ذكر العلامة الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد في بداية قول المصنف بسم الله الرحمن الرحيم بعد ذكر الآثار الواردة في فضل البسملة و إن كانت ضعيفة فقال معلقاً "ولأبي داود وابن ماجه كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله، أو بالحمد؛ فهو أقطع ، ولأحمد: كل أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله ؛ فهو أبتر أو أقطع، وللدار قطني عن
أبي هرير
: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله؛ فهو
و أقطع.
والمصنف والله قد اقتصر في بعض نسخه على البسملة؛ لأنها من أبلغ الثناء والذكر وللحديث المتقدم، وكان النبى يقتصر عليها في مراسلاته كما في كتابه الهرقل عظيم الروم، ووقع لي نسخة بخطه بدأ فيها بالبسملة، وثنى بالحمد والصلاة على النبي وآله، وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي، وبالحمدلة نسبي ،إضافي أي بالنسبة إلى ما بعد الحمد يكون مبدوءاً به." انتهى كلامه رحمه
الله .
فما معنى قوله رحمه الله:" الابتداء بالبسملة حقيقي
وبالحمدله نسبي إضافي "
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما
أما بعد
فأن الابتداء الحقيقي هو الذي لم يسبقه شيء قبله .
والنسبي الإضافي هو الذي يتقدمه كلام قبله .
فهو إبتداء بالنسبة لما بعده، فمعنى الابتداء الحقيقي للبسملة الا يتقدم على البسملة أي كلام ومعنى الإضافي النسبي للحمد أي يكون ذكر الحمد بعد البسملة فيكون البدء بها إضافيا .
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
************
كتبه : غازي بن عوض العرماني.