الأربعاء، 26 فبراير 2025

( خواطر علمية دعوية )



بسم الله الرحمن الرحيم 


[  الخاطرة الأولى  ]


اطلعني احدهم على حديث لاحد الاخوة طلاب العلم وفيه يتحدث عن مسألة علمية فأجاد فيها وأفاد لكن في طريقته خالف السنة إذ ان هذا الذي قام بالإنكار عليه علانية هو ولي الأمر فكتبت تعليقا على حديثه أحببت إتحافكم به 

وهذا نصه : " أليس هذا نوع من الإنكار علانية على ولي الأمر المنهي عنه  ؟

فإذا كان هذا الأمر منكر كما قال فأينه عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه يقول صلى الله عليه وسلم :( من كان ذا نصيحة للأمير فلا يبدها [ وفي لفظ: يبذلها ] علانية وليأخذ بيده وليخلوا به )

طريقة اخوانية سمجة 

وذلك ان السنة ؛ ان يخبر ولي الأمر سرا كما مضت بذلك سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويخبره سرا كما اخبر العوام الهوام علانية فطريقة كلام الله تعالى المنزل القول اللين :{ فقولا له قولا لينا } وهذا في الكفر والشرك الأكبر المخرج من الملة فكيف بمن دونه من المعاصي [ والمعاصي  والله عظيمة يكاد المؤمن يذوب كمدا منها ]وفرعون هو الذي قال  :{ أنا ربكم الأعلى } ومن القول اللين اتباع السنة ومن اتباع السنة الاسرار بالنصح لولي الأمر عملا بالسنة وإعلان النكير على ولي الأمر خلاف السنة فبسببه قتل الخليفة الراشد المهدي عثمان بن عفان رضي اللهُ عليه الذي قوله سنة متبعة بقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .

رزقنا الله واياكم الفقه في الدين 

ولا أقول على جهة التشمت بطالب العلم هذا ؛ لكن طالب العلم حقيقة يقف عند كلام الله سبحانه وتعالى يريد وجه الله عز وجل ويمشي بنور السنة

ولهذا كان عمر بن الخطاب أمير المومنين وقافا عند كلام الله سبحانه وتعالى وهذا العمل المبتدع والمنكر المحدث سبقه كثير ممن يزعم انه منتسب للسنة ونهج السلف الصالح ولو كانوا كذلك لا تبعوهم بإحسان 

لكن العاطفة العاصفة 

واتباع من قل علمه بالسنة نتيجته غير مستغربه مثل حال هذا المتحدث عفا الله عنا وعنكم وعنه ….

ولعلماء السنة أتباع السلف الصالح صفات عرفوا بها 

وخصال اشتهروا بها 

فهم يعرفون :

كيف يتكلمون ؟

ومتى يتكلمون ؟

وبماذا يتكلمون ؟

ومع من يتكلمون ؟

وفي اي مكان يتكلمون ؟

وفي أي زمان مناسب يتكلمون ؟

وبأي صيغة ملائمة يتكلمون ؟

لذا  فصفة ( العلم ) فيهم لازمة ووصف ( العلماء  ) لهم ثابتة .

فليس فيهم :

جهل 

او ضلالة  

او غرور 

او طيش 

فهم 

عقلاء 

علماء 

فقهاء 

حكماء 

كرماء 

ربانيون  

إذا تكلموا في مسألة افهموا و نفعوا وشفوا ووفوا .

وإذا نقلوا خبرا صدقوا .

وإذا حكموا في قضية عدلوا .

وإذا ظلمهم الناس كانوا هم للعفو اقرب .

 فليس فيهم اذية لجميع  الخلق  .

وان أوذوا فشيمتهم الصبر وكتم الغيظ 

والإحسان إلى الخلق .

فهم 

سهول  

ميسرون 

هينون 

لينون 

قريبون من الله

 ومن صالح عباد الله .

يغلب عليهم :

الحلم 

والأناة 

والرفق 

والحكمة 

والتؤدة 

والسكينة 

والطمأنينة .

لهم نصيب عظيم وحظ جسيم   من ميراث الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فهم حجة ثقات عدول حفظة أثبات .

يسعون إلى نفع الخلق

 يبتغون ماعند الله 

وفق مراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .

خصالهم جميلة 

وصفاتهم نبيلة 

ومزاياهم  جليلة 

 ألفاظهم طيبة مباركة

معانيهم سامية 

سلموا من 

التكلف 

والتعمق 

والتقعر 

والتفيهق 

والغلو

والوكس 

والشطط 

يحرصون على توحيد الله ويتبعون السنة والأثر 

لهم الكعب العالي 

وقصب السبق 

والقدح المعلى 

في الحرص على اتباع السنة والأثر وفي  الفقه والنظر ؛ من تأمل سيرتهم  واطلع على تاريخهم  يجد ان هذه الأخلاق العالية لهم  مجتمعة فقط في علماء السنة والجماعةاتباع السلف الصالح .

جعلنا الله واياكم منهم .

ورزقنا الله واياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب الواسع  وأحسن الله لنا ولكم الخاتمة .

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

".

ماكتبته سابقا فالفضل لله وحده تعالى ربنا وتقدس ؛ والله إننا مساكين ضعفاء تحت رحمة الله نرجو رحمة الله فاسأل الله العظيم الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يرفعنا واياكم بطاعته ويبعد عنا وعنكم الشرك والضلال والبدع والخرافات والفتن والأهواء والظلم والفساد والشر وجميع أنواع الأمراض والأوبئة والظلم والنفاق وسوء الأخلاق وسوء الظن وان يهب لنا ولكم بسطة في الرزق وحسن الأخلاق وعلم نافع وعمل صالح وان يحسن لنا ولكم الخاتمة وان يجعل حياتنا كلها خالصة لوجه الله صوابا متبعا فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يتقبل منا ومنكم اعمالنا وأقوالنا ونياتنا الحسنة وان يعفو عن ذنوبنا وتقصيرنا وسيئاتنا وزلاتنا وخطايانا انه ولي ذلك والقادر عليه والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .


[  الخاطرة الثانية ]


بعث الي احد الاخوة طلاب العلم رسالة هذا نصها :" ‏قال السيوطي رحمه الله تعالى في التدريب صفحة (٣٧٧):

‏" من أعار كتابه فلا يبطئ عليه بكتابه إلا بقدر الحاجة.

