الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فلايجتمع القرآن الكريم وسماع الغناء الاثيم
وقد وردت ادلة تحرم الغناء والمعازف
ففي سورة لقمان الآية ( ٦ ) قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} فقد اقسم كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم كإبن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم ان المراد ب"لهو الحديث "هو الغناء.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"ما ذكر تعالى حال السعداء ، وهم الذين يهتدون بكتاب الله وينتفعون بسماعه ، كما قال [ الله ] تعالى : { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد }[ الزمر : ٢٣ ] ، عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله ، وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب ، كما قال ابن مسعود في قوله تعالى : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : هو - والله - الغناء .
قال ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يزيد بن يونس ، عن أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء البكري ، أنه سمع عبد الله بن مسعود - وهو يسأل عن هذه الآية : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله } - فقال عبد الله : الغناء ، والله الذي لا إله إلا هو ، يرددها ثلاث مرات .
حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا صفوان بن عيسى ، أخبرنا حميد الخراط ، عن عمار ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء : أنه سأل ابن مسعود عن قول الله : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } قال : الغناء .
وكذا قال ابن عباس ، وجابر ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومكحول ، وعمرو بن شعيب ، وعلي بن بذيمة .
وقال الحسن البصري : أنزلت هذه الآية : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم } في الغناء والمزامير ".
إنتهى كلامه رحمه الله[ بتصرف يسير ].
وقال الله تعالى وتقدس في سورة النجم الآية( ٦٠ ) معددا بعض صفات الكفار:
{ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ }
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:"{ وتضحكون } منه استهزاء وسخرية ، { ولا تبكون }أي : كما يفعل الموقنون به ، كما أخبر عنهم : { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا } [ الإسراء : ١٠٩ ]
ثم قال سبحانه وتعالى:
{ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ }
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" وقوله : { وأنتم سامدون } قال سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : الغناء ، هي يمانية ، اسمد لنا : غن لنا . وكذا قال عكرمة .
وفي رواية عن ابن عباس : {سامدون } : معرضون . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة . وقال الحسن : غافلون . وهو رواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب . وفي رواية عن ابن عباس : تستكبرون . وبه يقول السدي" .
وفي صحيح السنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة )[ رواه البخاري رحمه الله تعليقا بصيغة الجزم حديث رقم (٥٥٩٠)، ووصله الطبراني والبيهقي رحمهما الله وصححه الإمام الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم ( ٩١)
وروى الترمذي رحمه الله في سننه عن جابر رضي الله عنه قال:( خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة) قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الامام الألباني رحمه الله في صحيح الجامع حديث رقم ( ٥١٩٤) وقال الرسول صلى الله عليه و سلم: ( صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة)[إسناده حسن كما في السلسلة الصحيحة ( ٤٢٧ )] وقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف) [ صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة حديث رقم(٢٢٠٣ )] وقال الرسول الله عليه وسلم: ( إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر ) [صحيح، صحيح الجامع حديث رقم (١٧٠٨)]. والكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية . وروى أبو داوود رحمه الله في سننه عن نافع رحمه الله أنه قال: "سمع ابن عمر مزماراً، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئاً؟ قال: فقلت: لا قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا" [ حديث صحيح، كما في صحيح أبي داوود رحمه الله حديث رقم( ٤١١٦ )]. و علق على هذا الحديث العلامة القرطبي رحمه الله قائلاً: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم!" وذلك عند تفسيره للاية في تفسيره المسمى( الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
فالكتاب والسنة والإجماع على تحريم الغناء وأما من خالف ولم يخالف إلا شاذ فقد خالف كلام الله سبحانه و تعالى وخالف سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين.
أيها الإخوة
يا عباد الله:
الله الله
فنحن في دار سفر
وظعن
وارتحال فالدنيا ليست دار مقامة واستقرار ..
فهي الدنيا
وغيرها الآخرة
فحيهلا على جنات عدن ..فإنها منازلك الاولى وفيها المخيم ...
ايها الاخوة الكرام:
السكر وام الخبائث : هي خمر البدن وسكره...
واما الغناء: فهو خمر الروح وسكرها .
...
استعدوا للقاء الله بالاعمال الصالحة ..فاليوم عمل وغدا حساب وجزاء ..
فقد فاز والله وربح
بل طوبى
لمن وجد في صحيفة اعماله توحيد وسنة وطاعة
وخسر وخاب من وجد شركا وبدعة ومعصية ...
يامسكين
لايغرك الامل فتنسى الطاعة والعمل ..
انظر يمينك
ويسارك
ومن حولك
وانظر
جيرانك
واقرباءك
اتاهم ملك الموت وهم في غفلة
كفى بالموت واعظا
فهم الآن
مرتهنون باعمالهم
فلاانيس لهم الا صالح اعمالهم
الله الله
بالاعمال الباقيات الصالحات وكثرة الاستغفار ومداومة الطاعات.
اللهم إننا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ونسألك السلامة لنا ولإخواننا من الشيلات والأناشيد والغناء
{ ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب }
( يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك)
يامعلم آدم وابراهيم علمنا ويامفهم سليمان فهمنا
اللهم اننا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وحسن الخاتمة.
ونسألك العافية والسلامة من مذهب ومعتقد ومنهج وسلوك الخوارج من إخوانية أو غيرهم من فرق الخوارج الذين استحلوا دماء المسلمين وكفروهم ونسألك العافية والسلامة من الملاحدة والليبرالية الذين يزينون الفواحش والاثام.
آمين
.............
غازي بن عوض العرماني .