الخميس، 23 سبتمبر 2021

《 الرد على الشبهات والافتراءات التي اشتملت عليه رسالة [ تجربتي سنوات مع الجامية] للمقاطي 》

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين،

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا،

أما بعد،

فهذا إيضاح  مختصر على رسالة  [ تجربتي سنوات مع الجامية]  من تأليف المدعو : مسلط المقاطي والذي وصف نفسه بإنه” باحث دكتوراه في الحضارة الإسلامية”،

فأقول وبالله التوفيق وعليه الإعانة والتكلان :

وضعت ماسطرته أنامل صاحب من كذب وبهتان بين قوسين هكذا [ ...... ]    .

  وردنا على رسالته وماتضمنته من سفسطته وكذب خارج الأقواس ،

ثم أقول وبالله التوفيق وهو المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله:

هذا الكاتب الذي اقل احواله أن يوصف بالجهل  وصف نفسه بأنه [باحث في الحضارة الاسلامية ] فإذن ليس من  اختصاصه دراسة العقيدة والرد على أهل العلم فيها  لكن المشاهد في هذا العصر أن من ليس من طالب علم أو عالما بالشرع  أضحى من شيوخ الإسلام فيتكلم بإسم الإسلام جهلا  ويفتي ضلالة و يرد على أهل الإسلام الحق 

ويصف نفسه بأنه عاش مع الجامية .ويعني فيهم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ثم ابتعد عنهم .

فلااعلم مع من عاش 

ومن هؤلاء الجامية الذين كان معهم لكن في رسالته هذه تبين انحرافه عن السنة وتدل على أن  نشأته وتربيته وتعليمه كانت قريبة من أحضان الاخوانية .

فنبدأ في تفكيك الرسالة والرد عليها فقرة فقرة وبيان مااشتملت من الكذب والبهتان والافتراء وتفنيد الشبه التي ذكرها 

فقوله :

أولاً: 

[ ترددت كثيراً في الكتابة عن “تجربتي مع الجامية”..لكنني عقدت العزم على الكتابة في ذلك للأسباب التالية:

نشرهم بين العامّة: ثقافة أنهم هم الوحيدون المخلصون للوطن، أما ما عداهم من الشعب فجميعهم ضد ولي الامر إن لم يسيروا على منهجهم] 

أقول :

وهذا حق فأهل دين الإسلام الصحيح هم أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح والذين تعيرهم بالجامية؛ وهل تقارن دين الإسلام  بالأفكار الضالة والأحزاب المنحرفة  ؟

هذا ظلم وبهتان

فالجامية : هي دين الإسلام ووصفك لهم بالجامية نبز وتعيير وتشويه. 


ثم قال :

[ خطرهم على العقيدة وخصوصاً جانب الولاء والبراء حيث أصبح اليهود والنصارى عندهم أقرب من طوائف عديدة من المسلمين السنة].

الإجابة: 

وهذا كذب وافتراء فهات واحدة من المسائل التي تؤكد صحة قولك لكن الكذب والبهتان والافتراء. 

والاسلام أتى بتحريم قتل أهل الكتاب من يهود ونصارى اذ لم يكونوا من المحاربين ودخلوا بعهد وميثاق من قبل ولي الأمر 

وهؤلاء يريدون استباحة الدماء المعصومة دماء الأبرياء من المسلمين والمعاهدين 

وقد بيّن علماء الإسلام خطر الأحزاب الوافدة على الإسلام وأهله وأنهم أشد من اليهود والنصارى لأن هؤلاء الكفرة لا ينسبون انفسهم للإسلام وأما هؤلاء الأحزاب فيهدمون الإسلام باسم الإسلام

وبأسامي إسلامية.

ثم قال : 

[ خطرهم على أمن واستقرار بلادنا السعودية فقد أحدثوا شرخاً عظيماً في لحمة الوطن وشكّكوا الناس بعضهم ببعض وفرقوا بين الأخ وأخيه والآباء وأبنائهم ].

الإجابة:

الله أكبر . انظروا الكذب والبهتان. 

للعلم قبل ظهور هذه الجماعات التي تدعي الإسلام كان المجتمع صفا واحدا ومعتقده معتقد أهل السنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- ثم جاءت هذه الفرق والجماعات المنحرفة بأفكار وافدة جديدة فرقت فيه المسلمين وأخلت بالأمن ثم رمت الأبرياء البراء بما ليس فيهم فكما قيل “رمتني بدائها وانسلت ”

ثم قال  :

[ شقّهم للصف في أحنك الظروف فالوطن يقاتل أعداءه على عدة جبهات وهم منشغلون بإسقاط العلماء، ولا يخفى دور العلماء والدعاة العظيم والإيجابي في الأزمات ].

الإجابة:

المتتبع للواقع يجد ان هذا الأمر ينطبق على الإخوانية كما في أزمة الخليج وغزو صدام لدولة الكويت، فقام أتباع الفكر الخارجي الإخواني بزعزعة الأمن وإصدار فتاوى مخالفة لما عليه توجه ولي الأمر في المملكة العربية السعودية ومن ذلك  مسألة حكم الإستعانة بالكفار وإثارتهم لهذه المسألة

في وسائل الإعلام المختلفة ومن ذلك اعلان النكير من قبل المدعو سفر الحوالي في إذاعة لندن ايام شهرتها .

وقد وقف في وجههم سدا منيعا الإمام محمد أمان الجامي رحمه الله في هذه المسألة وغيرها من مسائل تمس اصول الدين فبين فساد وفند شبههم ومن هنا أتى تعييرهم بهذا اللقب،

فبطلت هذه المقولة ويعني بـ(إسقاط العلماء والدعاة) اي افساد شبه رموز الإخوانية الخوارج، وإسقاطهم هذه منقبة ومزية لمن يعيرهم بالجامية ونحن مع ولاة الأمر في محاربتهم للإخوانية وقد شهد بضلالهم كبار علماء الإسلام وكبار ولاة الأمر في العالم بما فيهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حيث أصدر أمرا يحظرهم ويمنعهم فرحمه الله تعالى.

وفي المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تم إحداث مركز مكافحة الإرهاب وهو محارب لتوجهات هذه النحلة الضالة.

ثم قال: 

[ خطرهم على إضعاف الوعي الديني ونشر الضلال وذلك بإسقاط العلماء من أعين الناس وإفقاد المصداقية فيهم ]

الإجابة:

الوعي الديني هنا : يقصد فيه توجه المجتمع السعودي إلى فكر الإخوانية الخوارج فهذا هو مقصوده بالتوجه الديني وأما دين الإسلام وهي معتقد من يعيرهم بالجامية فيرى -بناءً على مفهوم كلامه- أنه غير ديني وفيه (نشر الضلال) ثم يعيد (إسقاط العلماء) ويعني بهم رموز الإخوانية الخوارج .

ثم قال في رسالته الظالمة

 :[ ثانياً: واقع حالهم، وسيرتهم وسلوكهم وسلبيات ذلك على دينهم ودنياهم : تجربتي مع الجامية] 

الإجابة:

فهل سيرة ابن باز والعثيمين وحافظ الحكمي والألباني وابن ابراهيم وربيع وعبيد والجامي  وعبدالرزاق عفيفي وأحمد النجمي وزيد المدخلي وغيرهم كثير رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء ونفعنا الله واياكم  بعلمهم

أعيد وأقول وأكرر: هل رأيت في سيرة هؤلاء الأئمة  أو في سلوكهم أو في منهجهم أو معتقدهم أو أخلاقهم -أيها الدارس للحضارة- ما يخالف حضارتك ؟

ولا أعلم ماهي هذه الحضارة التي خالفوه فيها 

ولعله اراد بذلك (حضارة الإخوانية الخوارج) وحثالة فكرهم فهل هذا حسب زعمك   تقدم ورقي وحضارة ؟

وهؤلاء الاخوانية لا يمتون بصلة إلى الحضارة بل هم ضد التقدم والنماء والحضارة الموافقة للاسلام. 


ثم قال :

[ نظرتهم للمجتمع نظرة سوداوية مليئة بالشكوك لكل من حولهم وكأنهم السواد الأعظم من المجتمع يخططون للإساءة للبلاد حكومةً وشعباً ].

الإجابة:

النظرة السوداوية نابعة من سواد المنهج وسوء أعمال أهله وهذا هو منهج الإخوانية الخوارج.

وأما نظرة أهل السنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- إلى المجتمع فهم هم المجتمع لا غيرهم فعالمهم وعاميهم وعامتهم وخاصتهم كلهم سواء  وتصرفات الخوارج الإخوانية وأجنحتها العسكرية وتنظيماتها السرية مثل القاعدة وداعش وغيرها كثير هي التصرفات المشينة والأفكار السوداء تجاه المجتمع من حاكم ومحكوم وهذا الجاهل  يريد توجيه هذه التهمة إلى الأبرياء من أهل السنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- وإلى خاصتهم وعامتهم وتبرئة أصحاب النظرة السوداوية.

عامله الله بما يستحق.

ثم قال :

[ متشائمون من المستقبل ويظهر عليهم الخوف من الفقر وذهاب الأمن بشكل مفرط مما جعلهم يوالون ويعادون في ذلك حتى ولو كان على حساب الدين ].

الإجابة:

أقول هذا أصدق وصف لحال الاخوانية الخوارج وإلا 

فأهل التوحيد والسنة لهم الأمن ولهم الهداية بشهادة ربهم سبحانه وتعالى قال سبحانه تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}

فلا يخافون على دنيا دنيّة

أو على مال 

أو منصب

أو غير ذلك من حظوظ الدنيا وشهواتها ..

وذلك لأنهم يمشون على نور من ربهم ويحسنون الظن بربهم ويعلمون أنه الرزاق الرازق ملك الملوك وأرزاق العباد بيده،

ويعلمون ويعملون بتوحيد الأسماء والصفات، ويؤمنون بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره، ويعلمون أن هذه الدنيا مزرعة الآخرة، فلا هم لهم إلا الله والدار الاخرة فلا يقربون الحرام ويحرصون على درهم الحلال،

وأما كلاب الدنيا وكلاب النار الاخوانية الخوارج فيجمعون الأموال من أي جهة كانت : من رافضة، أو من دول مشبوهة لتقويض أمن دول الخليج..

المهم جمع المال من حلال أو حرام

فهل أهل التوحيد والسنة اشغلهم أمر دنياهم، كحال  الإخوانية الخوارج وهذا حال حزبك ؟

دعوة أهل التوحيد والسنة شعارها قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم) فيقدمون أرواحهم وأموالهم وأوقاتهم لرحمة الخلق وهدايتهم والشفقة عليهم ويدعون إلى الله على بصيرة بعلم وحلم وعدل وانصاف وصدق وحكمة يريدون الله والدار الاخرة.

فلا تهمهم الدنيا وزينتها وزخرفها ولا تساوي عندهم فلسا.

لكن من عمر القصور،

وسكن اجمل الدور،

واتخذ الدين تجارة،

وتلاعب بعواطف المسلمين ومشاعرهم وتمسح بالدين، واستغل عباد الله لأغراضه السياسية حتى رأينا  الولد يقتل والده وأمه و أقرباءه  لتحقيق مزاعم حزب مسيلمة الكذاب الإخواني

فهذا هو  بصدق يصح أن يوصف بأنه صاحب النظرة السوداوية .

