الخميس، 9 مارس 2023

《 ذكر الاسباب الموجبة في التأليف دفاعا عن ولاة الأمر 》

 


[[      الجزء الأول    ]]


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فجوابا للسؤال الذي تم وضعه عنوانا لهذه الرسالة نقول : 

ان دفاعنا يكمن في أمور مهمة منها :

              (  أولا   )

كثرة الجماعات التكفيرية وانتشار دعاتها ورموزها في مختلف بلدان العالم واستغلالهم الإعلام بأنواعه لبث سمومهم  والتي منها فتاوى منشورة تبيح وتجوز الطعن والخروج على ولي الامر  مع التحريض والتهييج عليهم و اباحة رموزها للمظاهرات وغيرها من وسائل محرمة فيها اضرار وتعدي على أمن المجتمع والقائمين عليه .


          (     ثانيا   )

رموز ذوي الفكر المنحرف لهم  مخالفة عقدية تتمثل في اباحة النصح علانية للحاكم وهذا خلاف  سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلا بد  حينئذ من تكثيف الجهود من تأليف كتب ورسائل ودروس  وكثرة الحديث عن الطريقة الشرعية الصحيحة في كيفية نصح ولي الامر وانها تكون بالسر لأهل العلم خاصة وأبواب ولاة الأمر مفتوحة لاستقبال ما فيه خير ونماء وتطور لدولتهم المباركة  ..


               (  ثالثا  )

بيان الادلة الشرعية من الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح على علو منزلة ولي الأمر وأهمية الوفاء بشئ يسير من حقهم  ومن ذلك التأكيد على عظيم منزلة فريضة بيعة ولي الأمر في دين الإسلام 

وذكر النتائج السيئة والثمار الخبيثة   للخروج عليهم .


              (   رابعا   )

محاولة منا تجفيف ينابيع التفكير التكفيري المبيح لجواز الخروج على ولاة الامر وذلك في اظهار كلام الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ونشرها بين الملأ واعلان تحريم هذا الشيء . وتجريم أصحابه والتحذير من اشخاصهم أن اقتضى الامر ذلك .


             (   خامسا   )

بعد انتشار المد الإخواني التكفيري وكثرة دعاة الخروج على ولاة الامر و استخدامهم لوسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل لا بد من وقفة صادقة  مع ولاة أمرنا بالحق واعلان هذا التوجه الصحيح بين الملأ بالادلة النقلية والحجج العقلية. 


وسبب ذلك....


              (   سادسا   )


ديانة وقربة فطاعة الحكام  بالمعروف من طاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله  عليه وسلم ..ثم ...


            (   سابعا   )

اذا كان لك حارس شخصي يقوم بحراستك وحماية روحك من القتل ومالك من السرقة والنهب وعرضك من الانتهاك

ويعطيك راتبا شهريا 

وضمان اجتماعي 

وحافز 

وحساب مواطن 

ويهئ لك الدراسة 

ويؤمن لك الطرق 

وغيرها كثير من أعمال خير وبر 

فهل يجازي من هذه حاله  

بالإسائة إليه؟  

او هل  يتعرض له احد 

بسب أو شتم وانت تسمع وتشاهد ؟

فكيف بولي امرك 

ومقام والدك 

ومن له بيعة شرعية في عنقك 

فيجب الوقوف معه شرعا وهذا من حقوقه الشرعية على أخيكم

علما بأننا  ننعم بامن وامان ورغد عيش فلذا يجب المحافظة على هذا الخير وعلى هذه النعمة فهذا من شكر الله سبحانه وتعالى وقد ثبت في السنة:(من لم يشكر الناس لم يشكر الله ).


             (  ثامنا  )

 المحافظة على الدين و الأرواح و الأعراض  والاموال  توجب الدفاع عن ولي الأمر وهذا أمر يعرفه العقلاء فاذا طعن في ولي الامر وترك أهل العلم الدفاع عنهم ، سهل الوقوع في اعراضهم  من قبل الجهلة وأهل الشر   فإذا لم تفند شبهته

ويوضح فساد رأيه  استغل ذلك اهل الاهواء في تزيين الخروج عليهم ..لكن في بيان شبهتهم وتفنيدها وبيان فسادها حماية للدين والروح والعرض والمال  لان ولي الامر هو القائم بحماية هذه الامور بعد توفيق الله وفضله ورحمته ..

ولهذا  :

اذا غاب السلطان  فقد غاب الامن والاستقرار واصبح هناك إستحلال للدماء المعصومة البريئةوكثرة القلاقل والفتن فتعم سائر البلاد وينتج عنه هجر المساجد 

وقتل العلماء ولم يجد طلاب العلم علماء يتلقون العلم عليهم 

وسهل الوصول الى اعراض المسلمين وانتهاكها 

وسهل الوصول الى اموالهم وسلبها ..فإذن المسالة عظيمة لأن الحفاظ على  علو منزلة ولي الامر ووجوب الأدب في  التعامل معهم فيها تقربا وديانة وفيها تحقيق مصلحة شرعية عظيمة عامة ففيها تدرأ المفاسد وتجلب المنافع وفيها اتمام مصالح العباد والبلاد في دينهم ودنياهم .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه : غازي بن عوض العرماني.