‏قال الزهري: إياك وغلول الكتب، وهو حبسها عن أصحابها.

‏وقال الفضيل: ليس من أفعال أهل الورع ولا الحكماء أن يأخذ كتابه فيحبسه عنه، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه." اهـ

فتذكرتُ انني استعرت كتابا من احد المشايخ عنوان هذا الكتاب : ( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية )؛ و هو كتاب كبير من من تأليف الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ويشتمل هذا الكتاب  الرد على الشيعة الإثني عشرية وفرقة القدريّة، وقد كتبه في الأصل رداً على كتاب الرافضي المعروف ابن المطهر الحلي منهاج الكرامة …

معتذرا عن الاطالة  لاهمية الحديث عن هذا الكتاب وبيان منزلته العلمية ….

فقمت واتصلت هاتفيا بالشيخ الذي أعارني هذا الكتاب ومن فضل الله على اخيكم ان طلب هذا الشيخ الكريم الفاضل مني قبوله هبة هدية من فضيلته فجزاه الله عني خير الجزاء .

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الأحد، 23 فبراير 2025

( دراسة عن كتاب التوحيد لشيخ الإسلام الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في بيانه للعقيدة الصحيحة وما يضادها من عقائد فاسدة مع تفنيده لشبهات علماء السوء سدنة الفرق الضالة ورموز الجماعات المنحرفة )



بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

أما بعد:

فتأتِ رسالتي هذه مكملة لعشرات الرسائل في إيضاح

المعتقد الصحيح الذي دعا اليه  الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وكان اخر الرسائل في الذب عن عرض هذا الإمام وما تضمنته دعوته من توحيد وسنة فمن هذه الرسائل 

《 الإجابة عن أسئلة هامة بخصوص دعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله 》

https://ghazialarmani.blogspot.com/2021/08/blog-post_31.html?m=1


والرد على المدعو عمر بن أسامة بن لادن في طعنه في هذا الامام 


http://www.ghazialarmani.com/2023/05/blog-post_11.html


وكذلك تفنيدالشبهات التي ذكرها  المدعو فايز الكندري عن كتاب التوحيد ومؤلفه 


http://www.ghazialarmani.com/2025/01/blog-post_20.html


ورسالتي هذه 

 متحدثة عن مضمون أبواب كتاب التوحيد فقد أتى الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في دراسة جميع البدع والخرافات والمحدثات في عصره في جميع المدن والبلاد الإسلاميّة

فلاحظ  كثرة العلماءالمنحرفين وكثرة الفرق الضالة المنتسبة إلى دين الإسلام وبعدها عن ما جاء به دين الإسلام المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفق منهج وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي اللهُ عليهم اجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهو يعرف بمصطلح هدي السلف الصالح 

فرأى العقائد والأقوال والأعمال الشركية تنخر في كثير من امة محمد صلى الله عليه وسلم فرأى من النصح لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين وخاصتهم عملا بحديث الصحابي الجليل أبي رُقية تميم بن أوس الدَّاري رضي الله عنه : أن النبيَّ ﷺ قال: ( الدِّين النَّصيحة، قلنا: لمَن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين وعامَّتهم).رواه الامام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه؛ 

التحذير من هذه البدع والخرافات التي هي مابين الشرك او وسيلة للشرك ان يذكر البدعة والحدث الذي يخالف شرع الله فيأتِ رحمه الله تعالى بالأدلة الشرعية والبراهين الصحيحة التي تدل على العقيدة الصحيحة وتدل كذلك على بطلان وفساد معتقد اهل البدع وتفنيد باطل ذوي الانحراف العقدي ومن اطلع على كتاب التوحيد يجد هذا الامام انه لم يتطرق الى أسماء المذاهب الباطلة او أسماء سدنتها من رموز دعاة السوء والفساد فيها وإنما ذكر العقيدة الصحيحة بأدلة الكتاب العزيز والسنة النبوية ثم يتطرق إلى المعتقد او القول أو الفعل الشركي او وسيلة الشرك فيذكر الأدلة الشرعية على بطلانها وهذا من الحكمة التي وهبها الله لهذا الامام ومن علمه وعمله وتقديره للمصلحة وعمله بالقواعد الشرعية والتي منها :( أن درأ المفسدة أعظم من جلب المصلحة ) و إن الشريعة :( جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان ، ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعاً ، ودفع شر الشرين إذا لم يندفعا جميعاً ) 

وان الأمر بالمعروف يكون بالمعروف .ومع ذلك لم يسلم من اذيتهم ونبزهم وتعييرهم بالوهابية وإلحاق الضرر في كل من أنتسب إلى دين الإسلام الصحيح وهو ماعليه معتقد 

اهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وذلك ان بيان دين الإسلام الصحيح يقضي على مصالحهم الدنيوية والتي منها ما يتلقونه السدنة من خمس و أموال تصرف للمقبورين ونذور وزكوات بدعية تخالف الشرع الحنيف وفيها الشرك الأكبر والكفر بالله سبحانه وتعالى لأنها صرف لعبادة يستحقها الله سبحانه وتعالى وحده وصرفها لانسان مخلوق عبد لله سبحانه وتعالى وهو مع ذلك  ميت لم ينفع نفسه فكيف ينفع الأحياء 

او يجلب لهم نفعا او يدفع عنهم ضرا  .

كما أن التمسك بالدين الإسلامي الحنيف معناه أن يفقد هذا المبتدع منزلته وجاهه الذي بناه في الباطل في مجتمعه وعند طائفته فرأوا اهل الباطل محاولة منع الحق وهو دين الإسلام الصحيح يقول  الله سبحانه وتعالى :{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.[ التوبة: ٣٢]

فمن رحمة الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن قام هذا الامام ببيان باطل اهل الباطل وإيضاح ماهم عليه من بدعة وشرك ووسيلة له ولأن الله سبحانه وتعالى من رحمته وفضله ان هيّا لهذا الدين من علماء ينفون تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين مصداقا لقول الله تعالى:{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }.[ الحجر : ٩ ]. ومصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ في هذا الدينِ غَرْسًا ، يَسْتَعْمِلُهم فيه بطاعتِه إلى يومِ القيامةِ ) رواه الامام احمد وابن ماجه رحمهما اللهُ تعالى واللفظ له وصححه الامام الالباني رحمه اللهُ في صحيح الجامع حديث رقم ( ٦٧٩٢ ).

و من ذلك حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :( إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا ).رواه أبو داود رحمه اللهُ تعالى وصححه الامام الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٥٩٩ ) .

وفي حديث الصحابي الجليل  الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ ). رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى وفي رواية لمسلم رحمه الله تعالى :( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ).

ومعلوم ان امة محمد صلى الله عليه وسلم أتى الخبر الصحيح الصادق بافتراقها فعَنْ الصحابي الجليل مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قَالَ : أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ : ( أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ )رواه ابو داود رحمه اللهُ تعالى وقد ورد عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بطرق كثيرة وصححه ائمة الحديث  .

وفي رواية :( وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً ، قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) رواه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه وصححه الامام الالباني رحمه الله في ( صحيح الترمذي )رحمه الله تعالى 

فهذه الفرق الضالة التي اخبر عن ضلالها الرسول صلى الله عليه وسلم وافتراقها وبعدها عن سنته كان لها عبادات شركية ما بين أقوال وأفعال دائرة بين الشرك والكفر ووسائل الشرك فأتى الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى مبينا للمعتقد الصحيح المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وعلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مع بيان فساد المعتقدات الباطلة وما يدل على بطلانها من أدلة شرعية وبيان الحق بعلم وحكمة وصدق وعدل وحلم وانصاف ولم يذكر اسم فرقة ضالة او مذهب باطل ولم يتطرق الى أسماء دعاة و رموز هذه المذاهب الباطلة المنتسبة إلى دين الإسلام ودين الإسلام برئ منها ومع ذلك سمعنا ورأينا من ينبز ويعيّر بالوهابية بل امتد إلى التكفير واستحلال الدماء المعصومة البريئة ومنع نشر جميع مؤلفاته الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى من كتب ورسائل والتي  كلها أدلتها قال الله تعالى قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال الصحابة رضي الله عنهم. 

فهاهي منشورة مشهورة أمام الملأ لا تخرج عن دين الإسلام الصحيح بل مؤلفاته أتت لبيان دين الإسلام الصحيح وهذا البيان الشرعي لا يرضاه ولا يرتضيه اصحاب الملل الضالة والمذاهب المنحرفة وعند الله تجتمع الخصوم.

و في رسالتنا هذه حديث موجز عن مضمون كتاب التوحيد ومافيه من أبواب فنجد في مقدمة هذا الكتاب ايات القران الكريم كلام الله سبحانه وتعالى المنزل ومنها قوله تعالى:{ وما خلقت الجنّ والإنس إلًا ليعبدون }[الذاريات : ٥٩ ]وقوله تعالى:{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }.[ النحل : ٣٦ ] .وقوله تعالى:{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}.[النساء : ٣٦ ]. الايات في هذا الباب في فضل التوحيد وأهميته وبيان معناه وان سبب خلق الجن والإنس هو توحيد الله سبحانه وتعالى ونبذ الشريك عنه وان دعوة جميع الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام هي الدعوة إلى توحيد الله تعالى ونفي الشريك والند والضد عنه وان من رحمة الله تعالى وفضله وجوده وكرمه ان يدخل جنته الموحد وان يبعده عن عذاب الله تعالى وبين الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد كيفية وصول العبد إلى توحيد الله تعالى وذلك بأمور منها تحقيق التوحيد بالابتعاد عن الأقوال والأفعال والمعتقدات الشركية ثم قام رحمه الله تعالى بتوضيح أكثر لمعنى تحقيق التوحيد والتي منها الخوف من الشرك بالله سبحانه وتعالى وذلك بالسعي بتطهير النيات والاعتقادات القلبية  والافعال والأقوال من الشرك بالله سبحانه وتعالى وذلك بالعمل بالعلم الشرعي المؤدي إلى معرفة معنى شهادة التوحيد ( لا اله إلا الله محمد رسول الله)

ثم بعد العلم والبصيرة فيه تأتِ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عليهم يدعون إلى الله عز شأنه وجل في علاه .

ثم بين رحمه الله تعالى صورا من الأعمال والأقوال والاعتقادات الشركية حرصا منه على نفع الناس وخوفا عليهم من الوقوع في مانهى الله عنه ونهى عنه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وأعظم ذلك الوقوع في الشرك بالله سبحانه وتعالى وتحذيرا للابتعاد عنها ومن ذلك الرقى الشركية والتمائم والتولة والتبرك بالأشجار والأحجار ونحوها .

واتبع ذلك بيان العبادات الشرعية الخالصة لله سبحانه وتعالى فلا تصرف لغيره فمنها الذبح والنذر ومنها الابتعاد عن اي وسيلة تقرب الى الشرك بالله تعالى وتقدس كالذبح والنحر لله تعالى في المكان الذي كان يذبح فيه لغير الله سبحانه وتعالى تطهيرا للجنان من الاعتقاد الشركي والبعد عنه عملا بأدلة الشرع ثم نبه على اعتقادات قلبية وأقوال وأفعال شركية كالاستعاذة والاستعانة والاستغاثة بغير الله في أمور لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى ومن اهم العبادات التي يجب صرفها لله عز وجل الدعاء فبين عظيم شأنه وأنه عبادة فلا تصرف لغير الله سبحانه وتعالى 

ونبه كذلك على وسيلة شركية وقد تكون عبادة شركية مثل الغلو في الصالحين ورفعهم فوق منزلتهم الشرعية وعبادتهم من دون الله سبحانه وتعالى وهم عباد لله تعالى ربنا وتقدس ومن أجل توضيح الشفاعة الشرعية ومن يستحقها والشفاعة الباطلة قام بتوضيح هذه الأنواع ونبه الي  عدم الاغترار بشبهات أصحاب البدع  والمحدثات وانها عين قول المشركين بقولهم :{ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [ الزمر : ٣ ].

ونبه في رسالته إلى خطر علماء السوء في إضلال الناس مستدلا بقوله تعالى:{ اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}.

