الأربعاء، 23 أغسطس 2023

[ وجوب الحذر من داعية الضلال المتعالم الجاهل صاحب الفلسفة والسفسطة معا المدعو علي السند ]




بسم الله الرحمن الرحيم


َالحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

اما بعد


فقد اطلعت على عدة فتاوى ومحاضرات للمدعو :" علي السند الكويتي " وللأسف نجد انه احد منسوبي الهيئة التعليمية في جامعة الكويت  يصف نفسه بأنه  :"استاذ فلسفة " أو قل وانت صادق " سفسطه " وهذا وصف عادل لشخصيته المتعالمة المتعالية بغير وجه حق الا رؤيته لنفسه بأنه :" شخصية مؤثرة [ على ] وسائل التواصل الاجتماعي"[ هكذا وصف نفسه في صفحته في تويتر] . فقلب [ في ] الظرفية  إلى [ على ]التي تعني العلو و الفوقية في دلالة بينة على محبته للغطرسة والفوقية حتى تجاوز اسلوبه الحدود الشرعية المبنية على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع السلف الصالح وخالف الحجج العقلية والمبادئ  والأخلاق والادب ولغة العرب في طريقة  تعامله الفجة مع ولاة الأمر تبين ذلك في شطحات عقدية أعلنها و تفوه بها في ثرثرته الإعلامية. 

وقد رأيت انه  صاحب جهل مركب فهو ضال مضل يزعم انه صاحب فلسفة ويبيحها وقد تجاوز فواقر القصاصين الي نشر الحاد الفلاسفة الملحدين في ابتعاده عن كيفية التعامل الشرعي الصحيح مع االنصوص الشرعية وخاصة الأحكام و الألفاظ الشرعية التي تخص ولاة الأمر . فله تأويلات باطنيه  لمعانيها تحارب الفهم الصحيح لدين الإسلام بل يعلن حربه على المعنى الظاهر الواضح للنص والذي لا خلاف فيه فيوجد معنى من مخيلته يضاد به المعنى الشرعي الصحيح والذي يتفق على صحته الشرع الاسلامي واللغة العربية ومن هذا القبيل نجده يصف العلاقة بين الحاكم و المحكوم بأنها [ عقد وكالة ]فيرى انه يجوز للمحكوم فسخ وجوب طاعة ولي الأمر متى ما أراد المحكوم  الفسخ.

وكذلك قال ان العلاقة بين الحاكم والمحكوم [ عقد ايجارة ] فيجوز للمؤجر إخراج المستأجر من ملكه واستدل بأثر موضوع مكذوب يؤيد توجه الفكري التكفيري الخارجي وفيها قصة ابي مسلم الخولاني رحمه الله ودخوله على أمير المؤمنين الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما  وفيها يدخل ابومسلم الخولاني رحمه الله قائلا لمعاوية بن سفيان رضي الله عنهما :" السلام عليك أيها الأجبر " وفي سند هذا الأثر مجاهيل وظلمات بعضها فوق بعض وقد رأيت انه سبقه في إطلاق هذه المصطلحات مشايخ كل من طارق السويدان و يوسف القرضاوي. 

والعلاقة بين الحاكم والمحكوم أصل من أصول الدين وليست من عقود التعامل  الفقهية. 

وهذا الأصل متفق عليه عند أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وشذت الخوارج بما فيهم المعتزلة ولا عبرة بخلافهم  إذ انه أصل متفق ومجمع عليه لدلالة الكتاب العزيز والسنة النبوية وثم ينكر إطلاق مصطلح [ ولي الأمر ] أو [ ولاة الأمر ]على الأمراء والسلاطين ويزعم ان هذا المصطلح لم يرد في الكتاب والسنة ثم يثبت ذلك فيأت بفلسفته المبتذلة بمعنى متهالك خالف فيه الشرع المنزل  ولغة العرب وشذ عن إجماع المسلمين.

