته متكلمًا مخالفًا لأصل من أصول السنة سيأتِ إيضاحه .


ج :

أن النقل عنه كذلك مما قرأته له في رسائله المتكررة والتي لم ينقلها البريد.

فتبين لي منها أن سالم الطويل قد حاد عن جادة السلف  في أمور منها :



أولًا :

محاولته هدم أصل من أصول السنة وهو أصل الرد على المخالف وهذا الهدم والنقض يأخذ صوراً شتى عند سالم 

فمن ذلك :


١:

رد هذا الأصل .

٢:

أو تقييده بقيد باطل ليس له دليل شرعي فيه .

٣:

مع مخالفته لدلالة الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة .

٤:

أو رد هذا الأصل بقول: « لا يلزمني ».


٥:

تعظيم العقل عنده في هذا الأصل بحيث أن قبول خبر الثقة يصادم العقل عنده وهذا مسلك خطير سلكه المتكلمة وأفضى بهم إلى مسالك مردية مهلكة .


ثانيًا :

يرى جواز الإنكار العلني على ولاة الأمر وفي هذا مخالفة لكلام الله سبحانه وتعالى ومخالفة لسنة نبينا محمد صلى اللهُ عليه وسلم و في طريقته هذه خلاف ما عليه هدي السلف الصالح وإجماعهم ويعتبر مخالف لأصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر ومسلكه هذا شابه  الخوارج بما فيهم الإخوانية في طريقة نصح الوالي وإنكار المنكر علانية عليه .

وهذا الأمر ثابت عنه بالصوت والصورة وذلك  لقاء معلن  تلفزيوني في دولة الكويت  (تلفزيون الوطني)في برنامج ( اليوم السابع ) … 

 [ تم بعد هذه الرسالة تم مسح مقطع الفيديو كاملا من الموقع الاعلامي وهو تطبيق اليوتيوب ] .

وقد شاهدته قبل ان تناله الأيدي المشبوهة بالحذف .

وهو في ارشيف البرنامج السابق .

ثالثًا :

استدلاله بما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم في إقرار حزبية الجماعات وتفرقها وهذا باطل لأمور منها :


أ:

أن هذا أبطله الرسول ﷺبقولها:( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ،دعوها فإنها منتنة) فكيف يستدل بفعل نهى عنه الرسولﷺ ولم يقره بل أنكره.


ب:

 حرمة التفرق إلى جماعات بل الأمر هو  جماعة واحدة وهي ما عليه الرسولﷺ وصحبه-رضي الله عنهم-وبذلك أتى وصفهم بالسنة: {ما أنا عليه واصحابي}وفي رواية:{الجماعة}وبهذا جاء الكتاب والسنة والإجماع على تحريم التفرق والاختلاف وإنشاء الجماعات الضالة .


ج:

من أصول أهل السنة:( ترك الخوض فيما جرى بين الصحابة-رضي الله عنهم- ومن هذا القبيل ماجرى بين هذين الصحابيين-رضي الله عنهم-فَلِمَ جعل سالم هذا الأمر الجلل دليلاً يستدل به وكان عليه الصمت وترك الخوض مماجرى بينهم-رضي الله عنهم-).


د:

يلاحظ ان سالم الطويل حينما يذكر الصحابة-رضي الله عنهم-لايترضى عليهم وقد تكرر منه هذا الصنيع المخالف لهدي السلف الصالح وهذا موجود في رسائله التي نسأل الله أن يسلم منها البريد  لخبثها وشناعتها.


ها:

ومن إتمام  الفائدة في بيان فساد قوله هذا ما ذكره الشيخ بدر البدر  حفظه الله حيث قال :

سألت شيخنًا الوالد صالح اللحيدان صبيحة يوم الاثنين ٣/ ١ / ١٤٣٦هـ

قال أحد الدعاة في الكويت : حتى الصحابة – رضي الله عنهم – في نفوسهم حزبية واستدل بحديث ( ياللانصار  ويا للمهاجرين ) .

قال شيخنًا : " هذا ضال وقوله باطل ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: ( اتركوها فإنها منتنة ) أي هذه الدعوى .

فهذا الداعية مخطئ وقوله باطل ليس بصحيح ".انتهى كلامه



رابعًا :

تقلبه في إطلاق الأحكام على الجماعات والأشخاص مع بقاء الحكم وثبوته والدليل عليهم وعدم تغير أحوالهم كثنائه على جمعية إحياء التراث بعد تحذيره منهم ،وهذا هو الهوى أعاذنا الله وإياكم منه .


