الاثنين، 17 أكتوبر 2022

《 معنى اية من كلام الله سبحانه وتعالى المنزل غير مخلوق 》



بسم الله الرحمن الرحيم 




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما  .

أما بعد 

فيقول  الله تعالى وتقدس  : 

{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } 

[ سورة الإسراء : الآية ١٦  ]

معنى أمرنا هنا له عدة معاني ذكرها أهل التفسير أحببنا ترتيبها وتقريبها ليسهل فهم الآية فمن معاني : { أمرنا }   :

            ( المعنى الأول )

أمرنا مترفيها بالطاعة، ففسقوا فيها بمعصيتهم الله، وخلافهم أمره، كذلك تأوّله كثير ممن قرأه كذلك. ممن قال بهذا القول ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير رحمه الله. وإلى هذا القول مال  ابن جرير  رحمه الله حيث قال رحمه الله :

" فأولى التأويلات به تأويل من تأوّله: أمرنا أهلها بالطاعة فعصوا وفسقوا فيها، فحقّ عليهم القول، لأن الأغلب من معنى أمرنا: الأمر، الذي هو خلاف النهي دون غيره، وتوجيه معاني كلام الله جلّ ثناؤه إلى الأشهر الأعرف من معانيه، أولى ما وجد إليه سبيل من غيره".


        ( المعنى الثاني )

 معناها أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمرا قدريا ، كقوله تعالى : { أتاها أمرنا ليلا أو نهارا }، فإن الله لا يأمر بالفحشاء ، قالوا : معناه : أنه سخرهم إلى فعل الفواحش فاستحقوا العذاب .

اختار هذا القول الإمام السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية الكريمة  .


           ( المعنى الثالث  )

جعلناهم أمراء ففسقوا فيها، لأن العرب تقول: هو أمير غير مأمور

وفي قراءة { أمَّرْنا } بتشديد الميم، بمعنى الإمارة.


          ( المعنى الرابع )

بعثنا مستكبريها  

ومثل ذلك قوله تعالى وتقدس:

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا }.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { أمَّرْنا مُترَفِيها } يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم .

عن الربيع بن أنس، أنه قرأها { أمَّرْنا } وقال: سلَّطنا.

وقريب من هذا القول المعنى الآتي .....


          ( المعنى الخامس )

بمعنى بعثنا 

فعن مجاهد رحمه الله  في قول الله تبارك وتعالى: { أمَّرْنا مُتْرَفِيها } قال: بعثنا.


          ( المعنى السادس  )

بمعنى أكثرنا  وقال به جمع من أهل العلم منهم حبر هذه الامة  ابن عباس رضي الله عنهما حيث ذكر في قوله تعالى  : { وَإِذَا أرَدْنا أنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً آمَرْنا مُترَفِيها فَفَسَقُوا فِيها } قال : أكثرنا عددهم.

وهو عكرمة والحسن البصري والضحاك وقتاده رحمهم الله .


انتهى المقصود .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما....

.....

المصدر في جمع هذه الأقوال  : ينظر تفسير ابن جرير الطبري والبغوي  وابن كثير والسعدي رحمهم الله  .

......

قام بجمعها : غازي بن عوض العرماني  .