بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد
فبعد ارسالنا امس رسالة عن حكم آلة عد الذكر المحدثة والمسماة[ السبحة ] إلى أحد الإخوة المشايخ الفضلاء ؛ أورد فتوى لأحد كبار العلماء تجيز استخدام السبحة
فقلت له :
العبرة بالدليل فنحن أمة الدليل أين الدليل الذي يجيز فعلها من كلام الله سبحانه وتعالى او من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو آتنا بأثر صحيح من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم يدل على مشروعيتها ؟
[ للعلم : هنا آثار لا يصح رفعها إلى سلفنا الصالح اعتمد عليها للأسف من اجاز استخدامها وهي ضعيفة جدا ؛ فتنبه فليس في جوازها أثر صحيح يعتمد عليه فكلها في اسنادها نظر بهذا حكم حذاق الحديث وأهل الاختصاص فيه ...فتنبه ]
فأجابني :
في الأمور التي فيها دليل
والمسبحة لا دليل على تحريمها
وفقكم الله .
فقلت له :
هل أطلعت على الادلة في رسالتنا ؟
آمل من فضيلتكم الإطلاع
فضلا وكرما وليس أمرا .
علما بأن العبادات أصلها التوقيف والمنع إلا ما دل الدليل من الكتاب العزيز والسنة النبوية على مشروعيته .
وهنا لا يوجد دليل شرعي صحيح يبيح استخدامها على جهة التعبد لله سبحانه وتعالى
فقال :
طيب
وفقكم الله
استخدامها على جهة العد لا التعبد ؟
فقلت له :
اذا كان عد الأذكار فهذا هو البدعة المنكرة .
واما إذا كان لغير التعبد لله سبحانه وتعالى كنوع من التسلية بها فله حكم آخر .
قال :
ما هو .
فقلت :
الذي يظهر انها محرمة ؛ لما في ذلك من التشبه ب:
دين البراهما
ودين النصارى
كما أن فيها ابتعاد عن سلوكيات واخلاق مذهب التصوف القبوري المنحرف .
و سدا لذريعة استخدام هذه الآلة على جهة التعبد لله وذلك
بأن يراك من قل علمه وجهل حكمها فيستانس بفعلك وتكون دافعا له ومشجعا على استخدامها في عد ذكر الله تعالى...وهنا يقع في المحظور المحذور .
نقلت هذا النقاش لما فيه من فوائد علمية لا يستغني عنها طالب العلم .
محذرا في هذا السياق أن على طالب العلم بيان السنة بالدليل والجدال بالتي هي أحسن وترك الجدال العقيم مع من غلب على ظنك عدم استفادته من بيان الحق بالدليل.
رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ...
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
كتبه : غازي بن عوض العرماني.