خامسًا :

إباحته لنساء المسلمين حفظ القران الكريم في أماكن وجود الجماعات الضالة وقد منع الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله تعالى- في رسالة له مشهورة دراسة النحو عند أهل البدع فكيف بتحفيظ القران الكريم وعلل ذلك باغترار المبتدع بنفسه واغترار الناس به علمًا أن أمر تحفيظ القران ليس وقفًا على أهل الأهواء والبدع إذ يوجد كثير من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من يقوم بتعلم القرآن الكريم وتعليمه فلذا يؤخذ عليه مع ماسبق عدم توجيه الناس إلى الأماكن المشبوهة المليئة  بالأهواء والشبهات.



سادسًا :

تعالمه واتباعه لسياسة التجهيل والتي استخدمها ضد من خالفه ورد عليه وبين فساد منهجه تمثل في الآتي من العبارات :


أ:

قال عن احد المشايخ  : لم يهبه الله علمًا ولاصبراً عليه.


ب:

وصفه لأهل العلم بقوله :كثرة الجهال وضعاف العقول والأعاجم والمبتدئين.


ج:

قال  في رده على  احد طلاب العلم قال :

[كان الواجب أن يحرر مناط البحث ]


فقلت:

بل الواجب عليك إذا أردت أن تكون نصيحتك واضحة لا لبس فيها.

أن يكون معناها :

واضحًا غير غامض بعيدًا عن التعمق والتكلف والتقعر بل والتشدق في أمور لاتحسن معناها  فكيف صياغة لفظها ، يتجلى ما أردنا توصيحه  :

بسلامتها من الألفاظ الغريبة أو التي تأت محتملة لعدة معان  ففي تعريف اللفظ لغة مثل كلمته التي ذكرها في رده وهي عبارة : (مناط البحث) فهي محتملة لعدة معان

والمناط في تعريفه عند الأصوليين :”هو العلة”



قال الشوكاني رحمه الله تعالى : “المناط هو العلة”

وتعبيرهم عن العلة بالمناط لأن الحكم لما علق بها كان كالشيئ المحسوس الذي تعلق بغيره.[ انتهى بتصرف وزياده من إرشاد الفحول ]

علمًا بأن تخريج المناط يختلف في تعريفه عن تحقيق المناط أو تنقيحه فهنا :


أولًا : 

تخريج المناط : “وهو وجود حكم شرعي منصوص عليه دون بيان العلة منه”.


ثانيًا : 

تحقيق المناط وهو : “وجود تحقق صحة العلة في نفسها التي ثبتت في الحكم الشرعي”.


ثالثًا :

 تنقيح المناط وهو : “وجود أوصاف لايمكن تعليل الحكم بها لأنها أوصاف غير مؤثرة واستبقاء الوصف المؤثر لتعليل الحكم وذلك تخليصًا لمناط الحكم مما ليس بمناط له”.


فهل سالم الطويل في قوله (مناط) أراد :

العلة

 أو تخريجها 

أو تحقيقها

 أو تنقيحها 

أو أراد معناها لغة.


فهنا يكمن الغموض التعمق والتعالم في غير محله وكان عليه أن تكون رسالته واضحة مبينة بعيدة عن الإطلاق المعمي والإجمال الموهم ثم مرة أخرى كان عليه أن يطلب ممن يرد عليه :( تحرير محل النزاع ) مثل طريقةالعلماء ،خاصة إذا كان من يرد عليهم جهال أو ضعاف عقول أو أعاجم أو من المبتدئين في الطلب حسب زعمه وتوهمه وتخيله.

ولاشك أن هذا لايتصور وجوده حقيقة وواقع ،مع بعده عن التحقق والإمكان.


سابعًا :

الطعن المتعمد المتكرر في علماء السنة كالشيخ عبيد الجابري رحمه الله تعالى والشيخ ربيع-حفظه الله تعالى-ومحاولاته المتعددة تشويه صورتهم.

وهذا تمثل في صور شتى منها :



أ:

وصفهم بالتسرع في إصدار الأحكام على الأشخاص .


ب:

أنهم يستمعون لكلام النمامين وأهل التفريق بين أصحاب المنهج السلفي وهذا يتضمن إلغاء حكمهم لأنه بني على كلام نمام .


ج:

وصفه لأحكامهم بأنها  تخالف منهج كبار علماء السنة كالشيخ الألباني وابن باز والعثيمين-رحمهم الله تعالى-.


وسنأت على ذكر أقوال هؤلاء الأئمة التي تضاد كلامه  كل على حده ليتبين فساد كلامه وبعد طريقته عن منهجهم وطريقتهم:


أولًا :

 الإمام ابن باز-رحمه الله تعالى-

فقد أثنى عليهم وعلى منهجهم في رسائل مشهورة معلومة .


ثانيًا :

بالنسبة للشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-

نجد في أحد رسائل سالم الطويل استدلاله على شبهته وهي عدم ذكر المخالف والرد عليه وهو بهذا يهدم أصلاً عظيماً من أصول السنة وهو أصل الرد على المخالف ويذكر منهج هذا الإمام في ( التصفية والتربية ) موحيا بأن منهجه هو عين منهج الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى-.

والإمام الألباني -رحمه الله- جل كتبه أن لم يكن كلها هي في هذا الأصل وتأكيده فالسلسلة الصحيحة بيان الأحاديث الصحيحة حماية للمسلم من الوقوع في البدعة إذا استدل بغير الصحيح ،والسلسلة الصحيحة حماية ووقاية وانتشال للمسلم من أوحال البدعة وهو بهذا يؤكد هذا الأصل الرد على المخالف ويؤكد على منهجه في التصفية والتربية .

علما أن من مجالات التصفية الرد على المخالف وبيان فساد رأيه ومقالته وكتبه -رحمه الله تعالى- ورسائله متضمنة ذلك وينظر في هذا جميع كتبه بما فيها مقدمة شرح الطحاوية فقد كانت رداً على عبد الفتاح أبي غدة 

فتبين من خلال عرضنا لكلام هؤلاء الأئمة مخالفتهم لمنهج سالم الطويل .


ثالثًا : 

يتبين فساد استدلاله وتعلقه بالشيخ محمد العثيمين-رحمه الله تعالى-ودندنته الدائمة بأن التحذير من الأفراد بأعيانهم ليس من منهجه-رحمه الله- وبطلان هذا القول من وجوه هي :



الوجه الأول : 

تحذيرالشيخ محمد العثيمين-رحمه الله-من أناس بأعيانهم كتحذيره من :

١:

سلمان العودة .

٢:

وسفر الحوالي وقال : إن الخلاف معهما عقدي .

٣:

طارق السويدان وعدم الاستماع إلى أشرطته .

٤:

سيد قطب .

٥:

المسعري .


الوجه الثاني : 

توجيه الشيخ العثيمين-رحمه الله تعالى- طلاب العلم بالاستفادة من ردود الشيخ ربيع-حفظه الله- كإحالته لطلاب العلم بالاستفاده من رد الشيخ ربيع على سيد قطب .


الوجه الثالث : 

مدحه وثناؤه على الشيخ ربيع ووصفه له بالثقة .

وبهذا يتبين هشاشة تعلق المدعو سالم ،بطريقة العلامة العثيمين -رحمه الله-.

إذ أن طريقة الشيخ العثيمين-رحمه الله تعالى- والشيخ ربيع-حفظه الله- طريقة واحدة ومنهج واحد وهما جماعة واحدة لا جماعات متعددة.


ثامنًا :

 من خلال رسائل سالم يتبين حقده الدفين على طلاب العلم السلفيين يدل على هذا ماتفوه به من رميهم بالإرهاب،ووصفهم بكل قبيح فهم أهل إرهاب عند سالم وقد أخبره بذلك من وصفه بأنه"مؤمن آل فرعون الذي يكتم إيمانه"كما يقول خوفًا من أهل السنة إذا عند تعيين أسم الشخص ؛ كبرت كلمة فإن وصف واخلاق مؤمن آل فرعون أحق به هم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهم أحق بها لأن (الأنبياء إخوان لعلات « أمهات شتى » دينهم واحد ) بنحوه أو مثله فدين يوسف وموسى ورسولنا محمد -صلى الله عليهم وسلم تسليمًا -دين واحد فهم متفقون في توحيد الله ومتفقون في أصول الدين ولا يخالف أصل معتقدهم معتقد رسولﷺ.

وصحبه -رضي الله عنهم- وأتباعه أهل السنة والجماعة أتباع هدي السلف الصالح فهم من معين واحد فهم أحق بمؤمن آل فرعون و يستحقها أهل السنة أتباع السلف الصالح .




وقد رأيت أثناء اطلاعي على مقالاته بأنه يصف طلاب العلم السني السلفي بأوصاف هم براء منها فمنها :


أ:

ماعندهم إلا الردود في محاولة منه لثنيهم عن هذا الأصل العظيم من أصول السنة والجماعة .


ب:

تشبيههم بالرافضة .


ج:

 وبالحزبيين المندسين .


د:

وان أكثرهم جهال و ضعاف عقول وأعاجم (ولم يعلم ان كثيرا من جهابذه الحديث وأئمة السنة أعاجم والأمثلة كثيرة ويصفهم بأنهم من المبتدئين مع طعنه واستهزائه بكبار علماء السنة فلم يحترم الكبير ولم يرحم الصغير وفي هذا مخالفة صريحة لهدي رسولﷺ.



تاسعًا : 

الملاحظ على رسائل المدعو سالم أن له سهام طائشة موجه للامام العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله- والعلامة عبيد الجابري رحمه الله تعالى وعند التمعن وعرض أقوال سالم وأقوال أهل العلم نجد أن سالماً قد أعمته ردود اهل عليه علمًا بأن هذه الردود لم تأت مباشرة بل بعد مناصحة وتوجيه دام لوقت طويل لكن لم يفده النصح واستمر في غيه وهذيانه الذي تمثل في تعدد مقالاته وكثرة رسائله التي تضمنت  أخطائه العقدية والتي تمثلت في :


أ:

محاولته هدم أصل من أصول السنة وهو أصل  الرد على المخالف وكذبه على الأئمة الأعلام كالشيخ ابن باز و الألباني والعثيمين-رحمهم الله تعالى- في قوله عنهم أنهم 

ب:

وصف أهل السنة بأقبح الأوصاف كما مر سابقًا .

ج:

لم يسلم منه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – رضي الله عنهم – وجعل ماشجر بينهم دليلا بل شبهة ليتمسك بذلك،على صحة دعواه الباطلة .

د:

طعنه في علماء السنة والاستهزاء المستمر فيهم.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة ووفقنا الله وأخانا سالما الي مايحبه الله ويرضاه 

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


كتبه :

غازي بن عوض العرماني

في يوم الاثنين ١٠ مُحرم ١٤٣٦هـجـري 

الخميس، 13 مارس 2025

( بيان المعنى الصحيح والفهم السليم لحديث أبي واقد الليثي رضي اللهُ عنه وبيان سلامة الصحابة رضي اللهُ عنهم من الوقوع في الشرك وبراءتهم منه )



بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} 

أما بعد

فقد اطلعني احد الاخوة الكرام من طلاب العلم على تزكية يقال انني كتبتها لأحد طلاب العلم وهي تزكية لا اذكرها ولا أعلم عنها شيئا وقد حدث سابقا الكذب على اخيكم في مسائل متعددة ؛ولنفترض جدلا صحة هذه التزكية فإنني رأيت اهل العلم يزكون أناس ثم يبدو منهم ما يخالف تزكيتهم فيترك المعتقد الصحيح لأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ويعتنق فكرا دخيلا فيه مخالفة لما عليه المعتقد الصحيح لشيخه ومن كانت هذه حاله فينصح وإذا اعلن معتقده السئ واستمر عليه فلا مانع من كتابة ردا علميا عليه إبراء للذمة ونصحا للامة ولئلا يتبع في ضلاله والأمثلة كثيرة 

واما ما تم إرساله إلى اخيك فالمتأمل فيها أنها لا تفيد تعيين الخطأ على من وقع فيه وذلك لأنه جرى الرد  ولم يذكر النص الموثق الذي يدل على صحة ما نسب إلى المردود عليه من كلامه من كتاب او رسالة او تسجيل صوتي صحيح يثبت مانسب الى المردود عليه ؛ أعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها ومابطن ونسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يثبتنا واياكم على دين الاسلام وعلى سنة رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم 

وهذا بيان  علمي يبين خطأ هذا الداعية المتحدث إن ثبت صحة النقل عنه وفي هذا الرد إيضاح لمعتقد أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين اذ أنهم  خير الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فهم :" أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر رحمه الله تعالى من كلام الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وينظر الجامع حديث رقم ( ١٨١٠ ) 

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ ". 

رضى الله عنهم فأنزل بذلك ايات تتلى ومن ذلك قوله تعالى :{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح : ١٨ ]. 

وقوله سبحانه وتعالى :{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:١٠٠]. 

 وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى في قوله تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الفتح : ٢٩ ]

وروى الإمامان الجليلان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في صحيحيهما من حديث الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ).

وعن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. 

وندين الله بأننا ". نحبُّ أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ولا نفرِّط في حب واحدٍ منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم، ولا نذكُرهم إلا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغضهم كفرٌ ونفاق وطغيان"

و ".. مَن أضلُّ ممن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيِّين بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم! لم يستثنوا منهم إلا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خيرٌ ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة"[ الطحاوية وشرحها]

قال أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى :" إذا رأيتَ الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسنن أصحابُ رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى، وهم زنادقة ".

وهم سلفنا الصالح الذين يرجع إليهم في فهم الكتاب العزيز والسنةالنبوية ففي لغتهم العربية نزل القرآن الكريم وبينهم ومنهم ومن أنفسهم  الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم فخاب وخسر من لم يرجع إلى هديهم وفهمهم

وأما من زل في فهم حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه ومنهم هذا المتحدث ان صح النقل عنه

 وفيه يقول أبو واقد الليثي  رضي الله عنه : "خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط. فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله ﷺ: ( الله أكبر، إنها السنن. قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف:١٣٨]، لتركبن سنن من كان قبلكم ). فقد رواه الترمذي رحمه الله تعالى وصححه كما أن الإمام الألباني رحمه الله تعالى صححه في صحيح سنن الترمذي رحمه الله تعالى. .

وهذا الحديث لا يفيد ان بعض الصحابة رضي الله عنهم وقعوا في الشرك أو فعلوه كما قال ذلك من قل فهمه وعلمه إنما الفهم السليم والعلم الصحيح  لهذا الحديث هو ما أتى في فهم سلفنا الصالح انظر ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :"قوله صلى الله عليه وسلم: ( قلتم كما قال قوم موسى: { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: ١٣٨ ]، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم )، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم مجرد مشابهتهم للكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها، معلقين عليها سلاحهم، فكيف بما هو أعظم من ذلك من مشابهتهم المشركين، أو هو الشرك بعينه ". [ اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ( ٢ / ١٥٧)]. 

 وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد بعد أن ذكر حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه  في [  باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما ] 

"  فيه مسائل : المسألة الثالثة : كونهم لم يفعلوا.."

أي لم يفعلوا الشرك ولم يقعوا فيه رضوان الله عليهم .

قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى :".. جاء في سنن الترمذي بإسناد صحيح من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أنهم كانوا في سفر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمروا بشجرة من سدر عظيمة فقال بعضهم " يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " هذه الشجرة كان المشركون يعلقون عليها أسلحتهم فأعجب بعض الصحابة ذلك فقالوا اجعل لنا ذات أنواط حيث تناط بها الأسلحة كما لهم ذات أنواط وأنتم تلاحظون معي أن القضية ماهي يعني جوهرية كما يقولون اليوم لأنه اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ما لها علاقة بالعبادة ومع ذلك ماذا كان موقف الرسول عليه الصلاة والسلام تجاه هذه الكلمة اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال :( الله أكبر هذه السنن قلتم كما قال قوم موسى لموسى:{  اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}) شوفوا التحذير البليغ من الرسول عليه السلام أولئك اليهود قالوا لموسى اجعل لنا إلها نعبده كما لهم آلهة المشركون المخالفين لدين موسى عليه السلام في زمانه أن بعض الصحابة هؤلاء ما تكلموا فيما يتعلق بالعبادة والدين وإنما في أمر يعني ماذا نسميه عادي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فأنكر ذلك عليهم أشد الإنكار وقال هذا يشبه قول اليهود الذين انحرفوا عن التوحيد حينما فارقهم موسى إلى الطور فرجع إليهم فقال اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة الشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بالغ في تحذير أمته عن تقليدهم لغيرهم كل ذلك محافظة على شخصية الأمة لكي لا تذهب صورتها ولا تضيع شخصيتها... "[ متفرقات الألباني رحمه الله تعالى ( ١٦٨ )] . 

