السبت، 28 ديسمبر 2024

( بيان طعن المدعو أسامة الازهري بالإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بغير بينة ولا حق ولاصدق مع تفنيد دعواه الباطلة )



بسم الله الرحمن الرحيم


 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } أما بعد:

فإن النقد البناء اسلوب صحيح لتقويم الاعوجاج  الحاصل في أي مسألة أو قضية أو في ذات الفرد أو الجماعة وهو نصح يجري وفق أسس علمية وقواعد مبنية على الأدلة الشرعية الصحيحة والحجج العقلية الصريحة لكن حينما يكون هذا النقد جرى لهوى النفس وتضمن الكذب وتلفيق التهم فهنا يكون هذا النقد مآله الفشل و العاقبة السيئة ويعرف صاحبه بالفجور بالخصومة فيهمل ويترك قوله لانه  كذب ونتيجة ذلك نشر معلومات غير صحيحة وباطلة في حديثه الذي أدلى به ؛ ومن هنا جاء كلام المدعو أسامة الازهري في طعنه العلني في علم من اعلام المسلمين وإمام من أئمتهم وذلك في منعه لأحد طلاب العلم  في جامعة الأزهر من الرجوع إلى كلام الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وتحذيره لهذا التلميذ من اتخاذ كتب هذا الامام مرجعا له ووصفه له بأنه يطعن في جامعة الأزهر

ثم أمر التلميذ  بالرجوع إلى أقوال الفلاسفة وأصحاب الديانات الكافرة والأخذ عنهم وهذا والله هو عين الظلم إذ فيه الصد عن دين الاسلام  وكلام أسامة فيه نظر فالازهر مدرسة يتلقى فيها الطلاب فنون العلم الشرعي وقد يوجد فيها من ينتسب إلى مذاهب باطله و مناهج تكفيرية تتبنى تكفير  المسلمين وتستحل دماءهم وتحرض على الخروج على الحكام وتنشر المنهج الصوفي القبوري الذي فيه الشرك الأكبر في توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وفي توحيد الألوهية فالكلام في من انتسب الي جامعة الأزهر وليس الكلام في ذات مدرسة الأزهر وهنا يتضح الفرق

بين العبارتين  ؛ فالمدعو اسامة جعل نفسه محاميا شرعيا بغير حق لجامعة الأزهر ثم كال التهم جزافا ظلما وكذبا الي هذا العلم العلامة  ولعل أسامة  أراد أن يدافع عن توجهه الفكري تحت مسمى الدفاع عن جامعة  الأزهر وغيرته عليه فأتى بالغريب والعجيب وكذب وافترى فلعله تحدث عن مذهبه والذي لا يخلو من اخوانية تكفيرية أو تعطيل جهمي أو صوفية قبورية ثم يتهم ظلما احد كبار علماء الإسلام بدعوى أنه يطعن في جامعة الأزهر فدعواه الباطله  تحتاج إلى تخصيص وإطلاقه يحتاج إلى تقييد وإجماله يحتاج إلى تفصيل وبيان .

وللعلم فإن في جامعة الأزهر تخرج فيها من كبار علماء الإسلام  منهم العلامة عبدالرزاق عفيفي

نائب مفتي المملكة العربية السعودية وعضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء في المملكة العربية السعودية 

وهو اول رئيس للمعهد العالي للقضاء فيها وكان مدرسا للمعهد العلمي في عنيزة وتتلمذ عليه جمع من تلامذة العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى منهم العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.

وممن تخرج في الأزهر الشيخ العلامة محمد خليل هراس

وهو من أبرز دعاة السلفية في مصر في العصر الحديث واشتهر بأنه كان من أشد الناس في التصدي للصوفية ومنكري السنة والحديث .

و في ذكر أهل العلم السني السلفي الذين تخرجوا في جامعة الأزهر الحديث يطول

والسلفية بحمد الله هي دين الإسلام بكامل شرائعه وجميع شعائره وأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في مصر لا يعدون لكثرتهم وانتشارهم ووقوفهم صفا واحدا مع ولاة الأمر في دولة مصر يحاربون فكر التطرف والغلو والتشدد والتكفير ولهم وقفة حازمة صارمة ضد جماعة الإخوان الخوارج التي نشأت في مصر في تفنيد شبهاتها و فضح أفكار رموزها وتعرية توجهاتهم العقدية أمام الملأ 

وهذا معروف ومشهور لا ينكره الا جاهل أو ضال

ودعوى اسامة الأزهري بأن الامام محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهُ تعالى قام بتكفير منسوبي جامعة الأزهر دعوى أصحابها ادعياء وذلك ان دعواه تحتاج ادلة تثبت صحة دعواه فهو لا يستطيع ان  يدلنا على موضع تكفير الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهُ تعالى لمنسوبي جامعة الأزهر :

فبأي كتاب من كتبه؟ وبأي جزء او صفحة من هذه الكتب ؟

واما إطلاق اللسان  بالكذب على هذا الامام رحمه الله تعالى بلا بينة ولا برهان ونشره اعلاميا فهو أسلوب صد عن دين الاسلام وقد اظهر مكنون مذهبه الشخصي السئ 

والذي تجلى في محاربة علم من اعلام دين الإسلام فالطعن في حملة الإسلام هو طعن في دين الإسلام وإلا فإن بفضل الله تعالى جرى  انتشار المنهج السني السلفي في مصر فمنهم العلماء وطلاب العلم ولهم جهود تعرف خارج مصر وتعرف داخلها وتعرف لدى الجهات الرسمية في مصر. لهذا يحاول عبثا ان  يتكلم المدعو أسامة في علم من اعلام دين  الاسلام 

وهذا دليل فشله وخذلانه وقد رد عليه كثير من اهل مصر العزيزة وبينوا فساد قوله .

وأما  الانتصار للمذهب الجهمي التعطيلي او التصوف القبوري او الاخواني الخارجي والتي كان يحاربها الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهُ تعالى تحت مظلة الدفاع عن جامعة الأزهر ؛ فهذه طريقة ماكرة إذ ان المذاهب الباطلة التي نسبت نفسها ظلما وعدوانا إلى دين الإسلام والإسلام عقيدة وعلماء أبرياء منها ومن رموزها الذين يميلون إلى تفضيل المذهب الرافضي المجوسي والتعطيل الجهمي و الحلول والاتحاد الصوفي القبوري وفي هذا الأسلوب الضال رد عن الحق وتثبيط الناس عنه. 

وهنا أمور اعرفه شخصيا عن الامام العلامة محمد العثيمين رحمه اللهُ تعالى ويعرفه كل من أطلع على جميع مؤلفات هذاالإمام اذكره لكم  فى نقاط  منها :

( الأمر الأول ):

بغضه وكراهته للجماعات الضالة المنحرفة التي تكفر المسلمين وتستحل دماءهم وتبيح الخروج على ولاة الأمر فهذا الفرق الضالة تحت اي مسمى كان يحاربها الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهُ تعالى فهل هذا هو السبب في الحملة الشعواء الظالمة عليه ؟ 

واستغلال المدعو أسامة  للإعلام   للثأر منه ؛ فلا  بد من الانتباه لهذا الأمر وخاصة إذا علمنا أن مهد انطلاق رأس الدعوات الخارجية التكفيرية بداية شرارتها من مصر وانطلقت من رموز جماعة الاخوان الخوارج فيها و الذين سموا انفسهم ب( جماعة الاخوان المسلمين)

والإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى معلوم انتصاره واعتقاده وتمذهبه بالهدي الإسلامي الصحيح وهو نهج وهدي السلف الصالح المبني على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ( سنته صلى الله عليه وسلم)وفق فهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وهو ما يعرف بالهدي السلفي 

وانتصاره للنهج السلفي الذي يحرم تكفير المسلمين واستحلال دمائهم ويعظم اصل وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف وهذا معلوم معروف عنه عند العلماء وطلاب العلم في العالم وفي مصر وعند عامة الشعب المصري الكريم  فهل هذه العقيدة الصحيحة  هي ما يحاربها المدعو اسامة الأزهري تحت مظلة الدفاع عن الأزهر ؟ .

( الأمر الثاني):

ان التكفير ليس منهجا له رحمه الله تعالى بل يحاربه تأصيلا وتقعيدا وتدريسا وتأليفا وهاهي كتبه مشهورة منشورة فليأت بحرف واحد كفر فيها الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى أحدا من المسلمين فلا يوجد في مؤلفاته الحث على التكفير لأي فرد من أفراد المسلمين فكيف بجامعة الأزهر التي تضم في كلياتها الافا من الطلاب المسلمين؟ 

وأما رمي اهل العلم من ذوي التوجه السني السلفي ظلما وعدوانا فنهج انتهجه من لا يخشى الله في قوله وفعله لتشويه الدعوة الحق إلى الله سبحانه وتعالى ؛ 

وانظر كتاب مجموع الفتاوى والرسائل للإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهُ تعالى( ٥٢ / ٣ - ٥٥ )؛

وفيه ما يفند ويكذب طعن المدعو اسامة الأزهري  حيث قال العثيمين  رحمه اللهُ تعالى:

" الكفر حكم شرعي مرده إلى الله ورسوله فما دل الكتاب والسنة على أنه كفر فهو كفر، وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر، فليس على أحد بل ولا له أن يكفر أحداً حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره.

وإذا كان من المعلوم أنه لا يملك أحد أن يحلل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، أو يوجب ما لم يوجبه الله تعالى إما في الكتاب أو السنة، فلا يملك أحد أن يكفر من لم يكفره الله إما في الكتاب وإما في السنة.

ولا بد في التكفير من شروط أربعة:

الأول:

ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب أو السنة.

الثاني:

ثبوت قيامه بالمكلف.

الثالث:

بلوغ الحجة.

الرابع:

انتفاء مانع التكفير في حقه.

فإذا لم يثبت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، فإنه لا يحل لأحد أن يحكم بأنه كفر، لأن ذلك من القول على الله بلا علم وقد قال الله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }.

وقال:{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }.

وإذا لم يثبت قيامه بالمكلف فإنه لا يحل أن يُرمى به بمجرد الظن لقوله تعالى:{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ }الآية.

ولأنه يؤدي إلى استحلال دم المعصوم بلا حق.

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ )هذا لفظ مسلم.

وعن أبي ذرٍ رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالفُسُوقِ، وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ، إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ )أخرجه البخاري، ولمسلم معناه.

وإذا لم تبلغه الحجة فإنه لا يحكم بكفره لقوله تعالى:{ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }.

وقوله تعالى:{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ }.

وقوله تعالى:{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ }إلى قوله:{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا }.

وقوله تعالى:{ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا }.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ).

لكن إن كان مَنْ لم تبلغه الحجة لا يدين بدين الإسلام، فإنه لا يعامل في الدنيا معاملة المسلم، وأما في الآخرة فأصح الأقوال فيه أن أمره إلى الله تعالى.

وإذا تمت هذه الشروط الثلاثة أعني ثبوت أن هذا القول أو الفعل أو الترك كفر بمقتضى دلالة الكتاب والسنة، وأنه قام بالمكلف، وأن المكلف قد بلغته الحجة، ولكن وجد مانع التكفير في حقه فإنه لا يكفر لوجود المانع.

فمن موانع التكفير:

الإكراه، فإذا أُكره على الكفر فكفر وكان قلبه مطمئناً بالإيمان لم يحكم بكفره لوجود المانع وهو الإكراه، قال الله تعالى:{ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.

ومن موانع التكفير:

أن يُغلق على المرء قصده فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو غير ذلك لقوله تعالى:{وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا }.

وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا، قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ ).

فهذا الرجل أخطأ من شدة الفرح خطأ يَخْرج به عن الإسلام، لكن منع من خروجه منه أنه أُغْلق عليه قصده فلم يدر ما يقول من شدة الفرح، فقد قصد الثناء على ربه، لكنه من شدة الفرح أتى بكلمة لو قصدها لكفر.

فالواجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين حتى يُعلم تحقق شروط التكفير في حقه، وانتفاء موانعه."اهـ

( الأمر الثالث ) :

تأصيله العلمي في مسائل التكفير   كما هو مدون في مؤلفاته ومن ذلم عذر المسلمين  بالجهل وعدم تكفيرهم حتى رماه جماعة الحدادية المكفرة  بالارجاء واطلقوا عليه وعلى الإمام ابن باز والإمام الألباني رحمهم الله جميعا مسمى :( ثالوث الأرجاء) ؛ وذلك لمحاربة هؤلاء الأئمة لتكفير  المسلمين وما ينتج عنه من استحلال دماء الأبرياءالمعصومة وكذلك ما تقوم به رموز الجماعات الضالة من تحريض وتهييج لعامة المسلمين ضد ولاة امورهم 

فكان هؤلاء الثلاثة شوكة في حلوقهم

وفي كتاب عقيدة حرب الكرماني رحمه الله تعالى يقول 

 الإمام أحمد :"وأما الخوارج

فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة وكذبت الخوارج فِي قولهم بل هم المرجئة

يزعمون أنهم عَلَى إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كافر". 

 ولا بد من التذكير ان من جهود الامام العثيمين رحمه الله تعالى في وأد معتقد التكفير بغير ضوابط شرعية قيامه بتأليف رسالة عن العذر بالجهل

وان " الأصل عنده رحمه الله هو العذر بالجهل ، بل يرى أنه لا يستطيع أحد أن يأت بدليل على أن الجاهل ليس بمعذور ، ويرى أنه " لولا العذر بالجهل : لم يكن للرسل فائدة ، ولكان الناس يُلزمون بمقتضى الفطرة ، ولا حاجة لإرسال الرسل و لا فرق في العذر بالجهل بين مسائل الاعتقاد ومسائل العمل" الي اخر كلامه رحمه الله تعالى.

وفي طعن المدعو أسامة الازهري بالإمام العثيمين رحمه الله تعالى بغير حق وغيبته له ظلما ففيه مزيد فضل ورحمه لهذا الإمام إذ انه  معلوم انقطاع الأعمال الصالحة بعد موت الميت  فأجرى الله على لسان أسامة الازهري بغيبته لهذا الإمام  اجورا وحسنات لا تنقطع  ؛ قال العلامة  الطَّحاويُّ رحمه الله تعالى في متن عقيدته المشهورة : " عُلَماءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابقينَ، ومَن بَعْدَهم من التَّابعينَ أهلِ الخَيرِ والأَثَرِ، وأهلِ الفِقْهِ والنَّظَرِ، لا يُذكَرونَ إلَّا بالجَميلِ، ومن ذَكَرَهم بسُوءٍ فهو على غَيرِ السَّبيلِ" .

وقال الحافظ ابنُ عَساكِر رحمه الله تعالى في كتابه تبيين كذب المفتري : " اعلَمْ يا أخي وفَّقَنا اللهُ وإيَّاك لِمَرْضاتِه، وجعَلَنا ممَّن يخشاه ويتَّقِيه حَقَّ تُقاتِه، أنَّ لُحومَ العُلَماءِ رحمةُ اللهِ عليهم مسمومةٌ، وعادةَ اللهِ في هَتْكِ أستارِ مُنتَقِصِيهم معلومةٌ؛ لأنَّ الوقيعةَ فيهم بما هم منه بَراءٌ أَمْرُه عظيمٌ، والتناوُلَ لأعراضِهم بالزُّورِ والافتراءِ مَرْتَعٌ وَخِيمٌ، والاختِلاقَ على من اختاره اللهُ منهم لِنَعْشِ العِلمِ خُلُقٌ ذَميمٌ ". ومنهج علماء  المملكة العربية السعودية البعد عن تكفير المسلمين والتحذير منه ومن اصحابه  قال  الإمام  شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى : " وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر ، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم ، وعدم من ينبههم ، فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل  " .

[ الدر السنية ( ١ / ٦٦)]

وقد جرى اعداد هذه الرسالة ابتغاء ما عند الله سبحانه وتعالى حيث ثبت من حديث الصحابي الجليل أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا الي الرسول صلى الله عليه وسلم قوله :(من ردَّ عَن عِرضِ أخيهِ ردَّ اللَّهُ عن وجهِهِ النَّارَ يومَ القيامةِ) خرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي رحمه الله تعالى.

وفقنا الله واياكم والمدعو أسامة الازهري الي مايحبه الله ويرضاه.

رزقنا الله وإياكم رؤية الله سبحانه وتعالى في الفردوس الأعلى من الجنة ووهب لنا ولكم علما نافعا وعملا صالحا ودعوة طيبة متقبلة وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واحسن الله لنا ولكم الخاتمة كما نسأله سبحانه وتعالى أن يهب لنا ولكم رزقا حلالا طيبا مباركا فيه والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

°°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.