ثم قال : 

[ يحتجون بهيئة كبار العلماء فإذا ناصحهم أحد كبار العلماء انقلبوا عليه وقدحوا فيه..] 

الإجابة:

لأن هذه  الجهة أولاها ولي الأمر الافتاء

والخطأ يرد عليها وعلى بني آدم فكل يؤخذ من قوله ويرد

وولي أمرنا حفظه الله لا يقبل الباطل من أي شخص كان أو أي جهة كانت

وأما ما ذكرت من أسماء  فأهل العلم بينوا حالهم ومنهجهم وطريقتهم بعلم وعدل وصدق وانصاف  ومن تكلم بهم هم كبار العلماء لكن هذا الأمر أزعجك لأنه هدم أركان حزبك الإخواني الخارجي.

ثم قال : 

[ ينشطون في الأزمات ولا يتورعون مع من يتعاونون إذا كان ذلك يؤدي للتأثير إعلامياً على من وجهوا إليه سهامهم من العلماء والدعاة ] .

الإجابة:

ذكرنا لكم سابقا  هذا الأمر كما حصل في غزو صدام لدولة الكويت فقامت الاخوانية  بزعزعة الأمن وإصدار فتاوى مخالفة لما عليه توجه ولاة الأمر فهو يريد أن ينقل حالهم إلى حال الأبرياء من تهمة وابرياء من فعل حزب الاخوانية الخوارج. 

ثم قال : 

[ يخافون من كلمة (الجهاد) ويشككون فيمن يتلفظ بها كائناً من كان، ويتهمونه بمخالفة ولي الأمر والسعي للفتنة وجر البلاد للهلاك ].

الإجابة: 

الجهاد فريضة ثابتة في الكتاب والسنة والإجماع

لكن له شروط وأركان وواجبات

فجعلت تكفير المسلمين  استحلال دماء المسلمين

وقتل الأبرياء من معاهدين ومستأمنين  من الجهاد

فهذا هو الجهاد المحرم الذي ينكرونه وليس هذا هو الجهاد الشرعي الثابت بالكتاب والسنة والإجماع فرضيته.

ثم قال : 

[ يدّعون أنهم يسعون لتبصير الناس بطاعة ولي الأمر، لكنّهم في الحقيقة يسعون للإضرار بكل من تفوق عليهم من العلماء حسداً من عند أنفسهم ].

الإجابة: 

هذه شهادة من عدوهم تدل على حرص من تنبزهم بالجامية

على تعليم الناس والهدى والسنة ومن ذلك بيان اهمية  أصل من أصول الإسلام ومبانيه العظام وهو طاعة ولاة الأمر بالمعروف

وأما الحسد فيعلمون حرمته في الإسلام لكن أقحمتَ هذه العبارة (الحسد) من باب رد الحق بالباطل، لكن الحق أبلج والباطل لجلج.


ثم قال : 

[ ينتابهم الفرح الشديد بسقطة أي داعية مشهور ويسارعون في نشرها في تويتر وقروبات الواتس علماً أن لديهم من الأخطاء ماهو أعظم وأطم].

الإجابة: 

كيف لا يفرح بسقوط من قام بتكفير المسلمين وهو سفاح مستحل لدماء المسلمين أو مبتدع محرف للدين وانظر سجود الأئمة حينما يسمعون بموت ضال مبتدع واقرأ سيرهم تبين لك ذلك وتشهد على انحرافك.

ثم قال: 

[ لا ينقلون من تغريدات العلماء أو مقاطع اليوتيوب إلّا ما يدعم أفكارهم، وقد تجدهم يكرهون عالماً محدداً ولكن عندما يغرد بتغريده توافق هواهم استشهدوا بها ].

الإجابة:

أهل التوحيد والسنة ينقلون الذي لهم والذي عليهم وقد كذبت في هذه الفقرة بل وكل فقرات رسالتك والشيء من معدنه لا يستغرب فأنت كذاب يا صاحب الحضارة المزعومة .

ثم قال: 

[ يهاجمون كل من ينتقد فكر الجامية من قريب أو بعيد، ويشككون في ولاءه، وكأنهم شعب الله المختار وأنّهم فوق المحاسبة والنقد ].

الإجابة: 

الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام ومبانيه العظام فهل تريد هدمه بكلامك هذا  المنحرف عن جادة الصواب   أو بتعييرك لأهل الإسلام بالجامية؟ خبت وخسرت.

وشعارهم “كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه” لكن أنت وحزبك “فوق النقد” لأنكم “الجماعة الإسلامية” و “شعب الله المختار” ثم كفرتم المسلمين اتباعا لـ”سيد قطبكم” واستحللتم دمائهم.. قاتلكم الله.

ثم قال : 

[ شغلهم الشاغل هو إسقاط المشاهير من العلماء والدعاة وربط ذلك بمخالفة ولي الأمر، أمّا من يشكلون الخطر الحقيقي من الليبراليين وغيرهم فلا يسجلون تجاههم أي موقف].

الإجابة:

المشاهير ...من هم هؤلاء المشاهير فقد اسقطتهم 

اقوالهم 

وافعالهم 

ومناهجهم التعبانة 

  ولعل هذا الكاتب يبحث عن الشهرة بكتابة رسالته هذه  ويبحث عن المال والمنصب على حساب الدين ولو في استحلال الدماء الابرياء المعصومة بعد تكفير أصحابها،

وهؤلاء الذين قاموا بهذه الأعمال الاجرامية يجب  شرعا اسقاط أصحابها وتحذير المسلمين منهم وبيان خطرهم على الإسلام والمسلمين من حكام ومحكومين .

وماذا يغضبك أيها الرويبضة ؟

فهذا الإسقاط المبني على العدل والانصاف والصدق والحكمة وترك الكذب والظلم والحيف والذي قام به من تصفهم بالجامية  هو واجب شرعي بناء على أن الرد على المخالف أصل من أصول الإسلام، والليبرالية ثمرة خبيثة ظهرت في بلاد الإسلام بسبب حزب الإخوان الخوارج .

ثم قال: 

[ فرّقوا الكلمة وشوّهوا الدين حتى أصبح أغلب العامة من أقاربهم ينفرون من أصحاب اللحى لمايجدون من الشكوك بينهم ].

الإجابة:

تفريق الكلمة سببه جماعة الإخوان الخوارج فكيف تنسبه لأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ؟

وهذا غلط وخطأ وكذب وفجور في الخصومة وذلك 

لأن المجتمع سابقا كان على نهج السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ثم أتت هذه الجماعات بفكرها الضال  ففرقته حتى استحل الابن دم أبيه ووالدته ودماء جميع المسلمين وزعزع الأمن. 

ثم قال : 

[ يسعون بكل وسيلة مشروعة أو غير مشروعة لإسكات المؤثرين من أصحاب الحق الذين يخالفونهم ويكشفون حقيتهم ويبصّرون الناس بضلال منهجهم ].

الإجابة:

ليس عندنا حقيقة مغيبة أو أمر نخفيه، فالكتاب والسنة النبوية ونشر هدي سلفنا الصالح والعلم هو هدف  الذين تعيرهم بالجامية 

وأما الأجنحة العسكرية والتنظيمات السياسية السرية فهذه حقيقتكم.

وذنب الجامية التي تعيرها وجرمهم هو تعريتكم على حقيقتكم أمام العالم أجمع واشهادهم على تقيتكم وبيان فساد مذهبكم.

ثم قال : 

[ عدم التركيز فيما تطرحه لهم من حجج وعدم الرغبة في الإستماع لها أو فهمها حيث أنهم منشغلون بكسر إرادتك في دعوتهم والسعي لبرمجتك على قناعاتهم ].

الإجابة:


عند من تصفهم بالجامية اتباع الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح، فهل تريدهم أن يتركوا دين الإسلام حينما عيرته بالجامية وقبل ذلك بالوهابية ؟

أو تترك نصوص الوحي من أجل سواد عيون مذهبك الإخواني الخارجي ؟

فمذهبكم عار خال من الحق 

فليس عندك أدلة نقلية أو حجج عقلية بل مجرد إقناع الناس أن الإخوانية الخوارج هم أهل الإسلام وما عداهم فأهل كفر ويجب جهادهم وقتلهم..

وهذا ما تريد إيصاله لهم ولغيرهم

لكن أهل الحق لا يقبلون إلا الحق وأما الباطل فمردود ولا يقبله إلا أصحابه وهم أهل الباطل.

ثم قال : 

[ الهوس بتتبع أخبار من حولهم بدافع الشك فيهم سواءً في مخالفة ولي الأمر أو الإنتماء لداعش -أهلكها الله- أو مناصرة بعض الجماعات ].

الإجابة:

فالإجابة عن هذه الشبهة أن تتبع الأخبار بوسائل الإعلام أي كان مصدرها وتوجهها   أصل من أصول ديانة الإخوانية الخوارج وسموه “فقه الواقع” وأمروا اتباعهم بمشاهدة القنوات الفضائية لمتابعة الأخبار العالمية وتحليلها وانشغلوا بالسياسة وتركوا طلب العلم.

وما علم ان كبار علماء الإسلام حذروا طلابهم من تتبع الأخبار ووصيتهم بأن من الفقه والسياسة ترك اختصاص السياسة واخبارها لأهلها 

ثم ان صاحب هذه الرسالة اتهم أهل السنة والجماعة -أتباع السلف الصالح- بما ليس فيهم ..عامله الله بما يستحق .

وأما مدافعتهم عن ولي الأمر فهذا أصل من أصول الإسلام ومبانيه العظام ثبت في الكتاب والسنة والإجماع فطاعة ولي الأمر بالمعروف و رَدّ العادية عنهم بغير حق 

حق وواجب شرعي 

يريدون بذلك وجه الله والدار الاخرة.

ثم نراه يتبرأ من داعش بالدعاء عليها بالهلاك وهذا من فقه الحركة لدى الحزبيين والتلون وأن كان من الجناح العسكري لحزبه، لكن هذه سياسة الحزب الإخواني الخارجي التبرء من الورقة المملوكة لهم بعد إحراقها.

ثم قال : 

[ الإستماته في تغيير مسار الحديث أو النقاش الذي يبصّر الحاضرين فكرياً في فهم الواقع ومخططات الأعداء وكأن بلادنا في كوكب مستقل ]

الإجابة:

وهذا شاهد من قوله يدل على أهمية فقه الواقع الإخواني عند أتباع هذا الحزب  ومن ثم تحويل مجرى حديث المجلس إلى الطعن في الحكام و أنهم أرخصوا أو منعوا،

فالأمير فلان فعل وترك،

والوزير الفلاني فيه وفيه،

وهكذا من أجل تأليب المجتمع على ولاة أمورهم

ثم قال : 

[ الغضب عند أي طرح يُذكّر بمصاب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وكأن المسلمين ليسوا جسداً واحدا إذا اشتكى منه عضوا تداعى له باقي الجسد].

الإجابة:

أن من يعلم الناس بهذه الأمور هم من تعيرهم بالجامية وأما استغلال أزمات المسلمين لتمجيد حزبك الإخواني الخارجي والنهب من جيوب المساكين فليست عندهم وسيقفون لك هم وولاة أمرهم بالمرصاد .

ثم قال : 

[ عندهم فقه الحلال والحرام في المعاملات و العبادات على المذاهب الأربعة، بينما عقيدة الولاء والبراء على منهج مشايخهم فقط]

الإجابة:

العقيدة تؤخذ من الكتاب والسنة وأهلها -أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح- فهل تريد أخذها من سيد قطب أو حسن البناء وهم من نشر معتقد الخوارج ؟

انتبه فأهل السنة والجماعة لك ولحزب الاخوانية الخوارج بالمرصاد.

