[ الجزء الثالث]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فقد يتبادر إلى ذهن بعضهم :
لماذا يكثر حديثنا عن :
[ أصل وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف] وعن
[ الخوارج الاخوانية وعلاماتهم وصفاتهم وعن وجوب الحذر والتحذير منهم]
فالجواب أقول لأمور مهمة منها :
( أولا )
خفاء أمر فساد عقيدة هذه الفرق الضالة على كثير من الناس .
( ثانيا )
يزيدهم خفاء لبسهم لباس التقوى وإظهار العاطفة الدينية تجاه قضايا المسلمين و حماسهم الإعلامي ووجودهم فيه وبحثهم عن الشهرة ومحبة تسليط الاضواء عليهم وكثرة انتشارهم في وسائل الإعلام او في وسائل التواصل الاجتماعي مما يسبب لوثة فكرية عند كثير من عوام المسلمين ممن يجهل العلم الشرعي أو يجهل حالهم .
( ثالثا )
تحدثهم بإسم الدين او لسان علماء المسلمين مع محاولتهم إلصاق نسبة شذوذهم الفكري وضلالهم العقدي إلى دين الإسلام والإسلام برئ منهم .
( رابعا )
يظهرون استدلالهم علنا بالإدلة الشرعية من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على صحة مذهبهم الباطل فيما يظهر لأنصاف المتعلمين الجهلة او من يجهل حالهم .
( خامسا )
فعلنا هذا نسأل الله أن يكون ديانة وقربة لله سبحانه وتعالى ونسأل الله أن يكون ردنا إبراء للذمة ونصحا للأمة ولئلا يتبع أهل الباطل في باطلهم.
( سادسا )
في طريقتنا هذه بيان واظهار عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف في كيفية التعامل الشرعي الصحيح مع ولي الأمر لمن يجهلها أو يجهل الفساد العقدي لمن يزين الخروج عليهم وذلك أما في :
[ أ ]
بيان تحريم الخروج عليه وذكر الأدلة النقلية والحجج العقلية التي قضت في النهي عن هذا الأمر وتحريمه وتجريم صاحبه.
[ ب ]
أو في بيان الطريقة الشرعية الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة في كيفية نصح ولاة الأمر وإن الأمر ليس محلا لإجتهاد الفرق الضالة وشذوذها الفكري بل الأمر الاتباع والنهي عن الابتداع .
( سابعا )
ان وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف عقيدة سنية سلفية بنيت على ادلة الكتاب والسنة واجماع المسلمين فمن مقتضيات هذا الأصل الشريف اظهار البيعة الواجبة في اعناقنا لولاة الامر مع تحتم ذلك لزاما الذود بالحق عنهم ولاتنسى فريضة الوقوف تحت ظل رايتهم في جهاد القلم وهو جهاد الخاصة في بيان من أراد شرا بجماعة المسلمين وامامهم امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :( من اتاكم وامركم جميع على رجل واحد فاقتلوه).
والعاقل وإن كان جاهلا عاميا يدرك مصلحته فيعلم ما يضره فيبتعد عنه ويعلم ما ينفعه فيقربه أو يقرب إليه
ومن تأمل نتائج الخروج على ولاة الأمر عرف مقدار عواقبه الوخيمة وآثاره السيئة فكم من مسلم استبيح دمه وانتهك عرضه وانتهب ماله وزعزع أمنه وكثر أهل الشر وتخويفهم لابناء السبيل والمفاسد المترتبة يصعب حصرها ؛ ويكل القلم عن وصفها.وأصدق إخبار عن الآثار المترتبة على الخروج ماذكره الخلال في السنة ( ١ / ١٣٢ ) قال : أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال سألت أبا عبدالله في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج فقلت : يا أبا عبدالله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم ؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء ؛ لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء! ويستباح فيها الأموال! وينتهك فيها المحارم! أما علمت ما كان الناس فيه يعني أيام الفتنة, قلت والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبدالله ؟ قال :
وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل, الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك, ورأيته ينكر الخروج على الأئمة. وقال: الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به.
كفى الله المسلمين شر من أراد بهم شرا ؛ والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كتبه : غازي بن عوض العرماني