بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً
أما بعد
فقد وردني هذا السؤال ونصه :
أحسن الله إليك ، كثر الطعن.. في الإمام أبي حنيفة ، مع علمنا بإعذار العلماء له ورد خطأ أبي حنيفة في أبواب الإيمان وغيرها من المقالات ، فكيف يكون التعامل مع من يتكلم في أبي حنيفة بأشد العبارات حتى يصل بالكلام بالتبديع وقوله ان له سلف مثل عبد الله بن احمد بن حنبل رحم الله الجميع .
فالجواب عن هذا السؤال نقول وبالله التوفيق وهو المستعان وعليه التكلان :
عندما يأت الحديث عن الإمام المتبوع أبي حنيفة رحمه الله أو غيره من كبار علماء الإسلام
فلابد أن تنظر إلى هذه الضوابط العلمية:
( اولا )
إن هذا الرجل أثنى عليه من له القدح المعلى في العلم بشهادة كبار علماء الإسلام مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد أثنى عليه وجعله من الأئمة الذين اتفقت أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الثناء عليهم ؛ وذكر في موضع آخر أنه من"أَهْلُ العِلْمِ الذِينَ يَبْحَثُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَنِ العِلْمِ، وَلَيْسَ لَهُمْ غَرَضٌ مَعَ أَحَدٍ ".
وذكر رحمه الله في ثنائه على أبي حنيفة رحمه الله قوله في مجموع الفتاوى (٢٠ / ٣٠٤ ):
"ومن ظن بأبي حنيفة أو غيره من أئمة المسلمين أنهم يتعمدون مخالفة الحديث الصحيح لقياس أو غيره فقد أخطأ عليهم وتكلم إما بظن وإما بهوى".
( ثانيا )
هذا الرجل من الأئمة المتبوعين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم والكلام فيه بغير حق وبدون مصلحة شرعية قد يحدث مفسدة عظيمة.
( ثالثا )
أهل العلم كل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالخطأ وارد منهم فلا عصمة لأحد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
( رابعا )
تجد ان بعض كبار العلماء وأئمة السنة قد تكلموا في أبي حنيفة رحمهم الله جميعا لأمور وقعت منه فإذا لزم الأمر واحتيج الي البيان والايضاح فبين موضع الخطأ الثابت عنه بالدليل ومن قال عنه بهذا القول من كبار علماء الإسلام وليكن بحكمة وعلم وعدل وصدق وانصاف مخلصا بذلك لوجه الله سبحانه وتعالى وفق المصلحة الشرعية
وأما التبديع والتفسيق أو الإخراج من الملة فليست سبيل علماء السنة وخاصة عند التعامل مع الائمة الكبار أمثال أبي حنيفة رحمه الله وأنظر كما اسلفنا طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كيفية التعامل مع أهل العلم أمثال الإمام أبي حنيفة رحمه الله..
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
.......
كتبه : غازي بن عوض العرماني.