ثم قال : 

[ مناصرتهم لبعضهم البعض بغض النظر عن صحة ما ذهبوا إليه وأسلوبهم في النقاش عدم المواجهة وإنما التحول للتشكيك في الولاء للبلد حكومة وشعباً ].

الإجابة:

كلامك هذا شهادة منك على حسن معتقدهم ووقوفهم مع ولاة امرهم، فاخسأ فلن تعدو قدرك.

ثم قال : 

[ عدم رغبتهم في الاستفادة من النقاش مهما تسوق لهم من الآيات والأحاديث والحجج الواضحة ممايدعوا للحيرة وكأنهم قد طبع على قلوبهم بشؤم حاله].

الإجابة:

سوقك للآيات والاحاديث بفهم الخوارج ومن تعيرهم بالجامية يسوقون لك الأدلة من الكتاب والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن سلفنا الصالح لكن أنت لا ترضاهم، لأن “سيدك قطب” يطعن بالصحابة رضي الله عنهم فأنت معه لا ترتضيهم ..قاتلكم الله.

ثم قال : 

[ مر عليهم فترة من الزمن وهم يوزعون أشرطة الكاسيت الموجهة لإسقاط عدد من العلماء في المملكة ومادتها حصر للأخطاء وقدح وتحذير يقف منه شعر الرأس].

الإجابة:

القدح بالمبتدع الداعية حق إذا كان من الخوارج أو غيرهم من الرافضة لكن أنت تراها قذاة لكنها في الحقيقة بدع وتكفير  استحلت فيها الدماء، وانظر ثمارها السيئة كل يوم قتل وتفجير واغتيال وزعزعة أمن بسبب جهادك المنحرف، ثم تزعم أن الكلام بهؤلاء الخوارج إسقاط!

أنعم وأكرم بهذا الإسقاط الذي يبعد التكفير والتفجير ومستحلي الدماء المعصومة. 

ثم قال : 

[ يراسلون من حولهم من الأقارب محذّرين بشدة من الشيخ الفلاني والداعية الفلاني وأن مجرد الإستماع لدروسهم ومحاضراتهم هو مخالفة لولي الأمر ].

الإجابة: 

وهذا -إذا ثبت- حق يؤجرون عليه لما لولي الأمر من منزلة وفضل ثبت في الكتاب والسنة والإجماع أهميتها لكن مذهب الاخوانية الخوارج يأبى نشر مثل هذه الأمور ويتهم أصحابها بالعمالة والجاسوسية   وأنهم  جامية ومرجئة و أذناب السلطان  وخذ من هذه التهم الفاجرة المعلبة 

  لكن تأدية الحق الواجب في الكتاب والسنة والإجماع هذا من الشرع المفروض ولا يلتفت لمثل هذه الترهات والأباطيل.

ثم قال : 

[ أبتلوا بالإستهانة بالفضائيات المحرمة في بيوتهم، وعدم التوفيق للمسارعة في الخيرات، والزهد في النوافل بل التفريط الواضح حتى في الصلوات].

الإجابة:

هذا هو عين مذهب الإخوانية الخوارج وقد كذبت في هذا الأمر والواقع بخلاف ما ذكرت ولله الحمد والمنة .

وذلك ان " فقه الواقع " الذي هو أصل من أصول مذهب الاخوانية الخوارج يحتم ويوجب عليهم متابعة القنوات الفضائية وتحليل الأخبار العالمية فالدخول في دهاليز السياسة من الواجب في نحلتهم وما لايتم الواجب فيه عندهم و حسب وزعمهم فهو واجب في مذهبهم.

فأنتم تنظرون كيف حول الأمر وكذب وبهت فجعله من أعمال علماء السنة والجماعة أتباع السلف الصالح الذين يصفهم بالجامية . 

حسبنا الله ونعم الوكيل. 

ثم قال : 

[ نفر عنهم أغلب من حولهم من أقاربهم بسبب ماسببوا من مشاحنات وبشكوكهم التي لاتنتهي وتدخلهم في الخصوصيات بريبة ].

الإجابة: 

الجامية هي دين الإسلام المحض الصحيح وليس عندنا الا أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح وماذكرته 

هو  أصل بمذهبك الخارجي وإلا السنة تنتشر بفضل الله بين المسلمين  حتى وصلت دول الكفر .وهذا ما بشر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر ).

ثم قال :

[ وقعوا في الكثير من المحاذير في موضوع الولاء والبراء وتخندقوا مع الكافرين ضد شعوب السنة في بعض الدول].

الإجابة:

عمالة الإخوانية الخوارج وتعاونهم  مع الرافضة ومع دول الكفر أمر واقع ومشهود .

فهو يكذب 

ولا يزال يكذب 

يريد تشويه دين الله 

هذا الجاهل المبرمج .

ثم قال : 

[ تساهلوا في الغيبة دون التثبت وخصوصاً غيبة مشاهير العلماء والدعاة و اعتبروا ذلك من العمل الصالح والتقرب إلى الله ].

الإجابة:

الكلام بعدل وانصاف وعلم وحكمة وصدق وصواب بعيدا عن الكذب والظلم والحيف اقتضاء لمصلحة شرعية تقربا إلى الله سبحانه وتعالى وفق قواعد شرعية وأصول علمية 

هذا من أعظم الجهاد في سبيل الله ولا يقوم به الا خواص علماء الإسلام الذين يصفهم هذا الجاهل ب( الجامية) . 

وما فعلوه حقا وواجب شرعي  وما حذروا منه إلا ثبت صدق كلامهم وخطورة من حذروا منه .

 

وملخص كلامه -فض الله فاه- : لا تتكلموا بالخوارج التكفيريين مستحلي الدماء.

ثم قال : 

[انشغلوا عن اصلاح أنفسهم وذرياتهم حتى أصبح حالهم وحال أسرهم لاعلاقة له بظاهرهم وما يتشدقون به من حرص على الدين].

الإجابة: 

هذا ينطبق على مذهب حزبه لأن السياسة الهتهم عن أمر آخرتهم حتى خرجوا في المظاهرات مع أهليهم ، ثم يرمي الأبرياء بما ليس فيهم ..حسبنا الله ونعم الوكيل.

ثم قال : 

[ لا يهتمون بتلاوة وحفظ لقرآن الكريم أو المنافسة في تعلمه تفسيراً وتدبراً وتجويداً، إنما فقط حفظ الآيات والأحاديث التي تخدمهم في منهجهم فقط].

الإجابة:

منهج ومذهب من يعيرهم بالجامية هو العلم بالكتاب والسنة وفق هدي سلفنا الصالح ومن ثم نشره وتعليمه وتطبيقه والعمل بما فيه  لكن مذهبه السياسي أعماه حتى لم يعرف الحق من الباطل

وإلا ما ذكره ينطبق على جماعة حزب الإخوانية الخوارج  .

ثم قال : 

[ شعارهم الدائم إن لم تكن معي فأنت ضدي وإن لم تكن على منهجي “جامي” فأنت إخواني أو داعشي تكفيري ].

الإجابة:

الله اكبر، هذه شهادة من هذا الغبي على ضلاله وضلال حزبه وأن مذهب الإخوانية الخوارج بما فيهم الدواعش وأهل التكفير.

ثم قال وبئس ما قال : 

[ ملخص القول: النقاش معهم ينتهي بطريق مسدود، ومع ذلك فإني لأرجو الله أن يهدي قلوب المنتمين للفكر الجامي ويردهم للحق هم وجميع ضال المسلمين ].

الإجابة:

انتهى بطريق مسدود وذلك لأن ليس معك حق ،

والجامية تعيير منك ومن حزبك ظهر وقت النبز بها في حرب الخليج أيام الوقوف ضد فتنة صدام ومن معه من الإخوانية ضد أهل الإسلام حكاما ومحكومين،

والجامية التي تعيرها هي الإسلام فليست فِكرًا مثل مذهبك الضال ولكن عقيدة صحيحة راسخة ولا يضرها تعييرك لها بالجامية .

ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق للحق .

ثم قال : 

[ في الختام أسأل الله تعالى أن يعز ولي أمرنا الملك سلمان ملك الحزم والعزم وأن ينصر جنودنا البواسل ويديم علينا نعمة الأمن ].

الإجابة:

آمين ولكم بمثل. 

وهذا دعاءٌ ظاهره يُشعرُ أنه على نهج سني سلفي والأمر عند التمعن خلاف ذلك لما بدر منه من لفتات لسانه ونبزه وتعييره وكذبه وافترائه على حماة دين الإسلام والذابين عنه  لكن فقه الحركة الإخواني يأبى إلا أن يظهر احد اطيافه المتلونة خدمة لأهداف الحزب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،

وأستغفر الله من الزلل، والله تعالى أعلم

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

........................................

كتبهُ: غازي بن عوض العرماني

الجمعة ٣ ذو الحجة ١٤٣٨هـ.

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

[[ التحذير من الانحرافات الفكرية والتوجهات الحزبية للمدعو مشاري بن سعيد المطرفي ]]


    بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد 

فقد اطلعني احد المشايخ الفضلاء على كتاب [ الجامية في الميزان ] مؤلفه المدعو : مشاري بن سعيد المطرفي .

وهو من جماعة الاخوان الخوارج في دولة الكويت 

وهذا الكتاب جرى تقديمه من قبل  كبير الاخونجية الخوارج في الكويت المدعو عبدالرحمن عبدالخالق 

وقد صور صاحبه الباطل بصورة الحق وجعل أهل الحق هم أهل الباطل وضمنه الكذب والافتراء. ومن بشائر الخير

:أنه لم يتضمن هذا [  الإفك المفترى ]  دليلا واحدا  من الادلة النقلية أو الحجج العقلية وإنما هو مجرد كذب افتراه هذا النكرة  التافه الإخواني المدعو مشاري  المطرفي وهو ليس أهلا للرد عليه لكن أحببنا التنبيه على هذا الكتاب وصاحبه  وأنه باسلوبه هذا خرج عن طريقة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح في أتباع الحق وبيانه بالادلة التي تثبت صحة كلامه ونقولاته ..

فاهل الحق :

مؤلفاتهم تضمنت الحق والعدل والانصاف وعدم الكذب وترك الحيف والظلم مع ذكر الادلة من كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم 

ولم يعلم  ان الذين طعن فيهم هذا الظالم بإسم الجامية هم :

أهل الإسلام الصحيح المحض 

وهم أهل السنة والجماعة 

وهم أتباع السلف الصالح 

وهم أهل الحديث والاثر والفقه والنظر ..

وهم الطائفة الناجية المنصورة الغرباء والكذب عليهم كذب على دين الإسلام وأهله 

والطعن فيهم طعن في دين الإسلام وأهله. 

فجميع اعلام الهدى وشيوخ الإسلام وائمة السنة مثل الألباني وابن باز والعثيمين ومقبل الوادعي والنجمي وزيد المدخلي كلهم يثنون على الإمام محمد امان الجامي رحمه الله ويصفونه بالعلم ولم يطعن فيه إلا رموز الاخوانية الخوارج بعد تفنيده لشبههم وفضحه لكبارهم 

وتحذير المسلمين من شرهم 

ومن اراد المزيد فعليه بالرجوع إلى ثناء كبار علماء الإسلام على هذا الإمام العلم العالم الجليل الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله وهذا الثناء من قبل هؤلاء الكبار علما وقدرا ومنزله  مشهور منتشر في جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي فيغني عن إعادته في هذا المحل .

وحماية للشباب من تلوث أفكارهم بضلالاته جرى منا كتابة هذه الرسالة المختصرة 

وعنوان كتاب هذا الجاهل هو  [ الجامية في الميزان ]

فهو أراد بمصطلح  الجامية :" الإسلام " ؛ لكنه جمع بين الحمق والغرور والجهل والكذب والكبر والافتراء فهو صاحب جهل مركب .

والا فالجامية نبز وتعيير وتشويه محض .

 وهي تعني :

 أهل الإسلام الصحيح المحض الحق. 

ولهذا الكذاب سلف من الخوارج فقد عير ونبز الإمام أحمد وأهل الحديث بالحشوية وهكذا الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله جرى  تعيير دعوته بالوهابية من قبل الخوارج والصوفية والمعطلة الجهمية  بقيادة الدولة العثمانية وشابههم الاخوانية الخوارج في هذا العصر في تعييرهم لأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ب"الجامية" .

وقوله :[ في الميزان ] 

أي ميزان يتحدث عنه .

لعله اراد ميزانهم الباطل المنحرف ...ميزان الاخوانية الخوارج المخالف للكتاب والسنة وماعليه نهج وفهم سلفنا الصالح.

وفي هذه الرسالة المختصرة سوف أتطرق إلى مقدمة كتابه وأوضح مااشتملت عليه من كذب وافتراء حيث قال : [ وإن من الجماعات والفرق الضالة المنحرفة والتي ظهرت حديثة هي جماعة الجامية ]

والرد عليه :

 أنه لايوجد جماعة او فرقة أو مذهب بهذا الاسم  وإنما هو افتراء ونبز وتعيير من رؤوس جماعة الإخوان الخوارج ليتسنى لهم تشويه أهل الإسلام الصحيح أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح الذين بينوا فساد مذهب الاخوانية وأنهم خوارج العصر وإن دعاتها هم أنفسهم دعاة للخروج على السنة وعلى ولاة الأمر  .

والجامية :

هي الإسلام الصحيح المحض. 

ثم قال :

[ والتي من أبرز معالمها وسماتها : الطعن في العلماء والدعاة من أهل السنة وتتبع زلاتهم وهفواتهم وأخطائهم وسقطاتهم ونشرها وتهويلها ، من أجل إسقاطهم وتزهيد الناس بهم ].

الإجابة:

اقول له : أذكر واحدا من علماء السنة جرى الطعن فيه . وإنما بينوا فساد معتقد أهل البدع وفضحوهم وكشفوا شبههم وفندوا شبهاتهم وبطريقته هذه لا يريد بيان أخطاء جماعة الإخوان الخوارج بل يوجب السكوت عنهم فاستحلال دماء الأبرياء المعصومة وتكفير المسلمين واباحتهم الخروج على ولاة الأمر والتي هي من صميم عقيدتهم يسمي الرد على أصحابها تشويه وهفوات وسقطات ...الخ .

فهذه الأمور الخطيرة والفواقر المهلكة يوجب مشاري المطرفي  السكوت عنهم وعدم التكلم في دعاتها والا فيعاقب بأن يطلق عليه ظلما بأنه من ( الجامية أو مفرده جامي )   .

ثم قال :

[  تصنيف العلماء والدعاة من أهل الشئة وتبديعهم وتفسيقهم ].

الإجابة:

اقول : أثبت انهم من أهل السنة ليصح كلامك ودعواك بل هم خوارج عصرية جرى الباسهم ملابس أهل السنة فهم ذئاب عاليها صوف الخراف .

والصواب :

 أن هؤلاء المردود عليهم رموز الخوارج الإخوانية جرى بيان حالهم بصدق وعدل وانصاف وعلم وحق على يد كبار علماء الإسلام 

فلم يعجب أذناب  الخوارج الرد عليهم فجرى أحداث هذا الاسم( الجامية) ظلما وعدوانا .

ثم قال :

[ وضعهم أصول وقواعد للسلفية ، فمن قال بها فهو منهم ، ومن لم يقل بها فهو ليس منهم وليس بسلفي والتي هي أصول وقواعد لا دليل عليها لا من كتاب الله ولا من سنة نبيه * كقاعدة : « من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع ، والتي هي في حقيقتها من لم يبدع من بدعناه فهو مبتدع "]

الجواب عن هذه الشبهة :

 هذه الأصول والقواعد العلمية جرت من القرون المفضلة وهي مبنية على ادلة الكتاب والسنة واجماع سلف الامة 

وأما ان تذكر مثالا لقاعدة اوردتها مجملة غير مفصلة ولا مبينة كطريقة أهل الأهواء والبدع فالجواب عنها بكلام للإمام الألباني رحمه الله فقد سئل الإمام  الألباني رحمه الله عن صحة مثل هذه القواعد من لم يكفر الكافر فهو كافر، ومن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع، ومن ليس معنا فهو ضدنا.

فأجاب بقوله: " من هو صاحب هذه القواعد ومن قعدها؟ ثم قال: "هذا كفر لأنه لم يحترم العالم ومن لم يحترم العالم لا يحترم العلم، والذي لا يحترم العلم لا يحترم من جاء بالعلم، والذي جاء بالعلم هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهكذا سلسلها إلى جبريل إلى رب العالمين، فإذاً هو كافر"" ليس شرطاً أبدا أن من كفَّر شخصاً وأقام عليه الحجة أن يكون كل الناس معه في التكفير، لأنه قد يكون متأولاً، ويرى العالم الآخر أنه لا يجوز تكفيره، وكذلك التفسيق والتبديع، فهذه الحقيقة من فتن العصر الحاضر، ومن تسرع بعض الشباب في ادعاء العلم.المقصود أن هذا التسلسل وهذا الإلزام غير لازم أبداً، هذا باب واسع قد يرى عالم الأمر واجباً ويراه الآخر ليس كذلك، وما اختلف العلماء من قبل ومن بعد إلا لأنه من باب الاجتهاد، لا يُلْزِم الآخرين أن يأخذوا برأيه، الذي يُلزم بأخذ رأي الآخر إنما هو المقلد الذي لا علم عنده وهو الذي يجب عليه أن يقلد، أما من كان عالمًا فالذي كفَّر أو فسَّق أو بدّع ولا يرى مثل رأيه فلا يلزمه أبدا أن يتابع ذلك العالم ".[ سلسلة الهدى والنور، رقم (٧٧٨) الوجه الأول].

فالقاعدة التي ذكرها 

اوردها مجملة غير مبينة  وهي بحاجة إلى تفصيل وبيان وهذه القاعدة بهذه الصورة التي  ذكرتها هي احد كذباتك وظلمك .



ثم قال : [  اختبار وامتحان العلماء والدعاة وعامة الناس بأسماء معينة ، فإن أجاب السائل ما يريدون فهو منهم ، وهو سلفي ، وإن أجاب بعكس ما يريدون فهو عندهم ليس بسلفي بل هو ضال ، منحرف ، مبتدع ، خارجي ، تكفيري ، يجب الحذر والتحذير منه ]

الإجابة:

ماذكره حقا ولله الحمد ؛ قال الله تعالى وتقدس  :{ افنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون  }.

ثم اقول له : 

هل سيد قطب وأتباعه أهل التكفير والتفجير ومستحلي الدماء ؛ نساويهم بعلماء السنة أمثال  الأئمة : الألباني وابن باز والعثيمين والوادعي والجامي وربيع المدخلي  رحمهم الله وحفظ الله من بقي ونفعنا الله واياكم بعلم الجميع .

فهذا المساواة وعدم التفريق من الظلم .

فيحذر من الاول وأتباعه 

ويتبع أئمة السنة ويحث على الإستفادة منهم .

ثم قال :[ ادعاؤهم أنهم هم الجماعة السلفية الوحيدة في عصرنا الحاضر ، وأن ما عداهم من الجماعات الأخرى ، إنما هي جماعات ضالة ، منحرفة ، وليست بجماعات سلفية وإن ادعت ذلك ].

العبرة باتباع الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح فهل انتم على هذا النهج ام من المحاربين له ؟

الجواب :أنتم  من المحاربين له .بشهادة كبار علماء الإسلام 

فهذا حق والحق أحق ان يتبع .

 وهؤلاء الذين تريد تشويههم بالجامية هم أهل الحق والعدل والعلم والانصاف. 


ثم قال:

[ وكذلك ادعاؤهم أن علماءهم ودعاتهم هم العلماء والدعاة الوحيدون في عصرنا الحاضر ، الذين يسيرون على منهج السلف الصالح ، وأن ما عداهم من العلماء والدعاة ، ليسوا على منهج السلف الصالح ، وإن ادعوا ذلك ، وإنما هم علماء ودعاة بدعة وضلالة وانحراف ]

الإجابة:

هذا حق .

يدل على ذلك عملهم بالكتاب والسنة وفق هدي سلفنا الصالح 

وأطلب من اي شخص عنده شك في ذلك إن يعرض كلام هؤلاء العلماء الجهابذة الذين يعيرهم وينبزهم هذا الضال بالجامية أن يعرض جميع مؤلفاتهم وكتبهم ورسائلهم واعمالهم على الكتاب والسنة بفهم الصحابة الناصحين رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.  يجد المطابقة واضحة ويجد اتباع آثار السلف الصالح ومحبتهم لهم والعمل بهديهم وتعظيمهم وفق الكتاب والسنة. 

وأما هذا المنحرف  هو وجماعة الإخوان الخوارج فلم يسلم منهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا بقية علماء الإسلام 

وهم يكرهون السنة والعمل بما فيها ويحبون الرافضة ولهم تنسيق عقدي معهم واجتماع فكري معهم فهل يستوي أهل الحق  وأهل الباطل ؟

وأهل العلم وأهل الجهل ؟

وأهل الخير واهل الشر ؟


 ثم قال :

 [ ولعل من أهم الأسباب التي دفعتني للكتابة عن جماعة الجامية ، هي : كثرة الانحرافات والضلالات العقدية والمنهجية والسلوكية عندهم]

هات انحرافا واحدا في المعتقد أو المعاملات أو الأحكام أو في أي مسألة لهؤلاء الذين تصفهم بالجامية .

لكن تعجز 

وتكذب 

وتجبن 

بل هو الحق 

فما بعد الحق إلا الضلال   .ثم  تجدهم متبعين للكتاب معظمين لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم متابعين لهدي السلف الصالح. 

وكل كذبك هذل سببه دفاعك عن مذهب و عقيدة الخوارج الإخوانية التي تناظر وتدافع عنها وهذا دفاع عن باطل وكان عليك الوقوف مع الحق وأصحابه وليس نبزهم وتشويههم.

 فسبيلك هذا ونهجك 

فيه حرب ومخالفة وصد عن دين الله الإسلام.  

ثم قال:

[  كثرة السؤال عن جماعة الجامية ، سواء من عامة الناس أو من بعض طلبة العلم الذين ليس لديهم اطلاع واسع عن هذه الجماعة ].

الإجابة:

كان عليك بيان الحق بالدليل لمن سأل عنهم  وليس الكذب والافتراء والصد عن دين الله . 

فأتق الله وأرجع عن غيك واخبرهم بالحق الذي كتمته .

فالله سبحانه وتعالى سوف يسألك. فهل أعددت لهذا اليوم إجابة حق ؟.  

ثم قال:

[ اغترار كثير من الناس بهم وتصديقهم عن سن ظن بما يثيرونه من شبهات وأكاذيب وطعون وافتراءات حول العلماء والدعاة والمصلحين ، من أجل إسقاطهم وتشويه سمعتهم .

و ادعاء جماعة الجامية ، أنها هي الجماعة الوحيدة في عصرنا الحاضر التي تتبنى عقيدة ومنهج السلف ، وأن كل من لم يكن معهم في كل ما يقولونه أو خالف بعضا مما يقولونه ، فهو ضال منحرف مبتدع ، ليس بسلفي ولو ادعى ذلك ].

الإجابة:

كل ما ذكروه حقا سواء عن بيانهم  لدين الله  نصرهم له أو بيانهم لفساد التوجهات الفكرية المنحرفة بما فيها جماعة الإخوان الخوارج التي انتصرت لها .

واغترار الذي تذكره إنما هو رجوع الناس إلى الحق واتباعهم للدليل ولعل هذا من الأسباب التي اغاظتك وإثارة جاهليتك للكتابة بظلم عنهم .   

ثم قال :[ استخدامهم أسلوب الإرهاب الفكري ضد مخالفيهم ، من خلال التشهير بهم واتهامهم بالخيانة والعمالة ومحاربة السلفية ، ليمنعوا الناس من مجرد التفكير في مخالفتهم ].

الإجابة:

هذه دعوى باطلة والصواب : أن ما قام فيه من نبز وتعيير وتشويه  بالجامية هي جماعة الإخوان الخوارج وذلك حينما جرى بيان خطأ الجماعات الإرهابية وضلال رموزها مع تفنيد شبهاتهم وفضح  دعوى أنهم يدافعون عن الإسلام فبينوا براءة الإسلام منهم وتجريمه لاعمالهم وتحريمه لمذاهبهم الباطله .

والارهاب الفكري : سياسة عرفت بها الإخوان الخوارج فجرى تجريدهم وتعريتهم من قبل من تصفهم بالجامية  بإدلة الكتاب والسنة وفضحهم على رؤوس الخلائق . 


ثم قال وبئس ما قال :

[ وآخر هذه الأسباب التي دفعتني للكتابة عن هذه الجماعة - وقد يكون أهم سبب في اعتقادي - هو عدم وجود دراسة موسعة حول جماعة الجامية ، وعن بداية ظهورها ، وعن كيفية نشأتها ، وسبب تسميتها ، وأبرز المنتمين لها ، وأبرز آرائهم وأقوالهم ، و آراء وأقوال أهل العلم فيهم . فلهذا وذاك رأيت أنه من الواجب على بيان حال جماعة الجامعية ، وتعريف الناس بها ، وتحذيرهم منها ، وبيان ما لديهم من انحراف ، وبيان أقوال أهل العلم فيهم ]

الإجابة:

الجامية : هي نبز وتعيير من قبلكم أيها الخوارج الإخوانية 

والا فهي دين الإسلام المحض الصحيح. 

وعلماء الإسلام وشيوخه واعلام الهدى ومصابيح الدجى وائمة السنة هم أعلام وعلماء من تنبزهم بالجامية .

فعملك هذا اضلال للبشرية عن معرفة الحق والهدى والخير الذي في دين الإسلام والذي أتى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم. 

والله ناصر دينه ومعلي كلمته رغم عن انفك .

قال الله تعالى وتقدس:

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }

قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية  : " يبطلوا دين الله بألسنتهم وتكذيبهم إياه . وقال الكلبي : النور القرآن ، أي : يريدون أن يردوا القرآن بألسنتهم تكذيبا ،  {ويأبى الله إلا أن يتم نوره } أي : يعلي دينه ويظهر كلمته ويتم الحق الذي بعث به محمدا صلى الله عليه وسلم { ولو كره الكافرون } ."  انتهى كلامه رحمه الله. 

" {‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏}‏ لأنه النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه، والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده، وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ‏}‏ وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله، فإن سعيهم لا يضر الحق شيئًا‏ "[ من تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية ].


     《 الخاتمة نسأل الله حسنها 》


الحذر من هذا الكتاب وصاحبه 

فله أيادي سوداء في تشويه الحق وأصحابه وليس هذا أولها بل له فجور في الخصومة وكذب على أئمة السلف وتعيير ونبز لهم وشابه طريقة الرافضة وسلك سبيلهم 

‏قال شيخنا الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" وأنت لا تستغرب يا أخي أن يلقَّب أهل الخير بِألقاب السوء، ألم تعلم أنّ الأنبياء وصفوا

بِأنّهُم سحرة ومجانين ".

[ لقاء الباب المفتوح (ص٢٣٥)]

وقد كتبت هذه الرسالة ابراء للذمة ونصحا للأمة  ولئلا يتبع هذا الضال في ضلاله ومن أجل إيضاح الحق بدليله .

وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة. 

وجنبنا الله واياكم قالة السوء وأهلها .

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه وأملاه الفقير إلى عفو مولاه  : غازي بن عوض العرماني

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2021

《 تفنيد شبهات محمد فركوس في محاولته هدم أصل من أصول السنة مع سلوكه سبيل مخالف لهدي السلف الصالح ومماثل لطريقة الخوارج في فتواه المنشورة بين المسلمين والتي أجاز فيها نصح ولاة الأمر علانية



   بسم الله الرحمن الرحيم 


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}

{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}

{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم

ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }

أما بعد : 


فقد أطلعت على مجموعة من رسائل مذهب الإخوانية الخوارج في تمييع وهدم سبيل سلفي وأصل سني وهو [ وجوب النصح سرا لولي الامر وتحريم اعلان الإنكار عليه ] هذه الطريقة مبنية على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم  وعلى فهم سلفنا الصالح كما سيأت ثم زادني إصرارا في كتابة هذه الرسالة على هؤلاء الضلال وتفنيد شبهاتهم إنني رأيت رسالة لمحمد فركوس عنون لها ب[   تفنيدُ شُبُهاتِ المُعتَرِضين على فتوى:

الإنكار العلني ـ بضوابطه ـ على وُلَاة الأمور ] وقد أستدل في ذات الشبه التي استدل بها الخوارج على شذوذهم الفكري فيها . وهذا الرجل رأيت له  هفوات وتخبطات في توحيد الأسماء والصفات 

مع مواقف سلبية تجاه كبار علماء الإسلام وخذلانه لهم 

وكانت ادلته التي اعتمد عليها في رسالته التي رأى فيها تجويز إنكار المنكر علانية على ولي الأمر على شبهات منها عمومات من آثار وردت عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم 

جميعها لاتدل على مقصوده وليست صالحة للاستدلال بها على توهين الأصل السني المبني على سنة الرسول صلى عليه وسلم فهي مع صحة ثبوت  بعضها فهي عبارة عن مجرد نقاش جرى بين الصحابة  رضي الله عنهم في مجالس غير معلنة وليس فيها إنكار علني على أحد منهم .

ومن ذلك : 

قول الصحابي الجليل عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: " قَبَّحَ اللهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا"، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ.قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في توجيه هذا الأثر : " بشْر بن مروان كان أميراً على المدينة، وكان في ذلك الوقت الأمراء هم الذين يتولّون الخطبة والصّلاة، فجعل يخطب وجعل يشير بيديه يعني رافعاً يديه في الدّعاء، فدعا عليه، وهذا يحتمل أنه دعا عليه علناً، ويحتمل أنه حدّث به قومه بعد ذلك، والثاني أقرب، والأول قد يُسْعفه تسلّط بني أميّة في ذلك الوقت على الناس وتعسّفهم عليهم، وأن قلوبهم مملوءة على بني أمية، فلا يبعد أن يقولوا ذلك أمام الناس".

وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم:( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).

ف( عند ) تدل على أن الانكار جرى سرا ( عند ) ولي الأمر وليس معلنا. 

وهكذا حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلَاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)

فهذا تنبيه وتذكير وجرى الحديث بينهما ليس على جهة الاعلان و " الحمد لله أنكم أتيتم لنا بحديث نعرفه؛ ليس عندنا في القصة نزاع؛ لأنها في صحيح مسلم . ولكن في مضمون القصة أمور غفلتم عنها، أو تغافلتم - والثاني أحرى بكم عندنا؛ لأننا تعودنا منكم إلقاء الشبه- وتلك الأمـــور:

- أولاً :

 أن أبا سعيد رضي الله عنه قال :" مشيتُ مُـخاصراً مروان " ، ومعنى المخاصرة أن كل واحدٍ واضعٌ يده في خصر الآخر، ويحدثه، فالناظرون يدركون أن هاذيْن المتماشييْن

المتخاصريْن يتحدثان بأمر، لكن لا يعلمون ما هو 

- ثانياً :

 أن أبا سعيد- رضي الله عنه- لما قال لمروان: أين الابتداء بالصلاة ؟ قال : يا أبى سعيد لقد ذهب ما تعلم؛ إن الناس لا يجلسون لنا، وقد ذكر أنه - أعني أبى سعيد - يجذبه إلى الصــلاة، ومروان يجذبه إلى المنبر. فقال أبى سعيد: كلا؛ لا تأتون بخير مما أعلم، ثم استمع إليه، وصلى معه- ائتـمَّ به في الصلاة- ولم يتخذ من ذلك مجالاً للتشهير بمروان - بالأمير- والنيل منه .

- الأمر الثالث : 

أن راوية أبي سعيد؛ وهو : عامرٌ بن سعد، قال : عن أبي سعيد، ولم يقل رأيت مروان يفعل كذا، وأبو سعيد يفعل كذا، ولم يقل سمعت أبى سعيد الخدري يقول لمروان، ومروان يقول له .

فبان بهذا التقرير دحض شبهة القوم، وأن هذا الحديث الصحيح؛ الذي هو في صحيح مسلم،عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وإنكاره على مروان صنيعه بتقديم خطبة العيد على الصلاة كان ســـــراً .

فأصبح الحديثان مجتمعيْـن غير مفترقيْن، مؤتلفيْن غير مختلفيْن- ولله الحمد والمنة .

 ومن هنا نقـــــول :

نصيحة الحاكم واجبة، والأحاديث الواردة في نصح الحاكم واضحة؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم :

{الدين النصــيحة، الدين النصــيحة، الدين النصــيحة} قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال {لله، ولكتابه، ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم} وأحاديث أخرى كثيرة في الباب .

لكن من الناصح ؟ وكيف ؟

 أما الكيفية فقد مضت، وعرفتموها .

- وأما الناصح فهم : 

المقربون إلى الحاكم؛ لأن الحاكم يخفى عليه حال أكثر الناس، وقد يكون في مقام يحتم عليه الحذر، إلا من ناس معينين .

هنا إذاً :

 إذا أردت أن تنصح حاكماً فإذا كنت من الذين يمكنهم الدخول إليه والـجلوس إليه ومحادثته، فاصنع ما سـمعته في حديث عياض بن غـنم- وهو حديـث صحيح بمجموع طرقه- .

وإن كنت لا صـلة لك به، ولا تتمـكن مـن الدخـول علـيه، أو تتمـكن ولكـن لا تتمـكن من الـجلوس إليـه ومحادثته، بل استطعت أن تكتبها، وتسلمها بيده، مع السلام عليه، ثم تنصرف، فذاك أمرٌ جميل .