وبيّن رحمه الله تعالى أن التوفيق إلى هداية الله تبارك وتعالى من الله فتطلب من الله تعالى وتقدس فلا تطلب من غيره من العباد وأما هداية الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والعلماء المصلحين إنما هداية دلالة وارشاد فيهدي الله من يشاء رحمة وفضلا ويضل من يشاء عدلا وحكمة

وأتى بعدها في بيان طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في حمايته لجناب التوحيد وسد أبواب الشر المفضية إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى ثم ذكر بعض الأعمال الشركية التي قامت وتضمنت الشرك بالله سبحانه وتعالى فمن ذلك السحر والكهانة وعلاج السحر بسحر مثله وهي النشرة الشركية والتطير والتنجيم السحري والاستسقاء بالانواء و من أعظمها اتخاذ الأصنام والأوثان والأضرحة والقبور والمشاهد والانداد والاضداد والخوف الشركي من المخلوقين والتوكل عليهم في أمور لايقدر عليها الا الله سبحانه وتعالى وبيّن رحمه الله تعالى عظيم الأمن من مكر الله وان هذه حال من قل خوفه من الله تعالى وتقدس مثل المنافقين ثم بعد ذلك رأى انه من المناسب ذكر أهمية الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي و الصبر على المصائب وكل ذلك بقضاء الله وقدره فلا بد من الإيمان والتسليم وعدم الجزع والتسخط، ثم

حذر من كل قول أو فعل أو اعتقاد يخالف شرع الله سبحانه وتعالى موضحا ان دعوى محبة الله تعالى وتقدس ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ليست إدعاء فقط مع مخالفة هذه الدعوى وذلك بالإتيان  بأنواع الشرك وصوره فلاتنال محبة الله تعالى وتقدس ومحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في معصية الله تبارك وتعالى و معصية رسوله صلى الله عليه وسلم بل لابد من موافقه القول والعمل والاعتقاد في الإخلاص لله سبحانه وتعالى واردة ما عنده سبحانه وتعالى و تجريد توحيد المتابعة وذلك بالعمل الصواب الذي جاء به وامر به الرسول صلى الله عليه وسلم بإتباع الكتاب العزيز والسنةالنبوية وفق هدي سلفنا الصالح ثم تطرق الي بقية الخلف بغير الله سبحانه وتعالى والي الألفاظ البدعية المشتملة على الشرك بالله سبحانه وتعالى وحذر منها َبيّن عظيم خطرها ثم ألحق ذلك في بيان توحيد الأسماء والصفات وتحريم الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته التي وردت في كلام الله سبحانه وتعالى وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم جرى حديثه عن عمل فرق المعطلة الجهمية التي أنكرت قضاء الله وقدره ثم تطرق الي التصوير وأنه كان السبب في وجود اول شرك وقع في الارض كما في الأثر الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما فجميع أبواب كتاب التوحيد كلها في  توحيد الله سبحانه وتعالى فكله توحيد من اول باب الي اخر باب يذكر الآية الكريمة والحديث النبوي والآثار عن سلفنا الصالح ولم يأت برأي من عنده والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى جرى في صياغة تأليفه لكتاب التوحيد على وفق منهج علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وهم أهل الحديث والأثر والفقه والنظر متبعا أصولهم متمشيا وفق قواعدهم العلمية ومعلوم ان الكمال لله وحده سبحانه وتعالى فقد يأت بحديث قد يرى صحته على جهة الإستشهاد والاعتضاد ومعلوم

ان جميع أبواب كتاب التوحيد مقبولة عند جميع علماء السنة اتباع السلف الصالح إذ أن معاني هذه الأبواب ، كلها صحيحة مقبولة، مُتلقَّاة بالقبول عند أهل العلم السني السلفي لأنها مبنية على أساس متين من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فمن أراد من أهل الأهواء والبدع والفرق الضالة  والجماعات المنحرفة العيب فيه وشينه فإنما لوقوع هذا الشائن الخائن في احد الأمراض العقدية المخلة في أصل التوحيد أو كماله والتي أتى كتاب التوحيد بإدلة الشرع على بطلانها وتفنيد فساد شبهاتها وان فيه خصلة أو خلة أو صفة أو توجه عقدي يخالف كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فجميع فرق الضلال رد على أقوالها وأفعالها ومعتقدها الباطني القلبي فهو شفاء وعافية ودليل خير لأهل الخير ولمن أراد الخير لكن أهل الباطل لابد من ان ينتصروا لباطلهم بالباطل بطرق ملتوية لكن الحق واضح ابلج والباطل غامض لجلج وللعلم فعندما  ظهر المتلونون الملبسون على الناس اللابسون لباس التقوى اللاعبون بنصوص الشرع الذين كانوا سببا في توجيه سهام الهجوم بالباطل على هذا الإمام الطيب المبارك المصلح الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى ولعل من أشهر الفرقة  التي ادعت اتباعها لدعوة هذا الإمام وهي محاربة له مضادة لدعوته بل هي محاربة لدين الإسلام ولسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( جماعة الإخوانية الخوارج ) وفرعها الذي عُرف باسم ( فرقة الحدادية الخوارج ) وتعتبر هذه الفرقة من قامت بالامداد الفكري لتنظيم داعش الدموي ويزعمون أنهم على نهج السلف الصالح وهديهم وكذبوا والله في دعواهم فهم حرب على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحرب على هدي السلف الصالح وحرب على دعوة الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى يتبين ذلك في تكذيبهم لنصوص هذا الامام والتي جرى تدوينها  في مؤلفاته من كتب ورسائل   المسائل التي خالفوه فيها كثيرة اذكر منها  (مسألة الـعذر بالجهل)

و إيضاح لهذه  المسألة  فإن أهل التكفير لا يعذرون بالجهل والعذر بالجهل هو ماجاء به كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهو  القول الصواب وبه قال كبار علماء الاسلام و أئمة السنة و خالفتهم فرق الخوارج  جميعها بما فيهم الحدادية.

وقد دل على العذر بالجهل الكتاب والسنة وكبار أهل العلم   .

والحدادية يكفرون المسلم مباشرة وان كان معذورا وان لم يكن قد ارتكب قولا أو فعلا يخرج من الملة. 

وهذه أحد الفواقر التي رمت فرقة الحداديه علماء الإسلام بالإرجاء وطريقتهم هذه هي عين مذهب الخوارج والتي خالفوا فيها معتقد أهل  السنة والجماعة اتباع السلف الصالح .وقد  نقل العلامة  حرب الكرماني رحمه الله تعالى في عقيدته صفحة ( ١٠٩) عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قوله : " وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة ، وكذبت الخوارج ، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس ومن خالفهم كفار " انتهى كلامه رحمه الله تعالى. 

ومسألة العذر بالجهل الخلاف فيها لايلزم منه تبديع او رمي بالإرجاء او إخراج من الملة فهذه المسألة  ليس لها ثمرة على أرض الواقع فالخصمان في التطبيق العملي يعذرون   فالقضاة  يرون أنه لابد من إستتابة  من وقع في أي خطأ يستحق العقوبة وذلك ليعلم سلامة عقله المعتبر شرعا ..وهل هو فاقد له  كالمجنون أو   السكران حال شروعه بالفعل أو القول المحرم ؟

ثم ينظر  هل كان المخطئ جاهلا 

أو صغيرا 

أو أصما 

أو أبكما 

أو هرما  بحيث لايعي مايقوله او يفعله  ولايدرك من حوله  .

  ثم ينظر نوع  الفعل وهل  نصوص  الشرع أتت بالقول بكفره ؟

وهل شروط التكفير متوفرة فيه؟ وهل يصح إنطباق شروط التكفير على من وقع في الكفر في قوله أو عمله ؟ .

والقول بتعين هذه المسألة من إقامة الحجة والعذر بالجهل أتت وفق شرع الله فقد أنزل الله كلامه المقدس على رسله عليهم الصلاة والسلام لإقامة الحجة على عباده  بتوحيده ونبذ الشريك عنه تعالى وتقدس؛ فأرسل الرسل و الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. 

وأنزل سبحانه وتعالى كلامه على رسله ؛ قال الله تعالى وتقدس:{  وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا  }.

والآيات والأحاديث مستفيضة متواترة بهذا المعنى 

و العذر بالجهل قول كبار علماء الإسلام بما فيهم  الإمام العلامة إبن عثيمين رحمه الله في رسالة له بهذا الخصوص قام بكتابتها   وهي مطبوعة  منشورة بسط الكلام فيها على هذه المسألة فأفاد وأجاد رحمه الله .

ولايلزم- كما يشاهد -  من هذه المسألة القول بتكفير أو تضليل أو رمي بالإرجاء  لمن قال بإقامة الحجة أو عدمه ممايدل على أن ظاهرة التبديع والتكفير  بالإرجاء في هذه المسألة  تقف خلفه جماعات تكفيرية خارجية لها أهداف دنيوية سياسية فلذا رأوا أن من المصلحة الدنيوية لحزبهم نشر فرية رمي  الأئمة الأعلام بالإرجاء ليتسنى لهم إبطال حجج من خالفهم من علماء الأمة الناصحين المخلصين المحذرين من اساليبهم ومن حزبهم ومن أهدافهم ومن رموزهم ...

وقد رأيت من تشدد في هذه المسألة وبدع وقام بتكفير المسلمين بغير موجب شرعي ورمى من منعه من ذلك بالإرجاء مما يدل على أن  لهم ارتباط واضح بفكر سيد قطب اذ لا تخلو منه كتبهم ومؤلفاتهم ..

ف:"إنَّ وَرَاءَ الأكَمةِ مَا وَرَاءَهَا " .ثم انظروا عمل الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في اعماله لقاعدة العذر بالجهل وفق معتقد أهل السنة والجماعة وعدم تكفيره لمن عمل الكفر أو قال به  مع جهله وعدم إقامة الحجة الرسالية عليه قائلا رحمه الله : " وإذا كنَّا لا نكفِّر من عبدَ الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفِّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل؟! سُبحانَكَ هذا بُهتانٌ عَظِيم".[ الدرر السنية (  ١ / ١٠٤)]. 

وأما المسألة الأخرى وهي ( مسألة  عدم تكفيره لمن ترك الصلاة تهاونا وكسلا )

فقد انكر أهل التكفير  الخلاف في هذه المسألة وجعلوا القول فيها قولا واحدا وهو القول بتكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا وانكروا الأقوال الأخرى وبدعوا من لم يكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا مع وجود أدلة  الشرع التي تؤيد قول من قال بعدم تكفير تارك الصلاة تهاونا وكسلا و أنظروا أقوال كبار علماء الإسلام في هذه المسألة ؛ قال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني رحمه الله في رسالته العقدية المشهورة [ شرح عقيدة السلف اصحاب الحديث ] :

حكم تارك الصلاة عمداً :“واختلف أهل الحديث في ترك المسلم صلاة الفرض متعمدا، فكفره بذلك أحمد ابن حنبل وجماعة من علماء السلف، وأخرجوه به من الاسلام، للخبر الصحيح المروي عن النبيﷺأنه قال:( بين العبد والشرك[ والكفر ] ترك الصلاة). [رواه الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه  واحمد رحمه الله في المسند ورواه أهل السنن من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه]:([ العَهدُ الَّذي بينَنا وبينَهُمُ الصَّلاةُ ف]من ترك الصلاة فقد كفر). [ رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه رحمهم الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجة رقم الحديث (٨٨٤)؛ وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم الحديث ( ٥٦٤ )].

وذهب الشافعي رحمه الله وأصحابه وجماعة من علماء السلف -رحمة الله عليهم أجمعين- إلى أنه لا يكفر به مادام معتقدا لوجوبها، وإنما يستوجب القتل كما يستوجبه المرتد عن الاسلام، وتأولوا الخبر : من ترك الصلاة جاحدًا كما أخبره سبحانه عن يوسف عليه السلام أنه قال :

{إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون} [يوسف:٣٧]ولم يك تلبس بكفر فارقه، ولكن تركه جاحدا له.”

انتهى كلامه رحمه الله وما بين [  .  ] زيادة قمنا بكتابتها اتماما للفائدة .

وقال الامام أحمد بن حنبل رحمه تعالى :

“ويخرج الرجل من الايمان الى الاسلام فإن تاب رجع الايمان ولايخرجه من الاسلام الا الشرك بالله العظيم أو برد فريضة من فرائض الله جاحدا لها فإن تركها تهاونا وكسلا كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه.” انتهى كلامه رحمه الله .[طبقات الحنابلة بتحقيق حامد الفقي ( ٣٤٣/١)].

قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى  :

"وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر، وأما الاعمال الأربعة فاختلفوا في تكفير تاركها، ونحن إذا قلنا : أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب، فإنما نريد به المعاصي كالزنا والشرب، وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور.

وعن أحمد في ذلك نزاع، وإحدى الروايات عنه :

أنه يكفر من ترك واحدة منها وهو اختيار أبي بكر وطائفة من أصحاب مالك، كابن حبيب.

وعنه رواية ثانية :

لا يكفر إلا بترك الصلاة والزكاة فقط،

ورواية ثالثة :

 لا يكفر إلا بترك الصلاة، والزكاة إذا قاتل الامام عليها.

ورابعة :

 لا يكفر إلا بترك الصلاة.

وخامسة : 

لا يكفر بترك شيء منهن وهذه أقوال معروفه للسلف ". انتهى كلامه رحمه الله تعالى .[مجموع الفتاوى(٣٠٣/٧)] .وسئل شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :

” عما يقاتل عليه ؟

وعما يكفر الرجل به ؟

فأجاب : أركان الاسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة ؛ فالأربعة: إذا أقر بها، وتركها تهاوناً، فنحن و إن قاتلناه على فعلها ، فلا نكفره بتركها ؛

والعلماء : اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم وهو الشهادتان.”.انتهى كلامه رحمه الله تعالى .[الدرر السنية ( ١ / ١٠٢)]

قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله :

“سألني الشريف عما نقاتل عليه، و ما نكفر به ؟

فقال في الجواب إنا لا نقاتل إلا على ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان بعد التعريف، إذا عرف ثم أنكر ..”.انتهى كلامه رحمه الله تعالى .[ الدرر السنية (٣١٧/١)].

وقال الشيخ عبداللطيف رحمه الله :

“وأخبرتهم ببراءة الشيخ، من هذا المعتقد والمذهب وأنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله، من الشرك الاكبر والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً له فيما يستحقه على خلقه، من العبادات والالهية وهذا : مجمع عليه أهل العلم والايمان.”. انتهى كلامه  رحمه الله تعالى .[الدرر السنية(٤٦٧/١)] .

قال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله :

“الأصل الثالث: أن الإيمان مركب، من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب، وهو: اعتقاده; وقول اللسان، وهو: التكلم بكلمة الإسلام;

والعمل قسمان: عمل القلب، وهو: قصده، واختياره، ومحبته، ورضاه، وتصديقه;

وعمل الجوارح، كالصلاة، والزكاة، والحج، والجهاد، ونحو ذلك من الأعمال الظاهرة;

فإذا زال تصديق القلب، ورضاه، ومحبته لله، وصدقه، زال الإيمان بالكلية .

وإذا زال شيء من الأعمال، كالصلاة، والحج، والجهاد، مع بقاء تصديق القلب، وقبوله،

فهذا محل خلاف،

هل يزول الإيمان بالكلية، إذا ترك أحد الأركان الإسلامية، كالصلاة، والحج، والزكاة، والصيام، أو لا يزول؟

وهل يكفر تاركه أو لا يكفر؟

وهل يفرق بين الصلاة، وغيرها، أو لا يفرق؟

فأهل السنة مجمعون على أنه لابد من عمل القلب، الذي هو: محبته، ورضاه، وانقياده والمرجئة، تقول: يكفي التصديق فقط، ويكون به مؤمناً;والخلاف، في أعمال الجوارح، هل يكفر، أو لا يكفر؟ واقع بين أهل السنة ؛ والمعروف عند السلف: تكفير من ترك أحد المباني الإسلامية، كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج;

والقول الثاني :

 أنه لا يكفر إلا من جحدها.” انتهى كلامه رحمه الله.[ الدرر السنية(٤٧٩/١)].

وزيادة إيضاح لمسألة حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا بالإدلة الشرعية واقوال العلماء فيها ؛ فإن 

الجمهور من أهل الحديث وفقهاء  المالكية والشافعية و الاحناف وقول عند الحنابلة يرون عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا. 

بل ذهب ابن قدامة رحمه الله إلى عدم كفر تارك جحدا لوجوبها حتى تقام عليه الحجة الرسالية ؛ قال رحمه الله:

" تَارِكَ الصَّلَاةِ لَا يَخْلُو ; إمَّا أَنْ يَكُونَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا , أَوْ غَيْرَ جَاحِدٍ , فَإِنْ كَانَ جَاحِدًا لِوُجُوبِهَا نُظِرَ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ جَاهِلًا بِهِ , وَهُوَ مِمَّنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ , كَالْحَدِيثِ الْإِسْلَامِ , وَالنَّاشِئِ بِبَادِيَةٍ , عُرِّفَ وُجُوبَهَا , وَعُلِّمَ ذَلِكَ , وَلَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ ; لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ ....." إنتهى كلامه رحمه الله[ المغني ( ٢ / ١٥٦ )] .

وأما أثر عبد الله بن شقيق العقيلي رحمه الله ، وفيه يقول : ” كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة “.فقد ضعفه أهل العلم سندا ومتنا منهم الإمام ربيع المدخلي حفظه الله ومن أراد زيادة علم وفائدة فعليه بالإطلاع على  رسالة فضيلته بعنوان  [ الحدادية تتسقط الآثار الواهية والأصول الفاسدة

وهدفها من ذلك تضليل أهل السنة السابقين واللاحقين ] .

وهنا إجماع خلاف إجماع شقيق رحمه الله فقد نقل أهل العلم إجماعا يضاده ويخالفه وفيه عدم كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا  

قال ابن قدامة رحمه الله:

" ذَلِكَ إجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ ؛ فَإِنَّا لا نعلَمُ فِي عَصْرٍ مِنْ الْأَعْصَارِ أَحَدًا مِنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ تُرِكَ تَغْسِيلُهُ , وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ , وَدَفْنُهُ فِي مَقَابِر الْمُسْلِمِينَ , وَلَا مُنِعَ وَرَثَتُهُ مِيرَاثَهُ , وَلَا مُنِعَ هُوَ مِيرَاثَ مُوَرِّثِهِ , وَلَا فُرِّقَ بَيْنَ زَوْجَيْنِ لِتَرْكِ الصَّلَاةِ مِنْ أَحَدِهِمَا ; مَعَ كَثْرَةِ تَارِكِي الصَّلَاةِ , وَلَوْ كَانَ كَافِرًا لَثَبَتَتْ هَذِهِ الْأَحْكَامُ كُلُّهَا , وَلَا نَعْلَمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خِلَافًا فِي أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا , وَلَوْ كَانَ مُرْتَدًّا لَمْ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءُ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ ، وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ في تَكفِيره فَهِيَ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيظِ , وَالتَّشْبِيهِ لَهُ بِالْكُفَّارِ , لَا عَلَى الْحَقِيقَةِ , كَقَوْلِهِ عليه السلام : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ , وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) ، وَقَوْلِهِ ( شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ )[ صح بلفظ :( مَنْ مات وهو مُدْمِنُ خمرٍ ، لقِيَ ربَّهُ وهو كعابِدِ وثَنِ) رواه أحمد وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم( ٦٥٤٩) انتهى تعليقنا وهو مابين الأقواس ]  وَأَشْبَاهِ هَذَا مِمَّا أُرِيدَ بِهِ التَّشْدِيدُ فِي الْوَعِيدِ ". انتهى كلامه رحمه الله [ المغني" ( ٢ / ١٥٧ ) ].

