الاثنين، 23 ديسمبر 2024

( هل الخضر عليه الصلاة والسلام حي الآن لم يمت ام توفاه الله ؟ )



بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}. 

أما بعد:

فإن مسألة الخضر عليه الصلاة والسلام هل حي ام ميت فيها خلاف بين أهل العلم فأحببت بيان عرض كلام أهل العلم في هذه المسألة مع ذكر إدلتهم والله تعالى أعلم بالصواب

    [ القول الأول ] 

ذهب جماعة من العلماء إلى أنه حي وممن قال بذلك العلامة القرطبي في تفسيره  وابن الصلاح، والحافظ العراقي رحمهم الله جميعا .

وفي قول لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اختار انه من الأحياء ؛ 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :" وأما حياته : فهو حي . والحديث المذكور لا أصل له ولا يعرف له إسناد بل المروي في مسند الشافعي وغيره : أنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ومن قال إنه لم يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد قال ما لا علم له به فإنه من العلم الذي لا يحاط به .

ومن احتج على وفاته بقول النبي صلى الله عليه وسلم " { أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد } " فلا حجة فيه فإنه يمكن أن يكون الخضر إذ ذاك على وجه الأرض . ولأن الدجال  وكذلك الجساسة  الصحيح أنه كان حيا موجودا  على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو باق إلى اليوم لم يخرج وكان في جزيرة من جزائر البحر . فما كان من الجواب عنه كان هو الجواب عن الخضر وهو أن يكون لفظ الأرض لم يدخل في هذا الخبر أو يكون أراد صلى الله عليه وسلم الآدميين المعروفين وأما من خرج عن العادة فلم يدخل في العموم كما لم تدخل الجن وإن كان لفظا ينتظم الجن والإنس . وتخصيص مثل هذا من مثل هذا العموم كثير معتاد والله أعلم". انتهى كلامه رحمه الله تعالى. [ مجموع الفتاوى ( ٤ / ٣٣٩ - ٣٤٠)].

قال العلامة القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة الكهف عند حديثه عن الخضر عليه الصلاة والسلام :" والصحيح القول الثاني وهو أنه حي على ما نذكره . والحديث خرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال صلى بنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال : أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة ; وإنما قال - عليه الصلاة والسلام - : لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن . ورواه أيضا من حديث جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت بشهر : تسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة وفي أخرى قال سالم : تذاكرنا أنها هي مخلوقة يومئذ . وفي أخرى : ما من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ . وفسرها عبد الرحمن صاحب السقاية قال : نقص العمر . وعن أبي سعيد الخدري نحو هذا الحديث قال علماؤنا : وحاصل ما تضمنه هذا الحديث أنه - عليه الصلاة والسلام - أخبر قبل موته بشهر أن كل من كان من بني آدم موجودا في ذلك لا يزيد عمره على مائة سنة ; لقوله - عليه الصلاة والسلام - : ما من نفس منفوسة وهذا اللفظ لا يتناول الملائكة ولا الجن إذ لم يصح عنهم أنهم كذلك ، ولا الحيوان غير العاقل ; لقوله : ممن هو على ظهر الأرض أحد وهذا إنما يقال بأصل وضعه على من يعقل ، فتعين أن المراد بنو آدم . وقد بين ابن عمر هذا المعنى ; فقال : يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن . ولا حجة لمن استدل به على بطلان قول من يقول : إن الخضر حي لعموم قوله : ما من نفس منفوسة لأن العموم وإن كان مؤكد الاستغراق فليس نصا فيه ، بل هو قابل للتخصيص . فكما لم يتناول عيسى - عليه السلام - ، فإنه لم يمت ولم يقتل فهو حي بنص القرآن ومعناه ، ولا يتناول الدجال مع أنه حي بدليل حديث الجساسة ، فكذلك لم يتناول الخضر - عليه السلام - وليس مشاهدا للناس ، ولا ممن يخالطهم حتى يخطر ببالهم حالة مخاطبة بعضهم بعضا ، فمثل هذا العموم لا يتناوله . وقد قيل : إن أصحاب الكهف أحياء ويحجون مع عيسى - عليه الصلاة والسلام - ، كما تقدم . وكذلك فتى موسى في قول ابن عباس كما ذكرنا . وقد ذكر أبو إسحاق الثعلبي في كتاب العرائس له : والصحيح أن الخضر نبي معمر محجوب عن الأبصار ; وروى محمد بن المتوكل عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال : الخضر - عليه السلام - من ولد فارس ، وإلياس من بني إسرائيل يلتقيان كل عام في الموسم . وعن عمرو بن دينار قال : إن الخضر وإلياس لا يزالان حيين في الأرض ما دام القرآن على الأرض ، فإذا رفع ماتا . وقد ذكر شيخنا الإمام أبو محمد عبد المعطي بن محمود بن عبد المعطي اللخمي في شرح الرسالة له للقشيري حكايات كثيرة عن جماعة من الصالحين والصالحات بأنهم رأوا الخضر - عليه السلام - ولقوه ، يفيد مجموعها غاية الظن بحياته مع ما ذكره النقاش والثعلبي وغيرهما . وقد جاء في صحيح مسلم : أن الدجال ينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو - من خير الناس . . . الحديث ; وفي آخره قال أبو إسحاق : يعني أن هذا الرجل هو الخضر . وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب الهواتف : بسند يوقفه إلى علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - ( أنه لقي الخضر وعلمه هذا الدعاء ، وذكر أن فيه ثوابا عظيما ومغفرة ورحمة لمن قاله في أثر كل صلاة ، وهو : يا من لا يشغله سمع عن سمع ، ويا من لا تغلطه المسائل ، ويا من لا يتبرم من إلحاح الملحين ، أذقني برد عفوك ، وحلاوة مغفرتك ) وذكر أيضا عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في هذا الدعاء بعينه نحوا مما ذكر عن علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - في سماعه من الخضر . وذكر أيضا اجتماع إلياس مع النبي - عليه الصلاة والسلام - . وإذا جاز بقاء إلياس إلى عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - جاز بقاء الخضر ، وقد ذكر أنهما يجتمعان عند البيت في كل حول ، وأنهما يقولان عند افتراقهما : ( ما شاء الله ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلا الله ، ما شاء الله ما شاء الله ، ما يكون من نعمة فمن الله ، ما شاء الله ما شاء الله ، توكلت على الله ، حسبنا الله ونعم الوكيل ) وأما خبر إلياس فيأتِ في " الصافات " إن شاء الله - تعالى - .

وذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد : عن علي - رضي الله تعالى عنه - قال : ( لما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجي بثوب هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوته ولا يرون شخصه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكم أهل البيت كل نفس ذائقة الموت - الآية - إن في الله خلفا من كل هالك ، وعوضا من كل تالف ، وعزاء من كل مصيبة ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب ) فكانوا يرون أنه الخضر - عليه الصلاة والسلام - . يعني أصحاب النبي - عليه الصلاة والسلام - . والألف واللام في قوله : على الأرض للعهد لا للجنس وهي أرض العرب ، بدليل تصرفهم فيها وإليها غالبا دون أرض يأجوج ومأجوج ، وأقاصي جزر الهند والسند مما لا يقرع السمع اسمه ، ولا يعلم علمه . ولا جواب عن الدجال .

قال السهيلي : واختلف في اسم الخضر اختلافا متباينا ; فعن ابن منبه أنه قال : أبليا بن ملكان بن فالغ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح . وقيل : هو ابن عاميل بن سماقحين بن أريا بن علقما بن عيصو بن إسحاق ، وأن أباه كان ملكا ، وأن أمه كانت بنت فارس واسمها ألمى ، وأنها ولدته في مغارة ، وأنه وجد هنالك وشاة ترضعه في كل يوم من غنم رجل من القرية ، فأخذه الرجل فرباه ، فلما شب وطلب الملك - أبوه - كاتبا وجمع أهل المعرفة والنبالة ليكتب الصحف التي أنزلت على إبراهيم وشيث ، كان ممن أقدم عليه من الكتاب ابنه الخضر وهو لا يعرفه ، فلما استحسن خطه ومعرفته ، وبحث عن جلية أمره عرف أنه ابنه فضمه لنفسه وولاه أمر الناس ثم إن الخضر فر من الملك لأسباب يطول ذكرها إلى أن وجد عين الحياة فشرب منها ، فهو حي إلى أن يخرج الدجال ، وأنه الرجل الذي يقتله الدجال ويقطعه ثم يحييه الله - تعالى - . وقيل : لم يدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ; وهذا لا يصح وقال البخاري وطائفة من أهل الحديث منهم شيخنا أبو بكر بن العربي - رحمه الله تعالى - : إنه مات قبل انقضاء المائة ، من قوله - عليه الصلاة والسلام - : إلى رأس مائة عام لا يبقى على هذه الأرض ممن هو عليها أحد يعني من كان حيا حين قال هذه المقالة

قلت : قد ذكرنا هذا الحديث والكلام عليه ، وبينا حياة الخضر إلى الآن ، والله أعلم ".

[   القول الثاني  ]

القول بوفاة الخضر عليه الصلاة والسلام 

 وممن قال بذلك البخاري،  أبو بكر ابن العربي، و ابن الجوزي رحمه الله تعالى وألف كتابا في ذلك عنوانه( عجالة المنتظر في شرح حال الخضر ) وابن كثير في تفسيره وفي كتابه البداية والنهاية،

والألباني وابن باز  والشنقيطي في أضواء البيان وابن عثيمين رحمهم الله جميعا واسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة

وأما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فله في هذه المسألة قولان وقوله الاخر انه مات حيث قال رحمه الله تعالى :" والصواب الذي عليه المحققون أنه لم يدرك الإسلام ولو كان موجوداً في زمن النبي لوجب عليه أن يؤمن به ويجاهد معه كما أوجب الله ذلك عليه وعلى غيره" انتهى كلامه رحمه الله تعالى [ مجموع الفتاوى ( ٢٧ / ١٠٠ ) وفي كتابه الزيارة ( ٤٤٩)] 

وفي المنار المنيف للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى :" سئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: لو كان الخضر حياً لوجب عليه أن يأتي النبي ويجاهد بين يديه، ويتعلم منه.وقد قال النبي يوم بدر: ( اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض ). 


ومال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى إلى موته في كتابه :( الزهر النظر في نبأ الخضر )

ومن الأدلة على موته قول الله تعالى وتقدس :{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }؛[ الأنبياء : ٣٤ ] `

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية الكريمة :" وقد استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من العلماء إلى أن الخضر ، عليه السلام ، مات وليس بحي إلى الآن; لأنه بشر ، سواء كان وليا أو نبيا أو رسولا وقد قال تعالى : { وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد }" انتهى كلامه رحمه الله تعالى. 

وقال رحمه الله تعالى في موضع آخر :" وذكروا في ذلك أي القائلون بحياته حكايات وآثارا عن السلف وغيرهم، وجاء ذكره في بعض الأحاديث ولا يصح شيء من ذلك.. وأشهرها حديث التعزية وإسناده ضعيف. ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خلاف ذلك واحتجوا بقوله تعالى: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون [الأنبياء:٣٤].

وبقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: ( اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض ) .

وبأنه لم ينقل أنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حضر عنده ولا قاتل معه، ولو كان حيا لكان من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنه عليه السلام كان مبعوثا إلى جميع الثقلين: الجن والإنس، وقد قال: ( لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما إلا اتباعي) . وأخبر قبل موته بقليل أنه لا يبقى من هو على وجه الأرض إلى مائة سنة من ليلته تلك عين تطرف.. إلى غير ذلك من الدلائل" . انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

و قال ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه البداية والنهاية متحدثا عن الخضر عليه الصلاة والسلام :" وقد تصدى الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي  رحمه الله في كتابه (عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر) للأحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات فبين أنها موضوعة، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوال وجهالة رجالها. وقد أجاد في ذلك وأحسن الانتقاد. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. 

قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى : " الصواب: أنه قد مات من مدة طويلة قبل بعث النبي ﷺ هذا هو الحق أنه قد مات وليس بحي، و كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [العنكبوت:٥٧ ].... " [ من موقع الإمام ابن باز رحمه الله تعالى]. 

وفي موضع آخر يقول رحمه الله تعالى :" أما الخضر فالصحيح أنه مات من دهر طويل قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، وليس لوجوده حقيقة، بل هذا كله باطل وليس له وجود، وهذا هو الصحيح الذي عليه المحققون من أهل العلم، فالخضر عليه السلام مات قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، بل قبل مبعث عيسى عليه السلام.

والصحيح أن الخضر نبي كما دل عليه ظاهر القرآن الكريم، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ( أنا أولى الناس بابن مريم، والأنبياء أولاد عَلات، وليس بيني وبينه نبي). 

فدل على أن الخضر قد مات قبل ذلك، ولو فرضنا أنه ليس نبيا وأنه رجل صالح لكان اتصل بالنبي ﷺ، لو فرضنا أنه لم يتصل لكان مات على رأس مائة سنة كما قال عليه الصلاة والسلام في آخر حياته: ( أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد). 

فدل ذلك على أن من كان موجودًا في ذلك الوقت لا يبقى بعد مائة سنة بنص النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يموتون قبل انخرام المائة.

فالحاصل أن الخضر قد مات وليس بموجود، والذي يزعم أنه رآه إما أنه كاذب، وإما أن الذي قال إنه الخضر قد كذب عليه وليس بالخضر، وإنما هو شيطان من شياطين الإنس أو الجن ". [ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ( ٩ / ٢٨٧)].

وفي سؤال جرى توجيهه للإمام الألباني رحمه الله تعالى وفيه يقول السائل   : قوله عليه الصلاة والسلام ( ما من نفس منفوسة يمر عليها مائة عام ... ) .

فكان جواب الشيخ رحمه الله تعالى مايلي :" أي هذا الذي يقول هذا الكلام هو جاهل بعلم أصول الفقه، ما من نص عام إلا وقد خُصِّص، وهذا من ذاك يعني ما من نفس منفوسة إلا ما جاء النص يستثني ذلك.

وعلى هذا اعتمد من زعم أن الخضر عليه السلام لا يزال حيّا بين الأنام لكن نحن نقول كما تعلّمنا من بعض العلماء  أثبت العرش ثم انقش  نقول له أثبت أن الخضر حيّ حتى نستثنيه من الحديث ولما لم يكن هناك حديث صحيح يُثبت حياة الخضر إلى عهد النبي صلى الله عليه وأله وسلم لم يكن بنا حاجة إلى أن نقول إن الخضر مستثنى من حديث ( ما من نفس منفوسة ) أمَا والدجال حيّ بصريح الحديث الذي جاء ذكره أنفا وكذلك عيسى لا يزال حيّا وإن كان هذا في السماء فإذًا الجواب هو تخصيص العام بالحديث الخاص وإلا لوقع هذا الجاهل وأمثاله في جهل بل جهالات متتابعة لأننا سنواجهه بالأية الكريمة. "

[ فتاوى جدة رقم  A ٢٠].

والله أعلى وأعلم بالصواب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

°°°°°°°°°°

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو الله مولاه : غازي بن عوض بن حاتم العرماني.