وإن لم تستطع فاكتب إلى من هو قريبٌ منه؛ فسوف يوصلها إليه، وسواءً قبل الحاكم، أو لم يقبل، سواءً وصلت إليه النصيحة، أو لم تصل، برئت ذمتك .

وإياك ثم إياك أن تغتر بصنيع هؤلاء القوم الذين يشـهــِّرون بالحكام على المنابر، وفي الـمحافل العـامة ويصـدعون بأخـطائهم؛ فإن هذا من التحريض الذي هو منهج الخوارج القَـعَـدية [ من رسالة صوتية للشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله ]

وهنا نص بل نصوص ثابتة في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يلجم فاه من اراد الشر وايقاع الفتن في أهل الإسلام ويقطع النزاع ويصار إليه وجوبا لأن دين الإسلام مبني على الوحيين - كتابا وسنة - روى الإمام أحمد رحمه الله [ المسند ٣١٢١] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: ( تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَقُولُ عُرَيَّةُ؟ قَالَ: يَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ( أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ )

فلا يعارض كلام الله سبحانه وتعالى أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بآراء البشر فالدين مانزل  على الرسول صلى الله عليه وسلم من كلام ربه سبحانه وتعالى أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل:{ وماينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى } ونص الحديث الذي يقطع النزاع في هذا الأصل ويجب اتباعه هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم :  ( من أراد أن ينصح السلطان فلا يبذل ( فلا يبدها)  له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه ذلك، وإلا كان أدى الذي عليه ) .

رواه الإمام أحمد في مسنده( ١٥٣٦٩) والحاكم ( ٥٢٦٩) وصححه وابن أبي عاصم في السُنة ( ١٠٩٦)  والبيهقي في السنن الكبرى ( ١٦٤٣٧)  والطبراني في المعجم الكبير ١٧ / ٣٦٧ ) وصححه الألباني رحمه الله في ظلال الجنة تخريج كتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

وفي الحديث :

اشتراطات ثلاث لتوجيه النصح لولي الامر:

                      (  أولها  )


فلا يبذلها له علانية( لا يبدها علانية )  :

 وهذا نص صريح في منع اعلان الإنكار على ولي الأمر فهل نأخذ براي فلان أو فلان أو نأخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم  . فلا شك أن الواجب المتعين على كل مسلم أتباع ماجاء في كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يخالف في هذا إلا جاهل فيعلم أو ضال نسأل الله له الهداية أو أن يكفي الله المسلمين شره.


           (    الثاني  )

يأخذ بيده : 

بحيث لايكون حوله احد يسمع النصيحة ابعد عن الرياء وأبلغ في النصح وإغلاق لابواب الشر  التي يتضمنها النصح علانية .


                  (  الثالث ) 

وليخلوا به : 

مثل الأول والثاني   وأتى به للتأكيد على أهمية وجوب النصح سرا لما يترتب على العلن شرور عظيمة .

قال الإمام الألباني رحمه الله  في تعليقه على مختصر صحيح مسلم : "يعني: المجاهرة بالإنكار على الأمراء في الملإ، لأن في الإنكار جِهارًا ما يٌخشى عَاقِبَتُه، كما اتَّفق في الانكار على عثمان جِهارًا، إذ نشأَ عنه قتله". يؤيد ذلك ما ذكره الإمام  البخاري رحمه الله في صحيحه 

:"كما قيل لأسامة ابن زيد رضي الله عنه : لو أتيت فلانا -يعنون عثمان رضي الله عنه- فكلمته.

قال: ( إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم، إني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه ).

وقال الإمام أحمد رحمه الله: حدَّثَنَا أبو النضر: ثنا الحشرج بنُ نَبَاتة العِبْسِيُّ: حَدَّثَنا سعيدُ بنُ جُمْهانَ قال: أتَيتُ عبدَ اللهِ بنَ أبي أَوفى وهو مَحجوبُ البَصرِ، فسَلَّمتُ عليه، قال لي: مَن أنتَ؟ فقُلتُ: أنا سعيدُ بنُ جُمْهانَ، قال: فما فَعَلَ والدُكَ؟ قال: قُلتُ: قَتَلَتْه الأزارقةُ، قال: لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، لَعَنَ اللهُ الأزارقةَ، حَدَّثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهم كِلابُ النَّارِ، قال: قُلتُ: الأزارقةُ وَحدَهم أم الخَوارجُ كلُّها؟ قال: بلِ الخَوارجُ كلُّها، قال: قُلتُ: فإنَّ السُّلطانَ يَظلِمُ النَّاسَ، ويَفعَلُ بهم، قال: فتَناوَلَ يدي فغَمَزَها بيَدِه غَمزةً شَديدةً، ثُمَّ قال: ( وَيحَكَ يا ابنَ جُمْهانَ، عليك بالسَّوادِ الأعظمِ، عليك بالسَّوادِ الأعظمِ، إنْ كان السُّلطانُ يَسمَعُ منك، فأْتِه في بَيتِه، فأخبِرْه بما تَعلَمُ؛ فإنْ قَبِلَ منك، وإلَّا فدَعْه؛ فإنَّكَ لستَ بأعلمَ منه )رواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وحسنه الإمام الألباني رحمه الله في تخريجه لكتاب السنة لابن ابي عاصم رحمه الله.

قال الإمام  ابن باز رحمه الله : " ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.

أما إنكار المنكر بدون ذكر الفاعل: فينكر الزنا، وينكر الخمر، وينكر الربا من دون ذكر من فعله، فذلك واجب؛ لعموم الأدلة.

ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير أن يذكر من فعلها لا حاكما ولا غير حاكم ".[ من موقعه الرسمي رحمه الله ]

ثم انظروا ماذكره الله في كلامه المنزل - القرآن الكريم - في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُ } فمن الامتثال لكلام الله سبحانه وتعالى النصح لهم سرا ثم انظروا ما ورد بعض في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وحثها على طاعة ولي الأمر فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : (السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ). رواه البخاري (٧١٤٤ ) ومسلم ( ١٨٣٩ ). وفي لفظ : دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: ( أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ). قَالَ: ( إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ)رواه البخاري رحمه الله ( ٧٠٥٥) ومسلم رحمه الله ( ٤٧٧١ ).

 وفي صحيح مسلم ( ١٨٥١)عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: ( مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ،وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) . وفي صحيح مسلم ( ١٨٤٩).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً). 

و في صحيح مسلم رحمه الله ( ١٨٤٧ )عن حذيفة بن اليمان  رضي الله عنه  عن النبي  صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ( يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ). قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: ( تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ).

و في صحيح مسلم رحمه الله( ١٨٥٥)عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أن رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: ( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: ( لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ، فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ).

وقد روى مسلم رحمه الله في صحيحه برقم ( ١٨٤٨ )عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ ).

و في كتاب التعليقات الحسان للإمام الألباني رحمه الله على صحيح إبن حبان ( ٧/ ١٤) وأصله في إبن حبان رحمه الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ معصية).

وفي صحيح البخاري (٤٣٣٠ ) ومسلم (١٠١٦ )عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال للأنصار: ( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ).

و في صحيح البخاري رحمه الله ( ٢٣٥٨) ومسلم رحمه الله ( ١٠٨).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ - اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : ( ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِطَرِيقٍ، يَمْنَعُ مِنْهُ ابْنَ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا لاَ يُبَايِعُهُ إِلَّا لِلدُّنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مَا يُرِيدُ وَفَى لَهُ وَإِلَّا لَمْ يَفِ لَهُ، وَرَجُلٌ سَاوَمَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ العَصْرِ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا كَذَا وَكَذَا فَأَخَذَهَا ).

 وفي السنة لأبي بكر الخلال ( ٥٤) عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بن الخطاب – رضي الله عنه - : ( يَا أَبَا أُمَيَّةَ، إِنِّي لَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَلْقَاكَ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ فَاسْمَعْ لَهُ وَأَطِعْ، وَإِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ حَرَمَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ أَرَادَ أَمْرًا يُنْقِصُ دِينَكَ، فَقُلْ: سَمْعًا وَطَاعَةً، دَمِي دُونَ دِينِي، وَلَا تُفَارِقِ الْجَمَاعَةَ ).

 فولاة الأمر   كما ترى وردت في فضل وجوب السمع والطاعة لهم  كل هذه الأحاديث في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم مع سعيهم المشكور في  ضبط مصالح الناس ودفع المفاسد والمضار عنهم فهل من حقوقهم علينا أن يقل الأدب معهم  كإعلان النكير عليهم مع مخالفة  الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح في هذه الطريقة المتبع فيها مذهب الديمقراطية والخوارج والمعتزلة و في السنة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده  رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (  ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ) حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وفي رواية أبي داود(حق كبيرنا ) .

وخاصة إذا علمنا إتفاق السلف الصالح على وجوب السمع والطاعة لولاة الامر بالمعروف 

وذلك اقتضاء للمصلحة الشرعية العامة للمسلمين في ذلك .

ولأن في النصح علانية يترتب عليه مفاسد كبيرة كما أن في النصح سرا فيه بعدا عن الرياء واقرب للإصلاح . 

قال الإمام الشافعي رحمه الله :

تَعَمَّدني بِنُصحِكَ في اِنفِرادي


وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه


فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ


مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه


وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي


فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه .


واعلموا رحمنا الله وإياكم أن أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح جعلوا وجوب السمع و الطاعة لولاة الأمر وحرمة الخروج عليه- والتي من تمامها النصح سرا لولي الامر- من مسائل العقيدة المتفق عليها وقد جرى منهم هذا الإتفاق  :

على إختلاف الأعصار

وتباعد الأمصار

 و كثرة ماألفوه من أسفار

وهذا لأن هذا الاصل  من أصول الاسلام العظيمة وهذا معروف بداهة  لمن كان له ادنى إطلاع في كتب السنة

 واصولها 

اونظر في كتب العقيدة .

قال أبو جعفر الطحاوي رحمه الله [ شرح الطحاويه ( ٢ / ٥٤٠ )] : " ولا نرى الخروجَ على أئمتنا وولاةِ أُمورنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزعُ يداً من طاعتهم، ونرى طاعَتهم من طاعة الله عزَّ وجل فريضةً ما لم يأمروابمعصيةٍ، وندعُو لهم بالصلاح والمعافاة"

وقال شيح الاسلام ابن تيميه رحمه الله [ كتابه السياسة الشرعية صفحة ( ٢٣٣ - ٢٣٤)] :

" ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم، يُعظِّمون قدرَ نعمة الله به - أي بالسلطان - ويرون الدُّعاءَ له ومناصحته من أعظم ما يتقرَّبون به إلى الله تعالى، مع عدم الطمَع في ماله ورئاسته، ولا لخشية منه، ولا لمعاونته على الإثم والعدوان" 

وفي  نونية القحطاني رحمه الله في بيان معتقد أهل السنة والجماعة قال رحمه الله :

" لاتخرجن على الإمام محاربا......ولو أنه رجل من الحبشان 

ومتى أمرت ببدعة أو زلة......فاهرب بدينك آخر البلدان "

 قال الإمام البربهاري رحمه الله  [شرح السنة ( ٥٨ )] : " ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي، وقد شق عصا المسلمين، وخالف الآثار، ومِيتته مِيتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جاروا، وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم  لأبي ذر: (اصبر، وإن كان عبدا حبشيا)وقوله للأنصار: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض)وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدين والدنيا " 

وفي شرح السنة للبربهاري رحمه الله أورد أثرا عن الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله حيث قال : " مَن قال: الصلاة خلفَ كُلِّ برٍّ وفاجرٍ، والجهاد مَعَ كُلِّ خليفةٍ، ولم يرَ الخروجَ على السلطان بالسيف، ودعا لهم بالصلاح، فقد خَرَجَ من قول الخوارج أوله وآخره" إنتهى كلامه رحمه الله.

وقد جرى إتفاق أئمة السنة وشيوخ الإسلام على وصف من أراد الخروج على ولي الأمر بالخارجي أو المعتزلي ومن ذلك قول الامام إبن عبد البر رحمه الله في كتابه  التمهيد ( ٢٣ / ٢٧٩) : " وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج ".

فمن رأى الإنكار والنصح على ولي الأمر علانية وترك السنة ففيه شبه من الخوارج القعدية 

وانا أعجب ممن يؤصل  ويقعد القواعد  للاخوانية الخوارج 

ثم يجعل عنوان رسالته  [ تفنيدُ شُبُهاتِ المُعتَرِضين على فتوى: «الإنكار العلني ـ بضوابطه ـ على وُلَاة الأمور»] 

فيا سبحان انظروا كيف جعل أدلة الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة الصالح من الشبهات ومن جهله المركب يسميها شبهات ويحاول تفنيدها اعاذنا الله واياكم من الظلم والظلمات  

ثم في ثنايا رسالته تقعر في كلامه وسجع فشابه في طريقته سجع الكهان فقال :"  بسببِ تَهاطُلِ إشكالاتِ المُريدين للصواب، وتصلُّبِ المُعانِدين وتعسُّفِ المتحاملين ".

فمن أحق بهذه الأوصاف ؛ خاصة إذا علمتم استخدامه لهذه العبارات في رد ادلة الكتاب والسنة واجماع سلف الامة والتمسك بالمتشابه من عمومات بعض الصحابة رضي الله عنهم التي لا تؤيد توجهه وتأصيله الباطل ؛ ومن فضل  الله علينا  انه أثناء إعداد الرد  عليه وجدت مجموعة من الرسائل العلمية لمشايخ السنة قاموا بالواجب في تفنيد شبهه وايضاح الحق والانتصار له بالادلة النقلية والحجج العقلية ولعل من الرسائل التي اطلعت في الرد عليه والتي نالت الاستحسان رسالة للشيخ ابي البراء خالد

عنوانها :

[ نقد فتوى الإنكار العلني وما لحقها من كتابات (ردا على فركوس)].

ورسالة :

[ الإنكار العلني على ولاة الأمر في ميزان الشرع ] للشيخ مُحَمَّد أَمِين إِمْلُول البِجَائِي ...والأخير رسالته ضمنها الادلة النقلية والعقلية التي تضعف رسالته فركوس وان لم يرد عليه شخصيا . وقد يكون هنا كثير من الاخوة مشايخ لهم رسائل في بيان الحق في هذا الأصل الكبير وردوا على فركوس وغيره لكن لم نطلع عليها .ثم أقول أن من رد 

أجاد 

وأفاد 

وهما في ردهما 

وفّى

 وكفّى

وقد ضمنوا ماكتباه الادلة من الكتاب والسنة وآثار  الصحابة رضي الله عنهم واقوال اعلام الهدى ومصابيح الدجى وشيوخ الإسلام وائمة السنة 

فجزاهما الله خير الجزاء .

ثم اقول :

لو لم يؤلف هذا أو هذا أو أي رجل -  في رد شبهات هؤلاء المؤصلين للأهواء والشبهات والممهدين لآراء الخوارج - لكان في الكتاب والسنة ما يوضح الحق ويجلي الهدى ويبطل الباطل .

فالحق أبلج والباطل لجلج


وفي خاتمة رسالتي :

اقول :

الواجب على طلاب العلم في المسائل التي يحصل فيها التنازع والاختلاف إرجاع حكمها  إلى كلام الله سبحانه وتعالى وإلى كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل : {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية :

" وقوله : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة : أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور ، فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ; ولهذا قال : { ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } أي : إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به ، وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة  "و" أقسم تعالى بنفسه الكريمة أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله فيما شجر بينهم، أي: في كل شيء يحصل فيه اختلاف، بخلاف مسائل الإجماع، فإنها لا تكون إلا مستندة للكتاب والسنة، ثم لا يكفي هذا التحكيم حتى ينتفي الحرج من قلوبهم والضيق، وكونهم يحكمونه على وجه الإغماض، ثم لا يكفي ذلك حتى يسلموا لحكمه تسليمًا بانشراح صدر، وطمأنينة نفس، وانقياد بالظاهر والباطن. فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإيمان، والتسليم في مقام الإحسان. فمَن استكمل هذه المراتب وكملها، فقد استكمل مراتب الدين كلها. فمَن ترك هذا التحكيم المذكور غير ملتزم له فهو كافر، ومَن تركه، مع التزامه فله حكم أمثاله من العاصين ".[ تفسير الإمام عبدالرحمن السعدي رحمه الله لهذه الآية ].

 يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاته) رواه الإمام  البخاري في صحيحه حديث رقم ( ٧٢٧٧).و " الواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم ، والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يعارضه بخيال باطل يسميه معقولاً، أو يحمله شبهة أو شكاً، أو يقدم عليه آراء الرجال وزبالة أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان، كما وحد المرسل بالعبادة والخضوع والذل والإنابة والتوكل، فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرسل، وتوحيد متابعة الرسول"[ شرح الطحاوية ( ١ /  ٢٢٨)]

قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله في  العقيدة الواسطية :"فصل في صفات أهل السنة والجماعة

فصل: ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطنًا وظاهرًا، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار واتباع وصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) .

ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم- ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد -صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد؛ ولهذا سُموا أهل الكتاب والسنة، وسُموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفُرْقَة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسمًا لنفس القوم المجتمعين.

والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يَزِنُونَ بهذا الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة، أو ظاهرة مما له تعلق بالدين، والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح؛ إذ بعدهم كثر الاختلاف، وانتشر في الأمة" " فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاءت به المرسلون؛ فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين " وذلك ان "البيان التام هو ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه أعلم الخلق بالحق وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق في بيان الحق""فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه"وقد"أجمع أهل الملل قاطبة على أن الرسل معصومون فيما يبلغونه عن الله تبارك وتعالى، لم يقل أحد قط أن من أرسله الله يكذب عليه" فليس قول الرسول صلى الله عليه وسلم هوى وغرض قال الله تعالى وتقدس:{ وما ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى }.فأهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح"يقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم  على هدي كل أحد"فهم يحرصون على أن " يتبعون آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم  باطناً وظاهراً" ينظر في كل ماسبق مجموع فتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

فنسأل الله أن يثبتنا وإياكم على التوحيد والسنة وحسن الخاتمة 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. 

----------‐-----------------------------


كتبه واملاه الفقير إلى عفو مولاه : غازي بن عوض العرماني.

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2021

《 الإجابة عن شبه يوردها بعض الجهلة و أهل الضلال 》



    بسم الله الرحمن الرحيم 


        《 المقدمة 》


الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد 


ففي رسالتنا هذه جرى الإجابة عن شبهتين ترد من بعض الأشخاص جهلا او ترد من أهل الشر والضلال  بقصد إثارة زوبعة من غيوم التشكيك على العوام وأما أهل العلم فمعروفة لديهم سلفا وقد جعلنا هذا الشبه على صيغة أسئلة وهما سؤالان تم وضعهما في فصلين 

ثم الخاتمة نسأل الله حسنها 

سائلين الله الإعانة والتوفيق 


《 الفصل الأول  : الإجابة عن السؤال التالي ونصه :  " لماذا يقال : أهل السنة والجماعة أو أتباع السلف أو السلفيون؟

 .ولماذا لانقول : نحن مسلمون أو من المسلمين ؟ ونكتفي بذلك 

مثل قوله تعالى:{ وانا من المسلمين }.

 وقوله تعالى : { ان المسلمين والمسلمات ..الآية }

وقوله تعالى : {وانا منا المسلمون ومن القاسطون .. الآية }

وقوله تعالى:{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ }.

والامثلة من كلام الله سبحانه وتعالى كثيرة " 》 


الإجابة:

اقول : وذلك لدقة الوصف عند علماء الإسلام وعلمهم وخشيتهم مع علم وعدل وانصاف   ..

فيقولون : فلان مسلم لكنه ليس  من أهل السنة أو سنيا  لأن إخراج المسلم من ملة الإسلام مسألة عظيمة يتورع عنه كبار علماء الإسلام حتى وان قال الكفر أو فعله حتى تقام عليه الحجة الرسالية بعد استيفاء الضوابط الشرعية وانتفاء موانعها  .

أنظر مثلا :

الاخوانية أو الزيدية  اوالاباضية و ...فبعض اقوالهم

 وبعض أفعالهم كفر 

كمحاربتهم للسنة

أو لتركها بالكلية 

أو ترك بعضها 

أو بغضها وهذا كفر  

في حد ذاته 

 ومع هذا فلا يخرجونهم من أمة  المسلمين ولا من ملة الإسلام على جهة التعيين  حتى تقام عليهم الحجة الرسالية عليهم . [ وللعلم فإن في اخراج الخوارج من الملة خلاف في معتقد أهل السنة والجماعة ]

لكنهم يخرجون من وصف [ أهل السنة والجماعة ] .

وانظر لبعض الأشاعرة الكلابية والماتريدية ؛ إذ يطلق عليهم هذا الوصف في مقابلة الخوارج والرافضة 

فهم من أهل السنة والجماعة في ما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة يوضح هذا ان " لفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة ، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة .

وقد يراد به  أهل الحديث والسنة المحضة ، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى<١> ف" أهل السنة يدخل فيهم المعتزلة ، يدخل فيهم الأشعرية ، يدخل فيهم كل من لم يكفر من أهل البدع ، إذا قلنا هذا في مقابلة الرافضة " 

وأما لفظ[ الجماعة ] أو[ السلفية ] حقيقة هم " أهل السنة حقيقة هم السلف الصالح الذين اجتمعوا على السنة وأخذوا بها ، وحينئذ يكون الأشاعرة والمعتزلة والجهمية ونحوهم  ليسوا من أهل السنة بهذا المعنى " < ٢ >..

< ١ > [ منهاج السنة ( ٢ / ٢٢١)]. 

< ٢ > [الشرح الممتع(١١ /٣٠٦)].

ف"السلفية نسبة إلى السلف ، فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين : السلف ، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها ، السلف : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) هدول [ عامية بمعنى هؤلاء أو هذه] القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف ، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف ، إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين :


الأمر الأول : 

أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية ، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام : ( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ... ) إلى آخر الحديث ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو ( حتى تقوم الساعة ) ، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة ، والطائفة : هي الجماعة القليلة ، فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق .


فإذًا إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي

 الأمر الثاني الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو : 

أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن - لا أقول : أن - يتبرأ ، هذا أمرٌ بدهي ، لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً ، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية ، يعني : الانتساب إلى العصمة ، من أين أخذنا هذه العصمة ؟ نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية - مما عليه جماهير الخلف - حينما يأتون بقوله عليه السلام : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) ، لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية ، ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيئ ، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق فقال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا } أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية : { ويتبع غير سبيل المؤمنين } على مشاققة الرسول ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا } لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والحكم عليه بمصيره السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل : { ويتبع غير سبيل المؤمنين }

هل هذا عبث ؟! 

حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذًا ما الغاية ما الحكمة من عطف هذه الجملة { ويتبع غير سبيل المؤمنين }

 على { يشاقق الرسول }؟ الحكمة في كلام الإمام الشافعي حيث استدل بهذه الآية على الإجماع. أي: من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة في تعبيرنا المسابق وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام بأنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا}


إذًا على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :


أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ؟ ثم ما الحكمة في أنَّ الله عز وجل أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سلك سبيلهم. قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة . وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريبي عهد بتلقي الوحي غضًا طريا من فم النبي صلى الله وعليه وسلم ثم شاهدوا نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق القرآن المنصوص عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله عليه الصلاة والسلام. بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً ، ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة : قوله عليه السلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ) ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله : " وما راءٍ كمن سمع " فإذًا الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليًا ، اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً، ولكن أجمل منها أن نجعلها حقيقةً واقعة ، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام واقعاً يمشي على الأرض ، كلام جميل ، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض ، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً ، سمعوا الكلام منه مباشرةً ، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ ،ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي ، فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً ، وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً ،هناك آيات في القرآن الكريم ، لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم ، كما قال عز وجل : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم } مثلاً قوله تعالى : { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما } الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة ، { والسارق } من هو ؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق ، واليد ما هي ؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين ، من هو السارق الذي يستحق قطع اليد ؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟ اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق ، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ ، لكن الجواب هو حينما نتذكر الآية السابقة : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم } الجواب في البيان ، فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن ، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى ، وما أكثرها ، لأن من قرأ علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ، ومطلق ومقيد ، وناسخ ومنسوخ ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص ، إن لم نقل : مئات النصوص ، نصوص عامة أوردتها السنة ، ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة " .

[ من كلام الإمام الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور - شريط ( ١ ) سقناه بتمامه لأهميته ]   


 《 الفصل الثاني  الإجابة عن هذا السؤال ونصه :  لماذا يقال : هذا اخواني أو معطل أو صوفي أو سروري أو زيدي أو اباضي ؟》 


الإجابة:.

أحببنا إيضاح الأمر

فنبدأ دون ترتيب زمني بناء على أهمية وجود هذه الفرق في عصرنا الحاضر 


                    ( أولا  )


الاخوانية :هم انفسهم من أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم في بداية تأسيس هذه الفرقة الضالة في مصر وظاهر منطوق هذا  الاسم الاخوانية ومفهومه يثبتون لهم الإسلام وينفونه عن غيرهم ..


               (    ثانيا    )


المعطله الجهمية

 ولها مئات الفرق مابين غلاة وملاحدة وتأثروا في الفلسفة اليونانية وبعضهم سلك مسلكا أشد من الفلاسفة 

وسموا معطلة : لتعطيلهم معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى وتفريغ محتوى اللفظ عن معناه الشرعي واللغوي ومخالفتهم لادلة الكتاب والسنة واجماع سلف الامة. 

وأما نسبتهم الى الجهمية ؛ وذلك ان الجهم بن صفوان هو من أوائل الدعاة الضالين المخذولين إلى هذه البدعة المنكرة .

 

                 (    ثالثا    )

الزيدية : تنسب إلي  زيد بن علي بن الحسين زين العابدين " فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني، فسُمّوا رافضة لرفضهم إياه، وسُمّي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم إليه .

وهذه النحلة خوارج في تكفير  أهل التوحيد واستحلال دماء المسلمين و معتزلة في توحيد الأسماء والصفات 

ومنهم فرقة الجارودية الرافضة أتباع الحوثي وهم كفرة باطنية يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر المحض .


            (   رابعا  ) 

الاباضية : تُنسَب الإباضية إلى عبد الله بن إباض التميمي

وقيل أن الوهابية الخوارج والتي حاولت الدولة التركية إلصاقها وإلزاقها في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هم هؤلاء الخوارج الاباضية وهؤلاء الوهابية الخوارج نسبة إلى المدعو عبد الله بن وهب الراسبي  ومن معتقداتهم انهم يرون كفر المسلمين وحل دمائهم 

وهم معطلة جهمية معتزلة في توحيد الأسماء والصفات 

يقولون بخلق القرآن الكريم وأنه لا يرى الله  يوم القيامة تعالى وتقدس 

كما أنهم لا يرفعون رأسا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في هديه ولهم كتاب مسند الربيع  جرى وضعه من قبل شخص مجهول.


       (   الصوفية   )


نسبة إلى لبس الصوف وهي مذهب يعظم القبور من دون الله سبحانه وتعالى حتى يصل بهم الأمر إلى عبادتها أو عبادة ما يسمونه بالولي ..



《 الخاتمة : نسأل الله حسنها 》


السلفية هي الإسلام الصحيح المحض الحق وما عداها فدعوات باطلة ومذاهب ضالة 

ف"  الدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، هذه الدعوة السلفية الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول ﷺ في مكة، ثم المدينة، من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم.. توجيه الناس إلى الخير.. تعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله، والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد ﷺ، وترك الإشراك بالله عز وجل  والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه هي الدعوة السلفية، وعليها درج أصحاب النبي ﷺ، فأصحاب النبي ﷺ بعد وفاته ساروا على نهجه في الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار الشرك، وتوجيه الناس إلى توحيد الله في أقوالهم وأعمالهم، كما أمرهم الله بذلك في قوله عز وجل: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ } وفي قوله سبحانه: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }، وفي قوله سبحانه: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }.

فالرسول ﷺ دعا إلى هذا، وكان المشركون يتعلقون بالقبور بالأموات بالأصنام والأشجار والأحجار: يدعونها يتمسحون بها يتبركون بها يستشفعون بها يذبحون لها ينذرون لها؛ فنهاهم عن ذلك عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أنها لا تنفع ولا تضر، وأن الواجب إخلاص العبادة لله وحده، وقال: يا قومي قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا.


فلما فتح الله عليه مكة بعد الهجرة؛ كسر الأصنام، وهدم العزى وكانت شجرة تعبد، وهدم مناة وكانت صخرة تعبد، وهدم اللات وكانت تعبد في الطائف، وهكذا جميع الأصنام كسرها، وبعث إلى القبائل والرؤساء يدعوهم إلى توحيد الله ويأمرهم بترك عبادة الأصنام والأوثان والأولياء والأنبياء والملائكة، العبادة حق الله وحده؛ لأن الله سبحانه يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}  ويقول سبحانه: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } ومعنى أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ، وحدوا الله يعني خصوه بالعبادة هو اللي يدعى يرجى يسأل يسجد له يركع له يذبح له ينذر له، أما القبور فلا يتعلق بها، لا يبنى عليها لا مساجد ولا غيرها، ولا يدعى لها من دون الله، ولا يستغاث بهم، ولا يطلب منهم الشفاعة؛ الشفاعة لله وحده { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا}.

وقد أنكر الله على المشركين في قوله سبحانه: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}  فأنكر الله عليهم بقوله:{ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } وقال سبحانه: { فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } - ثم قال سبحانه - { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}  يعني: يزعمون أنهم عبدوهم للتقريب، يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ، يعني: ما عبدنا اللات والعزى والأنبياء والملائكة ودعوناهم واستغثنا بهم؛ إلا ليقربونا إلى الله زلفى.

فأنكر الله عليهم ذلك وأكذبهم، فقال سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} ، بين سبحانه أنهم كذبة في قولهم: إنها تقربهم إلى الله زلفى، كفرة في عبادتهم الأصنام والملائكة والأنبياء.فلا يجوز أن يؤتى صاحب القبر ويقول: يا سيدي فلان انصرني، أو أغثني، أو اقض حاجتي، أو اشفع لي، أو أنا في جوارك، كل هذا منكر كل هذا من الشرك الأكبر في حياته لا بأس إذا كان حي تقول: يا فلان اشفع لي، مثل ما كان الصحابة في حياة النبي ﷺ يقول: اشفع لنا يارسول الله ادع الله لنا، كان يستغيث لهم إذا أجدبوا في خطبة الجمعة وفي غيرها، وكان يدعو لهم، لا بأس في حياته، وهكذا يوم القيامة إذا بعثه الله يشفع للناس يوم القيامة، أما بعد موته في البرزخ فلا يدعى لا هو ولا غيره، لا الأنبياء ولا الملائكة ولا الصالحون، لا يدعون مع الله ولا يستغاث بهم، لكن تقول: يا رب اغفر لي، يا رب ارحمني، يا رب أصلح قلبي، يا رب ارزقني، يا رب فرج كربتي، يا رب أصلح أولادي، يا رب انصرني على عدوي، يا رب شفع في نبيك، يا رب اجعلني من أهل شفاعة نبيك عليه الصلاة والسلام، يا رب وفقني لطاعتك واتباع شريعتك، هكذا تقول تسأل ربك.

هذا هو الطريق الصحيح هي هذه الطريقة السلفية التي درج عليها الرسول ﷺ ودرج عليها أصحابه رضي الله عنهم ثم التابعون بعدهم بإحسان درجوا على هذا، وكان الصحابة ومن بعدهم يدعون إلى هذا الطريق: التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وإلى إخلاص العبادة لله وحده، لا يدعى معه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صاحب قبر، ولا جني ولا شجر ولا صنم ولا غير ذلك، العبادة حقًا الله وحده {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} ، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينََ حُنَفَاءَ }، مع الإيمان بأن الرسول ﷺ هو خاتم الأنبياء، لا نبي بعده أرسله الله إلى الناس كافة الجن والإنس، لابد من هذا الإيمان أن تؤمن بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني، هو رسول الله حق عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل الخلق، هو سيد ولد آدم، تؤمن بهذا، وتؤمن بأن الله أرسله إلى الناس عامة: الجن والإنس، من أجاب دعوته واتبع ما جاء به؛ فله الجنة، ومن حاد عن سبيله فله النار.

هو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، من ادعى النبوة بعده كـالقاديانية يكون كافرًا؛ لأن الله سبحانه يقول: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }، عليه الصلاة والسلام، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله ﷺ أنه خاتم الأنبياء، يقول: إني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي، عليه الصلاة والسلام.

ثم من تمام الدعوة السلفية: طاعة الله ورسوله، فعل الأوامر وترك النواهي: الصلاة تصلي كما شرع الله.. تزكي كما شرع الله.. تصوم كما شرع الله.. تحج كما شرع الله.. تبر والديك تصل أرحامك تدعو إلى الله بالحلم والهدى، تأمر بالمعروف تنهى عن المنكر بالأسلوب الحسن بالرفق والحكمة، تدع المعاصي: كالزنا والعقوق والربا قطيعة الرحم شرب المسكر.. إلى غير هذا من المعاصي تدعها تحذرها؛ طاعة لله، وتعظيمًا لله، واتباعًا لشريعته، ترجو ثوابه وتخشى عقابه، كل هذا داخل في الدعوة السلفية"[ من كلام الإمام ابن باز رحمه الله عن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من موقعه الرسمي ]

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما 

▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎

كتبه : غازي بن عوض العرماني