ومن إدلة هذا القول ما ورد في الكتاب العزيز فمن ذلك قوله تعالى وتقدس :{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }. ويؤيدهذا القول ما ثبت في السنة ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه مرفوعا : ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ).رواه البخاري ومسلم رحمهما الله. 

 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( أَبشِروا ، و بَشِّروا مَن وراءَكم ، أنه مَن شهِد أن لا إلهَ إلا اللهُ صادقًا دخل الجنَّةَ ) صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم  ( ٣٥ ).ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح السنة :( مَن شَهِد أن لا إله إلا اللهُ دخل الجنةَ ).أخرجه أحمد وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم( ٧١٢)

وحديثُ البطاقةِ , في الرَّجلِ الَّذي يُؤتَى به ويُوضعُ له في كفِّه تسعةٌ وتسعون سِجلًّا , كلُّ سِجِلٍّ مدَّ البصرِ , ثمَّ يُؤتَى بتلك البطاقةِ فيها : لا إلهَ إلَّا اللهُ فيقولُ : يا ربِّ , وما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلَّاتِ ؟ فيقولُ اللهُ تعالَى : إنَّك لا تُظلمُ . فتُوضعُ تلك البطاقةُ في كِفَّةِ الميزانِ . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فطاشتِ السِّجلَّاتُ , وثقُلتِ البطاقةُ). أخرجه  الإمام أحمد في مسنده وابو داود والنسائي وابن ماجه رحمهم الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه ( ١١٥٨) .ومن ذلك حديث :( يَدرُسُ الإسلامُ كما يَدرُسُ وَشْيُ الثوبِ حتى لا يعلمَ أحدٌ لا صلاةَ ولا صيامَ ولا نسكَ حتى إنَّ الرجلَ والمرأةَ ليقولانِ: قد كان مَن قبلَنا يقولونَ: لا إلهَ إلا اللهُ فنحن نقولُ: لا إلهَ إلا اللهُ قال له صِلَةُ : ما تُغني عنهُمْ : لا إلهَ إلا اللهُ ؟ قال: يدخُلونَ بها الجنةَ ويَنجونَ بها منَ النارِ ) 

رواه أبن ماجه رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه حديث رقم( ٣٢٨٩ ).

قال الإمام ابن باز رحمه الله   : " اختلف العلماء رحمة الله عليهم في حكم تاركها هل يكون كافراً كفراً أكبر، أو يكون حكمه حكم أهل الكبائر؟ على قولين لأهل العلم فمنهم من قال: إنه يكون كافراً كفراً أصغر كما ذكره السائل عن الشافعية وهكذا عن المالكية و الحنفية وبعض الحنابلة، وقالوا: إن ما ورد في تكفيره يحمل على أنه كفر دون كفر وتعلقوا بالأحاديث الدالة على أن من مات على التوحيد وترك الشرك فله الجنة، وهذا موحد مات على توحيد الله فلا يكون كافراً كفراً أكبر "و" ترك الصلاة كفر بواح فيه أدلة أخرى، وهذا هو القول الصواب وإن كان القائلون به أقل من القائلين بأنه كفر أصغر " 

المصدر : 

[  ما سبق من مجموع فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله تعالى ومن فتاوى نور على الدرب من الموقع الرسمي لهذا الإمام رحمه الله ].

وذهبت الحدادية الخوارج إلى تبديع وتكفير جمهور أمة محمد صلى الله عليه وسلم وليس لهم سلف في ذلك فالقائلون من أهل السنة بكفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا لم يرموا جمهور علماء الإسلام بالارجاء ولم يميلوا  إلى إخراجهم من الملة ..كما فعلت الحدادية الخوارج وقد شاهدت مؤلفا  لأحدهم جعل القول في حكم تارك الصلاة تهاونا وكسلا قولا واحدا وهو تكفيره فقط

وسبب  ذلك تعالمه وجهله في هذه المسألة والا فالجمهور على خلاف قوله كما مر معنا  .

وبفضل الله تبارك وتعالى ورحمته فقد تم بسط الكلام على هذه المسألة والمسألة التي قبلها في عدة رسائل من أرادها يجدها في موقعنا. 

واخيرا :

فإن كتاب التوحيد قام بتأليفه الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى لدلالة الناس على الطريق النبوي الصحيح لسلامة توحيد العباد فهو لا يخرج في هذا المؤلف عن الاعتماد على:

اية كريمة 

او حديث نبوي شريف

او أثر عن الخلفاء الراشدين او عن قول لأحد الصحابةرضي الله عنهم او عن التابعين لهم باحسان وهاهو كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى منشور موجود في جميع المكتبات لايخرج عن ادلة الشرع ومن زعم خلاف كلامي هذا فعليه البينة وإلا فالكذب لا يحسنها الا من قل خوفه من الله سبحانه وتعالى 

لهذا أقول 

لماذا :

منع هذا الكتاب ؟

لماذا تكفير صاحبه ؟

لماذا تبديعه ؟

ولماذا استحلال دماء الأبرياء المعصومة ؟

ولماذا النبز والتعيير بالوهابية ؟ 

فمن أراد الطعن في هذا الامام إنما أراد الطعن والثلب في ما يحمله من عقيدة صحيحة مبنية على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ودين الإسلام تكفل الله بحفظه ونصر أوليائه ؛ قال الحافظُ ابنُ عَساكِر رحمه اللهُ تعالى في كتابه ( تبيين كذب المفتري ): " اعلَمْ يا أخي وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك لِمَرْضاتِه، وجعَلَنا ممَّن يخشاه ويتَّقِيه حَقَّ تُقاتِه، أنَّ لُحومَ العُلَماءِ رحمةُ اللهِ عليهم مسمومةٌ، وعادةَ اللهِ في هَتْكِ أستارِ مُنتَقِصِيهم معلومةٌ؛ لأنَّ الوقيعةَ فيهم بما هم منه بَراءٌ أَمْرُه عظيمٌ، والتناوُلَ لأعراضِهم بالزُّورِ والافتراءِ مَرْتَعٌ وَخِيمٌ، والاختِلاقَ على من اختاره اللهُ منهم لِنَعْشِ العِلمِ خُلُقٌ ذَميمٌ".

وقبل ان اختم رسالتي الدعاء لهذا الإمام بالعفو والغفران والعتق من النيران والرحمة وان يجمعنا واياه بالفردوس الأعلى من الجنة وأن يبارك في حكام أسرة ال سعود الذين قاموا بنشر التوحيد والسنة واقول كما قال أئمة السنة وأعلام السلف الصالح :" لو كانت لي دعوة مستجابة لجعلتها صالحة خالصة لوجه الله تعالى في ولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله فأسأل الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يمده بالصحة والعافية والنصر والتمكين وان يكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار وفسقة الجن والإنس وان ينصر بهم دينه ويعلي بهم كلمته 

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

الأحد، 2 فبراير 2025

( الفرق بين تطييب المساجد وتطييب المصلي في المسجد أوقات الفرائض )



بسم الله الرحمن الرحيم 


الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } . [ النساء :  ١ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.[ آل عمران :  ١٠٢ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .[ الأحزاب :  ٧٠ - ٧١ ]

أما بعد.

فإن تطييب المساجد امر مشروع محمود فاعله وقد ثبت في إباحته  أصل صحيح في الشرع  ؛ فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن والدها : ( أمَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ببناءِ المساجدِ في الدورِ، وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ )

 أخرجه أبو داود والترمذي  وابن ماجه  رحمهم اللهُ تعالى وصححه الامام الألباني رحمه اللهُ تعالى في صحيح سنن أبي داود رحمه الله تعالى حديث رقم ( ٤٥٥ )؛وهنا أمر احببت التنبيه عليه وهو مايشاهد من بعضهم من المشي أمام المصلين  في المسجد بالمبخرة او المجمرة للقيام بتطييبهم واحداً بعد الآخر في المسجد في الجمعة والفرائض وجعل هذه الطريقة عادة دائمة فهذا العمل حسب علمي ليس له أصل في الشرع  ؛ لذا احببت التنبيه عملا بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد  ) وفي رواية : ( مَن عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ ).متفق عليه.

رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح والرزق الحلال الطيب المبارك وأحسن الله لنا ولكم ولجميع المسلمين الخاتمة ؛ آمين.

والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .

السبت، 1 فبراير 2025

( أهمية العلم والعمل بسنة الرسول صلى الله عليه ومن ذلك تعلّم خُطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمّها أصحابه رضوان الله عليهم )




بسم الله الرحمن الرحيم 


الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } . [ النساء :  ١ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.[ آل عمران :  ١٠٢ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .[ الأحزاب :  ٧٠ - ٧١ ] )

أما بعد 

فإن خطبة الحاجة سنة مأثورة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم دل على ذلك ما قاله الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :"

عَلَّمَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَةَ الحاجةِ:( الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } . [ النساء :  ١ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.[ آل عمران :  ١٠٢ ]. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } .[ الأحزاب :  ٧٠ - ٧١ ] )

وهذا الحديث أخرجه أهل السنن رحم الله اهل السنن ومنهم : النسائي والترمذي وابن ماجه وأبو داود رحمهم اللهُ تعالى وصححه الإمام الألباني رحمه اللهُ تعالى في الكلم الطيب ( ٢٠٦ ) وفي صحيح سنن ابن ماجة رحمه اللهُ تعالى ( ١٨٩٢ ) ؛ وهذه السنة هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ففي العمل بها متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ودليل محبته وفيها الخير والبركة ؛ وقد دار نقاش بيني وبين أحد الاخوة والذي كان رأيه أن يبدأ في الكتاب او الرسالة او المقالة مباشرة بدون ذكر هذه الخطبة او اي مقدمة أخرى فذكرت له ان العمل بها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي تقديمك لهذه السنة في مؤلفك من كتاب او رسالة او مقالة او [ خُطْبَة ] والصواب ؛ بضمّ الخاء إذ هي كلام الخطيب على المنبر و [ الخِطبة ] بكسر الخاء  هي طلب المرأة للزواج

قال الله سبحانه  تعالى: { وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ }  [ البقرة : ٢٣٥] . والمعذرة عن الاستطراد في بيان النطق الصحيح لاحتياج طلاب العلم إلى بيان النطق الصحيح لهذه الكلمة؛ونعود إلى صلب موضوع رسالتنا وهو بيان أهمية الحرص على اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذكر خُطبة الحاجة ومما زادني تمسكا برأيي المتواضع الذي قوُاه الحرص على اتباع سنة المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنني وجدت كتابا  قام بتأليفه أحد رموز الخوارج التكفيرية [ من دعاة تنظيم القاعدة التكفيري ] ؛ فرأيته بدأ كتابه الذي ملأه بالتكفير بخُطبة الحاجة وفي طريقته هذه محاولة لخداع صغار طلاب العلم بأن كتابته جرت وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إذ بدأ في خُطبة الحاجة التي كان يعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم أجمعين وذلك لذر الرماد في عيون  من يجهل حال هذا التكفيري وفرقته الدموية التكفيرية او يجهل العلم الشرعي فبينت في ردي على مجموع كتابه ومااحتواه من شبهات جرى تفنيدها  ان الخوارج المكفّرة يبغضون سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما أتى هذا التكفيري بهذا الأسلوب وهو التقديم بخُطبة الحاجة لخداع  المسلمين ممن يجهل حال الخوارج ورموزها او يجهل علوم الشرع فلذا فمن بيان سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان أهمية العمل بها جرى إعداد هذه الرسالة وتحريرها ؛ رزقنا الله واياكم الفقه بالدين ف( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين )

كما أتى ذلك في الصحيحين من حديث الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما ؛ والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.


٠٠٠٠٠

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني .