السبت، 1 فبراير 2025

( أهمية العلم والعمل بسنة الرسول صلى الله عليه ومن ذلك تعلّم خُطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمّها أصحابه رضوان الله عليهم )




بسم الله الرحمن الرحيم 


الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } . [ النساء :  ١ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.[ آل عمران :  ١٠٢ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .[ الأحزاب :  ٧٠ - ٧١ ] )

أما بعد 

فإن خطبة الحاجة سنة مأثورة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم دل على ذلك ما قاله الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :"

عَلَّمَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَةَ الحاجةِ:( الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } . [ النساء :  ١ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.[ آل عمران :  ١٠٢ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .[ الأحزاب :  ٧٠ - ٧١ ] )

وهذا الحديث أخرجه أهل السنن رحم الله اهل السنن ومنهم : النسائي والترمذي وابن ماجه وأبو داود رحمهم اللهُ تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في الكلم الطيب ( ٢٠٦ ) وفي صحيح سنن ابن ماجة رحمه اللهُ تعالى ( ١٨٩٢ ) ؛ وهذه السنة هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي العمل بها متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ودليل محبته وفيها الخير والبركة ؛ وقد دار نقاش بيني وبين أحد الاخوة والذي كان رأيه أن يبدأ في الكتاب او الرسالة او المقالة مباشرة بدون ذكر هذه الخطبة او اي مقدمة أخرى فذكرت له ان العمل بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي تقديمك لهذه السنة في مؤلفك من كتاب او رسالة او مقالة او [ خُطْبَة ] والصواب ؛ بضمّ الخاء إذ هي كلام الخطيب على المنبر و [ الخِطبة ] بكسر الخاء  هي طلب المرأة للزواج

قال الله سبحانه  تعالى: { وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ }  [ البقرة : ٢٣٥] . والمعذرة عن الاستطراد في بيان النطق الصحيح لاحتياج طلاب العلم إلى بيان النطق الصحيح لهذه الكلمة؛ونعود إلى صلب موضوع رسالتنا وهو بيان أهمية الحرص على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكر خُطبة الحاجة ومما زادني تمسكا برأيي المتواضع الذي قوُاه الحرص على اتباع سنة المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنني وجدت كتابا  قام بتأليفه أحد رموز الخوارج التكفيرية [ من دعاة تنظيم القاعدة التكفيري ] ؛ فرأيته بدأ كتابه الذي ملأه بالتكفير بخُطبة الحاجة وفي طريقته هذه محاولة لخداع صغار طلاب العلم بأن كتابته جرت وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ بدأ في خُطبة الحاجة التي كان يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم أجمعين وذلك لذر الرماد في عيون  من يجهل حال هذا التكفيري وفرقته الدموية التكفيرية او يجهل العلم الشرعي فبينت في ردي على مجموع كتابه ومااحتواه من شبهات جرى تفنيدها  ان الخوارج المكفّرة يبغضون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما أتى هذا التكفيري بهذا الأسلوب وهو التقديم بخُطبة الحاجة لخداع  المسلمين ممن يجهل حال الخوارج ورموزها او يجهل علوم الشرع فلذا فمن بيان سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان أهمية العمل بها جرى إعداد هذه الرسالة وتحريرها ؛ رزقنا الله واياكم الفقه بالدين ف( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )

كما أتى ذلك في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما ؛ والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


٠٠٠٠٠

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .