الخميس، 11 مايو 2023

《 دفع ظلم اللئام في الذب عن عرض الإمام 》



 

[ تفنيد شبهات المدعو عمر بن أسامة ابن لادن في طعنه في الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في تغريدة نشرها في حسابه الرسمي في تويتر وبيان فساد ما تضمنته من اخبار كاذبة وأحكام ظالمة ضد الدولة السعودية المباركة في مرحلتها الأولى  ]


بسم الله الرحمن الرحيم 


        [[      المقدمة     ]]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

أما بعد 

فقد اطلعت على تغريدة للمدعو عمر بن أسامة ابن لادن في موقعه الرسمي في تويتر تحدث  فيها عن حال والده ثم أراد أن يبرر لكنه ذهب يفتري و يبربر فقارن والده العامي التكفيري  بعلم علامة وحبر فهامة هو الإمام الجليل محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وليته وقف عند هذا الحد بل زاد الطين بلة وذلك في تطاوله على هذا الإمام وطعن فيه وفي علمه وفي دعوته  الإصلاحية التي نفع الله فيها البلاد والعباد وذلك بعد المبايعة التاريخية بين الامامين الجليلين الأمير محمد بن سعود رحمه الله وبين الإمام العلم العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فأنتشرت هذه الدعوة المباركة وقد "عرف الناس هذا الإمام ولا سيما علماؤهم ورؤساؤهم، وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات، حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين، وفي أثناء كتاباتهم في التأريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وإن تعدادهم يشق كثيراً.

ومن جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الإحسائي. فقد كتب عن هذا الشيخ فأجاد وأفاد، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله، واستنباطاته من كتاب الله عز وجل، ومنهم أيضا الشيخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن هذا الشيخ أيضا، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن تأريخ حياته، وعن غزواته وجهاده، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح، فقد كتب عنه وأنصف، ومنهم الشيخ الكبير مسعود الندوي، فقد كتب عنه وسماه: المصلح المظلوم، وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك، وكتب عنه أيضا آخرون، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته.فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها.

وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني، صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء وبمناسبة كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الرجل وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حال هذا الرجل، وما كان عليه من سيرة حسنة، ودعوة صالحة، وجهاد صادق "ما سبق مقتطفات من السيرة العطرة لهذا الإمام من  كلام الإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي وهو مع هذا  يأت نكرة فيتهمه بما ليس فيه محاولة منه لرفع خسيسته وردنا على تغريدة عمر بن أسامة ابن لادن دفع محاولته الفاشلة للمقارنة الظالمة وقد اوجزنا ردنا  في نقاط مهمة  تتضمن تفنيد فاسد شبهاته فنقول بعد توفيق الله وفضله ورحمته سائلا الله الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يكون علمنا وعملنا وردنا هذا خالصا صوابا متقبلا 


[[          الفقرة الأولى         ]]

وفيها بيان فساد المقارنة والمقاربة بين والد عمر وهو المدعو أسامة ابن لادن  وبين الإمام شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله 

أول النقاط هي :

اقول للمدعو عمر : 

انت  جعلت والدك في مصاف و منزلة العلماء الكبار المشهود لهم بالعلم والفضل والإمامة فمن شهد لوالدك أنه من أهل العلم والفتيا من كبار علماء الإسلام 

 و رأيك أتيت به من عندك تحاول أن تقمص والدك لباسا ليس له وليس من أهله ؛ ثم ما هو مقياسك العلمي  في تقييم كبار علماء الإسلام حتى ترفع وتخفض وفق هواك المتقلب ومزاجك السئ 


       [[      الفقرة الثانية   ]]

اقول للمدعو عمر  ؛ قرأت ماكتبه  الإمام ابن باز رحمه الله عن الصفات الحميدة والخصال النبيلة التي يتصف بهذا الإمام ثم أنظر ماذا قال عن  والدك حيث وصف الإمام ابن باز رحمه الله في مناظرة مشهوره بينه وبين أسامة بن لادن حال ابن لادن بأنه جاهل بقوله :"يا أسامة أنت ما عندك علم”.

ثم انتهت بتحذير الشيخ ابن باز رحمه الله من أن ما يقوم به ابن لادن :" فساد كبير وليس جهاداً".


      [[    الفقرة  الثالثة    ]]


مقارنة عمر بن أسامة ابن لادن غير صحيحة فهي مقارنة بين العلم النافع والجهل القاتل ثم ما هي مصادرك العلمية في اثباتك لصحة هذه المقارنة الظالمة  .

إلا الهوى واتباع الغي .


    [[    الفقرة الرابعة     ]]


الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله كان مع امامه وعقيدته وفق الكتاب والسنة واجماع السلف الصالح  فهو يأتمر بأمر ولي أمره ويقف معه في السراء والضراء وحين الباس وهو مع هذا ينتهي بنهيه ويرى وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر اصلا عظيما من أصول أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وأما والدك فهو من خرج وصرح بالخروج على ولاة أمره.وعرف بذلك واشتهر عنه :{ افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون } .


      [[   الفقرة الخامسة   ]]

تختلف دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأنها سنية سلفية مبنية على أدلة الكتاب والسنة وما عليه هدي سلفنا الصالح وأما دعوة أسامة ابن لادن فهو دعوة ثورية حركية تميل إلى التكفير واستحلال الدماء المعصومة 

ثم انظر ثمرة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رجوع فئام من الناس إلى الإسلام الصحيح وهو الكتاب والسنة وفق هدي السلف الصالح بخلاف دعوة والدك أسامة  فهي دعوة دموية وإلى فكر منحرف تكفيري وما فيها من استحلال الدماء المعصومة بطرق بلغت غايتها في الاجرام   وفيها خلخلة الأمن ونشر الفساد في العالم . 


      [[    الفقرة السادسة   ]]

من ثمرات دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بيان المعتقد الصحيح وذلك في الوقوف مع ولاة أمره نتج عنها تأسيس دولة مباركة لها الآن ما يقرب من أربعة قرون واما دعوة والدك اسامة فكانت سببا في سقوط الدولة الأفغانية ودولة العراق بل وعدة دول فهي دعوة إجرامية هدفها تمكين الدول الكافرة من بلاد المسلمين  .


[[        الفقرة السابعة      ]]

قولك : " والدي اباح قتال الامريكان تحت ذريعة أنهم أعداء الله ورسوله ".

جعلت والدك مشرعاً فأباح قتل من أتى الكتاب والسنة في تحريم قتله لأنهم من المعاهدين الذين  ثبت في الشرع تحريم قتلهم وقتالهم ...وقد ثبت في الكتاب والسنة واجماع المسلمين تحريم قتل المعاهدين والذميين والمستأمنين

أنظر الإدلة ...


[   ١    ]

من كلام الله سبحانه وتعالى .

قال الله تعالى وتقدس :

{ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) [سورة الإسراء :الآية ٣٣ ].

و قال تعالى : (ومَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة : الآية  ٣٢ ].

وقال تعالى وتقدس:

{ وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا) [سورة الفرقان :  الآية ٦٨].

[  ٢  ]

من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

 جاء النهي والزجر والوعيد في قتل المعاهد -و المستأمن ومن  ذلك ما رواه ابو هريرة  رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله ، فقد أخفر بذمة الله ، فلا يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا )

رواه ابن ماجه ، والترمذي وقال : حسن صحيح .

ومن ذلك :( من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).

والحديث الآخر:

(من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما) وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).

عن عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل معاهدا لم يرح رائجة الجنة) رواه البخاري والنسائي

والاجماع منعقد على تحريم قتل المعاهدين .


وقد انتشر في وسائل الإعلام المختلفة صور التفجير الآثم والعدوان السافر على كنائس النصارى وهم في ظل حاكم مسلم وتحت ذمته فخفروا ذمته وذمة المسلمين يسعى فيها أدناهم، فكيف برئيسهم وسلطانهم ؟

كما أنهم بين مسلمين وقد عاشوا مئات السنين في ظل حكام الإسلام في مصر ولم يكن ثمت اعتداء أو غدر أو اغتيال لعلمهم بتعاليم الشرع الحنيف التي تحث على احترام دماء المعاهدين و أهل الذمة.

وبهذا استفاض الخبر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ما ورد في كتاب الله -سبحانه وتعالى- ومنه قوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً إن الله يعلم ما تفعلون}

وقوله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}

وقوله تعالى: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}

وقوله تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً}

قال تعالى في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ : {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ}.

فإذا كان الكافر الذي له أمانٌ إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قتل عمداً فإن الجرم يكون أعظم، والإثم يكون أكبر.

وكل آية جاءت بتحريم قتل النفس بغير حق فيدخل فيها قاتل الذمي والمعاهد والمستأمن بغير حق مثل قوله تعالى: {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}،

وقوله الله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

وقد ذكرنا أن الإجماع منعقد على تحريم قتل أهل الذمة والمعاهدين من أطفال ونساء والرهبان في صوامعهم ممن لم يقاتل المسلمين فكيف إذا اجتمع مع هؤلاء جمع كبير من المسلمين فالتحريم أشد والإثم أكبر .

فكيف جاز لوالدك اباحة الدماء التي أتى في الكتاب العزيز والسنةالنبوية تحريمها ثم ترمي الأبرياء من كبار علماء الإسلام بماليس فيهم بل عقيدتهم ما ذكرتها لك وبهذا افتوا وجرى عليه العمل في بلادهم. 

[[         الفقرة الثامنة       ]]



تنبيه لا بد منه :

قال الإمام ابن باز رحمه الله:

" لولي الأمر المسلم  الصلح، ولو كانت فيه غضاضة على عامة  المسلمين، إذا رأى المصلحةَ في ذلك، كما فعله النبيُّ ﷺ مع قريشٍ يوم الحديبية سنة ستٍّ من الهجرة.

و حديث: ( مَن قتل مُعاهدًا لم يرح رائحة الجنة) ، هذا فيه تحذيرٌ من قتل المعاهدين، وأنه لا يجوز قتل المعاهد؛ فمَن تم له العهد لا يجوز قتله، إذا عاهده وليُّ الأمر ودخل في الأمان، أو أُعطي عهدًا، أو وافق على أخذ الجزية منه لا يُقتل، بل يجب أن يمضى له العهد، فالمسلمون على شروطهم، والواجب عدم إخفار العهد، ولهذا قال: مَن قتل مُعاهدًا لم يرح رائحةَ الجنة، هذا وعيدٌ عظيمٌ، فالواجب على مَن أعطاه وليُّ الأمر العهدَ والذِّمة -سواء بجزيةٍ أو بغير جزيةٍ- ألا يخفر، وأن يبقى له عهده وذمَّته حتى يخفر هو، فلا يجب على ولي الأمر أن يتم العهود وألا يخفرها حتى تمضي المدة التي عاهد عليها "[من موقعه الرسمي رحمه الله ]


[[       الفقرة التاسعة       ]]


نشرت الاستخبارات الأمريكية تقريرا رسميا قالت فيه :" دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ليست سببا في إباحة قتل الدماء البريئة وإنما الشر أتى من دعوة الإخوان المسلمين ".

ووالدك بشهادة أولياء الله واعداء الله على أنه شر محض إذ هو من رؤوس الاخوانية الخوارج.

ومصدر التقرير الاستخباراتي الامريكي رأيته  منشورا في  الصحف العالمية والعربية .



[[        الفقرة العاشرة      ]]

من قلة فقه اسامة ابن لادن وعدم النظر الى العواقب  و الفقه في قاعدة  درء المفاسد وجلب المصالح حيث أنه أفتى 

  بقتال أمريكا واوروبا مع قوتهم العسكرية الكبيرة و ضعف المسلمين عسكرياً وعقدياً .وأهل العلم وفقهاء الشرع لا يفتون بهذه الفتوى والحال ماذكر وهذا الفقه يدركه العقلاء من عامة الناس  ثم

 انظر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أدرك ضعف المسلمين فأراد الصلح مع الكفار على ثلث ما يخرج من المدينة النبوية.

 وهذا الخبر ثابت في السنة والسيرة

ووالدك خرج أمام أنظار العالم أجمع فأعلن قيامه بالهجوم الوحشي بطائرات مدنية على مقر سكن الاف من الناس المدنيين في واحدة من كبرى مدن امريكا .

وفعله هذا يجرمه ويحرمه أهل العلم لدلالة الكتاب العزيز والسنة النبوية بعد معاهدة ولاة الأمر معهم إذ يحرم قتلهم وقتالهم والغدر فيهم وقتل الأبرياء ثم يفتخر بذلك  .

فما ذنب الأبرياء ذوي الدماء المعصومة. 


  [[    الفقرة   الحادية عشر    ]]

ثم انظر الثمرات السيئة والنتائج المدمرة لفعل والدك  إذ أعلنت الدول النصرانية حقدها على الإسلام والمسلمين بعد تفجير ما يسمى ب[ ١١ سبتمبر]  فبدأت بتدمير هائل في بلاد المسلمين  واهلكت الحرث والنسل  كل ذلك بسبب التخبطات الجاهلية لوالدك لعدم فقهه و ادراكه لخطورة فعله .


    [[    الفقرة الثانية عشر      ]]

قولك :"ومحمد بن عبدالوهاب اباح قتال كثيرا ...."

هذا فجور في الخصومة وعليك إثبات صحة دعواك هذه .

فبأي كتاب قراته مع ذكر  عنوان الكتاب والجزء والصفحة. 

ومن قال ذلك من علماء الشرع المعتبرين؟ .

والا فاللجوء إلى وسيلة  الكذب

أو نقل الخبر عن عدو مخالف لعقيدة أهل الإسلام الصحيح؛ طريقة رديئة يتنزه عنها أهل الشرف والمروءة حتى العربي في جاهليته يترفع عن الكذب 

من أجل أن لا يعرف به .

فتسقط هيبته ومنزلته بين العرب لكن انت لا تدرك مآلات الأمور وعواقبها  ولك سلف في ذلك أخذت الجهل منه ميراثا فرضا وتعصيبا وهو والدك ثم ...

    

[[     الفقرة الثالثة عشر      ]]


 أن قتل من قال لا إله إلا الله هذا لا يعرف عن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. 

 فلم يرد عنه فتوى تحل أو تبيح قتل اي معاهد أو ذمي أو مستامن وقد ذكرنا في النقاط السابقة معتقد الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في تحريمه بالادلة النقلية والحجج العقلية لهذه الجريمة ثم تزعم هنا أنه يبيح قتل من قال:(  لااله الا الله ) وهذا كذب وافتراء على الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وانظر كلامه رحمه الله ننقله بالجزء والصفحة واسم الكتاب يفند دعواك ويكذب خبرك حيث قال  رحمه الله  :" وإذا كنا: لا نكفر من عبد الصنم، الذي على قبر عبدالقادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله؟ إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } ” [سورة النور :آية : ١٦ ] .[ المصدر: الدرر السنية ( ١ /١٠٢ - ١٠٤)]. وهذه عقيدته المدونة المنشورة المشهورة عنه .  

وأما ما يثيره أعداء هذا الإمام  حول دعوته و سيرته  والافتراء عليه بأنه  يكفِّر المجتمع، ويستبيح الدماء المعصومة وينتهك الأعراض  وينهب الأموال كل ذلك كذِبٌ مفترى وقائله  مأفون مفتون.

ولقد بلغت هذه الأساطير الآثمة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب  رحمه الله  فتعددت ردوده وأجوبته عليها، لأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، 

بسبب الفتاوى المغرضة من قبل كبار المذاهب الباطلة والجماعات الضالة الذين يتبعون توجهات الدولة التركية العثمانية و معلوم التوجه العقدي للدولة العثمانية فهو توجهٌ صوفيٌ قبوري مع تعطيل جهمي

وارادوا بذلك تشويه دعوة هذا الإمام المخالفة لمذاهبهم الباطلة فهم ما بين معطل جهمي أو صوفي قبوري أو اباضي خارجي أو زيدي ضال مضل أو روافض بل ذهبوا إلى نبز دعوته وتعييرها بالوهابية ليربطوا بينها وبين الدعوة الرستمية الوهابية القرمطيه

 فحرص الشيخ  رحمه الله على تفنيد  هذه الشبهات  وإعلان براءته منها مرارًا وتكرارًا، فأرسل  الردود العلمية إلى مختلف البلاد والأمصار. فهدى الله بها جمع كبير ممن أراد الله هدايته إلى الحق  وقد "اشتهر أمر الشيخ، وظهر أمر الدعوة، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة وفي خارجها، وتأثر بدعوته جم غفير من الناس، في الهند وفي أندونيسيا وفي أفغانستان وفي أفريقيا وفي المغرب وهكذا في مصر، والشام والعراق، وكان هناك دعاة كثيرون، عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم وزادت قوتهم، واشتهروا بالدعوة، ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه، ورسائله، وكتب أبنائه وأحفاده، وأنصاره، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها، وكذلك طبعت الكتب المؤلفة في دعوته، وترجمته، وأحوال أنصاره، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار". [ من سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله للإمام ابن باز رحمه الله من موقعه الرسمي رحمه الله]

[[    الفقرة الرابعة عشر     ]] 


شتان ما بين الثرى والثريا 

وبين الحق والباطل : {وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل  كان زهوقا}

فمن اطلع على ماضي والدك علم يقينا أنه  أراد أن يكون عالما واميرا في وقت واحد ؛ والواقع الحقيقي أنه ليس اميرا انعقدت ولايته  وليس عالما بالعلم مرفوعة رايته

متذبذب لذا فمقارنتك المجحفة بين حال والدك ومساواتها بمثل حال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله 

قياس مع الفارق فليس بينهما مقاربة ولا قواسم مشتركة تقرب ذا إلى هذا  لا من قريب ولا من بعيد 

وإنما كلامك هذا  كما قال الأعشى   :

" كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها

فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ".


[[   الفقرة الخامسة عشر    ]]

يا عمر استدرك نفسك بالتوبة والرجوع عن الغي والظلم والهوى  فربنا الله سبحانه وتعالى أخبر عن كاتبين  فكاتب عن يمين الإنسان  وكاتب عن شماله :{ ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد } 
فلا يجوز الكذب على أهل العلم المعتبرين شرعاً أمثال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحض وافر ) رواه أبو داود رحمه الله برقم (٣٦٤١) وصححه الإمام  الألباني رحمه الله

و" استشهد سبحانه وتعالى بأولي العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده فقال: { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط}، وهذا يدل على فضل العلم وأهله من وجوه:

أحدها:

 استشهادهم دون غيرهم من البشر.

والثاني:

 اقتران شهادتهم بشهادته.

والثالث:

 اقترانها بشهادة الملائكة.

والرابع:

 أن في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم، فإن الله لا يستشهد من خلقه إلا العدول

ومنه الأثر المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)" [مفتاح دار السعادة للإمام ابن القيم رحمه الله( ١ / ٢١٩ )].

 قَالَ  الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في كتابه تبيين كذب المفتري( ٢٥) : " اِعْلَمْ يَا أَخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشَاهُ وَيَتَّقِيهِ حقَّ تقاتِه أَنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادَةَ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَارِ مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَةٌ، وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاَهُ اللهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النّور: ٦٣]" وفي صحيح البخاري رحمه الله  من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى في الحديث القدسي الجليل: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) .

قال الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدته: " وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل "

و إنني احتسب الأجر في الذب عن عرض هذا الإمام الجليل رحمه الله وقد ثبت في السنة:(  مَن ردَّ عن عِرضِ أخيه ردَّ اللهُ عن وجهِه النَّارَ يومَ القيامةِ) ..رواه أحمد و الترمذي رحمهماالله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي( ١٩١٣) .

واعلموا عافانا الله وإياكم أن الطعن في الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى استهداف واضح لحملة الدين الصحيح اذ هو عين الطعن في دين الإسلام و:"علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر"


[[     الفقرة  السادسة عشر     ]]


قلت ياعمر  :" فليكن عندك الجرأة والرجولة أن تنكر على ابن عبدالوهاب " 

اقول : 

كلامك هذا ليس جرأة في بيان الحق او شجاعة في نشر العلم بل هو  شك من قبلك في ذاتك مما يدل على اضطراب داخلي وعجز وضعف وخور مما يبرز وهن قدرتك العلمية بل وقلق على رجولتك وكان عليك الرجوع إلى الحق وترك الاستمرار في الباطل ومن ذلك الافتراء على أولياء الله الصالحين أمثال هذا الإمام ..لتثبت أمام الملأ صحة نظريتك العوجاء

 وفرضيتك الخيالية 

واعلم أن التاريخ يكتبه أهل العلم فيدونون ما جرى فأهل الحق يعرفون وأهل الشر يعرفون والحق له علامات واضحة يعرف بها أهله ومحبوه وانصاره

و الشر له علامات كذلك يعرف بها أهله وذويه وانصاره 


 فانظر سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واقوال علماء السنة هل ما فعله والدك وما فعلته انت الان بمقارنتك إذ هي  ضمن الأخطاء التاريخية العقدية الفادحة التي تنم عن جهل وهوى .



[[      الفقرة السابعة عشر     ]]

 إيضاح خطأ قولك  :" اترك الماضي للماضي"

فأقول :" ماضي الإنسان " هو تاريخه الذي دونه بقوله وفعله  فإن كان خيرا فليحمدالله وإن كان شرا فلا يلومن إلا نفسه .

وما ربك بظلام للعبيد    .

وكل ما كتبه الله وقدره على عبيده فإن كان ظالما معتديا فما جرى عليه فهو مقتضى عدل الله وحكمته وان كان  صالحا مصلحا فهذا مقتضى فضل الله ورحمته .

و بفضل الله سبحانه وتعالى ثم هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية ممثلا في ملوكها وعلمائها فهم من كان سببا في رفعة جدك ووالدك 

ثم الان تتطاول على من كان له الفضل على اسرتكم وذلك في طعنك في علم من اعلام

 المملكة العربية السعودية وهو الإمام الشيخ العلامة محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

وهو عالم علم إمام من شيوخ الإسلام فانتبه فقد قيل :

" ومن يصنع المعروف في غير أهله يلاقي ملاقى مجير ام عامر "

 فيا سبحان الله. 

سلمت منك سدنة الاضرحة وعباد القبور وملاحدة الفلاسفة و معطلة الجهمية وفرق الخوارج والضلال ثم الان تفوق سهام كنانتك النتنة القذرة البالية إلى إمام من أئمة السنة وعلم من أعلام السلف الصالح وشيخ من شيوخ الإسلام وله عشرات الكتب من أهمها كتاب التوحيد الذي  بين سعة علمه فكيف ببقية كتبه التي انتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها  وقد ثبت في السنة :( لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ ) رواه ابوداود رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود(  ٤٨١١ ) .

وقد لا حظت أثناء اطلاعي على رسالتك ان جهلك هو من النوع[ المركب ] فأنت جاهل وتظن نفسك عالما ؛ والجرح والتعديل والرد على المخالف له أصول شرعية وضوابط علمية عدمت في رسالتك كما أن لهذه الفنون العلمية  أهل و رجال للأسف صفة الجهل المركب المتجذرة المتأصلة فيك تمنع أن تكون منهم ؛ فوصيتي لك ولغيرك التوبة والندم وترك أعراض شيوخ الإسلام وترك الطعن في ولاة امرك ؛فقد  قال الإمام ابن المبارك رحمه الله : " من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته" [سير أعلام النبلاء( ٨ / ٤٠٨)] .


[[  الخاتمة ؛ نسال الله حسنها  ]]


الحق ابيض ابلج والباطل مظلم لجلج. 

والحق مااتى في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وأتى وفق هدي سلفنا الصالح  ومن أئمة السلف  وشيوخ الإسلام واعلام  السنة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وكلام عمر بن أسامة ابن لادن أتى وفق معايير حزب الاخوانية الخوارج وانتصارا لهم  فيجب الحذر والتحذير من هذا الشخص ومن مذهبه العقدي الإخواني  ووجوب التنبيه على التحركات الحزبيه الفكرية التكفيرية من قبلهم؛ فلذا جرى إعداد هذه الرسالة وكتابتها انتصارا للحق وأهله وتفنيداً لشبهاته المضللة؛ رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة 

وكفى الله المسلمين شر هؤلاء الضلال الخوارج. 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

•••••••••••••••••••••••••

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني  .
١٤٤٤/١٠/٢١هـ