وله نشاط محموم مسموم وتحركات مشبوهة وحضور عند الجهلة العوام كلها تدور حول [ الحاكم و المحكوم] في شرح خارجي اخواني لها ومحاولة إثارة العوام عليهم

وسعيه في التهييج والتحريض وقد جعل نفسه الجاهلة الضالة القائلة على الله بلا علم في مصاف شيوخ الإسلام ومقام كبار العلماء فتصدر ثم حاول رد كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بأدني الحيل والتشكيك في المعاني الصحيحة الظاهرة والتلاعب بالسنة و له لحن جلي واضح في لغة العرب فلا فقه ولاخلق ولاادب في اسلوبه وطريقته.

بل عين الوقاحة والسفاهة واطال لسانه في أمور لا يحسنها وليس من أهلها ولا يعرفها وليست من اختصاصه.

ومن شطحاته الفكرية المنحرفة :

وصفه لولاة الامر بانهم  [  طغاة ] و [ أصحاب أنظمة قمعية ].

ثم نشره غسيل فكره وذلك في دراسات ينسبها الي الإسلام ودين الاسلام برئ منها إذ هي امتداد للفكر الخارجي الإخواني وتفسيره للنصوص الشرعية بتفاسير تخالف الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح و تضاد لغة العرب 

وله هذيان وسفاهة عند حديثه في أي موضوع يتطرق اليه. 

وقد كتبت هذه الرسالة لأنني رأيت أن أهل الضلال فتحوا له باب الإعلام على مصراعيه لينشروا من خلاله محتواه وضلاله وجهله بين عامة المسلمين ممن لا علم لهم في الشرع وليس لهم اطلاع في معرفة حال هذا المتصدر الضال فجرى منا بيان حاله وذلك ان كلامه اغلبه فيه دندنة وشنشنة تعرف من اخزم حول [ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف] الثابت في الكتاب والسنة واجماع السلف الصالح فيحاول في جهده الضعيف توهينه وايراد الشبه تلو الشبه عليه ونسف الحق وطمسه والحق ما جاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعليه هدي السلف الصالح في تعظيم هذا الشأن فهو أصل من أصول دين الإسلام. 

ويترتب على العلم بهذا الأصل والعمل فيه الاهتمام في مصالح عظيمة للمسلمين و في التهاون فيه  مفاسد لا يعلم عظيم خطرها الا الله سبحانه وتعالى. 

وطريقته هذه اخوانية مستمدة من الغرب الكافر وديمقراطيته الزائفة؛ فلذا اعددنا هذه الرسالة المختصرة لفضح هذا الضال المتعالم إبراء للذمة

ونصحا للأمة ولئلا يتبع  في ضلاله و{ لتستبين سبيل المجرمين} كفى الله المسلمين شره وشر جماعته الضالة فرقة الاخوان الخوارج؛ علما بأن هذا الشخص له جهود اعلامية  مع قناة الجزيرة منبر الفتن على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن مرتاديها

وله جرأة  على القول على الله بلا علم ولو ما أعلم أن " علي السندي" جاهلا لقلت ان الوصف الصادق لهذا الشخص وأمثاله انه   : " من أهل المجهولات، المشبهة بالمعقولات، يسفسطون في العقليات ويقرمطون في السمعيات " 

فالقرامطة باطنية ملاحدة لهم معاني باطلة وتأويلات منحرفة في فهم ألفاظ النصوص الشرعية ويزعمون زورا وبهتانا ان للنصوص الشرعية باطناً يخالف ظاهرها، ثم يفسرونها بما لا يوافق الشرع  ولا لغة العرب ، ولا العقل السليم. 

" كتحريفهم للصلاة أنها معرفة أسرارهم، والصيام كتمان أسرارهم، والحج زيارة شيوخهم"  وهكذا مذهب السوفسطائية وهم طائفة من الفلاسفة يقوم مذهبهم على إنكار الحقائق والتشكيك فيها  

وعن أشباه هذا الجاهل يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كتبه منها ما ورد في رسالة التدمرية حيث قال : 

" وهؤلاء جميعهم يفرون من شيء، فيقعون في نظيره وفي شر منه مع ما يلزمهم من التحريف والتعطيل، ولو أمعنوا النظر لسووا بين المتماثلات، وفرقوا بين المختلفات، كما تقتضيه المعقولات، ولكانوا من الذين آوتوا العلم، الذين يرون أن ما أنزل إلى الرسول، هو الحق من ربه، ويهدي إلى صراط العزيز الحميد ". 