و ان ثبت صحة  النقل عن هذا الداعية  بأنه تكلم في لغته وهي لغة غير عربية فذكر :" ان بعض الصحابة رضي الله عنهم  وقعوا في الشرك".

كما أفاد بذلك  من نقل كلام هذا الداعية الي اللغة العربية  فهو كلام خطير جدا لرميه الصحابة رضي الله عنهم بالوقوع بالشرك وهم براء من هذا الشرك ومن الفهم السقيم لهذا الحديث.


زادنا الله وإياكم بسطة في العلم النافع والعمل الصالح والرزق والبركة والخير والستر والعافية والصحة وكفانا الله وإياكم شر الاشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس وحمانا الله وإياكم من شرور الدنيا وأضرارها وفتنها واحسن الله لنا ولكم الخاتمة 

آمين .

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.

الجمعة، 7 مارس 2025

( الرد على من استدلّ بقول بعض الفقهاء على جواز الإنكار علانية على ولاة الأمور مخالفا بطريقته هذه الشرع الحنيف)





بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }أما بعد:


فقد نشر احد طلاب العلم في في احد تطبيقات التواصل الإجتماعي كلاما للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في قوله بجواز الإنكار علانية على ولاة الأمور من أجل أن يكون في كلام العثيمين رحمه اللهُ تعالى تأييدا لرأي شيخه فركوس الذي يؤيد نصح الحكام علانية ومع الاحترام والتقدير لأهل العلم فإن الحق احق أن يتبع ف( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) 

وفي كتاب مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى نجد في رده على شيخ الإسلام الهروي رحمه الله عبارته المشهورة  :" شيخ الإسلام حبيب إلينا، والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك، ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله، ثم نبين ما فيه".

والمتعبد فيه هو اتباع ماجاء في كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

ففي كلام الله سبحانه وتعالى نجد ان الله سبحانه وتعالى يوصي رسله الكرام موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام بالقول اللين لفرعون :{ فقولا له قولا لينا } وهذا لفرعون الكافر الذي قال :{ أنا ربكم الأعلى} وهذا القول اللين في حضرة فرعون وليس أمام الناس وشرع من قبلنا شرع لنا وخاصة إذا جاء في شرعنا مايؤيده ومن ذلك حديث 

عياض بن غنم رضي اللهُ عنه وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ )أخرجه الطبراني رحمه الله في مسند الشاميين وابن ابي عاصم رحمه الله تعالى في كتاب السنة وصححه الامام الالباني رحمه الله تعالى في تخريجه لكتاب السنة حديث رقم ( ١٠٩٧ )

وكلامهم هذا باطل يخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كما سيرد في ثنايا هذه الرسالة 

وقد أستدلوا في في رسائلهم التي رأيت فيها تجويز إنكار المنكر علانية على ولاة الأمر والتي  استندوا فيها على شبهات  عبارة عن آثار وردت عن بعض صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عند التبين والتحقيق أنها لاتدل على مقصودهم بل وليست صالحة للاستدلال بها في هذه الشبه  على توهين الأصل السلفي العظيم المبني على سنة الرسول صلى عليه وسلم فهي وإن كان بعضها صحيح الثبوت سندا لكن عند الفقه في متنها نجد ما يخالف السنة ويضعف الاحتجاج بها عندالتحقيق إذ هي نقاش جرى بين الصحابة  رضي الله عنهم في مجالس غير معلنة وليس فيها إنكار علني على أحد منهم .


ومن ذلك : 


قول الصحابي الجليل عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: " قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا"، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ.فهاهو  الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في توجيه هذا الأثر يقول : " بشْر بن مروان كان أميراً على المدينة، وكان في ذلك الوقت الأمراء هم الذين يتولّون الخطبة والصّلاة، فجعل يخطب وجعل يشير بيديه يعني رافعاً يديه في الدّعاء، فدعا عليه، وهذا يحتمل أنه دعا عليه علناً، ويحتمل أنه حدّث به قومه بعد ذلك، والثاني أقرب ". قلت : وهو الموافق للسنة .

وهكذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).

فليس فيها جواز الإنكار العلني 

اذ أن ( عند ) تدل على أن الانكار جرى سرا ( عند ) ولي الأمر وليس معلنا. 

وهكذا حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه : أن أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)

فهذا تنبيه وتذكير وجرى الحديث بينهما ليس على جهة الاعلان ومع كون هذه القصة في صحيح الامام مسلم رحمه الله . 

ولكن في ثنايا الخبر جرت أمور تضعف شبهة من احتج بها على مقصده الباطل منها 




 أولاً :


 أن أبا سعيد رضي الله عنه قال :" مشيتُ مُـخاصراً مروان " .


 ومعنى المخاصرة أن كل واحدٍ واضعٌ يده في خصر الآخر، ويحدثه، فالناظرون يدركون أن هاذيْن المتماشييْن


المتخاصريْن يتحدثان بأمر، لكن لا يعلمون ما هو .


ثانياً :


 أن أبا سعيد رضي الله عنه لما قال لمروان: أين الابتداء بالصلاة ؟ قال : يا أبا سعيد لقد ذهب ما تعلم؛ إن الناس لا يجلسون لنا، وقد ذكر أنه - أعني أبا سعيد - يجذبه إلى الصــلاة، ومروان يجذبه إلى المنبر. فقال أبو سعيد رضي الله عنه: كلا؛ لا تأتون بخير مما أعلم، 


ثالثا : 


ثم استمع إليه، وصلى معه- أي ائتـمَّ به في الصلاة . ثم 


رابعا :


لم يتخذ من ذلك مجالاً للتشهير بالامير مروان اوالنيل منه .


خامسا : 


أن راوية أبي سعيد؛ وهو : عامرٌ بن سعد، قال : عن أبي سعيد، ولم يقل رأيت مروان يفعل كذا، وأبو سعيد يفعل كذا، ولم يقل سمعت أبى سعيد الخدري يقول لمروان، ومروان يقول له .


فبان بهذا التقرير دحض شبهة القوم، وأن هذا الحديث الصحيح؛ الذي هو في صحيح مسلم،عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وإنكاره على مروان صنيعه بتقديم خطبة العيد على الصلاة كان ســـــراً .


فأصبح الحديثان مجتمعيْـن غير مفترقيْن، مؤتلفيْن غير مختلفيْن- ولله الحمد والمنة .


ونصيحة الحاكم واجبة، والأحاديث الواردة في نصح الحاكم واضحة؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم :


( الدين النصــيحة، الدين النصــيحة، الدين النصــيحة) قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال ( لله، ولكتابه، ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم )


وأحاديث أخرى كثيرة في الباب .


لكن من الناصح ؟


 وكيف النصح ؟


 أما الكيفية فقد مضت، وعرفتموها .


- وأما الناصح فهم : 


المقربون إلى الحاكم من أهل العلم ؛ فقد يخفى على الحاكم حال أكثر الناس، وقد يكون في مقام يحتم عليه الحذر، إلا من ناس معينين .


" ثم ما سبق أثر عن صحابي جليل يؤكده ويوضحه ماثبت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا أردت أن تنصح حاكماً فإذا كنت من الذين يمكنهم الدخول إليه والـجلوس معه ومحادثته، فاصنع ما سـمعته في حديث عياض بن غـنم وهو حديـث صحيح بمجموع طرقه .


وإن كنت لا صـلة لك به، ولا تتمـكن مـن الدخـول علـيه، أو تتمـكن ولكـن لا تتمـكن من الـجلوس إليـه ومحادثته، بل استطعت أن تكتبها، وتسلمها بيده، مع السلام عليه، ثم تنصرف، فذاك أمرٌ جميل .


وإن لم تستطع فاكتب إلى من هو قريبٌ منه؛ فسوف يوصلها إليه، وسواءً قبل الحاكم، أو لم يقبل، سواءً وصلت إليه النصيحة، أو لم تصل، برئت ذمتك .


وإياك ثم إياك أن تغتر بصنيع هؤلاء القوم الذين يشـهــِّرون بالحكام على المنابر، وفي الـمحافل العـامة ويصـدعون بأخـطائهم؛ فإن هذا من التحريض الذي هو منهج الخوارج القَـعَـدية [ من أراد زيادة إيضاح وبيان فعليه برسالة صوتيه للشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله ]


وهنا نص بل نصوص ثابتة في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تلجم فاه من اراد الشر وايقاع الفتن في أهل الإسلام وتقطع النزاع حتما ويصار إليها وجوبا لأن دين الإسلام مبني على الوحيين - كتابا وسنة - ومن ذلك ماذكرناه في ثنايا هذه الرسالة و انظر مانقل عن الإمام أحمد رحمه الله [ المسند ٣١٢١] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: ( تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَقُولُ عُرَيَّةُ؟ قَالَ: يَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ( أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ )

وهذا الأثر من حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما يفيد بتحريم معارضة كلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآراء البشر مهما علت منزلتهم فالدين قال الله سبحانه وتعالى أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل:{ وماينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى } .

وسأورد نص الحديث السابق والذي يقطع النزاع وجوبا ويمنع تمييع أو تضييع أو تهميش هذا الأصل ويتعين اتباعه فرضا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم :  ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل [ فلا يبدها ] له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) .وهذا الحديث نذكر مالم نذكره سابقا فقد 

رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦)  والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧)  والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

وفي الحديث :

اشتراطات ثلاث لتوجيه النصح لولي الامر:


                      (  أولها  )




فلا يبذلها له علانية( لا يبدها علانية )  :


 وهذا نص صريح في منع اعلان الإنكار على ولي الأمر فهل نأخذ براي فلان أو فلان أو نأخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  . فلا شك أن الواجب المتعين على كل مسلم أتباع ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخالف في هذا إلا جاهل فيعلم أو ضال نسأل الله له الهداية أو أن يكفي الله المسلمين شره.




           (    الثاني  )


يأخذ بيده : 


بحيث لايكون حوله احد يسمع النصيحة ابعد عن الرياء وأبلغ في النصح وإغلاق لابواب الشر  التي يتضمنها النصح علانية .




                  (  الثالث ) 


وليخلوا به : 


مثل الأول والثاني   وأتى به للتأكيد على أهمية وجوب النصح سرا لما يترتب على العلن شرور عظيمة .


والاثار الصحيحة عن سلفنا الصالح تذكر أنه :


" لما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه : قال بعض الناس لأسامة بن زيد رضي الله عنه : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه. ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان رضي الله عنه وأنكروا على عثمان رضي الله عنه علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية رضي عنهما ، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة رضي الله عنهما وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وفي السنن عن عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه ، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه )" [ من كلام الامام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي بتصرف يسير ] 

وروى ابن ابي شيبه رحمه الله عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما : آمر أميري بالمعروف؟ قال:(  إن خفت أن يقتلك, فلا تؤنب الإمام, فإن كنت لا بد فاعلا فيما بينك وبينه ).

وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، لَعَنَ اللهُ الْأَزَارِقَةَ، حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ أَمِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا؟ قَالَ: " بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا ". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُ النَّاسَ، وَيَفْعَلُ بِهِمْ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ، عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ، فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ، وَإِلَّا فَدَعْهُ، فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ "

ولأنه يترتب على نصح الأمير علانية مفاسد عظيمة فيها القتل والإخلال بالأمن وزلزلة حياة الناس ومن ذلك مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي  اللهُ عنه 

واعلموا رحمنا اللهُ واياكم ان في النصح سرا بعدا عن الرياء للناصح واقرب للإصلاح للمنصوح . 


قال الإمام الشافعي رحمه الله :


تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي




وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه




فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ




مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه




وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي




فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه


( وجوب النصح سرا لولاة الأمر)

اصل سني سلفي مبني على ادلة شرعية ومن قال بخلافه فهذا رأي آحاد من الفقهاء بغير دليل شرعي فلا يعارض به نصوص الوحيين

وإعلان النصح والتشهير بالحكام خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي شعار عرفت به فرقة الخوارج كلاب النار والحذر واجب من اتباع عادتهم ف:( من تشبه بقوم فهو منهم ).حديث صحيح .

إذا اخطأ الشيخ  فلان او فلان من الناس فالمتعبد به هو اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويضرب بكلام غيره عرض الحائط فالسنة هي تحريم إعلان النصح على ولاة الأمر

وعلى المسلمين الحذر من اصحاب الشبهات الذين يريدون بهم القلاقل والمحن فالسنة واضحة وقد يجهلها بعض البشر

والله أعلم وصلى وسلم وبارك على نبينا الكريم وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.