فيجب على طلاب العلم الحذر  من أمثال هذا المتعالم فهو واشباهه واخدانه على جرف هار والتحذير منه واجب شرعي محاولة منا لمنعه من بث شبهه التي تروج بين أصحاب البضاعة العلمية المزجاة كالعوام. 

وفقنا الله واياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

.............

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني

الأحد، 13 أغسطس 2023

[[ رد شبهة محدثة في كيفية نصح ولي الأمر ]]



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده ورسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

اما بعد


فقد أورد احد طلاب العلم  شبهة وهو على المنبر في تأصيله المبتدع المخالف للشرع المنزل و اتباعه لهواه في  تجويزه للإنكار علانية على ولي الأمر. 

مستدلا بما جرى على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في فتنة خلق القرآن وهي الفتنة التي احدثتها فرقة المعتزلة الخوارج وقد قربهم 

الخليفة عفا الله عنه فأصبحوا من ندمائه فحاولوا استمالة الخليفة لصفهم لبلاغتهم وفصاحة لسانهم وقد نجحوا في ذلك لاستخدامه في نشر عقيدتهم التكفيرية المخالفة  لدين الإسلام و قد رأوا  أن  الخليفة جاهل من جهتين اولا :

جهله بالعلم الشرعي. 

وثانيا :

جهله بحالهم لتلونهم ولاحسانه الظن فيهم فامتحنوا المسلمين ببدعة منكرة لم يأمر بها الشرع المنزل فلم ترد في كلام الله سبحانه وتعالى أو في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم

حينما طلب الخليفة العباسي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إلى الحضور .

فحضر وأخبره بما يعتقده

ولم يكن في هذه القصة إنكار على ولي الأمر 

 وقد جرت مناظرة بينه وبين حاشية السوء من فرقة المعتزلة الخوارج أمام الخليفة. وقام الإمام أحمد  رحمه الله في بيان دين الله سبحانه وتعالى بالأدلة الشرعية والحجج العقلية بعلم وعدل وانصاف وحكمة في  أدب جم وحسن تعامل مع الخليفة بحضرته وفي مجلس الخليفة وليس أمام العامة وليس فيه الإنكار العلني على ولي الأمر كما زعم ذلك من قل فقهه.

وفي كتب السنة :

قال حنبل بن الإمام أحمد  رحمهما الله: " اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله [ يعني أحمد بن حنبل] وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا – يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك- ، ولا نرضى بإمرته ولا سلطانه، فناظرهم في ذلك وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر أو يُستراح من فاجر، وقال: ليس هذا بصواب، هذا خلاف الآثار "


ثم إن المتعبد فيه هو كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا هو دين الإسلام الذي ارتضاه الله دينا لعباده فكيف 

يقدم رأي الفقهاء - أن ثبتت صحته - على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

أنظروا إلى كلام الله سبحانه وتعالى اذ يقول لرسله الكرام وهما موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام :{فقولا له قولا لينا} 

هذا القول  لفرعون الكافر الذي أخبر الله عنه أنه قال  : { انا ربكم الاعلى }

فهذا امر ربنا في توجيه رسله الكرام عليهما الصلاة والسلام في كيفية التعامل مع ملوك الكفرة 

فكيف يخالف الشرع في تعاملنا  مع ولاة أمرنا من المسلمين  الذين تربطنا فيهم إخوة الإسلام والقرابة والجيرة  ولهم في أعناقنا بيعة شرعية يجب الوفاء بها  ..


والنصح سرا لولي الأمر  و حرمة إعلان ذلك ليس محل اجتهاد بل هو نص سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فمن الأدلة المستفيضة في ذلك منها :


  


           [     أ    ]


قد روى عياض بن غنم الأشعري رضي الله عنه  أن رسول الله ﷺ قال : ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) رواه احمد في مسنده رحمه الله وابن ابي عاصم في السنة رحمه الله


وصححه الامام الالباني رحمه الله


وانظر القيود التي وردت في الحديث والاحترازات فمنها 


              [ أولا ]


قوله صلى الله عليه وسلم:(لايبدها علانية) أي النصيحة لاتكون علانية . 


             [ ثانيا ]


وقوله صلى الله عليه وسلم:( يأخذ بيده) أي أن الناصح يأخذ  بيد ولي الأمر وهذا أمر واضح بأن تكون النصيحة سرا .


                  [ ثالثا ]


 قوله صلى الله عليه وسلم  :( فيخلوا به ) احترازا ثالثا عن تحريم النصيحة علانية لولي الأمر  ووجوب أن تكون سرا بحيث لا يعلم عن هذه النصيحة أحد من الناس .


ومن الادلة 


                 [   ب  ]


 عن سعيد بن جهمان قال: (أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه.. قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جهمان عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه)  رواه احمد وهو حديث صحيح.


               [ ج ]


 مخالفتهم لنهج السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم وكبار علماء الاسلام في كيفية نصح ولاة الأمر . 

يدل على صحة هذه الفقرة سؤال  وجه للامام ابن باز رحمه الله هذا نص السؤال  :

" س: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟

فكان جوابه رحمه الله : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.


أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الرباض من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.


ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم.


ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان : قال بعض الناس لأسامة بن زيد : ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.


ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان  وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقتل جمع كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني، وذكر العيوب علنا، حتى أبغض الكثيرون من الناس ولي أمرهم وقتلوه، وقد روى عياض بن غنم الأشعري، أن رسول الله ﷺ قال: ( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه ) .


نسأل الله العافية والسلامة لنا ولإخواننا المسلمين من كل شر، إنه سميع مجيب.


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وآله وصحبه"


انتهى كلامه رحمه الله[ مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( ٨ / ٢١٠ )] وطريقة السلف الصالح في الانكار تجب عند تأكد روية المنكرات اذا كانت المنكرات عامة فاشية معلنة فيقوم بإنكارها  اهل العلم فقط 


سرا بينهم وبين الجهة او الجهات المسؤولة لئلا يترتب على المنكر منكر أعظم منه 


ومن  انكار المنكر ذكره 


بالادلة التي تحرمه وتمنعه دون ذكرالفاعل فينكر المعصية كالزنى او الخمر دون ذكر من فعله كما ذكرنا سابقا في فتوى الامام ابن باز رحمه الله


و ان يكون انكار المنكر  وفق السنة التي ذكرناها كما مر في حديث الصحيح  . واما خلاف ذلك من انكار العامةاو انكارها علانيةفليست بسنة وليس هنا انكار منكر بل هو المنكر بعينه اذ يترتب على هذه الطريقة مفاسد عظيمة يعرف ذلك طلاب العلم السني السلفي الذين تربوا على يد علماء السنة السلفيين وقرأوا كتبهم واتبعوا جادة السلف الصالح ولزموا غرز كبار علماء الأمة وقد اوردنا كلام الامام ابن باز رحمه الله في كيفية الانكار والنصح السليم الموافق للشرع والعقل .


                [  د ]


نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشبه في ملل الكفر فقال صلى الله عليه وسلم:( من تشبه بقوم فهو منهم ) فهذه الطريقة هي عين طريقة الكفار في انكارهم على حكامهم وهي كذلك عين طريقة الخوارج فهذا التشبه محرم في شرع الله .


              [ ها ]


سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها الرحمة والسعادة في الدارين فمن خالف السنة فهو على خطر عظيم قال الله تعالى وتقدس:{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }


قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " وقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي : عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته[ وسنته ] وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " .


أي : فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا ( أن تصيبهم فتنة ) أي : في قلوبهم ، من كفر أو نفاق أو بدعة ، ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي : في الدنيا ، بقتل ، أو حد ، أو حبس ، أو نحو ذلك .


قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها . جعل الفراش وهذه الدواب اللاتي [ يقعن في النار ]يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ويغلبنه ويتقحمن فيها " . قال : " فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار ، فتغلبوني وتقتحمون فيها " . أخرجاه من حديث عبد الرزاق " .انتهى كلامه رحمه الله.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

°°°°°°°°°°°°°°°°

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

 بسم الله الرحمن الرحيم


[[ لا مانع من قول ( لاحول ولا قوة الا بالله) عند المصيبة بعد الإتيان بالمشروع قوله عند المصيبة ]] 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

اما بعد


فقد اطلعت على جواب لأحد الإخوة  المشايخ بعد سؤال ورد إليه من مستفتي ؛ هذا نص السؤال وجوابه :

"يقول السائل: هل يصح ما اشتهر عند الناس من قول: “لا حول ولا قوة إلا بالله” عند المصائب؟


الجواب:

اشتهر عند كثير من الناس أنه إذا حصلت مصيبة أو أمثال ذلك يقول: “لا حول ولا قوة إلا بالله” وهذا خطأ، وقد أنكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) وشيخنا ابن عثيمين  في (الشرح الممتع) وفي غيره من كتبه؛ وذلك أنه يُقال عند المصائب ما ذكره ربنا في كتابه: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [ سورةالبقرة: الآية ١٥٦ - ١٥٧].

وفي حديث أم سلمة يقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها) كما ثبت في الصحيح، أما قول: لا حول ولا قوة إلا بالله. عند المصائب فهذا خطأ وهو خلاف السنة ولا يتفق معه في المعنى، فإن معنى ( لا حول ولا قوة إلا بالله) هي كلمة تقوِّي واعتماد على الله إذا أراد الإنسان أن يفعل أمرًا شاقًا وأمثال ذلك فإنه يكل أمره إلى الله مستعينًا بالله، أما (إنا لله وإنا إليه راجعون) فهي كلمة استرجاع تُقال عند المصائب دون (لا حول ولا قوة إلا بالله).


أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا ".انتهى كلامه وفقنا الله وأياكم واياه إلى ما يحبه الله ويرضاه 

وحيث أن هذا الجواب لنا عليه وقفات  جرى منا كتابة هذه الرسالة فنقول وبالله التوفيق :

قد احسن هذا الشيخ في قوله :" يُقال عند المصائب ما ذكره ربنا في كتابه: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ  . أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [ سورة البقرة : الآية ١٥٦ - ١٥٧ ].

وفي حديث أم سلمة - رضي الله عنها - يقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها) كما ثبت في الصحيح [ صحيح مسلم رحمه الله] "

قلت : و ما ذكره هو  المشروع الثابت  في الكتاب والسنة. 

ثم زاد هذا المفتي فقال :" وأما قول: لا حول ولا قوة إلا بالله. عند المصائب فهذا خطأ ". ثم قال :" وهو خلاف السنة ". 

واقول : أن أراد بالسنة ما ثبت في الكتاب والسنة فهذا صحيح فالمشروع الإتيان بما ثبت في الكتاب والسنة 

وان أراد منع قول هذه العبارة( لاحول ولا قوة الا بالله) لمخالفتها للسنة فهذا غير صحيح لأن المشروع هو الإتيان بما ثبت في السنة ثم يباح له الإتيان بمثل هذه العبارة. إذ لم يأت مانع شرعي يمنع قول مثل  هذه العبارة  في مثل هذه الحال

ولهذه الكلمة فضائل عديدة ومزايا حميدة ثبتت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( قَوْلِ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ) 

صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب( ١٥٨٠). 

 و عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال: من معك يا جبرائيل قال: هذا محمد، فقال له إبراهيم عليه الصلاة والسلام: يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، قال: (وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه أحمد و الترمذي رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي ( ٣٤٦٢).

وعن معاذ بن جبل صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أدلك على باب من أبواب الجنة)؟ قال: وما هو ؟ قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) رواه الطبراني وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب ( ١٥٨١).

و جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنِّي لا أستَطيعُ أن آخذَ منَ القرآنِ شيئًا فعلِّمني ما يُجزئُني منهُ، قالَ: ( قُل: سُبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ العليِّ العظيم) ، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، هذا للَّهِ عزَّ وجلَّ فَما لي، قالَ: ( قُل: اللَّهمَّ ارحَمني وارزُقني وعافِني واهدني) فلمَّا قامَ قالَ: هَكَذا بيدِهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ:( أمَّا هذا فقد ملأَ يدَهُ منَ الخير )

رواه ابوداود رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح ابي داود ( ٨٣٢).

و عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما على الأرض أحد يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر) رواه الترمذي

رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي ( ٣٤٦٢).

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في في صحيح الجامع ( ٦٤١٩).

 وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ). رواه الإمام مسلم  رحمه الله في صحيحه

وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي  الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه ) رواه البخاري رحمه الله في صحيحه.

وعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ: ( لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ،) وَقَالَ :(كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ) رواه الإمام  مسلم رحمه الله. وفي رواية عنه رضي الله عنه قال: ( يرفع بذلك صوته) .

 ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

( مَن قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ ، صدَّقَهُ ربُّهُ ، وقالَ : لا إلَهَ إلَّا أَنا ، وأَنا أَكْبَرُ ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ قالَ : يقولُ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا وحدي ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، قالَ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا وَحدي لا شَريكَ لي ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ ، قالَ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا ، ليَ الملكُ وليَ الحمدُ ، وإذا قالَ : لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ ، قالَ اللَّهُ : لا إلَهَ إلَّا أَنا ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بي) ، وَكانَ يقولُ : ( مَن قالَها في مرضِهِ ثمَّ ماتَ لم تَطعمهُ النَّار) 

رواه الترمذي رحمه الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي ( ٣٥٣٠).وغيرها من فضائل كثيرة ثبتت في أحاديث صحيحة 

و يشرع قولها في جميع الأحوال والازمان فذكر ( لاحول ولا قوة الا بالله)  وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بالاكثار منها لعظيم أثرها وبركتها وكثر أجرها. 

و كلام  الشيخ ونصه  :" وهذا خطأ، وقد أنكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة)" 

ليس صحيحا على جهة  الإطلاق؛ إذ أن هذا كلام  ذكره شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في مواضع من كتبه منها  [ مجموع الفتاوى ( ١٠ / ٦٨٦ - ٦٨٧)]  

وفيه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" قال الشبلي بين يدي الجنيد : لا حول ولا قوة الا بالله .

فقال الجنيد : قولك ذا ضيق صدر وضيق الصدر لترك الرضا بالقضاء .

فإن هذا من احسن الكلام ، وكان الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة ومن أحسنهم تعليما وتأديبا وتقويما .

وذلك أن هذه الكلمة هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع ، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع ويقولها جزعاً لا صبراً .

فالجنيد أنكر على الشبلي حاله في سبب قوله لها إذ كانت حالا ينافي الرضا .

ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه".

انتهى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. 

وعليه نقول ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أنكر ان تقال هذه العبارة في حال ينافي الرضا بقضاء الله وقدره.

انظر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الموضع السابق حيث قال  :" فالجنيد أنكر على الشبلي حاله في سبب قوله لها إذ كانت حالا ينافي الرضا ".

وأما إذا قيلت على الوجه المشروع .....

لم تكن عبارة منكرة ولا يصح الإنكار على من قالها انظر  قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تتمة للعبارة السابقة  :"ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه".

ونقول أن المسلم عند المصيبة يلجئ و يستعين بالله وذلك لضعف الإنسان وفقره وحاجته إلى ربه سبحانه وتعالى وذلك لكمال 

غنى الله وشمول ربوبيته لخلقه وحاجة عبيده إليه دون ما سواه وأعظم ما يتقرب العبد  إلي الله سبحانه وتعالى بتوحيده ف( لاحول ولا قوة الا بالله) يعني " لفظ (الحول) : يتناول كل تحول من حال إلى حال .و(القوة) : هي القدرة على ذلك التحول .

فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي ، حركة وتحول ، من حال إلى حال ، ولا قدرة على ذلك ؛ إلا بالله"[ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ٥ / ٥٧٤)].

ف"

تَأْثِيرُ ( لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) فِي دَفْعِ هَذَا الدَّاءِ[ اي هموم المصائب وغمومها ]  فَلِمَا فِيهَا مِنْ كَمَالِ التَّفْوِيضِ، وَالتَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، إِلَّا بِهِ ، وَتَسْلِيمِ الْأَمْرِ كُلِّهِ لَهُ، وَعَدَمِ مُنَازَعَتِهِ فِي شَيْءٍ مِنْهُ .وَعُمُومُ ذَلِكَ لِكُلِّ تَحَوُّلٍ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ، وَالسُّفْلِيِّ، وَالْقُوَّةِ عَلَى ذَلِكَ التَّحَوُّلِ، وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِاللَّهِ، وَحْدَهُ فَلَا يَقُومُ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ شَيْءٌ.وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ إِنَّهُ مَا يَنْزِلُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهَا إِلَّا بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. وَلَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي طَرْدِ الشَّيْطَانِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ." انتهى كلامه رحمه الله. 

ثم قال هذا الاخ  :

" هي كلمة تقوِّي واعتماد على الله "

اقول : هذا صحيح 

لكن تخصيصه لفضائل ( لاحول ولا قوة الا بالله) الثابتة في السنة بغير مخصص شرعي بقوله :

" إذا أراد الإنسان أن يفعل أمرًا شاقًا وأمثال ذلك فإنه يكل أمره إلى الله مستعينًا بالله ". كلام لا يعضده دليل 

ولا يسنده اثر والحق بخلافه 

بل يجب الإكثار من قول هذه العبارة ( لا حول ولا قوة إلا بالله) في كل الأحوال والازمان في وقت الرخاء والشدة وفي المصيبة أو الفرح فذكر الله سبحانه وتعالى ومنه هذه العبارة ( لاحول ولا قوة الا بالله) مشروع في كل وقت وحال ومن منع ذلك فعليه البينة من كلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

وفقنا الله وأياكم واخانا إلى مايحبه الله ويرضاه ورزقنا الله جميعا العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمه وان يجيرنا وإياكم من النار ويسكننا وإياكم وذرياتنا وأهلنا ومن نحب الفردوس الأعلى من الجنة وأن يفتح علينا وعليكم الخير و أن يغلق عنا وعنكم الشر و أبوابه.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

___________________

كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

 





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

اما بعد 

فيلاحظ في هذه الصورة وما علق عليها ملحوظات منها :

                  اولا :

{ وما ربك بظلام للعبيد} {ولا يظلم ربك أحدا} {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} 

وما يجري في الدنيا من صور فهذه لحكم عظيمة قد تظهر للعباد فيعلمون بعضها وقد تخفى علينا بعضها أو كثيرا منها لحكمة من الخالق عز وجل لكن كل شئ يجري بقضاء الله وقدره وهو دائر بين الفضل والرحمة وبين العدل والحكمة.


               ثانيا :

عبارة [ عدل الآخرة ]

من الأدب أن ينسب العدل إلى ربنا الله تعالى وتقدس فهو رب الدنيا والآخرة {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ} 

الأمر كله لله ، مالك الدنيا والآخرة ، والمتصرف في الدنيا والآخرة ، فهو الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .

.{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} 

{وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} 

ف"يحمده أولياؤه في الدنيا ، ويحمدونه في الآخرة في الجنة ، ( وله الحكم ) فصل القضاء بين الخلق . قال ابن عباس رضي الله عنهما : حكم لأهل طاعته بالمغفرة ولأهل معصيته بالشقاء ". 

 والله سبحانه وتعالى منزه عن المثيل والشبيه والند والضد والشريك { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } 

 فظلم الناس في فعلهم للشرك أو الكفر بالله سبحانه وتعالى وذلك { ان الشرك لظلم عظيم} فالأمر واضح جلي في بطلان الكفر اوالشرك دل على ذلك آيات شرعية وآيات كونية ؛ وفي أدلة نقلية وحجج عقلية وكل مجزي بعمله{ وما ربك بظلام للعبيد}.

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. 

....... 

كتبه :

غازي بن عوض العرماني. 

.........